ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   رمضانيات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=23)
-   -   رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=233428)

ابوالوليد المسلم 23-03-2023 03:51 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
أتيت وكم انتظرتك!


نجلاء جبروني



أتيتَ يا رمضان وكم انتظرتُك! أتيتَ ونفسِي مُجهَدَةٌ، قد أثقلَتْني الذُّنوب، وأعيتني العيوب، قد بلغتُ يا ربِّ من الِكبَر، ومَرَّت أيامُ العُمُر، ولو اقترفتُ في كلِّ يومٍ ذنبًا، فبكم ذنبٍ ألقاك يا علَّامَ الغُيوب!



وعزَّتِك وجلالك، ما عصيتُك استخفافًا بحقِّك، ولا جُحودًا لنعمتِك، ولكن حَضَرني جَهلي، وغَابَ عني عِلمي، واستفزَّني عدوِّي، وإني عليها يا إلهي لنادمٌ، فاقبَلْ توبتي، وأقِلْ عَثرتِي، واعفُ عن زلَّتي، واغفر لي في شهر الغفران.



أتيتَ يا رمضان وكم أحتاجُك! أقبلتَ فأقبلَتِ الخيراتُ؛ فُتِّحَت أبوابُ الجِنان، غُلِّقت أبوابُ النيران، صُفِّدَت مردةُ الجانِّ.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عز وجل عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ))[1].



أتيتَ يا رمضان: شهر الصيام:

"والصيام لا عِدْلَ له"؛ عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، مُرْني بعملٍ، قال: ((عليك بالصَّومِ؛ فإنَّه لا عِدْلَ له))، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، مرْني بعمل، قال: ((عليك بالصَّومِ؛ فإنَّه لا عدْلَ له))، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، مرْني بعملٍ، قال: ((عليك بالصَّومِ؛ فإنَّه لا مِثلَ له))[2].

والصيام من بين سائرِ الأعمال اختصَّه اللهُ تعالى لنفسه، يُضاعِفُ أجرَه لصاحبِه بغير حساب.

دعوة الصائم لا تُردُّ، وللصائم فرحتان: في الدُّنيا يفرحُ بفطره، وفي الآخرة يفرح بثواب صومِه.

يشفع للعبد يوم القيامة، وهو له جُنَّة ووقاية؛ يقيه في الدُّنيا من السيئات، ويحجُبُه في الآخرة عن النار.



قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ؛ فإنَّه لي وأنا أجزي به، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فليقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ، لَخُلُوفُ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِ المسكِ، للصائمِ فرحتانِ يفرحهما: إذا أَفطرَ فَرِحَ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ))[3].



أتيتَ يا رمضان: شهر القرآن:

والقرآنُ كلامُ الله، من قرأ منه حرفًا، فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشر أمثالها.

قال صلى الله عليه وسلم: ((الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعَانِ للعبدِ يومَ القيامةِ؛ يقولُ الصِّيامُ: أيْ ربِّ، منعتُهُ الطَّعَامَ والشهوةَ، فشفِّعْني فيه، ويقولُ القرآنُ: منعتُهُ النَّومَ بالليلِ، فشفِّعْنِي فيهِ، قال: فيشفعانِ))[4].



أتيتَ يا رمضان: شهر القيام:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام شهرَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ))[5].



أتيتَ يا رمضان: شهر الدعاء:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٌ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ))[6].

يجتمعُ للصائم انكسارُ القلب، وذلُّ النفس، والتلبُّس بالطاعة، وكلُّها من أسباب الإجابة.



أتيتَ يا رمضان: شهر الصدقة:

والصدقة دالَّة على شرفِ نفسِ صاحبِها وعلى صدقِ إيمانِه؛ تقي مصارعَ السوء، تُكفِّر السيئاتِ، تطفئُ غضبَ الرَّبِّ، تزيدُ في الرِّزق، يربيها اللهُ لصاحبها حتى تصيرَ التمرةُ كالجبل؛ عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه قال ‏: ‏"كان رسولُ اللَّهِ أجودَ النَّاسِ، وكان أجودُ ما يكونُ في رمضانَ حينَ يلقاهُ جبريلُ، وكان جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ"، قال: "كان رسولُ اللَّهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ عليه السَّلامُ أجودَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المرسلَةِ"[7].



أتيتَ يا رمضان: شهر الاعتكاف في المساجد؛ لزومًا للطاعة، وانقطاعًا للعبادة، وإصلاحًا للقلب، وتزكيةً للنفس؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه: "كان رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يَعتكِفُ العشْرَ الأواخِرَ من رمضانَ"[8].



أتيتَ يا رمضان: شهر ليلة القدر:

((مَن قام ليلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبه))[9].

فاللهم بلِّغنا تلك النَّسَمَات، وارزقنا تلك الرَّحَمَات، واجعلنا ممن صامَ رمضان وقامَه فغفرتَ ذنبَه، وسترت عيبَه، وارزقنا فيه الفوزَ بالجنان والعتقَ من النيران.





[1] صحيح النَّسائي (2105)




[2] الترغيب والترهيب (2 /109)، [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].




[3] صحيح البخاري (1904).




[4] صحيح الترغيب (984)، وإسناده حسن صحيح.





[5] صحيح النسائي (2201).




[6] صحيح الجامع (3030).




[7] صحيح النسائي (2094).




[8] صحيح البخاري (2025).




[9] صحيح النسائي (2201).



ابوالوليد المسلم 23-03-2023 03:52 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
أقبل رمضان شهر السمو الروحي





د. محمد خالد الفجر










أقبَل رمضانُ شهر الانطلاق والانعتاق من ذُلِّ المعاصي، إلى رحاب الطَّاعة والانطلاق في عالَم العبادة الرَّحب الذي يحيي نفوسًا مواتًا.
أقبَل رمضان شهر التَّآخي والوُدِّ، شهر كسرِ حواجزِ الانفصالِ بين النُّفوس البشريَّة، أقبل برحمةٍ من ربِّه خالقِ الكون الذي خلق البشر ليتعارفوا؛ فأقبل حاملًا أُسسَ التَّعارف التقيِّ النقيِّ.

أقبل شهرُ تذوقِ زيارة المساجد وعمارتها بالذِّكر، أقبل شهر خفقِ القلوب مع تردُّد نغمات القرآن الكريم تطرب الرُّوح المشتاقة إلى نداء ربِّها، فهي حنَّت إلى ذلك الصوتِ بعد طول غيابٍ، أقبل الشهرُ الذي يصلُها بموطنها الذي نزلت منه إلى تلك الدُّنيا الضيِّقة، فبصوت ربِّها يتجلَّى موطنُها الذي لا تساويه دنيا ضيقةٌ بكلِّ ما فيها.

أقبل الشهرُ الذي يزرعُ الأملَ والتَّفاؤل، ويربِّت على ذلك القلب الحزين أنِ اعلم أنَّ هذه الحياةَ متاعُ الغرور، وأن السِّباق إلى المغفرة والجنة التي عرضُها كعرض السَّماء والأرض، يخبرُك رمضانُ أن تكونَ ضمن هؤلاء الذين يمتنُّ عليهم اللهُ بفضل.
أقبل رمضان شهرُ العطاء والصَّدقات التي تمنح مؤدِّيَها لذَّةً لا تسطيع جُلُّ اللغات أن تحتويَها، أقبَل والنفس راضيةٌ ترقى بحُبِّ الآخر الفقيرِ والمسكين والمحتاج، تميلُ إلى فطرتها التي فطرها اللهُ عليها ألا تنعزل عن الناس، بل أن تكون من النافعين لعيال الله.

جاء شهرُ الدُّموع المطهِّرة المُنقية للرُّوح من غبار الغِيبةِ والنَّميمة، دموع تزرعُ فرحًا، وتزيل حزنًا، وتسمو بالأنفس، وترقى بالأرواح، وتطهِّر القلبَ فتجلو صورةَ الواقع، وأن كلَّ وسواسٍ يكسر القلبَ، ويزرع القنوطَ: يتحطم أمام تلك الدَّمعةِ الصادقة بين يدي ربٍّ كريم.

أقبل الشهرُ الذي يُري البشرَ كيف تُكبَّل الشياطين، وتَعجِز عن منع المصلِّي من التَّواصل مع ربِّه في بيوته، أقبل شهرٌ يَصغَر فيه الشيطانُ، ويجعله منكسرًا ذليلًا رغم كِبْرِه القديم.
أقبل شهر العزَّة؛ عزة أمةٍ تسجد سواسيةً، وتصومُ سواسيةً، وتُفطر سواسية، تُري العالَمَ أنَّ وحدتها ممكنةٌ، وقوتها واردة، وانبعاثها من الرماد لا يغادر مخيلة أبنائها.

أقبلَ عارِضًا للأمة أواصرَ صلتها، محييًا في أبنائها أنهم دعاةُ خيرٍ للإنسانية، همُّهم أن يكون البشرُ متساوين، يجمعون طعامَهم ويوزعونه على غيرهم، يسجدون - كبيرُهم وصغيرُهم، غنيُّهم وفقيرهم - لربٍّ واحد، لا فضل في تلك السجدةِ إلا بدرجات التَّقوى التي لا يعلمها إلا الخالقُ الذي يُسجَدُ له.

أقبل رمضانُ مذكِّرًا بأنَّ الزمنَ يمرُّ، وأنَّ كلَّ ما أنت فيه إلى زوالٍ صائرٌ، إلا تلك الحسنات التي تدوِّنها في صفحات الأيام... أتى رمضان مذكِّرا المحبَط أنَّ الفرصَ تُكرَّر، والعودةَ إلى السمو الرُّوحي لا تُغلَق في وجهها الأبواب.
أقبل رمضان ليذكِّر الغافل بأن الرحيم سبحانه لا يطرُد طارقًا لبابه، وأنه يناديه كلَّ يومٍ: استغفِرْني أغفرْ لك، سَلْ تعطَ، ادعُني أستجبْ لك.

أقبل رمضانُ مذكِّرًا بأنَّ السعادةَ في الرُّوح، وأنَّ طهارة الروح بالعبادة، وأن العبادةَ ترقى بها فوق المحسوس الطيني، وأعلى رقيٍّ يتحقق في هذا الشهر.
فيا باغيَ الخير أقبِل؛ فهذا شهرُ الخير والسموِّ الرُّوحي قد أقبَل.





ابوالوليد المسلم 23-03-2023 03:53 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
الصيام ودورة المراقبة


السيد مراد سلامة







أولًا: تعريف المراقبة:
إخوة الإسلام، المراقبة معناها: دوامُ علمِك بأن الله لا يَخفى عليه شيءٌ من أمرك؛ قال ابن المبارك لرجل: راقِب الله تعالى، فسأله عن تفسيرها، فقال: كن أبدًا كأنك ترى الله عز وجل[1].

يصوِّر الله تعالى لنا المراقبة الكاشفة لجميع الأحوال والأعمال في آية من كتابه العزيز، فيقول جل شأنه: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61].
وسُئِل الحارث المحاسبي عن المراقبة، فقال: عِلم القلب بقُرب الله تعالى[2].

ثانيًا: الصيام دورة للمراقبة:
الصيام هو دورة مكثَّفة لتحقيق منزلة المراقبة، فالصوم يُعلِّم الصائم كيف يكون مراقبًا لله تعالى في جميع أحواله وأفعاله، فهو يَغرِس المراقبة ويُنميها في نفس الصائم، وإذا أردنا أن نَنظُرَ إلى ذلك عن كَثَبٍ، فتأمَّلوا عباد الله:
الامتناع عن الطعام والشراب الذي به قِوام البدن: كيف جعل الصومُ الصائمَ يَمتنع عنه وهو يستطيع أن يتناوله، فلو دخل الصائم حجرته وأغلَق عليه بابه، ثم أكل وشرِب، ثم خرج للناس يَتزيَّا بزي الصُّوَّام، ما كذَّبه أحد، ولا شكَّ في صيامه أحد، بل إنه ربما يكون وحْده، فينسى فيشرب أو يأكل، فتجده يتألَّم من ذلك، ويأتي المشايخ والعلماءَ؛ ليسألهم عن صحة صيامه، وهل عليه قضاء ذلك اليوم أم لا؟! ما الذي جعله يتألَّم ويتحرَّج من ذلك؟ إنها مراقبة الله تعالى في السرِّ والعلانية.

الامتناع عن الشهوة: ربما يكون الصائم في فراشه بجوار زوجِه الحسناء في أبهى صور الجمال، وعلى الرغم مِن تزيين الأمر له، وإثارة شهوته، فإنه يَعتصم بالله ويَضبط شهوته! ما الذي جعله يَمتنع عن شهوته؟ إنها المراقبة!

حفظ اللسان وسائر الأعضاء عن الذنوب والمعاصي؛ أي: صيام الجوارح:
من كان يقع في الغيبة أمسَك لسانه، ومن كان يشاهد المحرَّمات غضَّ طَرْفَه، ومن كان يستمع إلى الغناء والمُكاء، صان سمعَه.
ما الذي جعل منه إنسانًا تقيًّا؟ إنها المراقبة!

انظر إلى الفتيات وإلى النساء عامة، من كانت متبرجة غطَّت مفاتنها وكفَّت نفسها، ولم تخرج إلا وهي على قدم الحياء، ما الذي جعلها تتحوَّل إلى ذلك؟ إنها المراقبة!
حقًّا إن رمضان دورة مكثفة لتحقيق المراقبة لله تعالى، حتى أصبح الصائم يعبد الله تعالى كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه، وتلك قمة الإحسان التي خبَّر بها النبيُّ العدنان صلى الله عليه وسلم.

الموظف والعامل الذي كان يتعامل بالرِّشوة والمحسوبية، تراه في نهار رمضان قد خاف ربَّه ونزَّه يديه عن تلك المحرَّمات.
ما الذي جعله يكفُّ عن عادته؟ إنها المراقبة!
فالصوم هو دورة مكثفة؛ ليتخرج المسلم والمسلمة بعدها وقد حقَّق الإسلامَ والإيمان والإحسان.
فكم من تائبٍ قد كان ميلاده في رمضان! وكم من عاصٍ كانت بداية طاعته في رمضان!
وكم مِن مُفرِّط في الفرائض كانت بداية مواظبته عليها في رمضان!

ثالثًا: فضائل المراقبة:
واعلموا - عباد الله - أن للمراقبة ثمراتٍ وخيرات؛ فهي رافعة للدرجات، ماحية للسيئات، مُقرِّبة من ربِّ الأرض والسماوات، عاصمة من لُجَّة المعاصي والشهوات، وإليكم بيان ذلك:
1 - تُبعد العبد عن المعاصي، وتُقرِّبه من ظل عرش الله تعالى:
وهذه من أعظم الفضائل والثمرات؛ حيث إن المرقبة ما هي إلا جُنَّة تَحمي صاحبها من الوقوع في معصية الله، وهي حِصن يَلوذ به المسلم من عدوِّه، فتكون النتيجةُ العصمةَ الربانيَّة والمظلة الرحمانية؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((سبعة يُظلهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبُه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمَعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجل دعتْه امرأة ذات منصبٍ وجمال، فقال: إني أخاف الله))[3].

فالباعث لهؤلاء السبعة هو الخوف والخشية من الله تعالى.
قال حميدٌ الطويل لسليمان بن علي: عِظني، فقال: لئن كنت إذا عصيتَ خاليًا، ظننتَ أنَّه يراك، لقد اجترأتَ على أمر عظيمٍ، ولئن كنتَ تظنُّ أنه لا يراك، فلقد كفَرتَ[4].

وقال ابن القيم رحمه الله: "وأرباب الطريق مُجمِعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر، سببٌ لحفظها في حركات الظواهر، فمن راقَب الله في سرِّه، حَفِظه الله في حركاته في سرِّه وعلانيته"[5].
وقيل لبعضهم: متى يَهُشُّ الراعي غنمَه بعصاه عن مَراتع الهَلَكة؟ فقال: إذا علِم أنَّ عليه رقيبًا[6].
وإذا خلوتَ بريبةٍ في ظلمةٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
والنفسُ داعيةٌ إلى الطُّغيانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فاسْتَحْيِ مِن نظرِ الإلهِ وقلْ لها: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إن الذي خلَق الظلامَ يَراني http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وقال آخر:
إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تَقُلْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
خلوتُ ولكن قلْ عليَّ رقيبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ولا تَحسبنَّ الله يَغفُل ساعةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولا أنَّ ما تُخفيه عنه يَغيبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ألم ترَ أنَّ اليوم أسرعُ ذاهبٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأنَّ غدًا للناظرين قريبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


إن شابًّا وقع أسيرًا لشهوته، رأى فتاة فراوَدها عن نفسها، وقال لها: لا يرانا أحد؛ ومَن يرانا في ظلام كهذا غيرُ الكواكب؟! فقالت: وأين مُكوكِبُها؟ فقام وترَكها.
قال رجل للجنيد: بِمَ أستعين على غضِّ البصر؟ فقال: بعِلمك أن نظر الناظر إليك أسبقُ من نظرك إلى المنظور إليه[7].
وقال رجل لوُهَيب بن الوَرْد رحمه الله: عِظني! قال: اتَّقِ أن يكون الله أهونَ الناظرين إليك[8].

أتى رجل إبراهيمَ بن أدهم رضي الله عنه، فقال: يا أبا إسحاق، إني مُسرف على نفسي، فاعرِض عليَّ ما يكون لها زاجرًا ومُستنقذًا، فقال إبراهيم: إن قبِلت خمس خِصالٍ، وقدَرْتَ عليها، لم تَضرَّك المعصية، قال: هاتِ يا أبا إسحاق، قال: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصيَ الله تعالى فلا تأكل من رزقة! قال: فمِن أين آكل وكلُّ ما في الأرض رزقه؟ قال: يا هذا، أَفَيَحْسُنُ بك أن تأكُلَ رِزقه وتَعصيه؟! قال: لا، هاتِ الثانية، قال: وإذا أردتَ أن تَعصيه فلا تسكن شيئًا من بلاده! قال: هذه أعظم! فأين أسكن؟! قال: يا هذا، أَفَيَحْسُنُ بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتَعصيه؟! قال: لا، هاتِ الثالثة، قال: وإذا أردت أن تَعصيه وأنت تأكل رزقه وتسكن بلاده، فانظر موضعًا لا يراك فيه، فاعْصِه فيه! قال: يا إبراهيم، ما هذا وهو يَطَّلِع على ما في السرائر؟! قال: يا هذا، أَفَيَحْسُنُ بك أن تأكُلَ رزقه وتسكن بلاده وتَعصيه، وهو يراك ويعلم ما تُجاهر به وما تَكتمه؟! قال: لا، هاتِ الرابعة، قال: فإذا جاءك مَلكُ الموت ليَقبِض رُوحَك، فقل له: أخِّرني حتى أتوب توبة نصوحًا، وأعمَل لله صالحًا، قال: لا يَقبل مني! قال: يا هذا، فأنت إذا لم تَقدِر أن تَدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟! قال: هاتِ الخامسة، قال: إذا جاءك الزَّبانِيَة يوم القيامة ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم! قال: إنهم لا يدعونني ولا يَقبلون مني، قال: فكيف ترجو النجاةَ إذًا؟! قال: يا إبراهيم، حَسْبي، حَسْبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه!

عن الأصمعي قال: كنت أطوف بالبيت، فرأيتُ أعرابيًّا يطوف، فذكر قصة أعرابية، قال: قلت: فبينك وبين مَن تهوى شيء؟ قال: لا، إلا ليلة فإني رُمْتُ منها شيئًا، فقالت: أما تَستحيي؟!
قلت: وممن أستحيي فلا يَرانا إلا الكواكب؟!
قالت: فأين مُكوكبُها؟![9].

2- تحسين العبادة وأداؤها على أكمل وجه:
ومن فضائل المراقبة تحسين الطاعة لله تعالى؛ لعِلم العبد بعِظَم الربِّ، وأن العظيم سبحانه جميل لا يَقبل إلا الجمال، ومن العمل إلا ما له وَصْفُ الكمال والجمال، وهذا ما نراه في مدرسة رمضان، فقد زيَّنوا الصيام بحفظ الجوارح، وزينوا الصيام بقراءة القرآن؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن تَعبُد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))؛ متفق عليه[10].

فالمرتبة الأولى عبادة شوق وطلب، فإن تعذَّر عبدتَ عبادة خوف وهربٍ، فالحديث صريح في أن مراقبة الله تدعو إلى تحسين العبادة؛ قال ابن منظور رحمه الله: "مَن راقَب الله أحسَن عمله"[11].
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يُحب إذا عمِل أحدكم عملًا أن يُتقنه))[12].

عن معاذ رضي الله عنه قال: يا رسول الله، أَوصني، قال: ((اعْبُد الله كأنَّك تراه، واعدُد نفسَك في الموتى، وإن شئتَ أنبأتُك بما هو أملكُ بكَ من هذا كلِّه))، قال: ما هو يا رسول الله؟ قال: ((هذا))، وأشار بيده إلى لسانه؛ رواه ابن أبي الدنيا.

3 - سبيل إلى جنة عالية:
من أعظم ثمرات المراقبة الجنة وما فيها من نعيم مقيم، فالله تعالى وصف لنا سكناها، فقال جل جلاله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12].
وقال الله تعالى في وصف حال أهل الجنة: ﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 25 - 28].
وأعدَّ لهم جنتينِ، فقال سبحانه: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 46، 47].

4 - إجابة الدعاء:
لأننا بحاجة إلى الله، وليس منا أحد يستغني عن الله لحظةً واحدة، فحاجتنا إلى الله دائمةٌ، ومِن ثَمَّ فنحن نحتاج إلى إجابة الدعاء، وقضاء الحاجة، ونحتاج إلى المدد من الله، وإجابة الدعوات لا تكون إلا لمن راقَب ربه مراقبةً صادقةً، ولا أدل على إجابة الدعاء من قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت أول المطر إلى الغار، دخلوا الغار وانحدَرت صخرة بأمر الله، فسدَّت عليهم الغار، فأصبحوا داخل صخرة مُصلتة، توسلوا إلى الله بمراقبتهم له.

الأول: راقَب الله في والديه، فانفرج ثُلُثها.
الثاني: راقَب الله في عِرض بنت عمِّه، فانفرَج ثُلُثها الثاني.
الثالث: راقب الله في الأمانة فحفِظها ونمَّاها، فانفرج ثُلُثها الثالث.
ففرَّج الله عنهم كربهم بمراقبتهم له، راقبوه حال الرخاء، فأجاب دعاءَهم حال الشدة.

رابعًا: عقوبات من لم يراقب رب الأرض والسماوات:
1 - الجُرأة وعدم المراقبة صفة من صفات المنافقين:
قال تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 107، 108].

والمعنى: "يَستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله تعالى ولا يَستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعِلمه، مُطلع عليهم حين يُدبِّرون ليلًا ما لا يَرضى من القول، وكان الله تعالى محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يَخفى عليه منها شيء"[13].

2 - الإفلاس يوم القيامة:
عن ثَوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لأعلمنَّ أقوامًا من أمتي يأتُون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تِهامة بيضًا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا))، قال ثوبان: يا رسول الله، صِفهم لنا، جَلِّهم لنا أنْ لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: ((أمَا إنهم إخوانكم، ومن جِلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خَلَوْا بمحارم الله انتهكوها))[14].

3 - الانتكاس عن الطاعة:
لَخَّص أحد علماء السلف رحمهم الله نتيجة ذنوب الخلوات في جملة وكأنها معادلة حسابية، فقال رحمه الله: (ذنوب الخلوات انتكاسات، وطاعات الخَلوات ثبات، فلو رأيت أحدًا ممن كان مشهورًا بالالتزام، معروفًا عند أهل الخير والإقدام، لو رأيته على حال أخرى، لو رأيته وقد تبدَّل حاله وانتكس، فاعلم أن الأمر لم يكن صدفة، ولم يأت بَغتةً، فإنه بارَز الله بالمعاصي في الخَلوات، حتى تكاثَرت على قلبه، فظهرت في العلَن).

وكان السلف رحمهم الله يعرفون صاحب معصية الخلوة، فإن لها شؤمًا يظهر في الوجه، ويظهر في ضَعف إقباله على الطاعات؛ قال أبو الدرداء لسالم بن أبي الجعد:
ليَحذر امرؤ أن تُبغضَه قلوبُ المؤمنين من حيث لا يشعر، قال: أتدري ما هذا؟! قلت: لا، قال: العبد يَخلو بمعاصي الله عز وجل، فيُلقي الله بُغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر![15].

خامسًا: الطريق إلى المراقبة:
أخي المسلم، فإن سألت عن الطريق الموصِّل إلى مراقبة الله تعالى، وكيف يكون العبد من أهلها؟ فإليك الطريق الذي سار عليه العارفون فوصلوا إلى قمة المراقبة والخوف من الله تعالى:
1- تعرَّف على الله تعالى بأسمائه وصفاته:
فالإيمان بأسماء الله تعالى: الرقيب، والحفيظ، والعليم، والسميع، والبصير، والتعبُّدُ لله تعالى بمقتضاها يورث مراقبة الله تعالى، فالرقيب الذي يَرصُد أعمال عباده، والحفيظ الذي يحفظ عباده المؤمنين، ويُحصي أعمال العباد، والعليم الذي لا تخفى عليه خافيةٌ من أمور عباده، والسميع المدرِك للأصوات، والبصير الذي يرى كل شيء؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، وقال: ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [هود: 57]، وقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 7]، وقال: ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

والإيمانُ بأنَّ الله تعالى سميع - يَمنع من أن يَصدُر عن المسلم كلامٌ يُسخط الله؛ إنَّ عائشة رضي الله عنها لَمَّا جاءت المجادِلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفتها تشكو زوجها، غاب عن سمعها كثيرٌ من كلامها، فلما نزلت السورة قالت: "الحمد لله الذي وَسِعَ سمعُه الأصواتَ، لقد جاءت المجادِلةُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم تُكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾ [المجادلة: 1]"[16].

قال ابن الجوزي رحمه الله: (الحقُّ عز وجل أقربُ إلى عبده من حبل الوريد، لكنه عامَل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه، فأمر بقصد بيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له، فقلوب الجهَّال تستشعر البعد؛ ولذلك تقع منهم المعاصي؛ إذ لو تحقَّقت مراقبتهم للحاضر الناظر لَكَفُّوا الأكفَّ عن الخطايا، والمتيقِّظون علِموا قُربه، فحضرتهم المراقبة، وكفَّتْهم عن الانبساط)[17].

2 - شهادة الجوارح يوم الفضائح:
قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 20 - 24].
وقال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].
أنا من خوفِ الوعيدِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
في قيامٍ وقعودي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كيف لا أزداد خوفًا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وعلى النار وُرودي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كيف جَحدي ما تجرَّأْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تُ وأعضائي شُهودي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كيف إنكاري ذنوبي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أم تُرى كيف جُحودي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



وقال آخر:
العمرُ يَنقُص والذنوبُ تَزيدُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وتُقال عَثْراتُ الفتى فيَعودُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هل يَستطيع جُحودَ ذنبٍ واحدٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
رجلٌ جوارحُه عليهِ شُهودُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


3 - شهادة الأرض:
تذكَّر أخي - إذا دعتْك نفسُك إلى معصية الله تعالى - أن الأرض التي أنت عليها رقيبةٌ شهيدة عليك، ستشهد عليك يوم القيامة؛ إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ؛ يقول الله تعالى: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [الزلزلة: 1 - 5].

