الأخلاق هي نواة بناء الحضارة الإنسانية
ـ لقد جاء الاسلام بكل نظمه وتشريعاته من أجل تحرير الإنسان وصيانة حقوقه وكرامته، والاختلاف في الفكر والعقيدة والسياسة والهوية لا يشرع بأي حال من الأحوال انتهاك الحقوق.
فالاختلافات ليست سبباً أو مدعاة لنقصان الحقوق، وإنما تبقى حقوق الإنسان مصانة وفق مقتضيات العدالة ومتطلبات العيش المشترك، فإنهم صنفان (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق). ـ بعد كل ما تقدم نقول: 1: إن غياب المرجعية الإسلامية الموحدة تسبب في هذه المرحلة خصوصاً في فوضى الإفتاء، وسهّل على التكفيريين أن يفعلوا ما فعلوا، بل لو كانت هناك مرجعية واحدة لكل مذهب من المذاهب على الأقل، لما سادت العقلية التكفيرية المدمرة، ولما استبيحت دماء المسلمين وارتكبت كل هذه الجرائم البشعة باسم الاسلام. 2: لابد أن يبقى شعار الوحدة الإسلامية شعاراً جامعاً لكل المسلمين ولو تعددت مذاهبهم ومرجعياتهم فكل فكر إسلامي لا يستهدف توحيد المسلمين وتحقيق مصالحهم يكون بعيداً عن روح الإسلام، بل هو فكر فئوي طائفي تعصبي يعمل على هدم كيان الإسلام والأمة. 3: يجب أن يلتقي المسلمون جميعاً في أوطانهم على قاعدة (المواطنة) فكل مواطن له حقوق المواطنة كغيره من المواطنين مسلمون كانوا أم غير مسلمين. 4: يجب التعامل مع المواطنين غير المسلمين على قاعدتي: المواطنة والنظراء لنا في الخلق، أخوة في الإنسانية, وأخوة في المواطنة, نتعاون معاً على حفظ سلامة الوطن والعيش المشترك بسلام وأمان. 5: لا يحق لمسلم إكراه غيره على الاعتقاد بالدين الإسلامي وترك معتقداته (لا إكراه في الدين)، لكن على المسلمين أن يحاوروا أهل الكتاب بالحكمة والموعظة الحسنة، فالمسلم ينشد لنفسه ولغيره حرية الاعتقاد. 6: يحق للإنسان المسلم التعامل على أساس الاحترام المتبادل مع أي إنسان آخر على سطح هذا الكوكب (باستثناء المقاتلين لنا في الدين, والمغتصبين للأرض, وذلك بالاعتماد على القاعدة القرآنية التي تقول: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) الممتحنة /908/. 7: لنتعامل مع الآخر ـ غير المحارب لنا ـ على هذه القاعدة الإنسانية العظيمة التي أسسها لنا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) بقوله: (عامل سائر الناس بالإنصاف، وعامل أخاك ـ في الإيمان ـ بالإيثار). نتيجـــة تبرز أمامنا اليوم قضية مسؤولية الأجيال بعضها نحو بعض، فما نوع العالم الذي سنتركه للأجيال القادمة؟ نحن ورثة الأجيال الماضية فماذا سنورث الأجيال القادمة؟ يجب علينا أن نعلِّم الجيل الناشئ هاتين القاعدتين الإنسانيتين اللتين علمنا إياها أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع): الأولى: (الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق). الثانية: (عامل سائر الناس بالإنصاف وعامل أخاك بالإيثار). إن نحن نقلنا هذه الثقافة ـ بعد تمثلها ـ المبنية على هاتين القاعدتين إلى أطفالنا وإلى الجيل الناشئ نكون قد وضعنا أقدامهم على طريق التعامل الإنساني الصحيح فيما بينهم وفيما بينهم وبين الناس الآخرين. فالأخلاق هي نواة بناء الحضارة الإنسانية. |
مشكور اخي الكريم
بارك الله فيك |
مشكور اخي الكريم
إنما الأمم الأخلاق فما بقيت *** إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
مشكور يااخي صقر فلسطين وعبد الله على مروركم الطيب بارك الله فيكم واصلح بالكم
|
الساعة الآن : 11:46 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour