عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-07-2025, 01:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدايات المستنبطة من آية: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى

  • التنبيه على أن الموجب لدخول جهنم هو الغفلة عن ذكر الله سبحانه، وعن أسمائه الحسنى، يؤخذ من ختم الآية السابقة بذم الغفلة، والأمر في هذه الآية بدعاء الله بأسمائه الحسنى([58]).
  • أسماء الله توقيفية، يؤخذ من قوله: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ﴾ بلفظ التعريف، فدل على أنها معلومة بالشرع، فلا يجوز تسمية الله باسم لم يرد منصوصا ولو كان يقتضي مدحا خالصا، ومثل أسمائه صفاته، فهي توقيفية، فلا يجوز وصف الله بصفة لا دليل عليها([59]).
  • لا يجوز دعاء الله بغير ما سمى به نفسه أو سماه رسوله عليه الصلاة والسلام([60]).
  • الحث على معرفة أسماء الله الحسنى وجمعها وحفظها ومعرفة معانيها ودعاء الله بها، دعاء مسألة، ودعاء عبادة، فدعاء المسألة بأن يسأل الله بها، ودعاء العبادة بالتعبد لله بها، بأن يفهم معنى الاسم الكريم، ثم يديم استحضاره بقلبه، حتى يمتلئ قلبه منه، ويتعبد لله بالاتصاف بما يصلح اتصاف العبد به منها([61])، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة))([62]).
  • كل من كان وقوفه على أسرار حكم الله في مخلوقاته أكثر كان علمه بمعاني أسماء الله الحسنى أكثر([63])، يؤخذ من ذكر الله بعد هذه الآية الأمر بالتفكر في مخلوقات الله.
  • فضل ذكر الله وكثرة فوائده، يؤخذ من أمر الله بدعائه والثناء عليه بأسمائه، ومن فوائد الذكر زيادة الإيمان، ومراقبة الله وحبه والخشوع له، والرغبة في ثوابه، والصبر على مصائب الدنيا، وعدم الحزن على ما يفوت المؤمن من متاع الدنيا الفانية([64]).
  • كرم الله ورحمته بعباده حين أمرهم أن يدعوه بأسمائه، ويرجعوا إليه بالدعاء في مهماتهم([65]).
  • وجوب الإخلاص وإفراد الله بالدعاء والعبادة، وحرمة الشرك بدعاء غيره، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن:18]([66]).
  • مشروعية دعاء الله بأي اسم من أسمائه، وعدم جواز دعاء أي صفة من صفاته؛ لأن الدعاء عبادة، والعبادة لا تصرف إلا لله وحده المتصف بصفات الكمال([67]).
  • لا يجوز في الدعاء ذكر أي اسم غير أسماء الله الحسنى، قال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء:110]، وفي ذلك رد على من يدعون الأنبياء والأولياء أو يسمونهم في الدعاء توسلا إلى الله بذكرهم.
  • مشروعية التوسل إلى الله في الدعاء بأسمائه الحسنى([68]).
  • عدم مشروعية التوسل إلى الله في دعائه بأحد من خلقه، يؤخذ من كون الله أمر عباده أن يتوسلوا إليه في دعائهم بأسمائه الحسنى، ولم يأذن لهم بذكر غيره في الدعاء.
  • ذم الملحدين في أسماء الله سبحانه([69]).
  • حرمة الإلحاد في أسماء الله بالميل بها عن معانيها الصحيحة اللائقة بالله، أو بتعطيلها عن صفات الكمال وإنكارها أو إنكار معانيها، أو بتسمية الله بغير ما سمى به نفسه، أو بتسمية بعض عباده بأسمائه الخاصة به أو باشتقاق أسماء منها للأصنام أو بإشراك غير الله في معاني أسمائه الخاصة به كمن يدعون غير الله ويتوسلون بهم([70]).
  • النهي عن اتباع سبل الملحدين في أسماء الله على مختلف طرائقهم، وتعدد صور إلحادهم([71]).
  • من شبه الله بخلقه فقد ألحد في أسمائه، لميله فيها عن الواجب في حقه سبحانه([72]).