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة: 4]، فقال: ((أتدرون ما أخبارُها؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإن أخبارَها أن تَشهَد على كل عبدٍ وأَمَةٍ بما عمِل على ظهرها، أن تقول: عمِلت كذا وكذا يوم كذا وكذا، قال: فهو أخبارُها))[18].

4 - تذكَّر أنك مراقَب مِن قِبَل ملائكة كِرام يكتُبون كل صغيرة وكبيرة:
يقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 16 - 18].

يقول الإمام القرطبي رحمه الله: "في الرقيب ثلاثة أوجه: أحدها: أنه المتتبِّع للأمور، الثاني: أنه الحافظ؛ قاله السُّدي، الثالث: أنه الشاهد؛ قاله الضَّحَّاك، وفي العتيد وجهان: أحدهما: أنه الحاضر الذي لا يَغيب، الثاني: أنه الحافظ المُعَد؛ إما للحفظ، وإما للشهادة"؛ انتهى[19].

ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ ﴾ [ق: 17]؛ يعني: الملَكينِ اللذينِ يكتبان عمل الإنسان، ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴾ [ق: 17]؛ أي: مترصد، ﴿ مَا يَلْفِظُ ﴾ [ق: 18]؛ أي: ابن آدم ﴿ مِنْ قَوْلٍ ﴾ [ق: 18]؛ أي: ما يتكلَّم بكلمة، ﴿ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]؛ أي: إلا ولها مَن يُراقبها مُعتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12]"؛ انتهى[20].

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "﴿ رَقِيبٌ ﴾ [ق: 18]: مراقِب ليلًا ونهارًا، لا يَنفكُّ عن الإنسان، ﴿ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]: حاضر، لا يمكن أن يَغيب ويُوكِّل غيره، فهو قاعد مراقِب حاضر، لا يفوته شيء"؛ انتهى[21].

ويقول جل شانه: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18].

اللهم ارزقنا البصيرة في آياتك، وزِدنا بك علمًا، ولك حبًّا، ومنك خشيةً، فاللهَ نسأل أن يزيدنا إيمانًا مع إيماننا، وأن يجعلنا من المعتبرين بمواطن العِبر.
اللهم اجعل ما أنزلتَ علينا من الخير عطاءَ بركةٍ ونعمة، لا عطاء استدراجٍ ونِقمة.
اللهم اجعله عونًا لنا على طاعتك، واجعلنا ممن إذا أُعطِي شكر، وإذا أذنَب استغفر، وإذا ابتُلي صبَر.


[1] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 397).

[2] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 397).

[3] البخاري (620)، ومسلم (1031)، واللفظ له.

[4] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 398).

[5] مدارج السالكين (2/ 66).

[6] شُعب الإيمان (2/ 266).

[7] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 397).

[8] حِلية الأولياء وطبقات الأصفياء (8/ 142).

[9] المورد العذب المعين من آثار أعلام التابعين (1/ 44)، وبلاغات النساء؛ لأبي الفضل (ص 141).

[10] أخرجه أحمد (1/ 51، رقم 367)، ومسلم (1/ 36، رقم 8).

[11] لسان العرب (13/ 115- 117).

[12] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4/ 334، رقم 5312)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع.

[13] التفسير الميسر (1/ 96).


[14] أخرجه ابن ماجه (2/ 1418، رقم 4245).

[15] الزهد؛ لأبي داود (1/ 236).

[16] صحيح، أخرجه أحمد (6 / 46).

[17] صيد الخاطر (236).

[18] أخرجه أحمد (2/ 374، رقم 8854)، والترمذي (4/ 619، رقم 2429).

[19] الجامع لأحكام القرآن (17/ 11).

[20] تفسير القرآن العظيم (7/ 398).

[21] تفسير القرآن للعثيمين (8/ 17).



ابوالوليد المسلم 23-03-2023 03:54 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
محدِّدات الوعي الرمضاني... !
حمزة آل فتحي


جعله الله - تعالى -شهر نهضة للنفوس وصحوة للقلوب، وزكاوة للعقول ونباهة. (وأن تصوموا خير لكم) سورة البقرة.
فاجعل منه مدرسة للوعي الإيماني والأخلاقي والفكري والاجتماعي.
وفي رمضانَ وعيٌ فوق وعيٍ// من الأفكار والنهج الجديدِ
الاستثمار الأمثل لرمضان يجعلك تفقه معناه الحقيقي، وأن حكمته ارتداء لباس التقوى وتاج الخشية (لعلكم تتقون) سورة البقرة.
في رمضان ترسخ وتبين أعلا درجات التجلي والخشوع، فكيف لعاقل تذويبها أو إهدارها.. ؟!
لا يصلُح الصيام عن الطعام والشراب وتسريح الجوارح في الفضائيات، ((العينان تزني وزناهما النظر)).
ينقص من صيامك بقدر ما تنقص من جوارحك، فإذا صام أحدكم فلتصم معه جوارحه وأركانه. ((من لم يدع قول الزُّور... )).
يخادعك من يملأ ليلك بالكوميديا الترفيهية والسوداء ليضحكك وينفس عليك.. ! ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا.. )) سورة هود.
تخيل كم من مناظر ترمي في القلب سهامها وأنت لا تبالي..، ! وسيأتي يوم شفرتها وشقوتها.. !
الوعي العبادي المزيف تشاهده في عناصر عمدت إلى أمركة الإسلام وعلمنة الشعائر(هم العدو فاحذرهم) سورة المنافقون.
من الوعي في رمضان إصلاح القلب وتزكية الروح وتقفّي عوامل ذلك. (قد أفلح من زَكَّاهَا) سورة الشمس.
لا تفسد قلبَك بالأحقاد، ولا لسانك بالكلام ولا صحتك بالإفراط الغذائي ((ما ملا ابن آدم وعاء شرا من بطنه.. )).
مجالسك وأصدقاؤك تخيّرهم من أطايب المسك فما شقيت أوقاتنا ولا أرواحنا إلا بسبب مجالسنا ومن نصادق، وفِي الحديث الصحيح: ((المرء على دين خليله فلينظر... )).
لتكن قراءتك للقرآن أشد من قراءتك الالكترونية.. فيساً وتويترا. وواتسا.. !
المكث الطويل في المساجد يضاعف طاعاتك ويحسّن من صفائك، ويحميك وأعضاءك.. !
كثيراً من وسائل الإعلام تلبس على الناس دينهم وتذهب حلاوة شهرهم، وتمنحهم ركاما من الشهوات والسهرات لتنسيهم هيبة الشهر وأن السوء فيه مضاعف.. ! ((فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه... )).
سنية التراويح لا يعني البقاء عند تعاسات التلفاز ومشاهدة بعض المحرمات السيئة،،، (ودوا لو تُدهنوا فيدهنون) سورة القلم.
ليس من الحكمة والوعي استهلاله بضغائن وشحناء، أو مضاعفة السابق والواجب تصفية النفوس، وإعلان التسامح ((وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) سورة آل عمران.
تعلّم من رمضان حب العبادة وفنون الصبر ورحمة المساكين وكسر حب المال، وتقوية الروابط الإيمانية.
ليكن صيامك تهذيبا لجوارحك وتراويحك رياضة على القيام، وقرآنك دربةً على ديمة الذكر.
لقيمات الإفطار تريك حقارة الدنيا، وهوانها عند الله والعقلاء، وتعزز المعنى الأخروي (وللآخرة خير لك من الأولى) سورة الضحى.
ساعة إيمانية خصيبة، ستدرك أنها خير من عشرات الموائد الزكية.
في رمضان لصوص لتشويه الشهر وسرقة بركته، وصرفك إلى كوكب التيه واللهو والسراب.. !
ليس حسنا إلقاء الأسرة إلى إشعاعات فضائية ملونة، ظاهرها المتعة وفِي غلوائها السم الزعاف وتبديل المفاهيم الشرعية.
عناصر ليبرالية وعلمانية تعلمن الدين وتسترخص رمضان وتعريه من روحانيته الحقيقية.. !
تستعرض في القرآن والتراويح معاني العزة والصبر والدرع الإيماني ومقارعة الكفار وجهاد النفس والشيطان، وتتعلم كثيرا من مكارم الأخلاق (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون) سورة الزخرف.
حلاوة رمضان تربطك لآخر الشهر وليس الأسبوع الأول لمن تفكر وتدبر ((فُتّحت أبواب الجنة)).
ربَّ صوام ليس لهم من صومهم إلا مجرد الإمساك الغذائي، وألسنتهم سليطة، وأعينهم خائنة، فأين هم من الصوم الحقيقي (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) سورة غافر.
وفِي رمضان تعي فقرك واحتياجك الدائم إلى الله تعالى (أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) سورة فاطر.
توحد أمة المليار بالصيام والقيام، ودوي القرآن ذريعة لمراجعة ذاتها، وتحقيق باقي الوحدة المتينة والمنتظرة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحكم) سورة الأنفال
إذا كان رمضان شهر القرآن فأعد لهذا المعنى عدته تلاوة وتدبرا، وتفهما وتفكرا، وتفقها وتلذذا..!
وفق الله الجميع وتقبل منا صالح الأعمال،، آمين....





ابوالوليد المسلم 23-03-2023 04:36 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى


أعلن نادي "أستون فيلا" الإنجليزي لكرة القدم عن عزمه لإقامة إفطار جماعي على أرضية ملعب (فيلا بارك) الخاص بالفريق خلال شهر رمضان المقبل.




وكشف نادي أستون فيلا عن موعد الإفطار الجماعي عبر بيان رسمي قال فيه: "يُسعدنا أن نعلن أن ملعب (فيلا بارك) سيستضيف إفطار مفتوحًا بالتعاون مع مؤسسة الخيمة الرمضانية يوم الأربعاء الموافق 5 من إبريل".

ومن جهتها تتخذ المؤسسة الخيرية لنادي أستون فيلا خطوات لدعم الموظفين والمشجعين المسلمين خلال شهر رمضان المبارك من خلال إقامة عددٍ من الفعاليات.

وفي تصريحات صحفية قال "محمد رحمان" المساعد الإداري بمؤسسة أستون فيلا الخيرية: "الإفطار المفتوح الذي يقام في فيلا بارك هو وسيلة رائعة لفتح أبواب النادي للجالية الإسلامية في مدينة برمنغهام".

كما أعلن نادي أستون فيلا عن تنظيمه ندوات صحية أسبوعية من أجل توعية المسلمين الصائمين للحفاظ على صحتهم خلال أوقات العمل.

وقال أحمد علي أحد أعضاء مؤسسة نادي أستون فيلا: "ستكون هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها أستون فيلا إفطارًا للصائمين، وستكون فرصة رائعة جدًّا للاحتفال بشهر رمضان المبارك".

ويعتبر نادي أستون فيلا هو رابع نادٍ إنجليزي لكرة القدم يُعلن عن إقامته لإفطار جماعي خلال شهر رمضان الكريم بعد إعلان نادي "تشيلسي" مؤخرًا تحضيره لإفطار جماعي على ملعب (ستامفورد بريدج)، بالإضافة إلى نادي "كوينز بارك رينجرز"، ونادي "برايتون آند هوف ألبيون المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 24-03-2023 02:40 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا


أعلن بنكُ الطعام بمدينة "فيلادلفيا" أكبر مدن ولاية "بينسلفانيا" الأمريكية - عن استعداده لتوزيع العديد من المواد الغذائية يوميًّا على المحتاجين، سواء من المسلمين، أو من غيرهم خلال شهر رمضان المبارك.




وكان بنك الطعام في مدينة فيلادلفيا قد أطلق المبادرة الثالثة للإطعام خلال شهر رمضان تحت شعار: "التخلص من الجوع خلال شهر رمضان"، وهي عبارة عن برنامج لتوزيع 200 وجية غذائية يوميًّا 200 بهدف إطعام 6000 شخص طول شهر رمضان الكريم.

وبصفته الرئيس التنفيذي لبنك الطعام في فيلادلفيا، أشار "لوري جونز" إلى أن المبادرة الخيرية صُمِّمت خصيصًا لمواجهة ما يسمى بالانعدام الغذائي في ولاية بنسلفانيا، من خلال وجبات غذائية متكاملة وصحية تحت إشراف طهاة محترفون.

وفي سياق منفصل كان بنكُ الطعام الإسلامي في مدينة "سوري" الواقعة بمقاطعة" كولومبيا البريطانية" في كندا - قد أعلن عن سعيه لتلبية الطلب المتزايد على المواد الغذائية التي يوزِّعها مجانًا على المحتاجين، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك يتوقع مسؤولو بنك الطعام زيادة الطلب على المواد الغذائية، وزيادة العدد اليومي للزوَّار أكثر من العام الماضي.

ومؤخرًا قام عددٌ من المتطوعين المسلمين بمدينة "ديترويت" أكبر مدن ولاية ميشيغان الأمريكية -بتحضير وتعبئة أكثر من 1000 حُزمة طعام مجانية لصالح المحتاجين، في إطار استعدادات المسلمين لأعمال الخير في شهر رمضان القادم، ويتعاون حوالي 80 متطوعًا من المساجد والمراكز الإسلامية في مدينة ديترويت مع منظمة الإغاثة الإسلامية؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 24-03-2023 02:44 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
لصوص رمضان




محمود مصطفى الحاج





كما يقولون: "السرقة حِرفة"، فدائمًا ما يكون هناك مَن يتربَّص بك كي يَسرق وقتك، وذِهنك، وتركيزَك، بل وأحيانًا يسرقك أنت؛ في دوَّامة مِن إثارة المشاعر، وعرض ما يُضعف النفس، يا صديقي، إنَّهم "لصوص رمضان"!



فعلى مَدار الشهر الكريم يلاحِظ الجميع كثرةَ المسلسلات والبرامج، والعروضِ والمسابقات، وغيرها من الملهيات التي تشتِّت الذِّهنَ، وتلهي الطائعَ عن الطاعة، فتشغل العينَ عن قراءة القرآن، وتربط اللِّسانَ عن ذِكر الله، وتثير الجسَدَ إلى ما هو محرَّم، وتضيِّع الوقتَ دون الاستفادة منه؛ فبدلًا من انتظار الأذان للصَّلاة أصبحنا ننتظر لقطات فاسِدة عبرَ شاشات مزينة، ومسامع محرَّمة، عبر أفواهٍ لا تنادي إلَّا لما حرَّم اللهُ ورسوله؛ يا صديقي، إنهم "لصوص رمضان"!



فهل ستستجيب لهؤلاء اللُّصوص؟!



إذًا، كيف نغلق بابَ رمضان الممتد بنفحاتٍ للخير والأجر، ونفتح أبوابَ الوِزر والمعصية؟! ألا نتذكَّر قولَ سيِّد الأنام صلى عليه الله وسلم حينما قال: ((إذا كان أوَّل ليلةٍ مِن رمضان فتِّحتْ أبوابُ الجنَّة فلم يُغلق منها باب، وغلِّقتْ أبوابُ جهنَّم فلم يُفتح منها باب، وصفِّدتِ الشياطينُ، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبِل، ويا باغي الشرِّ أقصِر، ولله عُتقاءُ مِن النار، وذلك كله ليلة))؛ رواه الترمذي؟! فلا والله يا رسولَ الله، لن ننتبه إلَّا لما قلتَ، ولن نفعل إلَّا ما ذَكرتَ، خير الأفعال وأصدق القول قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.



السباق الرمضاني:

اجعلوا من رمضان سِباقًا للطَّاعة عبر مَسارات الصيام والقيام وليلة القَدْر والصَّدقات والزكاة والدروس الرمضانية... إلخ، سباق واحد لجوائز عدَّة، فلا تضيِّع على نفسك هذه الجوائز القريبة إليك، ولا تدَع قطارَ الحسرة ينال منك؛ بل ضيِّعِ الفرصةَ على مَن يتربَّصون بك كي يلهوك في كثير مِن الهزل والضياع.



تجنَّبوا شاشة التلفاز في شهرٍ سريع النفاد:

يختلف اهتمامُ المسلمين بالتلفاز في شهر رمضان الكريم؛ فمِنهم مَن يستغلُّ هذا الشهر للصيام والقيام والطاعات، والبعض الآخر ينتظر قدومَ رمضان لمتابعة التلفاز وما به مِن مغريات وملهيات؛ وذلك من خلال إعلانات تُذكِّر الناس بالمسلسلات الجديدة والبرامجِ وغيرها؛ مما يثير اهتمامَ ضعفاء النفوس ويجذبهم لمتابعة تلك الهراءات المحمَّلة بحبائل الشياطين؛ لذلك لا بدَّ مِن أن نستغلَّ التلفازَ ليكون مُعينًا لنا على الطَّاعة مِن خلال متابعة الدروس الرمضانيَّة الوسطيَّة، وسماع القرآن والتفاسير والأحاديث؛ كي نحقِّق معانيَ الصِّيام الصحيحة.



وقد أثبتت بعضُ الدراسات أنَّ هناك صِلة بين الإدمان على التلفاز وقلَّة الإنتاج والفاعليَّة والعمل عمومًا، فما بالكم بهذا الإدمان الذي يؤثِّر على طاعاتنا في شهر رمضان المعظَّم؟!



تقويم استخدامات الهواتف الذكية، والإنترنت ومواقع السوشيال ميديا في رمضان:

تشير دراسةٌ حديثة لشركة "الفيس بوك" إلى ارتفاع كبير لاستخدام الإنترنت والهواتف الذكية ومواقع السوشيال ميديا في منطقة الشرق الأوسط؛ وذلك خلال شَهر رمضان المعظم.

وتابعت الدِّراسة أنَّ أكثر من 70 % من سكَّان الشرق الأوسط يمتلكون هواتف ذكيَّة؛ ممَّا يجعل من الإنترنت والهواتف والمواقع حلقة تواصُل كبرى بين المسلمين خلالَ الشهر الكريم.

فيما أظهرت دراسةٌ أخرى قام بها باحثون مِن جامعة "نورث وسترن يونيفرسيتي" الأمريكية، ونشرت في مجلة "Sleep" العلمية - رابطًا بين الشعور بالجوع واستخدام الإنترنت والهواتف الذكية والمواقع وغيرها...

وبيَّنتِ الدراسة أن التعرُّض للضَّوء الأزرق المنبثق مِن هذه الأجهزة لمدَّة ثلاث ساعات يوميًّا يؤثِّر على تبديل مواد الجوع والجلوكوز في الجسم، ويتسبَّب في مشاكل في النَّوم؛ مما يؤثِّر على أنماط الاستهلاك الغذائي.

دراسة أخرى أَجْرَتها "فيسبوك آي كيو" أشارت إلى قضاء المستخدمين 57.6 مليون ساعة إضافيَّة على فيسبوك خلال شهر رمضان الكريم؛ وذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.



كل هذه الدِّراسات والأرقام تضَع أمامَنا علامات استفهام عديدة متعلِّقة بحجم الأضرار الوخيمة التي قد تنتج عن الاستخدام السيِّئ لمثل هذه الأشياء، فضلًا عن الوقت الضَّائع الذي سيهدر الكثيرَ والكثير مِن الحسنات والمسرَّات المتاحة في الشهر الكريم؛ لذا وجب علينا التفكير والتمعُّن في كيف نستخدم ولِم نستخدم، وفي أيِّ الأوقات، أيضًا علينا تقويم استخداماتنا للهواتف والمواقع؛ كي لا نضيِّع الوقتَ الثمين في شهر رمضان؛ بل يوجد الآن العديد مِن التطبيقات والمواقع الإسلاميَّة الكثيرة والمفيدة؛ منها ما يذكِّر المسلم بأوقات الإفطار والسحور والقيام، ومنها ما يلقي الدروسَ وينشر الخيرَ، والتي ستكون بالتأكيد معينةً للمسلم في شهر رمضان الكريم.



حلقات السيئات "المسلسلات الرمضانية":

بكلِّ أسَف يُعدُّ شهر رمضان موسمًا للمسلسلات والأعمال الدراميَّة الرمضانية، والتي تُعد خِصِّيصى لهذا الشهر، وكل هذا بهدف جَذْب المسلمين وتلهيتهم وتشتيتِ انتباههم عن أداء واجباتهم في رمضان؛ فبمجرَّد مشاهدة المسلسلات المشتملة على المحرَّمات - كالتبرُّج والاختلاط ونحو ذلك - في نهار رمضان ينقص مِن أجر الصِّيام؛ بل قد تذهب بأجره كلِّه، وقد قال النبي صلَّى الله عَليه وسَلَّم: ((رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَه مِن صِيامه إلَّا الجُوعُ))؛ رواه ابن ماجه، فمشاهدة المسلسلات دليلٌ على عدَم تحقيق الغاية المُرادة مِن الصِّيام؛ وهي تقوى الله جلَّ وعلا، فإنَّ الصيام فُرِض لأجل تحقيق التقوى؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].



أخيرًا:

ليتذكَّر الجميع سرعةَ مرور الأيام والأعوام، ولا بدَّ أن نعتبر ونتَّعظ مِن مرروها وسرعتها، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44]، فليسأل كلٌّ منَّا نفسَه:

ماذا ستقدِّم في رمضان؟ هل أنت حقًّا مستعدٌّ للقاء الشَّهر الكريم؟

إذًا، أَعِدُّوا العدَّةَ، وشدُّوا الهِمَم، وليقف كلٌّ مِنَّا على أخطائه في رمضان السابق، ليحسِّن مِن نفسه وأسرته أثناء الشهر الكريم، وكما قال الشاعر:



أتى رمضانُ مَزرعةُ العبادِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لتَطهير القلوبِ مِن الفسادِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فأدِّ حقوقَه قَولًا وفعلًا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وزادَك فاتَّخذهُ للمعادِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فمَن زرَع الحبوبَ وما سَقاها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تأوَّه نادمًا يومَ الحصادِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif






فلا تتركوا "لصوص رمضان" يُفقدوننا رمضان آخر، وكما هم متيقظون لإبعادنا عن شعائرنا، لا بدَّ وأن نكون أكثرَ يقظة منهم في المحافظة على هذه الشَّعائر، وأكثرَ حِرصًا على إتقان وإخلاص العمَل في رمضان.




ابوالوليد المسلم 24-03-2023 02:44 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
الصوم والوقاية الصحية



د. زيد بن محمد الرماني




لقد أشارت كثير من الدراسات والأبحاث الطبية إلى حقيقة مفادها: الدخان دخان السجائر سمّ من السموم، شاع وعمّ - للأسف - جميع البلاد، وتعاطاه الملايين من شرق وغرب، وانتشرت تبعاً لهذا الكثير من الأمراض الفتاكة، حتى أصبحت أضرار التدخين الصحية حقيقة مُسلّم بها، لا تقبل النقاش.







المشكلة أنَّ أضرار التدخين الصحية طالت الجهاز الهضمي والجهاز العصبي وجهاز الدوران والجهاز البولي والعلاقة الجنسية والأطفال والأجنة.



يقول الجراح الأمريكي إريغارتس جراهام: لقد أصبحت متأكداً من أنَّ التدخين يزيد فرصة الإصابة بمرض السرطان عشرين ضعفاً.







والدراسات والحقائق والإحصاءات والأرقام مرعبة، مخيفة، في هذا المجال، حتى وصل الأمر في بعض الدول إلى أن يموت نتيجة التدخين والتبغ قرابة عشرون ألفاً بالقلب، وخمسة عشر ألفاً بالرئة وثلاثة وثلاثون ألفاً بالسرطان، وذلك كل سنة.



إذن: ما المطلوب. تقول د. أندره سوبيران: إنَّ العناية بالصحة تتطلب تجنب التدخين والابتعاد عن الأمكنة الملوثة بدخان التبغ.







تقول الأستاذة لولوة بنت صالح آل علي في كتابها الرائع ((الوقاية الصّحية على ضوء الكتاب والسنة)): لم تعد فوائد الصوم الصحية تخفى على أحد، فالشخص العادي أصبح يعرف هذه الحقيقة، ويلمس نتائجها، وينعم بآثارها الحسنة. ويؤكد هذا الدكتور غريب جمعة في قوله: الصيام يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم المرتفع؛ ولذلك فإنَّ نسبة المرضى الذين يترددون على عيادة الضغط تنخفض في شهر رمضان.







وللجهاز الهضمي الحظ الأوفر من فوائد الصيام؛ حيث يهيأ له الجو الروحي والصفاء والهدوء، وذلك راجع للتأثير المباشر للصوم على الجهاز الهضمي فيستريح فترة طويلة من إفرازات العصارات الهاضمة. ولذلك فالصيام يفيد في علاجات اضطرابات الأمعاء المزمنة المصحوبة بتخمّر المواد النشوية والبروتينية.







وهنا رسالة من د. ماك فادون للناس عموماً، وللمدخنين والمدخنات خصوصاً، حيث يقول: إنَّ كل إنسان يحتاج إلى الصوم، وإن لم يكن مريضاً؛ لأن سموم الأغذية والأدوية والسجائر تجتمع في الجسم فتجعله مريضاً، مثقلاً، قليل النشاط.



شهر رمضان فرصة ذهبية لذلك يقول د. روبرت بارتلو: لا شك في أنَّ الصوم من الوسائل الفعالة في التخلص من الميكروبات.




ابوالوليد المسلم 24-03-2023 02:45 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
قبسات من نور رمضان
محمد عادل فارس


يأتي رمضان كل عام فيحمل بين جنباته الطهر والإيمان، والخيرات والبركات، والدروس والعبر.
1- أعظم مزية لهذا الشهر العظيم أنه شهر نزول القرآن الكريم. فحين خصّه الله - تعالى -بالعبادة العظيمة عبادة الصوم، قال، بما يشير إلى حكمة هذا الاختصاص:( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
وحين ذكر الليلةَ الأعظم في رمضان، ليلة القدر، ذكر تشريفها بنزول القرآن (إنّا أنزلناه في ليلة القدر).
ولا عجب فالقرآن ليس كلاماً يقرأ فحسب، بل هو (بيّنات من الهدى والفرقان)، فالهدى كل الهدى فيه: الهدى في العقيدة والتصور، والهدى في شؤون الفرد والمجتمع والدولة والعالم كله...والفرقان بين الحق والباطل، بين النور والظلمات، بين الشرع والهوى.
وفي الشهر الذي نزل فيه القرآن يطيب للمؤمن أن يُقْبل على هذا الكتاب العظيم، أشدّ مما يقبل عليه في أي شهر آخر، يتلوه حق تلاوته، يتدبر آياته، يطهّر قلبه ونفسه بضيائه، يعيد النظر فيما يحمله في نفسه من عقائد وتصورات وقيم وأحكام وأخلاق... فما وجده موافقاً لهذا الكتاب حمد الله عليه، ووطّن نفسه على المزيد من التمسك به، وما وجده على غير هذا صحّحه بما يقتضيه هذا الكتاب.
وقد اختار الله - تعالى -لنبيّه شهر رمضان من كل سنة ليراجعَ ما كان نزل عليه من القرآن فكان جبريل ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل رمضان فيدارسه القرآن "أي يسمعه منه كأنه يتثبّت من حفظه" وفي هذا إشارة قوية إلى أن رمضان موسم للإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
وفي صحيح البخاري: (( كان جبريل يلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ [حتى ينقضي الشهر] يعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – القرآن)).
ومن الأحاديث النبوية التي تربط بين الصيام والقرآن:
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النوم بالليل فشفِّعني فيه. قال: فيشفَّعان)).
2- مما يلفت الانتباه أن صيغة فرضية الصيام كانت بقوله - تعالى -: ( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام) الآية 183 من سورة البقرة.
وفي الآية 216 من السورة نفسها: (كُتب عليكم القتال وهو كُرْهٌ لكم)، وفي هذا التماثل في التعبير إشارة قوية إلى أن هذه الفرضية كتلك. فحين يكون موسم الصيام فهو فرض، وحين تقوم أسباب الجهاد فهو فرض كذلك -وفق تفصيلات يذكرها الفقهاء- ولا عجب بعدئذ أن يلتزم المسلمون صيام شهر رمضان، على مرّ العصور، إلا من كان معذوراً، أو كان إيمانه كمن يعبد الله على حَرْف!. ولا عجب كذلك أن يكون رمضان موسماً للجهاد فتشهد أيامه معارك من أعظم معارك الإسلام.
ففي أول رمضان بعد الهجرة عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - أول لواء للجهاد في الإسلام، في سرية مقاتلة بقيادة أسد الله وأسد رسوله: حمزة بن عبد المطّلب - رضي الله عنه -.
وفي رمضان من السنة الثانية للهجرة كانت غزوة بدر الكبرى التي سمّاها الله - تعالى -: يوم الفرقان!.
وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة كان الفتح المبين فتح مكة المكرمة.
وعلى مرّ التاريخ كان "رمضان" يشهد بين حين وآخر معركة فاصلة. فعلى سبيل المثال كانت معركة البويب في رمضان 13هـ، وفتحت القدس في رمضان 16هـ، وكانت معركة بلاط الشهداء في رمضان 114هـ، وكانت معركة الزلاقة التي انتصر فيها جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين على الفرنجة في رمضان 478هـ، وكانت معركة عين جالوت التي انتصر فيها المظفر قطز على التتار في رمضان 658هـ.
3- ولا نجد في النص القرآني عبارة صريحة تربط بين رمضان والإنفاق في سبيل الله من الزكوات والصدقات، لكننا نجد ذلك في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان الصحابة يرون أثر هذه المدارسة القرآنية في مسلك النبي - صلى الله عليه وسلم -. فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن. فلَرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل، أجودُ بالخير من الريح المرسلة". متفق عليه.
ونعلم جميعاً أن من الإنفاق المطلوب من المسلم في رمضان صدقة الفطر.
وكأن المسلمين، شعوراً منهم بفضل الإنفاق في رمضان، يكثرون من الصدقات فيه، بل إن كثيراً من أغنيائهم يدفعون زكاة أموالهم في هذا الشهر الفضيل.
4- وبمثل ذلك جاءت السنة النبوية لتبين فضل النوافل، لا سيما قيام الليل، في رمضان.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)) متفق عليه.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره" رواه مسلم.
ويتأكد هذا في ليلة القدر.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدّم من ذنبه)) متفق عليه.
5- ولعل ما يجمع ذلك كله ويزيد عليه، هو أن الصيام، الذي هو العبادة المميزة لرمضان، قد شرع لتحقيق التقوى (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). سورة البقرة: 184.
فالتقوى هي الغاية من العبادة عامة، ومنها الصوم: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون).
وكما ذكرت التقوى في الآية الأولى من آيات الصيام، ذكرت كذلك في الآية الأخيرة من هذه الآيات: (كذلك يبيّن الله آياته للناس لعلهم يتقون) سورة البقرة: 187.
6- وفي أجواء نزول القرآن والصوم والتقوى يكون الدعاء المستجاب. فإنه مما يلفت الانتباه أن آية الدعاء جاءت من ضمن آيات الصيام. قال - تعالى -: (وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب. أجيبُ دعوة الداعِ إذا دعانِ فلْيستجيبوا لي ولْيؤمنوا بي لعلهم يرشُدون) سورة البقرة: 186.
وتأتي أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لتؤكد الارتباط بين الصيام والدعاء المستجاب، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( ثلاثة لا تُردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول: بعزتي لأنصرنّك ولو بعد حين)) رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وعن عبد الله بن عمرو قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للصائم عند فطره دعوةً لا تُرَدّ" رواه ابن ماجه.
اللهم أعنّا على الصيام والقيام وغضّ البصر وحفظ اللسان، وتقبّل منا إنك أنت السميع العليم.



ابوالوليد المسلم 24-03-2023 02:46 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
المغتالون لرمضان!


وليد بن عبده الوصابي





نفرَح برمضان كما يَفرَح الناس به، ونَستبشر به كمسلمين، فاتَّحدنا في الفرح، واختلفنا في الهدف والمقصد؛ فمنَّا مَن يفرَح برمضان؛ لأنه شهر القرآن والطاعة، ولِما ورَدت فيه من الفضائل والمزايا العظيمة، وهذا هو فرح المؤمنين الذين بشَّرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقدومه، قائلًا: ((أتاكم شهر رمضان، شهرٌ مبارك)).

فالنفوس إليه مشتاقة، والقلوب إليه مُتلهفة، والعيون فيه باكية، والأنفس خاشعة، يزداد فيه المؤمن من طاعة ربِّه، ويُسابق ليحوز الجنان، ويَحظى بالنظر إلى الرحيم الرحمن.
كيف وقد كان بعضهم يُغلق تجارته في رمضان؛ ليتفرَّغ للصلاة والصيام والقيام تفرغًا تامًّا؟!

لكنَّ فريقًا منا يَفرَح برمضان فرحًا دنيويًّا؛ لِما فيه من زيادة المطعومات، وأنواع المشروبات، وكثرة النوم، والإقبال على المسلسلات، وغيرها من الغَفلات!

وهؤلاء هم المغتالون لرمضان، الطاعنون له في خاصرته، وهم الذين يدخل عليهم رمضانُ ويَخرُج وهم كما هم؛ لا يُغيِّرون أخطاءَهم، ولا يُبدلون سيئاتهم، بل ربما فقَدوا بعضًا من حسناتهم، وضاعَفوا آثامَهم!

رمضان يشكو هؤلاء الذين اتخذوه مَطيَّة لشهواتهم، ومنفذًا للذَّاتهم، يَمرَحون في لَعبهم، ويَسرَحون في لَهوهم.
نهارهم نائمون، وليلهم صاخبون على أنواع الألعاب والأعطاب؛ من مسلسلات، وأضاحيك، وغيرها من أحابيل الشيطان!

إن القنوات الفضائية شغَلت الناس عن رمضانهم، فجعلوا من رمضان ميدانًا للسباق، ولكنَّه سباق دنيويٌّ، وجعلوا منه مَرتعًا للسهرات، ولكنَّها سهرات بعيدة عن القرآن وطاعة الرحمن!

ترى القنوات الإنشادية والغنائية والشعرية وغيرها - تبذُل كلَّ جهودها لتتم عملياتها المشبوهة في شهر رمضان، شهر العبادة والغفران؛ ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [فاطر: 8]، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

حتى إن بعض القنوات الإسلامية لم تَسلَم من هذا الدَّخَن والدَّغَل والدَّخَل!
يا هؤلاءِ، ارجعوا إلى باريكم، وعُودوا إلى خالقكم؛ فهو يناديكم باسم الإيمان، ويُبين لكم ثمرة الصيام، قائلًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، اقْرأها مرات ومرات، وأمْعِن النظر فيها: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾، باللهِ عليكم، أي تَقوى تَكسِبونها من هاتِه الغَفلات الليلية، والنومات النهارية؟!
أين فائدة الصوم التي أثَّرت في أرواحكم؟!
أين ثمرة القيام المؤثرة في نفوسكم؟!
أين؟! أين؟!

اقرؤوا سيرة سلفِكم الصالحِ، كيف كانوا يفرحون برمضان، ويُكرمونه الإكرام اللائق به؛ نهارهم صائمون لا نائمون، وليلهم قائمون لا لاعِبون!
اقرؤوا سِيَرهم، وانظروا حالهم مع القرآن الذي أُنزل في رمضان!
كم ختمة ختَموها في رمضان بتدبُّر وخشوع، وبكاء وخضوعٍ!


أجسامهم كأجسامكم، ولكنهم تفوَّقوا علينا بالجِد والاجتهاد، والانتصاب بين يدي رب العباد، فطهَّروا قلوبهم ونحن غشَشناها، وزكوا نفوسَهم ونحن دسَسناها!

نسأل الله تزكيةَ نفوسنا، والنأيَ بها عما يَشغَلُها عن باريها، وأن يُهيئ لنا من أمرنا رشدًا.
والله الموفق.



ابوالوليد المسلم 24-03-2023 02:46 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
حفظ الجوارح عن المعاصي
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان




حفظ الجوارح عن المعاصي





في رمضان وغيره



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كُتِب على ابن آدم نصيبُه من الزنا مُدرِكٌ ذلك لا محالة، فالعينانِ زناهما النظر، والأذنانِ زناهما الاستمتاع، واللسانُ زناه الكلام، واليدُ زناها البطش، والرِّجل زناها الخطى، والقلبُ يَهوَى ويتمنَّى، ويُصدِّق ذلك الفرجُ ويُكذِّبه))؛ متفق عليه[1].




يتعلق بهذا الحديث فوائد:



الفائدة الأولى: يجبُ على المؤمن أن يحفظَ أعضاءه مِن فعل الحرام؛ حتى لا يقع في الزنا الحقيقيِّ، وبخاصةٍ في هذا الشهر الكريم، وقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث إلى أنواع؛ منها:



فأولها: زنا العينين: وهو النظرُ إلى المحرَّمات كلِّها، وبخاصة ما يُؤدِّي إلى الوقوع في الزنا.



وثانيها: زنا الأذنين: وهو الاستماعُ إلى الحرامِ؛ كاستماع الأغاني المحرَّمة وغير ذلك.



وثالثها: زنا اللسان: وهو الكلام المحرَّم؛ كالنطق بالكلام الفاحش ومعاكسة النساء ونحوه.



ورابعها: زنا اليدين: كإيذاءِ الناس باليدين؛ كالبطش بهم وضربهم، وكل منكر يُرتكب باليدين، وبخاصة ما يوصل إلى الزنا الحقيقي؛ كمعاكسة النساء برسائل الجوال أو البلوتوث أو عن طريق الشبكة.



وخامسها: زنا القدمين: وهو استعمالها في معصية الله تعالى؛ كالمشي بهما في المعاكسات، أو للزنا الحقيقي، أو المشي بهما للإفسادِ في الأرض وانتهاك الحرمات.







الفائدة الثانية: سَمَّى النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعاصي زنا؛ وذلك للتنفير منها وتقبيحها، وبيان خطرها؛ حتى لا يتساهل الناس فيها؛ ومنها: أنها قد تؤدي إلى الزنا الحقيقي، فما كان موصلًا إليه ووسيلة للوقوع فيه، استحق أن يسمَّى باسمه.







الفائدة الثالثة: قد يجتمع أنواعٌ من زنا الأعضاء في بعض الأعمال وبخاصة في عصرنا هذا؛ فمن ذلك:




أولًا: استخراج الصور الموجودة في الجوَّالات عن طريق البرامج المتخصصة، فيجتمع في هذا زنا اليدين والعينين، كما أن فيه تجسسًا وكشفًا للعَوْرات، وإشاعة للفاحشة، ونشرًا للرذيلة، وإيذاءً للمؤمنين.







ثانيًا: نشر الصور المحرَّمة المخلَّة بالأدب والسلوك، وتوزيعها عن طريق المجلات أو الفضائيات أو الجرائد بأنواعها، أو عن طريق البلوتوث أو الشبكة العنكبوتية، وكل هذا حرام لا يجوز فعله.







[1] رواه البخاري 5/ 2304 (5889)، ومسلم 4/ 2047 (2657)، وهذا لفظه، وليس في البخاري ذِكرُ: الأذنان، واليد، والرجل.




ابوالوليد المسلم 24-03-2023 03:14 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
رقمنة رسائل التهنئات

(تهنئة شهر رمضان نموذجًا)

أ. د. هاني علي سعيد

في الأدب العربي وتراثه التليد فنٌّ عريق لا يمكن تجاهل قراءته من متخصص أو هاوٍ، بدعوى سطوة الشعر وهيمنته في عصوره الأولى، هذا الفن هو فن الرسائل بنوعيها: الإخوانية، أو الشخصية، التي تشتمل على رسائل: التهنئة، والتعزية، والاستعطاف، والخوف، والرجاء، وكل ما من شأنه أن يُظْهِر عواطف الناس، ومكنونات نفوسهم، أما النوع الآخر، فهو الرسائل الديوانية أو السلطانية، وبها تُدار شؤون الدول، وقد أُنشئ لها ديوان خاص بها هو ديوان الإنشاء أو الكتابة، وبرز كُتَّاب في التراث العربي ظلت سطورهم التي سطَّروها حافظة لمجد براعتهم في فن الكتابة؛ منهم عبدالحميد الكاتب، الذي كان يسميه الجاحظ "عبدالحكيم الكاتب"؛ لبراعته المتناهية في الكتابة، ومنهم أيضًا: ابن وهب، وعمرو بن مسعدة، وعبدالملك بن الزيات، وسهل بن هارون، وغيرهم، وقد أُلِّفت كُتُبٌ تحمل في عنواناتها دليلًا على مضمونها من الرسائل أو مؤلفيها؛ منها: "رسائل ابن المقفع"، "رسائل الجاحظ"، "رسالة التوابع والزوابع"، "رسالة الغفران"، "رسائل بديع الزمان الهمذاني"...

الآن تحولت الرسائل الشخصية إلى ضرب من ضروب الرسائل الآلية، التي تستعين بها المؤسسات المختلفة من بنوك، وسفارات، وشركات الطيران؛ ليردوا بها على العملاء، إما لندرة الموظفين المخصصين لهذا الغرض، أو لتخلي هذه المؤسسات عن مسؤولياتها تجاه عملائها، خاصة لو كانت في بلاد بلا رقابة إدارية.

أنا لن أتطرق إلى البعد غير الأخلاقي، الذي صِرْنا نرضى به ونمارسه ببلادة منقطعة النظير، كأن ترسل رسالة لأحدهم فيرد عليك برسالة محولة، أو بتلك الرسائل الإلكترونية الجاهزة، التي تشبه في قبحها (الورد البلاستيك) في غرفة بستاني، لكني أتطرق إلى البعد الأدبي، خاصة إذا كان كاتب الرسالة ممن يعرف دقائق اللغة، ولا أقول أديبًا، بل يكفي قدرته على التعبير عما بداخله بلغة سليمة، إن تلك الأصوات التي تتراكم في مفردات ثم في جمل وتراكيب، ليست حبرًا على ورق، أو مجرد ضربات صماء على لوحة مفاتيح عقيمة، لا، إنها أرواح تتناسل وتتقارن وتتلاقح، فتصير النفوس أكثر سعادة، وتستحيل الأحقاد الكامنة في الصدور بذورَ حبٍّ، فربما بكلمة واحدة اشتملت عليها رسالتك إلى أخيك، أو صديقك، أو أستاذك، أو إلى من تود التواصل معه من الناس - مبددة لكل ما تخفيه النفس من تحاسد أو تباغض .

إن رقمنة الرسائل لم ينسف فقط المكون الأدبي في هذه الرسائل، لو كان يجوز أن نطلق عليها (رسائل)، وإنما أفقدها جانب الذوق، وأورث أصحابها مرضًا نفسيًّا، تخيل أن ترسل رسالة لأحدهم ولا تذكر فيها اسمه، ويشعر فيها بالامتهان، وأنك أرسلت له رسالة عامة مما ترسل للعامة والدَّهْمَاء والغوغاء، فإذا به يتحول إلى غول؛ فيُقْسِم أيمانات مغلظة في نفسه أنه لن يرد على رسالتك، بل لن يبادلك التهنئة في أي مناسبة، ولا أجافي الحقيقة إن قلت: وعنده حق؛ لأنك ببساطة لو كانت هذه الرسالة لرئيسك في العمل لَما أقدمت على إرسالها بهذا الشكل المزري، وهو بُعْدٌ أخلاقي مشين، ونفاق مستشرٍ في تواصلنا مع الآخرين.

إننا نتحول بشكل أو بآخر إلى (عبيد)، لا أقصد عبيدًا للآلة، فهذا تحقق من نصف قرن تقريبًا، ولكن صرنا عبيدًا في مشاعرنا، تشكلها المصلحة، حتى مع أقرب الناس، وخُذْ علاقة الزوج بزوجته مثالًا على ذلك، دون الدخول في التفاصيل، التي تزيدنا بؤسًا حين نقرؤها، رغم أننا نمارسها كل يوم.

في واقعة حقيقية أخبرني زميل أن لديه رقمًا لواتساب مخصصًا لتخزين مثل هذه الرسائل الجاهزة في المناسبات المختلفة؛ ليكون أسرعَ في تحويلها، هو طبعًا يقول هذا الكلام لي من باب الفخر، وأنه رجل عملي وليس لديه القدرة على إضاعة وقته في هذه التفاهات ... وأنا أستمع إليه والألم يعتصرني، ولسان حالي: كفَّ عن الناس (أرفك)، إن كنت ما سترسله لهم عبئًا لهذه الدرجة، فصدقني، حفيٌّ بك أن تمتنع عن إرسال شيء، فهم ليسوا أغبياء، وإنما يتسرب إليهم من أسطرك الممجوجة ما تحمله نفسك من قبح.

وأخيرًا: فرسالتي إلى الأحباب جميعًا: عطَّر الله شهركم بذكركم له سبحانه، وشملكم لطفه وغفرانه، ولا صرف قلوبكم - في شهره - إلا إليه، وأضاع جُلَّ آمالكم إلا أملكم فيه ...

أما عن أجمل رسالة على الإطلاق وصلتني؛ تهنئة بهذا الشهر المبارك، فإنها رسالة أمي: "كل شهر وأنت حسك في الدنيا" ... (الحس) ما تحمله هذه الكلمة من دفء ودلالات أجملها: أن تعيش وحس أحدهم يتردد فيك، ينسرب في خلاياك، صدقني هذا هو السلام النفسي، الذي لو افتقدت كل شيء إلاه لكفاك.




ابوالوليد المسلم 24-03-2023 03:16 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالًا لرمضان في أونتاريو

أقامت الجاليةُ الإسلامية بمدينة "لندن" جنوب غرب مقاطعة "أونتاريو" الكندية - ورشة عملٍ ترفيهية للأطفال المسلمين احتفالًا بقدوم شهر رمضان الكريم.

وتهدف ورشة العمل إلى نشر التعاليم والعبادات الإسلامية للأطفال المسلمين، ومعرفة المزيد عن شهر رمضان الكريم، بالإضافة إلى عددٍ من الأنشطة الترفيهية الأخرى.

وخلال ورشة العمل تعلَّم الأطفال المسلمون تصميم عددٍ من الأشكال الزخرفية ذات الطابَع الإسلامي، باستخدام الأوراق والحجاز بطرق يدوية، كما تعلموا كيفية كتابة أسمائهم باللغة العربية.

وبصفتها مديرةَ ورشة العمل قالت "داليا الترك" لموقع "CBC.ca": "شهر رمضان ليس مجرَّد شهر للصيام عن الطعام فقط، لكن الله عز وجل فرَضه علينا لنشكُرَه على نِعمه الكثيرة وكذلك للإحساس بالآخرين أيضًا".

وقالت "دنيا زيادة" إحدى الفتيات المسلمات المشاركات في ورشة العمل: "الورشة كانت ممتعة ومفيدة جدًّا، تعلَّمنا خلالها الكثير عن شهر رمضان الكريم، وقُمنا بصُنع عددٍ من الأشكال التي ترمز إلى رمضان مثل الهلال".

وأضافت دنيا: "رمضان هو أحد الأوقات المفضلة لي خلال العام؛ لأن الصيام يجعلنا نشعُر بأننا أقربُ إلى الله عز وجل، كما أن الأوقات التي نقضيها مع عائلاتنا خلال شهر رمضان تكون رائعة جدًّا"؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 25-03-2023 10:51 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
قوانين اقتصادية في شهر رمضان


د. زيد بن محمد الرماني






الصوم تربية لروح المسلم وأخلاقه حتى يشعر الغني بحاجة الفقراء والجوعى فيزداد إيمانه بالله ويقينه بضرورة أداء حق الفقراء في أمواله، بل ويزيد على ذلك الحق عندما يشعر بألم الجوع والعطش.


ومن الأسف أن استسلم بعض الناس لبعض العادات السيئة الدخيلة على شهر رمضان والتي تتمثل في طريقة الإنفاق الاستهلاكي. فعندما يأتي شهر رمضان نرى أن أغلبية من المسلمين يرصدون ميزانية أسرية أكبر بكثير إن لم تكن ضعف الميزانية في الأشهر العادية، وتبدأ بمضاعفة استهلاكها. ويكون النهار صوماً وكسلاً، والليل طعاماً واستهلاكاً غير عادي.

إن الطعام الزائد في الليل وبإفراط يؤدي إلى فقدان الكثير من تلك الفوائد بل قد ينعكس ذلك بشكل سلبي على صحة الإنسان، فإذا أكل كثيراً في الليل يصبح كسلاناً بسبب تخمّر الطعام في جهازه الهضمي.

والنصيحة التي يمكن أن نوجهها إلى المسلمين هي عدم التفريط وعدم الإفراط في تناول الطعام في ليالي رمضان والتزام الوسطية والاعتدال، ذلك أن أحد أسباب الكارثة التي حلّت بنا اليوم هي البطر والإفراط في الاستهلاك والتبذير والبعد عن الدّين والقيم.

إن رمضان هو محاولة لصياغة نمط استهلاكي رشيد وعملية تدريب مكثف تستغرق شهراً واحداً تفهم الإنسان أن بإمكانه أن يعيش بإلغاء الاستهلاك استهلاك بعض المفردات في حياته اليومية ولساعات طويلة كل يوم. إنه محاولة تربوية لكسر ((النهم الاستهلاكي الذي أجمع علماء النفس المعاصرين أنه حالة مرضية، وأن مجال علاجه في علم النفس وليس في علم الاقتصاد)). وإن كان يصيب بتأثيراته أوضاع الاقتصاد وأحواله.

فالإسراف والتبذير في الاستهلاك يعتبر سوء استخدام للموارد الاقتصادية والسلع التي أنعم الله على العباد لينتفعوا بها وهو عمل يذمه الإسلام ذمّاً كبيراً، حيث وصف الله المسرفين والمبذرين بأنهم إخوان الشياطين، لما لهذا العمل من آثار سيئة لا تقتصر على صاحبها الذي مارس الإسراف بل تمتد لتشمل المجتمع والعالم.


إن الإنسان أهم بكثير من أي نموذج أو نظرية أو تفسير، هذا ما اكتشفه علماء الاقتصاد أخيراً، فالإنسان هو الذي يقرّر مستوى رفاهه ودرجة ثرائه، وكل الأمر متوقف على قراره وسلوكه، فبإمكانه إن أراد أن يكون معتدل الاستهلاك فيصبح حجم الوفر لديه بما يمكنه أن يصبح ثرياً، وبإمكانه إن كان نهم الاستهلاك كما هو حال الفرد في أغلب المجتمع الغربي أن يأكل ثروته.

وهكذا فمفتاح حل الأزمات إنما يكمن في التربية الاستهلاكية، ولذلك عادت مفردات التدبير والتوفير وحسن التصرف في المال، تشق طريقها إلى الدراسات الاقتصادية الحديثة.

ووجدنا من الاقتصاديين مَنْ يقول: لقد تحدثنا كثيراً عن قوانين الاقتصاد، ورسمنا المزيد من المنحنيات والمعادلات، ولكننا نسينا المتغير الأكبر الذي يقرر صلاحية أو عدم صلاحية كل ما تحدثنا عنه وتوقعناه وهو الإنسان.



ابوالوليد المسلم 25-03-2023 10:51 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
دعوات في رمضان


هشام محمد سعيد قربان

دمعة في السحر:
‏عسى دمعة لي تقبلُها بكرمك
فتغفر لي ما كان
وتمسح خطئي
تقبل توبتي
وتُؤَمِّن خوفي
تثبِّت قدمي
ترُدُّني بها إليك
ترضى بها عنِّي
فتقرِّبني وتكرمني
تُصلِحني ومَن أُحب
تُحسن ختامي ومنقلَبي

مناجاة بعد التراويح:
‏ألهِب ظهرَك بسياط الحَسرة
بلِّل خدَّيك بدموع الندم
يا حسرتاه إن فاتني الرَّكب!
وا خسارتاه إن قُبلوا ورُددت!
يا ربِّ أنا عبدُك عاصٍ ومذنب
متطفِّل على مائدةِ كرمك
يفرُّ من ذنبه إليك
ليس لي سواك
إلى من تَكلُني؟
لا مهربَ لي إلا إليك
لا منجى لي منك إلا أنت
يا رب
يا رب!

