الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #113  
قديم 10-07-2025, 12:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1267

الفرقان





توجيهات قرآنية للمرأة المسلمة
لا غنى للمرأة المسلمة التي تؤمن بالله واليوم الآخر عن توجيهات القرآن الكريم؛ لأنّ فلاحها في الدنيا ونجاتها في الآخرة ودخولها الجنة، محصورٌ في تمسكها بكتاب الله -عز وجل-، ومن توجيهات القرآن الكريم للمرأة المسلمة توجيهها للتمسك بالحجاب الشرعي، وتأكيد المحافظة عليه.
والله -عزوجل- أمر النساء والبنات بالحجاب، فقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}(الأحزاب: 59)، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى-: «لم تزل عادة النساء قديما وحديثا أن يسترنَ وجوههنَّ عن الأجانب»، وقال الإمام السيوطي -رحمه الله تعالى-: «هذه آية الحجاب في حق سائر النساء، ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن»، ويقول الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله معلقاً على الآية السابقة-: «وبهذا ظهر عموم فرض الحجاب على نساء المؤمنين على التأبيد»، قال الله -تعالى-: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (النور:60). يقول الشيخ بكر أبو زيد: فدلَّت هذه الآية على فرض الحجاب على نساء المؤمنين لوجوههن وسائر أبدانهن وزينتهن؛ لأن هذه الرخصة للقواعد، اللاتي رُفع الإثم والجناح عنهن؛ إذ التهمة في حقهن مرتفعة، وقد بلغن هذا المبلغ من السن واليأس، والرخصة لا تكون إلا من عزيمة، والعزيمة فرض الحجاب في الآيات السابقة، ومن الأحاديث التي تدل على فرضية الحجاب حديث أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرمات، فإذا حاذَوا بنا سَدَلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه.
واجبات المرأة المسلمة
لما كان للمرأة حقوق ضَمِنَها الإسلام، كان عليها واجباتٌ مطالَبة بأدائها والقيام بها، فالله -سبحانه وتعالى- جعل المرأة أهلًا للتكليف وتحمُّل المسؤولية، وهذه الأهلية هي مناط تكريم وإعزاز للمرأة المسلمة، مثلها في ذلك مثل الرجل؛ فالنساء شقائقُ الرجال، وهي مساوية للرجل في أصول التكاليف الشرعية، من عبادة الله وتوحيده، والإيمان به، وتعلُّم ما يلزمها من أمور دينها، وطاعة زوجها، وتربية أبنائها، ونحو ذلك من الواجبات الأخرى.
أهم ما يميز المرأة المسلمة
لعل من أهم ما تتميز به المرأة المسلمة التي تعلق قلبها بالله وطبقت شرعه، وامتثلت أمره، تلك الراحة النفسية والاطمئنان القلبي؛ فلا تراها إلا مبتسمة حتى في أحلك الظروف وأقسى الحالات، فهي تدرك أن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وأن ما أخطأها لم يكن ليصيبها، فلا تتحسر لفوت محبوب، ولا تتجهم لحلول مكروه، فربما كان وراء المحبوب مكروه، ووراء المكروه محبوب، {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
توجيهات القرآن للمرأة
إن توجيهات القرآن للمرأة وهداياته لها هدايات فيها العز لها ولمجتمعها، وفيها الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، والواجب على المرأة المسلمة التي منَّ الله عليها بالإيمان، وهداها للإسلام، وعرَّفها بمكانة القرآن، وجعلها من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأنام، أن تقدر آداب القرآن وتوجيهاته وهداياته قدرها، وأن تعرف لها مكانتها، وأن تأخذ بها مأخذ العزم والحزم والجد والاجتهاد، وأن تربأ بنفسها مما يدعوها إليه الهمَل من الناس ممن تاهت بهم الأفكار وانحرفت بهم السبل، وحادوا عن هدايات القرآن الكريم.
دور المرأة المسلمة في الأزمات
تتحمل المرأة المسلمة مسؤوليات متعددة ومتنوعة في الأزمات؛ فهي غالبًا تكون محورًا أساسيا في الأسرة والمجتمع، وتؤدي دورًا حيويا في الحفاظ على الاستقرار والتكيف مع الظروف الصعبة، ومن تلك الواجبات ما يلي: (1) واجباتها داخل الأسرة تتميز المرأة بالمرونة والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة؛ ما يجعلها قادرة على تحمل المسؤوليات في الأزمات؛ لذلك من أهم واجباتها ما يلي:
  • الدعم النفسي: تقديم الدعم النفسي لأفراد الأسرة، والتهدئة من روعهم.
  • إدارة الموارد: تدير المرأة الموارد المتاحة بكفاءة، سواء كانت مادية أو غذائية.
  • التعليم والتوجيه: المساهمة في تعليم الأبناء، إذا حالت الظروف دون انتظامهم في التعليم.
  • الحفاظ على القيم: تحافظ المرأة على القيم والأخلاق الحميدة للأسرة، وتعمل على غرسها في نفوس الأبناء.
  • التكيف مع الظروف: تسعى المرأة جاهدة لإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات التي قد تواجهها الأسرة.
فوائد الحجاب
  • حفظ العرض؛ فالمرأة العفيفة التي تتمسكُ بحجابها وتحرص عليه، لا تكون مطمعًا للذين في قلوبهم مرض.
  • ومن فوائد الحجاب طهارة قلب المرأة المسلمة؛ فالمتمسكة بحجابها أقرب لطهارة القلب، كما قال الله -تعالى-: {وإذا سألتموهنَّ متاعًا فأسألوهنّ من وراءِ حِجابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (الأحزاب: 53).
  • ومن فوائد الحجاب أنّه من مكارم الأخلاق، فالمرأة المتحجبة تتصف بالأخلاق الفاضلة، والحجاب يُميزها عن غيرها من النّساء غير المتمسكات بالحجاب.
  • والمرأة المتحجبة المتمسكة بالعفة بعيدة كلّ البعد عن أذية النّاس، قال -تعالى-: {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} (الأحزاب:59)، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الوقار.
  • ومن محاسن الحجاب أنّ فيه حفظا للحياء؛ إذ به تتعودُ المرأة خلق الحياء الذي هو من الإيمان، والحياء لا يأتي إلاّ بخير؛ فالمرأة المتحجبة أكثر حياء من غيرها.
فالصالحات قانتات
قال الله -تعالى-: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} (النساء: 124)، قال ابن كثير: «شرع -سبحانه- في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قَبول الأعمال الصالحة من عباده ذُكْرانِهم وإناثهم، بشرط الإيمان، وأنه سيُدخِلهم الجنة ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدارَ النَّقِير، وهو النُّقرة في ظهر نواة التمر»، وقال عند تفسير الآية: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (النساء: 34): {فَالصَّالِحَاتُ}: أي من النساء، {قَانِتَاتٌ} قال ابن عباس - رضي الله عنه -: يعني مطيعات لأزواجهن»، {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غَيْبتِه في نفسها وماله، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير النساء امرأةٌ إذا نظَرتَ إليها سرَّتْك، وإذا أمَرتَها أطاعتْك، وإذا غِبتَ عنها حَفِظتْك في نفسها ومالك».
سرّ صلاح الأسرة وسعادتها
لَا شَكَّ أَنَّ صَلَاحَ الْأُسَرِ مِنْ أَوْلَى مَا يَهْتَمُّ بِهِ الْعُقَلَاءُ؛ فَإِنَّ فِي صَلَاحِهَا صَلَاحًا لِلْمُجْتَمَعِ كُلِّهِ، وَالْفَطِنُ مَنْ تَفَكَّرَ فِي وَسَائِلِ إِصْلَاحِهَا، وَأَخَذَ بِأَسْبَابِ ذَلِكَ، ومِنْ أهم وَسَائِلِ الإصَلَاحِ غَرْسُ تَعْظِيمِ اللهِ -عَزَّوَجَلَّ- فِي الْقُلُوبِ؛ فَإِنَّهُ إِنْ عَظُمَ قَدْرُ اللهِ فِي قلبه خاف هَذَا الْقَلْبُ أَنْ يُخَالِفَ رَبَّهُ، والْتَزَمَ حُدُودَهُ وَأَحَلَّ حَلَالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَإِذَا تَحَقَّقَ ذَلِكَ فِي أُسْرَةٍ عاشت السَّعَادَة الْمُطْلَقَة؛ قال -تعالى-: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}(طه: 123).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.02 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]