  • حرمة ذكر العبد ربه بلفظ لا يعرف معناه، فربما كان ذلك اللفظ غير لائق بجلال الله، فيقع في الإلحاد في أسمائه سبحانه([73]).
  • كما يجب تنزيه الله سبحانه عن جميع النقائص فكذلك يجب تنزيه أسمائه الحسنى([74]).
  • وجوب الإعراض عن الذين يلحدون في أسماء الله وصفاته، وبغضهم، والبراءة منهم، وترك مجالستهم([75]).
  • عدم مجادلة الملحدين في أسماء الله وصفاته ما داموا مصرين على باطلهم، وعدم المبالاة بهم، ومثلهم جميع الملحدين بمختلف طرائقهم([76]).
  • خطورة مجالسة أصحاب البدع والأهواء من المعطلة والمشبهة الملحدين في أسماء الله، يؤخذ من أمر الله بتركهم للسلامة من شرهم.
  • الحذر من اتباع ما يقول الملحدون في أسماء الله سبحانه([77]).
  • وجوب ترك الإصغاء لكلام الملحدين في أسماء الله؛ لئلا يفتنوا الإنسان بشبهاتهم([78]).
  • تفويض أمر عقوبة الملحدين في أسماء الله إلى الله في حال العجز عن عقوبتهم العقوبة الشرعية، فسيتولى عقوبتهم الله سبحانه، يؤخذ هذا من الأمر بتركهم، ومن الإخبار بعقوبة الله لهم([79]).
  • على المسلمين أن لا يحزنوا لإلحاد الملحدين؛ لأن الله سيتولى عقوبتهم، قال تعالى: ﴿وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾ [النحل:127]، وقال سبحانه: ﴿وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران:176]([80]).
  • الوعيد بالنار للذين يلحدون في أسماء الله وصفاته([81]).
  • تحذير الملحدين في أسماء الله من عذاب الله([82]).
  • تنفير المسلمين من الإلحاد في أسماء الله كفعل المشركين([83]).
  • الانحراف عن الوسط مذموم شرعا، يؤخذ من معنى الإلحاد وهو الميل([84]).
  • من نفي اسما عن الله لعدم الدليل على كونه من الأسماء الحسنى لا يوصف بالإلحاد في أسماء الله، يؤخذ من قوله: ﴿يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾ حيث أضاف الأسماء إلى الله، فدل على أن المقصود أسماؤه التي ثبت في الشرع تسميته بها([85]).
  • على القول بأن (في) للسببية والتعليل في قوله: ﴿يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾ يؤخذ منه ذم ووعيد الذين يجعلون أسماء الله الحسنى مظهرا من مظاهر الكفر، ووسيلة للتشنيع على الذين يثبتونها لله سبحانه([86]).
  • يؤخذ من عدم تعيين وقت جزائهم في قوله: ﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أن الله سيعذبهم في الدنيا والبرزخ والآخرة([87]).
  • إطلاق العمل على القول والاعتقاد، فالملحدون في أسماء الله يلحدون فيها بأقوالهم واعتقادهم، فجعل الله ذلك عملا في قوله: ﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([88]).
  • إثبات علم الله بأعمال عباده.
  • إثبات البعث بعد الموت والجزاء في الآخرة؛ لأن أصل الجزاء الذي توعد الله به الملحدين سيكون في الآخرة.
  • مجازاة الملحدين بجميع أعمالهم السيئة، من الإلحاد وغيره، يؤخذ من عموم ما الموصولة في قوله: ﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([89]).
  • في ذكر السين دون سوف في قوله سبحانه: ﴿سَيُجْزَوْنَ﴾ إشارة إلى وقوع العذاب في الدنيا لمن شاء الله أن يعجل له العذاب من الملحدين، كما قال سبحانه: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة:21]، يؤخذ هذا من تفريق النحاة البصريين بين السين وسوف في دلالتهما على التنفيس، حيث يرون أن سوف أبلغ تنفيسا، وأشد تراخيا([90]).
  • تأكيد عذاب الملحدين، يؤخذ من تأكيد جزائهم بالسين، فهي تفيد التأكيد([91]).