‏خير ما تقوم به ليلة القدر:
قلب حاضر
مقرٌّ بذنبه
خجِلٌ مِمَّن ستَرَه
مفتقِرٌ لله
واثقٌ في رحمته
متَّهِم نيته
محتقِرٌ عملَه
محسنٌ الظنَّ بربه
باكٍ على ما كان
وجِلٌ مما حصل
نادمٌ على جرأته
متذلِّل عند باب مولاه
منطَرِح على أعتابه
راجٍ عفوَه ونوالَه


ابوالوليد المسلم 25-03-2023 10:52 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
القران في رمضان
خميس النقيب


منذ ساعات كنا نقول أهلاً رمضان وها نحن - الان - نقول مهلاً رمضان، وبعد ساعات سنقول وداعاً رمضان، هكذا الزمن يدور والحياة تسير والسفر إلى الله طويل والزاد مع العباد قليل وربك يخلق ما يشاء ويختار وكل شيء عنده بمقدار...
فاغتموا شهركم وأطيعوا ربكم وأكثروا زادكم..
عيشوا مع القران، فما أحلى كلام الله.. !!
كلام الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال، وأطهر ما يمر بالفم، وأجمل ما تنطق به الشفتان، وأسمى ما يتعلق به العقل الواعي، وأفضل ما يستقر في العقل الباطن.
قال الحسن البصري - رحمه الله تعالى -: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي قراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق".
قالوا: "شرف العلم بشرف ما تعلّق به"، فكيف إذا تعلّقت العبادة بالقرآن العظيم؟: أشرف الكتب وأكملها، وقد أعلى الله مكانه، وأيّد بالحق سلطانه، أفصح كتبه كلاماً، وأحسنها نظاماً: (وإنه لكتاب عزيز* لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) فصلت
والارتباط بين شهر رمضان والقرآن العظيم ارتباطٌ محكم وثيق، ففي أيّامه ولياليه نزل الروح الأمين بالقرآن العظيم ليكون هدى للناس قال - تعالى -: ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) البقرة
وقد حثّ الله - سبحانه وتعالى - عباده المؤمنين على أن يكون لهم شأن مع القرآن الكريم، فيردوا حياضه، ويستروحوا في رياضِهِ، ويتنسموا عبيره ويأنسوا بكَنَفِه، فها هو يخاطبهم في محكم كتابه: ( ورتل القرآن ترتيلا) المزمل
قال الإمام ابن كثير عند تفسير هذه الآية: "اقرأه على تمهل، فإنه يكون عوناً على فهم القرآن وتدبره، وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه".
إن القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على قلب رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو معجزته الخالدة: وفي الأثر عن علي بن أبي طالب أنه روى حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنه ما ذكره عن القرآن أنه: "كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: (.. إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ) الجن من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم"
والإسلام منهج حياة بالقائد القرآني، وهو الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم المنهج الربَّاني وهو الكتاب والسُّنَّة، ثم بالجِيل الإيماني الذي يَقتدي بالرسول القرآني، ويطبِّق المنهج الرباني.
بأخلاق القرآن كان - محمد بن عبد الله - نبياً عظيماً "قران يمشي على الأرض"، وبأخلاق القران كانت أمة - محمد بن عبد الله - خير أمة اخرجت للناس ( كنتم خير امة اخرجت للناس).
أحسن الحديث تتطلع إليه الأنفس وتلين له الجلود وتخشع له القلوب، الله - تعالى - يقول: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر
والله - عز وجل - قد وصَف عباده عندما يقرؤون كتاب الله: ( لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) كيف؟
لا يَسمعونه سَماع الصُّم، لا يقرؤونه قراءة المنافقين، كيف؟ رُبَّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه، يقْرَأ آيات الصدق ويكْذِب، ويقرأ آيات الإخلاص ويُشْرِك، ويقرأ آيات العدل ويظلم، رُبَّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه.
لكن عباد الرحمن عندما يَجلسون مع القرآن فلَهُم آذان مصْغِية، ولهم قلوب واعية، ولهم أعْين راعية، ترعَى حدود الله - عز وجل - فلا تتعدَّاها.
كتاب الله - عز وجل - أنزله على قلب رسوله؛ ليقرأه على الناس على مكث لتخشع قلوبهم، وتتطهَّر صدورهم، وتتزكَّى نفوسهم، وتتألَّق عقولهم؛ ليتعرَّفوا على ربهم وخالقهم ورازقهم - سبحانه وتعالى -.
القرآن فيه آيات الله وأسمائه وصفاته، فيه صفات المؤمنين والكافرين والمنافقين، ومصاير هؤلاء، فيه الجنة والنار، فيه الوعد والوَعِيد، فيه الترغيب والترْهيب، فيه الأمر والنَّهْي، قال - تعالى -: ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) النحل
نعم هدي وبشري ورحمة للمسلمين …. !!
كيف لا، وهو رُوحٌ تسْري في الأمَّة؟! ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) الشورى
كيف لا، وهو حياة تَنْعم بها الأمَّة؟! ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا) الأنعام
كيف لا، وهو شفاء؟! ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) الإسراء
كيف لا، وهو سبيل الهداية لِمَا يُصْلِح البلاد والعباد؟! ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) الإسراء.
كيف لا، وهو حَبْل الله المَتِين، ونُورُه المبين، وصراطه المستقيم، مَن قال به صدَق، ومن حَكَم به عدَل، ومن عَمل به أُجِر، ومن دَعا إليه هُدِى إلى صراط مستقيم؟!
لكل مؤلِّف كتاب، ولكلِّ شاعر ديوان، ولكل فيْلسوف منْطِق، وكلٌّ يقدِّم لِعَمله قائلاً: "إنْ كان هناك تقصير فمن نفسي وان كان غير ذلك فمن الله"، أمَّا كتاب الله فالأمْر فيه يَختلف؛ إنه - سبحانه - يقدِّم له بقوله: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ) البقرة
كيف لا وقد تأثَّر به المشْرِك حين سمع القرآن فقال: إنَّ له لَحلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنَّ أعْلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يَعْلو ولا يُعْلَى عليه.
كيف لا وقد سَمعه أهل الكتاب فخشعت قلوبُهم، ودمعت أعينهم، وآمنوا بالله ورسوله؛ ( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) المائدة
كيف لا وقد سمِعَتْه الجن ( فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) الجن
( فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ) الأحقاف
وتحوَّلوا إلى دُعاة لهذا المنهج؛ ( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) الأحقاف
كيف لا وقد سَمِعه الجماد، فخشَع من خشية الله؛ ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الحشر
لذلك فالأولى بالمؤْمن الحق ان ُّ يتأثَّر ويزداد إيمانًا؛ ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال
أكثر الناس تأثرا به بعد رسول الله هو عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كيف؟
يُرْوَى أنَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يَسِير في طرقات المدينة، وإذا به يرى طفلاً صغيرًا ذاهبًا إلى المسجد؛ ليحْفظ كتاب الله، وكان هذا الفتى يمشِي كعادة الفِتْية لاهيًا ولاعبًا في طريقه، لكنَّه كان يردِّد آيات الله التي سيَقوم بتسميعها لمعلِّمه في المسجد، وإذا بأذُنِ عمر بن الخطاب تَسمع هذه الآية من هذا الصبي الصغير: ( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) الطور. فسقط عمر بن الخطاب من سماعها علي الأرض مغشيًّا عليه، وكلما كلَّمَه أحد قال: ( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ)، الطور يا ربِّ ارْحم عمر بن الخطاب، يا رب ارحم عمرَ بن الخطاب، وظل مريضًا في فراشه لمدَّة شهر.
ما يعزز مضاعفة الأجر في رمضان هو نزول القرآن الكريم فيه جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ومدارسة جبريل القرآن للرسول - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان، فهناك إذاً فضل لتلاوة القرآن الكريم في رمضان.
إنّه القرآن العظيم، والنور المبين، رحمة الله للعالمين، فحريّ بالمسلم أن يبذل من أجله ويستغل دقائق عمره لخدمته، ويتميّز بعبادته لله به في رمضان لتصلح بذلك كل شؤونه، وينال شفاعة الله له بسببه يوم القيامة، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اقْرَؤوا القرآنَ، فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه). صحيح
كان ّ جبريل - عليه السلام - كان يدارس الرسول - صلى الله عليه وسلم - القرآن في شهر رمضان، وكان - صلى الله عليه وسلم - يكون عند ذلك أجود ما يكون، كان كالريح المرسلة المحمّلة بالخير العظيم، وعليه فيستحبّ للمسلم تقوية علاقته بالقرآن الكريم تلاوة وفهماّ وتدبراً، والاستفادة من ساعات الليل حيث الهدوء والسكينة.
كان الإمام مالك متى دخل رمضان يترك الحديث ومجالسة أهل العلم وينشغل بالقرآن، أمّا سفيان الثوري فكان متى دخل رمضان ترك جميع العبادة وانشغل بالقرآن، فلا عجب في ذلك، فرمضان هو شهر نزول القرآن، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر تكريماً ورفعاً لقدر القرآن الكريم، وهي ليلة القدر، فينبغي أن يكون للقرآن تميّز خاص في شهر رمضان.
تجتمع عبادتان في شهر رمضان عبادة الصيام وعبادة تلاوة القرآن، وهما تشفعان لصاحبهما يوم القيامة للحديث الشريف ((الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ)) [صحيح].
اللهم اجعل القران الكريم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وذهاب همنا وغمنا …
اللهم اجعله والصيام شفيعًان لنا ….






ابوالوليد المسلم 25-03-2023 10:53 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
بين يدي رمضان (3)


بوعلام محمد بجاوي







حكاية الخلاف في ليلة نزول القرآن:
قال الطَّبريُّ أبو جعفر محمد بن جرير (ت: 310): وقوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3] أقسم - جلَّ ثناؤه - بهذا الكتاب، أنَّه أنزله في ليلة مباركة، واختلف أهلُ التأويل في تلك الليلة، أي ليلة مِن ليالي السَّنة هي؟
فقال بعضهم: هي ليلة القدر...
وقال آخرون: بل هي ليلة النصف من شعبان؛ اهـ[1].

ولم يسم القائل، ولم يذكر روايةً، والظاهر أنه أخذها من تفسيرٍ لـ: عكرمة أبي عبدالله مولى ابن عباس (ت: 104) في الآية بعدها: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]؛ لأنَّ الضمير يعود عليها ﴿ لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، ويأتي الكلام عنها.
قال القرطبي أبو عبدالله محمد بن أحمد (ت: 671): وقال عكرمة: الليلة المباركة هاهنا: ليلة النِّصف مِن شعبان.
والأول أصح؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]؛ اهـ[2].

الظاهر أنَّه تبع ابن عطية أبا محمد عبدالحق بن غالب (ت: 542) قال: وقال عكرمة وغيره: الليلة المباركة هي النِّصف من شَعبان؛ اهـ[3].
وكأنَّه حمَل المطلَق أو المبهم ﴿ لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3] على المقيد والمفسر ﴿ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].
وقال الطبريُّ: والصواب مِن القول في ذلك قول مَن قال: "عُني بها ليلة القدر"؛ لأنَّ الله - جلَّ ثناؤه - أخبر أن ذلك كذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3] خَلْقَنا بهذا الكتاب الذي أنزلناه في الليلة المباركة عقوبتنا أن تحلَّ بمَن كفر منهم، فلم يثب إلى توحيدنا، وإفراد الألوهة لنا؛ اهـ[4].

استدلَّ بعود الضمير ﴿أَنْزَلْنَاهُ ﴾ على "القرآن" بدليل قوله: ﴿ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ على أنَّ المراد ليلة القدر؛ لأنهَّا الليلة التي نزَل فيها القرآن: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، ولأنَّ القرآن نزَل في شهر رمضان: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، وكأنَّ المخالف يُنكر عود الضمير في: ﴿ أَنْزَلْنَاهُ ﴾ على القرآن.
وذكر أبو شامة - كما يأتي قريبًا - توجيهَ هذا القول بأنَّ القرآن نزَل في ليلة القدر لـمَّا وافقت ليلةَ النِّصف من شَعبان بناء على أنهَّا تتنقل في جميع الشُّهور ولا تختص بشهر رمضان، أمَّا آية البقرة فالمقصود: شَهر رمضان الذي أُنزل في شأنه وفضله القرآنُ.

وعليه ليس الخلاف بين "ليلة القدر" و"ليلة النِّصف من شَعبان" كما ذكر الطبريُّ وغيره، وإنما بين "نزوله في شَعبان" وبين "نزوله في رمضان"؛ ولهذا يُحكى الخلاف في "آية الدخان" دون "آية القدر"، لكن جواب أبي شامة - وأيضًا ابن العربي - ينبني على أنَّ المخالف يَنفي نزولَ القرآن في "ليلة القدر".

وعلى هذا المخالفُ:
يحَمل آيةَ القدر على غير القرآن؛ ولا قائل به إلَّا أن يلزم به.
ويحمل آيةَ البقرة على غير نزول القرآن.
الخلاصة: الخلاف لا يثبت سندًا، ثمَّ عكرمة - كما سبق - يَروي عن ابن عبَّاس أنه نزل في ليلة القدر، ويُروى عنه - لكن بسند منقطع - أيضًا، ولا معنى له؛ إذ لا خلاف في عود الضمير في سورة القدر على القرآن، وفي أنَّ ليلة القدر في رمضان، وفي آية البقرة على أن المراد نزول القرآن، وإنما الخلاف في معنى نزوله، بين نزوله جملة، وبين ابتداء نزوله، فليتَ الطبريُّ ترك حكايةَ الخلاف.

قال ابن العربي أبو بكر محمد بن عبدالله (ت: 543): وجمهور العلماء على أنها "ليلة القدر".
ومنهم مَن قال: إنها "ليلة النِّصف من شَعبان"، وهو باطل؛ لأنَّ الله تعالى قال في كتابه الصادق القاطع: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، فنصَّ على أنَّ ميقات نزوله رمضان، ثم عبَّر عن زمانيَّة الليل هاهنا بقوله: ﴿ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، فمَن زعم أنه في غيره فقد أعظَم الفريةَ على الله، وليس في ليلة النِّصف من شَعبان حديث يعوَّل عليه، لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلتفتوا إليها؛ اهـ[5].

وقال أبو شامة أبو القاسم عبدالرحمن بن إسماعيل (ت: 665): قال الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وقال - جلَّت قدرته -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، فـ "ليلة القَدر" هي: الليلة المباركة، وهي في شَهر رمضان جمعًا بين هؤلاء الآيات؛ إذ لا منافاة بينها، فقد دلَّت الأحاديثُ الصحيحة على أن "ليلة القدر" في شهر رمضان، وأمر النَّبي صلى الله عليه وسلم بالْتِماسها في العشر الأخير منه[6]، ولا ليلة أبرك مِن ليلةٍ هي خيرٌ مِن ألف شهر، فتعيَّن حمل قوله سبحانه: ﴿ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ على "ليلة القدر"، كيف وقد أرشد إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، فهو موافِق لمعنى تَسميتها بـ "ليلة القدر"؛ لأنَّ معناه التقدير، فإذا ثبت هذا، علمت أنه قد أَبْعَدَ مَن قال: الليلة المباركة هي ليلة النِّصف من شَعبان، وأن قوله تعالى: ﴿ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185] معناه: أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه، وأن "ليلة القدر" توجد في جميع السَّنة لا تختص بشهر رمضان؛ بل هي منتقلة في الشهور على مرِّ السنين، واتَّفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النِّصف من شَعبان.
وإبطال هذا القول متحقق بالأحاديث الصَّحيحة الواردة في بيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها؛ اهـ[7].
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 2]
قال البخاريُّ محمد بن إسماعيل (ت: 256): قال [سفيان] ابن عيينة (ت: 198): ما كان في القرآن ﴿ مَا أَدْرَاكَ ﴾ فقد أعلمه، وما قال: ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ ﴾ فإنَّه لم يعلمه؛ اهـ[8].
أخرجه ابن حجر أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852) في "تغليق التعليق"[9] من طريق ابن أبي حاتم[10]: "ثنا" أبي، "ثنا" محمد ابن أبي عمر العدني قال: قال سُفيان - يعني ابن عيينة -: كل شيء في القرآن ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ ﴾ فقد أخبره به، وكل شيء ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ ﴾ [الأحزاب: 63] فلم يخبره به.

والطَّبري في التفسير (23/ 207 - ط: هجر): حدَّثنا [محمد] ابن حميد [الرازي: متروك] قال: "ثنا" مهران [بن أبي عمر] عن سفيان.
وعزاه السيوطيُّ عبدالرحمن بن الكمال (ت: 911) في الدرِّ المنثور إلى تفسيرَي: ابن أبي حاتم أبي محمد عبدالرحمن بن محمد (ت: 327) وابن المنذر أبي بكر محمد بن إبراهيم (ت: 319)[11].

وجعله السمعانيُّ أبو المظفر منصور بن محمد (ت: 489) من تفسير ابن عباس[12].
والمقصود تعظيم شأن هذه الليلة، كما هو الحال في: اليوم الآخر (الحاقة، القارعة، يوم الفصل، يوم الدين) وجهنم (سقر، هاوية، الحطمة) وكتب أعمال المؤمنين والكفار - أو موضعهما - (سجين، علِّيون) وعظيم مخلوقات الله (الطارق) وعظيم الأعمال العتق (العقبة).
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر: 3]
المقصود أن ثواب الأعمال فيها أكثر من ثواب العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر[13].
قال ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر (ت: 774): وهذا القول بأنهَّا أفضل مِن عبادة ألف شهر - وليس فيها ليلة القدر - هو اختيار ابن جرير، وهو الصواب لا ما عداه، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: ((رباط ليلة في سبيل الله خير مِن ألف ليلة فيما سواه من المنازل))؛ رواه أحمد [470، 558 (مكرر)، وفيه "يوم" بدل "ليلة"، وأخرجه من طريق آخر (442)]؛ اهـ[14].

قال الطبريُّ أبو جعفر محمد بن جرير (ت: 310): وأشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول مَن قال: عمَل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر، وأما الأقوال الأخر، فدعاوى معان باطِلة، لا دلالة عليها مِن خبر ولا عقل، ولا هي موجودة في التنزيل؛ اهـ[15].
والمحروم مَن حُرم العمل، وانشغل عنه بالمباح أو الحرام في الأيام الفاضلة، فكم يضيِّع مَن ضيَّع ليلة القدر.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: 4]
قال ابن كثير: أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزَّلون مع تنزل البركة والرَّحمة كما يتنزَّلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحِلَق الذِّكر، ويضَعون أجنحتَهم لطالب العلم بصدقٍ تعظيمًا له.
وأما الروح: فقيل: المراد به هاهنا جبريل عليه السلام، فيكون مِن باب عطف الخاص على العام، وقيل: هم ضرب من الملائكة؛ اهـ[16].

﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾:
له احتمالان:
الاحتمال الأول: متعلق بما قبله.
المعنى: تتنزَّل الملائكة بما يُقضى في السَّنة كلها.

قال الطبريُّ: اختلف أهلُ التأويل في تأويل ذلك:
فقال بعضهم: معنى ذلك: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ ﴾ وجبريلُ معهم - وهو الروح - في ليلة القدر، ﴿ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4]، يعني: بإذن ربهم مِن كلِّ أمرٍ قضاه الله في تلك السَّنة؛ من رزق وأجَل وغير ذلك... فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾؛ اهـ[17].

يروى عن:
قتادة بن دعامة السدوسي (ت: 117 أو 118):
تفسير عبدالرزاق (3666) عن مَعمر [بن راشد]، عن قتادة في قوله تعالى: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ ﴾ [القدر: 4، 5] قال: يقضى فيها ما يكون في السَّنة إلى مثلها؛ المقصود ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾، أمَّا قوله: ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ فلها - عنده - معنى مستقل كما يأتي.
تفسير الطَّبري (24/ 547، 548) حدَّثنا [محمد] ابن عبدالأعلى [الصنعاني] قال: "ثنا" [محمد] ابن ثور، عن مَعمر [بن راشد]، عن قتادة في قوله: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4]، قال: يقضى فيها ما يكون في السَّنة إلى مثلها.
يشهد له قولُه تعالى في سورة الدخان: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، المقصود قَضاء السَّنة.

يروى عن:
عبدالله بن عباس (ت: 68):
تفسير الطَّبري (21/ 11) حدثني محمد بن معمر قال: "ثنا" أبو هشام [المغيرة بن سلمة المخزومي] قال: "ثنا" عبدالواحد [بن زياد العبدي] قال: "ثنا" [أبو سهل] عثمان بن حكيم قال: "ثنا" سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: "إنَّ الرجل ليمشي في الناس وقد رفع في الأموات، قال: ثمَّ قرأ هذه الآية: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان: 3، 4] قال: ثمَّ قال: يفرق فيها أمر الدنيا من السنة إلى السنة.

أبي عبدالرحمن [عبدالله بن حبيب] السلمي (ت: 73):
تفسير مجاهد (ص: 597) أخبرنا [أبو القاسم] عبدالرحمن [بن الحسن الهمذاني] قال: "نا" إبراهيم [بن الحسين بن علي الهمذاني] قال: "نا" آدم [بن أبي إياس] قال: "نا" ورقاء [بن عمر اليشكري]، عن حصين بن عبدالرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبدالرحمن السلمي، قال: "يفرق (يدبر: رواية ابن فضيل) في ليلة القدر أمر السَّنَة إلى مثلها من قابل".
سعيد بن منصور (1962) "نا" سويد بن عبدالعزيز [متروك] قال: "نا" حصين.
تفسير الطَّبري (21/ 8) حدَّثنا الفضل بن الصباح قال: "ثنا" محمد بن فضيل، عن حصين.

شعب الإيمان (3390) أخبرنا أبو عبدالله الحافظ [الحاكم]، حدَّثنا أبو العباس الأصم، حدَّثنا أحمد بن عبدالجبار، حدَّثنا ابن فضيل، عن حصين.
وأخرجه سعيد بن منصور (1961) "نا" خالد بن عبدالله، عن حصين، عن أبي عبدالرحمن السلمي [لم يذكر سعد بن عبيدة].

مجاهد بن جبر (ت: 104):
تفسير مجاهد (ص: 597) "أنا" [أبو القاسم] عبدالرحمن [بن الحسن الهمذاني] قال: "نا" إبراهيم [بن الحسين بن علي الهمذاني] قال: "نا" آدم [بن أبي إياس] قال: "ثنا" ورقاء [بن عمر اليشكري]، عن [عبدالله] ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال في ليلة القدر: يفرق كل أمر يكون في السَّنة إلى مثلها مِن السنة الأخرى؛ مِن المعايش والمصائب كلها، إلَّا الحياة والموت.

تفسير الطَّبري (21/ 8) حدثني محمد بن عمرو قال: "ثنا" أبو عاصم [الضحاك بن مخلد] قال: "ثنا" عيسى [بن ميمون]:
وحدثني [أبو محمد] الحارث [بن محمد - صاحب المسند] قال: "ثنا" الحسن [بن موسى الأشيب] قال: "ثنا" ورقاء، عن ابن أبي نجيح.
استثنى: الحياة والموت.
سعيد بن منصور (1960) "نا" جرير [بن عبدالحميد]، عن منصور [بن المعتمر] قال: قلتُ لمجاهد: ما تقول في هذا الدعاء: "اللهمَّ إن كان اسمي في السُّعداء فأثبته فيهم، وإن كان في الأشقياء فامحُه منه، واجعله في السعداء"؟ فقال: حسَن.

ثمَّ مكثتُ حولًا فسألتًه عن ذلك؟ فقال: ﴿ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان: 1 - 4]، قال: يُفرق في ليلة القدر ما يكون من السنة مِن رزق أو مصيبة، فأمَّا الشقاء والسعادة، فإنه ثابت لا يتغيَّر.
من طريقه البيهقي في القضاء والقدر (258).

الطَّبري (21/ 9 - 13/ 561 - 562) حدَّثنا [محمد] ابن حميد [الرازي: متروك] قال: ثنا جرير.
الطَّبري (13/ 561) حدَّثنا [محمد] ابن بشار قال: "ثنا" أبو أحمد [محمد بن عبدالله الزبيري] "ثنا" سُفيان [الثَّوري] عن منصور؛ مختصرًا.
استثنى الشقاء في النار والسعادة في الجنة.

وجمع بينها - الحياة والموت، السعادة والشقاء - في تفسير: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ [الرعد: 39]، والمقصود القضاء ليلة القدر قد يتغيَّر إلَّا ما استثني؛ أي: إنَّ التقدير في ليلة القدر يكون موافقًا لِما هو عليه في اللَّوح المحفوظ، فمن قُدِّر له فيها أنه يموت في يوم مِن أيام تلك السنة فلن يتخلَّف، وكذا من قدِّر فيها أنه مِن الأشقياء في النار أو السعداء في الجنة فلن يتخلّف، ويأتي الكلام عنه.

الحسن بن أبي الحسن البصري (ت: 110):
الطَّبري (21/ 7) (24/ 544 - 545) حدثني يعقوب [بن إبراهيم القيسي] قال: "ثنا" [إسماعيل] ابن علية قال: "ثنا" ربيعة بن كلثوم قال: قال رجل للحسن - وأنا أسمع -: رأيتُ ليلةَ القدر في كل رمضان هي؟ قال: نعم، واللهِ الذي لا إله إلَّا هو إنها لفي كلِّ رمضان، وإنها لليلة القدر، ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]؛ فيها يَقضي الله كلَّ أجَل وعمل ورزق، إلى مثلها.
ربيعة بن كلثوم: قليل الحديث[18].

قتادة بن دعامة السدوسي (ت: 117 أو 118):
عبدالرزاق (2801) عن مَعمر [بن راشد]، عن قتادة في قوله تعالى: ﴿ لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ قال: هي ليلة القدر، ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]؛ فيها يُقضى ما يكون من السَّنة إلى السنة.
تفسير الطَّبري (21/ 9) حدَّثنا [محمد] ابن عبدالأعلى [الصنعاني] قال: "ثنا" [محمد ابن ثور]، عن مَعمر [بن راشد]، عن قتادة قال: "هي ليلة القدر، فيها يُقضى ما يكون من السَّنة إلى السنة".

تفسير الطَّبري (21/ 8 - 9) حدَّثنا بشر [بن معاذ العقدي] قال: "ثنا" يزيد [بن زريع] قال: "ثنا" سعيد [ابن أبي عروبة]، عن قتادة: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]؛ ليلة القدر، ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، كنَّا نحدث أنَّه يفرق فيها أمر السَّنة إلى السنة.

أبو مالكغزوان الغفاري (تابعي، يروي عن البراء بن عازب وابن عباس):
تفسير الطَّبري (21/ 8) حدَّثنا [محمد] ابن بشار قال: "ثنا" عبدالرحمن [بن مهدي] قال: "ثنا" سُفيان [الثَّوري]، عن سلمة [بن كهيل]، عن أبي مالك [غزوان الغفاري] في قوله: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، قال: أمر السَّنة إلى السنة؛ ما كان مِن خلقٍ أو رِزق أو أجَل أو مصيبة، أو نحو هذا.

تخصيص الآية بـ "الحُجَّاج" (من يَحج تلك السنة):
سعيد بن جبير (ت: 95):
تفسير الطَّبري (24/ 544) [حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء]، ثنا وكيع [بن الجراح]، عن سُفيان [بن سعيد الثَّوري]، عن محمد بن سوقة، عن سعيد بن جبير: "يؤذَن للحُجَّاج في ليلة القدر، فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، فلا يغادِر منهم أحد، ولا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم".



ابوالوليد المسلم 25-03-2023 10:53 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
ونحوه:
عكرمة مولى ابن عباس (ت: 106):
عبدالرزاق (2802) عن [سفيان بن سعيد] الثَّوري، عن محمد بن سوقة، عن عكرمة قال: سمعته يقول: يؤذن للنَّاس بالحجِّ ليلةَ القدر، فيُكتبون بأسمائهم - قال محمد: وأظنُّه قال: وأسماء آبائهم - لا يغادر أحدًا ممن كتب تلك الليلة، ولا يزاد فيهم ولا ينقص منهم، ثم قرأ عكرمة: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4].
مقصودهما - والله أعلم - التمثيل لا الحَصر.

