الحديث الثاني من الأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2008, 03:25 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي الحديث الثاني من الأربعين النووية

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمالِنَا ، مَنْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ , وَمَنْ يُضْلل فَلا هادي لهُ ، وأشْهَدُ أَنْ لاإله إِلا الله وَحَدهُ لا شَرِيكَ له , وأشْهَدُ أنَّ مُحَمداً عَبدُه وَرَسُولهُ .
اللهم صلِّ وسَلِمْ وبَارِكْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ , ومَنْ تَبِعَهمْ بإحسان إلى يومِ الدينِ أمابعد...
فإنَ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله , وخيرَ الهديِّ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم , وشَرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُهَا , وكُلَّ مُحدثةٍ بِدْعَة ,وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة وكُلَّ ضلالةٍ فِي النَّار .

عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَيضاً قَال: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَاب شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله،وَتُقِيْمَ الصَّلاَة، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البيْتَ إِنِ اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِيْمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله،وَمَلائِكَتِه،وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ،وَالْيَوْمِ الآَخِر،وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا،وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ) )رواه مسلم .

الحديث رواه مسلم فى صحيحه وهو عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهويصف جبريل عندما أتى عند الرسول صلى الله عليه وسلم .

وهو حديث عظيم القدر ، كبير الشأن ، جامع لأبواب الدين كلها شتمل على جميع وظائف العبادات الظاهره والباطنه , وقيل أنه يمثل كل الدين , وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه؛ لما يتضمنه من جمعه علم السنة، فهو كالأم للسُّنة؛ كما سميت الفاتحة " أم القرآن "؛ لما تضمنه من جمعها معاني القرآن. ، جامع لأبواب الدين كله ، بأبسط أسلوب ، وأوضح عبارة ، ولا نجد وصفا جامعا لهذا الحديث أفضل من قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) .

تناول الحديث مراتب الدين الثلاث : الإسلام والإيمان والإحسان، وهذه المراتب الثلاث عظيمة جدا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى علق عليها السعادة والشقاء في الدنيا والآخرة .

فيقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم .

بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ بينما هي (بينا) ولكن زيدت (ما) فيها والأصل: بين نحن، فـ: (ما) زيدت للتوكيد.
و: جُلُوسٌ مبتدأ، وخبره: عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
و: ذَاتَ يَوْمٍ ذات هنا تفيد النكرة، أي في يوم من الأيام.
وتستعمل في اللغة على وجوه متعددة، فتارة تكون بمعنى:
- 1صاحبة: مثل ذات النطاقين أي صاحبة النطاقين.
-2وتارة تكون اسماً موصولاً: كما في لغة طي،وهم قوم من العرب يستعملون: ذات بمعنى التي،كما قال ابن مالك - رحمه الله- وكالتي أيضاً لديهم ذات) فمثلاً يقول: بعت عليك بيتي ذات اشتريت، أي التي اشتريت.
-3وتارة تكون بمعنى النكرة الدالة على العموم: كما في جملة الحديث ذات يوم.. وهذا أغلب ما تستعمل.

إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر...

إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ الرجل هنا مبهم، وهو رجل في شكله لكن حقيقته أنه مَلَك.
شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ أي عليه ثياب بيضاء.
شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ أي أنه شاب.
لايُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ لأن ثيابه بيضاء وشعره أسود ليس فيه غبار ولاشعث السفر، ولهذا قال: لايُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ لأن المسافر في ذلك الوقت يُرى عليه أثر السفر، فيكون أشعث الرأس،مغبرّاً، ثيابه غير ثياب الحضر، لكن لايرى عليه أثر السفر.وَلايَعْرِفْهُ مِنَّا أَحَدٌ أي وليس من أهل المدينة المعروفين، فهوغريب.

جبريل عليه السلام ملك متوسط بين الله ورسوله , وقيل أن اسم جبريل اسم سريانى، ويقال له ( الناموس ) كما فى البخارى مسلم، وأن الله شكل الملائكة بما شاء من الصور .وكان جبريل يتمثل للنبى فى صورة رجل اسمة .. دحية الكلبى .وفى رواية يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاءنى جبريل فى صورة لم اعرفه فيها إلا هذه المرة .

وقد وصف الله عزوجل جبريل عليه السلام فى كتابه العزيز بالقوة , فقال فى سورة النجم " وعلمة شديد القوى " .وقيل من قوته إنه : اقتلع قرى قوم لوط من الماء الاسود وحملها على جناحه ورفعها إلى السماء ثم قلبها .

وقيل أيضا من قوته : صاح صيحة بثمود فاصبحوا جاثمين خامدين وكان هبوطه من السماء على الانبياءوصعوده إليها أسرع من طرفة عين .

يشير الحديث إلى الهيئة الحسنة التى كان عليها جبريل عليهالسلام . كان لايرى عليه أثر السفر مع إنه غريب وهنا نستفاد من طلوعه على تلك الهيئة ,استحباب التجميل لطلب العلم والقدوم على الغير .

وقال ( أبوالعالية ) : كان المسلمون إذا تزاوروا تجملوا .

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خيرثيابكم البياض . فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم )
وعنه صلى الله عليه وسلم : ( البسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب )

ماذا فعل جبريل؟
جَلَسَ إِلىَ النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل عنده ليفيد الغاية،أي أن جلوسه كان ملاصقاً للنبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذا قال: أَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلىَ رُكْبَتَيْهِ، أى وضع جبريل عليه السلام ركبته مقابلة إلى ركبة النبى صلى الله عليه وسلم وَوَضَعَ كَفَّيْهِ أي كفي هذا الرجل عَلَىَ فَخِذَيْهِ أي فخذي هذا الرجل، وليس على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا من شدة الاحترام.

ونادى , ماذا نادى ..؟ قال : يا محمد , ناداه باسمه كما تناديه الأعراب .

ولم يقل:يا رسول الله ليوهم أنه أعرابي، لأن الأعراب ينادون النبي صلى الله عليه وسلم باسمه العلم، وأما أهل الحضر فينادونه بوصف النبوة أو الرسالة عليه الصلاة والسلام .

سألجبريل النبى صلى الله عليه وسلم :

وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام "، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) .

ماهو الاسلام وما حقيقته ؟ الاسلام هو الاستسلام لله جل وعلا بالطاعة والخلوص من الشرك, هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع ، والاستسلام له بطاعته ظاهرا وباطنا ، وهو الدين الذي امتن الله به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته ، وجعله دين البشرية كلها إلى قيام الساعة، ولا يقبل من أحد سواه ،وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مْنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ آل عمران:85
وللإسلام أركان ستة كما جاء في الحديث ، أولها شهادة أنلا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله .

ننتبه إلى جواب الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاسلام ،لم يجب عن حقيقة الاسلام ولكن أجاب الرسول بأركان الاسلام التى لا يقوم الاسلام إلا بها وهى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا

أن تشهد أن لا إله إلا الله : أى أن تعلم أن لا إله معبود بحق فى الوجود إلاالله.
وجملة لااله الا الله مشتملة على نفي واثبات , اما النفي فهو لااله الا الله . وألأثبات هو إلا الله . لااله نافية لجميع ما يعبد من دون الله , الا الله مثبتة للعبادة لله وحده لاشريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه , وتفسيرها يوضحه قوله تعالى . (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ الزخرف
اذا لايصح الأسلام الابالبراءة من الآلهة والأنداد والأرباب والطواغيت بالتخلية قبل التحلية . قال جلاوعلا (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)البقرة ( قدم الله الكفر بالطاغوت على الأيمان بالله لأنه لابد من التخلية قبل التحلية أيتخلي القلب من كل شريك من الآلهة والطواغيت والأنداد والأرباب ليصبح القلب خالي العبادة الله وحده بلا منازع ولاشريك فقدم الله الكفر بالطاغوت على الأيمان بالله.
شهادة أن لا إله إلا الله تستلزم إخلاص العبادة لله، ويسمى هذا النوع من التوحيد توحيد الألوهية، ويسمّى توحيد العبادة، لأن معنى لاإله إلا الله أي لا معبود حقّ إلا الله، إذا لا تعبد غير الله.
( وأن محمدا رسول الله ) أي وتشهد أن محمداً رسول الله، أي مرسلِهُ إلى الخلق ،ولم يقل: إني رسول الله مع أن السياق يقتضيه لأنه يخاطبه، لكن إظهاره باسمه العلم أوكد وأشد تعظيماً. وقوله: مُحَمَّداً هو محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي من ذرية إسماعيل، وليس من ذرية إسماعيل رسول سواه، وهو المعني بقول الله تعالى عن إبراهيم وإسماعيلرَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ ) (البقرة: الآية129)
رَسُولُ اللهِ رسول بمعنى مرسل، والرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه والعمل به. وكان الناس قبل نوح على ملة واحدة لم يحتاجوا إلى رسول، ثم كثروا واختلفوا، فكانت حاجتهم إلى الرسل، فأرسل الله تعالى الرسل، قال الله عزّ وجل: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النبيين مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)(البقرة: الآية213)
فالرسل إنما بعثت حين اختلف الناس ليحكموا بينهم بالحق، ولهذا كان أول الرسل نوحاً عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم . فلابد من الإيمان بأن محمداً رسول الله، ولابد أن نؤمن بأنه خاتم النبيين.
يقول البعض إن هناك رسولاً أو أكثر قبل نوح، ولكن ليس قبل نوح عليه السلام رسول بدليل قول الله تعالى: )إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنبيينَ مِنْ بَعْدِهِ)(النساء: الآية163 وقال الله عزّ وجل : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَاب)(الحديد: الآية26) أي في ذريتهم خاصة.والله تعالى أعلى وأعلم .
شهادة أن محمداً رسول الله تستلزم أموراً منها:
الأول: تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، بحيث لايكون عند الإنسان تردد فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، بل يكون في قلبه أشد مما نطق،كما قال عزّ وجل في القرآن: (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(الذريات: الآية23) فالإنسان لايشك فيما ينطق به،كذلك ماينطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم لانشك فيه، ونعلم أنه الحق، لكن بيننا وبينه السند، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس أمامنا لكن إذا ثبت الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وجب علينا تصديقه ،سواء علمنا وجهه أم لم نعلمه، أحياناً تأتي أحاديث نعرف المعنى لكن لانعرف وجهها، فالواجب علينا التصديق.
الثاني: امتثال أمره صلى الله عليه وسلم ولانتردد فيه لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )(الأحزاب: الآية36)
ثالثاً : أن يجتنب العبد ما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه بدون تردد، لايَقُلْ: هذا ليس في القرآن فيهلك، لأن ما جاء في السنة أمر القرآن باتباعه. ولقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا وأمثاله الذي يقول هذا ليس في القرآن فقال: لاَ ألْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ عَلَى أَرِيْكَتِه أي جالساً متبختراً متعاظماً يَأْتِيْهِ الأَمْرُ مِنْ عِنْدِيْ فَيَقُولُ مَا أَدْرِيْ، مَا كَانَ فِيْ كِتَابِ اللهِ اِتَّبَعْنَاهُ ، أي وما لم يكن لانتبعه، فكل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء في القرآن، لأن الله تعالى قال: ( وَاتَّبِعُوهُ ) (الأعراف: الآية158) وهو عام في كل ما قال.
رابعاً : أن لايقدم قول أحدٍ من البشر على قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا لايجوز أن يقدم الإنسان قول فلان - الإمام من أئمة المسلمين - على قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه هو والإمام يلزمهما اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم إذ لايحل لأحد أن يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم بقول أحد من المخلوقين كائناً من كان حتى إنه ذُكِر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يُوْشكُ أَن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبوبكر وعمر .
خامساً : أن لايبتدع في دين الله مالم يأتِ به الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء عقيدة، أو قولاً، أو فعلاً، وعلى هذا فجميع المبتدعين لم يحققوا شهادة أن محمداً رسول الله، لأنهم زادوا في شرعه ماليس منه، ولم يتأدبوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم .
سادساً : أن لايبتدع في حقه ماليس منه، وعلى هذا فالذين يبتدعون الاحتفال بالمولد ناقصون في تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله، لأن تحقيقها يستلزم أن لاتزيد في شريعته ماليس منه.
سابعاً :أن نعتقد بأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له شيء من الربوبية، أي أنه لايُدعى، ولايُستغاث به إلا في حياته فيما يقدر عليه، فهو عبد الله ورسوله : (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ )(الأعراف: الآية 188
ثامناً: احترام أقواله، بمعنى أن نحترم أقوال النبي صلى الله عليه وسلم فلانضع أحاديثه عليه الصلاة والسلام في أماكن غير لائقة، لأن هذا نوع من الامتهان، وأن لا نرفع أصواتنا عند قبره، وقد سمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلين قدما من الطائف فجعلا يرفعان أصواتهما في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لَوْلاَ أَنَّكُمَا مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ لأَوْجَعْتُكُمَا ضَرْبَاً، لأن الله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النبي صلى الله عليه وسلم وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الحجرات:2) .
والشهادة تبنى عليها صحة الأعمال كلها، لأن شهادة ألا إله إلا الله تستلزم الإخلاص، وشهادة أن محمداً رسول الله تستلزم الاتباع، وكل عمل يتقرب به إلى الله لا يقبل إلا بهذين الشرطين: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله .كما جاء في قوله تعالى : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) الكهف 10 )ولهذا جعلت الشهادة ركنين وليست ركنا واحدا.
والشهادة باللسان لاتكفي بدليل أن المنافقين يشهدون لله عزّ وجل بالوحدانية ولكنهم يشهدون بألسنتهم، فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فلا ينفعهم، وهم يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكدون له أنهم يشهدون أنه رسول الله ، والله يعلم أنه رسول الله، ولكنه سبحانه يشهد أن المنافقين لكاذبون.
ثم قال تقيم الصلاة ) : َتُقِيْمَ الصَّلاةَ أي تأتي بها قائمة تامة معتدلة. قويمة، ولاتكون قويمة إلا بفعل شروطها وأركانها وواجباتها وبمكملاتها.
وكلمة: الصَّلاةَ تشمل الفريضة والنافلة. وهي صلة بين العبد وربه.

وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ تؤتي بمعنى تعطي، تؤديها على وجهها الشرعى، والزكاة هي المال الواجب بذله لمستحقه من الأموال الزكوية تعبداً لله عزّ وجل ورجاءً لثوابه, وهي الذهب والفضة والماشية والخارج من الأرض وعروض التجارة.

( وتصوم رمضان ) أي تمسك عن المفطرات تعبداً لله تعالى من طلوع الفجرالثاني إلى غروب الشمس.

وأصل الصيام في اللغة: الإمساك.
ورمضان هو الشهر المعروف مابين شعبان وشوال وسمى رمضان لأشتداد حر الرمضاء.
والمفطرات أيضاً معروفة ، ولكن ننبّه على شيء مهمّ فيها: أن المفطرات لاتفطر الصائم إلا بثلاثة شروط: أن يكون عالماً، وأن يكون ذاكراً، وأن يكون مريداً.
فضدّ العالم الجاهل، فلو أكل الصائم يظن أن الليل باقٍ ثم تبين أنه قد طلع الصبح وهو يأكل فحكم الصوم أنه صحيح.
ولو أكل يظن غروب الشمس ثم تبين أنها لم تغرب فالصوم صحيح، ودليل ذلك: ما رواه البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: أفطرنا في يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس، ولم يأمرهم بالقضاء، فلو كان القضاء واجباً لكان يبينه النبي صلى الله عليه وسلم ولنُقِلَ إلينا، ، وهو داخل في عموم قوله تعالى: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )(البقرة: الآية286) وقوله: ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)(الأحزاب: الآية5).
ولو أكل غير مريد للأكل أو شرب غير مريد للشرب بأن كان مكرهاً فصيامه صحيح، ومن ذلك:أن يكره الرجل زوجته فيجامعها وهي صائمة، فليس عليها شيء لاقضاء ولاكفّارة.والله تعالى أعلى وأعلم.
( وتحج البيت إناستطعت إليه سبيلا ) : أي تقصد البيت لأداء النسك في وقت مخصوص تعبداً لله تعالى. والمراد بالاستطاعة هنا الزاد والراحلة وغيرها .
إِنِ اسْتَطَعْتَ إَلِيْهِ سَبِيْلاً مأخوذ من قوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) (آل عمران: الآية97) ،خص الله الإستطاعة هنا في الحج على الرغم من أن الإستطاعة عامة لجميع العبادات مصداقا لقوله تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) (التغابن: الآية16) لكن التخصيص هنا في الحج لأن الغالب فيه المشقة والتعب وعدم القدرة، فلذلك نص عليه وإلا فجميع العبادات لابد فيها من الاستطاعة.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-11-2008, 03:27 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي

قَالَ: صَدَقْتَ القائل صدقت: جبريل عليه السلام وهو السائل، فكيف يقول: صدقت وهو السائل؟ لأن الذي يقول: صدقت للمتكلم يعني أن عنده علماً سابقاً ولهذا تعجب الصحابة كيف يسأله ويصدقه.
والملاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين الإسلام والإيمان , فجعل الإسلام خاصا بأعمال الجوارح الظاهرة , وجعل الإيمان خاصا بالأعمال الباطنة , لاجتماع هذين الاسمين معاً في سياق واحد , فكان لكل واحد منهما معنى خاصا , وقيل إذا اجتمعا تفرقا واذا تفرقا إجتمعا ,وأما إذا ذكر كل واحد منهما على انفراد فإن أحدهما يدخل في الآخر فيدخل في الإسلام الاعتقادات والأمور القلبية , كما قال عزوجل : (إن الدين عند الله الإسلام ) (آل عمران 19) , وكذلك الإيمان إذا ذكر مفردافإنه تدخل فيه أعمال الجوارح الظاهرة , قال صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضعوسبعون شعبة , فأفضلها قول لا إله إلا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق , والحياء شعبة من الإيمان) أخرجه مسلم
فالحديث فسّر الإسلام هنا بالأعمال الظاهرة ، وفسر الإيمان بالأعمال الباطنة من الاعتقادات وأعمال القلوب . وذلك لأن الإسلام والإيمان قد اجتمعا في سياق واحد.

فقال عمر رضى الله عنه ( فعجبنا له يسأله ويصدقه ) فكان يظهر على جبريل كأنه هو عالم بهذه الأمور لأنه كان يصدقه والتصديق لا يقضى إلا إذا كان عنده علم بهذه الأشياء فظاهر حاله أنه عالم, ثم زال عجبهم من هذا الامر عندما قال النبى صلى الله عليه وسلم ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) فظهر انه عالما بهذه الامور لكنه جاء بصورة متعلم تعليما لهم وتنبيها .

ثم قال جبريل ( فأخبرنى عن الإيمان ) :

فما معنى الإيمان لغة واصطلاحا ؟


لغة : التصديق , أن تؤمن بشئ أى تصدقه(وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) يوسف .

اصطلاحا : أهل السنة والجماعة يعرفون الايمان بأنه ( قول باللسان , وتصديق بالجنان , وعمل بالجوارح والاركان , ويزيد بالطاعات وينقص بالمعاصى.

فحقيقة الايمان : هو التصديق ,والإيمان يتضمن أمورا ثلاثة : الإقرار بالقلب ، والنطق باللسان ، والعمل بالجوارح والأركان .

الإقرار بالقلب معناه أن يصدق بقلبه كل ما ورد عن الله تعالى ، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرع الحكيم ، ويسلّم به ويذعن له ، ولذلك امتدح الله المؤمنين ووصفهم بقوله : (إنماالمؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) ( الحجرات : 15 ) ، ويقابل ذلك النفاق ، فالمنافقون مسلمون في الظاهر ، يأتون بشعائر الدين مع المسلمين ، لكنهم يبطنون الكفر والبغض للدين.

النطق باللسان هو النطق بالشهادتين ،ولا يكفي مجرد الاعتراف بوجود الله ، والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم دون أن يتلفّظ بالشهادتين ، بدليل أن المشركين كانوا يقرون بالربوبية بأن الله هوالخالق الرازق المدبر ، كما قال عزوجل : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله ) ( يونس : 31 ) ، ولكنهم امتنعوا عن قول كلمة التوحيد ، واستكبروا) : إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ( ( الصافات : 35 ) ، وها هوأبوطالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقر بنبوة ابن أخيه ، ويدافع عنه وينصره ، بل كان يقول:

ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البريّة دينا

لولا الملامة أوحذار مسبّة لوجدتني سمحا بذاك مبينا

فلم ينفعه ذلك ،ولم يخرجه من النار ؛ لأنه لم يقبل أن يقول كلمة الإيمان ، وقد أجمع العلماء على أنمن لم ينطق الشهادتين بلسانه مع قدرته ، فإنه لا يُعتبر داخلاً في الإسلام .

والإيمان لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل ، قال تعالى : ( ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ) ( النور : 47 ) ولا شك أن ترك العمل بدين الله من أعظم التولي عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .

ومن الناس من يحتج بأن الإيمان في القلب ، وينسي أن العمل يصدق ذلك أو يكذبه - كما قال الحسن البصري رحمه الله ، إذ لو كان إيمانه صادقا لأورث العمل ، وأثمر الفعل .


والأيمان يزيد وينقص فالإقرار بالقلب يتفاوت من شخص لآخر ، ومن حالة إلى أخرى فلا شك أنيقين الصحابة بربهم ليس كغيرهم ، بل الشخص الواحد قد تمرّ عليه لحظات من قوة اليقين بالله حتى كأنه يرى الجنة والنار ، وقد تتخلله لحظات ضعف وفتور فيخفّ يقينه ، كماقال حنظلة رضي الله عنه : " نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالناروالجنة حتى كأنها رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا " ، إذاً فإقرار القلب متفاوت ، وكذلك الأقوال والأعمال ؛ فإن من ذكر الله كثيرا ليس كغيره ، ومن اجتهد في العبادة ،وداوم على الطاعة ، ليس كمن أسرف على نفسه بالمعاصي والسيئات.

ومن أسباب زيادة الأيمان

1- معرفة أسماءالله وصفاته فنؤمن ان لله أسماءحسنى وصفات عليا جمعت صفات الكمال والجلال والجمال ويجمع هذه الاسماء قولة تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءوَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير. الشورى 11.كما نثبت ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله , وما لم يثبته الله ولا رسوله فلا نثبته ولا نعطل معناه ولا نكيفه ولا نشبهه بأحدمن خلقية ولا نحرف المعنى, فإذاعلم العبد صفة الله " البصير " ابتعد عن معصية الله تعالى ، لأنه يستشعر مراقبة الله له ، وإذا قرأ في كتاب الله قوله :( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران26 إطمأن قلبه ، ورضي بقضاء الله وقدره .

2-كثرة ذكر الله تعالى ؛ لأنه غذاء القلوب ، وقوت النفوس ، مصداقا لقوله تعالى : ( ألا بذكرالله تطمئن القلوب ) ( الرعد :

-3 النظر في آيات الله في الكون ، والتأمل في خلقه ، كماقال تعالى : ) وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون ( ( الذاريات : 20.21

-4 الاجتهاد في العبادة، والإكثار من الأعمال الصالحة.

ونلاحظ هنا أن إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت على نفس إجابته عن الاسلام فلم يجبه عن حقيقة الايمان .


ولكنه أجاب بإركان الإيمان فقال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ،وتؤمن بالقدر خيره وشره ) .

مامعنى الإيمان بالله ؟أن نؤمن بوجوده سبحانه وتعالى. فمن أنكر وجود الله تعالى فليس بمؤمن، وصفاتة التى لا تتم الألوهية إلا بها فنؤمن بربوبيته .

1- والربوبية : تعنى الإيمان بانفراده بالرّبوبية أي اننا نؤمن بأن الله وحده هو الرب الخالق المالك الرازق المدبر المتصرف بالخلق وبالكون كله .فالربوبية هى أفعال الله الى العباد . فمن الذي خلق السماوات والأرض ؟ الله عزّ وجل . ومن الذي خلق البشر ؟ الله عزّ وجل . ومن يملك تدبير السماوات والأرض ؟ الله عزّ وجل.

-2 أما الالوهية فهي الإيمان بانفراده بالألوهية، وأنه وحده الذي لا إله إلا هو لاشريك له، فمن ادعى أن مع الله إلهاً يُعبد فإنه لم يؤمن بالله، فلابد أن نؤمن بانفراده بالألوهية، أي أن يوحد العبد ربه بأفعال العبد يعنى كل عمل يفعله العبد إلى الله هذه تسمى ألوهية .
إذن الفرق بين الربوبية والألوهية :

أن الربوبية : هى أفعال الله إلى العباد .

أما الألوهية : فهى توحيد الله بأفعال العبد .

فلا يصلى العبد إلا لله ولا يزكى إلا لله ولا يذبح إلا لله ولا ينذر إلا لله ولا يرجو إلا لله .

-3 توحيد الاسماءوالصفات : أن نؤمن بأسماء الله وصفاته فنؤمن ان لله أسماء حسنى وصفات عليا جمعت صفات الكمال والجلال والجمال ويجمع هذه الاسماء قولة تعالى " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير" .


ونثبت ما أثبته سبحانه لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولاتعطيل ولاتكييف، ولا تمثيل، فمن حرّف آيات الصفات أو أحاديث الصفات فإنه لم يحقق الإيمان بالله



(الإيمان بالملائكه) والملائكة : جمع ملك وهى اجسام علوية مشكلة بما شاء من الاشكال .

ومعنى الإيمان بهم: نؤمن بأن لله ملائكة على الصفات الوارده فى كتابه وفى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم, بأنهم " عباد مكرمون خلقهم الله من نور ، كما قال e( خلقت الملائكة من نور ) رواه مسلم
ونؤمن بأسماء من علمنا أسماءهم، مثلا نؤمن بأن هناك ملَكاً اسمه جبريل. وإسرافيل ( الذي ينفخ في الصور ) وجبريل ( هو الذي يأتي بالوحي ) وميكائيل ( هو الذي موكل بالقطر ) .
وهؤلاء كان النبي e يتوسل بربوبية الله لهم في دعاء الاستفتاح في صلاة الليل فيقول ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون . اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) رواه مسلم .
ومالك ( خازن النار ) . قال تعالى ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ) .الزخرف 77
رضوان . قال ابن كثير : وخازن الجنة ملك يقال له رضوان ، جاء مصرحاً به في بعض الأحاديث .
عددهم كثير لا يعلم عددهم إلا الله .كما قال تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) .المدثر 31 وقال e في البيت المعمور في السماء السابعة ( فإذا هو يدخـله في كل يوم سبـعون ألف ملك ، لا يعودون إليه آخر ما عليهم ) رواه مسلم .
ونؤمن بما لهم من أعمال ، وظيفتهم عبادة الله تعالى يعبدون الله ليلاً ونهاراً لا يملون .كما قال تعالى ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) الأنبياء 20. ومعنى لا يفترون : لا يضعفون .
وقال تعالى (فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لايَسْأَمُونَ)سورة فصلت) .38
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَطَّتِ السَّماءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ) والأطيط : هو صرير الرحل على البعير إذا كان الحمل ثقيلاً،فيقول صلى الله عليه وسلم : ( أَطَّتِ السَّماءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَامِنْ مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَصَابِع مِنْهَا إِلاَّ وَفِيْهِ مَلَكٌ قَائِمٌ لِلَّهِ أَوْ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِد) .
جبريل: موكل بالوحي، ينزل به من عند الله إلى رسله. وهو حياة القلوب كما قال عزّ وجل : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا) (الشورى: الآية52)
وميكائيل: موكل بالقطر أي المطر، والنبات أي نبات الأرض. وهو حياة الأرض.
وإسرافيل: موكل بالنفخ في الصور . وهو حياة الناس الحياة الأبدية.
كذلك يجب الإيمان بما لبعض الملائكة من أعمال خاصة، فمثلاً: هناك ملائكة وظائفهم أن يكتبوا أعمال العباد، قال الله عزّ وجل: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ*مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:16-18] فهؤلاء موكلون بكتابة أعمال بني آدم،وقال الله عزّ وجل أيضاً في آية أخرى كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ*وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كراما كاتبين) [الأنفطار:9-11] يكتبون كل قول يقوله الإنسان، وظاهر الآية الكريمة أنهم يكتبون ما للإنسان وما عليه وما ليس له ولا عليه، وجه كون هذا هو الظاهر: أن قوله عزّ وجل مِنْ قَوْلٍ) نكرة في سياق النفي مؤكّدة بـ: (من) فتفيد العموم، لكن ماليس له ولا عليه لايحاسب عليه وإنما يقال إنه فاته خير كثير.
وذُكر أن رجلاً دخل على الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله- فقيه المحدّثين ومحدث الفقهاء وإمام أهل السنة، دخل عليه وهو يئن من الوجع، فقال له: يا أبا عبد الله تئنّ وقد قال طاوس: إن الملك يكتب حتى أنين المريض، فأمسك الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - عن الأنين، وهذا من تعظيم آثار السلف عند السلف.
ومن الملائكة من هم موكلون بالسياحة في الأرض يلتمسون حِلَق الذّكر والعلم فإذا وجدوها جلسوا.
ومنهم ملائكة موكلون بحفظ بني آدم.
ومنهم ملائكة موكلون بقبض روح بني آدم.
ومنهم ملائكة موكلون بسؤال الميت في قبره.
ومنهم ملائكة موكلون بتلقّي المؤمنين يوم القيامة وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ )(الانبياء: الآية103)
ومنهم ملائكة موكلون بتحية أهل الجنة كما قال تعالى في كتابه: (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَاب ٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ) (الرعد:23-24)
( الإيمان بالكتب ) وَكُتُبِهِ جمع كتاب بمعنى: مكتوب والمراد بها الكتب التي أنزلها الله عزّ وجل على رسله لأنه ما من رسول إلا أنزل الله عليه كتاباً كما قال الله عزّ وجل : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النبيينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ ) (البقرة:213) وقال عزّ وجل: (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا) أي إبراهيم ونوح: (النُّبُوَّةَ وَالْكِتَاب) [الحديد:26] وجميع الكتب السابقة منسوخة بما له هيمنة عليها وهو القرآن، قال الله عزّ وجل: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (المائدة: الآية48) كل الكتب منسوخة بالقرآن،فلا يُعمل بها شرعاً.والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:
اولا : نؤمن بأن الله تعالى أنزل على الرسل كتباً، مائة صحيفة وأربع كتب واختار من الجميعأربع كتب وأختار من الأربعة القرآن واختار من القرآن سورة الفاتحة ,فهى خيار منخيار من خيار، وأنها من عند الله ونؤمن بما جاء فى هذه الكتب تفصيلا واجمالا ولكن لانؤمن بأن الكتب الموجودة في أيدي هذه الأمم هي الكتب التي من عند الله لأنها محرّفة ومبدلة، لكن أصل الكتاب المنزل على الرسول نؤمن بأنه حق من عند الله.
ثانيا: ونؤمن بصحة ما فيها من أخبار كأخبار القرآن وأخبار ما لم يبدل أو يحرّف من الكتب السابقة.
ثالثاً : أن نؤمن بما فيها من أحكام إذا لم تخالف الشريعة على القول بأن شرع من قبلنا شرع لنا - وهو ا لحق - إذا لم يرد شرعنا بخلافه.
رابعاً : أن نؤمن بما علمنا من أسمائها، مثل: القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وصحف موسى.
واختلف العلماء - رحمهم الله - فيما ثبت في شرائع من قبلنا، هل نعمل به إلا أن يرد شرعنا بخلافه، أو لا نعمل به ؟
من العلماء من قال: إن شرع من قبلنا شرع لنا مالم يرد شرعنا بخلافه، وذلك أن ماسبق من الشرائع:
.1إما أن توافقه شريعتنا .
.2 وإما أن تخالفه شريعتنا .
.3 وإما أن لاندري توافقه شريعتنا أم لا فيكون مسكوتاً عنه .
فما وافقته شريعتنا فهو حق ونتبعه، وهذا بالإجماع، واتباعنا إياه لا لأجل وروده في الكتاب السابق ولكن لشريعتنا.وما خالف شريعتنا فلا نعمل به بالاتفاق، لأنه منسوخ، ومثاله لايحرم على الناس أكل الإبل في وقتنا مع أنها على بني إسرائيل - اليهود خاصة - كانت محرمة.
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-06-2011, 01:45 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث الثاني من الأربعين النووية

( الايمان برسله ) :نؤمن إجمالا بأن الله أرسل رسلا من البشر إلى خلقه , فالرسل ينذرونهم ويبشرونهم, ونؤمن تفصيلا بما ورد بأسمائهم في القرآن أو ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم،وأوّل الرسل نوح عليه السلام وأن خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم ولا نبى بعده.
وقيل أن إدريس عليه الصلاة والسلام كان قبل نوح عليه السلام، وأن هناك بعضاً آخرين مثل شيث، وهذا ليس بصحيح.والله أعلم، فإدريس بعد نوح قطعاً، وقد قال بعض العلماء: إن إدريس من الرسل في بني إسرائيل، لأنه دائماً يذكر في سياق قصصهم، لكن نعلم علم اليقين أنه ليس قبل نوح، والدليل قول الله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنبيينَ مِنْ بَعْدِهِ ) (النساء: الآية163) وقال الله عزّ وجل: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) (الحديد: الآية26)
والرسل عليهم الصلاة والسلام هم أعلى طبقات البشر الذين أنعم الله عليهم، قال الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرسول فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النبيينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ) (النساء: الآية69) هذه أربعة أصناف.
النبيون يدخل فيهم الرسل وهم أفضل من الأنبياء، ثم الرسل أفضلهم خمسة هم أُوُلو العزم، ذكروا في القرآن في موضعين في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى: ففي سورة الأحزاب قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النبيينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى) (الأحزاب: الآية7) وفي سورة الشورى قال الله تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّين) (الشورى: الآية13) فسبحان الله ، هذه وصية من الله للأولين والآخرين : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا ) (الشورى: الآية13) فهي وصية بإقامة الدين وعدم التفرّق في الدين.
وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، ولما التقى بهم في الإسراء أَمَّهم في الصلاة، فإبراهيم إمام الحنفاء صلى وراء محمد صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أنه لايقدم في الإمامة إلا الأفضل،فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل أولي العزم.
والثاني: إبراهيم الخليل عليه السلام يلي مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) (النساء: الآية125) والذي ابتلاه الله تعالى ببلية لايصبر عليها إلا أولو العزم.
( الايمان باليوم الاخر ) : وهو يوم القيامة وسمي آخراً لأنه آخر مراحل بني آدم وغيرهم أيضاً، فالإنسان له أربع دور، في بطن أمه، وفي الدنيا، وفي البرزخ، ويوم القيامة وهو آخرها.

فاليوم الاخر يبدأ من حقيقة الموت إلى أن يدخل الناس الجنة أو النار لما يمرون بهمن مراحل ( القبر , البعث , النشور , الميزان , استلام الكتب , الصراط , القنطرة , ثم دخول الجنةأو النار.)

