|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير القرآن بأقوال الصحابة عطاءات العلم تمهيد: تفسير القرآن بأقوال الصحابة: هو المصدر الثالث من مصادر تفسير القرآن، بعد القرآن والسنة، ذلك لأن الصحابة رضوان الله عليهم شاهدوا التنزيل، وأخذوا القرآن غضاً طرياً من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك كانوا هم أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بألفاظ القرآن ومعانيه[1][2][3]، وقد ذكر العلماء أسباباً لرجوع المفسر إلى أقواله الصحابة منها، أنهم شهدوا التنزيل وعرفوا أحواله، أنهم أهل اللسان الذي نزل به القرآن، أنهم عرفوا أحوال من نزل فيهم القرآن من العرب واليهود، وسلامة مقصدهم، وحسن فهمهم[4]، كان الصحابة يرجعون في تفسيرهم للقرآن إلى مصادر يستفيدون منها حال تفسيرهم للقرآن، وكانوا في كل هذه المصادر أدق من غيرهم في الاستفادة، منها[5][6][7]، ومن من اشتهر بالتفسير من الصحابة، عبد الله بن مسعود رضي الله عنه[8]، ابن عباس ترجمان القرآن[9]. التعريف الإفرادي: التفسير لغةً: الكشف، والإبانة، والإيضاح، وإظهار المعنى، قال تعالى: ﴿ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا * ﴾[10][11]. التفسير اصطلاحاً: هو علمٌ يُعرف به فهم كتاب الله المنَزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمه[12][13][14][15][16][17]. القرآن لغةً: مصدر قرأ يقرأ قراءةً أو قرآناً[18]، واتفق العلماء أن لفظ القرآن اسم وليس فعل ولا حرف، وشأنه شأن الأسماء في العربية، إما أن يكون جامداً أو مشتقاً[19]. القرآن اصطلاحاً: هو "كلام الله المعجز[20]، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته"[21]. الصحابة لغةً:اسمٌ مشتقٌ من كلمة صحب فهو صاحب، والجمع أصحاب، وصحاب وصحبة، ولها في اللغة العربية معانٍ متعددة تدور كلها على الملازمة والانقياد، ولهذا تقول هذا صاحب لي، أي ملازم وينقاد لي، إذا كان صاحباً صادقاً، أي أن بينك وبينه علاقة ومحبة ومودة توجب لك معها الملازمة والانقياد[22]. الصحابة اصطلاحاً:هو من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، مؤمناً به، ومات على الإسلام، سواءً طالت مجالسته، أو قصرت، وسواءً شاهده، أم لم يشاهده، بسبب عجزٍ ما، كالعمى مثلاً، وسواءً غزا معه، أو لم يغزو، أو روى عنه الأحاديث، أو لم يرو، ويدخل بقوله مؤمناً به، كل من آمن به من الإنس أو الجن[23]. التعريف المركب: تفسير القرآن بأقوال الصحابة: هو المصدر الثالث من مصادر تفسير القرآن، بعد القرآن والسنة، ذلك لأن الصحابة رضوان الله عليهم شاهدوا التنزيل، وأخذوا القرآن غضاً طرياً من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك كانوا هم أعلم الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بألفاظ القرآن ومعانيه[24][25][26]. تفسير القرآن بأقوال الصحابة: للصحبة منزلتها العظمى في الإسلام، ولها شرف لا يخفى على مسلم، إذ يكفي فيها أنها تعني لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذا كان للصحبة مكانة خاصة في ميزان المسلمين بعدهم، بل صارت أقوالهم حجة عند بعض العلماء لا يعدل عن أقوالهم، ولا يرى قولاً غير قولهم، وقد ذكر العلماء أسبابا لرجوع المفسر إلى أقوالهم، وهي: 1- أنهم شهدوا التنزيل وعرفوا أحواله. 2- أنهم أهل اللسان الذي نزل به القرآن. 3- أنهم عرفوا أحوال من نزل فيهم القرآن من العرب واليهود. 4- سلامة مقصدهم. 5- حسن فهمهم[27]. مصادر الصحابة في التفسير: كان الصحابة يرجعون في تفسيرهم للقرآن إلى مصادر يستفيدون منها حال تفسيرهم للقرآن، وكانوا في كل هذه المصادر أدق من غيرهم في الاستفادة، ومنها[28][29][30]: 1- القرآن: • فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم، القرآن بالقرآن، وقد سلك ثلاثون من الصحابة هذا المنهج ففسروا به، وكان ذلك منهم اجتهادا، ومن أمثلة ذلك تفسير قوله تعالى: ﴿ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوع ﴾[31]، قال خالد بن عرعر سمعت عليا يقول: السقف المرفوع: هو السماء، قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُون ﴾[32][33]. • فسر عمر رضي الله عنه تعالى﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت ﴾[34]، فقال هما الرجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنة، وقال: ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُون ﴾[35]، قال ضرباءهم[36]. 