تذكرتها (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 236 - عددالزوار : 16816 )           »          6 معطرات جو طبيعية لكل غرفة فى المنزل.. روائح منعشة وآمنة تدوم طويلاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          5 أنشطة لأطفالك لمساعدتهم على التعلم من خلال اللعب.. خليهم ينبسطوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          طريقة عمل طاجن البسبوسة بالمكسرات.. دلعى أولادك وضيوفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          بلاش نزول من غير فطار.. 6 وجبات صحية خفيفة تمنحك الطاقة والرشاقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          روتين العناية بالشفاه فى 3 خطوات لابتسامة ساحرة فى الشتاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          4 وصفات طبيعية تخلصك من القشرة من غير ما تنشف شعرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          5 خطوات بسيطة تساعدك على المذاكرة أولاً بأول وتمنع تراكم الدروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          5 أسباب لنقع الأرز قبل طهيه.. هيبقى صحى أكثر ومفلفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          5 خطوات سريعة لترتيب المطبخ فى 15 دقيقة.. وفرى وقتك وصحتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-03-2021, 05:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,837
الدولة : Egypt
افتراضي تذكرتها (قصة قصيرة)

تذكرتها (قصة قصيرة)
أ. مروة يوسف عاشور


منذ عِدة سنوات كنتُ عائدة من كُليَّتي بعد انتهاء يوم طويل، مليء بالمعاناة الدراسيَّة، مثقلة بهموم الجامعة، ومتاعب الاختبارات التي باتتْ على الأبواب.

لم أستعدَّ بعدُ لمادة الكيمياء، ولَم أحصلْ على كتاب الفيزياء، ونسيتُ تصوير بعض أوراق الرياضيَّات التي سيعتمد عليها اختبار المادة، لم أقدِّم أيضًا بحث اللغة الألمانية الذي طلبته الدكتورة.

ألقيتُ بنفسي على مقعد الحافلة، وهي تجوب أنحاء المدينة المكتظَّة بالبشر، تأمَّلت في وجوه بعضهم؛ هذه تحمل كيسَ الخبز، وعلى وجهها ألف علامة وعلامة تبدو كطائر يحمل بيضه، ويخشى عليه من نسائم الريح، وتلك تعاتب ولدها الذي لم يحصل على درجات طيبة في الاختبار، وأخرى متأنِّقة تترقب الناس، هل يطالعها أحدٌ؟!

وبعض الصِّبْيَة يتشاجرون، وكلٌّ يؤكِّد أنه أحقُّ منهم بالجلوس على المقعد الخالي، وبجانبي جلست امرأة مُسنَّة قد أرهقها الزمن، وعلى وجهها تجاعيد تبدو كسرداب طويل، يحمل بين طيَّاته آلاف الذكريات، وفي عينيها دموع الخوف والترقُّب.

فوجَّهتُ نظري إلى النافذة؛ عَلِّي أجد فيها ما يروِّح عن النفس ويلهيها.

وبعد دقائق صعدتْ، نعم صعدت صغيرة كانت وجميلة، تبدو بين الخامسة والسادسة من عُمْرها النَّدِي.

نظرتْ إليَّ بعينين أشبه بحديقة غنَّاء تحمل من أنواع الزهور ما تحارُ منه النفوس، أخذتني نظرتها بعيدًا؛ فأنستني كلَّ ما حمل قلبي من هموم الجامعة.

نحيفة وقفت بجانب والدتها تنظر إلى العالم من حولها بِوَجَلٍ وأملٍ.

رقيقة كنسيم البحر العليل وقت الشروق.

رداؤها البسيط الوردي، حذاؤها الصغير الأرجواني.

كلُّ شيءٍ فيها كان طفوليًّا ورائعًا.

نظرتها البريئة الحالمة أيقظتْ بداخلي روح الطفولة الكامنة، وودتُ لو أني أمسك بيدها؛ لنلعب معًا.

ونسيتُ تمامًا أنِّي لست طفلة مثلها، ونسيت أن والدتها بجوارها، ونسيت أني في الحافلة.

فقط اشتقتُ للَّعب ببراءة كبراءتها الرائعة، فقد أعادتني بسرعة البرق لأيام طفولتي الهانئة؛ أكنتُ جميلة مثلها؟!

تُرى، لماذا تنظر إليَّ أنا؟!
كأن عينيها تحكي قصة بلغة لا أفهمها!
أتُراها قرأتْ ما في قلبي من محبَّةٍ لها؟
خاطبتها بقلبي: صغيرتي، لو تعلمين ما في قلبي من محبة لك، وخوف عليك!
للحظةٍ نظرتْ لوالدتها، وكأنها تتيقَّن من وقوفها بجوارها، ثم عادت إليَّ.
تبسَّمتُ لها، وتمنيتُ لو تفعل.
وفجأة تنبَّهت أني يجب أن أنزل الآن.
حزنت؛ لأني سأفارقها، ونهضتُ من مكاني مسرعة لأنزل.
وإذا بوالدتها تتَّجه نحو الباب وهي معها.
ما زالت تنظر إليَّ!
نزلت قبلي وتبعتُها.
سحبتها والدتها بسرعة، ونزلت وهي تسبقني.
بقيتُ أراقبها، تخطو في محاولة يائسة منها؛ لمواكبة سرعة سَيْر والدتها.
تمنيتُ لو أتحدَّث إلى والدتها: أن ترفقَ بها، ولا تقسو عليها.
تمنيتُ لو أحدثها حول نعمة الذريَّة، وكيفية التعامل مع ذلك المخلوق الرقيق!


والتفتتْ إليَّ مرة أخرى، وكأنها تلقي عليَّ نظرة الوداع، ثم غابتْ عن عيني، وتوارت في زحام المدينة، حيث عدتُ لعالمي ودراستي.
والآن بعد سنين، تذكَّرْتها.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.85 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]