ليه نستعجل ؟
http://www.g111g.com/vb/mwaextraedit2/frames/tl13.gif رأيت من البلاء العجاب أن المؤمن يدعو فلا يجاب , فيكرر الدعاء وتطول المدة , ولا يرى أثراً للإجابة , فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى صبر . وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب . ولقد عرض لي من هذا الجنس . فإنه نزلت بي نازلة , فدعوت وبالغت , فلم أر الإجابة , فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده . فتارة يقول : الكرم واسع والبخل معدوم , فما فائدة تأخير الجواب ؟ فقلت له : اخسأ يا لعين , فما أحتاج إلى تقاضٍ , ولا أرضاك وكيلاً . ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياك ومساكنة وسوسته , فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفى في الحكمة . قالت : فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة . قلت : قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك , وللمالك التصرف بالمنع والعطاء , فلا وجه للاعتراض عليه . والثاني : أنه قد ثبت حكمته بالأدلة القاطعة , فربما رأيت الشيء مصلحة والحق أن الحكمة لا تقتضيه , وقد يخفي وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي في الظاهر ويقصد بها المصلحة فلعل هذا من ذاك . والثالث : أنه قد يكون التأخير مصلحة , والاستعجال مضرة , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل , يقول دعوت فلم يستجب لي ) . والرابع : أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة , أو قلبك وقت الدعاء في غفلة , أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه . فابحث عن بعض هذه الأسباب لعلك توقن بالمقصود , كما روي عن أبي زيد - رضي الله عنه - : أنه نزل بعض الأعاجم في داره , فجاء , فرآه فوقف بباب الدار , وأمر أصحابه فدخل , فقلع طيناً جديداً قد طينه , فقام الأعجمي وخرج , فسئل أبو زيد عن ذلك فقال : هذا الطين من وجه فيه شبهة , فلما زالت الشبهة زال صاحبها . وعن إبراهيم الخواص - رحمه الله عليه - أنه خرج لإنكار منكر , فنبحه كلب له فمنعه أن يمضي , فعاد ودخل المسجد , وصلى ثم خرج , فبصبص الكلب له فمضى , وأنكر فزال المنكر , فسئل عن تلك الحال فقال : كان عندي منكر , فمنعني الكلب , فلما عدت تبت من ذلك , فكان ما رأيتم . والخامس : أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب , فربما كان في حصوله زيادة إثم , أو تأخير عن مرتبة خير , فكان المنع أصلح . وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو , فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أسرت , وإن أسرت تنصرت . والسادس : أنه ربما كان فقد ما تفقدينه سبباً للوقوف على الباب واللجأ , وحصوله سبباً للاشتغال به عن المسئول . وهذا الظاهر بديل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ . فالحق عز وجل علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه , فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه , يستغيثون به , فهذا من النعم في طيء البلاء . وإنما البلاءالمحض ما يشغلك عنه , فأما ما يقيمك بين يديه , ففيه جمالك . وقد حكي عن يحيى البكاء أنه رأى ربه عز وجل في المنام , فقال : يا رب كم أدعوك ولا تجيبني ؟ فقال : يا يحيى إني أحب أن أسمع صوتك . وإذا تدبرت هذه الأشياء تشاغلت بما هو أنفع لك , من حصول ما فاتك من رفع خلل , أو اعتذار من زلل , أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب . |
رد: ليه نستعجل ؟
أصبتِ عزيزتي فنحن اليوم في زمن قلّ فيه الداعون ، وإن دعوا فهم في مصيبة وبلاء ، متناسين غفلتهم التي سبقت هذا البلاء فيستعجلوا الإجابة ويتأففوا من التأخر .. جعلني الله وإياكِ ومن نحب ومن يحبنا من عباده الصابرين بارك الله في أناملك التي نقلت لنا أطيب الكلمات وأنفعها عزيزتي رفع الله قدرك وأعلى مكانتك واصلي وربي يكتب أجرك دمتِ برعاية الباري |
رد: ليه نستعجل ؟
وجزاااااااك ربي
|
رد: ليه نستعجل ؟
تحية معطرة بالورد والياسمين اختي رائع ما كتبتِه لنا جزاكِ الله خيرا |
رد: ليه نستعجل ؟
وجزاكِ ربي خير
|
الساعة الآن : 08:09 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour