
06-09-2022, 04:40 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة :
|
|
التعليل في ضوء اللسانيات الحديثة
التعليل في ضوء اللسانيات الحديثة
رشيد الاركو
لقد حظي التعليل بوصفه أداة لتفسير النظام اللغوي في اللسانيات الحديثة - سواء العربية أو الغربية - بدراسات عدة ومتنوعة، ويعتبر التعليل من القضايا المفصلية الأساسية في النحو العربي، وهو الكفيل كذلك ببيان الحدود الفاصلة بين المدارس اللسانية الغربية. وسنحاول في هذه المقالة أن نبين نظرة اللسانيات بمدارسها المختلفة، ومناهجها للتعليل.
وقد انتظمت أفكار هذه المقالة عبر أربع محاور أساسية:
♦ المصطلحات المُشَكِّلة للعنوان.
♦ بعض المصطلحات المرتبطة بالتعليل في اللسانيات.
♦ نظرة اللسانيات الغربية للتعليل.
♦ نظرة اللسانيات العربية للتعليل.
• الوقوف عند المصطلحات المُشَكِّلة للعنوان بإيجاز:
التعليل: في اللغة على صيغة تفعيل من الفعل علَّل، معناه السقي بعد سقي، وجني الثمرة مرة بعد أخرى[1]، أما في الاصطلاح فالتعليل في عمومه بيان علة الشيء وتقرير ثبوت المؤثر لإثبات الأثر ويطلق على ما يستدل فيه من العلة على المعلول.[2]
أما اللسانيات الحديثة: فيقصد بها، أن في القرن التاسع عشر، وما بعده شهدنا قيام نظريات حول دراسة اللغة، من حيث المادة، والمنهج، والهدف، وأطلق على تلك الدراسات مصطلح "Linguistique"، وترجم باللسانيات، وترجمات أخرى.
وقد ارتبط ظهور هذا العلم بالكتاب، الذي ألفه العالم اللغويّ السويسريّ "فرديناند دي سوسير" Ferdinand de Saussure وسماه "cours de linguistique générale" أي دروس في اللسانيات العامّة.
ومن هنا عدّ "دي سوسير" مؤسس علم اللغة الحديث، وكان كتابه المصدر الأول في اللسانيات الحديثة في أوروبا، ومن ثمّ كان له ولمؤلفه صدى عظيمٌ في باقي بلدان العالم..[3]
• بعض المصطلحات المرتبطة بالتعليل في اللسانيات، وبعض المصطلحات التي كانت السبب الرئيس في تبني التعليل في النظرية أو إلغائه:
• العلمية: نسبة إلى العلم وهو المعرفة وإدراك الشيء على ما هو عليه ودراسة مركزة على موضوع محدد وذات طريقة ثابتة، تختم بنتائج وقوانين[4]، ومن أهم خصائص العلمية التي تنبني عليها الدراسة العلمية للغة:
♦ الوصف.
♦ الملاحظة.
♦ التجريب.
♦ البعد عن النزعة التعليمية والأحكام المعيارية[5]
♦ الوضوح المنهجي والدقة.
♦ النظامية والتماسك والترابط.
♦ والموضوعية[6]
وقد اتكأ الباحثون البنيويون الوصفيون على هذا المفهوم في إسقاط العديد من العناصر اللغوية التي كانوا يرون أنها من المتعذر دراستها بالدقة العلمية المطلوبة، ك: العامل والتقدير والحذف...[7] وقد كان مفهوم علمية المنهج اللغوي عندهم لا يخرج عن المفهوم الشائع في ذلك الوقت؛ والذي كان يعني: الرفض القاطع والمتعمد لكل المعطيات غير المتطورة، أو غير القابلة للقياس فيزيائيا [8]، لهذا فالبنيويون الوصفيون التقريريون نهجوا نهجًا علميًا Scientifique ابتعدوا فيه عن التفسير لظنهم أنه يبعد الدرس اللغوي عن الروح العلمية، أو يُلبسها تصورات بعيدة عن الطبيعة اللغوية[9].
• التفسير: اصطلاحا هو الكشف عن المراد باللفظ سواء كان ذلك ظاهرا في المراد أو غير ظاهر[10]، ويقصد به داخل مجال العلم الكشف عن العلاقات الثابتة بين الظواهر واستنتاج القوانين المتحكمة فيها والتي تمكن من التنبؤ بناء على تلك العلاقة السببية والحتمية بين السبب والنتيجة[11]، أما مفهوم التفسير في النظرية التوليدية فهو مفهوم حديث قريب من مفهوم التعليل في النحو العربي، نادى به تشومسكي، وقد اتكأ عليه الباحثون المحدثون في الاتجاه التفسيري في تحديد موقفهم من التعليل النحوي وهو نظام من التعليلات على شكل مجموعة من النظريات والمبادئ تفسر انتظام الظاهرة اللغوية أيا كانت اللغة التي تمثلها في النحو والصرف والدلالة المعجمية ومن أبرز النظريات التي يستند عليه التفسير في النظرية التوليدية التحويلية نظرية الحالة Case Theory،[12] ونظرية الربط العامليGoverement Binding Theory[13]، ونظرية الثيثا[14] Theta Theory، ونظرية الفصل[15] Bounding Theory، ومن أهم المبادئ: مبدأ التأويل الشامل Principle Of Full Interpretation[16]، ومبدأ الإسقاط Projection Principle[17].[18]
• نظرة اللسانيات الغربية للتعليل:
سنتحدث في هذه النقطة عن اتجاهين اثنين الاتجاه الوصفي التقريري، والاتجاه التفسيري.
• الاتجاه الوصفي التقريري:
نعلم أن المنهج الوصفي يصف اللغة أو اللهجة في ذاتها ولذاتها[19]، في مستوياتها المختلفة: الصوتية، والصرفية، والدلالية، والتركيبية، والواصف للغة ما عليه إلى أن يقتصر على الوصف المحض للظواهر اللغوية، وعليه تسجيل فقط ما هو كائن بالفعل لا ما ينبغي أن يكون.
لهذا فأصحاب هذا المنهج يبتعدون قدر الإمكان عن كل ما هو بعيد عما هو كائن بالفعل، وعليه فهم ينفرون من التعليل القائم على التأويل والتقدير، والمقايسة العقلية بين ظاهرتين، أو حكميين[20]، يقول أَنْدرِيْ مارْتِنِيْه A. Martinet ملخصا نظرة البنيويين إلى التعليل العقلي: البنيويون -اليوم- يتفقون أساسا على أوْلَوِيَة التحليل الوصفي للغة وعلى نبذ جميع التحليلات المنطقية والعقلية [21]. ومن أبرز ممثلي الاتجاه الوصفي في اللسانيات الغربية، مدرسة جنيف ورائدها هو دي سوسير، ومن أبرز تلاميذه، شارل بالي، وسيشهاي[22]، مدرسة براغ، أو المدرسة الوظيفية، من روادها تروبتسكوي، وياكبسون، وأندري مارتينيه[23]، المدرسة السلوكية في اللغة من أبرز روادها بلومفيد، وسنقتصر هنا على نظرة علم واحد من هؤلاء الوصفيين التقريريين، وهو بلومفيلد.