- الإيمان باليوم الآخر يتضمّن:
أولاً: الإيمان بوقوعه، وأن الله يبعث من في القبور، وهو إحياؤهم حين ينفخ في الصور، ويقوم الناس لرب العالمين، قال تعالى: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) (المؤمنون:16) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً غُرْلاً ، وأنه واقع لامحالة، لأن الله تعالى أخبر به في كتابه وكذلك في السنة، وكثيراً مايقرن الله تعالى بين الإيمان به وبين الإيمان باليوم الآخر،لأن من لم يؤمن باليوم الآخر لايعمل، إذ إنه يرى أن لاحساب.
ثانياً: الإيمان بكل ماذكره الله في كتابه وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون في ذلك اليوم الآخر، من كون الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً، أي ليس معهم مال، وهذا كقوله تعالى: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ) (الانبياء: الآية104) .
ثالثاً: الإيمان بما ذكر في اليوم الآخر من الحوض والشفاعة والصراط والجنة والنار فالجنة دار النعيم، والنار دار العذاب الشديد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في العقيدة الواسطية: ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم يكون بعد الموت مثل الفتنة في القبر فإن الناس يفتنون في قبورهم ويسألون عن ثلاثة أشياء: من ربك ؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟
رابعاً: الإيمان بنعيم القبر وعذابه، لأن ذلك ثابت بالقرآن والسنة وإجماع السلف.
الايمانبالقدر: وَتُؤْمِنُ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ وهنا أعاد صلى الله عليه وسلم الفعل: (تؤمن ) لأهمية الإيمان بالقدر، لأن الإيمان بالقدر مهم جداً وخطير جداً.
ومراتب القدر اربعة :

{ العلم والكتابة والمشيئة والخلق }

الأولى : مرتبة العلم : نؤمن بعلم الله المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً بأن الله علم الاشياء قبل وقوعها وقيل وجودها وأنه كتبها عنده فى اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الناس كلهم ثم شاءها ثم أوجدها وخلقها.(وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(البقرة: الآية282) وخصوص العلم بالغيب، وقد قال موسى عليه الصلاة والسلام: (لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)(طـه: الآية52) أي لايجهل ولاينسى ما علم. وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (الطلاق: الآية12) أي أخبرناكم بهذا : (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)(الطلاق: الآية12) هذا مجمل.
أما التفصيل فقال الله تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا)(الأنعام: الآية59) كلمة ما اسم موصول، وكل اسم موصول فهو مفيد للعموم، فكل شيء في البرّ الله سبحانه وتعالى يعلمه، وكذلك كل شيء في البحر فالله سبحانه وتعالى يعلمه، وقوله تعالى: (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ) أي ورقة في أي شجرة إلا يعلمها: يعلم متى سقطت، وأين سقطت، وكيف سقطت: (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)(الأنعام: الآية59) أي حبة، سواء كانت كبيرة، أو صغيرة في ظلمات الأرض إلا يعلمها الله عزّ وجل .
وإذا حقق العبد الإيمان بعلم الله، وأنه جلّ وعلا محيطٌ بكل شيء أوجب له الخوف من الله، وخشيته، والرغبة فيما عنده جل وعلا ، لأن كل حركة يقوم بها فالله يعلمها.
ثانياً: الكتابة أن نؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ، مقادير كل شيء إلى يوم القيامة، لايحدث شئ فى هذا الكون من صغير ولا كبير إلا وقد كان مكتوب عند الله فى اللوح المحفوظ كتب ما سيكون إلى يوم القيامة , وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة , وكان عرشه على الماء.
والكتابة أنواع :
.1الكتابة العامة في اللوح المحفوظ، كتب الله تعالى كل شيء.
.2 الكتابة العُمريّة، وهي أن الجنين في بطن أمه إذا تم له أربعة أشهر بعث الله إليه الملك الموكل بالأرحام، وأمرَ أن يكتب: أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد. فهذه كتابة عمرية لأنها مقيدة بالعمر،أي تكتب مرة واحدة،ولايعاد كتابتها.
.3 الكتابة الحولية، وهي التي تكون ليلة القدر، كما قال الله عزّ وجل: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) يعني يبيّن ويفصل (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) وليس أمر من أمر الله إلا وهو حكيم.
وذكر بعضهم: كتابة يومية،واستدل لذلك بقوله عزّ وجل: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن:29)
قال الله عزّ وجل: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس:12] أي في كتاب، وقال عزّ وجل : )وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) [الأنبياء:105] وهو اللوح المحفوظ : (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(الأنبياء: الآية105) .
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله لما خلق القلم قال له: اِكْتُبْ، قَالَ رَبِّ: وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكتُبْ مَاهُوَ كَائِنٌ، فَجَرَى فِيْ تِلْكَ السَّاعةِ بِمَاهُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ فأمرالله القلم أن يكتب؛ وقد امتثل القلم، لكنه أشكل عليه ماذا يكتب، فقال: ربي وماذا أكتب ؟ قال: اكتب ماهو كائن إلى يوم القيامة، فجرى في تلك اللحظة بما هو كائن إلى يوم القيامة - سبحان الله - من يحصي الحوادث والوقائع إلا الله عزّ وجل ، وهذا اللوح المحفوظ مشتمل عليها.
- واللوح المحفوظ لانعرف ماهيته، من أيّ شيء؛ أمن الخشب، أم من حديد، ولانعرف حجم هذا اللوح ولاسعته، فالله أعلم بذلك والواجب أن نؤمن بأن هناك لوحاً كتب الله فيه مقادير كل شيء، وليس لنا الحق أن نبحث وراء ذلك.
ثالثاً:مرتبة المشيئة , وهي الإيمان بأن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأنه لا يخرج شيء في هذا الكون عن إرادته الكونية ومشيئته جل وعلا . كل ما حدث في الكون فهو بمشيئة الله تعالى،فلا يخرج شيء عن مشيئته أبداً .
وهذا عام، لما يفعله عزّ وجل بنفسه وما يفعله العباد،فكله بمشيئة الله، ودليل ذلك قول الله عزّ وجل : (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)(البقرة: الآية253) وقال عزّ وجل: (وَلَوْ شَاءَ ربك مَا فَعَلُوهُ) [الأنعام:112] وقال: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ) [الأنعام:137] وقال عزّ وجل: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ*وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [التكوير:29،28] فكل ماحدث في الكون فهو بمشيئة الله.
رابعاً: والمرتبة الرابعة : الخلق والإيجاد , وهي الإيمان بأن الله خالق كل شيء ، فنؤمن بعموم خلق الله تعالى لكل شيء، قال تعالى وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (الفرقان: الآية2) فكل شيء مخلوق لله: السموات، والأرضون، والبحار، والأنهار، والكواكب، والشمس، والقمر، الإنسان، الكل مخلوق لله عزّ وجل وحركات الإنسان مخلوقة لله،لأن الله تعالى خلق الإنسان وأفعاله،, فالعباد مخلوقون ، وأفعالهم مخلوقة , قال عز وجل : ( والله خلقكم وما تعملون ) (الصافات 37
فعلينا أن نؤمن ونجزم بأن الله عليم بكل شيء ما كان وما يكون وما سيكون كيف يكون عليم بالدقيق والجليل ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فالله علم بكل شيء جملة وتفصيلا أزلاوأبدا ما يتعلق بأفعاله أو أفعال العباد , ثم أن الله كتب مقادير كل شيء الخيروالشر ثم شاء كل شيء وأراده , كل شيء بمشيئة الله وارادته . ثم أن الله خلق كل شيء .
فالله جلا وعلا علم فكتب ثم شاء فخلق.

مامعنى ( خيره وشره ) ؟

معناهان الايمان والطاعة وجميع الاعمال الصالحة هى من خير القدر .
أما الكفر والمعصية والمخالفة وجميع أفعال المعاصى هى من شر القدر وفى روايه ( الايمان بالقدر حلوه ومره ) .

