الموضوع: الرجاء والخوف
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23-01-2025, 06:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,437
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرجاء والخوف

الرجاء والخوف ـ 4 ـ

الشيخ : مجد مكي



أشد الآيات رجاءً في القرآن الكريم



نتابع الحديث في هذه الحلقة ما تقدم من ذكر أشد الآيات رجاء في القرآن الكريم:
9 ـ وقال بعضهم: أرجى آية قوله تعالى:[غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ] {غافر:3}.
فإنه سبحانه قدَّم مغفرة الذنب على التوبة، فكأنَّه يغفر للمذنب قبل أن يتوب، ثم عقب على ذلك بوعيد عظيم [شَدِيدُ العِقَابِ]، لكن ختمه بوعد كريم فقال: (ذِي الطَّوْلِ).
فذكر الوعيد بين وعودٍ كريمةٍ سابقةٍ ولاحقةٍ، فإنَّ رحمة الله سبحانه سبقت وغلبت غضبه.
ذكر القرطبي في تفسيره (15: 255)، والسيوطي، وغيرهما: أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه افتقد رجلاً من أهل الشام، فقيل له: تتابع في هذا الشراب.
فقال عمر لكاتبه: اكتب. من عمر إلى فلان، سلام عليك، فأنا أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو [حم(1) تَنْزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللهِ العَزِيزِ العَلِيمِ(2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ(3) ]. {غافر}.. وختم الكتاب.
وقال عمر لحامل الكتاب: لا تدفعه إليه حتى تجده صاحياً، ثم أمر عمر من عنده بالدعاء لذلك الرجل بالتوبة.
فلما أتته الصحيفة جعل يقرؤها، ويقول: قد وعدني ربي، قد وعدني الله أن يغفر لي، وحذَّرني عقابه، فلم يَبْرَح يردِّدها حتى بكى، ثم نزع عن الشرب، وحَسُنَت توبته.
فلما بلغ عمرَ توبتُه. قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم قد زلَّ زَلَّةً فسدِّدوه، ووقّفوه، وادعوا الله له أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعواناً للشياطين عليه، أي: بالسبِّ واللعن والشتم وتعجيل إقامة الحد عليه.
10 ـ وقال الصِّدِّيق رضي الله عنه: لم أر آية أرجى من قوله تعالى: [وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا(83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ]. {الإسراء}..
أي: كلُّ أحد يعمل على شاكلته، ثم قال: لا يشاكل بالعبد إلا العصيان، ولا يشاكل بالرب إلا الغفران.وهذا من باب:
إن تغفر اللُهمَّ تغفر جماً وأي عبدٍ لك لا ألمَّا






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.00%)]