• موقف بلومفيلد من التعليل:
يعد بلومفيلد ( Bloomfield) من أبرز الباحثين الذين مثلوا الاتجاه الوصفي التقريري، وخاصة في كتابه اللغة؛ وقد اهتم كثيرا بمفهوم العلمية،: إذ بذل ما لم يبذله أحد من اللسانيين، في سبيل تحقيق معنى علمية الدرس اللغوي؛ فأسقط العديد من العناصر اللغوية التي كان يرى أنها يتعذر دراستها بالدقة العلمية المطلوبة[24]، وكان مفهوم علمية المنهج اللغوي عنده أيضاً لا يخرج عن التعريف السابق الذي أشرنا إليه والذي كان يعني: الرفض القاطع والمتعمد لكل المعطيات غير المتطورة، أو غير القابلة للقياس فيزيائيا، ولعل الذي دفعه إلى هذا المنحى الجديد في المنهج اللغوي تلك الشهرة التي حققتها الفيزياء الميكانيكية في وصف تاريخ تبادل الأصوات في اللغة؛ وذلك بتقديمه أنموذجاً واحداً مشتركاً للسانيات[25]. بناء على هذا رفض بلومفيلد، ومعه الوصفيون عامة عنصر العقل في الدرس اللغوي رفضا تاما؛ وقد أخذ بلومفيلد إلى جانب مفهوم العلمية مفهوم الاستقلالية لأن الصفة الاستقلالية ما هي إلاّ نتيجة مباشرة من الصفة العلمية التي دعت إليها اللسانيات الحديثة؛ فرفضت النحو التقليدي الغربي الذي كان مرتبطاً بالفلسفة، والنقد الأدبي منذ بدء ظهوره في القرن الخامس قبل الميلاد[26]، لهذا رفض بلومفيلد ومعه الوصفيون مبدأ العلة في تفسير أو تعليل الظواهر اللغوية، لأن لا طائل وراء البحث عن علل الظواهر؛ ولتنافيها مع مفهومي العلمية والاستقلالية.
• الاتجاه التفسيري:
الاتجاه التفسيري في اللسانيات الغربية، يمثله النحو التوليدي التحويلي لصاحبه تشومسكي، وقد حاول أن يسير بالبحث اللساني في الاتجاه الاستنباطي الدقيق متجاوزا حدود الوصف اللساني التقريري المعتمد أساسا على الملاحظة وحدها، وهي المنهجية التي اعتمدتها اللسانيات البنيوية، ففي نظر تشومسكي يجب على كل نظرية أن تعتمد عددا محدودا من الملاحظات، ثم تسعى إلى تفسير الظواهر التي يتم ملاحظتها، والتنبؤ بأخرى عن طريق قوانين عامة في صيغة مفاهيم فرضية، مثلما هو الحال في الإلكترون والكتلة.[27]، وقد تحدث عن كيفية التعامل مع المادة اللغوية فقال إن:" تناول المادة اللغوية بالوصف لا يمكن أن يكون كافياً موازيا لحقيقتها[28] وقد علق على هذا حسن خميش في كتابه نظرية التعليل في النحو العربي بقوله: فالبنية السطحية للجملة قد يكون لها بنية عميقة فيها عناصر أساسية غير متحققة في البنية السطحية فيصبح تجاوز الوصف بالتقدير مطلبا علميا له ما يسوغه[29]، وغاية التفسير في النحو التوليدي التحويلي هي اكتشاف مبادئ موحدة تفسر الصواب في أي لغة من اللغات البشرية[30]، ودائماً ما يلح تشومسكي ويشترط في نظريته النحوية شرطين أساسيين:
1- الشرط الأول أن تكون النظرية النحوية كافية للمهمة الوصفية ويطلق عليها تشومسكي الكفاية الوصفية.
2- وأن تكون كذلك كافية للمهمة التفسيرية ويطلق عيها الكفاية التفسيرية.
وفي نظره التفسير يأتي متأخرا أي بعد الوصف العلمي الدقيق للغة[31]. فمثلاً جملة (الأفكار الخضراء عديمة اللون تنام ساخظة) Colorless Green Ideas Sleep Furiously[32] هي عند البنيوي الوصفي التقريري، مقبولة لأنهم يقفون عند حدود الوصف، بينما التوليديون يتجاوزن هذه المرحلة إلى مرحلة التفسير والتعليل، وبذلك تكون هذه الجملة عندهم صحيحة تركيبياً، وخاطئة دلالياً لاعتمادهم على الاستنباط العقلي.
• نظرة اللسانيات العربية للتعليل:
سنتحدث في هذه النقطة، عن نظرة الباحثين العرب للتعليل، وقد جعل حسن خميش الباحثين العرب المتأثرين بمناهج النظر اللغوي الحديث في اتجاهات ثلاثة:
الاتجاه الأول: وقد سماه بالاتجاه التأصيلي ويهتم هذا الاتجاه بالكشف عن وجوه الاتفاق، والافتراق بين نحاة العرب القدماء، واللسانيين المحدثين في المنهج المتبع في الدراسة، سعيا وراء تأصيل التراث، وفق النظريات اللسانية الحديثة.
