عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-12-2024, 06:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,420
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء التاسع
تَفْسِيرِ سُّورَةِ النِّسَاءُ
الحلقة (523)
صــ 426 إلى صــ 440






القول في تأويل قوله ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ( 173 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بذلك : فأما المؤمنون المقرون بوحدانية الله ، الخاضعون له بالطاعة ، المتذللون له بالعبودية ، والعاملون الصالحات من الأعمال ، وذلك : أن يردوا على ربهم قد آمنوا به وبرسله ، وعملوا بما أتاهم به رسله من عند ربهم ، من فعل ما أمرهم به ، واجتناب ما أمرهم باجتنابه" فيوفيهم أجورهم " ، يقول : فيؤتيهم جزاء أعمالهم الصالحة وافيا تاما " ويزيدهم من فضله " ، يعني جل ثناؤه : ويزيدهم على ما وعدهم من الجزاء على أعمالهم الصالحة والثواب عليها ، من الفضل والزيادة ما لم يعرفهم مبلغه ، ولم يحد لهم منتهاه . وذلك أن الله وعد من جاء من عباده المؤمنين بالحسنة الواحدة عشر أمثالها من الثواب والجزاء . فذلك هو أجر كل عامل على عمله الصالح من أهل الإيمان المحدود مبلغه ، والزيادة على ذلك تفضل من الله عليهم ، وإن كان كل ذلك من فضله على عباده . غير أن الذي وعد عباده المؤمنين أن يوفيهم فلا ينقصهم من الثواب على أعمالهم الصالحة ، هو ما حد مبلغه من العشر ، والزيادة على ذلك غير محدود مبلغها ، فيزيد من شاء من خلقه على ذلك قدر ما يشاء ، لا حد لقدره يوقف عليه .

وقد قال بعضهم : الزيادة إلى سبعمائة ضعف .

وقال آخرون : إلى ألفين .

[ ص: 427 ]

وقد ذكرت اختلاف المختلفين في ذلك فيما مضى قبل ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

وقوله : " وأما الذين استنكفوا واستكبروا " ، فإنه يعني : وأما الذين تعظموا عن الإقرار لله بالعبودة ، والإذعان له بالطاعة ، واستكبروا عن التذلل لألوهته وعبادته ، وتسليم الربوبية والوحدانية له" فيعذبهم عذابا أليما " ، يعني : عذابا موجعا" ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا " ، يقول : ولا يجد المستنكفون من عبادته والمستكبرون عنها ، إذا عذبهم الله الأليم من عذابه ، سوى الله لأنفسهم وليا ينجيهم من عذابه وينقذهم منه"ولا نصيرا" ، يعني : ولا ناصرا ينصرهم فيستنقذهم من ربهم ، ويدفع عنهم بقوته ما أحل بهم من نقمته ، كالذي كانوا يفعلون بهم إذا أرادهم غيرهم من أهل الدنيا في الدنيا بسوء ، من نصرتهم والمدافعة عنهم .
القول في تأويل قوله ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ( 174 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم " ، يا أيها الناس من جميع أصناف الملل ، يهودها ونصاراها ومشركيها ، الذين قص الله جل ثناؤه قصصهم في هذه السورة" قد جاءكم برهان من ربكم " ، يقول : قد جاءتكم حجة من الله تبرهن لكم بطول ما أنتم عليه مقيمون من أديانكم ومللكم ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي جعله الله عليكم حجة قطع بها [ ص: 428 ] عذركم ، وأبلغ إليكم في المعذرة بإرساله إليكم ، مع تعريفه إياكم صحة نبوته ، وتحقيق رسالته" وأنزلنا إليكم نورا مبينا " ، يقول : وأنزلنا إليكم معه"نورا مبينا" ، يعني : يبين لكم المحجة الواضحة ، والسبل الهادية إلى ما فيه لكم النجاة من عذاب الله وأليم عقابه ، إن سلكتموها واستنرتم بضوئه .

