رد: التعامل مع أهل البدع .....( للنقاش)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة
شكرا جزيلا ايها الاخت الكريمة الملتزمة على كل هذه التفصيلات والتوضيحات ...
لكن قولك :" فى هذا جواب لكل تساؤلاتك " فقد بقي سؤال لم تجيبي عليه وهو السؤال الثاني .
ثم خطر لي الآن سؤال جديد حول قولك: "يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"
كيف لنا أن نعرف قصده ؟ ونحن نعتقد أن القصد أمر لا يعرفه إلا الله عز وجل !
|
فليس أهل البدع على درجة واحد من التعصب لبدعتهم والتمسك بها والدعوة إليها. وينبغي أن تكون معاملتهم وقبول هديتهم وعطاياهم بحسب ميزان المصالح والمفاسد، فإن كان في معاملتهم مناصحة لهم، وتقريبهم للحق ودعوتهم إلى الخير، دون تأثر بما هم عليه من خطأ ولا إقرار لهم عليه، فمعاملتهم أولى. وأما إن كانت تجر إلى منكر أو محظور شرعي فتجب مفارقتهم وترك معاملتهم.
بالنسبة لسؤالك الأول..
إذا كان المبتدع غير مجاهر ببدعته ينصح، ولا يجتنب ولا يشهر به، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة". وأما إذا كان مجاهرا بشيء منهي عنه من البدع الاعتقادية أو القولية أو العملية - وهو يعلم ذلك - فإنه يسن هجره، وقد اشتهر هذا عند العلماء.
اقتباس:
"يُعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصدٍ"
|
وأضرب مثلاً بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين وهما: النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى .
فالنووي : لا نشك أن الرجل ناصح، وأن له قدم صدق في الإسلام، ويدل لذلك قبول مؤلفاته حتى إنك لا تجد مسجداً من مساجد المسلمين إلا ويقرأ فيه كتاب ( رياض الصالحين (وهذا يدل على القبول، ولا شك أنه ناصح، ولكنه - رحمه الله - أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤولة، فهل نقول: إن الرجل مبتدع؟
نقول: قوله بدعة لكن هو غير مبتدع، لأنه في الحقيقة متأول، والمتأول إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر، فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفر الناس منه، والقول غير القائل، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر.
أرأيتم الرجل الذي أضل راحلته حتى أيس منها، واضطجع تحت شجرة ينتظر الموت،فإذا بالناقة على رأسه، فأخذ بها وقال من شدة الفرح:اللهم أنت عبدي وأنا ربك،وهذه الكلمة كلمة كفر لكن هو لم يكفر،قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أَخطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح"أرأيتم الرجل يكره على الكفر قولاً أو فعلاً فهل يكفر؟
الجواب:لا، القول كفر والفعل كفر لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر لأنه مكره.
أرأيتم الرجل الذي كان مسرفاً على نفسه فقال لأهله: إذا مت فأحرقوني وذرُّوني في اليمِّ - أي البحر - فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين ظن أنه بذلك ينجو من عذاب الله، وهذا شك في قدرة الله عزّ وجل، والشك في قدرة الله كفر، ولكن هذا الرجل لم يكفر.
جمعه الله عزّ وجل وسأله لماذا صنعت هذا؟ قال: مخافتك. وفي رواية أخرى: من خشيتك، فغفر الله له.
أما الحافظ الثاني:فهو ابن حجر- رحمه الله - وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع، أحياناً يسلك مسلك السلف، وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما؟
أبداً، لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام. والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين.
|