عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24-06-2021, 04:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم






تفسير قوله تعالى:














﴿ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ [البقرة: 4]







﴿ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ [البقرة: 4]: هذه هي الصفة الرابعة من صفات المتقين؛ أي: والذين من صفتهم أنهم يُصدِّقون بالذي أُنزِل إليك، وهو القرآن الكريم، ويعملون بما فيه، وبدأ بالقرآن - وهو خاتم كتبِه عز وجل وآخرُها - لأنه أفضل كتب الله عز وجل، مهيمن عليها، وناسخ لها.








﴿ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾؛ أي: ويصدِّقون بالذي أُنزِل مِن قبلِك من الكتب السماوية السابقة؛ كالتوراة والإنجيل والزَّبور، وصُحُفِ إبراهيم وموسى، وغيرها، وأن الله عز وجل أنزَلَها على رسله عليهم الصلاة والسلام، كما قال تعالى في آخر السورة: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ﴾ [النساء: 152]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [النساء: 136]، وقال تعالى: ﴿ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ ﴾ [العنكبوت: 46].








وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما حدَّثَكم أهلُ الكتاب فلا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم، وقولوا: آمنَّا بالله ورسله، فإن كان باطلًا لم تصدِّقوه، وإن كان حقًّا لم تكذِّبوه))[1].







﴿ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ [البقرة: 4]: هذه هي الصفة الخامسة من صفات المتقين، وهي إيقانُهم بالآخرة، ونص عليه وخصَّه بالذِّكر مع دخوله في الإيمان بالغيب؛ لأهميته؛ لأن الإيمان بالآخرة من أعظم ما يَحمِلُ على امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه؛ لأن فيه المجازاة على الأعمال، وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "لولا الإيمان باليوم الآخر، لرأيتَ من الناس غير ما ترى"؛ أي: لَتهالَكَ الناس على الشهوات والمناهي، وتَنكَّر بعضهم لبعض.







والآخرة: الدار الآخرة التي بعد الدنيا والبعث، سمِّيت بذلك؛ لأنها متأخرة من حيث الزمن بعد الدنيا، وهي الدار الحقة، التي ينبغي أن يعمل ويستعد لها، ويُحسَب لها كلُّ حساب؛ لأنها هي الحياة الحقيقية، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64].







واليقين: الإيمان والعلم الجازم الذي لا يتطرق إليه شكٌّ؛ أي: يؤمنون إيمانًا جازمًا بالبعث بعد الموت، والحساب والجزاء على الأعمال، بالثواب والعقاب، والجنة والنار، ويستعدُّون لذلك بفعل المأمورات وترك المنهيَّات.







[1] أخرجه أبو داود في العلم (3644)، وأحمد (4/ 136)، من حديث أبي نملة الأنصاري رضي الله عنه.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]