عتاب النفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 130908 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-10-2008, 05:34 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي عتاب النفس



لا ريب أن الكيِّس مَنْ دان نفسه، وعرف عُجَرها وبُجَرها، وخَبِرَ خيرها وشرها، حتى يتسنى له أن يعالجها بما يصلحها (قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها)؛ ومن هنا جاء الحث على التوبة والاستغفار، ومن شيم الكرام الاعتذار؛ حتى كان أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرّة!
وإذا كان سيأتي على الناس زمانٌ لا يُقبَل فيه الاعتذار، ويردّ فيه الاستغفار على أصحابه (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة وهم سوء الدار)؛ فحينئذ يُكَذَّب الكاذبون، يقولون(والله ربنا ما كنّا مشركين انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون)، ويندم النادمون، (يوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً)، ويتخاصم أهل النار (كلّما دخلت أمة لعنتْ أختها)، (إذ تبرأ الذين اتُّبِعوا من الذين اتَّبَعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب)!
ويأتي العدّو المبين ومعه الذين (صدّق عليهم إبليس ظنّه فاتّبعوه)، فيواجههم وليُّهم الذي اتخذوه خليلاً وقريناً، (بئس للظالمين بدلاً)، فيهزأ بهم ويبكّتهم ويوبّخهم حين استجابوا له واغترّوا بوعوده الكاذبة (وقال الشيطان لمّا قُضِيَ الأمرُ إنّ الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلاّ أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمُصْرِخِكِم ...)!
وفي غَمَرات تلك الغُصَص والكُرُبات يتمنّى المفرِّطون وقد انجلى الليل من النهار، أن يُعْطَوا حياة جديدة وعودة للاختبار، فيوبّخهم ربّهم (أَوَلَمْ نُعَمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النذير. فذوقوا فما للظالمين مِن نصير)، ويَحْكُمُ بأنّهم (لو رُدُّوا لعادوا لما نُهُوا عنه وإنَّهم لكاذبون)!
فالناظر في العواقب يعتذر قبل أن لا يُقْبَل منه الاعتذار. فلسان حاله:

إلـهي الـذنـبُ قـد أَوْدَى بِرِيشي =فكيف إذنْ أطير إلى العَريشِ؟!

1إلهي الذنبُ قد أَوْدَى iiبِرِيشي فكيف إذنْ أطير إلى العَريشِ؟!

وقد قال عمر رضي الله عنه في مرض موته – كما في البخاري – (والله لو أنّ لي طِلاعَ الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله عزّ وجلّ قبلَ أن أراه)!
والنجيب من تذكّر (يوم تبلى السرائر)، وجمعت الخلائق، (ليسأل الصادقين عن صدقهم)! واللبيب مَنْ تفكّر في يومٍ يُرْفع فيه لكلّ غادر لواء، (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون)! والسّعيد مَنْ عرف ذنوبه وأحصى عُيوبه كما قال يحيى بن يوسف الصرصري:

أنا العبدُ الذي كسب الذّنوبا =وصَدَّتْهُ الأماني أن يتوبا
أنا العـبد المفرِّط ضاع عُمري =فلم أَرْعَ الشبيبة والمشيبا
فيا أسفى على عُمرٍ تَقَضّى =ولم أكسِبْ به إلاّ الذنوبا
ويا حُزنَاه من حَشْرِي ونَشْرِي =بيوم يجعل الولدان شيبا
ويا خجلاه من قُبْـحِ اكتسـابي =إذا ما أبْدَتِ الصُّحُفُ العُيوبا

1
2
3
4
5
أنا العبدُ الذي كسب iiالذّنوبا وصَدَّتْهُ الأماني أن iiيتوبا
أنا العبد المفرِّط ضاع iiعُمري فلم أَرْعَ الشبيبة iiوالمشيبا
فيا أسفى على عُمرٍ iiتَقَضّى ولم أكسِبْ به إلاّ iiالذنوبا
ويا حُزنَاه من حَشْرِي ونَشْرِي بيوم يجعل الولدان iiشيبا
ويا خجلاه من قُبْحِ iiاكتسابي إذا ما أبْدَتِ الصُّحُفُ iiالعُيوبا

وما زالت القلوب الرقيقة تذوب عند ذكر الذنوب. وتحنّ إلى أن تنعتق من أسرها فتتوب كما جاء في الدعاء الشريف: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب ونقِّني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسلْني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)، وقد روى البخاري في كتاب الأدب أن عائشة نذرت أن لا تكلّم عبد الله بن الزبير. ثم كلّمته (وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نَذْرَها بعد ذلك فتبكي حتى تبُلّ دموعُها خِمارَها)!
فَرَحِمَ الله مَنْ قَدَرَ الله حقَّ قدره، وعرف تقصيرَه في حَقِّه، وتفريطَه في جنبِهِ؛ فبكى على ذنبِهِ وناح على خيبة أَمَلِه وضياع عُمُرِهِ. وأنشد مع الورّاق:
واخَجلَتي وصحافي سُوداً غّدّتْ =وصحائف الأبرار في إشراقِ
وفَضيحتي لموبّخٍ لي قائلٍ =أَكَذا تكون صحائفُ الورَّاقِ؟

1
2
واخَجلَتي وصحافي سُوداً غّدّتْ وصحائف الأبرار في iiإشراقِ
وفَضيحتي لموبّخٍ لي قائلٍ أَكَذا تكون صحائفُ iiالورَّاقِ؟

__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 115.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 114.28 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.48%)]