( حلو القدر ) : ما لآئم الطبع ووافق النفس كالتنعم والتلذذ بجميع انواع الملاذ كالعافية والمأكل والمشرب والمنكح وما إلى ذلك .

( مر القدر ) : جميع ما نفى الطبع وخالفه كالآلام والاسقام والجوع والخوف والعطش . وكل هذا يجب الايمان به .

قَالَ: صَدَقْتَ القائل جبريل عليه السلام

ثم قال: أخْبِرْني عَنِ الإِحْسَانِ الإحسان مصدر أحسن يحسن،)وهي أعلى مراتب الدين وأشرفها ، فقد اختص الله أهله ابالعناية ، وأيدهم بالنصر ، قال عزوجل : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( النحل : 128، والإحسان هو بذل الخير والإحسان في حق الخالق: بأن تبني عبادتك على الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلما كان العبد أخلص وأتبع كان أحسن. وأما الإحسان للخلق: فهو بذل الخير لهم من مال أوجاه أو غير ذلك .

) فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم " (الإحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).، وهذه درجة عالية ولا شك ،لأنها تدل على إخلاص صاحبها ، ودوام مراقبته لله عزوجل. لأن عبادة الله لا تتحقق إلابأمرين وهما: الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي عبادة الإنسان ربه سبحانه كأنه يراه. عبادة طلب وشوق وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثاً عليها، لأنه يطلب هذا الذي يحبه، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده وينيب إليه ويتقرّب إليه سبحانه وتعالى.

(فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ أي: اعبده على وجه الخوف ولاتخالفه، لأنك إن خالفته فإنه يراك فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، وهذه الدرجة عند أهل العبادة أدنى من الدرجة الأولى. وهذه عبادة الهربوالخوف فالعبد يعبد الله فيها وهو خائف منه هاربا من عذابه وعقابه.
فصار للإحسان مرتبتان: مرتبة الطلب، ومرتبة الهرب.
مرتبة الطلب: أن تعبد الله كأنك تراه.
ومرتبة الهرب: أن تعبد الله وهو يراك عزّ وجل فاحذره، كما قال عزّ وجل: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) (آل عمران: الآية30) .

فالعبادة مبنية على الحب والذل ففي الحب الطلب وفي الذل الخوف والهرب كما قال " ابن القيم " رحمهالله :

وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما ركنان
وقوله ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) من جوامع كلمة صلى الله عليه وسلم شملت مقام المشاهده ومقام المراقبة إذ أن العبد فى عبادته له ثلاث مقامات :

المقام الأول : أن يفعل العبادة فى الوجه الذى يسقط معه الطلب , أى أنها تكون مستوفية للشروط والأركان فقط .

مثلا : العبد يصلى ولكن بدون حضور للقلب وبدون خشوع فهذه يسقط معه فيها الطلب , وهذه العباده فى المقام الأول .

المقام الثانى : يفعلها – أى العبادةوقد استغرق فى بحار المكاشفة حتى كأنه يرى الله تعالى وهذا مقامه صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول ( وجعلت قرة عينى فى الصلاة ).

المقام الثالث : هى أن يفعلها وقد غلب عليه أن الله تعالى يشاهده وهذا هو مقام المراقبة , فيستشعر العبد هنا بالرقابة الالهية .

فهذا المقام هونزول عن مقام المكاشفة إلى مقام المراقبة .

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ
والمقصودبالساعة هو يوم القيامة و يبدأ من الموت إلى أن يدخل الناس الجنة أو النار، أي قيام الناس من قبورهم لرب العالمين، يعني البعث، وسميت ساعة لأنها داهية عظيمة، قال الله عزّ وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (الحج:1). فقال النبي صلى الله عليه وسلم مَا المَسْؤُوْلُ عَنْهَا يعني نفسه صلى الله عليه وسلم بأعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ يعني جبريل عليه السلام، والمعنى: إذا كنت تجهلها فأنا أجهلها ولا أستطيع أن أخبرك به، لأن علم الساعة مما اختص الله به عزّ وجل ، قال الله تعالى: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) (الأحزاب:63) ، وقال عزّ وجل: (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً) (الأعراف: الآية187) ، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها مما اختص الله بعلمه ، وهي من مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها إلا الله, فالساعة علمها عند ربي في كتاب .
قال تعالى " يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " الحج :


وقوله تعالى "يوم يفر المرء من أخيه , أمه وأبيه , صاحبته وبنيه "عبس : 34


وقوله تعالى " يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمريومئذ لله " الانفطار : 19

وهناك أيات كثيرة توضح علامات القيامة
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-06-2011, 01:47 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث الثاني من الأربعين النووية

ثم قال: أخْبِرْنِي عَنِ أَمَارَاتِهَا أي علامات قربها، لأن الأمارة بمعنى العلامة، والمراد أمارات قربها وهو ما يعرف بالأشراط،قال الله عزّ وجل: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ) (محمد: الآية18) وأشراط الساعة قسّمها العلماء إلى ثلاثة أقسام:
أشراط مضت وانتهت .
أشراط لم تزل تتجدد وهي الوسطى.
أشراط كبرى تكون عند قرب قيام الساعة.
ومن علامات الساعة ماذكره صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بقوله: ، فقال : أَنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبّتَهَا وفي لفظ: ربَّتهَا ، يعني أن تكون المرأة أمة فتلد بنتا ، وهذه البنت تصبح سيدة تملك الإماء ،أي إن السيد إذا وطئ أمته فأنجبت لهأولادا كان هؤلاء الأولاد بمنزلة أبيهم في الحرية والسيادة , فكأنه صلى الله عليه وسلم يشير إلى أنه في آخر الزمان , ستفتح البلاد على المسلمين , ويكثر الرقيق والإماء حتى يكون للأمة أولاد من سيدها , فإذا وقع ذلك كان علامة على قرب الساعة ودنو أجلها . وهذا كناية عن كثرة الرقيق ، وقد حصل هذا في الصدر الأول من العهد الإسلامي ، أماالعلامة الثانية : وَأَنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ الحفاة: يعني ليس لهم نعال، والعراة: أي ليس لهم ثياب تكسوهم وتكفيهم، العالة: أي ليس عندهم ما يأكلون من النفقة أو السكنى أو ما أشبه ذلك، عالة أي فقراء.، ومعناه أن ترى الفقراء رعاة الغنم والشياه , الذين كانوا لا يملكون شيئا من حطام الدنيا و ليسوابأهل للغنى ولا للتطاول ، قد فتح الله عليهم فيبنون البيوت الفارهة ، والقصور الباهرة, يتطاولون ويشيدون المباني العالية , مباهاة ومفاخرة , والمقصود أن الأسافل والأراذل يصيرون رؤساء على الناس , وأن الأمر سيوسد إلى غيرأهله.

يقول عمر بنالخطاب ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَليّاً أى أن السائل – جبريل عليه السلام انطلق , فلبث النبى صلى الله عليه وسلم : أى لبث ساكنا عن الكلام .ملياً أي مدة طويلة كما في قوله تعالى: (وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً) (مريم: الآية46) أي مدة طويلة، قيل ثلاثة أيام، وقيل أكثر، وقيل: أقل ولكن المعروف أن الملي يعني الزمن الطويل. وفى رواية أنها بعد ثلاث ولكنه لم يوضح هل هى ثلاثة أيام , أم ثلاثة ساعات , أم أسابيع ... الله أعلم .

