مع خالقي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138129 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42215 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5463 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-11-2007, 01:23 AM
الصورة الرمزية بنت الشفاء
بنت الشفاء بنت الشفاء غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 1,019
الدولة : Saudi Arabia
Unhappy مع خالقي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هموم الحياة تتقاذفني .. تعكر صفو مزاجي .. تؤرق مضجعي ... تهدم اركان سعادتي الدنيوية ... تقلب هدوء نفسي .. تقلب نهاري ليلا ، وليلي أسود حالكا، جاعلة غلاف الدنيا مظلما،، فلا نور ولا امل ، ولا امل لبصيص نور ينفذ عبر هذا الظلام، بل كأن اليأس والحزن اصبحا قرينان لي فلا غنى ولا بديل عنهما ... نوائب الزمن تحاصرني .. تجلب الضجيج الى دماغي .. تجعل السواد يغش على العينين ، فتجعلهما تبصران سوادا لا غير .. تشتت افكاري ، وتعيد تنظيم الاولويات الرئيسية ، جاعلة الاولوية الرئيسية للتفكير في سبيل للخروج من هذه الهموم والاحزان فتجعل نفسي في حيرة من امرها ،مما يجعلها تتساءل : »هل توشحت الدنيا بوشاح السواد .. ما هو السبيل الى الخلاص ..؟! حتى متى .. ؟!! .. والى متى .. ؟!« .. والهموم تكبر والاحزان تتراكم تلو الاحزان .. والالتهابات تغزو اعصاب الدماغ.
وامام هذا المد من الغم ، تصحو النفس الامارة بالسوء فتتدخل ، وتطرح حلها الامثل .. اثارة الهوى .. فتبدأ بتجييش الافكار السيئة ، لتبلغ كل جريحة من جوارحي .. ويدخل الشيطان دون اذن مسبق، حليفا مخلصا للنفس الامارة بالسوء .. وهنا يبدأ الوسواس الخناس يزين لي دروب الشر ، محاولا ايقاعي في شباك الحرام .. فاحتار في امري : »هل انظر الى ما حرم الله .. ؟!! .. هل اصغي الى ما حرم الله ..؟!! .. هل اجدد مصادقة ذاك الجليس السيء، لنبدأ بأكل لحوم اخوتنا، نغرف كمية لا بأس بها من الغيبة والنميمة ..؟!! .. ام اقود قدماي الى اوكار الفساد والرذيلة .. أأخالف الشيطان وارضخ له، ثم اسلك مسالكه ، فأخرج من همومي واحزاني الى سهام الشيطان وحباله ..؟!!« واظل اغوص في دوامة من الافكار السيئة، حتى اوشكت ان ازل في منزلقاتها ..
لكن فجأة ... ودون سابق انذار ، اخذ الضمير الحي يتململ ويصحو : »لا .. لا .. ما الذي يجري ..؟! اليس لي دور في هذه النفس ..؟! .. هل نفيت من الوجود الى العدم ..؟! .. من اذن للشر ان يعيث فسادا في هذه النفس .. من اعطى الحق للسوء كي يطغى في هذه النفس .. هل ستكتب الغلبه للشر على الخير دون ان اسعى لاستنفار الخير .. هل اقود صاحبي الى التهلكة ..؟!! .. لا والله ..«.
والهمني الضمير الحي بالسبب الذي جعل الهم يستشري في هذه النفس ، فقد انار ذاكرتي بقبس من نور الهداية ،كان كأنه سراج انار لي عتمة الطريق، قد همس لي : ..}وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ...{... كلام من كلام الخالق .. انتفضت له نفسي .. هزها لعظمته .. كلمات كانت كأنها دليل ارشدني الى السبيل الصحيح بعد ان ضللته ... }وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ..{ .. تفكرت في هذه الآية العظيمة ، واسترجعتها في ذاكرتي مرارا، حتى ايقنت اني على وشك العودة الى رشدي .. تذكرت اني ارتكبت ذنوبا كثيرة ، دنست بياض قلبي الناصع، فجعلته اسودا مما جعل السوء يتملك حيزا كبيرا في نفسي يأمرها بالسوء كل حين.
علمت السبب ، الهموم سببها الذنوب .. لم اراع حق الله كما يجب، ولم افكر بالنتائج الوخيمة للعمل السيء على نفسي، لكن ! كيف اخرج من همومي ، واخلص نفسي من احزاني.
وهنا بدأ ضميري اليقظ يزين لي افكار الخير ، فألهمني بالتعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ومن وسواسه الخناس .. حينها اعتراني الخجل، اذ كيف افسح المجال للذنوب، وادع لها منفذا الى نفسي ، وانا من عاهدت الله ان لا اخونه، وان احسن عبادته .. كيف اجعل للسوء مكانا في نفسي وانا من عرف انه عبد خلقه الله لعبادته.
وتنبه ضميري ، فقادني الى الحل الامثل .. كن على موعد مع خالقك في الثلث الاخير من الليل، ففيه يستجاب الدعاء .. توضأ فاسبغ الوضوء واحسنه، فان من احسن وضوئه خرجت خطاياه من جسده مع اخر قطرة ماء .. ثم صلّ فاحسن الصلاة .. صل بخشوع وتدبر وتفكر انك بين يدي الله الواحد الاحد .. خالقك الذي خلقك .. تذكر انك عبد حقير يقف بين يدي الله .. تدبر ما يلهجه لسانك وتذكر ذاك اليوم الذي فيه كتابك فتشهد اعضائك على ذنوبك ... ولا تنس ان تدعو ربك في السجود ، فانه اقرب ما يكون العبد الى خالقه .. ثم استغفر الله فان من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ..
وكان الموعد ... الثلث الاخير من الليل ، افقت على صوت المنبه .. السكينة تملأ الكون، والهدوء يلف المكان .. خرجت الى شرفة منزلي ، لأبصر بديع صنع الخالق ، واسبح في ملكوت الله .. فسبحان من اغشى الليل واسكنه، ورفع السماء بلا عمد، وزينها ببروج واقمار تشع رونقا وبهاءً .. سبحان من جعل الارض مهادا ونصب الجبال وجعلها اوتادا .. سبحان من سبحت الكائنات بحمده وعظمته .. فأمام جلال الخالق .. وامام روعة صنع الخالق ، اسرعت الى حيث المياه .. توضأت ، واسبغت الوضوء ، ثم خرجت الى مصلاي ... قطرات الوضوء تنساب من بدني ووجهي ورأسي وقدماي، كأنها حبات اللؤلؤ في مياه انعكست عليها اشعة الشمس .. اي حلاوة للطهر ، واي راحة تشعر بها حين تكون طاهرا .. تطهرت ، ووقفت في مصلاي ، فأي شعور عظيم ، واي رهبة تعتريك ، وانت تشعر انك ستقف بين يدي الله ... عبد سيقف بين يدي ربه .. عبد سيناجي ربه.
الله اكبر .. بدأت الصلاة .. حمدت الله ، وذكرت رحمته التي وسعت كل شيء، وتفكرت بيوم الدين ، ودعوته ان يهدين الصراط المستقيم، الذي انعم على عباده الصالحين .. وسبحت بعظمته في الركوع ، ورفعت رأسي فشكرته على كل شيء ، كم سجدت فأطلت السجود، ورجوته في السجود ان يكشف همي، ويفرج كربي .. وفي التحيات سلمت على الحبيب محمد & ، سلاما يملؤه الحنين والشوق مني اليه، ورفعت الشاهد ، فجددت الشهادة ثم طلبت من الله ان يصلي على النبي محمد & كما صلى على ابراهيم عليه السلام .. وانهيت الصلاة ، فأي راحة، واي لذة ايمانية انتابتني ... بدأت الاستغفار .... تباكيت على ذنوبي واستغفرت ربي، وعاهدته ان لا اعود الى المعاصي .. وانهيت الاستغفار .. فكأن بابا من ابواب الجنة فتح لي ، شعرت ان همومي اجليت ، وان احزاني قد قلبت سعادة ، وان الغم قد ازيل عني، وان السوء قد كشف عني .. فاي شعور نفسي مريح قد استبدل مكان الاحاسيس النفسية السيئة .. حينها تذكرت نفسي ما قاله الامام الشافعي - رحمه الله - فكانت كلماته كقطرات الطل على الاوراق الجافة .. اذ قال الشافعي :
يا صاحب الهم ان الهم منفرج
ابشر بخير فان الفارج الله
اليأس يقطع احيانا بصاحبه
لا تيأسنَّ فإن الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة
لا تجزعن فان الصانع الله
اذا بليت فثق بالله وارض به
ان الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من احد
فحسبك الله في كل لك الله

احمدك يا رب على وافر نعمتك علي، وعلى عظيم فضلك .. واغفر لي ذنوبي كافة يا غفار الذنوب، فانك ارحم الراحمين يا رب العالمين .

بتصرف يسير نقلته هنا
بنت الشفاء
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 180.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 178.96 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.95%)]