ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الإنشاء (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=76)
-   -   تعريف آفة السمر (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=250349)

ابوالوليد المسلم 10-01-2021 06:28 PM

تعريف آفة السمر
 
تعريف آفة السمر

















بكر البعداني




الآفة:



الآفة: العاهة، ومنها: إيفَ الزَّرع، بالبناء للمفعول - على ما لم يسمَّ فاعله - أي: أصابته آفة، فهو مَؤوف[1] وِزَان رَسول، والأصل: مأووف على مفعول؛ لكنه استُعمل على النقص[2]، وكذا إيف الطعام: من الآفة؛ فهو مَئيف بوزن معيف؛ وقيل: مَؤوف[3].







وقال الفيروزآبادي: "والقوم: أُوفوا، وإيفوا، وأُفُوا، وإفُوا - الهمزة ممالة بينها وبين الفاء -: دخلَت الآفة عليهم"[4]. والجمع: "آفات"[5].







وهي - أي: الآفة - "عرَض يُفسد ما يصيبه"[6]، وقيل - بعبارة أخرى -: "الآفة: عرَض مُفسِد لما أصاب من شيء".







فالآفة إذًا: عرَضٌ مفسِد لما أصاب من شيء، وقيل: العاهة[7]، فيمكن أن نقول: إن كل ما يصيبه شيء فيفسده من عاهة، أو مرض، أو قحط، يقال له: آفة"[8] [9].







السمر:



وأما السمر: فإن "السين والميم والراء أصل واحد، يدل على خِلاف البياض في اللون؛ من ذلك السُّمرة من الألوان، وأصله قولهم: (لا آتيك السَّمرَ والقمَر)، فالقمر: القمر، والسمر: سواد الليل، ومن ذلك سُميت السمرة"[10].







ويقال كذلك: "سمَر سمَرًا وسُمورًا: تحدَّث مع جليسه ليلاً. ويُقال: لا أفعله ما سمَر السَّمير، أو ابنُ سَمير، أو ابنا سَمير، أي: لا أفعله أبدًا؛ فهو سامر، والجمع: سُمَّار، وسُمَّر، وسمَرة، وسامِرة"[11].







ومنه المسامَرة: وهي: "الحديث بالليل، وبابه نصَر. وسمَرًا أيضًا بفتحتين فهو سامر"[12].







"قال الأصمعي: السَّمر عندهم الظُّلمة. قال: والأصل في هذا أنهم كانوا يَجتمعون فيَسمُرون في الظُّلمة، ثم كثُر الاستعمال له؛ حتى سَمَّوا الظلمة سَمرًا، ومنه قولهم: حلَف بالسَّمَر والقَمَر. والسمر - أيضًا - جمع السَّامِر، يُقال: رجل سامِر، ورجال سَمرٌ؛ قال الشاعر:





من دونهم إنْ جئتَهُم سَمَرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

عزفُ القيان ومنزلٌ غَمْرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif










ويقال: في جمع السامر - أيضًا - سُمَّار؛ قال امرؤ القيس:





فقالت سباك اللهُ إنَّكَ فاضحي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ألستَ ترى السُّمّارَ والناسَ أحوالي[13]" https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif










"وفي حديث قَيْلة[14]: ((إذ جاء زوجُها من السَّامر))[15]، وهم: القوم الذين يَسمُرون بالليل؛ أي: يتحدثون، والسامر: اسم للجمع؛ كالباقر والجامل، للبقر والجمال. ويقال: سمَر القوم يسمُرون، فهم سُمَّار وسامِر[16]، ومنه حديث: ((السمر بعد العشاء))[17]. والرواية: بفتح الميم مِن المسامرة، وهو: الحديث بالليل، ورواه بعضهم[18] بسكون الميم، وجعَله المصدر، وأصل السمر لون ضوء القمر؛ لأنهم كانوا يتحدثون فيه"[19]، وهو يُطلق على قَليل الكلام وكثيره سواء[20].






[1] تاج اللغة وصحاح العربية (5/ 19) للجوهري.



[2] المصباح المنير (ص: 20).



[3] المحيط في اللغة (10/ 437) للطالقاني.



[4] القاموس المحيط (ص: 1026). وانظر: تهذيب اللغة (15/ 421) للأزهري.



[5] القاموس المحيط (ص: 1026)، والمصباح المنير (ص: 20).



[6] القاموس المحيط (ص: 1026)، والتوقيف على مهمات التعاريف (ص: 78) للمناوي، والمصباح المنير (ص: 20).



[7] العباب الزاخر (1/ 372) للصاغاني.
تنبيه: وقد ذكر بعد قوله هذا حديثًا نسبه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو في قوله: "وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان...))". وهذا الحديث أخرجه الطبراني في الكبير رقم: (2688)، والقضاعي في مسند الشهاب (8/ 2): عن الحارث، أن عليًّا رضي الله عنه قال... فذكَره مرفوعًا، وهو حديث موضوع كما قال الألباني؛ انظر: الضعيفة (3/ 467) رقم: (1302). وهذا مما لا يصحُّ نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو باطل إسنادًا ومتنًا؛ ولذلك وجَب التنبيه.



[8] المعجم الوسيط (1/ 32).



[9] انظر: كتاب العين (8/ 410) للفراهيدي، ولسان العرب (9/ 16) لابن منظور.



[10] معجم مقاييس اللغة (3/ 100) لابن فارس.



[11] المعجم الوسيط (1/ 448).



[12] مختار الصحاح (ص: 326) الرازي.



[13] الزاهر في معاني كلمات الناس (1/ 315) لأبي بكر الأنباري - بتصرف.



[14] هي بنت مَخرَمة.



[15] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 318).



[16] فتح الباري (3/ 375) لابن رجب.



[17] يأتي تخريجه.



[18] انظر: فتح الباري (1/ 185) لابن حجر.



[19] النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 994). وانظر: تاج العروس من جواهر القاموس (12/ 73 - 74) للزَّبيدي، وتهذيب اللغة (12/ 291)، ولسان العرب (4/ 376)،



[20] انظر له: عمدة القاري شرح صحيح البخاري (3/ 346 - 347) للعيني.



الساعة الآن : 09:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 18.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.57 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.50%)]