السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ٫
حياك الله مشرفتنا المميزة (ملاك النور)
موضوعك ذو شجون و الخوض فيه يجعلنا بالفعل نعيش في الماضي
سبحان الله ٫ من يقرأ ما حدث في (داحس و الغبراء) ٫ يستطيع أن يفهم جزءاً من حاضر أمتنا العربية ٫ و كيف أن العرب استطاعوا على مدى قرون إثبات أن ما يلتفتون له يختلف تماماً عن ما تلتفت له باقي الأمم على الأرض.
شخصياً ٫ أجد أن أبوجهل و أبولهب كانا عربيان حتى النخاع ٫ و لكن لم يستطيعا تهذيب عروبتهما بالإسلام الذي جاء بلسانيهما قلباً و قالباً.
مجيء هذا الدين العظيم بلسان عربي ما كان الاّ لأسباب واضحة المعالم من شهامة و قوة و منعة و كرم و شرف و غيره ٫ كجزء لا يتجزء من شخصية أي انسان تجري في عروقه دماء عربية.
ما حدث في الخمسينيات و الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي ٫ لم يكن الا مثال بسيط عن طريقة التفكير العربية (العلمانية) ٫ و التي باتت تُمثل فشلاً كبيراً على جميع أصعدة الوحدة التي نحلم بها جميعاً ٫ لأنها لم تقترن بروحها وسبب ديمومتها .. دين الإسلام.
لنتصور جميعاً ٫ ما كان سيحدث لو أن الباكستاني المسلم ٫ لم يتم استثناؤه كعامل مهم ٫ من حرب مقدسة في العام ١٩٦٧؟
دعوتك لعملة عربية واحدة ٫ ثقافة عربية واحدة و حتى سوق عربية واحدة ٫ لا يمكن أن تنجح و نحن في هذه الحال من التفكك و التناحر و التقاتل على السُلطة...
من ينظر الى السوق الأوروبية المشتركة ٫ و كيف أنها استطاعت بفترة قصيرة فقط التفوق الهائل في جميع المجالات ٫ يعتقد أنهم بالفعل استثنوا الإختلاف في جميع مجالات الحياة . و لكن لو دققنا النظر بأسباب رفضها لإنضمام تركيا ٫ لوجدنا انها نفس الأسباب الأساسية لتشكيل الإتحاد الأوروبي.. و هي أسباب دينية !!
اقتران دين الإسلام مع العروبة يُشكل قوة هائلة و أكبر دليل على ذلك انتصارات المسلمين الكبيرة خلال حياة المصطفى عليه الصلاة و السلام و ما بعدها ٫ و لكن للأسف ٫ النظر الى الكراسي و النوم في العسل ٫ هو ما يحدث الآن بني يعرب الذين تخلوا عن الدين.
أعتذر عن الإطالة و لكن موضوعك دفع بأحزان في داخل النفس للخروج على سطح الواقع المؤلم لأمتنا .. أمةٌ تتكلم لغة الضاد ٫ نسيت روحها .. نسيت دينها .. و أصبحت كغثاء السيل.
أشكر لك هذا الموضوع الهام و جعله في ميزان حسناتك.
__________________
. .
لا اله إلا الله محمد رسول الله . .
.
|