وذلك"النور المبين" ، هو القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

10858 - حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : " برهان من ربكم " ، قال : حجة .

10859 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

10860 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم " ، أي : بينة من ربكم"وأنزلنا إليكم نورا مبينا" ، وهو هذا القرآن .

10861 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " قد جاءكم برهان من ربكم " ، يقول : حجة .

10862 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج : "برهان" ، قال : بينة" وأنزلنا إليكم نورا مبينا " ، قال : القرآن .
[ ص: 429 ] القول في تأويل قوله ( فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما ( 175 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : فأما الذين صدقوا الله وأقروا بوحدانيته ، وما بعث به محمدا صلى الله عليه وسلم من أهل الملل"واعتصموا به" ، يقول : وتمسكوا بالنور المبين الذي أنزله إلى نبيه ، كما : -

10863 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج : " واعتصموا به " ، قال : بالقرآن .

"فسيدخلهم في رحمة منه وفضل" ، يقول : فسوف تنالهم رحمته التي تنجيهم من عقابه ، وتوجب لهم ثوابه ورحمته وجنته ، ويلحقهم من فضله ما لحق أهل الإيمان به والتصديق برسله " ويهديهم إليه صراطا مستقيما " ، يقول : ويوفقهم لإصابة فضله الذي تفضل به على أوليائه ، ويسددهم لسلوك منهج من أنعم عليه من أهل طاعته ، ولاقتفاء آثارهم واتباع دينهم . وذلك هو"الصراط المستقيم" ، وهو دين الله الذي ارتضاه لعباده ، وهو الإسلام .

ونصب"الصراط المستقيم" على القطع من"الهاء" التي في قوله : "إليه" .
[ ص: 430 ] القول في تأويل قوله ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك )

يعني تعالى ذكره بقوله : "يستفتونك" ، يسألونك ، يا محمد ، أن تفتيهم في الكلالة .

وقد بينا معنى : "الكلالة" فيما مضى بالشواهد الدالة على صحته ، وقد ذكرنا اختلاف المختلفين فيه ، فأغنى ذلك عن إعادته ، وبينا أن"الكلالة" عندنا : ما عدا الولد والوالد .

" إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك " ، يعني بقوله : "إن امرؤ هلك" ، إن إنسان من الناس مات ، كما : -

10864 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " إن امرؤ هلك " ، يقول : مات .

"ليس له ولد" ذكر ولا أنثى"وله أخت" ، يعني : وللميت أخت لأبيه وأمه ، أو لأبيه"فلها نصف ما ترك" ، يقول : فلأخته التي تركها بعده بالصفة التي وصفنا ، نصف تركته ميراثا عنه ، دون سائر عصبته . وما بقي فلعصبته .

وذكر أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم همهم شأن الكلالة ، فأنزل الله تبارك وتعالى فيها هذه الآية .

[ ص: 431 ]

ذكر من قال ذلك :

10865 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " ، فسألوا عنها نبي الله ، فأنزل الله في ذلك القرآن : " إن امرؤ هلك ليس له ولد " ، فقرأ حتى بلغ : " والله بكل شيء عليم " . قال : وذكر لنا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال في خطبته : ألا إن الآية التي أنزل الله في أول"سورة النساء" في شأن الفرائض ، أنزلها الله في الولد والوالد . والآية الثانية أنزلها في الزوج والزوجة والإخوة من الأم . والآية التي ختم بها"سورة النساء" ، أنزلها في الإخوة والأخوات من الأب والأم . والآية التي ختم بها"سورة الأنفال" ، أنزلها في أولي الأرحام ، بعضهم أولى ببعض في كتاب الله مما جرت الرحم من العصبة .

10866 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا جرير ، عن الشيباني ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن المسيب قال : سأل عمر بن الخطاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة ، فقال : أليس قد بين الله ذلك ؟ قال : فنزلت : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " .

10867 - حدثنا مؤمل بن هشام أبو هشام قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن هشام الدستوائي قال : حدثنا أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : اشتكيت وعندي تسع أخوات لي أو : سبع ، أنا أشك فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فنفخ في وجهي ، فأفقت وقلت : يا رسول الله ، ألا أوصي لأخواتي بالثلثين ؟ قال : أحسن! قلت : الشطر ؟ قال : أحسن! ثم خرج وتركني ، ثم رجع إلي فقال : [ ص: 432 ] يا جابر ، إني لا أراك ميتا من وجعك هذا ، وإن الله قد أنزل في الذي لأخواتك فجعل لهن الثلثين . قال : فكان جابر يقول : أنزلت هذه الآية في : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " .

10868 - حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن هشام يعني الدستوائي عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

10869 - حدثني المثنى قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : مرضت ، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني هو وأبو بكر وهما ماشيان ، فوجدوني قد أغمي علي ، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم صب علي من وضوئه ، فأفقت فقلت : يا رسول الله ، كيف أقضي في مالي أو : كيف أصنع في مالي ؟ وكان له تسع أخوات ، ولم يكن له والد ولا ولد .

[ ص: 433 ]

قال : فلم يجبني شيئا حتى نزلت آية الميراث : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " إلى آخر السورة قال ابن المنكدر : قال جابر : إنما أنزلت هذه الآية في
.

وكان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن هذه الآية هي آخر آية نزلت من القرآن .

ذكر من قال ذلك :

10870 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا يحيى بن واضح قال : حدثنا الحسين بن واقد ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : سمعته يقول : إن آخر آية نزلت من القرآن : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " .

[ ص: 434 ]

10871 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن ابن أبي خالد ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : آخر آية نزلت من القرآن : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " .

10872 - حدثنا محمد بن خلف قال : حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال : حدثنا مالك بن مغول ، عن أبي السفر ، عن البراء قال : آخر آية نزلت من القرآن : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " .

10873 - حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال : حدثنا مصعب بن المقدام قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : آخر سورة نزلت كاملة "براءة" ، وآخر آية ، نزلت خاتمة"سورة النساء" : "يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " .

[ ص: 435 ]

واختلف في المكان الذي نزلت فيه الآية .

فقال جابر بن عبد الله : نزلت في المدينة . وقد ذكرت الرواية بذلك عنه فيما مضى ، بعضها في أول السورة عند فاتحة آية المواريث ، وبعضها في مبتدأ الأخبار عن السبب الذي نزلت فيه هذه الآية .

وقال آخرون : بل أنزلت في مسير كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

ذكر من قال ذلك :

10874 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا محمد بن حميد ، عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين قال : نزلت : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " ، والنبي في مسير له ، وإلى جنبه حذيفة بن اليمان ، فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة ، وبلغها حذيفة عمر بن الخطاب وهو يسير خلفه . فلما استخلف عمر سأل عنها حذيفة ، ورجا أن يكون عنده تفسيرها ، فقال له حذيفة : والله إنك لعاجز إن ظننت أن إمارتك تحملني أن أحدثك فيها بما لم أحدثك يومئذ! فقال عمر : لم أرد هذا ، رحمك الله!

10875 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين بنحوه إلا أنه قال في حديثه : فقال له حذيفة : والله إنك لأحمق إن ظننت .

10876 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن علية قال : حدثنا ابن عون ، عن محمد بن سيرين قال : كانوا في مسير ، ورأس راحلة حذيفة عند ردف راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأس راحلة عمر عند ردف [ ص: 436 ] راحلة حذيفة . قال : ونزلت : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " ، فلقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة ، فلقاها حذيفة عمر . فلما كان بعد ذلك ، سأل عمر عنها حذيفة فقال : والله إنك لأحمق إن كنت ظننت أنه لقانيها رسول الله فلقيتكها كما لقانيها ، والله لا أزيدك عليها شيئا أبدا! قال : وكان عمر يقول : اللهم من كنت بينتها له ، فإنها لم تبين لي .

