ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   رمضانيات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=23)
-   -   رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=233428)

ابوالوليد المسلم 09-04-2024 10:01 AM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
السحور .. فضائل وثمرات


https://static.islamway.net/uploads/...%B3%D8%B3.jpeg
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:
فإن السحور مِنحة ربَّانية، ورخصة إلهية، ونِعمة فعليه، ووصية نبوية، وعطية ثمينة، وجائزة للصائمين سَنيَّة، مَن عمل به أُجِر وحصل له الكثير من الخيرات، ومن تركه غُبِن وحُرِم الكثير من البركات.

إن السحور يرفعُ من الدرجات، ويحط به من السيئات، وهو فضلٌ من الله - عز وجل - يَهدي إليه مَن يشاء.

وهو أحد تلك العبادات العظيمة العجيبة، التي يرى البعض أنها مربوطةٌ بأسبابها ومقوماتها - كما سنرى - ولعل مِن أعظمها:
الحرص على إقامة شرع الله - عز وجل - ولا سيما ما يتعلَّق بالصيام، وما فيه من العبادات - كما ينبغي، وتنفيذ حدوده - عز وجل - على الوجهِ الأكمل، وتحقيق الصيام وإتمامه على أقربِ وجهٍ ممكن من الكمال، أو ما يُدانيه.

وهو يجدِّدُ النشاط للعبادة التي تعقُبُه، وهي الصيام، ويَزيد من عنايةِ الصائمين بالصيام، ويصرِفُهم عن الأفكار الخبيثة، والوساوس الدنيَّة، التي يمكن أن تساورَهم عند صيامِهم، ويبعث جوارحَهم وقلوبهم، إلى ما يُرضي الله عز وجل، وما فيه الخيرُ لهم في دِينهم ودنياهم.

وهو إلى ذلك يقتضي محبةَ العباد له عز وجل، ويقرِّبُهم إليه، إلى غيرِ ذلك مما يمكِنُ استنباطُه من الأدلَّة الصحيحة، وبالقواعد المنضبطة، لكل مَن يسَّر اللهُ له ذلك، أو شيء منه.

إذًا السحور: عبادةٌ عظيمة وهَبها الله - عز وجل - لعبادِه المسلمين، وجمَّل بها أولياءَه المخلِصين، وهو مَسخَطة للشيطان، ومَرضاة للرحمن، وهو من أعظمِ الأسباب الشرعية التي يُستعان بها على إتمام الصِّيام والطاعات، وأوثقِ العُرى التي تقوِّي صاحبَها على ترك الطعام والملذات، وهو يأخذ بيدِ الصائم ليتمَّ صومَه برشاد، وينهيَه بسَداد، وهو يَزيد في القوة، وهو من السنَّة، ومن خصائص هذه الأمَّة، أنعم الله - عز وجل - بها على هذه الأمَّة تمييزًا لها وتكريمًا عن سائر الأمم.

كما أنه تشريفٌ للصائم من وجه، وتكليفٌ له من وجه آخر، ولا يدرك شأوَه متهاونٌ فيه، ولا بركتَه مفرِّطٌ فيه، وهو إحدى تلك الصور الجمالية، التي تبرز - وبوضوح - الحنيفية السَّمحة، والرِّفق بأهلها، وله من المعاني الساميةِ والقِيَم الغالية، ما لو استحضرها الصائمُ، لكان منه أمر آخر؛ ولذلك فهو يستوجبُ - منا - الحمدَ والثَّناء، والشُّكر لربِّ الأرض والسماء.

وقد أخَذ به الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم، وعمِل به، وعاش في أكنافه الصائمون، وعمل به المخلِصون المتَّبِعون، وكانوا يحفِلون به في كل مكان، فرِحين مسرورين؛ طمعًا في الفوز بما ورَد فيه من الفضائل والثِّمار، وهنا - كمثال - يكمُنُ أحدُ أهمِّ الفروق الكبيرة بين من دأب يطالع السنَّة ويحفَظُها، وينظر لها، وبين مَن يعمل بها، وتظهرُ آثارُها في كلِّ حركاته وسكناته.
والفِطر والسحور فيهما أتى ** فضلٌ عن الرسول نصًّا ثبتَا
قولاً وفعلاً آمرًا مرغِّبَـــــــــا ** فلا تكُنْ عما ارتضاه راغبَــا

ولذلك لا بدَّ من تربية الأمَّةِ؛ رجالها ونسائِها، صغارها وكبارِها، وتنشئتهم على هذه الطاعة، ومعرفة الأسباب والعوامل التي تُضعِفُ العملَ به أو تمنَعُه، للحذَرِ منها والبُعد عنها، أو الأسباب التي تقوِّي الأخذَ به وتُعِين على العمل به، للحرص عليها، والأخذ بها؛ لشحذِ الهمم لطاعة الله - عز وجل - وحتى تحفظ الصائمَ عن تخطِّي محارم الله عز وجل.

فأسألُ الله ألا يحرمَنا وإياكم منها، وأن يوفِّقَنا؛ لنكون ممن سدِّد لاستغلالها على أتمِّ وجهٍ وأكملِه، وكما يحب ربُّنا ويرضى.

وقد رأينا أن نعيش في مراتعِ ثمراتها وفضائلها، ونتفيَّأ ظلالها التي وردت في السنَّة النبوية.

السحور أمرنا به:
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تسَحَّروا؛ فإن في السَّحور بركةً» [1].

فقوله: (تسحَّروا) صيغةُ أمر، فيها دليلٌ على أن الصائمَ مأمورٌ بالسحور، وفيها حضٌّ منه صلى الله عليه وآله وسلم لأمَّتِه على السحور، وأمرهم به، وترغيبهم فيه.

وهذا الأمرٌ للاستحبابِ والندب بالإجماع، وليس للوجوب، والصارفُ له عن الوجوب فعلُه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن الصوارف مواصلةُ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بالصحابةِ رضي الله عنهم في الحادثةِ المشهورة[2].

قال الحافظ: "السحور ليس بحتمٍ؛ إذ لو كان حتمًا ما واصل بهم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن الوصال يستلزم ترك السحور، سواء قلنا: الوصال حرام أو لا"[3].

وممن حكى الإجماع على عدم وجوبه:
القاضي عياض حيث قال: "أجمع الفقهاءُ على أن السحور مندوبٌ إليه ليس بواجب"[4].
وقال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن السحور مندوبٌ إليه"[5].
وقال النووي: "وأجمع العلماء على استحبابِه، وأنه ليس بواجبٍ"[6].
وقال ابن الملقِّن: "أجمع العلماءُ على استحباب السحور، وأنه ليس بواجب"[7].
ونفى ابنُ قُدامةَ الاخلاف في ذلك - أصلًا - فقال كما في المغني: "ولا نعلَمُ فيه بين العلماء خلافًا"[8]؛ [أي: في استحبابِه].

السحور يُعِين الصائم على الصيام:
عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «استعينوا بطعام السَّحر على صيام النهار..» [9].

السحور رحمة من الله يرحَمُ به المتسحر:
عن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يرحمُ الله المتسحِّرين» [10].

السحور من خصائص هذه الأمة:
عن عمرِو بن العاص - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب: أَكْلةُ السَّحر» [11].

الله يصلي وملائكتُه على المتسحِّرين:
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله وملائكتَه يصلُّون على المتسحِّرين» [12].

وعن أبي سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «السحور كله بركة، فلا تدَعوه ولو أن يجرَعَ أحدُكم جرعةً من ماء؛ فإن الله - عز وجل - وملائكتَه يصلُّون على المتسحِّرين» [13].

السحور بركة[14]:
عن سَلْمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «البركة في ثلاث: الجماعات، والثَّريد، والسحور» [15].

وعن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله - عز وجل - جعل البركة في السحور والكيل» [16].

وعن رجل - رضي الله عنه - من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، أن رجلًا دخل على النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتسحَّر، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إن السحورَ بركةٌ أعطاكموها الله - عز وجل - فلا تدَعوها» [17].

وقال عبادة بن نسي: " وكان يقال: تسحَّروا ولو بماء؛ فإنه كان يقال: إنها أكلة بركة"[18].

المراد من البركة:
وقد اختلف العلماء في هذه البركة، وما يُراد منها، وسوف أنقُلُ ما وقفتُ عليه من ذلك:
فقيل: هذه البركة هي القوةُ على الصيام[19].

وقيل: هي في زيادةِ الأوقات المختصة بالفضل، وهذا منها؛ لأنه في السَّحر[20].

وقيل: ما يتَّفق للمتسحِّر من ذِكر أو صلاة أو استغفار، وغيره من زيادات الأعمال التي لولا القيامُ للسحور، لكان الإنسان نائمًا عنها وتاركًا لها، وتجديد النية للصوم؛ ليخرج من الاختلاف، والسحور بنفسه بنية الصوم، وامتثال الندب طاعة وزيادة في العمل[21].

وقيل: امتثال أمرِ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم[22].

وقيل: الزيادة في إباحة الطعام والشراب لِمن أراد الصيام؛ وذلك أنه كان في بَدْءِ الأمر أن الصائم إذا نام حرم عليه الطعام، ثم أباح اللهُ تعالى الأكل والشُّرب إلى طلوع الفجر[23].

وقيل: اتباع السُّنة ومخالفة أهل الكتاب[24].

وقيل: زيادة في القدرة على صوم النهار، والتقوِّي به على العبادة وزيادة النشاط، وتخفيف المشقة[25]، قال النووي: "هذا هو الصوابُ المعتمَدُ في معناه"[26].

وقال الحافظ: "البركة في السحور تحصل بجهات متعددة: وهي اتباع السُّنة، ومخالفةُ أهل الكتاب، والتقوِّي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخُلق الذي يُثيره الجوع، والتسبُّب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك، أو يجتمع معه على الأكل، والتسبُّب للذِّكر والدعاء وقت مظنَّة الإجابة، وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام"[27].

وقال ابن دقيق العيد: "وهذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية؛ فإن إقامة السُّنة توجب الأجر وزيادته، ويحتمل أن تعود إلى الأمور الدنيوية؛ لقوةِ البدن على الصوم، وتيسيرِه من غير إجحاف به"[28].

وقال ابن عثيمين: "بركة السحور المراد بها البركة الشرعية، والبركة البدنية، أما البركة الشرعية فمنها: امتثال أمرِ الرسولِ صلى الله عليه وآله وسلم، والاقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم، وأما البركةُ البدنيَّة فمنها: تغذيةُ البَدَن، وقوَّته على الصوم"[29].

وقال - رحمه الله -: "ومن بركتِه: أنه معونة على العبادة؛ فإنه يُعِين الإنسان على الصيام، فإذا تسحَّر كفاه هذا السحور إلى غروب الشمس، مع أنه في أيام الإفطار يأكل في أول النهار، وفي وسَط النهار، وفي آخر النهار، ويشرب كثيرًا، فيُنزل الله البركةَ في السحور، يكفيه مِن قبل طلوع الفجر إلى غروب الشمس"[30].

السحور: الغدَاء المبارك:
عن خالد بن معدانَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هلُمَّ إلى الغدَاء المبارك» يعني السحور[31].

وعن العِرباض بن ساريةَ - رضي الله عنه - قال: دعاني رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السحور في رمضان، فقال: «هلُمَّ إلى الغَدَاءِ المبارَك» [32].

فضيلة السحور بالتمر:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نِعْمَ السحور التمرُ» [33].

السُّنة تأخير السحور:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بَكِّروا بالإفطار» - وفي أحاديث أُخَر: «عجِّلوا - وأخِّروا السحور» [34].

وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: (تسحَّرْنا مع النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آيةً)[35].

وعن أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تزالُ أُمَّتي بخير ما عجَّلوا الفِطر وأخَّروا السحور» [36].

ففي هذه الأحاديث الحضُّ على تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، وثَمَّ أحاديث أخرى كثيرة، تؤكِّد هذا وتؤيِّده، تراجع في مظانِّها.

ولقد استحبَّ الأئمة - كالشافعي وأحمد وإسحاق رحمهم الله وغيرهم -: تأخيرَ السحور[37]، وهو اختيارُ شيخِ الإسلام ابن تيمية - في غير ما موضعٍ من كتبه - وتلميذه ابن القيم، وغيرهم من المحقِّقين من العلماء.
وسنَّ في الإفطار أن يُعجَّلا ** وأخِّر السحور نصًّا انْجَلا

وبهذا نصِلُ إلى ختام ما أردنا ذِكرَه وايضاحه، وبيانه وجمعه، ونسأل الله - عز وجل - أن ينفَعَنا بها، وجميعَ المسلمين، والحمدُ لله رب العالمين.

[1] أخرجه البخاري رقم: (1823)، ومسلم رقم: (1095).
[2] أخرجها البخاري رقم: (1864)، ومسلم رقم: (1103)، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الوصالِ في الصوم، فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله؟! قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((وأيُّكم مِثلي، إني أبِيتُ يُطعمني ربي ويسقين))، فلما أبَوْا أن ينتهوا عن الوصال واصَل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: ((لو تأخَّر لزِدْتُكم))، كالتنكيل لهم حين أبَوْا أن ينتهوا)).
[3] فتح الباري (4/139).
[4] عمدة القارئ (16/338).
[5] الإجماع (ص: 48).
[6] شرح مسلم (7/206).
[7] الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (5/188).
[8] المغني (3/108).
[9] أخرجه ابن ماجه رقم: (1693)، والحاكم (1/425)، وضعفه الألباني في الضعيفة رقم: (2758).
[10] أخرجه الطبراني رقم: (6550).
[11] رواه مسلم (1096)، وانظر: صحيح أبي داود رقم: (2029) الأم.
[12] أخرجه ابن حبَّان رقم: (3467)، وقال شعيب الأرناؤوط: "حديث صحيح"، وحسنه الألباني في الصحيحة (4/212) رقم: (1654).
[13] رواه أحمد (3/12 -44) وإسناده قوي، وقال شعيب الأرناؤوط: "صحيح، وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة أبي رفاعة".
[14] وانظر: حديث أنس المتقدم، وحديث أبي سعيد - رضي الله عنهما.
[15] أخرجه الطبراني في الكبير رقم: (6004)، والبيهقي في "الشعب" رقم: (7520) وفيه ضعف، لكن له شواهد؛ انظر: الصحيحة (3/36) رقم: (1045).
[16] أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/413)، وحسنه الألباني في الصحيحة (3/182) رقم: (1291).
[17] أخرجه أحمد (5/370)، وقال شُعيب الأرناؤوط: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه"، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
[18] الآحاد والمثاني (5/228) لأبي بكر الشيباني.
[19] إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (4/17) للقاضي عياض، والمفهم لِما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (4/173) للقرطبي.
[20] إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (4/17) للقاضي عياض.
[21] إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (4/17) للقاضي عياض، والمفهم لِما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (4/173) للقرطبي، وشرح مسلم (7/206) للنووي.
[22] مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (19/ 362).
[23] بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار (ص: 178)، لأبي بكر الكلاباذي البخاري.
[24] شرح السيوطي لسنن النسائي (4/134)، وسبل السلام (3/312) للصنعاني.
[25] شرح السيوطي لسنن النسائي (4/134)، والمجموع (6/ 360) للنووي، وسبل السلام (3/312) للصنعاني، وبحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار (ص: 177).
[26] شرح مسلم (7/206).
[27] فتح الباري (4/140).
[28] إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/90).
[29] مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (19/ 362).
[30] شرح رياض الصالحين (3/ 336).
[31] أخرجه النسائي في السنن الصغرى (1/304)، وقال الألباني: "وهذا إسنادٌ صحيح مرسل، وله شواهد كثيرة مسندة في "السنن" وغيرها، وصحح بعضَها ابنُ خزيمة، وابن حبَّان وغيرهما، وقد كنتُ ذكرتُ بعضها في "صحيح أبي داود" برقم (2030)"؛ انظر: الصحيحة (6/1204) رقم: (2983).
[32] وقال الألباني: "حديثٌ صحيح، وصحَّحه ابن خزيمة، وابن حبَّان"؛ انظر: صحيح أبي داود - الأم - رقم: (2030)، وذكر له شواهد.
[33] أخرجه الطبراني رقم: (6549)، صححه الألباني في صحيح الجامع، ثم رأيتُه ضعَّفه في مواضع من كتبه، ومن آخرها الضعيفة (3/495) رقم: (1326).
[34] انظر: الصحيحة (4/272) رقم: (1773).
[35] أخرجه البخاري رقم: (1821).
[36] أخرجه أحمد (5/147)، وقال شعيب الأرناؤوط: "إسناده ضعيف"، وقال الألباني: "مُنكَر بهذا التمام"؛ إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (4/32).
[37] انظر: بدائع الصنائع (2/105)، ومواهب الجليل (2/397)، ومغني المحتاج (1/435)، ونهاية المحتاج (3/177)، والمغني (3/169)، وكشاف القناع (2/331)، وشرح منتهى الإرادات (1/455).
_______________________________________________
الكاتب: بكر البعداني












ابوالوليد المسلم 13-02-2025 08:30 PM

الإعلام في رمضان: القنوات الفضائية نموذجاً!
 



https://al-forqan.net/wp-content/med...s/jpg_1585.jpg


الإعلام في رمضان: القنوات الفضائية نموذجاً!



إذا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه بقية شهور السنة أن يتقبل منهم الصيام والقيام، فإن القنوات الفضائية تعد العدة لرمضان القادم بمجرد انتهاء رمضان الحالي!
قائمة طويلة من المسلسلات، والأفلام، والأغاني، والفوازير، والمباريات، تحوِّل رمضان من شهر للرحمة والمغفرة إلى شهر للَّهو والمجون، وتحوِّل الصائم من صائم صابر محتسب إلى صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش!
فالصائم يبدأ يومه في رمضان مع القنوات الفضائية بالنوم عن صلاة الفجر في جماعة؛ حيث ينادي بها في المساجد، بعد سهر طويل في تقليب القنوات الفضائية حتى الساعات الأولى من الفجر، ثم ينام بعدها ليستيقظ بعد شروق الشمس، فيصلي صلاة متعجل، ينقر الصلاة نقر الغراب للدم، مشغولاً بما رأى في الشاشة من مشاهد ومواقف تئد الحياء، وتفسد القلب، فإن كان له عمل ذهب إليه وقد طبع في قلبه ما رأى من تلك الشاشات، وإن لم يكن له عمل واصل يومه بين تقليب القنوات والنوم ومجالس اللعب والغفلة، إلى أن يفطر!
والعجيب أن هذه القنوات تركز على الوقت الذي يستجاب فيه الدعاء بعد الإفطار مباشرة؛ إذ تجعله وقتاً للضحك والطرب، فيفوِّت الصائم على نفسه بذلك دعوة لا ترد!
إن القنوات الفضائية - باستثناء الإسلامية منها - تختزل مفهوم الصيام في صيام الجوع والعطش؛ ليغيب صيام الجوارح، وتختفي معاني الصبر والتقوى والاحتساب، وتصوِّر بذلك رمضان ضيفاً ثقيل الدم لا بد من بذل الأسباب التي تجعله يعجل بالرحيل!
وإذا كان مردة الشياطين من الجن قد صُفِّدوا في رمضان، فإن مردة شياطين الإنس القائمين على هذه القنوات ما زالوا أحراراً طلقاء، يُعْمِلون معاولهم في هدم القيم والأخلاق، وتفريغ رمضان من محتواه الإيماني، ليصبح المشاهد أسيراً لها، راغباً في الشهوات، عاجزاً عن الخير؛ فينسلخ رمضان وقد خرج منه بحصيلة وافرة من السيئات، في مقابل بضاعة كاسدة من الحسنات؛ فيُخشى أن يكتب من الأشقياء حين ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم : (جاءني جبريل عليه السلام، فقال: شقي عبد أدرك رمضان، فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين) (صحيح الترغيب: 1679).
وإن كان ثمة ما نختم به هذا المقال، فهو ثلاث وصايا، إحداها للصائم، والثانية للقنوات الفضائية، والثالثة للدعاة والمصلحين.
أما وصيتنا للصائم، فإننا نقول له: إن رمضان فرصة قد لا تُعوَّض أبداً للعتق من النيران والفوز بجنة الرضوان، فكم من صائمين معنا في العام الماضي وهم اليوم تحت أطباق الثرى؛ فالعاقل من اتعظ بغيره، ودان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.
ووصيتنا للقائمين على أمر القنوات الفضائية أن يتقوا الله -عز وجل- في المشاهدين، وألا يبيعوا دينهم بعرض زائل وربح لا يدوم، فلينشروا عبر هذه القنوات الفضيلة والخير؛ حتى يفوزوا بأجري الدنيا والآخرة، وتكون هذه القنوات صدقة جارية لهم، بدلاً من نشر الرذائل والصوارف عن دين الله جل وعلا؛ فيحملوا أوزارهم وأوزار غيرهم ممن أضلوهم، وليذكروا وعيده سبحانه وتعالى حين يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النور: 19).
ووصيتنا للدعاة والمصلحين أن يدخلوا حقل الإعلام بقوة، فينشئوا مزيداً من القنوات الهادفة، مصطحبين معهم التخطيط والتجويد، وأن يستعينوا بأحدث وسائل الإعلام وأساليبه؛ ليعرضوا بضاعتهم في أبهى الصور وأروع الحُلَل المباحة، وليثقوا أن بضاعتهم رائجة لن تبور في مقابل البضاعة المزجاة للقنوات الفضائية الفارغة التي تعرض غثاءها في ثوب زاهٍ، ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، مستحضرين قول الله جل وعلا: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} (الرعد: 17).



اعداد: علي صالح طمبل










ابوالوليد المسلم 14-02-2025 11:51 AM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 



https://al-forqan.net/wp-content/med...s/jpg_1592.jpg


المالاويـــــون فـــي شهـــر رمضــــان


يفرح المسلمون في مالاوي بقدوم شهر رمضان كغيرهم من المسلمين في بقاع الأرض؛ وذلك لإقامة ركن الدين وهو الصوم، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: 185).؛ فينتظر المسلمون في أواخر شهر شعبان استطلاع هلال رمضان بواسطة القائمين على جمعية مسلمي مالاوي، ويتشوف المسلمون بالسماع إلى (راديو إسلام) وهي الإذاعة الإسلامية الوحيدة في مالاوي، وهي المنبر الإعلامي الوحيد للمسلمين؛ فما أن يبدأ شهر رمضان حتى يهرع المسلمون إلى المساجد لصلاة القيام، ويصلون عشرين ركعة، ويوترون بثلاث بعدها.
ومن اللافت للنظر في أدائهم لصلاة التراويح السرعة في الصلاة، حتى إنك لا تكاد تميز قراءة الإمام؛ وذلك حتى ينتهوا من الصلاة في أوجز وقت, وهذا مخالف لهدي الرسول[ الذي يجب على المسلمين الالتزام به.
المظاهر الرمضانية:
المظاهر الرمضانية في مالاوي لا توجد إلا تقريبا في المساجد الكبيرة، من ذلك إطعام الصائمين بالتمر والخبز وغيره، أما ما عدا ذلك فلا يوجد أي مظاهر لشهر رمضان، حتى إنه في بعض المناطق التي لا يوجد بها مسلمون أو بها مسلمون قليلون لا يعرف الناس أي مظاهر من مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان.
ولا تثريب علي إذا ذكرتُ أنه في القرى النائية في الجبال تجد المسلمين قد لا يعرفون بدخول شهر رمضان؛ وعليه فلا يصومون؛ وهذا ناتج عن أسباب منها: الفقر ومنها: الجهل بالدين وعدم الاكتراث.
إطعام الطعام
قال تعالى : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}(الإنسان : 8 -9).
ومن المظاهر الجيدة التي تدل على روح التواصل والمحبة بين المسلمين في مالاوي ما تراه في بعض المساجد سواء في القرى أم في المدن؛ حيث يتجمع النساء بعد العصر وكل واحدة تأتي بما تستطيعه من بيتها من طعام، فيجهزون طعام الإفطار، ومنه السويق، وهو مشروب يصنع من دقيق الذرة مع قليل من السكر، مع الماء على النار ثم يترك ليبرد ويُشرب. ويصنع أيضًا من دقيق الأرز وهو أجود.
ومن طعامهم أيضا البطاطا الحلوة المسلوقة في الماء، أو السيما، وهي عجين دقيق الذرة، وتؤكل هكذا نيئة (أي عجيناً).
وعليه يقل في طعامهم اللحم والأرز وما شابه؛ لأن الناس يغلب عليها الفقر والحاجة والله المستعان؛ ولهذا كان حرص شيخنا (وحيد بالي) المشرف على جمعية آفاق المستقبل على إطعام الطعام في رمضان على الإفطار بالمساجد؛ فندخل القرية، ونعد الطعام (اللحم والأرز) ثم نطعم المسلمين بالمسجد عقب أذان المغرب في رمضان؛ مما كان له أكبر الأثر في نفوس فقراء المسلمين والحمد لله على توفيقه.
لابد من إمام يؤمهم في صلاة التراويح بالمسجد:
ومن الجدير بالذكر أن مسلمي مالاوي كغيرهم يحبون الدين والعلم، ويرفعون شأن أهله، ففي القرى النائية يستقدمون (الشيخ) أو (الإمام)ويدفعون له ما يستطيعون، أو يبحثون عمن يدفع له من القادرين والموسرين نظير أن يؤمهم في الصلوات، ولاسيما في شهر رمضان في صلاة التراويح؛ وإلا فإنهم قد لا يجدون من يصلي بهم؛ لأنه لا يوجد في القرية من يحفظ ولو قصار السور لإقامة الصلاة.
وحتى من يستقدمونه لا يصلي إلا بقصار السور، وقد يكررها في الركعات نظرا لقلة محفوظاتهم وضعفها، بل يوجد بعض الأئمة الذين يقرؤون دائما في الركعة الثانية من كل ركعتين سورة الإخلاص، ففي الأولى سورة قصيرة وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص حتى ينتهي من صلاة العشرين ركعة، ثم يوتر بثلاث.
ثم يتكرر العمل في كل ليلة، وهذا يدفعني إلى القول: بأنه لابد من الاهتمام بالمدارس القرآنية ومد يد العون لها، بالنفقات العينية والمادية، وأنه لا يكتفى ببناء مسجد بل لابد من كفالة إمام يقوم بالدعوة فيه، مع متابعة الإمام باستمرار للوقوف على أدائه.
ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» أذكر بالخير القائمين على جمعية آفاق المستقبل وعلى رأسهم الشيخ الفاضل وحيد بالي حفظه الله لاهتمامهم بهذه المسألة ألا وهي: كفالة الأئمة المحليين للمساجد التي تبنيها الجمعية؛ فإن بناء مسجد فقط في إفريقيا كلها لا يكفي، بل لا بد من توفير الداعية المحلي المؤهل، مع متابعته باستمرار حتى لا يترك المسجد، ويظل يتلقى كفالته وراتبه.



