ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   فتاوى وأحكام منوعة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=109)
-   -   باب فضل الأذان: الأذان نجاة لصاحبه من النار (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=287185)

ابوالوليد المسلم 05-01-2023 01:47 PM

باب فضل الأذان: الأذان نجاة لصاحبه من النار
 
باب فضل الأذان: الأذان نجاة لصاحبه من النار
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

روى مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، وَكَانَ يَسْتَمِعُ الْأَذَانَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِلَّا أَغَارَ، فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى الْفِطْرَةِ»، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ»، فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزًى[1].

معاني المفردات:
يُغِيرُ: أي يهجم على القوم على غفلة.
يَسْتَمِعُ الْأَذَانَ: أي يطلب سماعه؛ ليعرف حالهم به.
أَمْسَكَ: أي عن الإغارة، وتركها.
عَلَى الْفِطْرَةِ: أي على الإسلام.
مِعزَى: جمع ماعز.


روى ابن ماجه وصححه الألبانيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: «مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً، وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً»[2].

معاني المفردات:
مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً:أي محتسبًا الأجر لله عز وجل.

قال العلماء:الحكمة في ذلك أن العمرَ الأقصى مائة وعشرون سنةً والإثنا عشرة عُشرُ هذَا العُمر، ومن سُنة الله تعالى أنَّ العُشْر يقومُ مقامَ الكلِّ كما قال الله تعالى: ﴿ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا[الأنعام:160][3].

وَجَبَتْ:أي استحقَّ.
وَكُتِبَ:أي أثبت له.


روى أبو داود وصححه الألبانيُّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ، يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ، وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ، وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ، يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ»[4].

معاني المفردات:
يَعْجَبُ:أي عجبا يليق بجلاله، وعظمته.


رَأْسِ شَظِيَّةٍ بجبلٍ:أي قطعة من رأس الجبل، وقيل: هي الصخرة العظيمة الخارجة من الجبل كأنها أنف الجبل.


قال العلماء: فائدة تأذينه إعلام الملائكة والجن بدخول الوقت، فإن لهم صلاة أيضا[5].

ما يستفاد من الأحاديث:
1- مشروعية الأذان في الصحاري، والجبال منفردًا.
2- من نطق بالشهادتينِ حُكِمَ بإسلامه إلا إذا أظهر خلاف ذلك.
3- ينبغي للقائد ألا يُغير على قوم حتى يتيقن أنهم على غير الإسلام.
4- فضيلة الأذان، وأنه سبب لمغفرة الذنوب، والنجاة من النار.
5- من أذَّن ثنتي عشرة سنة محتسبا الأجر لله دخل الجنة.
6- عظيم فضل الله عز وجل على عباده.
7- إثبات صفتي العَجَب، والكلام لله عز وجل على الوجه الذي يليق به سبحانه.

[1] متفق عليه:رواه البخاري (1231)، ومسلم (389).

[2] صحيح:رواه ابن ماجه (728)، وصححه الألباني.

[3] انظر:شرح سنن ابن ماجه، للسيوطي (718).

[4] صحيح:رواه أبو داود (1203)، والنسائي (666)، وأحمد (17442)، وصححه الألباني.

[5] انظر:مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للمباركفوري (2/ 565).




الساعة الآن : 08:42 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.34 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.11%)]