رد: سورة البقرة، والنفقة في سبيل الله والربا، والموت والحياة
هذا المعنى الذي أشارت إليه الآية { يمحق الله الربا ويربي الصدقات } ، واضح في قصة البقرة التي سميت بها هذه السورة العظيمة،
يقول الله في قصة البقرة، بعد أن تحدث عن أصحاب البقرة بضمير الغيبة، { قالوا ادع لنا ربك ... } ثلاث مرات، ثم قال تعالى: { فذبحوها ما كادوا يفعلون }، ثم حدث إلتفات في الضمير فتحدث الله لنا جميعا بضمير المخاطب بقوله: { وإذ قتلتم نفسا }، وهذا خطاب لنا جميعا ولا يجوز أن يستثني أحد نفسه، بل كل منا مقصر من وجه أو أكثر فهو قتل نفسه بغفلته وتراخيه في العبادة، ثم قال محذرا: { والله مخرج ما كنتم تكتمون } أي في أنفسكم، ثم جاء العلاج بضرب النفس الميتة والمريضة بالصدقة، فقال: { فقنا اضربوه ببعضها }، ثم عقب بأن هذا هو الذي يحيي النفس الميتة فقال: { كذلك يحيي الله الموتى }، وهذه الآيات في قصة البقرة وغيرها يقصها علينا الله لعلنا نعقل فنعمل فقال: { ويريكم آياته لعلكم تعقلون، ثم قست قلوبكم }.
فأنصح كل مخطئ وكلنا ذاك الرجل، أن يتصدق ويضرب بصدقته الخالصة لله يضرب بها نفسه لعل الله أن يغفر لهذه النفوس المريضة، وليكرر هذا المقطع في صلواته وخلواته: { كذلك يحيي الله الموتى }.
اللهم احيي قلوبنا الميتة، كما أحييت هذا الميت في قصة البقرة، إنك على كل شيء قدير.
__________________
بارك الله لنا ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الذكر الحكيم،،،
|