اعداد: أبو عاصم البركاتي المصري










ابوالوليد المسلم 02-03-2025 12:58 PM

جدول يومي للعبادات في رمضان ( تنظيم الوقت بين الصلاة والذكر والعمل يزيد البركة )
 
جدول يومي للعبادات في رمضان

تنظيم الوقت بين الصلاة والذكر والعمل يزيد البركة

محمد أبو عطية

شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، فرصة ثمينة للتقرب إلى الله عز وجل، وزيادة الحسنات، وتحصيل الثواب العظيم، ولكن مع ضغوط الحياة اليومية ومتطلبات العمل والدراسة، قد يصعب على البعض تنظيم وقته بشكل مثالي للاستفادة من هذا الشهر الفضيل على أكمل وجه؛ لذا فإن وضع جدول يومي منظَّم للعبادات، يوزِّع الوقت بين الصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، والعمل، وغيرها من النشاطات، يزيد من بركة الشهر، ويضمن تحقيق أقصى استفادة روحانية.

أولًا: أهمية الجدول اليومي في رمضان:
الجدول اليومي ليس مجرد قائمة مهام، بل هو أداة تنظيمية تساعد على تحقيق التوازن بين مختلف جوانب الحياة؛ الروحانية والدنيوية، فبواسطته يمكن تخصيص وقت محدد لكل عبادة ووظيفة، مما يجنِّب الفوضى والضياع، ويزيد من التركيز والانتباه، ويساعد الجدول على تجنُّب الشعور بالإرهاق والتشتت، ويسهم في تحقيق الشعور بالرضا والطمأنينة، مما يعزز من الروحانية خلال الشهر الكريم، كما أنه يساعد على تحقيق أهداف محددة، سواء كانت دينية أو شخصية، من خلال تخصيص وقت كافٍ للعمل على تحقيقها.

ثانيًا: عناصر الجدول اليومي المثالي:
يختلف الجدول اليومي المثاليُّ من شخص لآخر، حسب ظروفه وظروف عمله، لكنه يجب أن يتضمن على الأقل العناصر الآتية:
الصلاة: يجب أن يكون وقت الصلاة مقدسًا وغير قابل للتغيير، مع الحرص على أداء الصلاة في جماعة قدر الإمكان، وإحياء سُننها، والتأمل في معانيها، وينصح بتحديد وقت مبكر للإيقاظ لأداء صلاة الفجر، والاستعداد للصيام.

قراءة القرآن الكريم: قراءة القرآن الكريم ركن أساسي في شهر رمضان، يجب تخصيص وقت محدد كل يوم لقراءة القرآن الكريم، مع التركيز على الفهم والتدبر، والتأمل في معانيه، ويمكن تقسيم عدد صفحات القراءة على مدار اليوم لتسهيل الأمر.

الذكروالدعاء: يشجع الإسلام على كثرة الذكر والدعاء، خاصة في شهر رمضان، يمكن تخصيص أوقات محددة للذكر، سواء كان ذكرًا جليًّا، أو ذكرًا خفيًّا، كما يمكن تخصيص وقت للدعاء، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وطلب المغفرة والرحمة.

العبادات الأخرى: مثل: قيام الليل، وتلاوة الأدعية، وإحياء السنن النبوية، والتصدق، وزيارة الأقارب والأصدقاء، والمشاركة في الأعمال الخيرية، يجب تخصيص وقت مناسب لكل منها حسب الإمكانيات والظروف الشخصية.

الراحة والنوم: يجب الحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم؛ لضمان القدرة على أداء العبادات والأنشطة اليومية بكفاءة عالية، ويفضَّل تنظيم أوقات النوم بشكل منتظم، لتجنب اضطرابات النوم وتأثيرها السلبي في الصحة النفسية والجسدية.

العمل والدراسة: يجب تخصيص وقت كافٍ للعمل والدراسة، مع الحرص على عدم إهمال الواجبات المهنية أو الدراسية، ويمكن توزيع العمل على مدار اليوم، لتجنب الضغط والإرهاق.

الطعام والشراب: يجب تحديد أوقات محددة لتناول الطعام والشراب، مع الحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة، تساعد على الصيام بسهولة ويُسر، ويفضل تجنُّب الإفراط في الطعام والشراب؛ لتجنب الشعور بالخمول والنعاس.

ثالثًا: نصائح عملية لتنظيم الوقت:
البدء مبكرًا: ينصح بالبدء في تطبيق الجدول اليومي قبل حلول شهر رمضان، للتأكد من جدواه وفاعليته.

الواقعية: يجب أن يكون الجدول واقعيًّا، ولا يتضمن مهامَّ أو عباداتٍ لا يمكن تحقيقها.

المرونة: يجب أن يكون الجدول مرنًا، ويتيح مساحة للتغييرات الطارئة، ولأداء بعض العبادات الإضافية.

التدرج: ينصح بالبدء بتطبيق الجدول تدريجيًّا، وإضافة مهام جديدة تدريجيًّا، للتأقلم مع الروتين الجديد.

المتابعة والتقييم: يجب متابعة الجدول اليومي، وتقييمه بشكل دوري؛ للتأكد من فاعليته، وإجراء التعديلات اللازمة.

استخدامالتطبيقات: يمكن استخدام تطبيقات الجوال لتنظيم الوقت، وتحديد التنبيهات، وتتبُّع تقدم العمل.

طلب المساعدة: لا تتردد في طلب المساعدة من الآخرين، إذا واجهتك صعوبات في تنظيم وقتك.

رابعًا: أمثلة على جداول يومية نموذجية:
يجب أن يكون الجدول مصمَّمًا ليناسب كل فرد وظروفه، إلا أننا سنعرض أمثلة نموذجية:

الجدول الأول (لمن لديه وقت فراغ كافٍ):
الوقت
النشاط
الملاحظات
من الفجر وحتى قبل الظهر
الاستيقاظ، الوضوء، صلاة الفجر، قراءة القرآن
التركيز على فهم معاني الآيات
ذكر، دعاء
دعاء الصباح، ذكر الله الاستغفار
قراءة القرآن، دراسة دينية
اختيار موضوع معين للدراسة
أعمال منزلية أو شخصية
تنظيف، ترتيب، أعمال شخصية
عمل/ دراسة
التركيز على العمل بكفاءة عالية
فترة الظهر
راحة، قراءة
قراءة كتاب مفيد، أو الاسترخاء
من المساء وحتى الليل
قيام الليل، دعاء
صلاة التراويح، دعاء الخاتمة
النوم
النوم مبكرًا للحصول على راحة كافية

الجدول الثاني (لمن لديه عمل أو دراسة مكثَّفة):
الوقت
النشاط
الملاحظات
من الفجر وحتى قبل الظهر
الاستيقاظ، الوضوء، صلاة الفجر
الإسراع في الصلاة لقضاء وقت كافٍ للدراسة أو العمل
قراءة جزء من القرآن الكريم
التركيز على الفهم والتدبر
ذكر، دعاء
اختصار وقت الذكر لضغط الوقت
العمل/الدراسة
التركيز على العمل بكفاءة عالية
فترة الظهر
العمل/الدراسة
استكمال العمل
من المساء وحتى الليل
ذكر، دعاء، تحضير السحور
اختصار وقت الذكر لضغط الوقت
النوم
النوم مبكرًا للحصول على راحة كافية

هذه الأمثلة مجرد نماذج، ويجب تعديلها لتناسب الظروف الشخصية لكل فرد، الأهم هو التخطيط الجيد، والمثابرة، والدعاء لله سبحانه وتعالى أن يُيَسِّر الأمور، ويوفِّق الجميع في استغلال هذا الشهر الفضيل في التقرب إليه، فالتوفيق من عند الله، والجدول اليومي هو مجرد أداة تساعد على تحقيق ذلك.


ابوالوليد المسلم 03-03-2025 09:32 AM

رسالة لأصحاب الأعذار في رمضان
 
رسالة لأصحاب الأعذار في رمضان

عبد الحي يوسف


أسأل الله تعالى لكم شفاء وعافية وكفارة وطهورا، ولا تخافوا ولا تحزنوا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا مرض العبد أو سافر كُتب له ما كان يعمل مقيماً صحيحا»
ولكم أن تتقربوا إلى الله تعالى في رمضان بجملة من الطاعات:

أولها: عبادة القيام التي تعدل عبادة الصيام «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
ثانيها: تفطير الصائمين «من فطر صائماً فله مثل أجره».
ثالثها: قراءة القرآن؛ فإن لكم بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
رابعها: الصدقة على المساكين، والإحسان إلى خلق الله.
خامسها: الحرص على الصلاة مع جماعة المسلمين.
سادسها: الإكثار من نوافل الصلاة كالسنن الرواتب وصلاة الضحى.
سابعها: الدعاء؛ فإن من مظان الإجابة شهر رمضان.









ابوالوليد المسلم 04-03-2025 09:26 AM

كيف تستفيد من شهر رمضان لتحسين علاقتك بالله؟
 
كيف تستفيد من شهر رمضان لتحسين علاقتك بالله؟

استغلال رمضان في الصلاة والدعاء لتعزيز الإيمان

محمد أبو عطية

شهر رمضان؛ شهر الرحمة والمغفرة، فرصة ثمينة تتجدد سنويًّا لتقوية الروابط مع الله عز وجل، وإصلاح ذات البين معه؛ فهو شهر مبارك تُضاعف فيه الحسنات، وتُغفر فيه الذنوب، وتُستجاب فيه الدعوات، ولكن لا يكفي مجرد الصيام لتجربة الروحانية الحقيقية التي يقدمها هذا الشهر الفضيل، بل يتطلب الأمر جهدًا واعيًا ومدبرًا للاستفادة من هذا الوقت المبارك في تعزيز علاقتنا بربِّ العالمين، وذلك من خلال عدة وسائل، أبرزها الصلاة والدعاء.

أولًا: الصلاة: عمود الدين وقُربان إلى الله:
الصلاة عمود الدين، وركيزة أساسية في بناء علاقة قوية مع الله، وفي رمضان، تزداد أهمية الصلاة وتأثيرها، ليس فقط لأنها ركن من أركان الإسلام، بل لأنها تمثل فرصة للتواصل المباشر مع الخالق، والتعبير عن الخشوع والتضرع، ففي جوف الليل، وفي صلاة التراويح الجماعية، وفي صلاة الفجر، يشعر المسلم بقوة الروحانية، ويدرك عظمة الخالق وقدرته، ولكن لا يقتصر الأمر على أداء الصلاة فقط، بل يتعدى ذلك إلى:
الخشوع والتركيز: ليس مجرد إتمام حركات الصلاة، بل التركيز على المعنى والهدف منها، وتفهُّم كلمات التلاوة، ومراقبة النفس، والابتعاد عن الشرود الذهني، يمكن تحقيق ذلك من خلال اختيار مكان هادئ للصلاة، وتحديد نية صادقة قبل البدء، والتفكير في معاني الآيات والأدعية، يمكن أيضًا الاستعانة بكتب التفسير، أو الاستماع إلى محاضرات دينية لتعميق الفهم.

التلاوة المتأمِّلة: لا يكفي مجرد قراءة القرآن بسرعة، بل يتطلب الأمر تلاوة متأملة، تركز على فهم المعاني، وتدبر الكلمات، والتفكر في الحِكم والعِبر، يمكن تقسيم سور القرآن الكريم إلى أجزاء صغيرة، وقراءتها مع التدبر والتأمل في كل آية، يمكن أيضًا الاستعانة بتطبيقات الهاتف الذكي التي تساعد على فَهم معاني القرآن.

المواظبة على صلاة التراويح: صلاة التراويح من السنن الرواتب التي تُقام في شهر رمضان، وهي فرصة عظيمة لزيادة الثواب، وتجربة الروحانية الجماعية، إذ المشاركة في صلاة التراويح الجماعية، والاستماع إلى الإمام وهو يتلو القرآن الكريم، تُشعر المسلم بالسَّكينة والطمأنينة، يمكن أيضًا الاستفادة من الخطب والمحاضرات الدينية التي تُلقى بعد صلاة التراويح.

الاستغفار والدعاء بعد الصلاة: بعد كل صلاة، يُنصح بالاستغفار والتوبة عن الذنوب، والدعاء لله تعالى بطلب المغفرة والهداية والتوفيق، يمكن اختيار أدعية محددة، أو الدعاء بأسلوب خاص، مع التركيز على الصدق والإخلاص، يمكن أيضًا كتابة الأدعية الشخصية، والتأمل فيها قبل الدعاء.

ثانيًا: الدعاء: سلاح المؤمن ووسيلة التواصل مع الله:
الدعاء هو سلاح المؤمن، ووسيلة التواصل المباشر مع الله، في شهر رمضان، تزداد استجابة الدعاء، وتُفتح أبواب السماء لتلقِّي تضرُّعات العباد، ولكن لا يكفي مجرد قول: "اللهم اغفر لي"، بل يتطلب الأمر:
الإخلاص والصدق: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، بدون رياء أو سمعة، وأن يكون صادقًا من القلب، يُنصح بالدعاء في الخلوة، والتوجه إلى الله تعالى بقلب خاشع متضرع.

التضرع والخشوع: يجب أن يُعبِّر الدعاء عن حالة من التضرع والخشوع، وأن يُظهر مدى حاجة الداعي إلى الله تعالى، وأن يشعر بالضعف والافتقار إليه، يُنصح بالبكاء والدمع عند الدعاء، إذا شعر الداعي بذلك؛ لأن البكاء من علامات الخشوع.

المواظبة على الدعاء: يُنصح بالمواظبة على الدعاء، ليس فقط في أوقات معينة، بل في جميع الأوقات، وفي جميع الأحوال، يمكن الدعاء أثناء الصلاة، وبعدها، وقبل النوم، وأثناء السفر، وفي أي وقت يشعر الداعي بالحاجة إلى الله تعالى.

الدعاء بالخير للآخرين: لا يقتصر الدعاء على النفس فقط، بل يُنصح بالدعاء بالخير للوالدين، والأهل، والأصدقاء، ولجميع المسلمين، الدعاء للآخرين يُظهر مدى المحبة والتواصل مع الآخرين، ويزيد من الأجر والثواب.

التوبة والاستغفار: يُنصح بالاستغفار والتوبة عن الذنوب، وطلب المغفرة من الله تعالى، يمكن استخدام أدعية الاستغفار المختلفة، أو الدعاء بأسلوب خاص، مع التركيز على الصدق والإخلاص، والتوبة من الذنوب تقوِّي العلاقة مع الله تعالى، وتفتح أبواب الرحمة والمغفرة.

ثالثًا: ربط الصلاة والدعاء بسائر العبادات:
لا ينبغي أن تكون الصلاة والدعاء منفصلتين عن سائر العبادات في رمضان، بل يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من منهج شامل لتحسين العلاقة مع الله؛ وهذا يتضمن:
قراءة القرآن الكريم بتدبُّر: يُعد القرآن الكريم كلام الله، وفيه نجد الإرشاد والتوجيه، وهو غذاء الروح، يُنصح بقراءة القرآن الكريم بتدبر، وفهم معانيه، والعمل بما جاء فيه من أوامر ونواهٍ.

الإكثار من الصدقات: الصدقة تُطهر النفس، وتزيد من الأجر والثواب، وتقرب إلى الله تعالى، يُنصح بالإكثار من الصدقات في رمضان، سواء كانت مالية أو معنوية.

صِلة الرَّحم: صلة الرحم من أعظم الأعمال التي تُرضي الله تعالى، وتقوِّي الروابط الأسرية، يُنصح بزيارة الأقارب والأهل في رمضان، وتقديم المساعدة لهم، والتفاهم معهم.

الابتعاد عن المعاصي: يُنصح بالابتعاد عن جميع المعاصي والذنوب في رمضان؛ لأنها تعوق العلاقة مع الله تعالى، وتُبعد عن رحمته.

التوبة النصوح: التوبة النصوح من الذنوب خطوة ضرورية لتصحيح العلاقة مع الله، يجب أن تكون التوبة صادقة من القلب، وأن تتضمن الندم على الذنب، والعزم على عدم العودة إليه.

في الختام، شهر رمضان فرصة ثمينة لتقوية علاقتنا مع الله عز وجل، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال جهد واعٍ ومدبر، يستثمر فيه المسلم كل لحظة من لحظات هذا الشهر المبارك في التقرب إلى الله تعالى، عبر الصلاة والدعاء، وسائر العبادات، محاولًا أن يجعل من هذا الشهر نقطة تحول في حياته الروحية، ليصبح أقرب إلى الله، وأكثر إيمانًا وتقوى، فليسارع المسلمون إلى اغتنام هذه الفرصة العظيمة، قبل أن يفوت الأوان.


ابوالوليد المسلم 05-03-2025 12:36 PM

في السحور وآدابه
 
في السحور وآدابه

عبد الله بن صالح الفوزان


https://static.islamway.net/uploads/...2_Elsohhor.jpg
الحديث الأول: الأمر بالسحور وبركته

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تسحَّروا فإنَّ السحور بركة»[1]؛ (رواه البخاري ومسلم) .


الحديث دليلٌ على أنَّ الصَّائم مأمورٌ بالسحور؛ لأنَّ فيه خيرًا كثيرًا، وبركةً عظيمةً دينيَّة ودنيويَّة، وذِكْرُه - صلى الله عليه وسلم - للبركة من باب الحض على السحور، والترغيب فيه، والسَّحور، بفتح السين: ما يؤكل في وقت السحور، وهو آخر الليل، وبضم السين: الفعل وهو أكل السَّحور، وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن أراد أن يصوم فليتسحَّر بشيء»[2].


وهذا الأمر في الحديث أمر استحباب لا أمر إيجاب بالإجماع، بدليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - واصَلَ وواصل أصحابُه معه، والوصال أن يصوم يومين فأكثر فلا يفطر؛ بل يصوم النهار مع الليل.


وفي السُّحور بركة عظيمة تشمل منافع الدنيا والآخرة:

1- فمن بركة السحور التقَوِّي على العبادة، والاستعانة على طاعة الله تعالى أثناء النهار من صلاة وقراءة وذكر؛ فإنَّ الجائع يكسل عن العبادة، كما يكسل عن عمله اليومي، وهذا محسوس.
2- ومن بركة السحور مدافعةُ سوء الخلُق الذي يُثيرُه الجوع، فالمتسحِّر طيِّب النَّفس، حسَنُ المعاملة.
3- ومن بركة السّحور أنَّه تَحصل بسببه الرغبةُ في الازدياد من الصيام؛ لخفة المشقة فيه على المتسحّر، فيرغب في الصيام، ولا يتضايق منه.
4- ومن بركة السحور اتّباع السُّنة، فإنَّ المتسحّر إذا نوى بسحوره امتثالَ أمر النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - والاقتِداء بفعله، كان سحوره عبادة، يحصل له به أجرٌ بهذه النية، وإذا نوى الصائم بأكله وشربه تقويةَ بدنه على الصيام والقيام، كان مُثابًا على ذلك أيضًا.
5- ومن بركة السحور أنَّ الإنسان يقوم آخِرَ اللَّيْلِ للذِّكْر والدُّعاء والصَّلاة؛ وذلك مَظِنَّة الإجابة، ووقت صلاة الله والملائكة على المتسحّرين؛ لحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - الآتي قريبًا.
6- ومن بركة السحور أنَّه فيه مُخالفةٌ لأهْلِ الكِتاب، والمسلم مطلوبٌ منه البعدُ عن التشبُّه بِهم، قال النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «فَصل ما بَيْن صيامِنا وصيام أهلِ الكتاب أكلةُ السحور»[3].
7- ومن بركة السحور صلاةُ الفجر مع الجماعة في وقتها الفاضل؛ ولذا تجد أن المصلِّين في صلاة الفجر في رمضان أكثرُ منهم في غيره من الشهور؛ لأنهم قاموا من أجل السحور.

فينبغي للصائم أن يحرص على السحور، ولا يتركه لغلبة النَّوم أو غيره، وعليه أن يكون سهلاً ليِّنًا عند إيقاظه من النَّوم، طيّب النفس، مسرورًا بامتثال أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريصًا على الخير؛ لأنَّ نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - أكَّد السحور، فأمر به وبيَّن أنه شعار صيام المسلمين، والفارق بين صيامهم وصيام أهل الكتاب، ونهى عن تركه.


ويحصل السحور بأقلّ ما يتناولُه الإنسانُ من مأكولٍ أو مشروب، فلا يختص بطعام معيَّن، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نِعم سحور المؤمن التَّمر»[4].


وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «السحور أكله بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء؛ فإن الله وملائكته يصلُّون على المتسحّرين»[5].


ومن آداب الصيام التي نصَّ عليها أهلُ العلم ألاَّ يسرف الصائم في وجبة السحور، فيملأ بطنه بالطعام، بل يأكل بمقدار، فإنَّه ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بَطْنٍ، ومتَى شبع وقت السحر لم ينتفع من وقته إلى قريب الظهر؛ لأنَّ كثرة الأكل تُورِثُ الكَسَلَ والفتور، وفي قولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «نعم سحور المؤمن التَّمر» إشارةٌ إلى هذا المعنى، فإنَّ التَّمر بالإضافةِ إلى قيمتِه الغذائيَّة العالية، فهو خفيفٌ على المعِدة، سهل الهضم، والشبع إذا قارنه سهر بالليل، ونوم بالنهار - فقد فات به المقصود من الصيام، والله المستعان.



في تأخير السحور

عن أنس عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أنَّه قال: "تسحَّرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قام إلى الصلاة. قلت: كم كان بين الأذان والسّحور؟ قال: قدر خمسين آية))[6]؛ (رواه البخاري ومسلم) .

الحديث دليلٌ على أنَّه يستحبّ تأخير السحور إلى قبيل الفجر، فقد كان بين فراغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه زيد - رضي الله عنه - من سحورهما، ودخولهما في الصلاة، قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية من القرآن، قراءة متوسطة لا سريعة ولا بطيئة، وهذا يدل على أن وقت الصلاة قريب من وقت الإمساك، وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أنَّه قال: "كنت أتسحَّر في أهلي ثُمَّ تكون سرعةٌ بي أن أدرك صلاة الصبح مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم"[7].


والمراد بالأذان في حديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: الإقامة، سُمّيت أذانًا؛ لأنها إعلام بالقيام إلى الصلاة، وقد ورد في "صحيح البخاري" أنه قيل لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية[8].


قال الحافظ في "الفتح": "وهي قدر ثلث خمس ساعة"[9] اهـ؛ أي: أربع دقائق[10].


وتعجيل السحور من منتصف الليل جائز، لكنه خلاف السُّنة، فإن السحور سمي بذلك؛ لأنه يقع في وقت السحر، وهو آخر الليل كما تقدَّم.


والإنسان إذا تسحَّر نصف الليل قد تفوتُه صلاةُ الفجر؛ لِغلبةِ النَّوم، ثُمَّ إنَّ تأخير السّحور أرْفَقُ بالصَّائِم، وأدْعَى إلى النَّشاط؛ لأنَّ مِن مقاصِد السّحور تقويةَ البَدَن على الصّيام، وحفظَ نشاطه؛ فكان من الحكمة تأخيره. فينبغي للصائم أن يتقيَّد بِهذا الأدب النبوي، ولا يتعجَّل بالسّحور.


ومِمَّا يؤسف عليه أنَّ أناسًا يتسحَّرون نصف الليل؛ لأنَّهم يسهرون أمام آلات اللهو، أو في مجالس اللغو والاجتماعات الآثمة! فهؤلاء مع سهرهم مخالفون للسُّنة وهي الأكل في السحر آخر الليل، ومنهم مَن ينام بعد الأكل ولا يستيقظ لصلاة الصبح إلا بعد طلوع الشمس تعمُّدًا، فهذا قد أضاع فريضة عظيمة من أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، أضاعها في أفضل الأوقات، وهو متوعَّد إذا لم يَتُب إلى ربه ويَعتَنِ بصلاته بقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5]؛ أي: غافلون معرضون.


وقد دلَّت السُّنة على العمل بأذان المؤذِّن إذا كان ثقة، عارفًا الوقت، وأذَّن بعد تبيُّن الفجر؛ لكن يلاحظ اليوم على كثير من المؤذنين - هداهم الله - أنهم يؤذِّنون قبل الوقت، يزعمون أنهم يحتاطون لصيام الناس، وهذا الاحتياط غير صحيح؛ لأن الاحتياط هو لزوم ما جاء به الشرع ما دامت النصوص واضحة جلية، فإن ابن أم مكتوم - رضي الله عنه - كان لا يؤذن حتى يطلع الفجر[11]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يغرَّنكم نداءُ بلال، ولا هذا البياضُ حتى يبدو الفجر، أو قال حتى ينفجر الفجر»[12]؛ ولأنه يترتب عليه صلاةُ مَن لا جماعة عليه من نساء ومعذورين قبل دخول الوقت. والمؤذنون أمناء الناس على صلاتهم وسحورهم، فعليهم أن لا يؤذنوا إلا إذا تبيَّن الصبح إما بمشاهدة، أو علم عن حساب دقيق، والإمساكُ قبل الفجر من قبيل الاحتياط مخالفٌ لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.


وإذا أكل الصائم بعد طلوع الفجر يظن أن الفجر لم يطلع، فتبيَّن له بعد ذلك أنه طلع - فصومه صحيح ولا قضاء عليه؛ لقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].


فأباح الله تعالى الأكل حتى يتبين الفجر، والمباح المأذون فيه لا يُؤمَر فاعلُه بالقضاء، ومثله لو أكل أو شرب شاكًّا في طلوع الفجر، فالأظهر أنه لا قضاء عليه، فإن العبادات مبناها على اليقين لا على الشك والظن، والله أعلم.


ومَن تسحر ثم نوى الصيام، ثم عرض له أن يأكل أو يشرب أو يتناول دواء، فله ذلك ما لم يطلع الفجر؛ لأن الصوم الشرعي لا يبدأ إلا من طلوع الفجر، وليست نية ترك الطعام قبل الفجر بمحرَّم، والله أعلم.


اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] البخاري (4/ 139)، ومسلم (1095).
[2] رواه أحمد (3/ 367)، وابن أبي شيبة (3/ 8) وغيرهما، وهو من رواية شريك بن عبدالله النخعي، وهو سيئ الحفظ، لكنَّ له شاهدًا مرسلاً عند سعيد بن منصور في "سننه" بلفظ ((تسحروا ولو بلقمة)) كما ذكر ذلك الحافظ في "الفتح" (4/ 140)، وانظر: "المسند" تحقيق الأرنؤوط ومن معه (23/ 208).
[3] رواه مسلم (1096).
[4] رواه أبو داود (6/ 470)، وابن حبان (223)، والبيهقي (4/ 237) وسنده صحيح.
[5] رواه ابن أبي شيبة (3/ 8)، وأحمد (10/ 15، 16 "الفتح الرباني") والحديث في إسناده ضعف، لكن له طرق يشد بعضها بعضًا، وله شواهد، انظر: "المسند" تحقيق الأرنؤوط ومن معه (17/ 150)، وقوله: ((أكله بركة)) بفتح الهمزة والإضافة إلى الضمير، فهو مصدر؛ أي: الأكل بركة، أو على وزن (فعلة) كما في رواية، بمعنى: أكلة مباركة، انظر: "بلوغ الأماني" (10/ 16).
[6] أخرجه البخاري (2/ 54، 4/ 138)، ومسلم (1097).
[7] رواه البخاري (2/ 54، 4/ 137).
[8] انظر: "فتح الباري" (2/ 54).
[9] المصدر السابق (4/ 138).
[10] قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: لكني قرأتها فبلغت نحو ست دقائق "تنبيه الأفهام" (3/ 38).
[11] أخرجه البخاري (4/ 136)، ومسلم رقم (1094) (44).
[12] رواه مسلم (1094).









ابوالوليد المسلم 05-03-2025 09:26 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
رمضان فى فلسطين.. صلاة فى القدس وفطار فى تكية الخليل كنافة وقطايف وتمور



منة الله حمدى

https://img.youm7.com/large/20250305030417417.jpg رمضان في فلسطين


يأتى شهر رمضان بالعديد من الطقوس الروحانية والعادات التى تختلف من بلد لآخر، حسب البيئة وتقاليد الشعوب، إلا أنها جميعا مرتبطة بالرحمة والخير والود وإدخال الفرحة فى قلوب المسلمين.
وفى ظل ما تمر به فلسطين وغزة تحديدا من آلام، نجد أن هذا الشعب الصابر يصر على أن يسعد نفسه ومن حوله فى شهر الرحمة والقرآن، رمضان فى فلسطين له طعم ونكهة تختلف، يتميز بالتراحم والود والمحبة وصلة الرحم، بالإضافة للشعائر الدينية والعبادات، كما أن هناك اهتمام أكثر بعائلات الشهداء وعائلات الجرحى والأسرى الأرامل المطلقات والأيتام.
https://img.youm7.com/ArticleImgs/20...-في-فلسطين.png
رمضان في فلسطين
في البداية يستعد الفلسطينيون لرمضان قبل رؤية الهلال ببضع أيام، حيث تتزين المساجد والبيوت وتنظف الشوارع وتنصب الشوادر فى الأسواق لبيع ياميش رمضان والتمور والأكلات الخاصة بالشهر الكريم، وتستعد الجمعيات الخيرية بشراء مستلزماتها، التى توزع على أهالى الشهداء والمعتقلين والفقراء والبسطاء.
أما ليلة رؤية الهلال فلها احتفالها الخاص، حيث تجد كل الشوارع خالية تنتظر سماع إعلان رؤية الهلال وبعدها مآذن المساجد تصدح بالقرآن الكريم فى كل مكان، ويستعد الجميع لصلاة التراويح فتفرش الحصائر وتضاء المصابيح، وتجد الأطفال فى الشوارع تلعب بالألعاب النارية حتى يمر المسحراتى بطبلته الصغيرة فينادى على الجميع بأسمائهم، فتتعالى الأصوات بالفرحة.

الإفطار داخل الديوان العائلى

رمضان بالتحديد يعتبر شهر الاحتفالات، الاهتمام يكون دائما بتجمع العائلات والأسر فى الأحياء وإقامة الولائم الكبيرة التى يتجاوز عددها 200 شخص يوميا، حيث تقوم الأهالى بتوزيع وجبات الطعام والحلوى على الجيران فى البيوت.
وهناك عادة مهمة هى التجمع داخل الديوان، وهو يشبه المضيفة فى بيوت الريف المصرى، يتجمع فيه كبار العائلة ساعة الإفطار كل منهم يأتى بصينيته عليها ما لذ وطاب، ويتبادلون الطعام كى ينتشر الود والرحمة بينهم.

توزيع التمور والقطائف على الأبواب طول شهر رمضان

لشهر رمضان حلاوة ومذاق حلو كالتمور التى توزع فيه، سواء فى المساجد أو الشوارع على المارة أو فى الأطباق والصوانى فى البيوت، ولأهل فلسطين عادة جميلة لا توجد فى أى دولة أخرى، حيث تجد أطباق الحلوى والقطائف والكنافة النابلسي والتمور فى صوانى تضعها الأمهات وربات الأسر على مناضد خارج أبواب البيوت والمنازل ليتناولها ويتذوقها المارة، فتجد الشوارع ممتلئة بصوانى القطائف المغطاه بالشاش الأبيض، وبهذا الجميع يطيب فمه بما لذ وطاب فى الشهر الكريم بعد صيامه.

رمضان فى القدس

يأتى إلى الفلسطينيون من جميع أنحاء البلد للصلاة فى القدس ولو ركعة واحدة فى رمضان، ويتزاحمون بالآلاف، ويتسابقون على الصلاة فيها، حيث تعج مدينة القدس بالناس فى ساحات المسجد، وساعة الإفطار والسحور تجد الزحام وأصوات الباعة والولائم وأعمال الخير فى كل مكان فى مدينة القدس كاملة.
https://img.youm7.com/ArticleImgs/20...في-فلسطين..png
رمضان فى فلسطين
رمضان في مدينة الخليل

أما مدينة سيدنا إبراهيم عليه السلام "الخليل"، التى يقال إنها لا يبيت فيها جائع عبر التاريخ، يوجد فيها تكية الخليل وهى منذ أزل بعيد، وهذه التكية تطعم من هم فى الخليل، وتطعم الذين يأتون من خارج الخليل بشكل يومى، وفى شهر رمضان الكريم تتضاعف الوجبات.

الأكلات الفلسطينية في رمضان

وعن الأكلات الفلسطينية التى لا تخلو منها المائدة الرمضانية منها طعمية الحمص الساخنة، ومسبحة الحمص، والمخلل وهريسة الفلفل الأحمر بالليمون والخل، والزعتر وزيت الزيتوت، والزيتون الأسود والسلطة الخضراء، هذه المقبلات التى لا تخلو مائدة فلسطينية من صنف واحد منها أو اثنين على الأقل، أما عن الأطباق الرئيسية فتأتى شوربة الخضار، المقلوبة، المسخن، الكسكسى الحادق، المنسف، الملخية الورق المحمرة فى الزيت ومسقية فى الشوربة، أو الملوخية بالطريقة المصرية، واللحوم والدجاج.

العصائر والحلويات

أما عن العصائر فتشتهر فلسطين بالخروب هو المشروب الأول على المائدة الرمضانية، يليه قمر الدين ثم التمر هندى والعرق سوس، أما ياميش رمضان والجوز واللوز والحلوى الشرقية ومنها العوامة، والكنافة النابلسية، والقطائف بالجبنة والمكسرات، وعن السحور لا تخلو المائدة من الزعتر وزيت الزيتون والخبيز الفلسطينى.




ابوالوليد المسلم 06-03-2025 10:12 AM

الصدقة في رمضان
 
الصدقة في رمضان

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله

في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن وكان جبريل يلقاه كلَّ ليلة من شهر رمضان، فيُدارسه القرآن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل، أجودَ بالخير من الريح المرسلة)، ورواه أحمد وزاد: (ولا يُسأل شيئًا إلا أعطاه)، وللبيهقي عن عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان أطلَق كلَّ أسيرٍ، وأعطى كلَّ سائل).

الجُود هو سَعة العطاء وكَثرته، والله تعالى يوصَف بالجود، فروى الترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله جوَادٌ يحب الجود، كريم يُحب الكرم»، فالله سبحانه أجودُ الأجودين، وجودُه يتضاعَف في أوقات خاصة كشهر رمضان، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس على الإطلاق، كما أنه أفضلهم وأشجعهم، وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة، وكان جوده صلى الله عليه وسلم يتضاعف في رمضان على غيره من الشهور، كما أن جود ربِّه يتضاعف فيه أيضًا.

وفي تضاعُف جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:
1 - منها شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه، وفي الترمذي عن أنس مرفوعًا: «أفضل الصدقة: صدقة رمضان».

2 - ومنها إعانة الصائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجورهم، كما أن مَن جهَّز غازيًا فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخيرٍ فقد غزا، وفي حديث زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فطر صائمًا فله مثلُ أجره، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيءٌ»؛ رواه أحمد والترمذي.

3 - ومنها أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ولا سيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماءَ، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل.

4 - أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة؛ كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفًا يُرى ظهورها من بطونها، وبطونُها من ظهورها»، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن طيَّب الكلام، وأطعَمَ الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيامٌ»؛ رواه أحمد وابن حبان والبيهقي.

وهذه الخِصال كلها تكون في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيامُ والقيام والصدقة وطيب الكلام، فإنه يَنهى فيه الصائمَ عن اللغو والرفث، والصلاة والصيام والصدقة توصِل صاحبها إلى الله عز وجل.

5 - أن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغُ في تكفير الخطايا واتِّقاء جهنم، والمباعدة عنها، خصوصًا إن ضم إلى ذلك قيامَ الليل، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الصيام جُنَّة أحدكم من النار كجُنته من القتال»[1]، ولأحمد أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا: «الصوم جُنَّة وحِصن حصين من النار»، وفي حديث معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والصدقة تُطفئ الخطيئةَ كما يُطفئ الماء النار، وقيام الرجل في جوف الليل»؛ يعني أنه يطفئ الخطيئة أيضًا.

6 - أن الصيام لا بد أن يقع فيه خللٌ ونقصٌ، وتكفير الصيام للذنوب مشروطٌ بالتحفيظ مما ينبغي أن يُتَحَفَّظ منه، وعامة صيام الناس لا يجتمع في صومه التحفظ كما ينبغي، فالصدقة تَجبُر ما كان فيه من النقص والخلل، ولهذا وجب في آخر رمضان زكاة الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث.

7 - أن الصائم يدَع طعامه وشرابه، فإذا أعان الصائمين على التقوِّي على طعامهم وشرابهم، كان بمنزلة من ترك شهوَته لله، وآثَر بها وواسَى منها، ولهذا يُشرَع له تفطيرُ الصُّوَّام معه إذا أفطَر؛ لأن الطعام يكون محبوبًا له حينئذٍ، فيواسي منه حتى يكون ممن أطعَم الطعام على حبِّه، فيكون في ذلك شاكرًا لله على نعمة إباحة الطعام والشراب له، وردِّه له بعد منْعه إياه، فإن هذه النعمة إنما يُعرَف قدرُها عند المنع منها[2].

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[1] رواه أحمد النسائي وابن ماجه عن عثمان بن أبي العاص ورواه ابن خزيمة في صحيحه.

[2] انظر لطائف المعارف لابن رجب ص 172 – 178 .






ابوالوليد المسلم 07-03-2025 10:35 AM

لأئمة التراويح: من جوامع الدعاء لصلاة الوتر
 
لأئمة التراويح: من جوامع الدعاء لصلاة الوتر

أبو الهيثم محمد درويش


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
فهذه أدعية جامعة صالحة نافعة لدعاء الوتر والدعاء في السجود والدعاء بصفة عامة أسأل الله أن ينفع بها.
اللَّهُمَّ عافني في جَسَدِي، وَعافني في بَصَرِي، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنِّي، لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ العَالَمِين.
- اللَّهُمَّ إني أسألُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالعَمَلَ الَّذي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إِليَّ مِنْ نَفْسِي وَأهْلِي وَمنَ المَاءِ البارِدِ.
- لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ سُبْحانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظالِمِينَ.
- اللهم إني أسألك العافِيَةَ وَالمُعافاةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ مِنْ خَيْرٍ ما سألَكَ منْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم) ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما اسْتَعاذَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم) ، وأنْتَ المُسْتَعانُ وَعَلَيْكَ البَلاغُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ .
- ياذَا الجَلالِ وَالإِكْرامِ.
- رَبّ أعني ولا تعن عَليَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لي وَلا تَمْكُرْ علي، واهدني ويسر الهدي لي، وَانْصُرْنِي على مَنْ بَغَى عَليَّ، رَبّ اجْعَلْنِي لَكَ شاكِراً، لَكَ ذَاكِراً، لَكَ رَاهِباً، لَكَ مِطْوَاعاً، إليك مخبتا أوْ مُنيباً، تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدّدْ لِساني، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي.
- اللَّهُمَّ إني أسألُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أَعْلَمْ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرّ كُلِّهِ عاجله وآجِلهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أعْلَمْ، وأسألُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرّبَ إِلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ " وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ خَيْرَ ما سألَكَ بِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم) ، وأعوذ بِكَ مِنْ شَرّ ما اسْتَعاذَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم) ، وأسألُكَ ما قَضَيْتَ لي مِنْ أمْرٍ أنْ تَجْعَلَ عاقِبَتَهُ رَشَداً.
- اللَّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلّ بِرٍّ، وَالفَوْزَ بالجَنَّةَ وَالنَّجاةَ منَ النَّارِ.
- اللَّهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي وَرَحْمَتُكَ أرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلي.
اللَّهُمَّ ربنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
- اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الهُدَى والتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِني، وَعافِني، وَارْزُقْني.
- اللَّهُمَّ يا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنا على طاعَتِكَ .
- أعوذ باللَّهِ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِالأعداء.
- اللَّهُمَّ إني أعوذ بِكَ مِنَ العَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ، وَالهَرَمِ، وَالبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحيَا وَالمَماتِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرّجالِ.
- اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ، فاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْني إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ".
- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي، وَجَهْلي، وَإسْرَافِي في أمْرِي، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جَدّي، وَهَزْلي، وَخَطَئي، وَعَمْدي، وَكُلُّ ذلكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ، وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أسْرَرْتُ، وَما أعْلَنْتُ وَمَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤَخِّرُ، وأنْتَ على كل شئ قَدِيرٌ ".
- اللَّهُمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ ما عَمِلْتُ وَمِنْ شَرّ مَا لَمْ أعْمَلْ.
- اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عافيتك، وَفَجْأةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سُخْطِكَ.
- اللهم إني أعوذ بك مِنَ العَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ، وَالبُخْلِ، وَالهَمِّ وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاها، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاها، أنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلاها، اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا.
- اللَّهُمَّ اهْدِني وَسَدّدْنِي، اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الهُدَى وَالسَّداد.
- لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أكْبَرُ كَبِيراً، وَالحَمْدُ لِلَّه كَثِيراً، سُبْحانَ اللَّهِ رَبّ العالَمِينَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، وَارْحَمْني، وَاهْدني، وَارْزُقْنِي، وَعافني .

- اللهم أصْلحْ لي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِي، وأصْلِحْ لي دُنْيايَ الَّتِي فِيها مَعاشِي، وأصْلِحْ لي آخِرَتِي الَّتي فيها مَعادي، وَاجْعَلِ الحَياةَ زيادَةً لي في كُلّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ راحَةً لي مِنْ كُلّ شَرٍّ.
- اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِعِزَّتِكَ لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ أنْ تُضِلَّني، أنْتَ الحَيُّ الَّذي لاَ يَموتُ وَالجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُونَ.
- اللَّهمّ إني أسألك بأني أشهدُ إنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ الأَحَد الصَّمَد الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ.
- اللَّهمّ إني أسألك بأنَّ لكَ الحمدُ لا إِله إِلاَّ أنتَ المنّانُ، بديعُ السموات الأرض، يا ذَا الجَلالِ والإِكرام، يا حيُّ يا قيّوم.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ فِتْنَةِ النَّارِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَمنْ شَرّ الغِنَى وَالفَقْرِ.
- اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأخْلاقِ وَالأعْمالِ وَالأهْوَاءِ.
- اللَّهُمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ سَمْعِي، وَمنْ شَرّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرّ لِساني، وَمِنْ شَرّ قَلْبي وَمنْ شَرّ مَنِيِّي.
- اللهم إني أعُوذُ بِكَ مِنَ البَرَصِ وَالجُنُونِ والجذام وسيئ الأسْقامِ ".
- اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرَمِ، وَأعُوذُ بِكَ أنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطانُ عِنْدَ المَوْتِ، وأعُوذُ بِكَ أنْ أمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِراً، وأعُوذُ بِكَ أنْ أمُوتَ لَديغاً.
- اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ منَ الجُوعِ فإنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأعُوذُ بك مِنَ الخِيانَةِ فإنَّها بِئْسَتِ البطانَةُ.
- اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواكَ.
- اللَّهُمَّ ألْهِمْنِي رُشْدِي، وَأعِذْنِي مِنْ شَرّ نَفْسِي.
- اللهم إني أعُوذُ بكَ منَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَسُوءِ الأخْلاقِ.
- يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبي على دينِك.









ابوالوليد المسلم 07-03-2025 03:32 PM

فتنة الظهور الإعلامي
 
فتنة الظهور الإعلامي
عبدالله العمادي

جهاز تلفاز قديم على طاولة خشبية، مع شاشة فارغة تعرض ضوضاء بيضاء. يوجد مصباح بجانبه ونبات في أصيص. خلفية الغرفة تحتوي على جدران مزخرفة.

لا شك أن كل أحد منا معرّض للفتن، وكل أحد- تبعاً لذلك- قابل للسقوط أو الصمود. لكن وقوع العلماء، من بين كل فئات المجتمع، وقت الفتن والمحن، أشد ضررا على الأمة، وخاصة أننا في زمن الاتصالات وسرعة انتشار الخبر والمعلومة، وبالتالي الخطأ الذي يقع من شخصيات يثق العامة بها، لاسيما علماء الدين، ضرره كبير، مهما تكن محاولات التصحيح والترقيع بعده.

إن كثرة الظهور الإعلامي وسيطرة شهوة نيل الشهرة والبقاء تحت الأضواء، أمر في غاية الخطورة لمن لا يحسن التعامل مع كل تلك الأمور بحكمة واعتدال، وأتحدث ها هنا عن كل النوعيات من البشر، سياسيين وفنانين ومفكرين ومعهم علماء دين أو دنيا كذلك. فإن تلك الأمور مثلما ترفع الشخص إلى مستويات ومراتب عليا، قادرة أن توقعه أسفل سافلين، فيفقد أكثر مما كسب وجمع.

لقد ساعدت التقنية في الاتصالات والمعلومات اليوم على كشف الكثيرين، وساعدت على رصد كل ما كان منهم وما هو كائن الآن، وصار بالإمكان تسجيل وحصر ما كان عليه أحدهم قبل وبعد. وحديثي هاهنا تحديداً عن علماء أو مشتغلين بالدين، لأن سقوطهم كما أسلفنا، ضرره كبير، ليس عليهم فحسب، بل على الآلاف المؤلفة من العامة الذين وثقوا بهم وعلمهم في سالف الأيام، واحتمالية أن يكون هؤلاء العلماء أو المشتغلون بالدين، عامل تشكيك عند البعض في الدين نفسه، وهو الضرر الأكبر.

ليس مطلوباً ولا واجباً ممن استهوتهم الشهرة الإعلامية، والظهور المستمر في المنصات الإعلامية المختلفة، التحدث في كل مجال، أو خوض بحار لا يجيدون السباحة فيها، وخصوصاً علماء الدين باعتبارهم ورثة الأنبياء، كما في حديث طويل «إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظ وافر».

وبالتالي يُفترض أنهم على منهج وسبيل الأنبياء يسيرون، أي الحرص كل الحرص على عدم فتح أي ثغرة يمكن أن يتسلل الشك منها إلى نفوس العامة بعدم خوض ما لا يجيدون فيه، وخاصة أننا نعيش عصر التخصص، بما في ذلك الدين. هذه نقطة أولى.

النقطة الثانية أن من يقبل الظهور الإعلامي من علماء الدين والبقاء في الأضواء، رغبة في نشر العلم الشرعي وتثقيف الناس وتوعيتهم بأساسيات وفروع دينهم، ألا ينزلق في متاهات ودروب مجالات أخرى تتطلب علماً وفهماً ودراية ووعياً ومتابعة، وألا يتم استدراجه إلى مناطق يتم استنطاقه بطريقة وأخرى لأجل منفعة فئة معينة، ولو على حساب سمعته وشهرته ومستقبله.

إن من يقبل الظهور الإعلامي المستمر من علماء دين أو غيرهم من الشخصيات العامة، عليه أن يكون حصيفاً ذكياً حكيماً، لا يخدعه مخادع من الإعلاميين أو المنصات الإعلامية التي تبحث عن الرواج والشهرة على حساب الآخرين.

لا شيء أن يظهر أحدنا في المنصات الإعلامية، إن كان يملك فهماً ودراية بالموضوعات التي سيتحدث عنها، بشرط ألا يكون الظهور رضوخاً لضغوطات سياسية أو طمعاً في مكاسب مالية أو رغبة للتوافق والسير وفق المزاج العام السائد في المجتمع، فالكثرة لا تعني الصواب دوماً.

الظهور الإعلامي له مكاسبه المتنوعة دون شك. فمن يكتسب شهرة إعلامية تجده ضيفاً دائماً على المنصات هنا وهناك، مع ما يصاحب ذلك من مكاسب مادية تزيد مع ازدياد الشهرة. لكن الخطورة هاهنا لمن لا يتنبه سريعاً لكثرة ظهوره، أن تلكم الكثرة تعني دفعه واقترابه نحو محرقة تنسف ماضيه وربما مستقبله، ما لم يقف ويهدأ حيناً من الدهر، وإلا ستبدأ شهرته فعلياً بالتآكل والضمور تدريجياً، وخاصة إن بدأت تصدر عنه آراء أو مواقف تتصادم مع المزاج العام أو تعمل على اختلاف وانشقاق الناس.

نعم للظهور الإعلامي بشرط الثبات على الحق، ومع الحق في كل زمان ومكان، مهما بدا الباطل جذاباً أو مؤثراً، وهذا أمر أجده غاية في الصعوبة نظراً لاختلاف المواقف والتوجهات بين الحين والحين، ولأنه يحتاج قوة إيمان ووضوح رؤية وثباتا على المبادئ. وقلما تجد هذه النوعية من الثابتين في زمننا هذا، لأن أحدهم إما أن يكون من النوعية التي تخاف على نفسها وأهلها ومالها، وتظن أن قول الحق سيكلفها الكثير، فاختارت الصمت، باعتبار أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.

وإما من النوعية التي تثبت ولا تتزحزح عن الحق قيد أنملة، مهما اختلفت الظروف والمواقف والتوجهات وكانت الضغوط، وبالتالي تجدها إما أن أفواهها قد كُممت أو أقلامها كُسرت بصورة وأخرى، أو تجدها في غياهب السجون! والأمثلة عبر تاريخنا أكثر مما يمكن حصره وذكره في هذه المساحة.

لكن الله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


ابوالوليد المسلم 09-03-2025 11:26 AM

العمل الخيري في شهر الكرم
 
العمل الخيري في شهر الكرم


العمل الخيري جزء من شخصية المسلم في كل أوقات العام، وخلال شهر رمضان المبارك، فهو يقوم به دون أدني انتظار لمنفعة مادية أو شكر من أحد، وإنما قيامه به في الأساس إرضاءً لله سبحانه وتعالى من منطلق عقدي واجتماعي، حيث يهدف المسلم من وراء هذه الأعمال إلى إضفاء ونشر البهجة على النفوس وإسعاد الناس، و الشهر الفضيل ضيف عزيز نراه ونستمتع به مرة كل عام؛ ولذلك فالعمل الخيري في رمضان يزيد من الخيرات في شهر الخير والبركة ومساعدة الغير وكسب الحسنات، حيث يسعى الإنسان إلى تحصيل الأجر والثواب المضاعف بشكل يختلف عن أيام السنة العادية.

فمن أعظم السمات التي يتحلى بها الإنسان خلال هذا الشهر الكريم هو بذل المعروف والكرم، والعطاء، وحبّ الخير للناس، وهذا ليس غريباً عن ديننا فالرسول الكريم قدوتنا يضرب الأمثلة علي عمل الخير والعطاء والكرم، والعمل الخيري والتطوعي في مجمله هو بذل وعطاء وتقديم المعونة دون انتظار مقابل.

فالصدقة، وتعليم العلم، وتحفيظ القرآن، وكافة أشكال الإغاثة، هي في حقيقة أمرها صورة من صور أعمال البر الخيري التي تتعدى الأعمال فوائدها وآثرها إلى شريحة أو أكثر من شرائح في المجتمع الإسلامي، سواء كانوا داخل قطر واحد أو في أقطار متعددة.

فالعمل التطوعي هو مبادرة ذاتية من المتطوع نحو تقديمه خدمة للآخرين بما لا يلزم به شرعا لوجه الله تعالى دون مقابل، مساهمة منه في إسعاد الآخرين.

وهو الركيزة الأساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين طبقاته، والدليل الدامغ على حيويته، والمنفذ الوحيد للشعور بالراحة النفسية للمتطوع واعتزازه بنفسه، فالعمل التطوعي ممارسة إنسانية ترتبط بمعاني الخير والعمل الصالح لقوله تعالى: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}.

وخلاصة القول أن العمل الخيري هو مطية الأنسان إلى الجنة في كل الأوقات خاصة في شهر رمضان المبارك الذي يزيد فيه رزق وحسنات المؤمن كلما قام بتقديم معروف أو إحسان لزميل أو صديق أو جار له فإن الله عز وجل يكافئه علي صنيعه بما يعلمه الحق تبارك وتعالي ويقدر قيمته ويكفينا العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر العمل التطوعي في صورة إماطة الأذى شعبة من شعب الإيمان، وجعله سببا من أسباب دخول الجنة في صورة قطع الشجرة التي كانت تؤذي المسلمين في الطريق لقوله صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» متفق عليه، وقوله أيضا صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ». (رواه مسلم).