  • في قوله: ﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ بشارة بنصر الله لرسوله على أعدائه، وقد تحقق ذلك، فهو من معجزات القرآن بالإخبار بالمغيبات التي وقعت كما أخبر([92]).
  • تجدد الكفر والإلحاد والمعاصي من الكفار، يؤخذ من قوله: ﴿مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ولم يقل: ما عملوا أو ما يعملون([93]).
المبحث الرابع: سرد أسماء الله الحسنى بطريقة يسهل حفظها
قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة))([94])، وفي رواية: ((من حفظها))([95])، والراجح أن معنى ((أحصاها)) أي: حفظها عن ظهر قلب، بدليل الرواية المفسرة، وقد فسرها الإمام البخاري في صحيحه بالحفظ فقال بعد روايته الحديث: " أحصيناه: حفظناه"([96]).
وقيل: معنى أحصاها أي: آمن بها، وعرف معانيها، ولا شك أن الإيمان بها واجب، وأما معرفة معانيها فهو أمر مشروع ينبغي الحرص عليه، ولكن لا يفسر به الفضل المذكور في الحديث، فإن الحديث أطلق هذا الفضل بمجرد الحفظ، قال النووي: (معنى أحصاها: حفظها، هكذا فسره البخاري والأكثرون، ويؤيده أن في رواية في الصحيح ((من حفظها دخل الجنة))، وقيل: معناه: من عرف معانيها وآمن بها، وقيل: معناه من أطاقها بحسن الرعاية لها وتخلق بما يمكنه من العمل بمعانيها، والله أعلم)([97]).
وقد تقدم أن أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين، قال ابن تيمية: (الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة ليست شيئا معينا؛ بل من أحصى تسعة وتسعين اسما من أسماء الله دخل الجنة) ثم قال: (الذي عليه جماهير المسلمين أن أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين)([98]).
وهذه بعض أسماء الله الحسنى، جمعتها من القرآن الكريم، وما صح من السنة النبوية، ورتبتها بما يسهِّل حفظها، حيث ابتدأت بالأسماء المجموعة في بعض الآيات، ثم ذكرت سائرها مرتبة على حروف المعجم إلا أن أقرن بين اسمين لمناسبة ظاهرة([99])، والله الموفق:
  • الله الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور، الحكيم.
  • الأول الآخر، الظاهر الباطن.
  • الحي القيوم، العلي العظيم.
  • الإله الواحد، الأحد الصمد.
  • القابض الباسط المقدم المؤخر.
  • الأعلى المتعال، الأكرم الكريم.
  • البر البصير، التواب.
  • الجميل الجواد.
  • الحاسب الحسيب، الحافظ الحفيظ، الحق الحَكَم، الحليم الحميد، الحيي.
  • الخلَّاق، الخبير، الدَّيَّان.
  • الرازق الرزاق، الرب الرءوف، الرفيق الرقيب.
  • السبُّوح السِّتير، السميع السيد.
  • الشافي الشاكر الشكور الشهيد.
  • الصادق الطيب.
  • العالم العليم العفو.
  • الغفار الغفور الغني، الفتاح.
  • القادر القدير، القاهر القهار، القريب القوي.
  • الكبير اللطيف.
  • المبين المتين، الـمُجيب المجيد، المحيط المستعان، المقتدر المقيت، المليك المنان، المولى.
  • النصير الهادي.
  • الوارث الواسع، الوتر الودود، الوكيل الولي الوهاب.


المبحث الخامس: سبل تحقيق هدايات الآية في واقع الأمة
  • تعليم الناس أسماء الله الحسنى، وصفاته العلى، حتى يعرفوا قدر الله، وتمتلئ قلوبهم بعظمته، ويعلموا أنه المستحق وحده لِأن يُدعى، ويُتوكل عليه وحده دون غيره من الخَلْق، فيحرصوا على تحقيق الإيمان والتوحيد، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة التي ترضيه.
  • الإيمان هو أساس الدين، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهو اعتقاد وقول وعمل، وإذا تحقق الإيمان في الأفراد والمجتمعات حصل للأمة خير كثير في أمور دينها ودنياها، فتحقيق الإيمان أهم المقاصد الشرعية، ويجب أن يكون أعظم الأهداف الفردية والمجتمعية، فبه يحيا الفرد والمجتمع حياة طيبة سعيدة، وهو مفتاح كل خير، وفيه النجاة من المكاره والشرور، وفيه خير الدنيا والآخرة، قال الله سبحانه: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل:97].
  • التوحيد هو حق الله على العبيد، والإخلاص طريق الخلاص، ولا سعادة للمسلم إلا بتحقيق التوحيد والإخلاص، فيجب على كل مسلم أن يعرف التوحيد الذي هو أعظم الواجبات ليمتثله، ويعرف الشرك الذي هو أعظم المحرمات ليجتنبه، قال الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء:36]، وخلاصة الدين الإسلامي هو توحيد الله سبحانه، وإفراده بالعبادة وحده دون ما سواه، ومن عمل عملا يبتغي به شيئا سوى الله فإن الله لا يقبله منه، قال سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف:110].
  • العمل الصالح هو ثمرة الإيمان، وهو لازم من لوازم الإيمان وجزء منه، ومن العمل الصالح دعاء الله وحده في الصلاة وفي غير الصلاة، وإذا كانت الأمة أفرادا وجماعات تحرص على العمل الصالح - ومن أعظم ذلك دعاء الله سبحانه - فهي أمة صالحة، تسعى لكل ما ينفعها في دينها ودنياها، فتعمل لدنياها كأنها تعيش أبدا، وتعمل لآخرتها كأنها تموت غدا، فتجمع بين العمل الصالح لدينها ودنياها وآخرتها، كما علمنا الله في قوله: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة:201].
  • كل إنسان ضعيف ناقص، فلا غنى له عن الالتجاء إلى الله في جميع أموره، في السراء والضراء، فيظهر الإنسان عبوديته لله، ويظهر عجزه وشدة حاجته لمولاه، فيجب على المسلم أن يكثر من دعاء الله سبحانه بأسمائه الحسنى تضرعا وخيفة، كما قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
  • الحذر من الإلحاد في أسماء الله وصفاته بأي نوع من أنواع الإلحاد، والحذر من الملحدين، وعدم مجالستهم، والتقرب إلى الله بهجرهم، كما قال سبحانه: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68].
  • الخوف من عذاب الله في الدنيا والآخرة، فالله مطلع على جميع أعمال عباده الظاهرة والباطنة، وهو يمهل ولا يهمل، وسيجازي عباده على جميع أعمالهم، فيجب على كل عاقل أن يخاف الله، وأن يستعد للقائه بالأعمال الصالحة، كما قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر: 18]، وبالخوف من الله، ومراقبة الله، ومحاسبة كل إنسان لنفسه، تصلح أعمال الفرد والمجتمع.
  • تعريف المسلمين بعظمة القرآن وفضله، وأنَّه يهدي الأمة للتي هي أقوم في جميع أمورها، وأنَّ فيه عز الأمة وقوتها وصلاحها في دينها ودنياها، فيحرصون على تعلمه، وتدبره، والعمل به.



الخاتمة
وبعد أنْ يسَّر الله - بعونه وفضله - إتمام هذا البحث الذي بيَّنتُ فيه معنى قوله سبحانه: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]، وذكرت مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها، وسردتُ بعض هدايات الآية الكريمة؛ أذكر في الخاتمة أهم النتائج والتوصيات:
أهم نتائج البحث:
  • القرآن لا تنقضي عجائبه وهداياته، ومجال استنباط الهدايات القرآنية مجال رحب واسع، ومن أطال دراسة آية من القرآن، وكرَّر تدبرها، وأَكْثَر مِنْ تأملها؛ فسيفتح الله له من هداياتها ما لا يجده في كتب التفاسير، فقد يسر الله كتابه لمن تدبره، وأقبل عليه.
  • الحث على دعاء الله سبحانه بأسمائه الحسنى.
  • الحذر من الإلحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى بأي نوع من أنواع الإلحاد التي ذكرها أهل العلم.