الاتجاه الثاني: وقد سماه بالاتجاه الوصفي التقريري، وينطلق هذا الاتجاه من المنهج البنيوي الذي يدرس النحو دراسة شكلية.
الاتجاه الثالث: وقد سماه بالاتجاه التفسيري، ومرجع هذا الاتجاه النحو التوليدي التحويلي، الذي يدرس النحو دراسة تفسيرية.[33]. وقد أشار بعد هذا إلى أن الاتجاهين التأصيلي، والتفسيري يقبلان التعليل على العموم، أما الاتجاه الوصفي التقريري فينفر من التعليل العقلي غير الوصفي كالعامل والتقدير والحذف...[34]واعتمدا على هذا التمييز سنتحدث في كل اتجاه عن علم يمثله بشكل من تفصيل.
• الاتجاه التأصيلي:
يتمثل هذا الاتجاه في محاولة جمع بين ما قاله النحو العربي، وما استحدثته اللسانيات الحديثة، وقد حاول الباحثون المتبنون لهذا الاتجاه الكشف عن جوانب من التفكير اللغوي عند العرب تتفق وعلم اللغة الحديث، سعيا وراء تأصيل هذا التراث وفق نظريات علم اللغة الحديث والكشف عن نظريته الأصلية،[35] وقد قال أحمد المتوكل عن هذا الاتجاه إنه يعمل على إيجاد النظريات ونماذج صالحة لوصف اللغة، وترميمها في ضوء الدارسات اللسانية الحديثة.[36] وقد قال عنه أحمد محمود نخيلة إنه اتجاه يربط النحو العربي القديم، باتجاهات البحث اللغوي المعاصر في أوربا، وأمريكا بحثا عن منهج جديد يعيد صياغة النحو القديم على أسس أكثر علمية، أو إسهاماً في البحث عن القدر المشترك بين مختلف اللغات [37].
ومن مناصري الاتجاه التأصيلي: نهاد موسى في كتابه نظرية النحو العربي. ويرى نهاد الموسى في هذا الكتاب أن ما ورد في كثير من النظريات اللسانية المعاصرة نجد له نظيراً في النحو العربي[38].
و أيضًا من مناصري الاتجاه التأصيلي عبد الرحمن الحاج صالح في كتابه منطق النحو العربي. وعبد القادر المهيري في كتابه نظرات في التراث.
وميشال زكريا في كتابه قضايا ألسنية تطبيقية.[39] وغيرهم وسنفرد في هذا الاتجاه الحديث عن موقف نهاد الموسى من التعليل.
• موقف نهاد الموسى من التعليل:
اختارنا موقف نهاد الموسى، لأنه وكما قال حلمي خليل أصدق من يمثل الاتجاه التأصيلي[40]، يقول نهاد الموسى محاولاً إنشاء جسر بين نظرية النحو العربي، ومناهج اللسانيات الحديثة إن" درس العربية من الجانب العربي وحده يظل منقوصا، وأنه لا بد لنا في هذه المرحلة من استئناف النظر، أن نتبصر فيما بلغه الدرس اللغوي الحديث من آفاق"[41]، ويقول في نص آخر في الصدد نفسه إن الدرس اللغوي الحديث يسعف في تجديد إحساسنا بالنحو العربي في مفهوماته، ومنطلقاته، وأبعاده بعد طول إلفٍ به في لغته الخاصة، ومصطلحه الخاص، ومنهجه الداخلي.