_______________________________________________
الكاتب: د. عبدالله بن معيوف الجعيد










ابوالوليد المسلم 10-03-2025 09:17 AM

رمضان في القرم.. فرصة فريدة لزيارة مسجد الجمعة الكبير
 
رمضان في القرم .. فرصة فريدة لزيارة مسجد الجمعة الكبير


أعلنت الإدارةُ الإسلامية بجمهورية شبه جزيرة القرم ومدينة "سيمفروبول" - فتحَ باب التسجيل للجولات الجماعية والفردية لزيارة مسجد الجمعة الكبير خلال شهر رمضان المبارك.
https://i.imgur.com/hCpXMGd.jpg

وتُعد هذه المبادرة فرصةً مُميزة للراغبين في التعرف على الإسلام والمسلمين، ومشاهدة المسجد عن قُرب، ويستقبل المسجد الزوَّارَ مِن مختلف الجنسيات والخلفيات، لنشر المعرفة الإسلامية في المنطقة.

وتوفِّر هذه الجولات تجربةً فريدة لاكتشاف العقيدة والثقافة الإسلامية، بالإضافة إلى الاستمتاع بجمال وعظمة المسجد وملحقاته، ومشاهدة التصاميم المعمارية الفريدة التي تُزين جوانب المسجد، وخلال الجولة سيُقدِّم المرشدون معلومات قيِّمة حول تاريخ بناء المسجد، والمواد المستخدمة في تشييده، وأهميته للمجتمع المسلم في شبه جزيرة القرم، كما سيتمكَّن الزوَّارُ من طرح الأسئلة والحصول على إجابات تفصيلية حول الثقافة الإسلامية.

وتُتيح إدارةُ المسجد إمكانيةَ التسجيل المسبق للراغبين في الانضمام إلى الجولات الاستكشافية داخل المسجد، سواء بشكل فردي أو ضمن مجموعات، لضمان تنظيم الزيارات بطريقة سلسة ومريحة للجميع.

ويُعد مسجد الجمعة الكبير في سيمفروبول - عاصمة شبه جزيرة القرم - أحد أهم المعالم الإسلامية في المنطقة؛ حيث يتميَّز بتصميم معماري يَعكس الطراز الإسلامي التقليدي، وبدأ بناء المسجد عام 2015، وأُقيمت فيه أول صلاة جماعية في ديسمبر 2023 بحضور مئات المصلين، وممثلي الإدارة الإسلامية بجمهورية شبه جزيرة القرم؛ المصدر: شبكة الألوكة.



ابوالوليد المسلم 10-03-2025 11:11 PM

سراييفو تحتفي برمضان: أمسية رمضانية بحضور شبابي كثيف
 
سراييفو تحتفي برمضان: أمسية رمضانية بحضور شبابي كثيف


شهِدت مدينة "سراييفو" عاصمة البوسنة والهرسك أُمسيةً رمضانية فريدة من نوعها في مركز الشباب التابع لمركز سكندريا الثقافي والرياضي، بتنظيم من مجلس الجالية الإسلامية في "سراييفو"، وسط حضور لافت من الشباب والعائلات المسلمة وعدد من الضيوف.
https://i.imgur.com/TphjpB4.jpg

وتضمَّنت الأمسيةُ محاضرةً دينية ألقاها الدكتور "حافظ عمار باشيتش" عضو مجلس الجالية الإسلامية بسراييفو، تطرَّق فيها إلى أهم مميزات الشهر الكريم، مؤكدًا كونَه فرصة للعودة إلى الله عز وجل؛ حيث تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار.

وأكَّد الدكتور حافظ عمار باشيتش أهميةَ استثمار الشباب لشهر رمضان في الطاعات والأعمال الصالحة، داعيًا إلى اغتنام هذه الفرصة لتعزيز الإيمان والإسهام في خدمة المجتمع، كما شدَّد على دور العمل التطوعي والمشاركة في المبادرات الخيرية خلال الشهر الفضيل، لِما لذلك من أثرٍ إيجابي يَعُمُّ الأفراد والمجتمع بأسْره.

وأشار المنظمون إلى أن هذه التجمعات تَهدف إلى تعزيز قيم التآخي خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدين استمرار الفعاليات والأنشطة الرمضانية التقليدية خلال الشهر الفضيل، وشهِدت الأمسية تلاوات قرآنية وأداءً مميزًا قدَّمه القارئ "مصطفى إيساكوفيتش" الذي أضفى بصوته العذب أجواءً إيمانية على الأُمسية.

وفي نهاية الأسبوع الجاري ستُقام برامجُ رمضانية وثقافية خاصة في مدرسة "هانيكا غازي خسرو بك"، بمشاركة كلٍّ من "أرمين مظفريا" و"إدين حسين بيغوفيتش"، إلى جانب نُشطاء من شبكة شباب سراييفو وعددٍ من طلاب المدينة، كما سيقدِّم كلٌّ من "عاصم زوكيتش" و"ميرزا غانيتش" برنامجًا مميزًا في منطقة "كورشومليا".

ومن الجدير بالذكر أن مجلسَ الجالية الإسلامية في مدينة "سراييفو" كان قد أعلَن في وقتٍ لاحق عن بدءَ تنفيذ مشروع إنشاء مركز تعليمي إسلامي كبير بجوار مسجد الاستقلال في منطقة الجزيرة خلال شهر رمضان، ومن المقرَّر أن يَضُمَّ المركزُ قاعةً للوسائط المتعددة، وروضة للأطفال، وقاعة تعليمية للشباب، بالإضافة إلى مرافق للإقامة، وغُرفٍ مخصصة للعديد من البرامج الإسلامية والمجتمعية والثقافية؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.




ابوالوليد المسلم 11-03-2025 09:24 AM

رمضان .. لماذا تُسرع الخُطى ؟
 




رمضان .. لماذا تُسرع الخُطى ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

رمضان الحبيب الغالى ..
تمهّل علينا قليلا.. فقد كنا بالأمس ننتظرك ونرجو الله أن يلحقنا بك لنتشرف بمُصاحبتك وجوارك وأنسك وجمالك.
فأكرمنا الله وأستجاب لنا رأفة بنا ورحمة فبلّغنا إياك، ثم ما أن لبثت فينا قليلا حتى وجدناك تسرع الخطى لتصل إلى ربع زمنك..

ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خٌطاك ؟؟؟

أمحزون أنت على غزة الحبيب؟
لاتحزن رمضان الحبيب..
فغزة منا ونحن منهم..
آلامهم آلامنا ومرضهم مرضنا وحاجتهم حاجتنا..
نبشرك رمضان الكريم بأن المسلمين ماقصّروا مع إخوانهم فى غزة.. فقد دعوا لهم – ومازالوا – بأن يرفع الله عنهم البلاء وأن يطعمهم ويسقيهم ويرحمهم وينزل عليهم سحائب الخير والرحمة والتثبيت والفرج من الأزمة.
نبشرك يارمضان الحبيب أن أمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم هى أمة الخير بل خير أمة أخرجت للناس، فقد طهّروا أموالهم ولو بالقليل ومنحوها لهم، فالمسلمون بخير لم يبخلوا ولم يتكاسلوا ولن تهدأ أنفسهم إلا بعد أن يزيح الله همّ غزة ومحنتها .


ماذ فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خُطاك ؟

فالقرآن ألفناه وصاحبناه وعرفناه وقرأناه واستمتعنا به، وبدأت القلوب ترتاح لأحكامه وتنهض بأخلاقه فَصَهَرَنا القرآن ودرّبنا على تعلّم الكثير من الآداب والأخلاق فأمسكنا الألسن وغضضنا البصر وترقق القلب.. وعلمنا أن خلاصنا بالقرآن ورواجنا بالقرآن وسعادتنا بالقرآن ونهضة أمتنا لن تكون إلا بالقرآن.. فتمهّل علينا أيها الحبيب نريد أن نستزيد له فهما ونستشفى به شفاءا ونتنور به نورا ونتخلق به أخلاقا ونتمسك به منهجا..

تمهّل قليلا.. فهو الذى قد نزل فيك فزدت به شرفا وفخرا، واجتمعت الخيرات كلها فيك، خير نزول القرآن فيك وخير ليلة قدر شريفة عظيمة وخير رحمة وخير مغفرة وخير عتق من النيران.

أبَعد هذه الخيرات التى ميّزك الله بها نراك مُصرّا على إسراع الخُطى...
مهلا رمضان.. لاتحرمنا خيراتك.

ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خطاك؟

فلذة التراويح أمتعتنا وكثرة الركعات أراحتنا ومزيد السجدات رفعتنا وطول الوقوف بين يدى الله أنسانا دنيانا ومشاغلنا.

فلماذا تسرع الخطى؟

تمهّل أيها الحبيب فتراويحك جميلة فيها الراحة. ومعها السعادة وبها تتميز أيها الشهر الحبيب.
تمهل ولو قليلا فقد عشقنا سماع قول الامام يصدح: صلاة القيام أثابكم الله.
كلمات دغدغدت آذاننا، وأطربت مسامعنا، ولاندرى ماذا نفعل اذا رحلت وأسرعت خطاك؟

وصفوف المصلين فى التراويح تتزاحم والأكتاف تتلاحم والأقدام تلتصق والخشوع يهيمن والرحمة تتنزل والجنة أمام الأعين تتمايل، أعيننا فى موضع السجود وقلوبنا فى سبحات الله وأيدينا فوق الصدور وأرجلنا تتثبت لاتريد الخروج من الصلاة حتى تفوز بدعاء الامام ليختم به تراويحنا فيدعو ونؤمن ويرجو ونطلب ويرفع الأكف ولاينتهى من الدعاء الا بعد أن نكون قد استشعرنا اجابة الدعاء وانفتاح السماء وقبول الرجاء ولم لا؟ وهو صاحب العظمة وصاحب الجود والعطاء.

تمهّل أيها الحبيب.. فأين نجد فى غيرك من الشهور تراويحاً..
اللهم أجرنا فى مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها.
ماذ فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خطاك؟
فوالله إن حروف إسمك من ذهب فأنت رمضان...

راؤك رحمة وميمك مغفرة وألفك أمن وأمان ونونك نجاة ونجاح.
لماذا تسرع الخطى؟ ونحن قد استشعرنا رحمة ربنا ولمسناها فى أمور كثيرة ونرجو دوامها والفوز دائما بها.

لماذا تسرع الخطى؟ ونحن قد زاد طمعنا كل ليلة فى مغفرة ربنا وكلنا فيه ثقة وكلنا نظن فيه الظن الحسن ولم لا وهو القائل: أنا عند ظن عبدى بى.

لماذا تسرع الخطى؟ ونحن قد وجدنا فى أنفسنا أمانا جَعلنا نرجو ربنا وندعوه أن يعم به على بلادنا وبلاد المسلمين أجمعين.

لماذا تسرع الخطى؟ ونحن قد تلمسنا نجاحا وتوسمنا فى ربنا نجاة من نيرانه ومن عذابه ومن خزيه.

ماذا فعلنا بك أيها الحيب حتى تسارع خُطاك ؟

ونحن الذين تعايشنا فيك مع المقصد العظيم منك وهو التزود بالتقوى.

فأنت الهُدى للمتقين وانت الهدى للسالكين وانت الطريق لأصحاب الميامين.

مهلا نريد أن نعيش حياة فيك مع التقوى التى جمّلَها أمام المتقين عليا رضى الله عنه وأرضاه بقوله:
التقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
أمهلنا ايها الحبيب نريد أن نوثّق خوفنا من الله نريد أن ننتهى عما نهانا ونتدرب على برنامج الخوف من الجليل.
أمهلنا أيها الحبيب نريد أن نعمل بتنزيل ربنا بقرآنه العظيم الذى نزل فيك، أمهلنا قيلا نعيد ختمه ونتشرب معانيه ونتزود بأخلاقه.

أمهلنا أيها الحبيب نريد أن نتدرب فيك على أن نقنع بما يعطيه لنا ربنا ونعتقد أن ماأعطانا خالقنا ماهو الا المكتوب لنا وأن أهل الآرض لو اجتمعوا على أن يضرونا بشيء فلن يكون الا بالذى قد كتبه ربنا علينا ولو اجتمعوا على ان ينفعونا بشيء فلن يكون الا بالذى اراده لنا.

أمهلنا أيها الحبيب نريد أن أن نتدرب فيك على برنامج الاستعداد ليوم الرحيل من دنيا لاتساوى عند الله شيئا، حقيرة ذليلة، من أرادها أعطاه الله إياها ومن تزهّد فيها ورغب فيما عند الله أعطاه الله خيرى الدنيا والآخرة.

دعنا قليلا نستعد لتلك اللحظة الفارقة فى حياتنا والتى من بعدها سيتحدد المصير إما الى جنة – جعلنا الله والمسلمين جميعا من روادها – أو الى نار – اعاذنا الله وآبائنا وأمهاتنا وزوجاتنا وأبنائنا والمسلمين منها -.

ماذ فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خطاك؟

فرُبّ كلمة بسيطة أو موعظة عابرة من إمام فى المسجد بعد الصلاة أو قبلها أو بينها – رب هذه الموعظة تحقق لنا آمالا وتسعدنا سنينا وتنجينا نجاة وتزحزحنا عن النار.

فالخطباء والعلماء والوُعّاظ فيك يتحفونا برقائق، ويلهبوا مشاعرنا فى دقائق، ويأخذوا بأيدينا لنرى المصفوف من النمارق، ويصعدوا بنا الى السماء فوق الخلائق، ويقربونا زلفى الى الله الكريم الخالق.

دعهم قليلا أيها الحبيب فمواعظهم فيك لها مذاق محسوس ملموس قد يختلف عن غيرك من الشهور
فمجرد أن يصدح الواعظ بتوجيه أو يوجه بارشاد أو يُرهّب من نار أو يُرغّب فى جنه، تجد آذانا صاغية ونفوسا كلها طواعيه، وكأن الطير على الرؤوس وتجد الجميع يسرح مع رب عظيم كريم قدوس.

ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خُطاك؟

فالنافلة فيك بفرض والفرض فيك بسبعين.. أنجد خيرا مثل ذلك فى غيرك من الشهور؟ بالطبع لا

اذن حنانيك علينا صبرا قليلا.. نريد زيادة الرصيد ليوم الحساب ليوم الوعيد.

نريد التمرّس فى هذه الروضة العجيبة من الحسنات المجيدة.. دعنا امهلنا انتظر قليلا.

نراك عزيزا فى الوصول عزيزا عند الاستضافة وكأنك تعمل بالحكمة التى تقول: زُر غُبا تزدد حبا.

أتريد أن نزداد لك حبا؟

نحن والله نحبك ونعشقك ونحب لياليك وفجرك وظهرك وعصرك ومغربك وعشاؤك..

لقد تيّمتنا فى حبك يارمضان.. ثم تفاجأنا هكذا بانصرام بعض أيامك... ألست أنت الذى قدمت حالا ومن ساعات قليلة تلقى علينا سلامك وتبهج أيامنا بعظيم مقامك وتسعد نفوسنا بجميل حنانك.

أمّا وإن كان ولابد من رحيلك:
فكن مطمئنا:

* فنسنظل لك مُحبون وبك مُتيّمون.
* سنظل بعهدنا معك على العدل والانصاف حتى من انفسنا.
* سنحاسب انفسنا ونقومها ونهذبها ونربيها كى نعتقها من قيودها.
* سيظل المسلمون يارمضان أخوة متحابون فيما بينهم، لمثلك يستعدون ومن معينك الصافى يستمدون.
* عهدا سنكون لأمتنا أوفياء، بخلقها رحماء، لدعوتها نُصراء.
* عهدا سنكون فى غيرك كما كنا فيك.. ربانيون ان شاء الله لا رمضانيون.
* عهدا ان شاء الله سنحب الصلاة لنقيم بها الدين كما كنا فيك نحبها.
* عهدا سنعض بالنواجذ على النوافل لنزداد بها من الله قربا وشبرا وذراعا.
* عهدا سنعانق القرآن وسنأخذ منه البيان وسنحمله بأيدينا ومع سفرنا واقامتنا سنجعله لنا الرفيق وسنجتهد به فى التطبيق وسنُسعد به الدنيا ونخرجها باذن الله من كل ضيق.
* عهدا سنحب الوعّاظ والخطباء والمصلحين وسنجلس بين أيديهم كما كنا فيك لينيروا لنا دربنا ويساعدونا على اصلاح أنفسنا.. نستسقى منهم الدواء ونستعين بهم على الشفاء.. ولم لا فهم ورثة الأنبياء.
* عهدا سنكون للصومال أوفياء، ولن نوقف ألستنا لهم عن الدعاء، ولن يكون لهم باذن الله الا كل جميل منا وعظيم عطاء.
* عهدا يارمضان سنجتهد أن يُشار لنا بالبنان كى نكون قمما وأئمة فى كل ميدان.
* عهدا يارمضان.. لن نكون جاحدين لمن تفضلوا علينا بخير صَغُر أو كَبُر وسنحبهم ولن ننسى علينا فضلهم ولن ننكر لهم جميلهم.. ولن نكون كالمثل القائل: قططا تنكر من أطعمها.
* عهدا ياحبيب.. سنجعل لربنا من دموعنا نصيبا، نسكبها له رغبة ألا تمسنا نيران ربنا.
سنبكى بكاءا نصحح به مسارنا، لارياء فيه ولا اصطناع بل خالصٌ كله لربنا.
* عهدا.. سنحيا بأخلاق نبيك فى غيرك من الشهور، نتواضع للناس، نكون ذوى احساس،
نتأدب فى الاختلاف، ويعذر بعضا بعضا عند أى خلاف، لن نصاحب الا المؤمنين،
ولن يأكل طعامنا الا المتقين، طائعين بذلك قدوتنا رحمة العالمين سيدنا محمد خاتم
الأنبياء والمرسلين عليه من الله صلاة وسلاما له وآله وصحبه اجمعين.

وداعا أيها الحبيب:
* إن كنا نعاهدك لاحساسنا بقرب رحيلك.. فرجاء كن لنا وفياً.
* لاتنسى صحبتنا هناك عند باب الريان فأنت والقرآن تشفعان.
* لاتنسى إمساك أيدينا فقد صمنا فيك وزُجنا زجا من بابك العظيم باب الريان.
* لاتنسى الشفاعة لنا عند ربك، ألا تركنا فيك الطعام والشراب، ألا هجرنا فيك الملذات والشهوات، ألا صبرنا فيك، ألا أحببناك، ألا رافقناك؟ اذن اشفع لنا.

__________________________________________________ ___
الكتاب: نبيل جلهوم









ابوالوليد المسلم 12-03-2025 09:50 AM

هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة في شهر رمضان
 
هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة في شهر رمضان


  • جود النبي صلى الله عليه وسلم من سجاياه التي فُطِر عليها فلم يكن يتكلفه أو يجاهده فكان صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان يقول لأصحابه: «قد جاءكم رمضان شهر مبارك افترض عليكم صيامه تُفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على تعليم الناس فقد خرج مرة من معتكفه فقال لأصحابه: «إن المصلي يناجي ربه فلينظر أحدكم بما يناجي ربه ولا يجهر بعضكم على بعض في القراءة»
  • كان صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة وربما صلى ثلاث عشرة ركعة وكان يطيل القيام ويعيش مع القرآن ويتدبر معانيه ويخشع ويبكي
  • حرص الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم التابعون على اغتنام كل لحظة في هذا الشهر الفضيل حتى تربو الحسنات وترتفع الدرجات
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد اعتناؤه بالقرآن مع رمضان فكان يقضي نهاره ويحيي ليله مع كتاب ربه عز وجل تلاوةً وتفكراً ومراجعة وتدبراً
أقبل رمضان فَفُتِّحت أبوابُ الجنان، وغُلِّقت أبواب النيران، وسلسلت الشياطين ومردة الجان، ونادى مناد من السماء: «يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر»، وغنائم ربِّ العالمين تدَّفق على عباده المقبلين المستجيبين، ذنوبٌ تُغفر، وعيوبٌ تُستر، رحمات من الملك الغفار، وعتق كل يوم من النار، دعاءٌ مُجاب، وإقبال على الخير قد طاب، حسنات وبركات، ومحو للسيئات والخطيئات، «وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَت الْكَبَائِرَ».
ومع بداية هذا الشهر المبارك نقف مع قبس من حال النبي - صلى الله عليه وسلم- وصحابته -رضوان الله عليهم- والتابعين، وطرف من آثارهم، كيف استقبلوا هذا الشهر الكريم؟ كيف صاموه وقاموه؟ وكيف عاشوه وقضوا أيامه؟ فالوقوف على هديه - صلى الله عليه وسلم- وهديهم أحد ركني قبول كل عمل.
استبشاره - صلى الله عليه وسلم- بقدوم رمضان
كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا ما حل ذلكم الشهر كان يقول لأصحابه: «قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرها فقد حرم»، إذا أشرقت شمس أول يوم رمضان فلا تسأل عن حال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ربه ومناجاته له، وافتقاره بين يديه، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يجد في ذلك من الأنس واللذة ما يجعله يواصل صومه اليوم واليومين بلا طعام ولا شراب، وكان ينهى أصحابه عن الوصال.
حاله - صلى الله عليه وسلم- مع القرآن
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يزيد اعتناؤه بالقرآن مع رمضان، فكان يقضي نهاره ويحيي ليله مع كتاب ربه -عز وجل- تلاوةً وتفكراً ومراجعة وتدبراً، وكان - صلى الله عليه وسلم- يرق قلبه ويقشعر جلده وربما دمعت عينه عند تلاوة أو سماع آيات الرحمن {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}(الزمر:23)، وكان مع كثرة تلاوته - صلى الله عليه وسلم- للقرآن في هذا الشهر الكريم حريصاً على مراجعة محفوظه من التفلت والنسيان، فكان يدارس القرآن مع جبريل -عليه السلام- في رمضان مرة واحدة، وفي السنة التي قُبِضَ فيها دارسه مرتين.
حاله - صلى الله عليه وسلم- مع قيام الليل
قيام الليل شرف المؤمن وعزُّه، هذا ما بلغه أمين السماء جبريل -عليه السلام- لأمين الأرض محمد - صلى الله عليه وسلم- فقال: «واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزُّه استغناؤه عن الناس»، فكان -عليه الصلاة والسلام- يوصي أمته بقيام رمضان، فكان يقول: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، ولما دخل رمضان قام - صلى الله عليه وسلم - أول ليلته يصلِّي في مسجده، فقام معه رجال يصلون بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع عدد أكثر من الليلة السابقة، فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم، فأصبح الناس يذكرون ذلك، حتى إذا كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم-، خشي أن تُفرَض صلاة الليل على أمته فيعجزوا عنها. أما عدد ركعاته، فكان - صلى الله عليه وسلم- يصلي إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، لكن لا تسل عن حسنهن وطولهنَّ، كان يطيل القيام، ويعيش مع القرآن، ويتدبر معانيه، يخشع ويبكي، لا تمر به آية رحمة إلا سأل، ولا آية عذاب إلا استعاذ، وربما قرأ في قيامه طوال السور في ركعة واحدة، ثم يركع طويلاً فيعظِّم ربه، ويسبِّحه وينزِّهه ويمجِّده، ثم يسجد سجودًا طويلاً، يسأل ربَّه من خيري الدنيا والآخرة، فتصبح تلك الركعة حسنة متقنة جدا، وصدقت عائشة -رضي الله عنها-: «فلا تسأل عن حسنهن وطولهن».
جوده - صلى الله عليه وسلم- في رمضان
الكلام عن جود النبي - صلى الله عليه وسلم- يبدأ ولا ينتهي، هذا الجود هو من سجاياه التي فُطِر عليها، لم يكن يتكلفه أو يجاهده، فكان - صلى الله عليه وسلم- لا يرد سائلاً ولا يمنع محتاجاً، كان يعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفقر، أعطى رجلاً غنماً بين جبلين، وأعطى رجلاً يتألف قلبه مئة من الغنم، ثم مئة، ثم مئة، فأسرع هذا الرجل إلى قومه فقال: «أسلموا، فإن محمداً يُعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر»، بل حتى الثياب التي عليه، أعطاها لمن سأله إياها، وأنواع جوده - صلى الله عليه وسلم- لا تنحصر، تارة بماله، وتارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان يُنَوِّعُ في أصناف عطائه، تارة بالهبة، وتارة بالصدقة، وتارة يقترض الشيء فيرد أكثر منه وأفضل، هذا الجود وذلكم السخاء كان من رجل يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، وكان تمر عليه ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في بيته نار، وكان ينام على الحصير حتى أثَّر ذلكم الحصير في جنبه.
هديه - صلى الله عليه وسلم- في الإفطار
كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- في الصيام أنه يفطر على رطبات، فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء، وكان يقول عند فطره: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت». وكان يقول أيضًا: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله»، وكان - صلى الله عليه وسلم- يستعجل الإفطار، وكان يقول: «لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون»، وكان يحث الناس على تفطير الصائمين، فكان يقول: «من فطَّر صائمًا فله مثل أجره». وأما السحور: فلم يكن يدعه النبي - صلى الله عليه وسلم- وكان يسميه: «الغذاء المبارك»، وكان يقول: «تسحروا، فإن في السحور بركة»، ويقول أيضًا: «إن الملائكة يصلون على المتسحرين»، وكان يؤخر السحور إلى قبيل الفجر، وكان بين سحوره وقيامه لصلاة الفجر قدر خمسين آية.
أمور متفرقه من هديه - صلى الله عليه وسلم-
  • كان - صلى الله عليه وسلم- كثيراً ما يُذَكِّرُ الناس بحفظ جوارحهم، وصون صيامهم، فكان يقول: «ربَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وربَّ قائم حظه من قيامه السهر»، وكان يقول: «ليس الصيام عن الأكل والشرب، إنما الصيام عن اللغو والرفث».
  • وكان - صلى الله عليه وسلم- يوصي أهل الصيام بالكف والإعراض أهل البذاء والسفاهة، «فإن سابَّه أحد فليقل إني امرؤ صائم».
  • وكان -عليه الصلاة والسلام- ينهى الصائم عن المبالغة في المضمضة والاستنشاق حتى لا يصل شيء إلى جوفه.
  • وكان - صلى الله عليه وسلم- إذا رأى شحوب الجوع، وذبول الجسم على صحابته قال لهم مسلياً: «والذي نفسه بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
  • ومن هديه - صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر الكريم أنه كان يكثر استخدام السواك وهو صائم، تقول عائشة -رضي الله عنها-: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- ما لا أحصي يتسوك وهو صائم».
  • وكان -عليه الصلاة والسلام- إذا اشتد عليه الحر والعطش يصبُّ الماء على رأسه، يبرد ما به من حر الشمس، أو حر العطش، وكان -عليه الصلاة والسلام- يسافر وهو صائم، فربما صام وربما أفطر، فعل هذا وهذا.
  • وكان في صيامه -أيضًا- حريصًا على تعليم الناس الخير، خرج مرة من معتكفه فقال لأصحابه: «إن المصلي يناجي ربه، فلينظر أحدكم بما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض في القراءة»، قدم إليه وفد من ثقيف أسلموا في رمضان، وصاموا بقية أيامه مع النبي - صلى الله عليه وسلم- فكان -عليه الصلاة والسلام- يأتيهم كل ليلة بعد العشاء، يعظهم ويفقهم في دينهم، وكان -عليه الصلاة والسلام- في رمضان يجيب عن أسئلة المستفتين، ويحل إشكالات الصائمين، سأله حمزة بن عمرو الأسلمي: يا رسول الله، إني أجد فيَّ قوة على الصيام في السفر فهل عليَّ جناح؟ فقال: «هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه».
  • أما الشجاعة وبذل النفس والفداء فهي معان عاشها النبي - صلى الله عليه وسلم- في شهر الصيام، فقد غزا تسع غزوات في رمضان.
أحوال التابعين
كان سفيان الثوري -رحمه الله- إذا دخل رمضان ترك العبادات جميعها، وأقبل على قراءة القرآن، وكان محمد بن إسماعيل البخاري -صاحب الصحيح- يختم في رمضان في النهار كلَّ يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كلَّ ثلاث ليال بختمة، وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين، وكان زبيد اليامي: إذا حضر رمضان أحضرَ المصحفَ وجمع إليه أصحابه، وكان الوليد بن عبدالملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة. وكان قتادة يختم القرآن في سبع، -أي كل سبع ليال يقرأ القرآن مرة-، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر الأواخر ختم كل ليلةٍ، وكان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة ركعة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر. وقال القاسم بن عليٍّ يصف أباه ابنَ عساكر صاحب (تاريخ دمشق): «وكان مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كلَّ جمعة، أو يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية»، أي في جامع دمشق. قال ابن رجب الحنبلي، مبينا أفعال هؤلاء السلف، ولأن هناك نهيا عن القراءة في أقل من ثلاثة أيام، الإنسان إذا قرأ القرآن في أقل من ثلاثة أيام لا يفقهه، وهناك نهي عن ذلك، يقول ابن رجب: «وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث، على المداومة على ذلك، -أن يعيش عمره كله يقرأ القرآن في أقل من ثلاث- فأما في الأوقات المفضلة، كشهر رمضان، خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة، كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن، اغتناما للزمان والمكان، وهذا قول الإمام أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم»(من لطائف المعارف).
حالهم في النفقة والجود والكرم
أما حالهم -رضي الله عنهم- في النفقة والجود والكرم في رمضان، فحدث ولا حرج، قال ابن رجب: قال الشافعي - رضي الله عنه -: «أُحبُّ للرجلِ الزيادةَ بالجودِ في شهر رمضان، اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولحاجةِ الناس فيهِ إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّومِ والصلاةِ عن مكاسبهم»، فالجود في رمضان من أهل الجود والكرم مطلوب. وكان ابن عمر -رضي لله تعالى عنهما- يصوم، ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، يأتي إلى المسجد فيصلي ثم يذهب إلى بيته ومعه مجموعة من المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه، أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً. وكان حماد بن أبي سليمان يفطِّر في شهر رمضان خمسَ مائةِ إنسانٍ، -طيلة شهر رمضان هو مسؤول عنهم وعن تفطيرهم- وإنه كان يعطيهم بعد العيد لكلِّ واحدٍ منهم مائة درهم. وقال أبو العباس هاشم بن القاسم: «كنت عند المهتدي (أحد خلفاء الدولة العباسية) عشيَّةً -أي بعد العصر- في رمضان، «فقمت لأنصرف فقال: اجلس، فجلست، فصلى بنا، ودعا بالطعام، فأحضرَ طبقَ خِلافٍ -طبق كبير وفيه أطباق صغيرة- عليه أرغفةٌ، وآنية فيها ملحٌ وزيتٌ وخلٌّ، فدعاني إلى الأكل فأكلت أكل من ينتظر الطبيخ، -يعني هذه مشهيات ومقدمات- فقال: «ألم تكن صائماً؟!» قلت: «بلى» قال: «فكُل واستوفِ فليس هنا غير ما ترى!»، هذا طعام ولي أمر المؤمنين في زمانه، وإفطاره بعد أن جاع طول النهار.
هدي الصحابة رضي الله عنهم والتابعين في رمضان
لشهر رمضان منزلة عظيمة في نفوس المسلمين عامة؛ وذلك لما فيه من فضائل جمة ولما له من شمائل عدة، بيَّنها لنا الحبيب المصطفى -[-، ولذلك حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- ومن بعدهم التابعين على اغتنام كل لحظة في هذا الشهر الفضيل حتى تربو الحسنات وترتفع الدرجات، فنراهم في رمضان قد انشغلوا بكثرة قراءة القرآن والصلاة فرضا ونفلا في الجماعات وبطول القيام، وبالذكر والدعاء والاستغفار باليل والنهار وبالأسحار، وبالصدقة والاعتكاف، ثم تراهم مع اجتهادهم يدعون بقلوب مشفقة أن يتقبل الله منهم ما كان في رمضان.
حال الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم
ذكر ابن رجب -رحمه الله- عن الشافعي -رحمه الله - أنه كان له ستون ختمة يختمها في غير الصلاة، بمعنى أنه يختم في الليل مرة وفي النهار مرة، وعن أبي بكر بن أبي طاهر قال: كان للشافعي في رمضان ستون ختمة لا يحسب منها ما يقرأ في الصلاة، وروي عن أبي حنيفة مثل ذلك أي ستون ختمة يختمها في غير الصلاة، وكان مالك بن أنس -رحمه الله- إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان الإمام مالك بن أنس لا يفتي ولا يدرس في رمضان، ويقول: «هذا شهر القرآن»، وكان الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- يغلق الكتب ويقول: هذا شهر القرآن.
حال عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - في رمضان
ومن أحوال الصحابة -رضي الله عنهم- ما ذكر عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنه -: أنه كان لا يفطر في رمضان إلا مع اليتامى والمساكين، وربما لا يفطر إذا علم أن أهله قد ردوهم عنه في تلك الليلة، وكان - رضي الله عنه - من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط، إنما كان يرسله إلى الفقراء والمساكين والسائلين، فقد رآه أيوب بن وائل الراسبي وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفاً بالدين، فذهب أيوب بن وائل إلى أهل بيت عبدالله وسألهم، فأخبروه: «إنه لم يبت بالأمس حتى فَرَّقَهَا جميعًا، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره وخرج، ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها فقال إنه وهبها لفقير..»، وذكر نافع عن ابن عمر أنه كان ينام قليلا من الليل ويتهجد وكان يسأل نافعا هل أسحرنا (أي هل جاء وقت السَحر) فإذا قال نعم أوتر ثم جلس يستغفر.