واختلف عن عمر في الكلالة ، فروي عنه أنه قال فيها عند وفاته : "هو من لا ولد له ولا والد" . وقد ذكرنا الرواية عنه بذلك فيما مضى في أول هذه السورة في آية الميراث .

[ ص: 437 ]

وروي عنه أنه قال قبل وفاته : هو ما خلا الأب .

ذكر من قال ذلك :

10877 - حدثنا الحسن بن عرفة قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال : قال عمر بن الخطاب : ما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو : ما نازعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما نازعته في آية الكلالة ، حتى ضرب صدري وقال : يكفيك منها آية الصيف التي أنزلت في آخر"سورة النساء" : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " ، وسأقضي فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ ، هو ما خلا الأب كذا أحسب قال ابن عرفة قال شبابة : الشك من شعبة .

وروي عنه أنه قال : "إني لأستحيي أن أخالف فيه أبا بكر " ، وكان أبو بكر يقول : "هو ما خلا الولد والوالد" . وقد ذكرنا الرواية بذلك عنه فيما مضى في أول السورة .

وروي عنه أنه قال عند وفاته : "قد كنت كتبت في الكلالة كتابا ، [ ص: 438 ] وكنت أستخير الله فيه ، وقد رأيت أن أترككم على ما كنتم عليه" ، وأنه كان يتمنى في حياته أن يكون له بها علم .

ذكر من قال ذلك :

10878 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا محمد بن حميد المعمري ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب : أن عمر بن الخطاب كتب في الجد والكلالة كتابا ، فمكث يستخير الله فيه يقول : "اللهم إن علمت فيه خيرا فأمضه" ، حتى إذا طعن ، دعا بكتاب فمحي ، فلم يدر أحد ما كتب فيه ، فقال : "إني كنت كتبت في الجد والكلالة كتابا ، وكنت أستخير الله فيه ، فرأيت أن أترككم على ما كنتم عليه" .

10879 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر ، بنحوه .

10880 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان قال : حدثنا عمرو بن مرة ، عن مرة الهمداني قال : قال عمر : ثلاث لأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بينهن لنا ، أحب إلي من الدنيا وما فيها : الكلالة ، والخلافة ، وأبواب الربا .

[ ص: 439 ]

10881 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عثام قال : حدثنا الأعمش قال : سمعتهم يذكرون ، ولا أرى إبراهيم إلا فيهم ، عن عمر قال : لأن أكون أعلم الكلالة ، أحب إلي من أن يكون لي مثل جزية قصور الروم .

10882 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عثام قال : حدثنا الأعمش ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب قال : أخذ عمر كتفا وجمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : لأقضين في الكلالة قضاء تحدث به النساء في خدورهن! فخرجت حينئذ حية من البيت ، فتفرقوا ، فقال : لو أراد الله أن يتم هذا الأمر لأتمه .

10883 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن علية قال : حدثنا أبو حيان قال : حدثني الشعبي ، عن ابن عمر قال : سمعت عمر بن الخطاب يخطب على منبر المدينة ، فقال : أيها الناس ، ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهدا ينتهى إليه : الجد ، والكلالة ، وأبواب الربا . [ ص: 440 ]

10884 - حدثني يعقوب قال : حدثنا ابن علية ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة : أن عمر بن الخطاب قال : ما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء أكثر مما سألت عن الكلالة ، حتى طعن بإصبعه في صدري وقال : تكفيك آية الصيف التي في آخر"سورة النساء" .

10885 - حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان ، عن عمر قال : لن أدع شيئا أهم عندي من أمر الكلالة ، فما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما أغلظ لي فيها ، حتى طعن بإصبعه في صدري أو قال : في جنبي فقال : تكفيك الآية التي أنزلت في آخر"النساء" .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.69 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]