تخصيص الآية بـ "الموت" (من يموت تلك السنة):
عمر [بن عبدالله] مولى غفرة (ت: 145): [لا يصح].
تفسير الطَّبري (21/ 7) حدثني يونس [بن عبدالأعلى]، قال: أخبرنا [عبدالله] ابن وهب قال: قال عبدالحميد بن سالم، عن عمر مولى غفرة قال: "يقال: ينسخ لملك الموت مَن يموت ليلة القدر إلى مثلها؛ وذلك لأن الله عز وجل يقول: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وقال: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، قال: فتجد الرجلَ ينكح النساءَ، ويغرس الغرس واسمه في الأموات".
منقطع؛ ابن وهب يقول: "قال عبدالحميد بن سالم"، وعبدالحميد مجهول، لم يذكر في الرواة عنه غير: الزبير بن سعيد الهاشمي[19].

ويروى أن المقصود ليلة النِّصف من شَعبان:
تفسير الطَّبري (21/ 9، 10) حدَّثنا الفضل بن الصباح والحسن بن عرفة قالا: "ثنا" الحسن بن إسماعيل البجلي، عن محمد بن سوقة، عن عكرمة في قول الله تبارك وتعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، قال: في ليلة النِّصف مِن شَعبان، يبرم فيه أمر السَّنة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد.
لأجل هذه الرِّواية حكى الطبريُّ الخلافَ في آية الدخان بين "ليلة القدر" و"ليلة النِّصف من شَعبان" وسبق الكلام عنها.
الحسن بن إسماعيل البجلي: ليس له غير هذه الرواية.

وفي أخبار القضاة (3/ 149) لوكيعٍ أبي بكر بن خلف (ت: 306): أخبرني يحيى بن إسماعيل البجلي في كتابه أنَّ الحسن بن إسماعيل البجلي حدَّثهم قال: حدَّثنا مطلب بن زيد قال: حدَّثنا عبيد القاضي، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: لما سد أبواب المسجد ذهب عليٌّ رضي الله عنه ليخرج، فأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيده فقال: ((إنّ هذا المسجد لا يحلُّ لأحدٍ أن يجنب فيه غيري وغيرك)).

ويُروى فيه حديث مرفوع:
تفسير الطَّبري (21/ 10) حدثني عبيد بن آدم بن أبي إياس قال: "ثنا" أبي قال: "ثنا" الليث [بن سعد]، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب [الزهري]، عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تقطع الآجال من شَعبان إلى شَعبان؛ حتى إنَّ الرجل لينكح ويولَد له، وقد خرج اسمه في الموتى)).

خاص بـ "الآجال".
مرسل: عثمان بن محمد بن الأخنس: يروي عن المقبري عن أبي هريرة، وله عنه مناكير[20].
وعليه لا خلاف في أنَّ "ليلة القدر" يقضى ويقدَّر فيها ما يكون في السّنة، وإنما المقصود الخلاف معنى ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4].

مسألة: تغير التقدير ليلة القدر:
وهذا راجع لمِعنى قوله تعالى: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، هل المقصود التقدير أو القرآن؟

عبدالله بن عباس (ت: 68) [لا يصح]:
تفسير الطَّبري (13/ 560) حدثني المثنى [بن إبراهيم]، قال: "ثنا" عمرو بن عون قال: أخبرنا هشيم [بن بشير]، عن [محمد بن عبدالرحمن] ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، قال: يقدِّر الله أمرَ السَّنة في ليلة القدر، إلَّا الشقاء والسعادة، والموت والحياة.

وأخرجه من طرق عن ابن أبي ليلى ليس "فيه ليلة القدر" (13/ 559، 560).
وبدونها أخرجه عبدالرزاق (1387)عن الثَّوري، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ [الرعد: 39]قال: إلَّا الشقوة والسعادة، والحياة والموت.
ابن أبي ليلى: ضعيف[21].

وأخرج عبدالرزاق (2/ 273 - رقم 1386) عن مَعمر [بن راشد]، عن قتادة في قوله تعالى: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ [الرعد: 39]، قال ابن عباس: هو القرآن، كأنَّ الله يمحو ما يشاء ويثبت، ويُنسي نبيَّه صلى الله عليه وسلم ما شاء، ويَنسخ ما شاء ويُثبت ما شاء، وهو المحكَم ﴿ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، قال: جملة الكتاب وأصله.
منقطع.

مجاهد بن جبر (ت: 104):
تفسير الطَّبري (13/ 561) حدَّثنا أحمد [بن إسحاق الأهوازي]، قال: "ثنا" أبو أحمد [الزبيري محمد بن عبدالله بن الزُّبير]، قال: "ثنا" سُفيان [بن سعيد الثَّوري]، عن منصور [بن المعتمر]، عن مجاهد:
قال: "ثنا" سعيد بن سليمان قال: "ثنا" شريك، عن منصور، عن مجاهد: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ [الرعد: 39]، قال: ينزل الله كلَّ شيء في السنة في ليلة القدر، فيَمحو ما يشاء من الآجال، والأرزاق، والمقادير، إلَّا الشقاء والسعادة، فإنهما ثابتان.

أبو أحمد الزُّبيري محمد بن عبدالله: ثقة ثبت إلَّا أنَّه قد يُخطئ في حديث الثَّوري[22].
الطَّبري (13/ 561) حدَّثنا عمرو بن علي قال: ثنا أبو عاصم [الضحاك بن مخلد]، قال: "ثنا" سُفيان [الثَّوري]، عن منصور [بن المعتمر]، عن مجاهد، في قوله: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ [الرعد: 39]، قال: إلَّا الحياة والموت، والسَّعادة والشَّقاوة، فإنَّهما لا يتغيَّران.

حدَّثنا عمرو قال: "ثنا" عبدالرحمن [بن مهدي]، قال: "ثنا" معاذ بن عقبة، عن منصور، عن مجاهد مثله. حدَّثنا ابن بشار قال: "ثنا" أبو أحمد قال: "ثنا" سُفيان، عن منصور، عن مجاهد مثله.
معاذ بن عقبة: ذكر في هذا الأثر وفي حديث غريب في المعجم الأوسط (3485) عنه عن زياد بن سعد، لعلَّ الصواب: مصاد بن عقبة[23].
ومصاد بن عقبة: قليل الحديث، وروى عنه ثلاثة، ذكره ابن حبَّان في الثِّقات، وقال: مستقيم الحديث على قلَّته؛ اهـ[24].

الطَّبري (13/ 561) قال [محمد بن بشار] "ثنا" أبو أحمد [الزُّبيري]، قال: "ثنا" سُفيان [بن سعيد الثَّوري]، عن منصور، قال: قلت لمجاهد: إن كنت كتبتني سعيدًا فأثبتني، وإن كنت كتبتني شقيًّا فامحُني قال: الشَّقاء والسعادة قد فُرغ منهما.
وينظر روايات أخرى عنه في تفسير آية الدخان.

ويروى أن ذلك في العاشر من رجب:
قيس بن عباد:
تفسير الطَّبري (13/ 571) حدَّثنا محمد بن عبدالأعلى قال: "ثنا "محمد بن ثور قال: "ثنا" المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: "ثني" رجل، عن أبيه، عن قيس بن عُبَاد أنه قال: العاشِر من رجب هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء.
الرجل: لعله النضر بن عبدالله بن مطر القيسي.

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3466) أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدَّثنا محمد بن علي الوراق، حدَّثنا أبو النعمان [عارم محمد بن الفضل]، حدَّثنا معتمر بن سليمان.
شعب الإيمان (3467) من طريق عبيدالله بن نضر القيسي، حدَّثنا أبي [النضر بن عبدالله بن مطر القيسي]، عن جدِّي، عن قيس بن عباد.
وابن عساكر في فضل رجب (5) من طريق مهدي بن ميمون، عن النضر بن عبدالله، عن أبيه، عن قيس بن عباد.
قيس بن عباد: ذكره عبدالباقي بن قانع (ت: 351) في معجم الصحابة، لكنه تابعي[25].
ويُروى حديث مرفوع أنَّ ذلك في الساعة الأولى من آخر الليل.

تفسير الطَّبري (13/ 570) حدثني محمد بن سهل بن عسكر قال: "ثنا" [سعيد بن الحكم] ابن أبي مريم قال: "ثنا" اللَّيثُ بن سعد، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عُبيد، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من اللَّيل؛ في الساعة الأولى منهنَّ ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحدٌ غيره، فيمحو ما يشاء ويُثبت))، ثم ذكر ما في الساعتين الآخرتين.

تتمَّته: ((ثم يَنزل في الساعة الثانية إلى جنَّة عدن - وهي داره التي لم ترها عين، ولم تخطر على قلب بشَر، وهي مسكنه، ولا يسكنها معه مِن بني آدم غير ثلاثة: النبيين، والصديقين، والشهداء، ثمَّ يقول: طوبى لِمن دخلَكِ، ثمَّ ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته، فتنتفض، فيقول: قومي بعزَّتي، ثم يطلع إلى عباده، فيقول: هل مِن مستغفر أغفر له؟ وهل مِن داعٍ أجيب؟ حتى تكون صلاة الفجر، ولذلك يقول: ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78] يشهده اللهُ وملائكة الليل والنهار)).

تفسير الطَّبري (13/ 570) حدَّثنا موسى بن سهل الرملي قال: "ثنا" آدم [بن أبي إياس]، قال: "ثنا" الليث [بن سعد]، قال: "ثنا" زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عُبيد، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يَنزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل، يَفتح الذِّكرَ في الساعة الأولى الذي لم يره أحد غيره، يَمحو ما يشاء ويُثبت ما يشاء)).

أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (128)، وابن خزيمة في التوحيد (199) من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن الليث.
والدارقطني في النزول (ص: 151 - 152) من طريق يحيى بن بُكير، عن الليث.
واللالكائي (756) من طريق كاتب الليث أبي صالح عبدالله بن صالح، عنه.
زيادة بن محمد: ضعيف، متروك[26].

ومن مناكيره هذا الحديث، ذكره الذَّهبيُّ أبو عبدالله محمد بن أحمد (ت: 748) بتمامه - تبعًا للعقيلي- ثم قال: فهذه ألفاظ منكرة لم يأتِ بها غير زيادة؛ اهـ[27].
وقال العقيلي أبو جعفر محمد بن عمرو (ت: 322): والحديث في نزول الله عزَّ وجل إلى السماء الدنيا ثابت فيه أحاديث صحاح، إلَّا أنَّ زيادة هذا جاء في حديثه بألفاظ لم يأتِ بها الناسُ، ولا يتابعه عليها منهم أحد؛ اهـ[28].

وللآية تفسير آخر، وأنَّ المراد: القرآن المحكَم والمنسوخ.
الاحتمال الثاني: متعلق بما بعده.
أي: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ [القدر: 3، 4]؛ فهي سلام مِن جميع الشرور، أو "من كل امرئ سلام"، من كل ملك سلام على المؤمنين.
والكلام عنه في "الآية بعدها".
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 5]
قال السمعاني أبو المظفر منصور بن محمد (ت: 489): ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ فيه قولان:
أحدهما: أنَّ المراد منه تَسليم الملائكة على مَن يَذكر اللهَ تعالى في تلك الليلة.
والقول الثاني: ﴿ سَلَامٌ ﴾، أي: سلامة، والمعنى: أنَّه لا يعمل فيها داء ولا سِحر، ولا شيء من عمل الشياطين والكَهنة؛ اهـ[29].
التفسير الأول: تَسليم الملائكة على المُحْيِين لليلة القَدر بالذكر.

وله صورتان:
الأولى: مستقل عن ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾:
الأخرى: متعلق بـ ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾، ويكون المعنى: مِن كل امرئ - أي ملَك - سلام.
قال الطبريُّ: وقال آخرون: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾ [القدر: 4]: لا يلقون مؤمنًا ولا مؤمنة إلَّا سلَّموا عليه...
حدثت عن يحيى بن زياد الفراء قال: "ثني" أبو بكر بن عياش، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أنه كان يقرأ: (من كل امرئ سلام) وهذه القراءة مَن قرأ بها وجه معنى: (من كل امرئ): مِن كلِّ ملَك، كان معناه عنده: تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربِّهم مِن كلِّ ملَك يسلِّم على المؤمنين والمؤمنات.

ولا أرى القراءةَ بها جائزة؛ لإجماع الحجَّة مِن القرَّاء على خلافها، وأنها خلاف لما في مصاحف المسلمين؛ وذلك أنه ليس في مصحف من مصاحف المسلمين في قوله (أمر) ياء، وإذا قُرئتْ: (من كل امرئ) لحقتها همزة، تصير في الخط ياء.
والصواب مِن القول في ذلك: القول الأول الذي ذكَرناه قبل، على ما تأوله قتادة[30]؛ اهـ[31].

رُوي هذا التفسير عن:
الشَّعبي عامر بن شراحيل (ت: 103 أو 104) [لا يصح]:
سعيد بن منصور (2498) "نا" هشيم [بن بشير]، عن أبي إسحاق [عبدالله بن ميسرة] الكوفي، عن الشعبي، قوله ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 4، 5]، قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يَطلع الفجر.
أبو إسحاق الكوفي: عبدالله بن ميسرة يدلِّس هشيمٌ اسمَه، ضعيف، متروك[32].

منصور بن زاذان (ت: 128) [لا يصح]:
سعيد بن منصور (2497) "نا" خلف بن خليفة قال: سمعتُ منصورَ بن زاذان يذكر في قوله ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 4، 5]، قال: ليلة القدر، تنزل الملائكةُ في تلك الليلة من حيث (حين) تغيب الشمس إلى أن يطلع الغد، يمرُّون على كلِّ مؤمن، ويلقون كلَّ مؤمن: السلام عليك يا مؤمن، السلام عليك يا مؤمن.

قال سعيد [بن منصور]: فقلت له: عن الحسن؟ فقال: لا.
خلف بن خليفة: سبق أنه اختلط.
الخلاصة: الآثار كلها ضعيفة.
التفسير الثاني: خير كلها ليس فيها شر.

ثمَّ منهم مَن قال متعلق بـ: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: 4]، أي: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ [القدر: 4، 5]، ومنهم مَن جعلها مستقلَّه عن ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ :
عبدالرحمن بن أبي ليلى (ت: 83) [لا يصح]:
تفسير الطَّبري (24/ 549) حدَّثني موسى بن عبدالرحمن المسروقي قال: "ثنا" عبدالحميد الحماني [ضعيف]، عن الأعمش، عن المنهال [بن عمرو]، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى في قوله: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ [القدر: 4، 5] قال: لا يَحدث فيها أمر.

مجاهد بن جبر (ت: 104) [لا يصح]:
سعيد بن منصور (2499) "نا" عيسى بن يونس، "ثنا" الأعمش، عن مجاهد في قوله: ﴿ سَلَامُ هِيَ ﴾ قال: هي سالِمة لا يَستطيع الشيطانُ أن يُحدث فيها شرًّا، ولا يُحدث فيها أذًى.
قال أبو حاتم محمد بن إدريس (ت: 277): إنَّ الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس؛ اهـ[33].

تفسير الطَّبري (24/ 549) حدَّثنا أبو كريب [محمد بن العلاء]، قال: "ثنا" وكيع [بن الجراح]، عن إسرائيل [بن يونس بن أبي إسحاق]، عن جابر [بن يزيد الجعفي]، عن مجاهد: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 5]، قال: مِن كل أمر سلام.
جابر بن يزيد الجعفي: متروك متَّهم[34].

تفسير يحيى بن سلام (1/ 493) حدَّثنا عبدالوهاب بن مجاهد، عن أبيه قال: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ [القدر: 4، 5] خير كلها، ﴿حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾، يعني: ليلة القدر.
عبدالوهاب بن مجاهد: ضعيف متروك[35].

قتادة بن دعامة السدوسي (ت: 117 أو 118):
تفسير عبدالرزاق (3667) عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ [القدر: 4، 5]، قال: خير هي حتى مَطلع الفجر.
المقصود: ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ أمَّا قوله تعالى: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ فمحمول عنده على القَضاء كما سبق.

تفسير الطَّبري (24/ 548، 549) حدَّثنا [محمد] ابن عبدالأعلى [الصنعاني]، قال: "ثنا" [محمد] ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ قال: خير، ﴿ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾.
تفسير الطَّبري (24/ 549) حدَّثنا بشر [بن معاذ العقدي]، قال: "ثنا" يزيد [بن زريع]، قال: "ثنا" سعيد [ابن أبي عروبة]، عن قتادة ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ [القدر: 4، 5]، أي: هي خير كلها إلى مَطلع الفجر.

عبدالرحمن بن زيد بن أسلم (ت: 182):
تفسير الطَّبري (24/ 549) حدَّثني يونس [بن عبدالأعلى] قال: أخبرنا [عبدالله] ابن وهب قال: قال [عبدالرحمن] ابن زيد [بن أسلم] في قول الله: ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ قال: ليس فيها شيء، هي خير كلها ﴿ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾.
الخلاصة: صحَّ عن قتادة وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم.
قال الطبريُّ: وقوله: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾: سلام ليلة القدر مِن الشرِّ كله مِن أولها إلى طلوع الفَجر مِن ليلتها، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل؛ اهـ[36].

يتبع...


[1] تفسير الطبري (21/ 5، 6).

[2] تفسير القرطبي (19/ 100).

[3] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (7/ 569).

[4] تفسير الطبري (21/ 6).

[5] أحكام القرآن (4/ 1690).

[6] يأتي الكلام عنها.

[7] المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز ص: 9 - ط: صادر.

[8] صحيح البخاري (2/ 92)، ط: محب الدين الخطيب.

[9] تغليق التعليق (3/ 204، 205).

[10] وهو من جملة المفقود من تفسير ابن أبي حاتم.

[11] الدر المنثور في التفسير بالمأثور (12/ 148، 149، - سورة الأحزاب الآية: 63 - ط: هجر.

[12] تفسير السمعاني (6/ 34).

[13] تفسير السمعاني (6/ 261).

[14] تفسير ابن كثير (8/ 443).

[15] تفسير الطبري (24/ 546).

[16] تفسير ابن كثير (8/ 444).

[17] تفسير الطبري (24/ 547).

[18] ميزان الاعتدال (2/ 45) - ترجمة: 2755.

[19] ميزان الاعتدال (2/ 540، 541) - ترجمة: 4774.

[20] ميزان الاعتدال (3/ 52) - ترجمة: 5557.

[21] ميزان الاعتدال (3/ 613 - 616 - 7825).

[22] تقريب التهذيب 487 - ترجمة: 6017.

[23] أثبت المزي في الرواة عن زياد بن سعد "مصاد بن عقبة"، وقال في الحاشية: كان فيه معاذ بن عقبة، وهو وهم؛ تهذيب الكمال (9/ 476) - هامش: 1، وعمدته المصادر المتقدمة: الجرح والتعديل (8/ 440)، الثقات (7/ 497)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (4/ 2180)، طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث 107، الإكمال لابن ماكولا (7/ 198).

[24] الثقات (7/ 497).

[25] معجم الصحابة (2/ 354) - ترجمة: 894، وأخرج له حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن حبان (5/ 308، 309) - ترجمة: 4980، والعجلي (2/ 221) - ترجمة: 1534 في التابعين.

[26] ميزان الاعتدال (2/ 98) - ترجمة: 2988.

[27] ميزان الاعتدال (2/ 98) - ترجمة: 2988.

[28] الضعفاء (2/ 451، 452) - ط: حمدي السلفي.


[29] تفسير السمعاني (6/ 262).

[30] حمل ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4] على القَضاء الكوني.

[31] تفسير الطبري (24/ 547، 548).

[32] ميزان الاعتدال (2/ 511) - ترجمة: 4641.

[33] العلل (5/ 471 - مسألة: 2119.

[34] ميزان الاعتدال (1/ 379 - 384) - ترجمة: 1425.

[35] ميزان الاعتدال (2/ 682، 683) - ترجمة: 5324.

[36] تفسير الطبري.


ابوالوليد المسلم 25-03-2023 10:54 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
العشر الأواخر


د. مرشد معشوق الخزنوي




نحن في أهمِّ عشرة أيَّام في السَّنة كلِّها، أيَّام مبارَكة وطيِّبة، وتعدُّ مِن أعظم وأكبر نِعم المولى علينا، ونِعمُه علينا كثيرة لا تُعدُّ ولا تحصى، ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]، ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، ومن أعظم نِعَم المولى علينا وفضلِه أنْ بلَّغَنا هذه العشرَ المباركة، فقد حُرِم منها الكثيرون.
كَمْ كُنْتَ تَعْرِفُ مِمَّنْ صَامَ فِي سَلَفٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مِنْ بَيْنِ أَهْلٍ وَجِيرَانٍ وَإِخْوَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أَفْنَاهُمُ المَوْتُ وَاسْتَبْقَاكَ بَعْدَهُمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
حَيًّا فَمَا أَقْرَبَ القَاصِي مِنَ الدَّانِي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


هذه ليالي العَشر الأواخر مِن رمضان؛ حيث تبدأ من ليلة الحادي والعشرين منه، وتنتهي بخروج رمضان، ومِن عظيم قدرها أنَّها الليالي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحييها كلَّها بالعبادة، وفيها ليلة القَدر التي هي "خير مِن ألف شَهر".
إنَّها أيَّام المرحمة، أيام العِتق مِن النيران، والشقيُّ مَن لم تشمله الهبةُ الربَّانيَّة؛ وذلك الخسران المبين، فلتكن لنا فُرصة ثمينة لأنفسنا وأهلينا، فما هي إلا ليالٍ مَعدودة، ربما يُدرك الإنسان فيها نفحة مِن نفحات المولى فتكون سعادة في الدنيا والآخرة.

إنَّها ليالٍ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخصها بعناية واجتهادٍ كبيرين، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها مِن العبادة والحِرص على فِعل الخير؛ فقد ورد في الصَّحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان رسولُ الله إذا دخل العشر شدَّ مئزرَه، وأحيا ليلَه، وأيقظ أهلَه"، وقد بلغ مِن حرصه صلى الله عليه وسلم على هذه الأيَّام المباركات أنَّه كان يطرق البابَ على فاطمة وعليٍّ ليلًا؛ كما ورد في الصَّحيحين، فيقول لهما: ((ألَا تقومان فُتصلِّيان؟)).

ففي قول عائشة رضي الله عنها عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "وشدَّ مئزره"؛ كناية عن الاستعداد للعِبادة، والاجتهاد فيها زيادة على المُعتاد، ومعناه التشمير في العبادات، كما يقال: شدَدتُ لهذا الأمر مئزري؛ أي: تشمَّرتُ له وتفرَّغتُ، وقيل: هو كناية عن اعتزال النِّساء، وتركِ الجِماع؛ وهذا هو الأقرب، وبذلك فسَّره السَّلفُ والأئمَّةُ المتقدمون؛ منهم سفيان الثَّوري، وورد تفسيره بأنه لم يأوِ إلى فراشه حتى يَنسلخ رمضان؛ ففي رواية الطَّبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه - وفي سنده ضعف - أنَّه قال: "كان إذا دَخَلَ العشر الأواخر من رمضان، طوى فراشَه، وشدَّ مِئْزَره، واعتزل النساءَ، وَجَعَلَ عشاءه سحورًا".

وقولها: "أحيا الليل"؛ أي: استغرق معظمَه، وكان يُحيي ليلَه بالقيام والقراءةِ والذِّكر بقلبه ولسانه وجوارحه؛ لشرفِ هذه الليالي، وقد جاء في الصَّحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "لا أعلم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآنَ كلَّه في ليلة، ولا قام ليلةً حتى الصباح، ولا صام شهرًا كاملًا قط غير رمضان".

وقولها: "وأيقظ أهلَه"؛ أي: أيقَظَ أزواجَه للقيام والذِّكرِ والدُّعاء، ومِن المعلوم أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهلَه في سائر السَّنة، لكن كان يوقِظهم لقيام بعض الليل؛ ففي صحيح البخاريِّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال: ((سبحان الله! ماذا أنزل الليلة مِن الفِتنة؟! ماذا أنزل من الخزائن؟! مَن يوقِظ صواحب الحُجرات؟ يا رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخِرة))، لكن إيقاظه صلى الله عليه وسلم لأهله في العَشر الأواخر مِن رمضان كان أبرز منه في سائر السَّنةِ؛ ففي سنن الترمذي عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم يوقِظ أهلَه في العشْر الأواخر من رمضان".
وقد روى المروذي عن أمِّ سلمة قالت: "لم يكن صلَّى الله عليه وسلم إذا بَقي مِن رمضان عشرة أيام يدَع أحدًا يطيق القيامَ إلَّا أقامه".

ومِن أعظم ما يَقوم به المسلم في هذه العشر: الاعتكاف، والاعتكاف في معناه اللغوي: لزوم الشَّيء، والعكوف عليه، وحَبس النَّفس عليه؛ قال تعالى: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52]، مع أنَّها أصنام، وسمَّى فعلهم عكوفًا، وأيضًا: ﴿ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ﴾ [طه: 97]؛ هذا كلام موسى عليه السلام للسَّامري، مع أنه في الشرِّ وسمِّي اعتكافًا، فيقال: عكف واعتكف: إذا لزم المكانَ، أمَّا المقصود بالاعتكاف في اصطلاح الشرع، فهو: "المُكثُ في المسجد بنيَّة التقرُّبِ إلى الله سبحانه وتعالى".

وهي عبادة شرِعتْ للتقرُّب إلى الله سبحانه وتعالى؛ بالتفرُّغ لعبادته وذكرِه، وتسبيحه واستغفاره، وقراءة القرآن، وبالانقطاع عن النَّاس والتخفُّفِ من الشواغل؛ تزكيةً للنَّفس، وتنقية للقلب والروح؛ إذ إنَّ مدار الأعمال على القلب؛ كما في الحديث الذي أخرجه البخاريُّ ومسلم عن النُّعمان بن بَشير رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلَحَتْ صلح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسد الجسدُ كلُّه؛ ألا وهي القلب))؛ ولذلك ذَكَر ابنُ رجب الحنبلي في لطائف المعارف تعريفَ بعض العلماء للاعتكاف بقوله: "حقيقته: قَطع العلائق عن الخلائق، للاتصال بخدمة الخالق".

وهو سنَّةٌ عند جمهور الفقهاء في كلِّ الأزمنة والأوقات، وهو سنَّة مؤكَّدة في العشر الأواخر من رمضان؛ لأنه صلى الله عليه وسلم داوَم عليه إلى وفاته؛ فقد أخرج البخاريُّ ومسلم عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم: "أنَّ النَّبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم كان يعتكف العشرَ الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله، ثمَّ اعتكف أزواجُه من بعده".

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى اللهُ عَليه وسلم اعتَكفَ العَشرَ الأوَّل مِن رمضانَ، ثُمَّ اعتَكفَ العَشرَ الأوسَطَ في قُبَّةٍ تُركيَّةٍ على سُدَّتها حَصيرٌ، قال: فَأخَذَ الحَصيرَ بيَدِهِ فَنَحَّاها في ناحيَةِ القُبَّةِ، ثُمَّ أطلعَ رأسَه فَكلَّم النَّاسَ فَدَنَوا مِنهُ فَقال: ((إنِّي اعتَكفتُ العَشرَ الأوَّلَ ألتَمِسُ هَذِه الليلةَ، ثُمَّ اعتَكفتُ العَشرَ الأوسَطَ، ثُمَّ أُتيتُ فَقيل لي: إنَّها في العَشرِ الأواخِرِ؛ فمَن أحَبَّ مِنكم أن يَعتَكِفَ فَليَعتَكِف))، فاعتَكفَ النَّاسُ معَه.