اعداد: وائل رمضان






ابوالوليد المسلم 13-03-2025 04:49 PM

جبر الخواطر
 
جبر الخواطر

أ. د. صالح بن علي أبو عراد

أخي الصائم، تذكَّر أنه ليس هناك أجملُ ولا أفضلُ من التقرُّب إلى الله تعالى بصالح الأعمال والأقوال والنيَّات، ويأتي من أبرز تلك الأعمال والقُربات ما يُعرَفُ بجبْر الخواطر وإرضاء النفوس، ولعل أهلَك وأفراد أُسـرتك، ومَن هم حولك، أحقُّ الناس بذلك.

واعلَم - بارك الله فيك - أن جبـرَ الخواطر خُلُقٌ جميلٌ، وطبعٌ كريمٌ، يتحققُ بالكلمة الحانية، والثناء الجميل، والعبارة اللطيفة، والتغاضي عن بعض الأمور اليسيـرة.

وجبرُ الخواطِر عبادةٌ مَنسيةٌ في زماننا، وخُلق تربوي نبيلٌ قَلَّ مَن يعملُ به، مع أنه يدل على سُمو النفس، وعظمة الخُلُق، وسَلامة الصدر، ورَجاحة العقل؛ فما أجمل هذه العبادة التي لا تُكلِّف الإنسان شيئًا، وهي مع ذلك كثيـرةُ الأجر عظيمةُ الأثر؛ يقول الإمام سفيان الثوري:
"ما رأيت عبادةً يَـتقَرَّبُ بها العبدُ إلى ربـه مثل جبـر خاطر أخيه المسلم".





ابوالوليد المسلم 13-03-2025 04:53 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
في تجربة استثنائية.. جامعة ستانفورد تجمع طلابها حول موائد الإفطار


نظَّمت جامعةُ ستانفورد في ولاية "كاليفورنيا" الأمريكية - إفطارًا مفتوحًا وصلاة التراويح، بمشاركة طلاب مسلمين وغير مسلمين، في إطار الاحتفاء بشهر رمضان المبارك، وتُنظَّم الفعاليةُ بدعمٍ من اتحاد الطلاب المسلمين، واتحاد الطلاب بجامعة ستانفورد.

وتوافَد أكثر من 500 شخص من المسلمين وغيرهم إلى ساحة Old Union لحضور الإفطار المفتوح، بمشاركة بعض الهيئات المجتمعية الأخرى؛ حيث كان في استقبالهم عددٌ من المتطوِّعين الذين تولَّوْا تجهيز الطاولات، واستقبال المتحدِّثين، وتوزيع الوجبات، والتحضير للصلاة.



بدأت الفعالية في الساعة الخامسة مساءً بكلمات ترحيبية وقراءة آيات من القرآن الكريم، أعقَبها رفعُ أذان المغرب وتناوُل وجبة الإفطار، بعدها تلا "براء عبد الغني" عضو اتحاد الطلاب المسلمين بجامعة ستانفورد دعاءَ الإفطار، وأشار إلى أهم الأنشطة الرمضانية والمجتمعية خلال شهر رمضان المبارك، ويأتي في مقدمتها تقديمُ وجبات الإفطار والسحور لنحو 300 طالب مسلم يوميًّا، وأشاد بمبادرات الجامعات الداعمة للطلاب المسلمين.

ومن جانبها أكَّدت "أميرة اشتيوي" المديرة المشاركة للعلاقات العامة بجامعة ولاية ميشيغان - أن رمضان يُعد فرصة لتقوية الإيمان وتعزيز الروابط المجتمعية، وأوضحت أنها تُشرف على الاتصالات الخاصة بفعاليات رمضان بجامعة ولاية ميشيغان، من خلال نشرات إخبارية ورسائل يومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي إطار تعزيز التواصل الطلابي أطلقَت "أميرة اشتيوي" مبادرة "رمضان حول العالم"، التي تَعرِض تجاربَ رمضان لمختلف الجنسيات داخل الجامعة، بهدف تعريف الطلاب بالثقافات الإسلامية المتنوعة.

ولم يقتصِر الحضورُ على الطلاب المسلمين، بل شهِد الإفطار المفتوح مشاركةَ طلاب غير مسلمين، حرَصوا على التعرف على أجواء الشهر الفضيل والدين الإسلامي؛ حيث أشارت "بيتي ياو لو" الطالبة في السنة الأولى إلى أن فعالية الإفطار المفتوح في ستانفورد كانت أضخمَ من أي تجربة رمضانية سابقة خاضَتها، بينما حضرت زميلتها "ساشا تشانج" دون معرفة مسبقة عن رمضان، مُعربة عن رغبتها في التعرف أكثر على العقيدة والثقافة الإسلامية.

كما شارَك الطالب "خورخي راموس" في الإفطار برُفقة صديقه وزميله في السكن "مرتضى إحساني"، وعلَّق قائلًا: "أحببتُ رؤية هذا الجانب مِن هُوية إحساني، وكان الجميع مرحِّبين للغاية، بالتأكيد سأحضر المزيد من فعاليات رمضان مستقبلًا"؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.




ابوالوليد المسلم 13-03-2025 11:15 PM

شهر رمضان وتهذيب النفس
 
شهر رمضان وتهذيب النفس

الشيخ نشأت كمال

قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[البقرة: 183]، وقوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ؛ لأن الصيام وصلة إلى التقى؛ إذ هو يكف النفس عن كثير مما تتطلع إليه من المعاصي.


ومن أسمى المعاني في الصيام: أنه تهذيب للنفس وليس تعذيبًا لها. النفس تحتاج إلى تهذيب عن طريق قطع مألوفاتها وضبط شهواتها؛ لأن إطلاق عنان الشهوات وعدم كبحها والانخراط والتوسع فيها من أوسع أودية الهلاك وأسباب العذاب.


قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران: 14، 15].


وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا [النساء: 27، 28].


وفي الذين اتبعوا الشهوات أقوال: قيل إنهم الزناة، أو اليهود والنصارى، أو اليهود خاصَّة، وقيل: أهل الباطل.


وفي المراد بضَعْف الإنسان أقوال: منها: أنه الضعف في أصل الخلقة، وهو أنه خُلق من ماءٍ مهين. وقيل: قلة الصبر عن الشهوات، وضعف العزم عن قهر الهوى؛ لأن الإنسان خُلِق ضعيفًا أمام رغباته وشهواته، إلا من استعلى على نفسه وأهوائه وشهواته بالإيمان.


وقوله: ﴿ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا [النساء: 27]، هذا شأن المنحرفين دائمًا: يريدون أَن يكون الناس على طريقتهم، حتى يسلموا من ذمهم ولومهم، كما في قوله تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [القلم: 9]، وقوله تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء: 89].


ومعصية آدم عليه السلام نُسِبت لشهوة الإنسان من وجهين: طعام، وشراب، وإنصات لكلام امرأته حواء كما قيل.


ومن مظاهر عظمة يوسف عليه السلام الاستعلاء على الشهوات، وترفُّعه عن داعية الخبث والهوى والفحش، وهو ما أوصله لدرجة الإحسان، وقد تكرر ذكر الإحسان في سورة يوسف أكثر من مرة، كما في قوله: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 22]، وفي قوله: ﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 36]، وفي قوله: ﴿ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 78].


ويرد هنا حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما خلق الله عز وجل الجنة قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر فقال: يا رب، وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم حفَّها ‌بالمكاره، ثم قال: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر فقال: يا رب، وعزتك لقد خشيت ألا يدخلها أحد، فلما خلق النار، قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فقال: يا رب، وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحَفَّها بالشهوات، ثم قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها فقال: يا رب، وعزتك لقد خشيت إلا يبقى أحد إلا دخلها»؛ رواه أحمد والترمذي.


وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُفَّت الجنة ‌بالمكاره[1]، وحُفَّت النار ‌بالشهوات[2]».


وهذا من جوامع الكلم وبديع البلاغة في ذم الشهوات والنهي عنها، والحض على طاعة الله، وإن كرهتها النفوس وشق عليها؛ لأنه إذا لم يكن يوم القيامة غير الجنة والنار ولم يكن بد من المصير إلى إحداهما، فواجب على المؤمنين السعي فيما يدخل إلى الجنة وينقذ من النار، وإن شق ذلك عليهم؛ لأن الصبر على النار أشق، فخرج هذا الخطاب منه صلى الله عليه وسلم بلفظ الخبر، وهو من باب النهي والأمر.


وهو من بديع الكلام وجوامعه الذي أوتيه عليه السلام من التمثيل الحسن، فإن حفاف الشيء جوانبه، فكأنه أخبر عليه السلام أنه لا يوصل إلى الجنة إلا بتخطِّي المكاره وكذلك الشهوات، وما تميل إليه النفوس، وأنَّ اتِّباع الشهوات يلقي في النار ويُدخِلها، وأنه لا ينجو منها إلا من تجنب الشهوات. فيه تنبيه على اجتنابها.


وفائدة هذا التمثيل: أن الجنة لا تنال إلا بقطع مفاوز المكاره، وبالصبر عليها، وأن النار لا يُنجى منها إلا بترك الشهوات وفطام النفس عنها. وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه مثل طريق الجنة وطريق النار بتمثيل آخر، فقال: «طريق الجنة حزن بربوة، وطريق النار سهل بسهوة». والحزن: هو الطريق الوعر المسلك، والربوة: المكان المرتفع، وأراد به أعلى ما يكون من الروابي. والسهوة، بالسين المهملة، وهي الموضع السهل الذي لا غلظ فيه، ولا وعورة، وهذا أيضًا تمثيل حسن واقع موقعه.


وأما الشهوات المباحة فلا تدخل في هذه لكن يكره الإكثار منها مخافة أن يجر إلى المحرمة أو يقسي القلب، أو يشغل عن الطاعات، أو يحوج إلى الاعتناء بتحصيل الدنيا.

[1] أي: أحيطت بالمكاره، وذلك أن المكاره هي ما يكرهه الآدمي من خروج مال عن يده في صدقة، أو فجعة بحميم له، أو خروج نفسه بالجهاد في سبيل الله أو ذهاب عرضه مع من يعظه، أو صبر على لذة محرمة لأجل الله، أو احتساب طعام وشراب وفراق زوجة في صيام لأجل الله تعالى، أو رغبة من وطء وأهل بقصد إلى الحج، أو صبر على برد ماء في إسباغ وضوء في شدة برد لأجل الله تعالى، إلى غير ذلك.
[2] أي: أحيط بها بالشهوات، فجُعِل جانب منها يدخل إليه من شهوة الزنا، وجانب يدخل إليه بأكل الربا، وجانب منها بشرب الخمر، وجانب منها بالغدر، وجانب بالنميمة، وجانب بالغيبة إلى غير ذلك.






ابوالوليد المسلم 13-03-2025 11:28 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
رمضان في ميلتون.. موائد إفطار جماعية ومبادرات خيرية

مع حلول شهر رمضان المبارك يُجسِّد المجتمعُ الإسلامي بمدينة "ميلتون" في مقاطعة "أونتاريو" الكندية - القِيمَ الإسلامية والعطاء والصدقة، والأنشطة الخيرية والاجتماعية، والتواصل خلال هذا الشهر الفضيل، ويشكِّل رمضان فرصةً لتعزيز الترابُط المجتمعي بين المسلمين وبعضهم، وبين المسلمين وغيرهم؛ حيث تنظِّم الجمعيات والهيئات الإسلامية في مدينة "ميلتون" ومنطقة "هالتون" - العديدَ من الفعاليات المتنوعة.

وقبل رمضان تستعدُّ المساجدُ والمراكز الإسلامية في منطقة "هالتون" لاستضافة عددٍ من الفعاليات الرمضانية؛ حيث يتم تنظيمُ موائد الإفطار والأنشطة الإسلامية والاجتماعية، وفي هذا السياق يلعَب المركزُ الإسلامي المجتمعي في مدينة "ميلتون" دورًا بارزًا في دعم المجتمع خلال الشهر الكريم.

ويستضيف المركزُ الإسلامي المجتمعي في مدينة "ميلتون" وجبات إفطار جماعية أيام الجمعة والسبت والأحد، مقدِّمًا أطباقًا من المطبخ الجنوب آسيوي والعالمي، ضمن أجواء رمضانية مميزة، كما وجَّه المركز دعوةً مفتوحة إلى جميع أفراد المجتمع للحضور والتعرف على الإسلام عن قُرب، والإجابة عن أيةِ تساؤلاتٍ قد تكون لديهم.



في مدينة "بيرلينجتون" المجاورة لمدينة "ميلتون"، تعمَل جمعية هالتون الإسلامية على دعم الأُسَر المحتاجة، من خلال حملات جمْع التبرعات، وتوزيع صناديق الطعام الرمضاني التي تحتوي على مواد غذائية أساسية، كما توفِّر الجمعية مركزًا لجمع التبرعات في مسجد هالتون لاستقبال المساعدات الغذائية ومستلزمات النظافة.

وبالنسبة "لنصرت قلندري" أحد سكان مدينة "ميلتون"، يُمثل رمضان فرصة لتوطيد العلاقات الأُسرية والمجتمعية؛ حيث يقول: "طول الشهر الكريم نستضيف الأهل والأصدقاء والجيران خلال وجبات الإفطار؛ مما يجعل التحضير والطهي جزءًا أساسيًّا من يومنا"، ويشمَل الإفطارُ أطباقًا متنوعة؛ مثل الباكورا والكاتشوري، والسمبوسة ولفائف الدجاج، بالإضافة إلى الحلويات كفطائر التمر.

وأشارت "فاطمة باتيل" بمدينة "ميلتون" إلى أن رمضان يمثِّل فرصةً لتعزيز القيم الإنسانية، وتقول: "يعلِّمنا رمضان ضبطَ النفس والتعاطف مع الغير، فهو ليس مجرَّدَ امتناعٍ عن الطعام، بل هو شهرٌ للتقرب إلى الله، والبُعد عن السلوكيات السيئة، ومدِّ يد العون للآخرين"؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.




ابوالوليد المسلم 15-03-2025 04:11 PM

إفطار رمضاني غير مسبوق في إستاد ميموريال الرياضي
 
إفطار رمضاني غير مسبوق في إستاد ميموريال الرياضي


في خُطوة غير مسبوقة في تاريخه الممتد لـ142 عامًا، استضاف نادي "بريستول روفرز" لكرة القدم في مدينة "بريستول" في المملكة المتحدة - أولَ إفطار جماعي على الإطلاق في ملعب "ميموريال" الخاص بالنادي، فاتحًا أبوابه أمام الجالية الإسلامية المحلية لقضاء يوم رمضاني مُميز، جمَع بين الصلاة وتناوُل الإفطار والأنشطة الاجتماعية.

شهِد الإفطارُ الجماعي حضورَ نحو 100 شخص من أبناء الجالية الإسلامية في مدينة "بريستول"، من بينهم لاعب الفريق "كاميل كونتيه" الذي أبدى سعادته الكبيرة بالمشاركة في هذه المناسبة، وفي تصريحاته الصحفية للموقع الإلكتروني لنادي "بريستول روفرز" قال كونتيه: "لقد كان من الرائع أن أُشارك هذا الإفطار مع زملائي وأصدقائي، والدعم الذي تلقَّيته من النادي طول شهر رمضان كان مذهلًا، ومن الجميل أن نرى هذا العدد الكبير يجتمع في هذا الإفطار الرمضاني؛ مما يَعكِس مدى الترابط بين النادي والمجتمع".




تَم تنظيمُ الإفطار بإشراف "زين عليم" المدير المالي لنادي "بريستول روفرز" الذي أكَّد أهمية هذه الفعالية في تَعزيز الروابط بين النادي والجالية الإسلامية المحلية، وأوضَح عليم في تصريحاته لشبكة بي بي سي قائلًا: "لقد أخبرني كثيرون خلال الإفطار الجماعي أن هذه كانت زيارتهم الأُولى للملعب، فعَدَدتُها فرصةً رائعة لتعريفهم بالمكان، والشعور بالانتماء والترحيب هنا".

ولم يكن الحدث مجرَّد إفطار جماعي فحسب، بل شَمِلَ أيضًا فقرات متنوعة، من بينها جَولات داخل الملعب، وتعريف الحاضرين بتاريخ النادي؛ مما ساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية بين المجتمع المسلم ونادي "بريستول روفرز"، كما شهِدت الأُمسية تفاعلًا إيجابيًّا بين المشاركين الذين أعرَبوا عن امتنانهم بهذه الفعالية التي أتاحت لهم فرصةَ الاجتماع في أجواء رمضانية مميزة داخل ملعب كرة القدم.

وفي العام الماضي نظَّمت الجاليةُ الإسلامية في مدينة "بريستول" مائدتين للإفطار خلال شهر رمضان، وحضَرهما الآلافُ من المسلمين وغيرهم؛ المصدر: شبكة الألوكة.





ابوالوليد المسلم 17-03-2025 11:27 PM

وفاة الداعية أبوإسحاق الحويني .
 