[42]، و قد تبين له بعد أن أجال نظره في اللسانيات الحديثة، ومقابلتها بنظرية النحو العربي. أن مصطلحات من قبيل العمل، والاختصاص، والتقدير، ودلالة الحال، والمعنى، تعليلات فيها قدر كبير من الوثاقة لكنها لا تلغي أن النحاة: من أجل خدمة المنهج التعليمي الذي أخذوا أنفسهم به" ربما جاءوا باجتهادات غير صحيحية[43] ولقد دعا نهاد الموسى إلى القيام بعملية فرز للقواعد التي تميز ظواهر في مادة اللغة عن العلل، والتأويل، والخلافات، ذلك أن قواعد كثيرة علقت بجسم النحو، وهي في واقع الأمر من مقتضيات النظرية لا من مادة اللغة[44]، وقد استدل نهاد الموسى على استعمال، وحضور الضابط المعياري في أعمال النحاة العرب القدماء بمنع سيبويه قول القائل( هذا أنت). وتعليل سيبويه على هذه الجملة" أنك لا تشير للمخاطب إلى نفسه ولا تحتاج إلى ذلك، وإنما تشير له إلى غيره. وقد علق نهاد الموسى على تعليل سيبويه قائلا: وهو يستمد هذا التعليل من تحليل موقف الإشارة، فقد لاحظ أنه يقوم في المواضعات المتعارفة على جهات ثلاثة: المتكلم، (المشير)، والمشار إليه، والمخاطب (المشار له)، ولاحظ أن المخاطب جهة لازمة من هذه الجهات، ولكنه جهة واحدة، فلا يجوز في حكم التحليل الخارجي للعبارة أن يكون المخاطب مشارا إليه ومشار له في آن معا، [45] وبهذا يتجاوز منهج نهاد الموسى النظر في أوجه الافتراق إلى النظر في أوجه الاتفاق بين نظرية النحو العربي والمناهج اللغوية.. وعلى هدي استجلائه للبعد الخارجي في التعليل النحوي يمكن رد جملة التوليديين (الأفكار الخضراء عديمة اللون تنام ساخظة) لأن المعنى لا يصح[46].و قد تعجب الدكتور نهاد الموسى من اعتراض الشكلانيين على نظرية العامل مع أن مبدأها وجوهرها منسجم مع منحاهم في ضبط الشكل اللغوي بعلائق بنيوية خالصة[47].
• الاتجاه الوصفي:
يدرس الاتجاه الوصفي في عمومه اللغة وظواهرها دراسة خالصة، ينظر معها للأشكال اللغوية بصورتها التي هي عليها، فتكون بذلك خالية من أية أفكار ذهنية أو فلسفية، والعلة المقبولة عند الوصفين العرب هي (هكذا نطقت العرب)[48]، وإذا اعتبرنا أن التعليل جهد عقلي، فإنه حسب الاتجاه الوصفي يعد منافيا لطبيعة اللغة، ويعد البحث في التعليل إلى جانب مسألة الأصل، والفرع بالنسبة إليهم بحث ميتافيزيقي لا يعتمد على مبدأ علمي سليم. ومهمة مستقرئ اللغة حسب محمد عيد هي " أن يقف وراء الاستعمال ولا يتجاوزه، وأن يصف ما أمامه ولا يتدخل فيه، وأن يُتابع التصور ولا يصادره".[49]
ومن أبرز أعلام المنهج الوصفي التقريري:
إبراهيم أنيس في كتابه أسرار اللغة.
محمود السعران في كتابه علم اللغة مقدمة للقارئ العربي.
عبد الرحمن أيوب في كتابه دراسات نقدية في النحو العربي.
تمام حسان في كتابه اللغة بين المعيارية والوصفية.
إبراهيم السامرائي في كتابيه الفعل زمانه وأبنيته والنحو العربي نقد وبناء.
أنيس فريحة في نظريات في اللغة[50]. وغيرهم، ولقد ذكرنا إلى جانب الأعلام الكتب التي كانوا فيها وصفيين لأن بعض الأعلام يتغير منهجهم بتغير الزمان فنجدهم في كتب وصفيين وفي كتب أخرى يعتمدون منهجا آخر، فمثلاً تمام حسان في كتابه اللغة بين المعيارية والوصفية كان وصفيا أما في كتبه الأخيرة فمال نحو المنهج التفسيري المعتمد في النظرية التوليدية التحويلية. وسنفرد ها هنا الحديث عن علم واحد يمثل الاتجاه الوصفي وهو تمام حسان.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|