2- السنة النبوية: • أفاد الصحابة من السنة النبوية في تفسيرهم للقرآن، وهم في بعض الأحيان يروون ما وصلهم أو سمعوه من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، وفي أحيان أخرى يذكرونه دون إسناد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على اعتمادهم السنة النبوية وإن لم ينصوا على رفعه. • ومن أمثلة ذلك تفسير ابن عباس لقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيد ﴾[37]، قال فيه: «فوضع قدمه فقالت حين وضع قدمه فيها قد قد … إلخ[38]، فابن عباس فسر هذه الآية بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يسنده مباشرة إليه[39]، وهذا يأتي غالبا فيما لا مجال للعقل فيه[40]. 3- اللغة العربية: • نزل القرآن بلغة العرب، وهي لغة الصحابة رضي الله عنهم، ولذا فهم قد فهموا الخطاب الإلهي؛ لأنه نزل بلغتهم، وقد فسروا القرآن بلغتهم، وشواهد ذلك أكثر من أن تحصر، ومن ذلك تفسير ابن عباس لقوله تعالى: ﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّت ﴾[41]، قال سمعت لربها[42]. 4- أهل الكتاب: رجع الصحابة إلى مرويات أهل الكتاب، ورووها في التفسير، ولا يلزم من ذكرهم لهذه المرويات قبولهم لها، ومن أمثلة ذلك ما روى الطبري بسنده عن الحسن بن الفرات عن أبيه قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن الرعد، فقال: الرعد الريح[43]. وروى الطبري عن عثمان بن حاضر قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: قرأ معاوية هذه الآية فقال: «عين حامية»، فقال ابن عباس: إنها ﴿ عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾[44]، قال: فجعلا كعبا بينهما، قال: فأرسلا إلى كعب الأحبار، فسألاه، فقال كعب: أما الشمس فإنها تغيب في ثأط، فكانت على ما قال ابن عباس، والثأط: الطين[45][46][47]. 5- الفهم والاجتهاد: أعمل الصحابة رضي الله عنهم عقولهم في فهم القرآن، واستنبطوا منه، وكانوا فيه على تفاوت، فمنهم المكثر ومنهم دون ذلك، وكان اجتهادهم مبنيا على علم، ولم يكونوا يقولون في القرآن بآرائهم بغير علم، ولذا حلوا ما استشكل على غيرهم فهمه، وأوضحوا لهم هذا المشكل، ومن أمثلة ذلك ما رواه الإمام البخاري من الأسئلة المشكلة التي طرحت على ابن عباس، ومنها، قوله تعالى: ﴿ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾[48]، فذكر خلق السماء قبل الأرض، وفي قوله: ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِين * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِين * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين ﴾[49]، فذكر خلق الأرض قبل السماء في هذه الآية. فأجاب ابن عباس عن ذلك فقال: «خلق الأرض في يومين، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحا الأرض، ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى، وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينه في يومين آخرين، فذلك قوله: ﴿ دَحَاهَا ﴾[50]، وقوله: ﴿ خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ﴾[51]، فجعل الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السماء في يومين»[52][53]. حكم تفسير الصحابي: ذكر بعض العلماء أن قول الصحابي في التفسير له حكم المرفوع، ولكن هذا القول لا يقبل على هذا الإطلاق، والصواب أن تفسير الصحابي له أقسام، وكل قسم له حكم خاص، وهذه الأقسام هي: 1- ما له حكم الرفع، وهذا يشمل أسباب النزول، والإخبار عن المغيبات، وحكم هذا: القبول، إذا صح الخبر فيه، وسبب ذلك أن هذا مما لا مجال للاجتهاد فيه، ويلحق بهذا ما أجمع عليه