وفاة الداعية أبوإسحاق الحويني عن عمر يناهز 68 عامًا بعد أزمة صحية بحسب ما نشرته أسرته
https://pbs.twimg.com/media/GmQm1mKW...pg&name=medium


ابوالوليد المسلم 18-03-2025 10:14 AM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
محطات رمضانية


على هامش حفل الاستقبال الذي أقامته جمعية إحياء التراث الإسلامي في الأسبوع الأول من شهر رمضان، التقى رئيس قطاع الإعلام والتدريب م.سالم الناشي عددا من المشايخ، الذين تحدثوا عن فضائل شهر رمضان وأهم العبادات والآداب التي يجب أن يوليها المسلم اهتمامه في هذا الشهر، وكانت اللقاءات بمثابة محطات ووقفات تربوية وإيمانية بين فيها المشايخ أهمية شهر رمضان المبارك وفضله.
النجدي: رمضان شهر الدعاء
كانت البداية مع رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ: د. محمد الحمود النجدي، وبسؤال الشيخ عن كيفية استغلال شهر رمضان في أداء أفضل الطاعات التي تقرب إلى الله -سبحانه وتعالى-، قال: بلا شك أن شهر رمضان هو شهرٌ مبارك، وهذه التسمية هي تسمية نبوية قال - صلى الله عليه وسلم -: «أتاكم شهر رمضان، شهرٌ مبارك» والمبارك هو كثير البركة، فرمضان تجتمع فيه أمهات العبادات، يكون فيه أولًا الصيام الذي هو ركنٌ من أركان الإسلام {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، شهر رمضان فيه قراءة القرآن وتلاوة آيات الله في الليل وفي النهار، في الليل في صلاة التراويح والقيام، وفي النهار في الختمات وفي مراجعة المصحف، شهر رمضان هو شهرٌ يغلب على أكثر المسلمين إخراج الزكاة فيه، فتكثر فيه الأعمال الخيرية والصدقات ودفع الزكاة للمحتاجين في الداخل والخارج.
رمضان شهر الدعاء
وأضاف النجدي، إنَّ شهر رمضان هو شهر الدعاء؛ حيث يجتهد المسلم بالدعاء في أثناء الصيام؛ فكما جاء في الحديث أن دعوة الصائم لا ترد، كذلك يجتهد في الدعاء في صلاة الوتر وفي صلاة الليل، وغيرها من الأوقات، شهر رمضان العمرة فيه تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ولذلك يتنافس الناس في أداء العمرة في رمضان، ولا ننسى أيضًا أن شهر رمضان هو شهر التواصل بين الأرحام؛ فالناس يتواصلون ويزور بعضهم بعضًا، هناك كثيرٌ من الخلافات بين الأقارب يعني سبحان الله! تُنسى في هذا الشهر ويحصل التوافق والتواصل بين الأرحام، فنسأل الله -عزوجل- أن يستعملنا جميعا في طاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته إنه -سبحانه وتعالى- سميعٌ مجيب الدعاء.
العيناتي: الدعاء عبادة يغفل عنها المسلمون
كما التقى الناشي رئيس جمعية آفاق الخير الشيخ جاسم العيناتي، الذي عبر عن سعادته بهذا اللقاء وقال: إن شهر رمضان شهرٌ مبارك كما أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، يجمع بين الأهل والأحبة والأصحاب المتحابين في الله، وقد جعل الله في هذا الشهر من الخيرات والبركات ما لا يعد ولا يحصى. وأضاف، بالرغم من أنَّ رمضان شهرٌ عظيم والناس يتعبدون فيه بالصيام والقيام وقراءة القرآن إلا أنهم ينسون عبادة عظيمة ويغفلون عنها، ألا وهي عبادة الدعاء، ففي رمضان فريضة الصيام مفروضة عليك وتبتغي بها الأجر من الله ، وهو -سبحانه وتعالى- فاتح لك أبواب الخير والرحمة ولذلك تجد آيات الصيام في القرآن في وسطها {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الصحيح: «ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم: الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ، والإمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابُ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ: وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ».
الدعاء هو العبادة
وأكد العيناتي أهمية الدعاء؛ فقال: الدعاء حقيقة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - هو العبادة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «الدُّعاءُ هو العبادةُ، ثمَّ قرأ {وَقال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ}»، فأنت في أي وقت تستطيع أن تدعو الله -عزوجل-، ولكن علينا أن نتعلم هذه العبادة العظيمة وهي الدعاء، فالله -سبحانه وتعالى- أمرنا أن نذكر أسماءه الحسنى عند الدعاء قال -تعالى-:»ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها» وكما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «دعوةُ ذي النُّونِ؛ إذ دعا بها في بَطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبْحانَكَ، إنِّي كنتُ مِن الظالمينَ، فإنَّه لن يَدعُوَ بها مسلمٌ في شيءٍ إلَّا استجابَ له»، دعوة لا ترد! فيقدم الإنسان هذه الدعوة ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «من أراد منكم أن يجتهد في الدعاء فليصل علي، وليقل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد ثم ليدع ما شاء».
الدعاء للوالدين
ومن الأدعية الجميلة أنك تدعو لوالديك ولنفسك: «اللهم اغفر لي ولوالدي، اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا»، وكذلك تدعو لأهلك وأبنائك، وتدعو للمسلمين والمسلمات، كما ثبت في حديث حسن صحيح: «مَنِ استغفَر للمؤمنين والمؤمناتِ كتَب اللهُ له بكلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ حسنةً»، فإذا قلت اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات طلعت بمليارات الحسنات، فأنا أقول باب الدعاء - ولا سيما ونحن في شهر رمضان وأنت صائم - مهم جدا في فترة زمنية يهملها كثير من المسلمين، وهي وقت السحور وفي الثلث الأخير من الليل يقول - صلى الله عليه وسلم -:ينزلُ اللهُ كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخرِ، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبُ له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرُني فأغفرُ له» ونزول الله -تعالى- نزول يليق بجلاله -سبحانه-!، حقيقة شهر رمضان شهر خير وبركة أسال الله -تعالى- أن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.
عدم الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم
كذلك في الدعاء يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «ما مِن أحدٍ يَدعو بدعاءٍ إلَّا آتاه اللهُ ما سألَ أو كفَّ عنه من السُّوءِ مثلَه ما لم يدْعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رَحمٍ»، فلا تدع على الناس ولا على أهلك ولا على أحبائك وأصدقائك، وكذلك لا نستعجل الإجابة من الله -تعالى-، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي» وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - حثنا في الدعاء أن ندعو بخير فلا ندعو إلا بالخير.
السلطان: محطات إيمانية وتربوية
كما التقى الناشي مدير إدارة الكلمة الطيبة الشيخ: د. خالد سلطان السلطان، الذي قال: أولاً أنا سعيد جدا بهذا اللقاء؛ حيث ألتقي قامة كبيرة، تلميذ مع أستاذه، فأنت يا أبا عبدالله أول من تعلمت منك دورة الكتابة الصحفية وهذا تاريخ لا ينسى وبصمة موجودة، أسال الله أن يأجرك، ولك خريجون كثيرون ما شاء الله في الحقل الإعلامي.
رمضان والأسرة المسلمة
وبسؤال د. السلطان عن شهر رمضان وتوجيهه للأسرة في هذا الشهر، قال: دعنا نقف في هذه القضية -رمضان والأسرة- محطات عدة سريعة.
المحطة الأولى: التعاون على الطاعة
وهي التي ذكرها ربنا -سبحانه وتعالى- في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، فشهر رمضان أيها الوالد وأيتها الوالدة فرصة كبيرة لتتعاونوا فيه مع بعضكم بعضا حتى تسيروا في طريق المغفرة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ»، فنحن في شهر المغفرة، فأنت أيها الوالد وأيتها الوالدة عليكم أن تعطوا جرعة علمية لأبنائكم في بيان الأحكام عن شهر رمضان والترغيب في أعمال البر والإحسان، وعليكم أن تكونوا قدوة لأبنائكم، قدوة في هذا العمل والطريق الذي ينتهي بكم إلى المغفرة بإذن الله -سبحانه وتعالى- ولقاكم مع الله -تعالى.
المحطة الثانية: التغيير
المحطة الثانية: هي محطة تغير الحال، فالكون في رمضان يتغير، يعني خروج هلال شهر رمضان يغير الكون؛ فتفتح فيه أبواب السماء وأبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين ومردة الجن، كل ليلة ينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، كل هذا تغير كوني، فالأب والأم أكيد لديهم معالم لابد أن يغيروها داخل البيت، وفي أنفسهم وأبنائهم في العلاقة التي بينهم، فهي فرصة لتجديد العلاقات بين الوالدين والأبناء وتغيير الأمور السلبية، تغيير في الأبناء من ترك القرآن وهجره ومن ترك الصلوات وقضية الذهاب للمسجد الوالد والأبناء، في المحافظة على الصلاة في أوقاتها، والتعاون على البر والتقوى، فلابد أن يكون هناك نوع من التغير.
المحطة الثالثة: القرب من الأهل
وهي تكاد تكون سنّة مفقودة، وهي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجلس مع نسائه كل ليلة، وكانت تأتية فاطمة -رضى الله عنها- ويستقبلها - صلى الله عليه وسلم -، فرمضان فرصة لتكون قريبا من أهلك، فلا مانع من أن تقدم مع كل جلسة سؤالا، أو تجري لهم مسابقة خفيفةولابد أن يشارك الجميع، المقصود من ذلك القرب من الأبناء وتفقدهم، بعض الناس كل يوم يفطر في مكان فلا يعطي أهله وأبناءه حقهم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن لأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه»، وكما قال - صلى الله عليه وسلم -: «خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي»، فاجعل رمضان خيرية لك ولأهل بيتك وعيالك وأفراد أسرتك، وللعلم لن يفوتك شيء إذا ما ذهبت للأسواق والدواوين فاجعل الأمر بقدر، ولكن ركز على وجودك في البيت مع أهلك وبيتك.
السلطان: إحياء التراث خرّجت أجيالا مفخرة للوطن
قال مدير إدارة الكلمة الطيبة د. خالد سلطان السلطان: جمعية إحياء التراث الإسلامي من الجمعيات العريقة، وبصماتها موجوده ولا ينكرها أحد؛ لأن لها فضلا بعد الله -سبحانه وتعالى- في تخريج أجيال من شباب الكويت من هذه الجمعية المباركة الذين حماهم الله في عقيدتهم وأخلاقهم وآدابهم، حتى أصبحوا نماذج يحتذى بها في دولة الكويت، لقد تخرج في هذه الجمعية أئمة وخطباء ووعاظ وطلبة علم، ومنهم على مستوى المشايخ الذين دخلوا في لجان الإفتاء بالجهات الرسمية، مثل بيت الزكاة أو الهيئات الأهلية في لجان الرقابة الشرعية في البنوك والمصارف الإسلامية، فهم -في الحقيقة- مواطن فخر لهذه الجمعية.
الياسين : تجاوز عدد الذين أسلموا أكثر من 300 شخص في ظل الإمكانات المحدودة للجمعية
كما التقى الناشي رئيس جمعية البلاغ المبين: الشيخ نبيل الياسين، الذي تحدث عن أهداف الجمعية وجهودها خلال شهر رمضان قائلاً: جمعية البلاغ المبين الكويتية أنشئت في شهر أكتوبر 2023 قبل نحو سنة وأربعة أشهر من الآن، وتتركز أهداف الجمعية في دعوة الجاليات غير المسلمة في الكويت إلى الإسلام، وتثقيف المسلمين المقيمين بأمور دينهم، ولله الحمد حققت عددا من الإنجازات خلال هذه الفترة القصيرة؛ حيث تجاوز عدد الذين أسلموا من خلالها أكثر من ثلاثمائة شخص في ظل الإمكانات المحدودة للجمعية، كما إن من الأهداف الرئيسة العمل داخل الكويت، والدعوة إلى الله -تعالى- بالحكمة والموعظة الحسنة، وبيان سماحة الإسلام للناس وأنه ليس دين عنف ولا تطرف، كذلك من الجهود المميزة للجمعية أنها تقوم على نشر المصاحف المفسرة والكتيبات بمختلف اللغات، وخلال فترة قريبة بإذن الله -تعالى- سنقوم بنشر المنصة المترجمة للتفسير المسموع؛ حيث يمكن للمتصفح أن يختار القارئ الذي يريده ويسمع مثلا سورة الفاتحة، فيترجمها باللغة التي يختارها، فإن شاء الله خلال شهور سننشر ثماني أو تسع لغات لتفسير القرآن المسموع، والجمعية لديها أنشطة كثيرة ولله الحمد، تحتاج إلى الدعم الدعوي فضلا عن الدعم المادي، فنحتاج إلى وجود دعاة بلغات مختلفة، وهم يحتاجون إلى رواتب.
المسباح : جمعية الماهر بالقرآن وعلومه من الجمعيات المتخصصة في مجال القرآن الكريم
ومن الشخصيات التي التقاها الناشي رئيس جمعية الماهر بالقرآن الشيخ جاسم المسباح، الذي استعرض خلال لقائه بالناشي جهود الجمعية خلال شهر رمضان قائلاً: جمعية الماهر بالقرآن وعلومه من الجمعيات المتخصصة في مجال القرآن الكريم، ولما كان شهر رمضان هو شهر القرآن؛ لذلك ركزت الجمعية جهودها خلال هذا الشهر على عدد من الأنشطة والبرامج الخاصة بشباب الحلقات، من خلال مراجعة المحفوظ أو ما نسميه باليوم القرآني، يتم فيه مراجعة ما حفظه الشباب الخاتمون وفق برنامج مميز في مراجعة المحفوظ وكذلك التجويد وحسن الأداء، كما أقمنا دورات خاصة بالارتقاء بمستوى الشباب لنؤهلهم للإمامة في مساجد وزارة الشؤون الإسلامية خلال شهر رمضان، ومن خلال التعاون الجيد مع الوزارة قام عدد من شباب الجمعية بالإمامة في صلاة التراويح وفق جدول مدروس في المناطق المختلفة. وأضاف المسباح، لدينا أيضًا حلقات نسميها (الماهر الصغير) فيها من يحفظ عشرة أو خمسة عشر أو عشرين أو خمسة وعشرين جزءًا، ومنهم من ختم القرآن الكريم، ونقوم بتهيئتهم لحسن التلاوة والمراجعة ومن ثم الصلاة فيتشجع هؤلاء الطلبة، كما إن عندنا أيضًا حلقات للطلبة المتميزين في السند والقراءات، ففي بعض المساجد يصلى فيها برواية شعبة أو قالون أو ورش، وأحيانا يطلب في بعض المساجد الطلبة المتميزين.
الديحاني: إحياء التراث مفخرة لدولة الكويت
قال مدير عام الهيئة العامة للعناية بطباعة القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما ونشرهما د. فهد صياح الديحاني: جمعية إحياء التراث جمعية مباركة، امتد نفعها إلى مشارق الأرض ومغاربها، ونفتخر بأن يوجد جمعية كويتية يصل نفعها إلى أقاصي العالم؛ فالجمعية مفخرة لدولة الكويت، ومفخرة لكل محب للعمل الخيري والعمل الإنساني، ونحن ما زرنا بلدا إلا ووجدنا نفع أهل الكويت عن طريق هذه الجمعية المباركة في كل البلدان حتى في بعض المناطق النائية التي قد يتصور المرء أن اليد الكويتية ما وصلت إليها، ولكن نجد عن طريق هذه الجمعية المباركة إما مسجدا، وإما بئرا، وإما عملا خيريا كويتيا عن طريق هذه الجمعية، فحقيقة الجمعية على ثغر كبير وعلى عمل جبار لا يمكن أبدًا أن توفي الكلمات حقها في الثناء على ما يقومون به، ولكن الله -عزوجل- يعرف جهودهم ويعرف ما يقومون به، وعند الله -عزوجل- الجزاء، أسأل الله -عزوجل- أن يجزيهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
النجدي: جهود إحياء التراث يرى آثارها كل مسلم
قال رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي: الشيخ د.محمد الحمود النجدي: جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي في العمل الدعوي والخيري والإنساني يلمس ويرى آثارها كل مسلم في الداخل والخارج، ولله -سبحانه وتعالى- الحمد والمنة أن وفق الإخوة إلى إقامة المشاريع الإسلامية النافعة داخل البلاد وخارجها، بإقامة المساجد ودور القرآن الكريم ودعم حلقات التحفيظ في أنحاء العالم، وكذلك نشر العلم النافع من خلال طباعة المكتبة الإسلامية أو مكتبة طالب العلم بأجزائها الثمانية بما فيها من أمهات الكتب الشرعية النافعة، وأيضا دعم طباعة المصاحف في أنحاء العالم وتوزيعها، فضلا عن الأعمال الإغاثية التي تقوم بها الجمعية عند حلول الكوارث والزلازل والفيضانات، وكذلك ما تقدمه من دعم للفقراء والمحتاجين في شتى أنحاء العالم.


اعداد: المحرر المحلي


ابوالوليد المسلم 18-03-2025 11:08 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
تحت مظلة رمضان.. مسلمو ميدلسكس وأفراد المجتمع على مائدة إفطار واحدة


استضاف المركزُ الإسلامي في مقاطعة ميدلسكس (mcmc) بمدينة "بيسكاتاواي" بولاية ولاية "نيوجيرسي" الأمريكية - إفطارَه الرمضاني السنوي الذي جمع المسلمين وأفرادًا من المجتمع المحلي للتعرُّف على تعاليم الإسلام، والانضمام إلى المسلمين في هذه المناسبة الرمضانية.

وشهِدت صالةُ الألعاب الرياضية التابعة للمركز الإسلامي حضورَ مئات الضيوف الذين شارَكوا في فعاليات ثقافية متنوعة، شَمِلت طاولةً للخط العربي، ورُكنًا للكتب والمراجع الدينية؛ حيث أُتيح للزوَّار الاطلاعُ على نُسخ من القرآن الكريم وملخصات حول تعاليم الدين الإسلامي، كما سلَّطت الضوء على دور المرأة في الإسلام.



قبل موعد الإفطار فتح المركز أبوابَه أمام الزوَّار لجولات تعريفية قدَّمت لمحة عن العبادات الإسلامية؛ مثل: الصلاة اليومية، ودور المركز الإسلامي في حياة المسلمين هناك، كما استعرَض المشرفون أنشطةَ أكاديمية النور، وهي مدرسة إسلامية معتمدة وتابعة للمركز توفِّر التعليم من مرحلة ما قبل الروضة وحتى الصف الثاني عشر.

وأوضح "عبد الله سميث" إمام المسجد أن هذا الحدث السنوي يهدف إلى تعزيز التفاهم بين المسلمين وغيرهم، وتعريف المجتمع المحلي بالمركز الإسلامي وبالمسلمين، وقال: "هذا الإفطار هو دعوة مفتوحة للجميع، لاكتشاف ثقافتنا ومعتقداتنا وممارساتنا، ما يُسهم في بناء جسور التواصل والتفاهم".

وفي حديثه عن الصيام أضاف سميث: "الصيام ليس مجرَّد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة للتقرُّب من الله والتأمل، فعندما يضَع الإنسان احتياجاته الجسدية جانبًا، يجد وقتًا أكبر للتفكير في القيم الإنسانية".

من جانبها قالت الدكتورة "سوزي إسماعيل" إحدى المتحدثات في الفعالية: إن الصيام يحمِل فوائد صحية، لكنه يختلف تمامًا عن الامتناع عن الطعام دون وعي، موضِّحة أن "الصيام في رمضان ليس تجويعًا، بل تجربة تهدف إلى ضبط النفس وتعزيز التقوى".

واختُتِمت الفعالية بإجابة الدكتورة "سوزي إسماعيل" و"عبد الله سميث" عن أسئلة الحضور حول الشعائر الإسلامية، قبل أن يُرفع أذان المغرب عند الساعة 7:07 مساءً؛ حيث أفطَر الصائمون بتناوُل التمر والماء، ثم أَدَّوْا الصلاة قبل تناوُل وجبة الإفطار معًا؛ المصدر: شبكة الألوكة.



ابوالوليد المسلم 19-03-2025 10:18 AM

ما الحكمة من الإفطار على التمر أولا؟
 




ما الحكمة من الإفطار على التمر أولا؟




اعتاد المسلمون في شهر رمضان المبارك أن يُعمِّروا موائدهم بأنواع مِن الأطعمة والمأكولات، وتَختلف هذه الموائد مِن بلد مسلم إلى آخر بحسب طبيعة ذلك البلد وطُقوسه وتقاليده.

على أن كل المسلمين يتوحَّدون في القاسم المشترك الذي يَجمعُهم في هذه الموائد، وهو وجود الرطب أو التمر الذي يبدؤون به طعامهم مع صيحات: "الله أكبر" في موعد الإفطار عند أذان المغرب، وهذه سنَّة نتبعها عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويذكر لنا الصحابي أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم "كان يُفطر قبل أن يُصلي على رطبات، فإن لم تكن فتُميرات، فإن لم تكن حَسا حسوات من ماء"؛ (أخرجه الترمذي وأبو داود) .

فما الحكمة من الإفطار على التمر أولًا؟
مما لا شكَّ فيه أن هذه السنَّة النبوية لها فوائدها الصحية التي تعود بالنفع على المسلمين جميعًا، وهنا يؤكِّد الأطباء والعلماء على أن الصائم عندما يبدأ تناول طعامه فإن جميع أجهزة الجسم تبدأ بالعمل، خاصة المَعِدة التي تستعد لاستقبال الطعام الليِّن، والصائم في هذه الحالة يكون بحاجة إلى مواد سكرية سريعة تدفَع عنه الجوع والعطش مُباشَرةً، وهذه المواد موجودة في التمر الذي يَحتاج إلى خمس دقائق فقط لكي تمتصَّها الأمعاء، فيرتوي الجسم، ويَستعيد نشاطه، أما الصائم الذي يبدأ إفطاره بالطعام الدسم، فإنه يحتاج إلى 3 - 4 ساعات لكي تستطيع الأمعاء امتصاص المواد السكرية منه، كما أن تناول الصائم للتمر أولًا يُعطيه طاقة تمنع عنه الشعور بالضعف والتعب، وتعوِّض ما فقده أثناء النهار، وتعينه على أداء صلواته، وخاصة صلاة التراويح.

وتناول التمر أولًا له فوائد أخرى تتعلق بالمعدة أيضًا؛ إذ إن تناول التمر يُساعدها على عدم الشعور بالإرهاق مع دخول الطعام إليها بعد أن كانت طوال 18 ساعة في حالة خمول تام، كما أن تناول التمر يحدُّ من رغبة الصائم في الْتِهام الطعام بعجلة دون تذوُّق أو مضْغ.

ومن هنا تظهر الحكمة النبوية الشريفة في البدء بتناول التمر أولًا، ثم يقوم الصائم بعدها بالصلاة، وعندما ينتهي من صلاته يُمكنه معاودة الطعام دون شعور بالتخمة أو الامتلاء.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين..
_____________________________
الكاتب: أ. م. د. فواز موفق ذنون










ابوالوليد المسلم 21-03-2025 09:33 AM

اغتنموا يوم الجمعة
 

اغتنموا يوم الجمعة



التبكير لصلاة الجمعة..
> كَثْرَةُ الصَّلَاَةِ عَلَى سيدنا النَّبِيِّ ﷺ :-
✍قال سيدنا رسول ﷲ ﷺ : ««أكثروا من الصلاة عليّ ليلة الجمعة و يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة عليّ»» .

تحري ساعة الإجابة من يوم الجمعة....
> الدُّعَاءُ :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ : «« فِيه سَاعَةٌ لا يُوَافِقها عَبْدٌ مُسلِمٌ، وَهُو قَائِمٌ يُصَلِّي يسأَلُ اللَّه شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه»» .

> سُورَةُ الْكَهْفِ :-
عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال : «« مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ.»»
صلاة الضحى كل يوم..
قراءة سورة الملك كل ليلة ، هى بإذن الله المنجية من عذاب القبر.







منقول


ابوالوليد المسلم 21-03-2025 04:32 PM

رمضان بأقلامهم
 
رمضان بأقلامهم

حميد بن خيبش



حميد بن خيبش
يغذي شهر رمضان الشعور الديني للمسلم بنفحاته المباركة، فتنشط النفس لألوان العبادات، وتُقبل الروح على بارئها ملتمسة غفران الزلل، وطي صفحة ملتاثة بالذنوب والمعاصي.
وكما ينشط فؤاد المسلم وجوارحه، فإن مواهبه الفنية تتحرك راصدة ما يثيره الشهر الكريم من معان إنسانية، وخواطر إيمانية، وتأملات فكرية في مقاصد الوجود الإنساني. وما أحسن قول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: الصوم ثلاثة: صوم الروح وهو قصر الأمل، وصوم العقل وهو مخالفة الهوى، وصوم الجوارح وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع.
هي ثلاثون يوما من مكابدة الشهوات، وسطوة النفس على المادة، وقطع العلائق مع كل ما يستعبد بدن الإنسان، ويجعله تابعا للبطن وما حوى.
لكنها في الآن نفسه ثلاثون يوما من التحليق في سماء الفكرة والعبرة، والتدبر في أسرار الصيام وما تُنبّه إليه من فروض البر والرحمة والإنسانية.
محمود شاكر: الصوم عبادة الأحرار
يرد الأستاذ محمود محمد شاكر أصل البلاء الذي عم بلاد المسلمين، ومزق وحدة صفهم إلى سوء التفسير الذي لحق معاني العبادات وفي مقدمتها الصيام. فهذه العبادة الجليلة حصر الناس مقاصدها في معنى الطعام، بالتخفف منه ليصح البدن، ومواساة الفقير لتأتلف القلوب، ثم تزول آثاره في النفس والمجتمع بزوال رمضان.
في مقالة بعنوان: (عبادة الأحرار) يجرد الكاتب دلالة الصوم من معاني المعدة وسلطان الشهوات، ليضفي عليها معنى أجلّ، يليق بطاعة خالصة بين العبد وربه، فقيرا كان أم غنيا. إن الصوم برأيه هو عتق النفس الإنسانية من كل أشكال الرّق: رقّ الحياة، ورقّ الأبدان، ورقّ العقول، ورقّ النفس. يقول الكاتب:" تحرير النفس المسلمة هو غاية الصيام الذي كتب عليها فرضا وتأتيه تطوعا. ولتعلم هذه النفس الحرة أن الله الذي استخلفها في الأرض، لتقيم فيها بالحق، ولتقضي فيها بالحق، ولتعمل فيها بالحق، لا يرضى لها أن تذل لأعظم حاجات البدن لأنها أقوى منها."
ويستدل الكاتب على تلك الصلة بين الصيام والحرية بأحكام القرآن التي جعلت الصيام معادلا لتحرير رقبة، وكيف أن الله تعالى كتب على من ارتكب شيئا من تلك الخطايا أن يحرر رقبة مؤمنة من رق الاستعباد، فإن لم يجد فليعمل على تحرير نفسه من مطالب الحياة، ليكون الصوم في أسمى معانيه تهذيبا للأحرار.
الرافعي وفلسفة الصيام:
لو كان الصيام نوعا من الطب فقط، يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي، لكانت أيام رمضان ثلاثين حبة، تؤخذ في كل سنة مرة لتقوية المعدة، وتصفية الدم، وتجديد الأنسجة. لكن خلف هذه الفكرة الإسلامية حقائق تتجدد في كل زمان، لتجعل هذا الدين طبيعيا سائغا، يوجه الحياة بأسرار العلم إلى غاياتها الصحيحة، ويحقق لهذا العالم إنسانيته التي عجزت عنها كل المذاهب الاجتماعية.
تحت عنوان: (شهر للثورة.. فلسفة الصيام) سعى الرافعي إلى تحديد الأبعاد الفلسفية لشهر رمضان، وما تنطوي عليه عبادة الصيام من حكم ودلالات. إذ يعكس هذا الشهر نظاما عمليا يتخذ من الصوم فقرا إجباريا ليتساوى الجميع في حرمان البدن من شهواته، والصلاة ليتحرر الجميع من الكبرياء، والحج لتتداعى مظاهر التفاوت الاجتماعي.
إن نكبة الإنسانية تأتي من البطن، يقول الرافعي، لذا يتناولها الصيام بالتهذيب والتأديب، ويتخذ من الجوع طريقة عملية لتربية الرحمة في نفس الجائع الغني إزاء الجائع الفقير. وبهذا السر الاجتماعي للعظيم للصيام تتحقق المساواة التي مبدؤها الأمر لا الرجاء.
ومن حِكم الصوم كذلك تربيته للإرادة، حيث يتدرب الصائم على الامتناع عن شهواته باختياره. وفي هذا التدريب العملي يبلغ منزلة اجتماعية سامية، تفوق منزلة الذكاء والعلم. ولو عمّ الصوم أرجاء الأرض لأصبح رمضان بمثابة إعلان سنوي للثورة على رذائل العالم وفساده، وتطهير للنفس الإنسانية حتى تسترجع صفاءها وإشراقها.
الزيات: رمضان والمدنية الحديثة
في إحدى افتتاحياته لمجلة "الرسالة" الشهيرة، أثار الكاتب أحمد حسن الزيات شكوى لطيفة حول النفحات الاجتماعية لرمضان، وما يرتبط به من عادات ومظاهر احتفال وتكريم للشهر الفضيل. تلك النفحات التي بدت ثقيلة على طبع المدنية الحديثة، فجرّدت رمضان من غبطته بأن جعلته رديفا لقلة الإنتاج، وشلّ الحركة، وقتل الصحة.
ما تحياه المدنية الحديثة اليوم هو رمضان رقيق الدين، باريسي الشمائل. يبيح النظرات المريبة والأطعمة الدسمة، ويستوي فيه قارئ القرآن مع "راديو" يرجّع أصوات الغناء، وحاكٍ يردد أهازيج الرقص!
أما رمضان الذي هو نفحة من نفحات السماء، وتوثيق لما بين القلب والدين فمنفي في أحياء العمال وقرى الفلاحين. تتجسم في خواطر الناس صورته كأنه رجل له حياة وعمر وأجل، فيحسبون له حسابه قبل مقدمه، ويهيئون أسبابه. حتى إذا أقبل سرى في القرية شعور تقي وهادئ، فلا تسمع لغوا ولا خصومة، ويستعيد الفلاح فطرة الوليد فلا يأتي منكرا، ولا يقرب من فاحشة.
نهارهم يقضونه في تصريف أمور المعاش، وليلهم في سماع القرآن، واستقبال الإخوان، والمسامرات الساذجة التي تمزج فنونا من شهي الحديث. وعلى هذه الحال تمضي أيامه، حتى إذا لم يبق إلا ربعه الأخير ندبه الناس في البيوت والمساجد، ورثوه على السطوح والمآذن، وبكوه يوم (الجمعة اليتيمة) أحر بكاء.
كلما مضى عام إلا وتجددت شكوى الزيات، وتاقت النفوس إلى استقبال رمضان كما تدركه الفطَر السليمة والقلوب المؤمنة، وتوديعه بما يليق بضيف عزيز.
مصطفى السباعي: رمضان يودّع
في فصل من كتابه (أحكام الصيام وفلسفته)، وضمن قالب حواري ممتع، أفسح الدكتور مصطفى السباعي مجالا لرمضان كي يتحدث، ويبث خواطره وآلامه، بعد أن جرت عادة الكُتاب بالحديث عنه.
وفي المحاورة يرتدي رمضان ثوب الزعيم المصلح، والقائد المهموم بصلاح أمته واستعادة دورها الحضاري الرائد. لذا كان مستهل حديثه عن أطوار الأمم، وما يدب إليها من عوامل الضعف والتخاذل، وما يجب عليها من سعي إلى البحث عن أسباب القوة لدى أمم أخرى، لتتخذ منها سلما إلى سماء العظمة.
إن أسباب الرفعة، كما عاشها المسلمون الأول، هي الخشية من الله عز وجل، وانصرافهم عن ملذات الحياة لتحقيق مطلب أسمى هو إعلاء كلمة الله في الأرض. وإذا كانت روح اليقظة تتجدد في المسلمين اليوم، إلا أنهم بحاجة إلى العين البصيرة التي توحّد الرأي، وتوجه الفكر، وترى الإسلام قانونا كليا لا يتجزأ.
يقول رمضان مودعا: أيها المسلمون إن الحياة نعمة لا يستحقها إلا الشاكرون، وما الشكر عليها إلا صمود لنوائب الدهر، ويقظة لدسائس العدو، وعمارة للأرض بنشر دين الله في أرجائها.
وداعا أيها المسلمون، فقد أضنى الأسى كبدي، وقرح البكاء جفوني..
وداعا أيها المسلمون، فسألقى اليوم ربي أشكو إليه ذل التوحيد، وعز الشرك، واضطهاد الهدى، وقسوة الأقدار، وموت الضمائر!









ابوالوليد المسلم 21-03-2025 04:44 PM

مسلسل معاوية
 




مسلسل معاوية


يحرم شرعا مشاهدة أو سماع البرامج والمسلسلات التي تتعرض للصحابة رضي الله عنهم ولما شجر بينهم وما يثير العداوة والبغضاء لهم أو لبعضهم -وتزداد الحرمة في رمضان الذي أوجب الله على المؤمنين فيه تجنب اللغو والزور والباطل- فلم يقبل الله لمن جاء بعد الصحابة إلا الدعاء والاستغفار لهم كما قال تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} [الحشر: ١٠].

‏وقد اصطفاهم الله لصحبة نبيه ﷺ ونصرة دينه ليغيظ بهم الكفار، فلا يغتاظ منهم ولا يبغضهم إلا كافر أو منافق، فقال: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} [الفتح: ٢٩].

‏وقال ﷺ: «الله الله في أصحابي لا تتخذوهم بعدي غرضا، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه».

منقول









ابوالوليد المسلم 24-03-2025 10:29 AM

الغيبة والصوم!
 
الغيبة والصوم!


روى ابن أبي شيبة عن مجاهد قال خصلتان من حفظهما سَلِمَ له صومه الغيبة، والكذب.
عن أبي عبيدة بن الجراح قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الصوم جُنَّةٌ ما لم يخرقها».
قال أبو محمد الدارمي: يعني بالغيبة ومعنى ( جُنَّةً ) أي ساتر له من النار. وعن حفصة بنت سيرين :قالت الصيام جُنَّة، ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة. المحلی: ( 4 / 308 ).
وليس في المعاصي ما يهدد الصوم ويحبط ثوابه مثل الغيبة مع تساهل الكثير فيها وخفاء صورها، حتى أنه جاء عن عائشة والأوزاعي أن الغيبة تفسد الصوم وتوجب القضاء وما هذا إلا لعظيم ذنبها.
وقال النووي في تعريفها ذكر المرء بما يكرهه، سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو خلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته.
أو طلاقته أو عبوسه أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته باللفظ أو بالإشارة والرمز. فحري بك أيها الصائم وأيتها أن تحفظ صيامك مما يخدشه ويُذهِب بثوابه فلا يكن حظك من صيامك الجوع والعطش.
فتمسك عما أحله الله لك وتطلق العنان فيما حرمه الله عليك فليس هذا مراد الله من الصيام.
الغيبة من أعظم ما يهدد الصوم.
تأملت تبويبات الحفّاظ أصحاب السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجه.. وكأنهم يرون أن المراد بقول الزور في حديث النبي: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه". أنها "الغيبة".
لذا قال أبو داود باب الغيبة للصائم.
والترمذي: باب التشديد في الغيبة للصائم.
وابن ماجه باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم.
فالغيبة وإن كانت لا تفسد الصوم وفق النظر الفقهي كما قال جمهور أهل العلم إلا أنها تفسده وفق النظر المقاصدي وتجعله صوما ناقصا، لا معنى له.
منقول









ابوالوليد المسلم 24-03-2025 10:32 AM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
الصدقة بالدعاء


تمر مواسم القربات وبيننا أحبة مشغولون بأوجاعهم أو أمراضهم أو فقدهم
أحبة نزلت بهم أخبار مؤلمة
وأحداث محزنة
أدهشتهم عن الدعاء
وعقلت ألسنتهم عن الشكوى
وخنقتهم من الكلام
تصدقوا عليهم بدعوات الغيب
اسألوا الله أن يربط على قلوبهم
وينزل عليهم السكينة
هبوا لهم دعوات ملحة

لحظة فارقة
رآك الله قد آثرت أخاك بالدعوات ومنحته رغم خصاصتك بكثرة الطلبات
والصدق والمناجاة
الله يحب الرحماء بعباده
ما يدريك وأنت مشغول تقول:

يارب اربط على قلب فلان بفقد ولده
يارب أنزل السكينة على فلان في مرضه
يارب رد على فلان غائبته
يارب فرج عن فلان كربته..

فيقول الله لك.
برحمتك بعبادي ودعائك أحللت عليك رحمتي.

ياله من فضل
حين تأتي يوم القيامة
وقد فرج الله كربا عظيما عن أخيك
بدعوة صادقة منك
لم يعلم بها
فصلحت حياته كلها بدعوتك
وجعل الله ذلك الخير كله في ميزان حسناتك...
تصدقوا عباد الله
اقسموا من خيرات دعواتكم للقانع والمعتر والمكلوم والمضطر
وأيم الله
إن في الناس مبهوتون لفقد ولد أو حبيب
قد بكمت ألسنتهم فلا يطيقون الكلام
فخذوا مكانهم في محاريب الدعاء
يارب أنزل السكينة قي قلوب المحزونين
وأذهب الغم والكرب عن المكروبين
لا يكشف الكرب غيرك.

منقول









ابوالوليد المسلم 25-03-2025 10:50 AM

رمضان في جاكرتا.. مسجد الاستقلال يجمع الآلاف حول مائدة الإفطار
 
رمضان في جاكرتا.. مسجد الاستقلاليجمع الآلاف حول مائدة الإفطار


شهِد مسجدُ الاستقلال الكبير في مدينة "جاكرتا" عاصمة "إندونيسيا" - إقبالًا واسعًا خلال الإفطار الجماعي الكبير الذي أقامه المسجدُ خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث تجمع الآلاف من المسلمين والزوَّار للمشاركة في مائدة الإفطار، ويُعرف المسجد الذي يُعَدُّ أحدَ أكبر المساجد في جنوب شرق آسيا، بتقديم تجربة إسلامية وثقافية فريدة كلَّ عام خلال شهر رمضان، تجمَع بين العمل الخيري والتواصل الاجتماعي.



وتُشرف لجنةُ الصدقات في مسجد الاستقلال على توزيع وجبات الإفطار المجانية يوميًّا، وتصل هذه الوجبات إلى حوالي 4500 وجبة، ويشارك أفرادٌ من المجتمع وبائعون محليُّون في تحضير هذه الوجبات وتقديمها؛ مما يعزِّز رُوح التعاون والتآخي بين الجميع.

يجلس المشاركون في ساحات المسجد الواسعة استعدادًا للإفطار؛ حيث يتبادَلون الأحاديث الودية في أجواء مُفعمة بالإيمان، ويجد العديد من المصلين والمسافرين في هذه التجمعات فرصةً للتواصل مع الآخرين، وقضاء لحظات من التأمل، ويشهَد الإفطارُ الجماعي حضورَ عائلات وأفراد من مختلف الأعمار والخلفيات.

ويؤكد أحمد "موليادي" أحد منظِّمي الحدث - أن الإقبال على الإفطار الجماعي يفوق دائمًا التوقعات، ويقول: "عادةً ما يفوق عددُ الحضور كميةَ الطعام المتاحة، لكننا نبذل جهدَنا لتوفير أكبر قدرٍ ممكن من الوجبات، ونواصل العمل لضمان حصول الجميع على طعام الإفطار".

يعيش زوَّارُ المسجد من غير المسلمين تجربةً خاصة عند حضور الإفطار الجماعي في مسجد الاستقلال؛ حيث تُتاح لهم فرصةٌ لاستكشاف الثقافة الإسلامية، والانخراط في أجواء رمضان، وتعبِّر "سيتي هافنيتا سيريغار سوكاواتي" التي تبلغ من العمر 77 عامًا عن شعورها بالسعادة بالمشاركة في الإفطار الجماعي قائلةً: "إن المشاركة في هذا التجمع تُشعرني بالسعادة الغامرة، إنه يُذكرني دائمًا بأهمية العمل الخيري والمجتمعي."

يَبرُزُ مسجد الاستقلال رمزًا للتراث الإسلامي في إندونيسيا؛ إذ تأسَّس عام 1978، ليكون أحد أكبر المساجد في العالم، ويَمزج المسجد في تصميمه بين العمارة الإسلامية التقليدية والتأثيرات العصرية؛ مما يَجعله تُحفة معمارية تستقطب العديد من الزوَّار.

ويُتيح الإفطار الجماعي بمسجد الاستقلال تجربةً إسلامية وثقافية للمسافرين الذين يزورون مدينة جاكرتا خلال شهر رمضان، من أجل استكشاف أجواء الشهر الفضيل داخل المسجد؛ المصدر: شبكة الألوكة.



ابوالوليد المسلم 25-03-2025 05:03 PM

سلسلة محاضرات رمضانية تثقيفية في مسجد جامعة "غادجاه مادا"
 
سلسلة محاضرات رمضانية تثقيفية في مسجد جامعة "غادجاه مادا"


يستقطب مسجد "غادجاه مادا" بمدينة مدينة "يوجياكرتا" الإندونيسية خلال شهر رمضان أعدادًا كبيرة من الزُّوَّار الذين يؤدون صلاة التراويح؛ حيث يتحول المسجد إلى مركز للعبادة والتعلم من خلال برنامج "رمضان في الحرم الجامعي"، الذي يُقدِّم أنشطةً تعليميةً وتثقيفيةً متنوعة تُقام بين الصلوات.

ينتظر المجتمع الأكاديمي وعامة الجمهور هذه السلسلة من الفعاليات بفارغ الصبر؛ لِما تقدمه من محاضرات قيِّمة يُلقيها خبراءُ بارزون في مجالاتهم، ومن بين المتحدثين المتميزين لهذا العام: محفوظ محمد، وأنيس باسويدان، وغنجار برانوو، ونجوى شهاب، وعبدالمعطي، ونزار باتريا.



تتنوع أنشطة رمضان في الحرم لجامعة "غادجاه مادا"؛ حيث تبدأ الفعاليات بمحاضرات السحور، يليها برنامج "رحلة المعرفة الرمضانية"، وتوزيع وجبات الإفطار المجانية، ومحاضرات رمضان العامة، كما تشمل الفعاليات التبرع بالدم، وحملات التبرع، ومسابقات لطلاب المرحلة الثانوية، وغيرها من الفعاليات.

وفي المقابل، يحتضن مسجد مركز المردلية الإسلامي بمدينة "يوجياكرتا" فعاليات برنامج "بركة رمضان"، التي تتضمن تقديم وجبات السحور والإفطار المجانية، والتبرعات الخيرية، وجلسات علمية مع المدارس الداخلية الإسلامية في "يوجياكرتا"، كما يُنظم البرنامج دروسًا تبدأ من السحور حتى صلاة التراويح.

أكد الدكتور "محمد يوسف" رئيس إدارة مسجد الحرم الجامعي لجامعة "غادجاه مادا"، أن أنشطة رمضان في الحرم الجامعي تهدف إلى تعزيز العبادة، وتشجيع الحوار، وقال في تصريح له على موقع الجامعة الإلكتروني: "تماشيًا مع رؤيتنا، نسعى من خلال هذا البرنامج إلى تقديم فوائد جمة في مجالات العبادة والفكر، والتمكين الاجتماعي، وغيرها من المجالات".

شهدت محاضرات التراويح اهتمامًا واسعًا؛ نظرًا لتنوع المتحدثين وثَراء الموضوعات التي يطرحونها، وصرَّح الدكتور يوسف قائلًا: "نحرص على اختيار المتحدثين وفقًا لمواضيع الدراسة، مما يُتيح طيفًا واسعًا من وجهات النظر المختلفة والجذَّابة والأكثر جوهرية".

شارك الدكتور "سيناوي" رئيس إدارة مسجد المردلية الإسلامي في تأكيد أهمية هذه الفعاليات، مشيرًا إلى أن برنامج "بركة رمضان" الذي يُقام في المسجد يهدف إلى إثراء حياة الأمة، وبناء الحضارة، وتعزيز الإنسانية، وأضاف أن المسجد يسعى ليكون مركزًا للثقافة الإسلامية المعاصرة والتعلُّم المبتكر.

وأكد الدكتور "سيناوي" على العناية في اختيار المتحدثين خلال الفعاليات بناءً على خبرتهم ومواضيع دراستهم؛ حيث يجب أن يتمتعوا بالكفاءة والخبرة في بعض الدراسات الإسلامية، إلى جانب التزامهم بالقيم الإسلامية؛ المصدر: شبكة الألوكة.



ابوالوليد المسلم 27-03-2025 12:44 PM

للعام الرابع على التوالي.. ملعب الاتحاد يحتضن إفطارًا رمضانيًّا في مانشستر
 
للعام الرابع على التوالي.. ملعب الاتحاد يحتضن إفطارًا رمضانيًّا في مانشستر

استضاف نادي مانشستر سيتي الإنجليزي الإفطار السنوي الرابع على التوالي في ملعبه؛ حيث دعا المسلمين، وممثلي الجالية الإسلامية، وموظفيه إلى تجمع رمضاني خاص على مائدة واحدة، بمشاركة أكثر من 120 شخصًا.

بدأت فعاليات الإفطار بتلاوة آيات من القرآن الكريم؛ مما أضفى أجواءً إسلامية ورمضانية على الحدث، واعتلى ممثلون عن النادي ومؤسسته الخيرية الْمِنَصَّة؛ حيث استعرضوا الجهود المبذولة لتعزيز التواصل مع الجالية الإسلامية، والبرامج الخيرية المتنوعة.



رفع المؤذن الأذان داخل ملعب الاتحاد بمدينة "مانشستر" الإنجليزية عند غروب الشمس؛ ليُعلِن لحظة الإفطار للحضور، ووزَّع المنظِّمون التمر والماء على الصائمين، قبل أن يقيموا صلاة العشاء في أجواء تسودها الأُلفة والطمأنينة.

قدَّم النادي بعد الصلاة بعد المأكولات المتنوعة؛ مما أتاح للضيوف فرصةً للتواصل معًا أثناء تناولهم الطعام، وأبدى الحاضرون سعادتهم بهذا الحدث، الذي يعزز الروابط بين النادي والمسلمين.

أشاد "محمد عبدالله"، أحد المسلمين الحاضرين بهذا الإفطار، واصفًا إياه بالمناسبة الرائعة التي جمعت بين الجالية الإسلامية والنادي الرياضي، وأشاد بدور النادي في تعزيز التواصل بين الجميع.

ويواصل نادي مانشستر سيتي تنظيم فعاليات ومسابقات رمضانية متاحة للجماهير في منطقة مانشستر الكبرى عبر مركزه الرمضاني، في خطوة تعكس اهتمامه بتعزيز المشاركة المجتمعية خلال هذا الشهر الفضيل.

تستمر أجواء التكاتف مع اقتراب نهاية شهر رمضان، فيما يستعد نادي مانشستر سيتي للاحتفال بعيد الفطر مع الجالية الإسلامية بمدينة "مانشسترالمصدر: شبكة الألوكة.



ابوالوليد المسلم 28-03-2025 05:50 PM

الاستعداد لعيد الفطر أحكام وآداب تضيء بهجة العيد
 
الاستعداد لعيد الفطر

أحكام وآداب تُضِيء بهجةَ العيد

محمد أبو عطية

يُعد عيد الفطر المبارك من أعظم الأعياد لدى المسلمين؛ فهو ختام لشهر رمضان الكريم؛ شهر الصيام والعبادة والتقرُّب إلى الله تعالى، ولأن هذا العيد مناسبة دينية واجتماعية عظيمة، فإن الاستعداد له لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يتعدَّاه إلى الجانب الروحي والمعنوي، مُتَّبعًا سُنةَ النبي صلى الله عليه وسلم وسنة أصحابه الكرام، في هذا المقال، سنتناول أحكام الاستعداد لعيد الفطر وآدابه، مستندين إلى النصوص الشرعية، وما ورد عن السلف الصالح.

أولًا: الاستعداد الروحي والمعنوي:
يعتبر الاستعداد الروحي والمعنوي أهم أركان الاستعداد لعيد الفطر؛ فهو جوهر الاحتفال وروحه، ولا يمكن أن يدرك المسلم لذةَ العيد وبركته، إلا بتطهير نفسه من الذنوب والعيوب، والانشغال بالعبادات والطاعات؛ ومن أهم مظاهر هذا الاستعداد:
غفران الذنوب والتوبة النصوح: قبل حلول العيد، يتوجب على المسلم أن يراجع نفسه، ويتوب إلى الله تعالى مما اقترفه من ذنوب ومعاصٍ، مخلصًا توبته لله تعالى، راجيًا مغفرته ورضاه؛ فالتوبة النصوح تُزيل الحُجُب بين العبد وربه، وتُهيئ القلب لاستقبال فرحة العيد بروحانية عالية؛ يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، والتوبة ليست مجرد قول بل فعل، يشمل التوقف عن الذنب، والاستغفار، والنية الصادقة بعدم العودة إليه.

زيادة العبادات في العشر الأواخر من رمضان: تعتبر العشر الأواخر من رمضان فرصة ثمينة للتقرب إلى الله تعالى؛ ففيها ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، فمن واجب المسلم أن يُكثر من الصلاة، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء، والذِّكر، والإكثار من الأعمال الصالحة؛ استعدادًا لاستقبال العيد بروح طيبة، وقلب مطمئنٍّ.

إخراج زكاة الفطر: زكاة الفطر ركن أساسيٌّ من أركان الاستعداد لعيد الفطر، وهي سُنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهي تطهير للصائم من اللغو والرفث، وتوزَّع على الفقراء والمساكين قبل صلاة عيد الفطر، وهي تمثِّل روح التكافل الاجتماعي والتراحم بين المسلمين، وتُسهم في تعزيز الروحانية، وتنقية النفس.

صلاة التراويح وقراءة القرآن: يُوصى بالحرص على أداء صلاة التراويح في رمضان، وقراءة القرآن الكريم؛ فهما من أبرز العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، وتنقِّي قلبه وتطهِّره.

الاستغفار والدعاء: يُنصح بالاستغفار الكثير والدعاء لله تعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا، وأن يجعل عيد الفطر عيدًا مباركًا، وأن يرزقنا الخير في الدنيا والآخرة.

ثانيًا: الاستعداد المادي والاجتماعي:
بعد الاستعداد الروحي، يأتي الاستعداد المادي والاجتماعي، وهو مكمل للجانب الروحي، وليس بديلًا عنه، ويشمل هذا الاستعداد ما يلي:
تهيئة الملابس الجديدة: من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبَس المسلم ملابس جديدة أو نظيفة في العيد؛ تعبيرًا عن الفرح والسرور بهذه المناسبة المباركة، وليس شرطًا أن تكون ملابس باهظة الثمن، بل يكفي أن تكون نظيفةً وجميلةً.

تحضير الطعام والشراب: من عادات المسلمين تحضير الطعام والشراب لإفطار يوم العيد، وتجهيز الولائم والضيافات لأهل البيت والأقارب، والأصدقاء والجيران؛ تعبيرًا عن الترابط والتكافل الاجتماعي، وذلك بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، ودون إسراف أو تبذير.

تنظيف المنزل: من المستحب تنظيف المنزل وتزيينه قبل العيد؛ إظهارًا للبهجة والسرور بهذه المناسبة، وتوفير جوٍّ مناسب لاستقبال الضيوف والأهل.

الاهتمام بالزيارة وصِلة الرحم: من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر زيارة الأهل والأقارب، والأصدقاء والجيران، وصلة الرحم، وتبادل التهاني والتبريكات؛ تعزيزًا للترابط الأسري والاجتماعي، وهذا من صميم السنة النبوية.

إعداد الهدايا: من المستحب إعداد الهدايا للأهل والأقارب والأصدقاء؛ تعبيرًا عن المودة والمحبة، وتوطيدًا للعلاقات الاجتماعية.

ثالثًا: آداب يوم العيد:
يشترط في الاحتفال بعيد الفطر مراعاة الآداب الشرعية؛ ومن أهمها:
التبكير لصلاة العيد: يُسَنُّ التبكير لصلاة عيد الفطر، والسير إلى المصلى مشيًا على الأقدام، وذلك من السنن النبوية.

الأكل قبل الذهاب لصلاة العيد: يُسن أكل شيء قبل الذهاب لصلاة العيد، حتى ولو كان تمرة أو شيئًا قليلًا.

اختيار طريق مختلف للذهاب إلى صلاة العيد: يُستحب اختيار طريق مختلف للذهاب إلى صلاة العيد، والعودة منه؛ حتى لا يضيق الطريق على الناس.

التعوُّذ من الشيطان: يُسن التهليل والتسبيح والتكبير، والدعاء والاستغفار أثناء الذهاب إلى صلاة العيد، والعودة منها.

عدم إضاعة وقت الصلاة بالحديث الفارغ: يُستحب عدم إضاعة وقت الصلاة بالحديث الفارغ، والانشغال بالذكر والدعاء.

التهنئة بالعيد: يُستحب تهنئة المسلمين بالعيد، بالقول: "عيدكم مبارك"، أو "تقبل الله منا ومنكم".

رابعًا: تجنب المحظورات:
يجب على المسلم تجنب بعض المحظورات أثناء الاحتفال بعيد الفطر؛ ومنها:
الإسراف والتبذير: يجب تجنب الإسراف والتبذير في الإنفاق على احتفالات العيد، والحرص على الاقتصاد والترشيد.

الذنوب والمعاصي: يجب تجنب ارتكاب الذنوب والمعاصي في أيام العيد، والحرص على التقوى والورع.

الغِيبة والنميمة: يجب تجنب الغيبة والنميمة، والحرص على حسن الخلق والحديث الطيب.

التفاخر والرياء: يجب تجنب التفاخر والرياء في مظاهر الاحتفال، والحرص على الإخلاص لله تعالى.

خاتمة:
يُعد الاستعداد لعيد الفطر فرصةً ثمينةً لتجديد العلاقة مع الله تعالى، وتعزيز الروابط الاجتماعية، والاستمتاع ببهجة العيد في إطار شرعي، مُتبعًا سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة سلفه الصالح، فليحرص كل مسلم على الاستعداد لهذا العيد المبارك استعدادًا روحيًّا ومعنويًّا وماديًّا؛ ليدرك لذته وبركته، وليكون عيدًا حقيقيًّا يُرضي الله تعالى، نسأل الله تعالى أن يصلي ويسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأن يجعل عيد الفطر عيدًا مباركًا علينا وعليكم جميعًا.




