عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-06-2023, 04:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرثاء في الشعر العربي

أما أبو ذؤيب الهذلي فقد ترك فقد أولاده في نفسه أثرًا لا يُمحى بحيث جسَّدت قصيدته مقدار الحزن الذي استحوذ عليه حتى غدت أيامُه مريرةً لا تُطاق فقال:
أمِن المَنُونِ وريبها تتوجَّعُ
والدهرُ ليسَ بُمعْتِبٍ مَن يَجْزَعُ
قَالَتْ أميمةُ مَا لجسمِكَ شاحبًا
منذ ابتذِلْتَ ومثلُ مَالِك يَنْفعُ
أمْ مَا لِجنْبِكَ لا يلائمُ مَضْجعًا
إلَّا أقضَّ عليه ذاكَ المضْجَعُ
فأجبْتُها أمَّا لِجِسْميَ أنَّه
أَودَى بَنيَّ من البلادِ فوَدَّعُوا
أوْدى بَنيَّ فأعْقَبوني حَسْرةً
بعد الرُّقادِ، وعَبرةً مَا تُقْلِعُ
فَغبَرتُ بَعَدهُمُ بعيْشٍ نَاصب
وإِخالُ أَنِّي لاحِقٌ مُسْتَتْبعُ
وَلقدْ حَرَصْتُ بأن أُدافعَ عنهُمُ
وإذا المنيةُ أقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ
وإذا المنيَّةُ أَنشبَتْ أَظْفَارَهَا
ألفْيْتَ كلَّ تميمةٍ لا تَنْفَعُ
وتَجَلُّدي للشَّامِتينَ أرِيهمُ
أَنِّي لِريب الدَّهْرِ لا أتَضَعْضَعُ
حتَّى كَأنِّي للْحَوادِثِ مَرْوَةٌ
بصفا المشقَّرِ كلَّ يومٍ تُقْرَعُ
لا بدَّ مِن تَلفٍ مُقيمٍ فانتظرْ
أَبأرْضِ قَومِك أمْ بأُخرى المَصْرعُ
وَلَقَدْ أَرَى أنَّ البُكَاءَ سَفَاهَة
وَلَسَوْفَ يُولَعُ بالبُكَا مَنْ يُفْجع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]