هَيْهَاتَ مَا أَحَدٌ بِغَامِضِ قَدْرِهِ 
يَدْرِي كَمِ الأَرْزَاقُ وَالآجَالُ 
إِلاَّ الَّذِي فَوْقَ السَّمَاءِ مَكَانُهُ 
فَلِوَجْهِهِ الإِكْرَامُ وَالإِجْلاَلُ" 
ليت أنَّا نَرى النُّجوم كما رآها قُسُّ بنُ ساعدةَ في غابر الأَزْمان، هي الهداية إِنْ ضَلَلْنا في المَفاوِز، وليست كما يدَّعي معْظَم الكُهَّان.
وهذه جوانب من حكمته:
"المستطرف" - (1 / 163):
وقال قُسُّ بن ساعدة:
وَمَا قَدْ تَوَلَّى فَهْوَ لاَ شَكَّ فَائِتٌ 
فَهَلْ يَنْفَعَنِّي لَيْتَنِي وَلَعَلَّنِي 
"المستطرف" - (1 / 186):
"ممَّا جاء من ذلك ما بلَغَنا أنَّ قُسَّ بن ساعدةَ وأَكْثمَ بنَ صَيْفي اجتمَعا، فقال أحدُهما لصاحبه: كم وَجدتَ في ابن آدم من العيوب؟ فقال: هي أكثر مِن أن تُحصر، وقد وَجدْتُ خصلةً إن استعملها الإنسان ستَرَت العيوب كلَّها، قال: وما هي؟ قال: حفظ اللسان".
"المَصون في الأدب" - (1 / 29):
"قال: جَمَع قُسُّ بن ساعدة ولَدَه، فقال: إنَّ المِعَى تَكفيه البَقْلة، وتَرْويه المَذْقة، ومَن عيَّرَك شيئًا ففيه مثله، ومَن ظلَمَك وجد مَن يَظلمه، ومتى عدلْتَ على نفسك عَدَلَ عليك مَن فوقك، وإذا نَهيتَ عن شيء فإنه نَفْسك، ولا تَجمع ما لا تأكل، ولا تأكل ما لا تَحتاجُ إليه، وإذا ادَّخرْتَ فلا يكوننَّ كَنْزك إلاَّ فِعْلَك، وكن عَفَّ العَيْلة، مشترك الغِنَى؛ تَسُدْ قومَك.
ولا تشاورنَّ مشغولاً وإن كان حازمًا، ولا جائعًا وإن كان فَهِمًا، ولا مذعورًا وإن كان ناصحًا.
ولا تضعنَّ في عُنُقِك طوقًا لا يمكنك نزعه إلا بشِقِّ نفْسك، وإذا خاصمْتَ فاعدل، وإذا قلتَ فاقتصد.
ولا تَستودعنَّ أحدًا دينَك وإِنْ قَربتْ قرابتُه؛ فإنَّك إذا فعلْتَ ذلك لم تزَل وجِلاً، وكان المستودَع بالخيار في الوفاء والغَدْر، وكنتَ له عبدًا ما بقيت، وإنْ جنَى عليك كنتَ أولَى بذلك، وإنْ وفَى كان الممدوحُ دُونك".
"ثمار القلوب" - (1 / 232):
"أسقُفُّ نَجران: هو قسُّ بن ساعدة، أحَدُ - بل أوحَدُ - حكماء العرب وبلغائهم، وقد تقدَّم ذِكْره، وضُرِب المثَل بخَطابته وبلاغته، وهو القائل:
مَنَعَ البَقَاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ 
وَغُدُوُّهَا مِنْ حَيْثُ لاَ تُمْسِي 
وَطُلُوعُهَا بَيْضَاءَ صَافِيَةً 
وَغُرُوبُهَا صَفْرَاءَ كَالوَرْسِ 
اليَوْمَ أَعْلَمُ مَا يَجِيءُ بِهِ 
وَمَضَى بِفَصْلِ قَضَائِهِ أَمْسِ 
أخيرًا عُمِّر الرجل مائةً وثمانين سنةً، أظهر التوحيد بمكة قبل البَعثة؛ "صبح الأعشى" (1/496).
ذكرَتْه كتب الأمثال: أبلغ من قُس، وأبْيَن من قس، وأخْطَب من قس؛ "غرر الخصائص الواضحة" (1/80)، "مجمع الأمثال" (1/111 - 567) ذَكر ذلك الأعشى في شعره:
قال الأعشى:
وَأَبْلَغُ مِنْ قُسٍّ وَأَجْرَى مِنَ الَّذِي 
بِذِي الغِيلِ مِنْ خَفَّانَ أَصْبَحَ خَادِرَا 
أخيرًا أَختم بوصيته لابنه، وما أظنُّ أنِّي وَفَّيت الرجل حقه:
"نهاية الأرب في فنون الأدب" - (6 / 71):
"قال قس بن ساعِدةَ الإيادي لابنه: لا تشاور مشغولاً وإن كان حازمًا، ولا جائعًا وإن كان فَهِمًا، ولا مذعورًا وإن كان ناصحًا، ولا مهمومًا وإن كان عاقلاً؛ فالهَمُّ يَعْقل العقل، فلا يتولَّد منه رأيٌ، ولا تَصْدق به رَوِيَّة".