  • أهمية العلم بأسماء الله الحسنى، وحفظها، ومعرفة معانيها، ومعرفة صفات الله تعالى الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يعرف الناس عظمة الله وقدره، فيحرصوا على تحقيق الإيمان، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
  • فضل القرآن وعظمته، فهو يهدي الأمة في كل زمان ومكان للتي هي أقوم، وفيه عز الأمة وقوتها وصلاحها في دينها ودنياها، فيجب الحرص على تعلمه، وتدبره، والعمل به، والتحاكم إليه.
التوصيات:
أوصي نفسي ومن يقرأ كلامي من العلماء وطلاب العلم والدعاة أن يعتنوا بعلم التفسير، وتدبر القرآن أعظم الاعتناء، دراسةً وتدريسًا، ووعظًا وخطابةً، وأنْ يحثوا الناس على تعلم التفسير، وتدبر القرآن الكريم، فكثير من العلماء والطلاب يعتنون بعلوم شرعية أخرى أكثر من اعتنائهم بكتاب الله، وهذا خلاف ما كان عليه السلف الصالح، فقد كان أكثر علمهم، وأكبر همِّهم، فهْمَ كتاب الله وتدبره، مع تعلم السنة النبوية، والتفقه في دين الله.
والمسلمون اليوم في أمس الحاجة إلى من يبين لهم معاني القرآن والسنة، فقد كثُر الجهل بالقرآن والسنة، وقلَّ العلم الشرعي، وتنوعت الفتن، وكثرت المحن، ولا عزة للمسلمين إلا باعتصامهم بكتاب الله وسنة رسوله علمًا وعملًا.
انتهى البحث، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


فهرس المصادر والمراجع
  • القرآن الكريم.
  • أحكام القرآن، ابن العربي، محمد بن عبد الله المعافري الإشبيلي، تحقيق: محمد عطا، ط3، بيروت، دار الكتب العلمية، 1424 هـ.
  • أدب النفس، الحكيم الترمذي، محمد بن علي، ط1، مصر، الدار المصرية اللبنانية، 1413 هــ.
  • الأذكار، النووي، يحيى بن شرف، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، بيروت، دار الفكر، 1414 هـ.
  • الأزمنة والأمكنة، المرزوقي، أحمد بن محمد بن الحسن الأصفهاني، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417 هــ.
  • أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة، الرضواني، محمود بن عبد الرازق، ط1، مصر، مكتبة دار الرضوان، 1425 هــ.
  • الأسماء والصفات، البيهقي، أحمد بن الحسين، ط1، جدة، مكتبة السوادي، 1413 هــ.
  • الإكليل في استنباط التنزيل، السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1401 هــ.
  • أنوار التنزيل وأسرار التأويل، البيضاوي، عبد الله بن عمر الشيرازي، تحقيق: محمد المرعشلي، ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1418 هـ.
  • إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد، ابن الوزير، محمد بن إبراهيم الحسني اليمني ط2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1987 م.
  • أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، الجزائري، أبو بكر جابر بن موسى، ط5، المدينة النبوية، مكتبة العلوم والحكم، 1424 هـ.
  • بحر العلوم، السمرقندي، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1413 هـ.
  • البحر المحيط في التفسير، أبو حيان، محمد بن يوسف بن حيان، تحقيق: صدقي محمد جميل، بيروت، دار الفكر، 1420 هـ. (د. ط)
  • بدائع الفوائد، ابن القيم، محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، بيروت، دار الكتاب العربي. (د. ط) (د. ت)
  • البرهان في علوم القرآن، الزركشي، محمد بن عبد الله بن بهادر، ط1، دار إحياء الكتب العربية، 1376 هــ.
  • بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، ط1، السعودية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1426 هــ.
  • تاج العروس، الزبيدي، أبو الفيض محمد مرتضى الحسيني، تحقيق: مجموعة من المحققين، دار الهداية. (د. ط) (د. ت)
  • التأويلات النجمية، الكُبْرى، أحمد بن عمر بن محمد، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 2009 م.
  • تأويلات أهل السنة، الماتريدي، أبو منصور محمد بن محمد، تحقيق: مجدي باسلوم، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1426 هـ.
  • تبصير الرحمن وتيسير المنان، المهايمي، علي بن أحمد، ط2، بيروت، عالم الكتب، 1403 هــ.
  • التحبير شرح التحرير في أصول الفقه، المرداوي، علاء الدين أبو الحسن علي بن سليمان الصالحي، ط1، الرياض، مكتبة الرشد، 1421 هــ.
  • التحرير والتنوير، ابن عاشور، محمد الطاهر، تونس، الدار التونسية للنشر، 1984م. (د. ط)
  • التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان ، الألباني، محمد ناصر الدين، ط1، جدة، دار با وزير، 1424 هــ.
  • تفسير أسماء الله الحسنى، الزجاج، إبراهيم بن السري، ط1، دار الثقافة العربية، د.ت.
  • التفسير البسيط، الواحدي، علي بن أحمد بن محمد، ط1، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1430 هــ.
  • تفسير السمعاني، السمعاني، أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار المروزي، تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس، ط1، الرياض، دار الوطن، 1418 هـ.
  • تفسير الشعراوي - الخواطر، الشعراوي، محمد متولي، ط1، القاهرة، مطابع أخبار اليوم، 1997 م.
  • تفسير المنار، رشيد رضا، محمد رشيد بن علي، ط1، مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990 م.
  • التفسير المنير في العقيدة والشريعة، الزحيلي، وهبة بن مصطفى، ط2، دمشق، دار الفكر المعاصر، 1418 هـ.
  • التفسير الوسيط للقرآن الكريم، طنطاوي، محمد سيد، ط1، القاهرة، دار نهضة مصر، 1997 م.
  • تهذيب اللغة، الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد الهروي، تحقيق: محمد مرعب، ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 2001م.
  • التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد، ابن منده، محمد بن إسحاق، ط1، المدينة النبوية، مكتبة العلوم والحكم، 1423 هــ.
  • التوسل أنواعه وأحكامه، الألباني، محمد ناصر الدين، ط1، الرياض، مكتبة المعارف، 1421 هــ.
  • تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، السعدي، عبد الرحمن بن ناصر، ط1، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1420 هــ.
  • جامع البيان عن تأويل آي القرآن، الطبري، محمد بن جرير، تحقيق: عبد الله التركي، ط1، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع، 1422 هـ.
  • جامع الرسائل، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، ط1، الرياض، دار العطاء، 1422 هــ.
  • الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، محمد بن أحمد الأنصاري، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، ط2، القاهرة، دار الكتب المصرية، 1384 هـ.
  • جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام، ابن القيم، محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، ط2، الكويت، دار العروبة، 1407 هــ.
  • الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، ط2، الرياض، دار العاصمة، 1419 هــ.
  • الذريعة إلى مكارم الشريعة، الراغب، أبو القاسم الحسين بن محمد الأصفهاني، ط1، القاهرة، دار السلام، 1428 هــ.
  • الرسالة، الشافعي، محمد بن إدريس، تحقيق: أحمد شاكر, ط1، مصر، مكتبه الحلبي، 1358 هـ.
  • رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز، الرسعني، عبد الرازق بن رزق الله الحنبلي، ط1، مكة، مكتبة الأسدي، 1429 هــ.
  • روح البيان، حقي، إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الخلوتي، ط1، بيروت، دار الفكر، د.ت.
  • روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، الألوسي، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415 هـ.
  • الروض الأنف في شرح السيرة النبوية، السهيلي، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد، (ط1)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1412 هـ.
  • زاد المسير في علم التفسير، ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، ط1، بيروت، دار الكتاب العربي، 1422 هــ.
  • زهرة التفاسير، أبو زهرة، محمد بن أحمد بن مصطفى، دار الفكر العربي. (د. ط) (د. ت)
  • السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، الشربيني، محمد بن أحمد الخطيب، ط1، القاهرة، مطبعة بولاق، 1285 هــ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 40.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.73 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.56%)]