الصحابة؛ لأن الإجماع حجة، فيكون بقوة المرفوع[54][55] [56]. وقد وضع بعض العلماء قيدا في الغيبيات، وهو أن لا يكون المفسر مشهورا بالأخذ عن بني إسرائيل، إذا كان في القول المذكور شبهة الخبر الإسرائيلي[57]، ومن أمثلة أسباب النزول ما رواه الحاكم عن جابر قال: كانت اليهود تقول: من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول، فأنزل الله عز وجل: ﴿ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾[58]، قال الحاكم: هذا الحديث وأشباهه مسند عن آخرها وليست بموقوفة؛ فإن الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت، فإنه حديث مسند[59]. 2- منه ما رجعوا فيه إلى لغتهم، وحكم هذا القبول كذلك؛ لأنهم هم أهل اللسان الذي نزل به القرآن، وهم أعلم بلغتهم من غيرهم[60][61]. 3- منه ما رجعوا فيه إلى أهل الكتاب، وهذا له حكم الإسرائيليات. 4- منه ما اجتهدوا فيه، وهذا فيه تفصيل: • أن يتوافق اجتهادهم؛ فيكون حجة [62][63]. • أن يختلف اجتهادهم؛ فيرجح بين أقوالهم بأحد المرجحات، على ما سيأتي في قواعد الترجيح. • أن لا يرد إلا عن أحدهم، ولا يعلم له مخالف؛ فهذا الأخذ به أولى، خاصة إذا حفت به قرائن القبول؛ كأن يكون قول مشهور منهم بالتفسير؛ كعلي، وابن مسعود، وابن عباس، أو قبله من جاء بعدهم وأخذ به، أو غيرها من القرائن[64]. مسائل في تفسير القرآن بأقوال الصحابة: بين شيخ الإسلام في هذا الفصل بعض مسائل تتعلق بتفسير الصحابة، ويمكن إجمالها فيما يأتي[65][66]: 1- سبب الرجوع إلى تفسير الصحابة: لا يكاد يوجد خلاف بين علماء المسلمين في الرجوع إلى تفسير الصحابي، وبعض ما يكتب من الخلاف نظري يخالفه واقع التطبيق، ومنزلة الصحابة في الإسلام مما استقر عند المسلمين، ولا يخالف فيها إلا من في قلبه مرض، بخلاف اليوم الذي ظهر فيه من يستنكر هذه الأصول، ويطعن في الثوابت [67]، وقد أشار شيخ الإسلام إلى بعض أسباب الرجوع إلى تفسير الصحابي بقوله: «وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها؛ ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، هي: • مشاهدة النزول، وتلك خصيصة لا يمكن أن تكون لغيرهم[68]. الأحوال التي اختصوا بها، وهذه الأحوال كما ترى مجملة، وهي تشتمل على حالين: الأولى: الأحوال التي لا يشاركهم فيها غيرهم بسبب رؤيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم. الثانية: الأحوال المشتركة التي شاركهم فيها غيرهم ممن جاء بعدهم، لكن من بعدهم أقل شأنا منهم. • الفهم التام والعلم الصحيح، وهذا ظاهر باستقراء علمهم، وتتبع دقيق فهمهم[69][70]. 1- من اشتهر بالتفسير من الصحابة. • عبد الله بن مسعود رضي الله عنه[71]. • ابن عباس ترجمان القرآن[72]. 2- الإسرائيليات في تفسير الصحابة: 3- ساق البيان الإلهي طائفة من أخبار الأمم الماضية، وذلك من باب العبرة والذكرى، مصداق ذلك قوله تعالى- وذلك بعد سرد قصة يوسف عليه السلام-: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون ﴾[73]، لكن أنى للأمة الأمية، أمة العرب، أن تستطيع معرفة ذلك، وهم أبعد ما يكونون عن الحضارة والعلم والتاريخ، مما أدى إلى أن يلجئوا مضطرين إلى أهل الكتاب، ليستفسروا منهم عن تفصيلات حكايات الأمم الماضية، وخاصة الذين أسلموا منهم. وبالطبع فذاك أمر مسموح به في الميزان الشرعي، مصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليَ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»، لكن هل السماح بالأخذ عنهم هو سماح مطلق؟ أم أنه سماح مقيد ومنضبط؟!، بعض الحاقدين على الإسلام وخاصة المستشرقين منهم صوروا الصحابة تصويرا يدل على أنهم يتصفون بالغفلة والسذاجة، بحيث إنهم يصدقون كل ما يرد عن (كعب الأحبار، ووهب بن منبه) وغيرهما، لكن الحقيقة هي أنهم كانوا يصدقونهم في الأمور التي تتفق مع الإسلام، ويسقطون كل ما يخالف الإسلام، ويتوقفون عند كل ما يحتمل الصدق والكذب، ولا يسألون عن الشبهات، وخاصة ما يتعلق بالعقيدة[74] يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |