ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 964 - عددالزوار : 122095 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2009, 11:59 PM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
Thumbs up ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!



ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف! (قصة قصيرة)


كعادتي كلَّ خميس، عدتُ من السوق الأسبوعي بعدما قضيت مآربي، فكَّرت أن أغيِّر طريقي صوب مركز المدينة، واختصرت المسير، وكأني فعلتُ ذلك بدافع لا أعرف سبَبَه الرئيس!

وبينما أنا أسير أحسست أني ما زلت أسيرًا لأصوات الباعة، شاردَ الفكر، مشتَّتَ الذهن، أخبط بخطاي خبط عشواء.

وما هي إلا لحظات، حتى وجدت نفسي في منتصف الطريق، وأمام منظر - على الرصيف - يبعث على الحزن العميق؛ جثة هامدة، ولا حراك، تتوسد دراجة عادية، وكأن يدًا خفية وضعتها بحنو على هذه الهيئة، فارقَتِ القبعة البيضاء رأسَه الحليق، وقد استسلمتْ هي الأخرى للنوم العميق، إنه شاب وسيم، ذو لحية خفيفة، وقميص رمادي، فارق نعلاه رجلَيْه.

والمشهد في نهاية المطاف يوحي أن الشاب سقط من دراجته لسبب من الأسباب؛ لسرعة صرعته، أو لمصيبة فاجعته، فآل أمره إلى ما ترى، قد يكون المشهد مألوفًا؛ نظرًا لكثرة حوادث السير في بلداننا، ولكن الذي استوقفني متأملاً، ومستغربًا، ومتسائلاً: لماذا لم يقترب منه أحد؛ ليمدَّ له يدَ المساعدة، ولإنقاذ حياته، إن قُدِّر له أن يعيش؟

لما أمعنتُ النظر، وضعت الإصبع على سبب الخطر؛ إنه شاب ملتزم، يُهاب حيًّا وميتًا، للصورة القاتمة التي صنَعَها الإعلام الغربي، وإعلامنا العربي الإسلامي للأسف، يُهاب أن يكون قنبلةً موقوتة تخرب العمران، وتُودِي بحياة الإنسان؛ لذلك لم يستطع أن يدنوَ منه دانٍ، أو أن يتحسسه إنسانٌ.

حرَّك المنظرُ الرهيب دواخلي، وتحرَّكتْ عواطفي، فانحنيت في ثبات أناديه: أخي، قم، أخي، ما بك؟!

لمست يده المتدلية، فإذا هي أبرد من الثلج، أزلتُ ما علِق بها من تراب، وعاودت الكرَّة، ولا حركة، وما هي إلا دقائق معدودة، حتى اقترب الناس مني بخطوة إلى الأمام، وخطوتين إلى الخلف، وفجأة اقتحم شاب مُلتحٍ الصفوفَ يحمل كوب ماء، فشرع يرشه بالماء على أطرافه، وهو يقول - مخبرًا عن حقيقة الحادث -: مسكين، عَلِم بوفاة أخته، فأغمي عليه!

ما يزال في غيبوبته، رفعت رأسي أقرأ وجوه الجموع، فإذا بشاحنة استوقفها الحادث، تَحمل أهلَ بادية مجاورة، ونزل الناس مِن على متنها، فتعالت صيحاتهم ناصحين - وقد امتلأت قلوبُهم شفقة ورِقَّة -: "احملوا الرجل إلى الداخل".

هؤلاء بقُوا على طينتهم صالحين، لم يُغيِّر فيهم الإعلامُ الفاسد خصالَ الخير، تعوَّدوا أن بيوتهم في البادية بيتُ كرم وإِحسان، على عكس الفِرقة التي صنعتْها الحضارة والمدنيَّة المزيفة في المدن.

وثَبْنا مجتمعين لحمل الشاب إلى منزل بالجوار، حتى وضعناه على سرير في إحدى الغرف، فبحثنا عن طِيبٍ ليشمَّه، فشرعت أتلو على مسمعه ما تيسَّر من القرآن، إلى أن أفاق المسكين بالأنين على وجع الموت، عانقني عناقًا حارًّا، دمعَتْ له عيناي، واختنقت به أنفاسي، بادرتُه بكلمات أعزِّيه: "إن لله - تعالى - ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى؛ فلتصبر، ولتحتسب، إنا لله وإنا إليه راجعون".

بكى بكاءً شديدًا، لا تسخُّطَ فيه، وما هي إلا الدموعُ التي يغلي بها قِدْرُ الفؤادِ المتصدِّعِ من موت أخته، والمنفطرِ من ألَمِ الفراق، هدأ روعه وبكاؤه، فاستودعتُه اللهَ وانصرفت إلى حال سبيلي، أردِّد قول الشاعر:

إِنِّي مُعَزِّيكَ لاَ أَنِّي عَلَى ثِقَةٍ مِنَ الحَيَاةِ وَلَكِنْ سُنَّةُ الدِّينِ
فَلاَ المُعَزَّى بِبَاقٍ بَعْدَ مَيِّتِهِ وَلاَ المُعَزِّي وَلَوْ عَاشَا إِلَى حِينِ


انصرفتُ والدموعُ تنهمر على خدِّي؛ حسرةً وألمًا على ما وصلتْ إليه وضعيةُ الملتزم الملتحي في مجتمعاتنا، والنظرة السيئة التي يتوجَّه بها الناس إليه؛ يتصيَّدون عَثَراتِه، ويتتبَّعون عَوْراتِه، ويجمعون سقطاتِه، ينظرون إليه وكأنه نبي مرسَل، أو مَلَك منزل.

فلا غرابة أن تجد بعض الملتزمين يخصُّونك بالسلام من دون المارة - برغم كونهم مسلمين - ولا أرى لها من تأويل، إلا الغربة التي يعاني منها المسكين، وكأنك - أخي القارئ - تسمع كلامًا يقول لك: "أيها الملتزم، لن تصبح مواطنًا صالحًا، حتى يترضى عليك الإعلامُ الفاجر، و يلقى منظرُك القَبولَ لديهم".

هذه حالة واحدة من حالات كثيرة لا يحصيها العدُّ، يعيش فيها الملتزم غربةً بين أهله وذويه؛ فأين المفرُّ، وممن المهرب؟!



منقول
__________________


( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا )



{ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-05-2009, 12:22 AM
الصورة الرمزية الطامح
الطامح الطامح غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: yemen
الجنس :
المشاركات: 1,870
الدولة : Yemen
افتراضي رد: ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!

السلام عليكم ورحمة الله

فعلاً هذا واقع مرير نعيشه بعد ان استطاع الاعلام الغربي الفاسد من تشويه صورة الملتزمين ومن يربون لحيتهم

قصه عجيبه وتدعو للتأمل

بوركتي اختي الكريمه فتاة التوحيد وجزيتي خيراً

.
__________________





سنظل نحفر في الجدار
إما فتحنا ثغرة للنور
او متنا على وجه الجدار
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-05-2009, 01:05 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!

بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء.

قصة مؤثرة يا فتاة التوحيد

جزاك الله خيراً على النقل


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-05-2009, 05:12 PM
الصورة الرمزية ولاء الثريا
ولاء الثريا ولاء الثريا غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: مكة المكرمة
الجنس :
المشاركات: 725
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!

تسلـــــــم الأنـــامل

جزاك الله خيـــــــــــــــــــــــــــرا


يعطيـــــك العافيـــــة على هذه القصه

تقبلي مروري
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-05-2009, 07:05 PM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
افتراضي رد: ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الأخوة والأخوات الأفاضل ...

* الطامح
* أم عبد الله
* ولاء الثريا

أنرتم الموضوع بتشريفكم وروعة تعليقاتكم ،
فبارك الله بكم
وجزاكم الله كل الخير .

فى أمان الله .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-05-2009, 10:48 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!

اولا بوركتى اختاه وحياكى ربى
ثانيا هذه قصة او امر اصبح بين الجميع فالغربة عظيمة وشديدها اشدها ما تحتويه النقل الطيب غربة الدين
فهو ظاهر وفى نفس الوقت تصديق نبوى واصل ربانى وتمتع بشرى ولذة طيبة لايشعر بها الا الغرباء
اللهم اجعلنا منهم
وبارك ربى بكى والسلام عليكم
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-05-2009, 11:01 PM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
افتراضي رد: ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أولاً ... نحمد الله على سلامتك أخى الفاضل

ثانياً ... أتفق معك أن للغربة فى الدين لذة لا يدركها ألا من عاشها ،
ولكننا لا نستطيع العيش بمفردنا فى هذة الحياة ، شئنا أم أبينا فطبيعتنا كبشر نحتاج لمن حولنا ...( جنة بلا ناس ما تنداس ).

بارك الله لك
وجزاك الله كل خير .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-05-2009, 12:58 AM
الصورة الرمزية ميمي دريمي
ميمي دريمي ميمي دريمي غير متصل
مشرفة ملتقى العلمي والثقافي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: ــin my homeــ
الجنس :
المشاركات: 1,741
الدولة : Saudi Arabia
25 رد: ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!

تحية طيبة
باركـ الله فيك اختي المبدعة
..فتاة التوحيد..

للاسف يعلم الاطفال بالغرب منذ نعومة اظافرهم ان كل ملتحي ارهابي
وكل عربي ارهابي
وكل مسلم ارهابي
وللاعلام دوره الكبير
ولكن بيدنا تغيير هذه الصورة
بان يكون من شبابنا المسلم"الملتحي"
من يصل الى اعلى مراتب التعليم
والانجازات
والاخلاق العالية
والتعامل الطيب
من الشباب عامة
والمغتربين خاصة
فلا داعي من مقابلة المغترب المسلم لغير المسلمين بتزمت وحدية
فرسولنا الهادي الكريم
لما مرض جاره اليهودي"الذي تفنن في اذية حبيبنا المصطفى"
كان رسولنا الكريم من اول العائدين له في مرضه
فلنكن معروفين بحسن المعاملة
وحسن الخلق
فاننا ولله الحمد
خير امة انزلت للناس

لك الشكر اختي
ومني العذر للاطالة
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-05-2009, 11:55 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!

الموضوع رائع ياجماعة
يجب على الجميع التفاعل
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-05-2009, 01:27 AM
الصورة الرمزية مصطفى المسلم
مصطفى المسلم مصطفى المسلم غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 2,729
الدولة : Morocco
افتراضي رد: ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!

لا حول ولا قوة إلا بالله

الله المستعان

هذه حقيقة مرة

بارك الله فيك أختي

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 86.79 كيلو بايت... تم توفير 5.82 كيلو بايت...بمعدل (6.29%)]