عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-11-2010, 02:58 AM
الصورة الرمزية شروق الاجزجي
شروق الاجزجي شروق الاجزجي غير متصل
مراقبة القسم العام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 3,912
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع كتابات الفاضلة بشرى فلسطين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى فلسطين مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
هل فيكم من يعرف الجواب ؟
عادت ابنتي من مدرستها حزينة الملامح على غير عادتها ، لقد تعودتها باسمة ،ضحكتها تملأ المكان ،ولكن ما بالها اليوم حزينة ؟، تساءلت في نفسي والحيرة تسيطر علي .
اقتربت منها قليلا وقلت لها : ما الذي أحزنك؟
لم تجب ، بل تركتني وذهبت لتبدل ثيابها .
كان ذلك اليوم طويلا يسوده جوٌ لم أعهده من صغيرتي ، فهي لا تتوقف عن الكلام والقفز واللعب هنا وهناك ، أشعر أن هناك أمرًا أحزنها ،
هل يا ترى تشاجرت مع زميلتها؟ ..بل ربما أضاعت مصروفها؟ ..
بدأت أعلل نفسي بأعذار كثيرة ولكن لم تقنعني أيا منها ، ظل هذا حالي وحالها حتى أتى المساء وأسدل الليل علينا غطاءه ، معلنا موعد النوم .
وجدتها فرصة لأعرف ما يجول في عقل صغيرتي ، فقلت لها هيا بنا لأروي لك قصة قبل النوم .
تبسمت صغيرتي ، فتنفست الصعداء وقلت في نفسي الحمد لله هاهي ابتسمت، وأكملت حديثي ..
عن ماذا تُريدُني صغيرتي الجميلة أن أحدثها ، عن سندريلا .. الثعلب المكار .. أم ليلى والذئب .
قاطعتني بصوت حزين : بل عن وطني يا أمي
وإذا بصمتها يتحول إلى عشرات الأسئلة التي انهالت علي كالمطر ..
أين وطني ؟
لماذا نحن هنا ؟
متى سنعود لبلادنا ؟ هل صحيح أننا مشردون بلا وطن ؟وأن اليهود احتلوا بلادنا ؟
أين المسجد الأقصى يا أمي ؟ لماذا لا نذهب لزيارته كما نزور مكة والمدينة ؟
أريد أن أصلي في المسجد الأقصى ...
يا إلهي .. تلعثمت .. لم أجد الجواب .. لأول مرة أشعر بأني مجرم داخل قفص الإتهام ، ولا أعرف بماذا سينطق القاضي ، هل سيحكم ببراءتي ؟ أم يحكم علي بالإعدام ؟
حقا تلك هي الأيام تدور وتدور ...
لقد فعلت ذلك بأمي وأبي لما كنت صغيرة ، لقد سألتهما نفس السؤال
كانت إجابات والداي غير مقنعة لي ، بل لقد حمَّلتهما وزر غربتي وبعدي عن الأوطان .
واليوم كيف لي أن أقنع ابنتي بجواب لم يقنعني في يوم من الأيام ؟
وبينما أنا شاردة الذهن أمسكت بيدي وقبضت عليها برفق وعيناها الناعستين تحملان بداخلهما رجاءً حارا ورغبة ملحة لتعرف الحقيقة .
أي حقيقة مرة سأحدث ابنتي عنها ؟
استجمعت قواي ومسحت دمعة سقطت رغما عني جاهدْتُ لإخفائها عن صغيرتي ولكنها أبت إلا أن تسقط .
رسمت على وجهي ابتسامة هزيلة وضممتها إلى صدري وقلت لها بصوت حنون ..
بلادك يا ابنتي جنة خضراء رائعة الجمال ، أرض الأنبياء ، ومهد الرسالات ، عاش فيها أجدادك بخير وسلام تعطيهم من خيراتها وتسقيهم الماء العذب فهي أرض باركها الله .
حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم ، يوم حامت في سمائها غربان الشُوم ، نهبت خيراتها واستولت على مقدساتها واستباحت المال والدم والأرض.
تلونت بلادك الخضراء بدماء الشهداء حتى صار لونها أحمرا قانيا ، فاض الدم ووصل للركب وسال نهرا وواديا ، حتى عزم أهلها على الرحيل وكلهم أمل بيوم يعودون فيه .
ومنذ ذلك اليوم ونحن بلا وطن ، نعيش هنا وهناك ، أعمارنا تمضي وغربتنا الثمن .
ولكن سيأتي يوم وتعود ديارنا ، وينادي المنادي هيا للرحيل ،حتى إذا جاء هذا اليوم الموعود شددنا إليها الرحال ، وسقيناها بدم الأبطال ، وتأكدي أن هذا ليس حلما وإنما حق سينال .
ما إن انتهيت من كلامي وإذا ابنتي تغط في نوم عميق ، تنهدت بحسرة ، وحملتها إلى فراشها
أطفأت المصباح وأغلقت الباب ..
ولكن هل ستصدق ابنتي ما قلته لها؟ أم ستعرف أنها حكاية تتوارثها الأجيال؟ .
والسلام خير ختام

انت .....رائعه !!!

تلك العبرة التي أبت الا السقوط ...يبدو انها تنتقل لقراء الموضوع

واعتقد اني لا املك جوابا غير هذا ..
لو في تصويت بالموضوعات ..راح صوت لهالموضوع
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.79 كيلو بايت... تم توفير 0.65 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]