عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-09-2007, 06:31 PM
الصورة الرمزية ابو كارم
ابو كارم ابو كارم غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,323
الدولة : Palestine
افتراضي

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله
أما بعد :
وبادئ ذي بدء لصاحب الموضوع منا فائق الأحترام والتقدير ،نسأل الله لنا وله ولكم الجنان والمنازل العليا عند رب العباد.
و أن الله تعالى كتب الجهاد على هذه الأمة ، و جعله فريضة قائمة على التعيين أو الكفاية ، سنة ماضية إلى يوم القيامة مع كل بر وفاجر ،لتكون كلمة الله هي العليا و كلمة الذين كفروا السفلى .
ولقد أٌمرنا بالجهاد منذ بزوغ شمس الدعوة ,وأجدادنا المسلمون الاوائل ،عقد الله معهم الصفقة الرابحة قال ربنا ( إنَّ اللَّهِ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ)
وفي هذه الأية الكريمة { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }
وكما نقل لنا أخانا الكريم أبو ألياس ،قال المفسرون في هذه الاية المعنى لا تلقوا بأيديكم بأن تتركوا النفقة في سبيل الله، وتخافوا الفقر.
واليوم و من أعظم ما ابتليت به الأمة في عصرنا الحاضر ، غياب فريضتين جليلتين تردّت الأمّة بفقدهما في دَرَكات الذل و الهوان ، و تداعت عليها الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها ، و هما تنصيب الإمام العادل خليفة المسلمين ، و النفرة للجهاد في سبيل الله تعالى ، لفتح البلاد و قلوب العباد ، و الإثخان في أهل الكفر و الإلحاد و العناد
و الأصل في المسلم – و إن لم ينل شرف المشاركة الفعلية ا في الرباط في سبيل الله بعد - أن لا يكفّ عن تحديث نفسه بالجهاد ، و تهيئة نفسه له إعدادا و استعدادا، و التطلع إلى الشهادة في سبيل الله ، فقد روى أبو داوود بإسناد صحيح عن أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ :‏ «‏ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ »‏
عليه أن لا يبخل بماله عن الجهاد،ولو أنفق كل ماله ما نال درجة من جهاد بنفسه .
قال الحقّ تعالى قد (‏ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) [ التوبة : 111 ]

أختم حديثي بهذه اللقطة الجميلة ،يوم بايع الأنصار رسول الله عليه السلام بيعة العقبة
يقول العباس بن عبادة بن نضلة (رضي الله عنه وأرضاه) لقومه ينبّههم إلي خطورة البيعة: هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم!.. قال: إنكم تبايعونه علي حرب الأحمر والأسود من الناس؛ فإن كنتم ترون أنكم إذا نُهِكَتْ أموالُكُم مصيبةً, وأشرافُكُم قَتلاً أسلَمْتُمُوه.. فمن الآن؛ فهو والله - إن فعلتم - خزي الدنيا والآخرة, وإن كنتم ترون أنكم وافُون له بما دعوتموه إليه علي نهكة الأموال وقتل الأشراف, فخذوه؛ فهو – والله - خير الدنيا والآخرة.. قالوا: فإنا نأخذه علي نَهَكَةِ الأموال وقَتْلِ الاشراف!! قالوا: فما لنا بذلك يا رسول الله.. إن نحن وفينا بذلك؟ (ما هو الثمن لكل هذه التضحيات النادرة, والأحمال الثقيلة, والتبعات العظيمة؟؟) قال صلى الله عليه وسلم: الجنة..!! والجنة فقط!! قالوا: ابسط يدك.. فبسط يده, فبايعوه!.. لقد باع الأنصار كل شيء يملكونه من نفس ومال وراحة وأمن وأهل وديار... باعوا كل شيء, واشتروا شيئا واحدا: الجنة.. ونزلت الكلمة بردا وسلاما على الأنصار, فاطمأنت القلوب, وخشعت الأبصار, وسكنت الجوارح..
ولي عودة إن شاء الله ولقد أدركني الوقت وما زال الحديث فى بدايته
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.33 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.82%)]