,,,أنا وأتاتورك وجهاً لوجه,,, - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 1105 )           »          خمس عشرة فائدة في الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وقفات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 10975 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 48 - عددالزوار : 11864 )           »          حفر قناة السويس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          وِرْدُ الخَيْر أدعيةٌ وأذكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مع نبيين : هارون وموسى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ضوابط العمل .. الاخلاص ، والموافقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فلسفة حجاب المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-12-2012, 04:41 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي ,,,أنا وأتاتورك وجهاً لوجه,,,

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد.......
هنا في استانبول وقفت في متحفها الكبير، أمام تمثال لأتاتورك –أكثر الرجال شؤماً على أمتنا في عصورها الحديثة- كنت في هذه القاعة وحدي، عُدت لتوي من متحف آخر، يعرض السلاسل التي كانت تُغلق بوغاز القسطنطينية أمام كل من حاول اقتحام المدينة، المدينة التي استعصت على جيوش الدنيا ما يقرب من ألف عام ، حتى جاء محمد الفاتح، ووقف على أبوابها طويلاً، وهى تتأبى عليه، فلما نصحه بعض أتباعه أن يرجع فقال:"هي واحدة من اثنتين: قصر فيها، أو قبر على أبوابها"، وأمام هذا الإصرار العجيب، وبحول الله وقوته فتحت القسطنطينية أبوابها ، ودخلها ، فكان أول ما فعله أن صلى فيها الجمعة، وخطب خطبة مؤثرة .
رأيت المنبر الذي خطب خطبة الفتح من فوقه، ورأيت الجنازير، ورأيت الأسوار التاريخية، وبكيت طويلاً، سمعت المآذن تدوي بالنداء في كل أنحاء استانبول، ودخلتها أحسبها فارغة فإذا بها تحتضن العثمانيين الجدد، يعودون إلى دينهم زُرُفاتٍ ووحداناً، ورأيت الإيشارب؛ والخمار؛ وسمعت بوجود النقاب، ودخلت مدرسة دينية صغيرة -سمعت أن استانبول وحدها بها عشرة آلاف مدرسة دينية- دخلت المدرسة، ورأيت الوجوه الوضيئة، والقلوب الطاهرة، جاءت تروي ظمأ مائة عام من العطش، صليت الجمعة في مسجد يمتلئ عن آخره، ورأيت مشهداً فطرني من البكاء، رأيت سيدات يجلسن على الأرصفة يستمعن الخطبة، ورجال يهرعون وفي أيديهم سجادة الصلاة رأيت تركيا المسلمة تنتفض لتحطم أغلال العلمانية الظالمة، وتذكرت أن خلف هذا أناس ماتوا لأجل أن تبقى جُذوة الإسلام ولو تحت الرماد، تذكرت الذين كانوا يتخفون بدينهم، وصلاتهم، وقرآنهم، ويتوضئون للفجر تحت جنح الظلام، ويخفون المصاحف، ثم ها أنا أقف أمام أتاتورك وجهاً لوجه وقفت أمامه أبكى بكاءً حاراً ، حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، بكاء فرح بعودة بلد الخلافة، ودموع شماتة في هذا المخذول الذي أسقط الخلافة، واستبدل الحروف العربية ومنع الآذان وأعدم الشيوخ والعلماء، وقفت شامخاً ثابتاً أمامه، وقفت وحدي في القاعة أمام تمثاله أقول له شامتاً: كيف لو خرجت أيها المخذول فرأيت حصاد زرعك المُر؟ كيف لو خرجت فرأت عينك الحجاب، والصلاة، وسمعت أذناك الأذان والقرآن؟ كيف لو رأيت بناءك وقد تهدم، وزرعك وقد احترق، وعملك وقد أُحبط؟ لو رأيت ما رأيت، ولو سمعت ما سمعت، فستأكل الحسرة فؤادك، وسيملأ الغل نفسك، وستعرف أن الزبد يذهب جفاءاً وأن ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، لو خرجت لوجدت تركيا تعود بأسرع من البرق إلى دينها وربها وقرآنها وصلاتها وأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المشكلة يا أتاتورك أن إخوانك في كل بلاد أمتنا من الخونة المأجورين، الذين لا هم لهم ولا عمل إلا طمس هوية هذه الأمة، وغسل مخها، وصرفها عن دينها الذي هو مصدر عزها ومجدها، والذي ما عرفت الأمة نصراً ولا مجداً إلا تحت لواءه، إخوانك هؤلاء مصرون على محاولة محو هوية أمتنا، ورغم أنهم لم يحصدوا أبداً إلا العلقم، فإنهم مصرون على ما هم فيه، وهذا والله من تمام خذلان الله لهم.
انصرفت من أمام وجه أتاتورك أكفكف دموعاً بطعم الفرح ورائحة الفجر، وجعلت أردد: حمداً لله على سلامتك يا تركيا، عوداً حميداً، حمداً لله على الشفاء من الوباء، والعافية من البلاء، طال انتظارنا لك، فسبحان من أنجاك، وحماك، وعافاك.
استانبول تركيا
((خالد الشافعى))
__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.20 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.30%)]