لن أنسى ابتسامتك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 511 - عددالزوار : 22642 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 72955 )           »          حكم الإيثار بالقربات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          إفراد شهر رجب بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          حب المال وجمعه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الزكاة والمجتمع المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          حسر الإنسان عن رأسه ليصيبه المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          قضاء أيام رمضان في الشتاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مسألة في النذر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الغسل يجزئ عن الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-07-2022, 04:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,584
الدولة : Egypt
افتراضي لن أنسى ابتسامتك

لن أنسى ابتسامتك


خالد حامد عمر




قصة قصيرة


من مذكرات طفل






همساتُ صوتِها جاءتني مثل الحُلم يتردَّد صداه ما بين اليقظة والمنام، ولكني أتقلَّب يَمنة ويَسرة، محاولًا تجاهُلَ هذا الصوت، حتى بات هذا الصوت واضحًا كالمؤذن حين ينادي للصلاة، ففتحت عيني بهلعٍ أنظر متفحصًا، فإذا بعيني تقع على وجه أمي قائلة: (يا ولد، قُمْ صلِّ)، فنهضتُ بخفَّة إلى الحمام، منتعلًا نعلَيْ أبي الكبيرتين، فلطالما حلمت أن تكون رِجلاي الصغيرتان مثل رجلَي أبي، حلم كل طفل أن يكبَر سريعًا.



وبينما أقحم رِجلي في نعلي أبي، صرخَت أمي مرة أخرى: (يا ولد، امشِ، صلِّ ماذا تنتظر؟)، حينها ركضت وكدت أنزلق، فأمسكت باب الحمام بخفة، ثم أسمع خلفي هَمْهَمة أبي، فوقعت عيناه المرعبتان على عيني الصغيرتين، فقال لي بصوته الغليظ - الذي يشبه صوت القائد في الجيش -: (أَنْهِ سريعًا يا ولد)، فازددتُ رعبًا على رعب، فدخلت وقضيت نصف حاجتي، ونسيت أذكار دخول الخلاء، ونظرت إلى النافذة منتظرًا الشيطان ينظر إلى عَوْرتي؛ كما قال أستاذنا في المدرسة!



فقمتُ مسرعًا وضربات قلبي كيأجوج ومأجوج حين يدقون السُّور الذي نصبه ذو القرنين بيننا وبين إفسادهم، فانطلقت كالريح التي دائمًا أحلم بمسابقتها، وبينما أنا في طريقي إذ بصوت نباح كلب جيرانِنا الشرس، ظانًّا أنني لص، فإذا هو يجري خلفي، في تلك اللحظة شعرتُ بقلبي وقد بلغ حلقي، فركضت بكل ما أوتيت من قوة، فدخلت المسجد وأنا فَزِع، وأتخيل ذلك الكلب ما زال ينتظرني عند باب المسجد، جالسًا في عز وانتصار، كأنه تمثال أبي الهول في مصر.



كل ذلك وأنا أقف محاذيًا الصف والإمام يقرأ من القرآن، وأنفاسي تخرج من صدري متقطعة، لم أفهم شيئًا من الصلاة إلا عندما قال الإمام: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، فأتفحَّص وجوه المصلين بعد السلام، فإذا هي نفس الوجوه.




وإذا بي أشعر فجأة بيدٍ ثقيلة تمسح رأسي بحنان، فإذا هو أحد جيرانِنا المصلين، يقول لي: (أين أبوك يا ولد؟)، فقلت: لا أدري، ربما هو ورائي، فنظر إليَّ مبتسمًا ابتسامة رقيقة أزالت عني كلَّ ما وجدتُه من خوف.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.43 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]