ابوالوليد المسلم 29-03-2025 09:32 AM

لا تحزنوا على وداعه
 
لا تحزنوا على وداعه


كنت أحزن جداً على قرب انتهاء رمضان
ففوجئت برسالة .. أُشعرت فيها بطبطبة رائعة
(لا تحزنوا على وداعه،، بل احمدوا الله أن بلغكم إياه،، وافرحوا وكبروا الله أن هداكم لصيامه وقيامه...)
لا تودعوه ،، بل اصطحبوه إلى باقي عامكم...
"رمضان" ليس شهراً ، بل أسلوب حياة وبداية التغيير ..
لا تودعوه ،، بل افسحوا له المجال ليحيا معكم وتحيوا به طوال العام..
الصوم لا يَنتهي..
القرآن لا يُهجر..
والمسجد لا يُترك ..
" {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} "
تقبل الله طاعتكم.. اللهم آمين

همسة
هاتان الليلتان الشريفتان الأخيرتان تشبهان غزوة أحد إن صحّ التشبيه.
يثبت فيهما الصادقون، ويستعجل فيهما المتعجلون؛ فينزلون لجمع الغنائم، فيفوتهم شرف الخواتيم.
اثبتوا يرحمكم الله؛ فإنما هي ساعات قلائل، ولا يدري المرء بأي ساعة يكون فيها قبوله وعتقه

(مختارات من مواقع التواصل)
منقول









ابوالوليد المسلم 30-03-2025 05:22 PM

أعيادنا أفراحنا
 
أعيادنا أفراحنا



كتبه/ إبراهيم جاد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فحُقَّ لكلِّ مَن صامَ وقامَ وقرأَ القرآنَ في الليلِ والنهارِ أن يحتفلَ بالعيدِ؛ فأعيادُنا أفراحُنا.
حُقَّ لكلِّ مَن حَفِظَ البطنَ وما وعتْ، وصانَ الفرجَ في نهارِ رمضان عن الحلالِ، وحفظ العينَ والسمعَ والبصرَ عن المحرماتِ بحقٍّ أن يحتفلَ بعيدٍ؛ فأعيادُنا أفراحُنا.
حُقَّ لكلِّ مَن جفَّ حلقُه من كثرةِ الذكرِ، ودمعتْ عيناهُ من الخوفِ ورجاءٍ فيما عندَ اللهِ، وقدَّرَ شهرَ رمضانَ حقَّ تقديرِه، وارتعدَ قلبُه على عملِه ألا يُقبلَ أن يحتفلَ بالعيدِ؛ فأعيادُنا أفراحُنا.
حُقَّ لكلِّ من قلَّ نومُه، وطالَ سهرُه بينَ كلماتِ ربِّه؛ قراءةً وتهجُّدًا ودعاءً، وحرمَ النَّفْس من فضولِ الكلامِ ولذاتِ المجالسِ، ومن الملهياتِ والشهواتِ التي تتنافى مع مقاصدِ الصيامِ أن يحتفلَ بالعيدِ؛ فأعيادُنا أفراحُنا.
حُقَّ لكلِّ من تصدَّقَ على الفقراءِ والمساكينِ والمحتاجينَ؛ فأغناهم عن ذلِّ المسألةِ في شهرِ الطاعةِ، ولكلِّ من أطعمَ الصائمينَ وأعانَ القائمينَ وسهَّلَ على الناسِ طاعتَهم لربهم جلَّ وعلا أن يحتفلَ بالعيدِ؛ فأعيادُنا أفراحُنا.
حُقَّ لكلِّ من قاومَ الكسلَ والخمولَ، وسعى أن يوازن بين عملِه الدنيويِّ وبين شهرِ رمضان فلم تفترْ عزيمتُه ولم تغبْ عنه همتُه؛ فقسمَ الأوقاتَ واستغلَّ الفرصَ والساعاتِ؛ أن يحتفلَ بالعيدِ؛ فأعيادُنا أفراحُنا.
حُقَّ لكلِّ امرأةٍ مسلمةٍ وقفتْ جاهدةً محتسبةً صابرةً لإفطارِ الصائمينَ وتسحُّرِ المتسحرينَ، قاومتْ وتعبتْ وكابدتْ ورغمَ ذلكَ لم تنسَ نصيبَها من شهرِ رمضانَ من العبادةِ والطاعةِ أن تحتفلَ بالعيدِ؛ فأعيادُنا أفراحُنا.
حُقَّ لكلِّ صغيرٍ وكبيرٍ، رجلٍ أو امرأةٍ، صحيحٍ أو مريضٍ عظَّمَ مرادَ اللهِ من شهرِ رمضانَ، وبحثَ عن مرضاتِه وأدارَ الوجهَ والقلبَ عن محرماتِه أن يحتفلَ بالعيدِ؛ فأعيادُنا أفراحُنا.
فيا أيها المحتفلونَ بالعيدِ... أعيادُنا ليست أبدًا مجرد ذكرى تاريخيةً فحسبُ، إنما هي طاعاتٌ، وبعدَ طاعاتٍ؛ فلا تلوثوها بالمعاصي والذنوبِ، ولتعلموا أن أعيادَنا جعلها ربُّنا جماعيةً ففرحتُها جماعيةٌ وصلاتُها جماعيةٌ؛ فشاركوا الفقراءَ والأغنياءَ والأطفالَ والعلماءَ والعوامَ فرحتَهم، وأعلوا فيها الدعاءَ والتهنئةَ والتزاورَ والمودةَ، وإياكم والتهاجرَ والتخاصمَ، وكلوا واشربوا فالصومُ فيها حرامٌ عليكم، وكأنها فاصلٌ إيمانيٌّ لمواصلةِ السيرِ إلى اللهِ تعالى.
فاللهم أدمْ علينا أعيادَنا وأفراحَنا في عزٍّ وتمكينٍ، وفرحٍ وسرورٍ.
واحفظْ كلَّ بلادِ المسلمينَ وأعراضَهم وأموالَهم.




ابوالوليد المسلم 31-03-2025 04:09 PM

العيد موسم الفرح والسرور
 
العيد موسم الفرح والسرور

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله

العيد هو موسمُ الفرح والسرور، وأفراحُ المؤمنين وسرورهم في الدنيا، إنما هو بمولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثوابَ أعمالهم بوثوقهم بوعْده لهم عليها بفضله ومغفرته؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[يونس: 58].

قال بعض العارفين: ما فرِح أحدٌ بغير الله إلا لغفلته عن الله، فالغافل يفرَح بلهْوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.

لَما قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ، كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «إن الله قد أبدَلكم يومين خيرًا منهما، يوم الفطر والأضحى»؛ أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.

والحديث دليلٌ على أن إظهار السرور في العيدين مندوبٌ، وأن ذلك من الشريعة، فيجوز التوسعة على العيال في الأعياد، بما يحصُل لهم من ترويح البدن وبسْط النفس، مما ليس بمحظور ولا شاغلٍ عن طاعة الله.

وأما ما يفعَله كثيرٌ من الناس في الأعياد من التوسُّع في الملاهي والملاعب، فلا يجوز؛ لأن ذلك خلاف ما شُرع لهم من إقامة ذكر الله، فليست الأعياد للهو واللعب والإضاعة، وإنما هي لإقامة ذكر الله والاجتهاد في الطاعة، فأبدَل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يَومي الذِّكر والشكر والمغفرة والعفو.

ففي الدنيا للمؤمنين ثلاثة أعياد: عيد يتكرَّر كلَّ أسبوع، وعيدان يأتيان في كل عام مرة من غير تَكرار في السَّنة.

فأما العيد المتكرِّر، فهو يوم الجمعة، وهو عيد الأسبوع، وهو مترتِّب على إكمال الصلوات المكتوبات، وهي أعظم أركان الإسلام ومبانيه بعد الشهادتين.

وأما العيدان اللذان لا يتكرَّران في كل عام، وإنما يأتي كلُّ واحد منهما في العام مرة واحدة، فأحدهما: عيد الفطر من صوم رمضان، وهو مترتِّب على إكمال صيام رمضان، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه، فإذا استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم، استوجبوا من الله المغفرة والعتقَ من النار، فإن صيامه يوجِب مغفرة ما تقدَّم من الذنوب، وآخره عتق من النار، يُعتَق فيه من النار مَن استحقَّها بذنوبه، فشرَع الله تعالى لهم عقب إكمالهم لصيامهم عيدًا يجتمعون فيه على شكر الله وذكره، وتكبيره على ما هداهم له، وشرَع لهم في ذلك العيد الصلاةَ والصدقة، وهو يوم الجوائز يستوفي الصائمون فيه أجرَ صيامهم، ويرجعون مِن عيدهم بالمغفرة.

والعيد الثاني عيد النحر، وهو أكبر العيدين وأفضلهما، وهو مترتِّب على إكمال الحج، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام ومبانيه، فإذا أكمل المسلمون حجَّهم غفر لهم.

فهذه أعياد المسلمين في الدنيا، وكلها عند إكمال طاعة مولاهم الملك الوهاب، وحيازتهم لِما وعدهم من الأجر والثواب[1].

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العيد:
كان يَلبَسُ أجملَ ثيابه، ويأكُل في عيد الفطر قبل خروجه تمرات، ويأكُلهن وترًا: ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا.

وأما في عيد الأضحى، فلا يأكل حتى يرجع من المصلى، فيأكُل من أُضحيته، وكان يؤخر صلاة عيد الفطر ليتسع الوقت قبلها لتوزيع الفطرة، ويعجل صلاة عيد الأضحى ليتفرَّغ الناس بعدها لذبح الأضاحي، قال تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر: 2].

وكان ابن عمر مع شدَّة اتباعه للسُّنة، لا يخرج لصلاة العيد حتى تطلُع الشمس، ويكبِّر من بيته إلى المصلى.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بالصلاة قبل الخطبة، فيصلي ركعتين يكبِّر في الأولى سبعًا متوالية بتكبيرة الإحرام، ويَسكُت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة، ولم يُحفَظ عنه ذكرٌ معين بين التكبيرات، ولكن ذُكِرَ عن ابن مسعود أنه قال: يَحمَد الله ويثني عليه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان ابن عمر يرفع يديه مع كل تكبيرة، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أَتَمَّ التكبير أخذ في القراءة، فقرأ في الأولى الفاتحة ثم «ق»، وفي الثانية «اقتربت»، وربما قرأ فيها بـ «سبِّح» و«الغاشية».

فإذا فرَغ من القراءة كبَّر وركع، ثم يكبِّر في الثانية خمسًا متوالية، ثم أخذ في القراءة، فإذا انصرف قام مقابل الناس وهم جلوسٌ على صفوفهم، فيَعِظهم ويأمُرهم وينهاهم، وكان يخالف الطريق يوم العيد، فيذهب من طريق ويرجِع من آخر[2].

وكان يغتسل للعيدين، وكان صلى الله عليه وسلم يَفتتح خطبه كلها بالحمد وقال: «كلُّ أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بحمد الله، فهو أجذمُ»؛ رواه أحمد وغيره.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم العيد ركعتين لم يصلِّ قبلهما ولا بعدهما)؛ أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.

والحديث دليلٌ على أن صلاة العيد ركعتين، وفيه دليلٌ على عدم مشروعية النافلة قبلها وبعدها في موضعها، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[1] انظر لطائف المعارف لابن رجب ص 285- 288.

[2] انظر زاد المعاد في هدي خير العباد، 1/ 250 – 254 لابن القيم رحمه الله تعالى.







ابوالوليد المسلم 11-04-2025 06:54 PM

أعمارنا ومنصات التواصل الاجتماعي
 
أعمارنا ومنصات التواصل الاجتماعي
محمد إبراهيم خاطر


نشل الأوقات
المسلم والفراغ
ضياع الأوقات والتخلف
الوقت هو الحياة

شخص يقف على جهاز لوحي محاط بشاشات متعددة تعرض صفحات ويب، مع وجود رموز رقمية في الخلفية وساعة تشير إلى الوقت، تعكس فكرة التكنولوجيا والبيانات.

آفة هذا الزمان التي ابتلي بها جميع الناس – إلا من رحم الله – هي هدر الأوقات على منصات التواصل الاجتماعي، التي تستهلك لا أقول وقت الإنسان، بل تستهلك عمره وحياته.
نشل الأوقات

يظهر أحد المقاطع المصورة تراجع حجم الوقت الذي يقضيه الفرد مع أسرته لصالح أمور أخرى، ولكن أخطرها على الإطلاق هو الوقت الذي يقضيه الفرد في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وما تعج به من منشورات ومقاطع قصيرة مصورة لا يتجاوز المقطع منها بضع دقائق، ولكنها تستهلك الوقت بشكل كبير ويجد المرء نفسه وقد قضى ساعات طوال وهو يطالع تلك المقاطع دون أن يشعر ودون أن يمل!

ومواقع التواصل الاجتماعي باتت تستهلك ساعات طويلة من يوم الإنسان ومن حياته، وكل ذلك على حساب الواجبات وعلى حساب صحة الإنسان الجسدية والنفسية، ومع ذلك لا يحظى هذا الأمر بالاهتمام المطلوب والتحذير من خطورته على الفرد وعلى المجتمع، بل وعلى الأمة بأسرها.

وخطورة هذه المقاطع تكمن في استهلاكها للوقت، وفي مضمونها التافه الذي لا يستفيد منه الإنسان شيئًا، وفي تأثيرها السلبي على نفسية الإنسان.
المسلم والفراغ

الحياة المعاصرة وعلى الرغم من تعقيدها وكثرة الانشغالات لدى معظم الناس، إلا أنها خلقت أوقات فراغ طويلة لدى فئات كثيرة وبخاصة الشباب الذين يقضون معظم أوقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي وباتت بالنسبة لهم حياة افتراضية يهربون إليها من الحياة الواقعية لأسباب كثيرة.

والمسلم لا يوجد لديه وقت فراغ، يقول الله عز وجل:{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ } (سورة الشرح: 7 ) يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره:” وقوله {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب} أي: إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها، فانصب في العبادة، وقم إليها نشيطا فارغ البال، وأخلص لربك النية والرغبة”.

والمسلم يعلم يقينا أنه سيسأل عن عمره، فعن أبي برزة الأسلمي، أن النبي ﷺ قال:”لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ، وفيمَ أنفقَهُ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ؟”. أخرجه الترمذي (2417).

وتضييع الوقت من علامات المقت كما يقول الصالحون، ويقول ابن القيم رحمه الله: “إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله، والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا، وأهلها”.

ضياع الأوقات والتخلف

الوقت هو أثمن ما يمتلكه الإنسان، ومغبون كل من فرط ولو في ساعة منه، وقد أحسن من قال:”من أمضى يومًا من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرض أداه، أو مجدٍ أصله، أو حمد حصله، أو خيرٍ أسسه، أو علمٍ اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه”. ومن أقوال الفاروق رضي الله عنه:”إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللًا لا في عمل دنياً ولا في عمل آخره”.

والمعضلة المتعلقة بالوقت لدى الفرد والأمة، هي تضييع الاوقات على حساب الواجبات، سواء كانت تلك الواجبات في حق الله عز وجل كالعبادات المفروضة، أو في حق العباد كأداء الحقوق لأصحابها. وتضييع الأوقات يحرم الكثيرين من تحقيق التميز والمجد الشخصي الذي يمكن للإنسان أن يحصله باستغلال وقته في العلم أو في العمل النافع لنفسه أو لغيره، ويعيق نهضة الأمة التي تتحقق بالعمل الدؤوب واستغلال الأوقات في النافع والمفيد.
الوقت هو الحياة

تضييع الأوقات والغفلة عن ذكر الله عز وجل من الأمور التي يتحسر عليها الإنسان يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ” من اضطجعَ مضجعًا لم يذكرِ اللهَ تعالى فيه إلا كان عليه تِرَةً يومَ القيامةِ، ومن قعد مقعدًا لم يذكرِ اللهَ عز وجل فيه إلا كان عليه تِرَةً يومَ القيامةِ. أخرجه أبو داود (5059). وتِرَةً، أي: حَسْرةً ونَدامةً.

وأخيرًا تذكر أن كل يوم من حياتك هو صفحة بيضاء سوف تطوى بنهاية اليوم ولن تعود، فلذلك احرص على أن تملأها بما يسرك يوم القيامة، حتى لا تندم في وقت لا ينفع فيه الندم، يقول الله عز وجل: { حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (سورة المؤمنون: 99-100).

ابوالوليد المسلم 29-09-2025 03:54 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
https://al-forqan.net/wp-content/med...0e33e63df5.jpg


رمضان في شرق أفريقيا… تقاليد إسلامية عريقة وعادات محلية متشابهة


يعيش سكان شرق أفريقيا في شهر رمضان المبارك أجواء روحانية هادئة، فعلى غرار الدول الاسلامية الأخرى، يرتبط هذا الشهر الكريم عند سكان شرق أفريقيا بالجانب الروحي أكثر من أي شيء آخر. الرجال تكفّلوا -منذ بضعة أيام- بمهمّة إعداد المساجد لهذا الضيف الكريم، من تجديد الحصر والسجّاد، وتنظيف الساحات، أمّا هيئة إدارة المساجد، فقد كثّفت مؤخّرا من اجتماعاتها، للتباحث بشأن البرنامج التنشيطي لاستقبال الضيف المبجل.
فبعد صلاة الجمعة من كلّ أسبوع، يستعرض أئمة المساجد ما تيسّر من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، مذكّرين المصلّين بالتعاليم السمحة للإسلام، والأهداف النبيلة للشهر الفضيل.
ويتميز السكان في شرق أفريقيا بحلول شهر رمضان بمساعدة الفقراء الذين غالبا ما يرتادون المساجد للصلاة والعبادة خلال الشهر الكريم؛ حيث إن المساجد تتحوّل إلى ملاجئ لأولئك المشرّدين الذين لا مأوى لهم، وأطباق المحسنين تغدو نعمة من الله، تقيهم وطأة الحرمان في شهر رمضان؛ ولهذا فإنّ المحسنين بصدد التزوّد منذ الآن بمختلف المنتجات استعدادا لتقديم الأطباق لرواد المساجد.
إفطار جماعي
وفي العادات الكريمة التي اعتادها سكان هذه القارة لدى حلول هذا الشهر المبارك إفطار جماعي في كل من المساجد والمؤسسات والبيوت، لسد احتياجات الفقراء والمعوزين الذين لا يجدون ما يسد رمقهم، وأعدت الهيئات الخيرية في العاصمة نيروبي ملاجئ إفطار لإيواء هؤلاء المحتاجين، فأهالي نيروبي يستعدون من جانبهم؛ لاستقبال شهر الصيام على طريقتهم الخاصة.. فبالنسبة لـ(أحمد محمد) «متزوّج وله ابن واحد»، فإنّ توفير احتياطي من المنتجات الأكثر استهلاكا في رمضان (السكر والتمور والحليب) يمرّ قبل كل شيء.. قال: إنّ لديه طقوسا أخرى قبل حلول رمضان، وتشمل بالأساس إرسال الأموال إلى عائلته الكبيرة في إحدى المناطق الداخلية للبلاد، وذلك لمساعدتها على “أداء فريضة الصيام دون صعوبات»، على حدّ تعبيره.
في كينيا
تشير التقارير أن مسلمي هذا البلد يقدر ما بين 8 إلى 10 ملايين مسلمٍ ، يُشكِّلون ما نسبته 35% من تعداد سكان هذا البلد، ينتشرون في مختلف أنحاء البلاد، ولاسيما في القطاع السَّاحليِّ في مُدنِ (باتا) و(لامو) و(مالندي) و(مومباسا)، كما يعيش مسلمون في مناطق الدَّاخل، كما في العاصمة نيروبي، والمناطق المتاخمة للحدود بين الصومال وكينيا.
ويعد مسلمي كينيا مِن أحرص الناس على التقاليد؛ حيث تتبادل الأسر المختلفة لاسيما المتجاورة تنظيم الإفطار الجماعي في كل يوم من أيام الشهر الكريم، وتُعقد جلسات جماعية بعد انتهاء صلاة التراويح يتبادل فيها الصائمون الأحاديث والحوارات حول أوضاعهم وأهم المشكلات القائمة، فضلاً عن تحديد أوجه إنفاق الزكاة المجموعة خلال رمضان وتوجيهها لمصارفها الشرعية حتى لا يكون هناك جائع خلال عيد الفطر، ويحتفل الجميع في هذه المناسبة بسرور وبهجة تعكس التضامن والتكاتف بين المسلمين.
ختم القرآن
وفي العاصمة (نيروبي) تشهد هذه الأيام ازدحامًا شديدًا في المساجد؛ حيث يحرص المسلمون على التوافد على المساجد توافدا مكثفا خلال صلاتيْ العشاء والتراويح، بل يصطحبون أطفالهم من أجل الحفاظ على العادات والتقاليد الرمضانية ومن أهمها حضور التراويح في المساجد، ويحرص الكينيون على ختم القرآن الكريم أكثر من مرة، وهناك عادات موروثة عن الأجداد يحرص عليها مسلمو كينيا في رمضان، وتتمثل في عدم إغلاق أبواب منازلهم طوال الشهر الكريم أمام الجميع، سواء الأقارب أم الأصدقاء أم أبناء السبيل.
المسحراتيه
ومن الأشياء المميزة في كينيا ما يتعلق بالسحور؛ فهناك من يقومون بإيقاظ الناس للسحور بإيقاعات الطبول، وضرب الدفوف، وأيضا من خلال الأناشيد الدينيه التي تعظِّم الشَّهر الفضيل، وتدعو إلى الصِّيام والقيام، وتبدأ هذه العادة قبل رمضان بأيامٍ قليلةٍ؛ حيث يتجول (مسحراتيَّة) كينيا في أحياء المدينة وأسواقها التي يسكنون فيها بأكملها قبل رمضان بيومَيْن، مهنئين المسلمين بمناسبة حلول الشَّهر الفضيل.
وتجدر الإشارة إلى أن حوانيت المواد الغذائية المملوكة للمسلمين في كينيا تغلق أبوابها في رمضان، ولا تقدم سلعها نهارًا إلا بعد صلاة العصر، استعدادًا لإفطار الصائمين؛ حيث يعد المسلمون الإفطار والمجاهرة به في نهار رمضان عارًا كبيرًا يوصَم من يُقدم عليه بصفات خسيسة تجبره على عدم الإقدام عليه مرة أخرى؛ حيث ينهى العلماء عن ذلك بحدة.
مأكولات الطاقة
يتناول الكينيون الأطعمة ذات المحتوى السكري في رمضان، ويقومون بِشواء البطاطا الكبيرة المليئة بالطاقة لتعويض ما فقدوه طوال النهار، أما المشروبات فمنها (الماتوكي) المخلوط بالتمر والموز، فضلاً عن الانتظام في شرب عصير البرتقال المنتشر بصورة مطردة في كينيا، فضلاً عن وجود شراب تقليدي يسمى (اوجي)، وهو مكوَّن من دقيق الذرة والماء المحلَّى بالسكر، ويُشرب حارًّا وباردًا، وأما الأطعمة الخاصة بالسحور فيحرص الكينيون على تناول الأرز والكالي مع تناول الشاي بالحليب.
في أوغندا
تعد أوغندا، الدولة الوحيدة التي لا يتغير فيها عدد ساعات الصوم صيفا وشتاء، وتشتهر بالعديد من العادات والتقاليد الغريبة في شهر رمضان المبارك، فعند الغروب قبيل الإفطار يتجمع الأطفال في القرى المسلمة في أوغندا، ويبدؤون بالنداء على الكبار عند كل بيت، ويتجمع عقبها الكبار للإفطار عند أحد المنازل يتم اختياره.
ضرب الزوجات
ويتناول الأهالي إفطارهم الذي يتكون غالبا من الشوربة والموز المشوي والخبز، عقب تأدية صلاة المغرب، وفي اليوم التالي يتم اختيار منزل آخر للإفطار فيه. ومن أغرب العادات لدى قبائل اللانجو الأوغندية في رمضان ضرب الزوجات على رؤوسهن قبل الإفطار، وبرضاها طبعا! تقوم بعدها المرأة بتجهيز الإفطار.
في تنزانيا
أما في تنزانيا فيعيش المسلمون فيها يوصفهم أصحاب بلاد، لديهم العادات والتقاليد الخاصة بهم، ولديهم حرية العقيدة وحرية ممارسة شعائرهم الدينية.
ويتسم المجتمع الإسلامي في هذه البلاد بالحفاظ على تعاليم الدين والاهتمام بإحياء كل المناسبات الدينية الإسلامية، وعلى رأسها بطبيعة الحال شهر رمضان الكريم.
تعظيم رمضان
ويعَظِّم التنزانيون شهر رمضان، ويضفون على يومياتهم مهابة خاصة تليق بجلال الشهر، فيستعدون له من منتصف شعبان ويزيّنون الشوارع والمساجد وحتى المحال التجارية، وينتهزونه فرصة لصلة الأرحام والتقارب الاجتماعي.
أما جانب المأكولات في تنزانيا فأهم ما يؤكل في رمضان التمر والماء المحلّى بالسكّر والأرز والخضروات، إلى جانب الأسماك بحكم أنهم بلد ساحلي.
ضرب الدفوف
عادةً يُعلن عن بدء رمضان متأخرا؛ ولذلك فإن أكثرهم لا يصومون أول يوم، ويتم إعلان رؤية الهلال بالإذاعة وفي التليفزيون، ويتناولون السحور مبكرا في الساعة الثانية والنصف صباحا، ويمسكون عن المفطرات قبل الفجر -الصادق- بعشر دقائق، أي وقت الإمساك، وتتجاوز ساعات الصيام هناك الـ12 ساعة.
وتعلن بعض المساجد عن انتهاء ساعات الصيام بضرب الدفوف، وقليل منهم يؤدون صلاة المغرب في المساجد، وتعاني البلاد من قلة عدد الدعاة وعلماء الدين، وبالتالي قلة الدروس والمحاضرات الد ينية، وكذلك قلة عدد المؤديين لصلاة التراويح.
وعموما يعيش المسلمون في شرق أفريقيا لدي حلول شهر رمضان المبارك أجواء روحانية، وليالي أفريقية، تتسم بالعبادة والتقرب إلى الله، والإنفاق، اضافة إلى الإفطار الجماعي والتكافل بين المسلمين في شرق الخير.



اعداد: كمال الدين شيخ محمد عرب







الساعة الآن : 07:34 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 248.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 246.43 كيلو بايت... تم توفير 1.73 كيلو بايت...بمعدل (0.70%)]