وهي فضيلة نُسيتْ مِن قِبَل كثير مِن المسلمين؛ فقد قال الإمام الزهريُّ رحمة الله عليه: "عجبًا للمسلمين! تركوا الاعتكافَ مع أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عزَّ وجل".

واتَّفق جمهورُ العلماء على أنَّ الاعتكاف يُسنُّ في كلِّ وقت في رمضان أو غيره، وأفضله في رمضان، وآكدُه ما كان في العشر الأواخر منه، ولا حدَّ لأقلِّه مِن حيث مدَّته عند بعض العلماء، ويرى آخرون أن أقلَّه يوم، أو يوم وليلة.

ويصحُّ الاعتكاف من كلِّ إنسان مسلمٍ عاقل بالغ أو مميز، سواء أكان ذكرًا أو أنثى، ويجب أن يكون المعتكِفُ طاهرًا من الحدَث الأكبر (الجنابة)، وأن يكون الاعتكاف في مَسجد تُقام فيه الصلاة.

ويَبطل الاعتكاف بحصول أحد الأمور التالية:

1 - الجِماع إذا كان مرتكبه عامدًا عالمًا ذاكرًا؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187].
2 - الخروج من المسجد، ولا يبطله الخروج لقَضاء حاجة (دورة المياه)، أو للوضوء والاغتسال الواجب، أو للأكل والشُّرب إن لم يَستطع إحضارَه إلَّا بالخروج، أو لعلاجٍ من مرَض شديد.
3 - الحيض والنفاس بالنِّسبة للمرأة عند أكثر العلماء.


ابوالوليد المسلم 27-03-2023 12:24 AM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
أخطاء في السحور


الشبكة الإسلامية


https://static.islamway.net/uploads/...d%20(1)(1).jpg

من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين فيما يتعلق بالسحور الأخطاء التالية:
1- ترك السحور، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه تناول طعام السحور إذا أراد صيام فرض أو نفل.
وقد حث صلى الله عليه وسلم على تناول طعام السحور، يقول عليه الصلاة والسلام: «تسحروا؛ فإن في السحور بركة» متفق عليه، ويقول عليه الصلاة والسلام: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر» (رواه مسلم).

2- التبكير في تناول طعام السحور وتقديمه في منتصف الليل، وهذا خلاف السنة أيضًا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذا الشأن: «عَجِّلوا الإفطار، وأخِّروا السحور» (رواه الطبراني وصححه الألباني).
3- الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء؛ إذ الواجب على العبد أن يحتاط لصومه، فيمسك بمجرد أن يسمع أذان المؤذن.
منقول












ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:52 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
طول القرع يفتح الأبواب
هشام محمد سعيد قربان




درس من رمضان











رمضانُ شهر الصوم والصبر، منبع لكثير من الدروس والعِبر للمتأمِّلين.



نشهد فيه يومًا بعد آخَرَ تغييرًا لكثير ممَّا أَلِفْنا واعتدنا، تغييرًا يؤثِّر على أجسادنا وأرواحنا أفرادًا ومجتمعاتٍ.



في مدرسة الجوع تربية وترقيق للنفس، وتلطيف متدرِّج للمشاعر، ودواء للكبر.



ويحلو العيش في أحضان المصاحف كما لم يَحْلُ من قبلُ.



أما مكابدة القيام وسماع القرآن في ركَعات معدودات، فله أثر في النفوس عجيب بنوره، وتخلُّله في أعماق القلوب.



لعل بعضنا يتساءل عن هذا التغيُّر والتحوُّل، ما سِرُّه؟



إن لها أسرارًا كثيرة تتلخَّص في التهيئة والتوفيق الإلهيِّ.



فمردة الشياطين محبوسة في هذا الشهر خاصة، والممارسة المجتمعية المشهودة دافع ومحفِّز للجميع.



لكن هنالك أمر يعرفه البعض، وقد يخفى على الآخرين.



إنه طول المكث على أبواب القلوب، ومداومة القرع عليها.



إن مثل أنفسنا كأبواب ثقلت مصاريعها، وصدئت وجفت مفاصلها، وغفل بوّابها.







فيأتي رمضان بالصوم والصلاة والذكر وسماع القرآن والطاعات والدعاء؛ ليجد هذه الأبواب التي اعتادت أن توصد طويلاً، فيقرعها أو تقرعها كل هذه الطاعات، كلٌّ من جهة وجانب.







تقرع الأبواب الثقيلة المغبرة، وما من مجيب، يعلو صوت القارع، ويصرخ، وتكلُّ يمينه وشماله، ولا سامع ولا مجيب!



يعود القرع ليلة بعد أختها، يعود بعد تلاوة حزب بعد حزب بعد حزب، ولا حس ولا أثر.







ويعود القرع بلا كلل ولا ملل، ويتفكّك قليل من الصدأ، ويتساقط على الأرض، ويتصاعد بعض الغبار المتراكم، ولكن الأبواب لم تزل صمَّاء موصدة، يا للعجب! أهذه أبواب أم طباق قبور مهجورة؟!







لا ييئس الطارق من القرع، ويعود ليلة بعد ليلة، ويطيل قرعه ومكثه عند الأبواب وشده لمقبضها، ويتفكك المزيد من صدأ المفاصل، ويتساقط عنها الغبار.







ويكاد اليأس يُضعفُ القارع، ولكن فجأة، وبلا مقدِّمات يتحرّك باب من هذه الأبواب، وتسمع له صريرًا مخيفًا، فيهبُّ القارع إليه، ويجذبه إليه بقوة، فيفتح قليلاً، ويتسلل النور إلى ما خلف الأبواب، ويدخلها بعد ظلمة طال زمنها، ويدخل مع النور هواء نقيّ، ويجذب القارع الباب؛ ولكنه لا يفتح أكثر من هذا المقدار.







يعود القرع بعد ساعات، ويواصل القارع شدَّه للباب وجذبه ليفتحه؛ ولكن الباب عنيد لا يستجيب، ولا يكفي ما فتح من الباب للدخول.







يعود القرع في الليلة القادمة، وتقرع الأبواب قرعًا فيه إلحاح ولهفة وشوق، فيفتح الباب على مصراعيه، وتنهمر دموع الفرح، ويعود للنفوس الفرح بالله، والأنس بكتابه، والتلذذ بقربه.








تعلّم من رمضان أن طول المكث عند أبواب النفس، ومداومة قرعها بالطاعات المختلفة والدعاء والذكر وسماع الآي وتلاوتها مع التدبر - باب عظيم من أبواب التوكل، به تَلِين الأنفس، وتصبح طيِّعة مطيعة، ويستقيم حالها، وتسعد في العاجلة والآجلة.







هذا درس مبارك من رمضان، شهدناه بأنفسنا، وتعلّمناه، وقطفنا بعض ثماره، وذقنا حلاوتها؛ فحريٌّ بنا الإفادة منه في رمضان، وسؤال الله استدامة بركته بعد رمضان.



والله ربنا ومولانا في كل حال وحين، وهو نعم المولى ونعم النصير.


ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:53 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
باحثون: الإسراف في شراء الأطعمة الرمضانية ينافي الحكمة من الصيام

عماد عنان




http://fiqh.islammessage.com/Files/l..._154370946.jpg



سلوكيات باتت تمثل ظاهرة مجتمعية مع اقتراب شهر رمضان كل عام، تتمثل في الإسراف في شراء كافة أنواع الطعام والشراب استعدادا لهذا الشهر العظيم، فتكتظ المراكز التجارية والتسويقية بالمسلمين الراغبين في الحصول على أكبر حصيلة ممكنة من الأطعمة والمؤن المستخدمة طيلة الشهر ، وكأن الحياة ستتوقف بعد ذلك.

ورغم ما يحمله شهر رمضان من معاني الزهد والتعفف والصوم عن الملذات والشهوات إلا أنه في المقابل بات يمثل الشهر فرصة سنوية لتناول كافة أنواع الأطعمة، فبدلا من أن يتحول رمضان إلى شهر صوم وقلة في استهلاك الطعام والشراب بات الشهر الأكثر استهلاكا لمثل هذه المنتجات في تناقض أثار الكثير من التساؤلات حول فهم واستيعاب المسلمين لفحوى وروح هذا الشهر المبارك.
الدكتور عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أوضح أن هذه الظاهرة تعد من الإسراف والتبذير، وهو المنهي عنه في الكتاب والسنة، فقال تعالى: }وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ? إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{(الأعراف31)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال"
منصور لـ "الملتقى الفقهي" كشف أن هذه السلوكيات لم تقتصر على الغني ميسور الحال وفقط، بل إن فقراء المسلمين أيضًا لهم نصيب منها، مشيرًا إلى أن الإسراف كما يكون من الغني فإنه يكون من الفقير، ولهذا قال سفيان الثوري رضي الله عنه: "ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف، وإن كان قليلاً"، وكذا قال ابن عباس رضي الله عنه: "من أنفق درهماً في غير حقه فهو سرف".
وأضاف عميد كلية الشريعة بأن الإسراف صفة من صفات الكافرين؛ يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ} (127) سورة طه. وهو صفة من صفات الجبارين الذين يملكون بأيديهم السلطة والمال، يقول تعالى: {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ}(يونس:83)، قال تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} (151) سورة الشعراء.
وأوضح أن الإسراف والتبذير، يلتقيان في معنى الإنفاق بغير طاعة، ولكنَّ الإسراف أعمُّ من التبذير؛ لأنَّ التبذيرَ معناهُ التفريقُ, وأصلُه إلقاءُ البذر في الأرض, واستُعير لكلِّ مضيّعٍ مالَهُ، يقول تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (الإسراء:27)، كما يلتقي والإسراف والسفه في معرض الغفلة والطيش وخفة النفس ونقصان العقل، وإنَّ ما يحصل من السفيه في إنفاق المال بما لا يُرضي الله ليُبيِّن الحقيقةَ في أنَّ السفه سببٌ من أسباب الإسراف.
بدوره أشار الباحث الدكتور محمود الحاج، أن الحكمة من الصيام هي شعور المسلمين بحاجة الضعفاء والمساكين، وليس المزيد من الإسراف والتبذير فيما لا فائدة منه؛ لذا فإنَّ الاهتمام بالمأكولات والمشروبات أمر يهدِّد استفادة المسلمين من حِكمة الصيام، مشيرًا: "أنَّ الله فرض صيام رمضان ليتعوَّد المسلم على الصَّبر وقوَّة التحمُّل؛ حتى يكون ضابطًا لنفسه، قامعًا لشهوته، متَّقيًا لربِّه، قال تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ [البقرة: 183]".
وأضاف فضيلته أنَّ مما يبعث على الأسف ما نراه من إسراف كثيرٍ من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر؛ حيث إن كميات الأطعمة التي تَستخدمها كلُّ أسرة في رمضان أكثر منها في أي شهر من شهور السنة! إلَّا مَن رحم الله، وكذلك فإنَّ المرأة تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعداد ألوان الأطعمة وأصناف المشروبات!
وقد سئل بعض السلف: لمَ شُرع الصيام؟ فقال: ليذوق الغَنيُّ طعمَ الجوع فلا ينسى الفقير.

ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:54 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
كيف تقلل الشعور بالعطش خلال رمضان؟





يزداد الشعور بالعطش خلال شهر رمضان بسبب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة حيث يمتد الصيام لأكثر من 14 ساعة.
فكيف نساعد أجسامنا على الاحتفاظ بالمياه ومقاومة الشعور بالعطش؟
1ـ لا غني عن شرب الماء خلال فترة الإفطار لتعويض الجسم عما فقده من سوائل, يمكنك أيضا إضافة شرائح الليمون الطازجة او أوراق النعناع والزنجبيل المبشور.
2ـ الاعتدال في إضافة الملح للطعام والتقليل منه قدر الإمكان.
3ـ تجنب تناول المخللات خاصة في طعام السحور.
4ـ اروي عطشك بالماء بدلا من العصائر المحلاة بالسكر.

5ـ تناول الكثير من الماء بين الإفطار والسحور حتى لو لم تشعر بالعطش.
6ـ الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة خاصة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء كالبطيخ والخيار.
7ـ تناول الزبادي أو كوب من اللبن البارد على طعام السحور.
8ـ تجنب الأطعمة المقلية والأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة الحريفة.
9ـ تجنب المياه الغازية فهي تسبب الاتفاخ بسبب احتوائها على الكربون الذي يمنه الجسم من امتصاص السوائل.
منقول

ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:54 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
في رمضان.. أغلق هاتفك وافتح مصحفك


مي عباس


http://woman.islammessage.com/Files/...8hqdefault.jpg


جاءه الموت، فسقط الهاتف من يديه، لم تنفعه التطبيقات الكثيرة، ولا أغنت عنه الصداقات الوهمية العديدة، ربما لم يدعوا له حتى بالمغفرة والرحمة.

جاءه الموت، فسبقه القرآن إلى القبر نورا، منحه القرآن ثباتا، رأى رفعة درجاته، كان يقرأ ويرتقي بعدد الآيات التي حفظها واستقرت في قلبه.

ماذا لو عاد به الزمن؟..

ترى.. هل يظل هائما مضيعا لوقته ممسكا بهاتفه يبحث عن تسلية، ويتنقل من فتنة لفتنة، ومن إثم لفجور؟!

ترى.. هل يطيل الجدل والمعارك اللفظية والشتائم، ويملأ قلبه كراهية تجاه مخالفيه، ويهدد ويتوعد ويسب الآباء والأمهات؟.

ترى.. هل يربط تفاصيل حياته بالآخرين، فيختلق أحداثا حتى يُصورها ويعرضها لهم، ويتزين أمامهم بماله وجماله وأعماله وربما حتى عباداته؟!

الموت هو الموت.. لم يختلف الموت بعد ثورة الاتصالات، ولا يصحبك العالم الافتراضي إلى دار الحق، ولا يقرب الإنترنت بين الأحياء والموتى، لكننا أصبحنا نتعامل مع هواتفنا وكأنها جزء منا، وكأنها الرفيق الوفي الذي لن يفارق، وهو أول ما يفارق.

لكن رمضان – مع الأسف- لم يعد رمضان، ولم تعد المقاومة تقتصر على مقاطعة المسلسلات والبرامج التافهة التي تسرق الأوقات الغالية، لأن سارق الوقت الأكبر لا يفارق الأيدي والأبصار، أخطر ما في الهاتف أنه يصاحب المرء في كل مكان، يدخل معه سريره، ويجلس أمام عينيه على مائدة الطعام، ويدخل معه المسجد، لا تمر بضعة دقائق حتى يفتحه ويتفقده يشتت عقله وقلبه، ويشحن قلبه دوما بقصص الآخرين ومشكلاتهم وإنجازاتهم وصورهم.

يرافقنا الهاتف إلى كل مكان، إلا القبر.

لا شك أن الإنترنت وثورة الاتصالات منحت فرصا عظيمة للتطور الذاتي، والتعلم، والتواصل، والعمل، ولا أقصد أن أصورها كشيطان يسلبنا إيماننا ويفسد حياتنا، فهذا غير صحيح، لأنها نعم كبرى سنسأل عنها أمام الله، وتمكين من الله للناس.

فليست المشكلة في هذا التمكين، ولكن المشكلة في طريقة استغلاله، المشكلة في سيطرته على حياتنا وعقولنا، المشكلة في الإسراف " إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ". الأعراف: 31.

رمضان فرصة لإعادة التوازن إلى حياتك..

هو شهر القرآن.. فافصل هاتفك كثيرا، وألغي تفعيل أغلب تطبيقاتك، وأقبل على التلاوة والتدبر.

لن يزيد رمضانك خيرا، ولن يثقل ميزان حسناتك بنشر صور إفطارك ونزهاتك على فيس بوك وإنستجرام.

لكنه يزداد خيرا بصلة رحم حقيقية، وعون للمسلم فيما أهمه، وانقطاع عن الناس تبتلا إلى الله وذكرا للقائه.






ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:55 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
أعظم ما يستقبل به المسلم رمضان




د. عبدالعزيز بن فوزان الفوزان



http://main.islammessage.com/media_b...1094_10131.jpg



إن التوبة الصادقة إلى الله - عز وجل - من جميع الذنوب والسيئات تعد من أعظم ما يستقبل به المسلم هذا الشهر المبارك فـ(كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، ولا شك أن التوبة واجبة على المسلم في كل وقت ومن كل ذنب، لكنها في مثل هذا الموسم الفاضل المبارك آكد وأوجب، وصاحبها أحرى بالقبول والإجابة، وأن تكفر سيئاته، وتقال عثراته، وتمحى زلاته, بل وأن تبدل سيئاته حسنات بفضل الله - عز وجل -, ولذلك وصيتي لإخواني وأخواتي أن يبادروا بالتوبة إلى الله - عز وجل - من جميع ما سلف من الذنوب والمعاصي.



ابوالوليد المسلم 30-03-2023 07:01 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
هل تريد بيتا في الجنة؟


الحمد لله الغفور الذي ستر بستره وأجمل، الشكور الذي عم ببره وأجزَل، الرحيم الذي أتم إحسانه على المؤمنين وأكمل، الواحد الأحد القدوس الصمد الأول المنفرد بالعز والكمال، فلا ينتقص عزُّه ولا يتحول، الحي العليم القدير السميع البصير المتكلم بكلام قديم لا يتغير ولا يتبدل، أحمده على ما أنعم وأكرم وتفضل، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه الذي أوحى إليه الكتاب ونزَّل، ونهج للمتقين طريق الهداية وسهَّل.

كم يسعى الإنسان ويشقى في هذه الحياة الدنيا؛ ليبني له بيتًا فيها، فيخسر من ماله وجهده وفكره ووقته ما لا يخطر على بال، ثم هذا البيت معرض للبِلى والزوال، والحرق والهدم، والتشقق والتصدع، وإن سلم البيت من ذلك كله، فلن يسلم صاحبه من الموت، فكلٌّ مسافر مع قافلة الراحلين؛ كما قال الله عز وجل: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: 78].

ويكون هذا الشخص قد تحمل الهموم والغموم والأرق والقلق، ولربما سكب ماء وجهه طلبًا للقرض والدَّين، وسائلًا الإمهال والتأجيل، وفي النهاية هو يعلم أن هذا كله عرضٌ زائل ومتاعٌ حقير، لذلك المؤمن تسموا نفسه ويتشوق ليبني له بيت وقصر في الجنة، وبيوت وقصور الجنة ليست كبيوتنا وقصورنا، وصف بيوت الجنة كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْجَنَّةُ ‌بناؤها ‌لَبِنَةٌ ‌من ‌فضة، ولبنةٌ من ذهب، ومِلاطُها المسكُ الأَذْفَرُ، وَحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتُرْبَتُهَا الزعفرانُ، من يدخلها يَنْعَمُ لا يَبْأسُ، ويَخْلُدُ لا يموتُ، لا تبلى ثيابهم، ولا يَفْنَى شَبَابُهُمْ» [1].

فإن سألت يا عبد الله: كيف أحصل على هذا البيت؟ وما الأفعال والأقوال التي بها تُنال الآمال، ببيوت وارفة الظلال في جنة جلَّت عن مثل ومثال، وتعالت عن حيز الفكر والخيال، بإذن الله الكبير المتعال؟ وإليك هذه الأعمال.

الإيمان بالله والعمل الصالح:
قال الله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 37]؛ قال ابن كثير رحمه الله: «أي في منازل الجنة العالية آمنون من كل بأسٍ وخوف وآذى ومن كل شر يُحذر منه»[2].

الحمد والاسترجاع حال وقوع المصيبة في الولد:
ومن موجبات القصور في الجنة أن تكون من أهل الحمد الذين يحمدون في السراء، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ الله لملائكته قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ‌قَبَضْتُمْ ‌ثَمَرَةَ ‌فُؤَادِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا قَالَ؟ قَالُوا: اسْتَرْجَعَ وَحَمِدَكَ، قَالَ: أَبَنُوا لَهُ بَيْتًا في الجنة وسموه بيت الحمد» [3].

تقوى الله:
قال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر: 20]؛ قال ابن كثير: «أي مساكن عالية طباق بعضها فوق بعض»[4].
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أَيْ هِيَ جَامِعَةٌ لِأَسْبَابِ النُّزْهَةِ.

الغدو إلى المسجد والرواح:
ومن أسباب الحصول على بيت في الجنة: المحافظة على صلاة الجماعة، فالله سبحانه كريم يكرم زائره، ويغدق عليه العطاء، عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ‌غَدَا ‌إِلَى ‌الْمَسْجِدِ ‌أَوْ ‌رَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ» [5].

• وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والنُّزُل (بضم النون والزاي): المكان الذي يُهيأ للنزول فيه، (وبسكون الزاي): ما يُهيأ للقادم من الضيافة ونحوها[6].

• وقال ابن عثيمين رحمه الله: «وظاهرُ الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواء غدا للصلاة أو لطلب علم، أو لغير ذلك من مقاصد الخير - أن الله يكتب له في الجنة نزلًا»[7].

سدُّ فُرجة في الصلاة:
أحبتي في الله: من الأمور التي يستهين بها كثير من الأخيار، وقد رتَّب عليها النبي المختار صلى الله عليه وسلم الأجر العظيم والثواب الكريم، سد الفُرج في الصلاة، فمن سد فرجة بنى الله له بيتًا في الجنة؛ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ‌سَدَّ ‌فُرْجَه ‌بَنَى اللهُ لَهُ بَيتًا فِي الْجَنَّة، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَة»[8].
فكيف يزهد في هذا الأجر من الإخوان، وإن سد الفرجة ليستغرق نحو ثوان؟!

صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة:
ومن أسباب حصول القصور في الجنة أن يثابر ويواظب المسلم على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، وهنَّ السننُ المؤكدة عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ‌ثَابَرَ ‌عَلَى ‌اثْنَتَيْ ‌عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ»[9].

صلاة الضحى أربعًا وقبل الظهر أربعًا:
إخوة الإسلام ومن موجبات الجنان صلاة الضحى، وصلاة أربع ركعات قبل الظهر؛ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى ‌الضُّحَى ‌أَرْبَعًا، ‌وَقَبْلَ ‌الْأُولَى أَرْبَعًا بُنِيَ لَهُ بِهَا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ»[10].
قال الألباني: والمراد بالأولى: صلاة الظهر فيما يبدو لي، والله أعلم.

قراءة سورة الإخلاص عشر مرات:
وهذا أمر يسير وأجره عظيم أن تقرأ سورة الإخلاص عشر مرات، فيبني لك رب الأرض والسماوات بيتًا في الجنة: عَنْ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ‌حَتَّى ‌يَخْتِمَهَا ‌عَشْرَ ‌مَرَّاتٍ، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ»، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذًا نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ» [11].
[1] أخرجه أحمد (2/ 445، رقم 9742)، وهناد في الزهد (1/ 106، رقم 130)، والترمذي (4/ 672، رقم 2526) قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3116 في صحيح الجامع
[2] تفسير ابن كثير (3/ 714).
[3] أخرجه: الترمذي (1021) وقال: «حديث حسن غريب» صَحِيح الْجَامِع: 795، الصَّحِيحَة.
[4] تفسيره (4/ 64).
[5] أخرجه البخاري (662)، ومسلم (669).
[6] الفتح (2/ 183).
[7] شرح رياض الصالحين (3/ 202).
[8] أمالي المحاملي (36/ 2)، الصحيحة (1892)، تعليق الألباني هذا إسناد صحيح،
[9] أخرجه ابن أبى شيبة (2/ 19، رقم 5975)، والترمذي (2/ 273، رقم 414) [صحيح الجامع: 6183].
[10] المعجم الأوسط (4753)، تعليق الألباني حسن، صحيح الجامع (6340)، الصحيحة (2349).

[11] أحمد (15648)، تعليق الألباني حسن، صحيح الجامع (6472)، الصحيحة (589).
__________________________________________________ _____________
الكاتب: السيد مراد سلامة











ابوالوليد المسلم 30-03-2023 07:03 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
الدنيا بحر عميق غرق فيه ناس كثير


الحمد لله الذي جعل القرآن هداية للمقبلين، وجعل تلاوته بخضوع تهل دمع الخاشعين، وأنزل فيه من الوعيد ما يهز به أركان الظالمين، وأخبَر فيه أن الموت نهايةٌ لعالمين، وأننا بعد الموت للحساب مبعوثين، وأننا سنحاسب عما كنا فاعلين، وسنقف بذل وخضوع بين يدي رب العالمين، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23]، {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} [إبراهيم: 49].

ليس هناك فرقٌ بين ملك معظم وإنسان مهين، هذا جزاء من أخلص العمل لله ربِّ العالمين، وهذا عطاء رب الأرباب مالك يوم الدين.

سبحانه من إلهٍ عظيم، أعزَّ الحق وأخرس المبطلين، سبحانه عدد ما دعاه عباده المساكين، سبحانه عدد ما انهمرت دموعُ المنيبين، سبحانه جوَاد كريم قوي متين.
يَا مَنْ سَيْنَأَى عَنْ بَنِيـــهْ ** كَمَا نَأَى عَنْهُ أَبُـــــوهُ
مَثِّلْ لِنَفْسَكَ قَوْلَهُـــــــمْ ** جَاءَ الْيَقِينُ فَوَجِّهُوهْ
وَتَحَلَّلُوا مِنْ ظُلْمِــــــــهِ ** قَبْلَ الْمَمَاتِ وَحَلِّلُـوهْ

عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن الحسن، قال: «قال لقمان لابنه: يا بني إن كنت تريد البقاء ولا بقاء، فاجعل خشية الله عز وجل غطاءك فوق رأسك، ووطاءك، فلعلك أن تنجو وما أراك بناجٍ، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه ناسٌ كثير، فليكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الإيمان بالله، وشراعها التوكل على الله، ومجاذيفها التسبيح والتهليل[1]، ولعلك أن تنجو وما أراك بناج، يا بني إن كنت لا توقن بالبعث، فإذا نمت فلا تستيقظ، فإنك كما تستيقظ فكذلك تبعث، يا بني اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند يدك إذا أقسمت، وعند لسانك إذا حكمت»[2].

أخي المسلم، اشتملت تلك الكلمات الجامعة على دُرر من الوصايا التي هي قوارب النجاة للعبد في الدنيا والآخرة، وهاك البيان:
خشية الله تعالى على كل حال: فقال له: قال لقمان لابنه: يا بني إن كنت تريد البقاء ولا بقاء، فاجعل خشية الله عز وجل غطاءك فوق رأسك ووطاءك، فلعلك أن تنجو وما أراك بناجٍ، فأوصاه بتلك المنزلة العالية والمقامة السامية ألا وهي خشية الله تعالى على كل حال.

إن من صفات أولي الألباب التي ذكرها الله في كتابه الخوف والوجل والخشية من سطوته وعقابه؛ يقول جل جلاله: {وَالَّذِينَ ‌يَصِلُونَ ‌مَا ‌أَمَرَ ‌اللَّهُ ‌بِهِ ‌أَنْ ‌يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 21]، وهو من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب، وهو فرض على كل مكلف، والوجل، والخوف والرهبة ألفاظ متقاربة غير مترادفة، وللعلامة ابن القيم رحمه الله كلام جميل في كتابه مدارج السالكين: يقول رحمه الله: قال أبو القاسم الجنيد: الخوف توقُّع العقوبة على مجاري الأنفاس، وقيل: الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام، وهذا سبب الخوف لأنه نفسه، وقيل الخوف: هروب القلب من حلول المكروه عند استشعاره، والخشية أخص من الخوف، فإن الخشية للعلماء بالله؛ قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى ‌اللَّهَ ‌مِنْ ‌عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].

فهي خوف مقرون بمعرفة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية» [3]، وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق.

وقال حاتم الأصم: لا تغترَّ بمكان صالح، فلا مكان أصلح من الجنة، ولقي فيها آدم ما لقي، ولا تغترَّ بكثرة العبادة، فإن إبليس بعد طول العبادة لقي ما لقي، ولا تغتر بكثرة العلم، فإن بلعام بن باعوراء لقي ما لقي وكان يعرف الاسم الأعظم، ولا تغترَّ بلقاء الصالحين ورؤيتهم، فلا شخص أصلح من النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتفع بلقائه أعداؤه المنافقون.

والخوف ليس مقصودًا لذاته، بل هو مقصود لغيره قصد الوسائل، ولهذا يزول بزوال المخوف، فإن أهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون [4].

أولًا: إن الجنة مأوى الخائفين:
يقول سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * ‌فَإِنَّ ‌الْجَنَّةَ ‌هِيَ ‌الْمَأْوَى} [النازعات: 40-41].

يقول ابن كثير رحمه الله: أي: خاف القيام بين يدي الله عز وجل، وخاف حكم الله فيه، ونهى نفسه عن هواها إلى طاعة مولاه، {فَإِنَّ ‌الْجَنَّةَ ‌هِيَ ‌الْمَأْوَى}؛ أي متقلبة ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء[5].

بل إن الله ضاعف له الجزاء وأكرم له المثوبة، فأعدَّ له من الجنة جنتين، وفضلهما عن غيرهما بأمور كثيرة؛ يقول سبحانه وتعالى: {وَلِمَنْ خَافَ ‌مَقَامَ ‌رَبِّهِ ‌جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 46-47].

فهاتين الجنتان تفضلان غيرهما بفضائل ومميزات أعد الله تلك الفضائل لمن خاف مقام ربه عز وجل، بل إن الجزاء أعظم وأكبر أن يعدَّه عَادٌّ؛ يقول سبحانه: {تَتَجَافَى ‌جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16-17].

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: «أعدت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17][6].

ثانيًا: أن تكون في ظل عرش الرحمن:
إن الخائف دائم الدمعة، لا قرار له إلا في دار القرار، فإن غزارة الدمع تطفئ حرارة الشهوات، وتكف المرء عن معصية ربه، لذا كان جزاؤه أن يكون في ظل عرش الرحمن؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منها: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» [7].

ثالثًا: من فوائد الخوف والوجل والخشية الأمانمن عذاب الله:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله[8].

يقول المناوي - رحمه الله -: (عينان لا تمسهما النار أبدًا، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)؛ قال الطيبي: قوله: عين بكت... إلخ، كناية عن العالم العابد المجاهد مع نفسه؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا ‌يَخْشَى ‌اللَّهَ ‌مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]؛ حيث حصر الخشية فيهم غير متجاوزة عنهم، فحملت النسبة بين العينين عين مجاهدة مع النفس والشيطان، وعين مجاهدة مع الكفار، والخوف والخشية مترادفان [9].

إن عينًا ذرفت الدمع خشية من الله، لهي ناجية ولو كان هذا الدمع طفرة ثم ولت، أو مرة في العام ثم أدبرت؛ قال سفيان الثوري رحمه الله: البكاء عشرة أجزاء، فواحد منها لله، والتسعة كلها رياء، فإذا جاء ذلك الجزء الذي لله تعالى في السنة مرة واحدة، نجا صاحبه من النار إن شاء الله.

رابعًا: ومن فوائد الخوف من الله تعالى أن الله لا يُبقي في النار أحدًا ممن خافه في يوم من الأيام:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا أنه قَالَ: «وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي ‌خَوْفَيْنِ ‌وَأَمْنَيْنِ، إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [10].

فالعاقل من خشي ربه في السر والعلن، وخافه في الدنيا حتى يؤمنه في الآخرة، ويفر إليه في دار المفر، حتى يُسكنه غدًا دار المستقر، ويكون حاله في خوفه ووجله كما وصف الله عباده بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ ‌خَشْيَةِ ‌رَبِّهِمْ ‌مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 57-61]، فهم يصلون ويصومون ويزكون ويحجون، ولكنهم قد ملأ الخوف قلوبهم، فهم خائفون ألا يتقبل الله منهم.

[1] التهليل : قول لا إله إلا الله.
[2] الدعاء للطبراني - (ج 4/ ص 394).
[3] أخرجه مسلم ح 1108.
[4] مدارج السالكين ج 1 ص 559، و569.
[5] تفسير ابن كثير، ج 4، ص 469.
[6] أخرجه البخاري ح 3072 ومسلم ح 189.

[7] أخرجه البخاري ح 629.
[8] أخرجه الترمذي ح 1639 واحمد ح 17252 و قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4113 في صحيح الجامع.
[9] فيض القدير ج 4 ص 368.
[10] حديث حسن رواه ابن حبان في صححه برقم 2494 وصححه الألباني في الصحيحة ح 2666.










ابوالوليد المسلم 31-03-2023 05:49 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019


تجمَّع المئات من مسلمي "هونغ كونغ" في القاعة الرئيسية لمسجد كولون بمدينة "كولون" أول مرة للإفطار معًا في شهر رمضان المبارك منذ عام 2019، بسبب الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا COVID-19 وقتها.

https://i.imgur.com/sUBckdn.jpg


ومنذ الثانية صباحًا تجمع عددٌ من المسلمين المتطوعين لإعداد وجبة الإفطار وتجهيز القاعة الرئيسية والمسجد لاستقبال المسلمين، وبعد الإفطار صعد المسلمون إلى قاعة الصلاة في الطابق العلوي لأداء صلاة العشاء والتراويح.

وفي تصريحات لجريدة "Hong Kong Free Press" قال "محمد علي ديالو" عضو إدارة المسجد: "قمنا بجهدٍ كبير لاستقبال المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، ووصل عددُ المصلين بمسجد كولون في أول يوم في رمضان إلى أكثر من 1700 مصلٍّ".

قال "كيه كيه خان" مسلم من أصل باكستاني وُلد في هونغ كونغ: "سعيدٌ جدًّا برؤية أعداد كبيرة من المسلمين يتجمعون للإفطار بعد ثلاث سنوات بسبب فيروس كورونا".

وقال يوسف المنصوري عضو إدارة مسجد كولون: "رمضان شهر العبادة والتجمع لطاعة الله عز وجل في المساجد، وهذا ما افتقدناه خلال استمرار انتشار فيروس كورونا".

ويُعد مسجد كولون واحدًا من المساجد الرئيسة الخمسة في هونغ كونغ، حيث يتسع لحوالي 3500 مُصلٍّ، ويقع بالقرب من منتزه كولون، ويُعد أكبر مسجد في مدينة كولون.

وتشير التقارير الصحفية إلى أن أعداد المسلمين في هونغ كونغ تتجاوز 300 ألف مسلم، بنسبة 4.1% من تعداد السكان الإجمالي؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 31-03-2023 06:01 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان

يستضيف المركزُ الإسلامي بمدينة "سينسيناتي" بولاية "أوهايو" الأمريكية - حدثًا لتعبئة وتوزيع 30000 وجبة إفطار خلال شهر رمضان المبارك، تحت إشراف وتنفيذ مؤسسة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية.

https://i.imgur.com/KKjzRH2.jpg


ويشارك في تعبئة وتوزيع وجبات الإفطار أكثرُ من 100 متطوع، ويهدف الحدث الخيري إلى إفطار عددٍ كبير من الصائمين في مدينة سينسيناتي، خصوصًا الأسر والأفراد الأقل دخلًا أو معدومي الدخل.

ويسعى فرعُ مؤسسة الإغاثة الإسلامية في منطقة "West Chester Township" بولاية أوهايو - إلى توزيع عشرات الآلاف من وجبات الإفطار خلال شهر رمضان المبارك في أكثر من مكان.

وتتضمن الوجبات الغذائية الفولَ والأرز والصويا والخضروات، وعددًا من الفيتامينات لكبار السن.

وقال سماح صدقي مسؤول المشاركة التطوعية بالحدث: "جميع المتطوعين من الشباب المسلمين صائمون، لذلك يساعدون المحتاجين وهم في قمة إحساسهم بالجوع والعطش".

وفي سياق منفصل كان بنكُ الطعام بمدينة "فيلادلفيا" أكبر مدن ولاية "بينسلفانيا" الأمريكية - قد أعلَن عن استعداده لتوزيع العديد من المواد الغذائية يوميًّا على المحتاجين في فيلادلفيا، سواء من المسلمين، أو من غيرهم خلال شهر رمضان المبارك، في إطار المبادرة الثالثة للإطعام خلال شهر رمضان تحت شعار: "التخلص من الجوع خلال شهر رمضان"، وهي عبارة عن برنامج لتوزيع 200 وجية غذائية يوميًّا 200 بهدف إطعام 6000 شخص طول شهر رمضان الكريم؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 01-04-2023 10:36 AM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
صديقي رمضان


علي الطنطاوي


صديق عزيز، لقيته وأنا طفل في دمشق ثم افتقدته وأنا شاب أذرع الأرض وأضرب في بلاد الله، ففرحت بلقائه وأحببته، وألمت لفقده وازداد حنيني إليه، فأين أنت ياصديقي رمضان؟

كنت أرقب قدومه، وأحسب له الأيام والليالي على مقدار ما يحسن طفل من الحساب، فإذا جاء فرحت به وضَحِكت له روحي؛ لأني كنت أرى الدنيا تضحك له وتفرح بقدومه.
كنت أبصره في المدرسة؛ فالمدرسة في رمضان مسجد ودرسها تلاوة وذكر وأهلوها أحبه، ما فيهم مدرسٌ يقسو على طلابٍ وطلابٌ يكرهون المدرس؛ لأن رمضان وصل النفوس بالله فأشرق عليها من لدنه النور فذاقت حلاوة الإيمان، ومن ذاق حلاوة الإيمان لم يعرف البغض ولا الشر ولا العدوان.
كنت أراه في الأسواق فالأسواق تعرض بضاعة رمضان وتفيض عليها روح رمضان، فتمحو الغش من نفوس أهلها محواً، ويملؤها خوف الله ورجاؤه، وتقف ألسنتهم عن الكذب؛ لأنها جرت بذكر الله واستغفاره، وهانت عليهم الدنيا حين أرادوا الله والدار الآخرة؛ فغدا الناس آمنين أن يغشهم تاجر أو يخدعهم في مال أو متاع.


ويمضي النهار كله على ذلك، فإذا كان الأصيل، ودنا الغروب تجلى رمضان على الأسواق بوجهه فهشت له وجوه الناس وهتفت باسمه ألسنة الباعة، فلا تسمع إلا أمثال قولهم: الصايم في البيت بركة ، الله وليك ياصايم ، الله وليك ومحمد نبيك ،ثم لا ترى إلا مسرعاً إلى داره حاملاً طبق الفول المدمس أو المسبحة أو سلال الفاكهة أو قطع الجرادق، ثم لا تبصر إلا مراقباً المنارة في دمشق ذات الثمانين منارة كبيرة,، أو منتظراً المدفع، فإذا سمع صيحة المؤذن أو طلقة المدفع دخل داره، والأطفال يجتمعون في كل رحبة في دمشق ليسمعوها فيصيحوا: أذن … أذن… أذن… ثم يطيروا إلى منازلهم كالظباء النافرة.

رمضان يؤلف بين القلوب المتباينة:
وكنت أبصر رمضان يؤلف بين القلوب المتباينة، ويجلو الأخوة الإسلامية رابطة المسلم أخو المسلم فتبدو في أكمل صورها، فيتقابل الناس عند الغروب تقابل الأصدقاء على غير معرفة متقدمة، فيتساءلون ويتحدثون ثم يتبادلون التمر والزبيب، ويقدمون الفطور لمن أدركه المغرب على الطريق فلم يجد ما يفطر عليه تمرات أو حبات من الزبيب، هينة في ذاتها تافهة في ثمنها ولكنها تنشئ صداقة وتدل على عاطفة وتشير إلى معنى كبير.


وكنت أنظر إلى رمضان وقد سكن الدنيا ساعة الإفطار، وأراح أهلها من التكالب على الدنيا والازدحام على الشهوات، وضم الرجل إلى أهله وجمع الأسرة على أحلى مائدة وأجمل مجلس وأنفع مدرسة؛ فوا شوقاه إلى موائد رمضان وأنا الغريب المنفرد في مطعم أجنبي، لا أجد فيه صائماً ولا أسمع فيه أذاناً ولا أرى فيه ظلاً لرمضان.


فإذا انتهت ساعة الإفطار بدأ رمضان يظهر في جلاله وجماله وعظمته في المسجد الأموي أجل مساجد الأرض اليوم وأجملها وأعظمها، حاشا الحرمين وثالثهما، وكنت أذهب إلى المسجد بعد المغرب وأنا طفل؛ فأراه عامراً بالناس ممتلئاً بحلق العلم كما كان عامراً بهم ممتلئاً بها النهار بطوله، فأجول فيه مع صديقي سعيد الأفغاني خلال الحلقات نستمع ما يقول المدرسون والوعاظ، وأشهد ثريّاته وأضواءه وجماعته.

ومِن صنع الله لهذا المسجد أن صلاة الجماعة لا تنقطع فيه خمس دقائق من الظهر إلى العشاء الآخرة في أيام السنة كلها لوجوده في وسط البلد ولكثرة مرتاديه، وقد بقي ذلك إلى اليوم على ضعف الدين في النفوس وفساد الزمان.


وإن أنسى لا أنسى تلك الثريا الضخمة ولم يكن قد مدّ إليها الكهرباء، فكانت توقد مصابيحها -وهي أكثر من ألف- بالزيت واحداً بعد واحد يشعلها الحسكيون؛ وهم يطيفون بها على سلاليم قصيرة من الخشب فيكون لذلك المشهد أثر في النفس واضح، ثم يكون العشاء وتقوم من بعده التراويح ولها في الأموي منظر ما رأيت أجلَّ منه ولا أعظم إلا الصلاة حول الكعبة في مسجد الله الحرام؛ فإن ذلك يفوق الوصف، ولا يعرف قدره إلا بالعيان.

التراويح في الجامع الأموي
وليس يقل من يصلي التراويح في الأموي عن خمسة آلاف أصلاً، وقد يبلغون في الليالي الأواخر الخمسة عشر والعشرين ألفاً، وهو عدد يكاد يشك فيه من لم يكن عارفاً بحقيقته، ولكنه الواقع، يعرف ذلك الدماشقة ومن رأى الأموي من غيرهم.
وحدِّث عن الليالي الأواخر في دمشق ولا حرج, وبالغ ولا تخش كذباً؛ فإن الحقيقة توشك أن تسبقك مبالغة، تلك هي ليالي الوداع يجلس فيها الناس صفوفاً حول السدّة بعد التراويح، ويقوم المؤذنون والمنشدون فينشدون الأشعار في وداع رمضان بأشجى نغمة وأحزنها، ثم يردّد الناس كلهم:


يا شهرنا ودعتنا عليك السلام ! ياشهرنا هذا عليك السلام.
ويتزلزل المسجد من البكاء حزناً على رمضان؛ وسَحَر رمضان ! إنه السِّحر الحلال,إنه جنة النفس ونعيمها في هذه الدنيا، وإني لأقنع من جنات الفردوس أن تكون مثل سحر رمضان؛ فأين ذهب رمضان؟ وأنَّى لي بأن تعود أيامي التي وصفت لأعود إليه؟
ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام
إني لا أشتهي شيئاً إلا أن أعود طفلاً صغيراً؛ لأستمتع بجوِّ المسجد في رمضان، وأنشق هواءه, وأتذوق نعيمه، لم أعد أجد هذا النعيم, وما تغّيرت أنا أفتغيرت الدنيا؟


إني لأتلفت أفتش في غربتي عن رمضان، فلا ألقاه لا في المسجد ولا في السوق ولا في المدرسة؛ فهل مات رمضان ؟ إذن فإنا لله وإنا إليه راجعون.



لقد فقدت أنس قلبي يوم فقدت أمي، وأضعت راحة روحي يوم افتقدت رمضان؛ فعلى قلبي وأمي ورمضان وروحي رحمة الله وسلامه!




ابوالوليد المسلم 05-04-2023 04:31 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
مسلمو بروكلين يطعمون المحتاجين خلال شهر رمضان


تتعاون مؤسسةُ الإغاثة الإسلامية في حي "بروكلين" مع بنك الطعام بمدينة "نيويورك" بالولايات المتحدة الأمريكية، من أجل جمعٍ وتوزيع عددٍ من الوجبات الساخنة وصناديق الطعام، والمواد الغذائية على مستحقيها خلال شهر رمضان المبارك.




وقام عددٌ من الشباب المسلم المتطوع بالمساعدة في جمع وتوزيع الوجبات والمواد الغذائية على المحتاجين أمام مركز شباب المجتمع الإسلامي الأمريكي بحي "Bensonhurst" بمدينة نيويورك.

ويهدف الحدث الخيري إلى مساعدة مَن يعانون نقصًا في الطعام، من خلال توزيع الوجبات الغذائية على مستحقِّيها، وعلى أفراد الجالية المسلمة في شهر رمضان.

وفي تصريحاتها لشبكة "Spectrum News" التليفزيونية قالت "سبحة طاهر" إحدى المسلمات المتطوعات في الحدث: "ممتنةٌ جدًّا للمشاركة في هذا الحدث الخيري الذي يساعد الأُسر التي تعاني نقصًا في الطعام".

وأشارت كيشا عبدالمتين إحدى المشرفات على الحدث الخيري - إلى أن مؤسسة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، تهدف إلى توزيع حوالي 75000 وجبة غذائية على مستحقِّيها خلال هذا الشهر.

وقال "مالك حسن" المدير التنفيذي لمركز شباب المجتمع الإسلامي الأمريكي بحي "Bensonhurst": "يحتوي مركز الشباب بالفعل على مخزن طعام، ويُمكن لأي شخص الدخول إليه خلال أوقات العمل وأخذ ما يكفيه".

يستضيف المركزُ الإسلامي بمدينة "سينسيناتي" بولاية "أوهايو" الأمريكية - حدثًا لتعبئة وتوزيع 30000 وجبة إفطار خلال شهر رمضان المبارك، تحت إشراف وتنفيذ مؤسسة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي سياق منفصل يستضيف المركزُ الإسلامي بمدينة "سينسيناتي" بولاية "أوهايو" الأمريكية - حدثًا لتعبئة وتوزيع 30000 وجبة إفطار خلال شهر رمضان المبارك، تحت إشراف وتنفيذ مؤسسة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة أكثرُ من 100 متطوع، بهدف إفطار عددٍ كبير من الصائمين في مدينة سينسيناتي، خصوصًا الأسر والأفراد الأقل دخلًا أو معدومي الدخل؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.

ابوالوليد المسلم 05-04-2023 04:35 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
مسلمو قرية يوروكوفو في بلغاريا يسعدون بافتتاح مسجد جديد


قام الدكتور "مصطفى حاجي" مفتي جمهورية بلغاريا - بافتتاح المسجد الجديد بقرية "يوروكوفو" الواقعة في بلدية "ياكورودا" في مقاطعة "بلاجوفجراد" جنوب غرب بلغاريا.

https://i.imgur.com/XjpHRMU.png


وفتح مسجدُ قرية يوروكوفو أبوابه بعد 4 سنوات من أعمال البناء، وحضر افتتاحَ المسجد عددٌ من المسؤولين والأئمة إلى جانب مسلمي قرية يوروكوفو.

وتجمَّع الحضورُ بعد الافتتاح على مائدة إفطار واحدة ضمت حوالي 500 مسلم، كما شارك عددٌ من الأطفال المسلمين في افتتاح المسجد بتلاوات للقرآن الكريم وبعض الأناشيد.

وبدوره هنَّأ الدكتور مصطفى حاجي مفتي جمهورية بلغاريا مسلمي قرية يوروكوفو بالمسجد الجديد، وحثَّهم على الصلاة دائمًا داخل المسجد.

وبصفته رئيسًا لبلدية "ياكورودا" قام "بيدي عثمان" بتوجيه التهنئة إلى مسلمي قرية يوروكوفو لافتتاح المسجد الجديد، وإلى جميع المتبرعين والمسهمين في افتتاحه.

ومن الجدير بالذكر أن الدكتور مصطفى حاجي مفتي جمهورية بلغاريا، كان قد افتتح مسجدًا جديدًا بقرية "Shivarovo" بعد ترميمه ببلدية روين في مقاطعة بورغاس جنوب شرق بلغاريا، في شهر أكتوبر الماضي وسط حضور عددٍ كبير من الشخصيات الإسلامية والمسؤولين والمسلمين، ويعود تاريخ بناء المسجد إلى ثلاثة قرون تقريبًا، وتَم بدءُ ترميم مسجد قرية "Shivarovo" في عام 2016، ليتم افتتاحه من جديد بدعمٍ من إدارة الإفتاء في جمهورية بلغاريا وتبرُّعات المسلمين؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 06-04-2023 06:40 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
مسلمو تتارستان يساعدون الأطفال المرضى والأسر الفقيرة في رمضان


أطلقت الإدارةُ الإسلامية لجمهورية "تتارستان" مشروعَها الخيري السنوي تحت شعار "رمضان شهر الخير"، الذي يتضمَّن جمع أموال الزكاة لمساعدة الأطفال المرضى من ذوي الحالات الخطيرة، ومساندة الأُسر الفقيرة خلال شهر رمضان المبارك.




وأعلنت الإدارةُ الإسلامية لجمهورية تتارستان عن جمع تكاليف علاج 5 أطفال ممن يعانون من أمراض خطيرة، وكذلك تَم مساعدة أكثر من 90 أسرة من ذوي الدخل المنخفض، وإفطار عددٍ من الصائمين خلال أول عشرة أيام من شهر رمضان.

وفي العام الماضي نجحت الإدارةُ الإسلامية لجمهورية تتارستان في مساعدة 20 طفلًا من ذوي الأمراض الخطيرة خلال شهر رمضان المبارك، وتسعى الإدارة الإسلامية إلى معادلة الرقم هذا العام أو الزيادة عليه.

وتقوم الإدارةُ الإسلامية لجمهورية تتارستان كلَّ عام بإطلاق المشروع الخيري، من أجل جمع أموال الزكاة لمساعدة الفقراء والمرضى ومن يستحقون، بالتعاون مع مؤسسة الزكاة الخيرية التابعة للإدارة الإسلامية، وكذلك المساجد والمراكز الإسلامية والجمعيات والمؤسسات الخيرية.

ومؤخرًا قامت مؤسسةُ الزكاة التابعة للإدارة الإسلامية في جمهورية تتارستان - بتوزيع عددٍ كبير من الوجبات الساخنة على المحتاجين والمشردين وكبار السن، في ظل الطقس القارص بمدينة "قازان" عاصمة جمهورية تتارستان، بالتعاون مع الفعالية الخيرية رواد "مشروع الأيدي الماهرة والقلب الطيب".

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الزكاة تقيم عشاءً خيريًّا كلَّ أسبوع لِما يقرُب من 150 شخصًا من المحتاجين، وخلال عام 2022 وزَّعت مؤسسة الزكاة وجبات غذائية على 3000 شخص تقريبًا، ومنذ 2016 تمكَّنت مؤسسة الزكاة من توزيع وجبات على ما يقرُب من 29000 شخص؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 06-04-2023 06:46 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
جمال بشرتك في شهر رمضان







يظن البعض أن الصيام يؤثر سلبا على البشرة، وهو أمر غير صحيح بالمرة، فعلى الرغم من أن نقص تناول المياه يضر بالبشرة، إلا أن التعويض الصحيح بعد الإفطار يعادل هذا الأمر، كما أن الصيام ينقي الجسم من السموم ويساعد على التخلص من الوزن الزائد والدهون التي تؤثر أيضا على صحة الجلد.

وإليكِ هذه النصائح الهامة لبشرة نضرة في رمضان:

1ـ الاهتمام بتنظيف البشرة بشكل يومي سواء بمواد طبيعية أو مستحضرات مخصصة، وترطيب الوجه والأطراف.

2ـ استخدام الماء الفاتر عند الاستحمام عوضا عن الساخن للوقاية من جفاف البشرة.

3ـ من المهم شرب الماء بمعدل من 8- 12 كوب بين الإفطار والسحور.. الماء أفضل بكثير من كل المشروبات الأخرى، وتجنبي المياه الغازية والمحلاة.

4ـ تناول الفواكه والخضراوات لاحتوائها الفيتامينات والأملاح المهمة.

5ـ احرصي على النوم ليلا ولو قليلا.

6ـ تجنبي التعرض للشمس، وضعي الكريم الواقي حتى وأنت تجسلين في الظل.

7ـ رمضان فرصة للابتعاد عن الماكياج وإراحة البشرة من أضراره، وتذكري أن كثرة السجود والاستغفار يظهر أظرها نورا على الوجه وراحة في القلب.
منقول


ابوالوليد المسلم 06-04-2023 06:46 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
فانوس رمضان .. بهجة للصغار وحرفة للكبار ومكسب للتجار








أحمد عبد الظاهر



http://main.islammessage.com/Files/l...ssssssssss.jpg




تختلف عادات الشعوب المسلمة في الاحتفال بشهر رمضان، حيث أن لكل مجتمع ما يميزه ويضفي عليه الخصوصية.
وفي مصر ما أن يقترب شهر رمضان حتى ترى الشوارع تزدان بالفوانيس، باختلاف أشكالها وألوانها وأسعارها، ويقبل الآباء على شرائها لإدخال البهجة والسرور على أبنائهم، بل أن منها كبير الحجم الذي يصلح كهدية بين العائلات.

تجارة رائجة
وتعتبر تجارة الفوانيس من الأعمال الرائجة والمربحة في شهر رمضان، حيث تجتهد الورش والعمال والفنيين في صناعة الفانوس التقليدي الذي يغلب عليه الطابع الإسلامي، وإن كان قد تأثر كثيرا بسبب إغراق الأسواق بالفوانيس الصينية البلاستيكية، إلا أن الفانوس التقليدي يبقى له روقنه وبهائه.

تاريخ الفانوس

عرف المصريون الفانوس في السنوات الأولى من دخول الإسلام مصر، وكانوا يستخدمونه في الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب.
تفنن الصانع المصري والذي اتخذ من مناطق بعينها مرتعاً لصناعته ومنها منطقة باب الخلق التى يتمركز فيها شيوخ الصناعة وأشاوستها والمتخصصين فى إعداد الفانوس فى أشكال شتى وأنماط متعددة لكل منها إسم معين، وفي الفوانيس كبيرة الحجم كان الحرفي يحرص على تسجيل إسمه عليها، فأصغر فوانيس رمضان حجماً يسمى (فانوس عادي أو بز) وهو فانوس رباعي الشكل وقد يكون له باب – ذو مفصلة واحدة – يُفتح ويًغلق لوضع الشمعة بداخله، أو يكون ذو كعب ولا يتعدى طوله العشرة سنتيمترات، أما أكبرها فيسمى (كبير بأولاد) وهو مربع عدل وفي أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجماً، و (مقرنس أو مبزبز كبير) وهو بشكل نجمة كبيرة متشعبة ذات إثنى عشر ذراعاً.
ومن الفوانيس ما هو (عدل) ويتساوى إتساع قمته مع قاعدته، ومنها ما هو (محرود) وتنسحب قمته بضيق نحو قاعدته ومن ثم فقد تعددت أسماء الأشكال الأخرى لفانوس رمضان، فمنها: مربع عدل – مربع محرود – مربع برجلين - مسدس عدل – مسدس محرود – أبو حشوة (وله حلية منقوشة من الصفيح أسفل شرفته – مربع بشرف (أي له شرفة منقوشة من الصفيح حول قمته) – أبو لوز ويُطلق عليه فانوس فاروق أو فانوس أبو شرف وهو يُشبه فانوس بز لكنه أكبر منه فى الحجم – أبو حجاب – أبو عرق – مقرنص الذى تكون جوانبه على شكل المقرنصات الموجودة بالمساجد – شقة البطيخة (مربع أو مدور) – شمسية بدلاية - البرلمان - تاج الملك، ومن الفوانيس ما يتخذ شكل الترام والقطار والمركب والمرجحية وهذه يعلق بها عدد من فوانيس البز الصغيرة لتدور حولها مشابهة لمراجيح الموالد والمواسم والأعياد.

استيراد الفوانيس
وقد ظهرت أشكال جديدة ودخيلة من الفوانيس، والتى يتم استيرادها من الصين وتايوان وهونج كونج، وهي مصنوعة - ميكانيكياً – من البلاستيك وتتخذ أحجام تبدأ من الصغير جداً والذي قد يُتخذ كميدالية مفاتيح ومنها الأحجام المتوسطة والكبيرة نسبياً، وتُضاء جميعها بالبطارية ولمبة صغيرة، وتكون أحياناً على شكل عصفورة أو جامع أو غير ذلك من الأشكال التى تجذب الأطفال، ومزودة بشريط صغير يُردد الأغانى والأدعية الرمضانية، فضلاً عن بعض الأغانى الشبابية المعروفة للمغنيين الحاليين.
ولا شك أن هذه الأنواع الدخيلة تُهدد الصناعة المحلية التى تميزت بإنتاج الفانوس الشعبي ذو القيم الجمالية الأصيلة والذى يحمل رموز وإبداعات الشعب المصري عبر التاريخ، حيث وصلت فاتورة استيراد الفوانيس العام الماضي إلى 30 مليون جنيه ويتوقع بعض الاقتصاديين أن تصل إلى 35 مليون جنيه (7 ملايين دولار تقريباً).
مظاهر رمضان بالقاهرة بدأت مبكراً والفانوس الصيني بدى متفوقاً من خلال أشكاله وأحجامة وسعرة التنافسي حيث بدأت المحال التجارية في مصر عرض فوانيس شهر رمضان المبارك مبكراً ابتهاجا بقدوم الشهر الكريم.




ابوالوليد المسلم 06-04-2023 06:47 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا في رمضان


هناء المداح

http://woman.islammessage.com/Files/...e147625508.jpg


ها هم شياطين الإنس الذين يعملون في مجال التمثيل، وتقديم البرامج التافهة في شهر رمضان الفضيل؛ يصرون على تنفيذ خطتهم بكل ما أوتوا من وسائل؛ لسرقة شهر رمضان الكريم من المسلمين، وتضييعه، وتفويته عليهم بإلهائهم بمواد درامية، وبرامج تدمر، وتهدم القيم، وتضرب الثوابت، والأخلاق، بزعم الترويح عن الصائمين، وتسليتهم، وإضحاكهم، منفقين أموالا طائلة، تزداد كل عام بشكل يصعب وصفه، وكأن العرب والمسلمين لا يعانون أزمات، وكوارث على المستويات كافة، ولا ينقصهم سوى الترفيه بتلك الأعمال الفنية المدمرة!..
منذ عشر سنوات تقريبا، وشهر رمضان الكريم يتعرض إلى مؤامرة خسيسة من جانب القائمين على الفن، وإنتاج وتقديم البرامج التافهة، الساخرة، أو التي تقوم على فكرة المقالب، ونصب الفخاخ للمشاهير، لإضحاك المشاهدين عليهم، وهم خائفون، مرعوبون، أو وهم يشتمون، ويصرخون!!..


والمثير للدهشة، والألم في الوقت نفسه، أن تلك الأعمال المنحطة التي لا جدوى منها، ولها أضرار عدة، وآثار سلبية – خاصة على النشء - تحظى بمشاهدة الكثير من المسلمين في كل مكان، وبالتالي تكثر الإعلانات التي تعرض بعض السلع والمنتجات خلال فواصلها ، لتعريف الناس بها، وجذب انتباههم إليها، ليشتروها، فيحقق أصحاب الإعلانات، ومن يعرضونها في أعمالهم مكاسب مادية هائلة، ولا يخسر سوى المشاهد الذي يضيع وقته، ويقصر في أداء الطاعات، والعبادات، ويمر الشهر المعظم عليه من دون أن يستشعر لذة الطاعة والقرب من الله فيه، وربما يخرج من هذا الشهر بمزيد من الذنوب، والسيئات – لاسيما وأن المشاهد الإباحية، الخليعة، والتعري، والسفور، والتلفظ بألفاظ بذيئة صار – ومن كل أسف - من ثوابت، ومعالم تلك الأعمال الفنية الهابطة..
لذا أناشد كل مسلم فطرته سليمة ألا يعطي لهؤلاء الذين لا يتقون الله، ولا يراعون حرمة شهر رمضان الكريم فرصة ليحققوا مكاسب مادية كثيرة، وشهرة زائفة عن طريق مشاهدته تلك الأعمال ،؛ لأنهم أولا وأخيرا لا يهمهم سوى حصد الجوائز في المهرجانات المختلفة بعد انتهاء هذا الشهر، والحصول على مبالغ مالية تكفي لحل أزمات كثيرة يعانيها المسلمون في بقاع عدة..
لنتجاهلهم تماما، وننشغل بفعل الطاعات، والخيرات في هذا الشهر المبارك؛ عسى أن نفوذ بثواب صيامه، وقيامه، وننعم بمغفرة، ورضا الله، ورحمته بإذنه تعالى.




ابوالوليد المسلم 06-04-2023 06:47 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
تهجد رمضان في المساجد.. ومشكلة سلس البول


ولاء حسن


تعاني الكثير من السيدات خاصة من كبار السنّ من مشكلة "سلس البول" التي قد تمنعهن من الصلاة بصورة مريحة، أو بشكل منتظم خاصة خلال شهر رمضان عندما تصبح عبادة التهجد والقيام في المسجد أمراً تهفو إليه النفوس طمعاً في الأجر والثواب عند الله تعالى.
وحتى تستطيع كل امرأة كبيرة في السنّ أن تتجاووز مشكلة سلس البول المزعجة ولا تمثل بالنسبة لها أي قلق فيما يتعلق بالطهارة المستمرة والحفاظ على الوضوء للتمكن من أداء الصلوات في المسجد خلال الشهر الفضيل، نعرض بعض السطور القادمة لعل أن تكون فيها الأسباب وطرق الوقاية والعلاج.
يُعرف سلس البول بكونه مشكلة شائعة ومُحرجة جدًا تصيب الملايين من الناس خاصة النساء.
ويقصد بمصطلح سلس البول فقدان السيطرة على المثانة بشكل يسمح بتمريرٍ لا إرادي للبول، في حين تتراوح شدة هذه المشكلة من تسرب بسيط للبول عند العطاس أو السعال إلى رغبة ملحة وطارئة بالتبول لدرجة قد لا تجعل المريض يصل إلى دورة المياه في اللحظة المناسبة.
أنواعه:
لا يقتصر سلس البول على نوع واحدٍ فقط، بل توجد أنواع عديدة منه ومنها:
سلس البول التوتري يكون تسرب البول في هذه الحالة ناجمًا عن زيادة الضغط داخل أو حول المثانة. ويحدث هذا عند الضحك أو السعال أو العطاس أو رفع الأشياء الثقيلة.
سلس البول الفيضي ينتج هذا النوع من سلس البول عند عدم إفراغ المثانة بشكل كامل (احتباس البول المزمن) مما يسبب تسربًا متكررًا للبول.
سلس البول الكُلي وهو السلس الناجم عن عدم قدرة المثانة على تخزين البول مطلقًا، مما يؤدي إلى تسرب البول المتكرر أو تمريره باستمرار.
سلس البول الإلحاحي في هذه الحالة يتسرب البول بشكل يتبع شعور المريض برغبة ملحة ومستعجلة إلى التبول الفوري.
مع التنويه إلى إمكانية إصابة المريض بأكثر من نوعٍ، مثل الإصابة بسلس البول التوتري والإلحاحي في الوقت ذاته.
أسبابه:
لا يمكن اعتبار سلس البول مرضًا بحدّ ذاته، بل يعدّ عرضًا من أعراض مشكلة أكبر، فقد ينتج عن عدة أسباب مختلفة. وتسهيلًا للأمر، سوف نقوم بتقسيم الأسباب التي تجعل من سلس البول مؤقتًا أو مستمرًا.
أسباب سلس البول المؤقت:
تعمل العديد من المشروبات والأطعمة والأدوية كمدراتٍ البول، أي أنها تقوم بتحفيز المثانة وزيادة كمية البول فيها ومثال ذلك: الكحول، والكافيين، والمشروبات الغازية، والمحليات الصناعية، وشراب الذرة، والأطعمة الحارة أو الحلوة أو الحامضة خاصة الحمضيات، والأدوية الخاصة بأمراض القلب وضغط الدم والمسكنات ومرخيات العضلات، وتناول الفيتامينات بكميات كبيرة وخاصة فيتاميني b و c.
كما يمكن أن ينتج سلس البول عن الإصابة بعدوى الجهاز البولي، وتفسير ذلك هو تسبب العدوى بإزعاج المثانة وتحفيزها؛ مما يسبب رغبة ملحة بالتبول وأحيانًا تسرّب البول. ومن علامات وأعراض عدوى الجهاز البولي الأخرى الشعور بالحرقة عند التبول واتصاف البول برائحة كريهة.
يعتبر الإمساك أحد مسببات سلس البول المؤقت، وذلك بسبب اشتراك المثانة والمستقيم بالعديد من الأعصاب المتماثلة بحكم موقعهما المتقارب. إذ يعمل البراز الصلب الموجود في المستقيم على تحفيز تلك الأعصاب وجعلها مفرطة النشاط مؤديًا إلى زيادة الرغبة في التبول.
أسباب سلس البول المستمر:
الحمل: قد تؤدي التغيرات الهرمونية التي يسببها الحمل وزيادة وزن الرحم إلى الإصابة بسلس البول التوتري.
الولادة: نقصد هنا الولادة الطبيعية بشكل خاص والتي يمكن أن تسبب ضعفًا في العضلات اللازمة للتحكم في المثانة، كما يمكن أن تسبب ضررًا في الأعصاب المغذية للمثانة والأنسجة المحيطة، مؤدية إلى هبوط قاع الحوض، وهنا تُدفع المثانة والرحم والمستقيم إلى الأسفل مما قد يؤدي إلى تغيّر موقعها الطبيعي وبروزها من فتحة المهبل.
التقدم بالعمر: يمكن أن تسهم الشيخوخة في التقليل من قدرة المثانة على التخزين وإضعاف عضلاتها.
انقطاع الطمث: يعمل هرمون الإستروجين على المحافظة على سلامة وصحة بطانة المثانة والإحليل. وبشكل بديهي وبسبب انخفاض مستوى ذلك الهرمون بعد انقطاع الطمث؛ تتدهور تلك البطانة بشكل يعمل على تفاقم حدوث سلس البول.
تضخم البروستات: خاصة في الرجال المتقدمين بالعمر.
الانسداد: وذلك بسبب إعاقة التمرير الطبيعي للبول عبر المسالك البولية ومن أمثلة مسببات الانسداد؛ الأورام والحصى.
الاضطرابات العصبية: وتشمل كلًا من التصلب اللويحي، ومرض باركنسون، والسكتة الدماغية، وسرطانات الدماغ، وإصابات الحبل الشوكي … إلخ، جميعها تتعارض مع إرسال الإشارات العصبية التي تتحكم في المثانة مسببة سلس للبول.
يجب عليك الذهاب إلى الطبيبة إذا كنت تعانين من أي نوع من أنواع سلس البول آنفة الذِكر، كما لا يجب عليك الشعور بالإحراج من التحدث إلى طبيبتك حول المشكلة والأعراض؛ لأنها مشكلة شائعة ومنتشرة بين الكثير من الناس.
أيضًا وبذهابك إلى الطبيبة فإنك تكونين قد بدأت الخطوة الأولى في السعي وراء إيجاد الحلول المناسبة لعلاج المشكلة.
يتم تشخيص المريض عادة بعد الاستشارة الطبية، حيث يقوم الطبيب بسؤال المريض عن الأعراض المصاحبة، وقد يقوم أيضًا بإجراء فحص الحوض (في النساء) وفحص المستقيم (في الرجال).
كما يمكن أن تقترح الطبيبة على المريضة أن تقوم بتدوينٍ يومي لكمية السوائل التي تتناولها وعدد المرات التي تحتاج فيها المريض إلى التبول.
العلاج
لا توجد وسيلة وحيدة لعلاج سلس البول، إلا أن هناك مبدأ قويًا واحدًا هو أنَ الأدوية والجراحة تأتي بعد اتخاذ الخطوات الأولى، لذا يتوم الطبيبة في البداية باقتراح بعض الوسائل البسيطة ورؤية دورها في تحسين المشكلة ومنها:
تغيير نمط الحياة المعتاد: وذلك بتخفيف الوزن (إذا كان زائدًا)، والامتناع عن تناول الكافيين والكحول والأطعمة الحمضية.
تمارين قاع الحوض: حيث تقوم الطبيبة المختصة بتعليم المريضة كيفية القيام ببعض التمارين التي تعمل على تعزيز عضلات قاع الحوض.
تدريب المثانة: وهنا أيضًا تعلّم الطبيبة المختصة المريضة اتباع بعض الوسائل اللازمة، مثل زيادة فترة الانتظار ما بين الرغبة في التبول وتمرير البول.
يمكن أن تُتَبعَ الوسائل السابقة كوسائل وقائية أيضًا لمنع حدوث سلس البول.




ابوالوليد المسلم 06-04-2023 06:48 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
الصوم والإقلاع عن التدخين






محمود إسماعيل شل










إن شهر رمضان الكريم بما يحمل من رسالة عملية تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل هو مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة؛ فهو بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية، وهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن أراد ذلك.
كما يُعَدّ شهر رمضان اختبارًا عمليًّا يتعلم المسلم كيف يهذب من سلوكياته وأفكاره، ويعيد النظر في بعض عاداته وتقاليده ومألوفاته، كذلك تقوية الإرادة الذاتية، وحسن المراقبة لله في كل الأعمال.
والتدخين من الأمور التي لا يُقِرّها الدين، فضلاً عن العقل السليم، والتدخين فيه من الأضرار ما لا يُعَدّ ولا يحصى على الصحة، والنفس، والمال.
وأكدت الأبحاث العلمية أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وكل من سرطان الرئة - وتليف الكبد - وأمراض الشريان التاجي - الذبحة الصدرية - سرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، وأمراض أخرى عديدة.
وتذكر الإحصائيات أعدادًا بالملايين في العالم يفتك بها التدخين سنويًّا، وتتراوح أعمارهم بين 34 - 65 عامًا.
ولم يسلم من التدخين حتى الأجنة في بطون أمهاتها!!

فكيف تقلع عن التدخين؟
يمكنك اتباع الخطوات التالية:
1 - قرَّر بشكل قاطع أنك تريد الإقلاع عن التدخين، فإن ذلك كما يقول الله تعالى: "مِنْ عَزْمِ الأُمُور".
2 - حدِّد موعد الإقلاع عن التدخين، وليكن في أقرب فرصة، ولا تسمح لنفسك بالتأجيل حتى لا يؤثر ذلك على شخصيتك وقرارك.
3 - استعن بالله وادعه مخلصًا أن يمنحك القوة والتوفيق لتحقيق ذلك، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "وإذا استعنت فاستعن بالله".
4 - ضع أمام عينيك دائمًا أخطار التدخين وعواقبه الوخيمة، وتذكَّر أن الله سيسألك عن الصحة، والعمر، والمال.
5 - حاول أن تجد رفيق لك من المدخنين (قريب – صديق – زميل)؛ لتتعاهدا معًا على ترك التدخين، فهذا أدعى للخير، ويزيدك إصرارًا على ترك التدخين، والمرء بإخوانه لا بنفسه فقط، قال الله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان"، وقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "من دل على خير فله أجر مثل فاعله".
6 - احذر أصدقاءك الذين يحاولون تنحيتك عن الإقلاع عن التدخين، وتذكَّر حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".
7 - أبلغ زوجك وأهلك ومن تثق بهم بقرارك، فإنهم سيكونون مصدر دعم مهم لك إن شاء الله.
8 - قرِّر أن تقتطع مبلغ المال الذي كنت تصرفه على التدخين للتبرُّع به للفقراء واليتامى بشكل يومي؛ لأن الله تعالى يقول: "وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا".
9 - استثمر الصيام في تدعيم قرارك؛ فكن أكثر قربًا لله ومراقبة له لقوله تعالى : "مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَة".
10 - سيتولد لديك صراع داخلى للعودة إلى التدخين؛ فتذكر قول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُون"، ولا تنس قول الله تعالى: "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم".
11 - اذهب لطبيب الأسنان واطلب منه أن يزيل كل رواسب وأوساخ التدخين من أسنانك؛ للتخلص من آثاره ورائحته الكريهة، ثم استعمل السواك والفرشاة والمعجون، وتذكَّر قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب".
12 - تذكر أنك في شهر الصوم، وأن ذلك يقتضي ترك الخبائث والمنكرات، والتدخين من الخبائث والمضار التي يجب تركها قال تعالى : وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث".
13 - اعلم أن غالبية الانتكاسات تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الامتناع عن التدخين، فعليك أن تكون مستعدًّا لمواجهة كل الظروف التي كانت تدعوك للتدخين، مثل: حالات (القلق - والتوتر – الانزعاج – إرضاء الآخرين)، وابحث عن وسائل معقولة ومشروعة؛ لأن التدخين لا يساعد المخ على حل أي مشكلة، وتذكَّر أن من يتقِ الله يجعل له مخرجًا.
14 - عليك ألا تخلط بين التدخين والارتياح أو الإبداع؛ لأن الأبحاث والدراسات أكدت غير ذلك.
15 - تذكَّر أن قوة الإرادة والعزيمة التي تتجلى في الصيام والامتناع عن المفطرات والشهوات هي عون كبير جدًّا على الإقلاع عن التدخين والتخفيف من آثاره الانسحابية إلى حد كبير؛ فاستعن بالصبر والصلاة، ولا تدع الفرصة تفوتك في رمضان.
16 - بعد إقلاعك عن التدخين ستشعر باضطرابات في النوم أو تعب أو توتر، وتأفف أو جفاف بالفم.. هذه أعراض طبيعية في البداية؛ لأن الجسم ما زال متعلقًا بالنيكوتين؛ خذ قسطًا من الراحة، ولا ترهق نفسك في هذه الفترة، وامتنع عن تناول القهوة والشاي والمشروبات الغازية المحتوية على الكافيين بعد الإفطار، وجرِّب تمارين الاسترخاء والراحة النفسية، وخذ حمامًا دافئًا قبل النوم، واستشر طبيبًا إذا دعت الضرورة، واستعن على تلك الصعوبات بكل ما يمكن أن يقويك: (حسن الصلة بالله سبحانه، التقوى، والعبادة - الدعم العائلي – الإرادة القوية).
17 - تجنب الأماكن التي يكثر فيها التدخين والمدخنون، وتذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه".
18 - إن كنت ممن يرون أن شرب السيجارة حلال، فلما لا تُسَمِّ الله قبل بداية كل سيجارة كأي شراب أحله الله عز وجل؟
19 - وإن كنت ممن يرون أن شرب السيجارة حلال، فلماذا لا تحمد الله بعد نهاية كل سيجارة كأي شراب أحله الله؟
20 – إذا كنت ممن يرون أن السيجارة نعمة، فلماذا دائمًا تَطَؤُها بالحذاء عندما تنتهي من شربها؟
21 – إذا كانت السيجارة شيئًا عاديًّا، فلماذا لا تشربها أمام والديك أو رؤسائك في العمل؟
22 - إذا كنت ترى أن السيجارة متعة خاصة، فلماذا لا تعلمها أولادك أو توصيهم بها؟
23 – خذ قرارك بصدق، وتأكد أن الله سيكون في عونك، وفقك الله.



ابوالوليد المسلم 07-04-2023 04:40 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
مبادرة بعنوان "الإفطار للجميع" لمساعدة الصائمين في بريطانيا


أطلقت الجمعيةُ الإسلامية الخيرية "Human Appeal" في بريطانيا مبادرة بعنوان (Iftar for All - الإفطار للجميع)، بالتعاون مع إحدى العلامات التجارية للأطعمة.




وتهدف المبادرةُ إلى مساعدة أصحاب الدخل المنخفض والمحتاجين من المسلمين الصائمين في شهر رمضان المبارك في ظلِّ ارتفاع تكاليف المعيشة، من خلال توفير وجبات إفطار وطرود غذائية لهم ولأسرهم.

وبصفته نائبَ المدير التنفيذي لجمعية Human Appeal قال "Owais Khan": "يسعدنا جدًّا أن نتعاون خلال شهر رمضان لبَدء مبادرة خيرية شاملة، من أجل دعم المحتاجين والصائمين في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى زيادة الوعي للحد من إهدار الطعام".

وأعرَبت راشيل تشامبرز إحدى مسؤولي العلامة التجارية عن فخرها بالتعاون مع جمعية Human Appeal، من خلال المبادرة الخيرية من أجل مساعدة الصائمين والمحتاجين في شهر رمضان.

وقالت راشيل تشامبرز: "نسعى دائمًا لنشر ثقافة عدم إهدار الطعام، خصوصًا أثناء المناسبات والاحتفالات التي تزيد فيها الأطعمة عن الحاجة، ويُمكننا توفيره بالطبع لصالح المحتاجين والفقراء".

وتابعت راشيل تشامبرز: "نأمُل أن تساعد هذه المبادرة حقًّا بعض العائلات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، سواء كانوا يشاركون وجبة الإفطار مع أُسرهم، أو يكافحون من أجل شراء الطعام خلال هذه الأوقات الصعبة".

وتحتوي الطرود الغذائية على مجموعة من الأطعمة القابلة للتخزين، مثل الحِمِّص والتمر، وبعض الحبوب المجففة.

يذكر أنه تَمَّ تأسيس Human Appeal قبل ثلاثة عقود، وتحديدًا عام 1991م، عندما قامت مجموعة من الطلاب البريطانيين المسلمين بتأسيس الجمعية الإسلامية الخيرية "Human Appeal"، ومَقرُّها مدينة مانشستر شمال غرب إنجلترا، متَّحدين لتحقيق هدف مشترك يتمثل في التكاتف لِمد يد العون للجميع، وعلى مدار 30 عامًا لبَّت الجمعية الخيرية الإسلامية نداءات المحتاجين، من خلال العديد من مشاريع التنمية المستدامة في أكثر من دولة، سعيًا منها لترسيخ القيم الإسلامية والإنسانية لمساعدة أكبر عددٍ مُمكن من الناس؛ ليعيشوا حياة كريمة في جميع أنحاء العالم.

وتهدف الجمعية إلى الإسهام في إزالة الفقر والمعاناة، مستمدين هذا من القيم الإسلامية، وتكريس جهود الجمعية للعمل الإنساني الاحترافي، وصولًا إلى التفوق في كافة المشروعات، من أجل تقديم دعم فعَّال للفئات الأكثر ضعفًا؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 07-04-2023 11:25 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
كم بقي على الأذان؟


كلمة نسمعها كثيراً، من الأطفال - وربما بعض الشباب -، خاصة بعد صلاة العصر، وهي تعبر عن الرغبة في الأكل والشرب بعد ساعات من المنع.

وما هي إلا دقائق ثم يرفع صوت الحق، فإذا بالأيدي تتلقف الماء للشرب وتنطلق عملية الالتهام للطعام.

صورة جميلة تظهر الفرحة الكبيرة بإعلان نهاية يوم من الصيام، ومنشأ هذه الفرحة هو الفطر بعد الصيام، فما كان ممنوعاً أصبح مسموحاً، بل من السنة التعجيل بالفطر.

ألا فما أحلى تلك الفرحة المرتسمة على وجوه الصائمين، وإياك أن توبخَ أو تلومَ أيًّا منهم، فتلك طبيعة النفس البشرية، بل افرح معهم، ألم تسمع قول حبينا صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه»؟. فإذا فرحنا الآن الفرحة الأولى، فنحن نرجو الثانية.

وما أسعدنا حين يتكرر هذا الفرح بشكل يومي ولمدة شهر كامل، أسألك بالله كيف ستكون النفوس حين تمارس الفرح بشكل يومي ولمدة شهر كامل؟

يا الله.. كم نحتاج إلى الفرح في زمان كثرت فيه دواعي الحزن والألم، كم نحتاج للفرح في زمن كثرت فيه الفتن، كم نحتاج للفرح لتطهير القلوب والنفوس، كم نحتاج للفرح لنرسم لوحة جميلة لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا الواعدة والحالمة، فافرح كل يوم، ولتُفرح غيرك، وتدعُ ربك ليحقق لك الفرحة الثانية.

إن هذا الفرح المتكرر والمستمر لا يوجد إلا في رمضان فقط.


فشكراً رمضان
رواه البخاري وغيره، واللفظ للبخاري في صحيحه 1904.
_________________________________________________
الكاتب: د. جمال يوسف الهميلي












الساعة الآن : 09:31 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 273.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 271.82 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (0.64%)]