حكاية لم تكتمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 824 - عددالزوار : 118291 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40054 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366602 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-11-2020, 02:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,200
الدولة : Egypt
افتراضي حكاية لم تكتمل

حكاية لم تكتمل










( قصة )










لطيفة أسير






استبدَّت به الوحشة مجددًا فآوى إلى ذاك الركن الكئيب الذي اعتاد ارتياده كلما جنَّ عليه ليل الأشواق، يُدبِّجُ ما بقيَ مِن ذكريات، ويستحضر بعنفوانٍ ذاك الماضي الجميل الذي مضى كلمْحِ البصر في حياةٍ تقلَّبت جلُّ مراحلها في بؤس شديد.
جرَّب أن يَحيا بغير إرادته، فلم يجنِ من ذلك غير بؤس الحياة وضنكِها، كانت تتراءى له الأشباح نهارًا وهو يطوف بين قومٍ حكَم القضاء بوجوده بينهم، قاسم مشترك كان يربطه بذاك المكان، وهي رحمٌ تعهَّد أن يَبُلَّها ببِلالها، ولا قِبَل له بقَطعِها.
تنَفَّس الصُّعَداء بين ركام الكآبة هذا حين منَحه القدَر هِبةً ملائكية، فهبَّت نسماتُ الفرح تُصافحه كلَّ يوم، وكأنها وقودُ الحياة الذي كان يَفتقِده، فدبَّت في أعماقه مُتعة لا قِبَل له بها، متعةٌ كان يعتقد أنها ضربٌ من ضروب حكايات الخيال التي عجَّت بها روايات العشاق التي كان يَلتهِمها التِهامًا، ويَدفن أحزانه بين ثناياها حين لا يجد قلبًا يُشاطره همومه وتطلعاته.
ها هو اليوم يكتب اسمه بمداد من ذهبٍ في لائحة المَحظوظين، وها هي الدنيا ترفع عنه ستار الشقاء وتُلبسه زينة من زيناتها، وتَهَبُه كنزًا من كنوزها، أوَليست المرأة الصالحة كنزًا؟!
لا زالت ذكرى أول لقاء تغازل مخيلته فـ"وحدها اللحظات الأولى تَستوطِن الذاكرة بجنون"، جلَّلها الحياء يومَها فكانت كلماتها مجرَّد أجوبةٍ على أسئلة فضولية تحاول أن تغوص في هذا الكائن العجيب، لكن مع الأيام أجاد السباحة في ذاك اليمِّ، وكم عشق فنون الحياة في رحابها! وكم كانت أحلامهما بريئةً تُحاكي براءة مَشاعرهما وعُذرية علاقتهما: بيت يأويهما، وقِسط من المال يستعينان به على العيش، وكثير من العمل مِن أجل طموحٍ سكَنَهما وقرَّرا العمل لأجله معًا.
ظنَّ لوهلةٍ أنه طلَّق الأحزان طلاقًا بائنًا، لكن نسيَ أن العصمة لم تكن بيده، وكيف تكون بيده وهو ما اختارها يومًا، هي مَن زارته ذات يوم فألِفَت أحضانه، وأبتْ إلا أن تُرافق مسيرته في هذه الدنيا، وقبل أن يتمادى في انشراحه ويُطلِق العنان لفرحة قلبه، هتكَ غراب البين ستار حلمه، وأفاق على حين غفلة من قصة لم يظفَر منها سوى بالذكريات، فغدت بسماته أنينًا يهتزُّ له جوفه كما يهتز المرجل، وأضحى "قَتادًا عِنْدَه كُلُّ مَرْقدِ".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.99 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]