ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=26544)

جمال الشرباتي 17-04-2007 11:55 AM

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ
 
السلام عليكم

قال تعالى

(وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (البقرة 210)
هذه آية حار المفسّرون في تفسيرها فهم كانوا بين

# مؤوّل لها --أي صارف لمعناها الظّاهر إلى معنى يليق بجلال الله بحسب أساليب اللغة العربيّة

# وبين مفوض لمعناها أي ملتزم بقاعدة أمّرها كما جاءت وتفسيرها هو إعادة قراءتها

# وبين مشبه لله آخذ الآية على ظاهرها من حيث جعله متحركا محمولا كالأجسام

والمذهبان الأولّان مقبولان مرضيّان من عموم المسلمين--أمّا المذهب الأخير فهو مذهب متروك مرذول

قال أبو حيّان في البحر المحيط

(والإتيان : حقيقة في الانتقال من حيز إلى حيز ، وذلك مستحيل بالنسبة إلى الله تعالى ، فروى أبو صالح عن ابن عباس : أن هذا من المكتوم الذي لا يفسر ، ولم يزل السلف في هذا وأمثاله يؤمنون ، ويكلون فهم معناه إلى علم المتكلم به ، وهو الله تعالى .
والمتأخرون تأولوا الإتيان وإسناده على وجوه :
أحدهما : أنه إتيان على ما يليق بالله تعالى من غير انتقال .
الثاني : أنه عبر به عن المجازات لهم ، والانتقام ، كما قال : { فأتى الله بنيانهم من القواعد } { فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا }
الثالث : أن يكون متعلق الإتيان محذوفاً ، أي : أن يأتيهم الله بما وعدهم من الثواب ، والعقاب ، قاله الزجاج .
الرابع : أنه على حذف مضاف ، التقدير : أمر الله ، بمعنى : ما يفعله الله بهم ، لا الأمر الذي مقابله النهي ، ويبينه قوله ، بعد : { وقضي الأمر } .
الخامس : قدرته ، ذكره القاضي أبو يعلى عن أحمد .
السادس : أن في ظلل ، بمعنى بظلل ، فيكون : في ، بمعنى : الباء ، كما قال .
خبيرون في طعن الأباهر والكلى ... أي : بطعن ، لأن خبيراً لا يتعدى إلاَّ بالباء ، كما قال .
خبير بأدواء النساء طبيب ... قال الزجاج وغيره .
والأولى أن يكون المعنى : أمر الله ، إذ قد صرح به في قوله : { أو يأتي أمر ربك } وتكون عبارة عن بأسه وعذابه ، لأن هذه الآية إنما جاءت مجيء التهديد والوعيد ، . )

وقد تبنّى رحمه الله القول بأنّ الإتيان إتيان بالأمر الذي هو العذاب والذي صرّح به في آيات أخرى

ولو عدنا إلى سياق الآية لوجدنا أنّ الحال حال الخلق في الدنيا --" هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُور"وقوله تعالى فيها "وَقُضِيَ الأَمْرُ " يعني إذا جاء الله بظلل الغمام والملائكة لمن استحق العذاب فلا رادّ لعذابه--فيكون المعنى والله أعلم -- هل ينتظرون إتيان الله بالظلل من الغمام والملائكة إيقاعا بالعذاب على من قضي الأمر عليهم بآيقاعه




--------------------------------------------------------------------------------




الساعة الآن : 01:21 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 5.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.67 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]