{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ○ لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: ٣٩-٤٠]
قال تعالى في آية سورة يس: ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾، ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ﴾ ينزل بها، كل ليلة ينزل منها واحدة، ﴿ حَتَّى ﴾ يصغر جدًا، فيعود ﴿ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾ أي: عِذْقُ النخلة وهو العُرْجون بلغة أهل المغرب الذي من قِدَمِه نشَّ وصغُرَ حجمُه وانحنى، ثم بعد ذلك، ما زال يزيد شيئًا فشيئًا، حتى يتم [نوره] ويتسق ضياؤه ولهذا قال سبحانه في سورة الانشقاق: ﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴾ أَيْ: اتَّسَعَ وتَكَامَلَ نُورُهُ.
{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ○ لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: ٣٩-٤٠]
لاتقلق من إخفاقك هذه المرة ، حتى البدر الجميل يتناقص ، لكنه يعود بدرا .... انهض من جديد ولاتيأس
في سورة يس حديث عن مراحل خلق القمر {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ...} وإشارة لمراحل خلق الإنسان {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ}
تأمل سنة الله في مخلوقاته ، كل تمام مآله النقص ، فالإنسان يبدأ ضعيفا ثم يزداد في القوة حتى إذا تكامل أخذ في النقص والضعف ، وكل المستحيلات تركع أمام إرادة الله {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} حتى الأشياء التي يستحيل عقلا اجتماعها {فهو على جمعهم إذ يشاء قدير}
كواكب عظيمة لايسعها إلا أن تتبع منهج الله تعالى في خلقه ، فتسير بانتظام لاتشذ عنه قيد أنملة {لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَر} فما أشد جرأتك أيها الإنسان !!! وكم تتفلت عن مسارك !!! ... تفكر ...