ثُمَّ قَالَ: يَاعُمَرُ والقائل النبي صلى الله عليه وسلم أتَدْرِيْ من السَّائِل؟ قُلتُ: اللهُ وَرَسُوْله أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ ولعل النبي صلى الله عليه وسلم وجده فيما بعد وسأله: أتدري من السائل؟ أي أتعلم من هو؟ فَقَالَ عُمَرُ: اللهُ وَرَسُوْلهُ أَعْلَمُ وهذا يدل على أن عمر رضي الله عنه لاعلم له من هذا السائل.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ الإشارة هنا إلى شيء معلوم بالذهن، أي هذا جبريل أتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكَمُ أى جاء جبريل يعلمكم قواعد دينكم لكنه جاء بهذه الصيغة أي صيغة السؤال والجواب لأنه أمكن في النفس وأقوى في التأثير. أى لم يأت سائلا يتعلم إنما جاء عليه السلام معلما يعلمنامراتب الدين وقواعده .

الدروس المستفادة من الحديث

1- بيان حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يجلس مع أصحابه ويجلسون إليه،وليس ينفرد ويرى نفسه فوقهم، بل إن الجارية تأخذ بيده حتى توصله إلى بيتها ليحلب لها الشاة من تواضعه صلى الله عليه وسلم.
2- إن الملائكة عليهم السلام يمكن أن يتشكلوا بأشكال غير أشكال الملائكة، لأن جبريل أتى بصورة هذا الرجل كما جاء في الحديث.
3- الدين يكون على ثلاثة مراتب : الاسلام , والايمان , والاحسان .


المرتبة الأولى : الاسلام
المرتبة الثانية : الايمــان , وهى أفضل من الأولى , فالمؤمن يكون مسلما ولكن المسلم ما شرط أن يكون مؤمن , إلا بعد أن يرسخ الايمان بقلبه ويتقرب إلى الله بالطاعات .
المرتبة الثالثة : الاحسان , وهى أعلى المراتب فالمحسن يكون مسلم ويكون مؤمنا .
4- طرق التعلم الصحيحة وأداب التعلم وأداب طالب العلم مع المعلم كما فعل جبريل عليه السلام، حيث جلس أمام النبي صلى الله عليه وسلم جلسة المتأدب ليأخذ منه. فعلمنا جبريل فى هذا الحديث ( منهجية التعليم ).

.5جواز التورية لقوله: يامُحَمَّد) وهذه العبارة عبارة الأعراب، فيوري بها كأنه أعرابي،وإلا فأهل المدن المتخلقون بالأخلاق الفاضلة لاينادون الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذا.
6- الهيئة الحسنة التى جاء عليها جبريل عليه السلام شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر. فكان لا يرى عليه أثر السفر من حسن الهيئة .إذن نتعلم من هذه النقطة أن طالب العلم يجب أن يكون متهيئا بالنظافة الظاهرية كما يتهيأ بالنظافة الباطنية .
7- طريقة جلوسه أمام النبى صلى الله عليهوسلم نتعلم من هذه النقطة كيف يجلس طالب العلم أمام معلمه ليطلب العلم , كانت جلسةجبريل عليه السلام جلسه يظهر فيها اهتمامه لطلب العلم هيأ نفسه ظاهريا وباطنيا .
8- إصغائه للرسول عندما يسأله ويجبه , فهذه النقطة تعلمنا أداب طالب العلم , كيف يحضر مجلس العلم وهو ان يصغي إلى معلمه يصغي لما يتحدث به فالاصغاء من طالب العلم نقطة مهمة جدا , فالمتعلم يجب أن يفهم منه المعلم أنه يصغي لما يقول .
9- إظهار الحرص الشديد امام النبى صلى الله عليه وسلم على طلب العلم فعلى طالب العلم ان يظهر الحرص الشديد فى طلبه للعلم امام معلمه.
10- فضيلة الإسلام،وأنه ينبغي أن يكون أول ما يسأل عنه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرسل الرسل للدعوة إلى الله أمرهم أن يبدؤوا قبل كل شيء بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. .
11 -طالب العلم عليه أن يسأل عن كل شئ لا يعرفه ( فالسؤال سبيل التعلم ) وقال الله عز وجل (فسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) وقد اثر عن النبى أن كثيرمن الصحابة يتعلمون منه عن طريق السؤال وكانوا يفرحون اذا سئل النبى صلى الله .
12-ان جبريل كان يسأل عن المهمات الكبرى فى الدين , فعندما سأل عن الاسلام سأل عن أركان الاسلام التى هى عماد الدين ولم يسأل عنالاسلام الظاهرى ليعلمنا أركان ديننا وقد أجاب النبى صلى الله عليه وسلم بأركانالاسلام التى هى واجب على كل مسلم أن يتعلمها , لأن الاسلام الظاهرى هو الفطرة التى يولد عليها المسلم . أما إجابة النبى صلى الله عليه وسلم فكانت لترسيخ العقيدة ،وكانت نفس إجابة عندما سئل عن الايمان والاحسان .
أما عندما سئل عن الساعة فأجاب النبى صلى الله عليه وسلم ( ما المسؤل عنها بأعلم من السائل ) , لأن الساعة ليس من الضرورى أن يعلم وقتها لان الانسان يعرف إنه متى مات فقد قامت قيامته ولكن الاهم أن نعلم امارات الساعة ليتهئ المسلم بالعمل الصالح الذى سيقابل به الله عز وجل ،إذن معرفة امارات الساعة واجب على كل مسلم .

13- الانتقال من الأدنى إلى الأعلى، فالإسلام بالنسبة للإيمان أدنى، لأن كل إنسان يمكن أن يسلم ظاهراً،كما قال الله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) (الحجرات: الآية14) لكن الإيمان ليس بالأمر الهين فمحله القلب والاتصاف به صعب.

14- أن الإسلام غير الإيمان،لأن جبريل عليه السلام قال: أخبرني عن الإسلام وقال: أخبرني عن الإيمان وهذا يدل على التغاير.فإن ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، وإن ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان، فقوله تعالى: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: الآية3) يشمل الإيمان، وقوله تعالى: (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ )(آل عمران: الآية20) يشمل الإيمان.
كذلك الإيمان إذا ذكر وحده دخل فيه الإسلام، قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(الصف: الآية13) بعد أن ذكر (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ)(الصف: الآية11) قال: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [الصف:13.
أما إذا ذكرا جميعاً فيفترقان ،ويكون الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح، والإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها. مثاله: هذا الحديث الذي معنا، ويدل على التفريق قول الله عزّ وجل: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )(الحجرات: الآية14).
أما في قوله تعالى (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ*فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الذّاريات:35-36] (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) يخص المؤمنين وقوله: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) يعم كل من كان في بيت لوط، وفي بيت لوط من ليس بمؤمن، وهي امرأته التي خانته وأظهرت أنها معه وليست كذلك، فالبيت بيت مسلمين، لأن المرأة لم تظهر العداوة والفرقة، لكن الناجي هم المؤمنون خاصة، ولهذا قال: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وهم ما عدا هذه المرأة، أما البيت فهو بيت مسلم.
ويؤخذ من هذه الآية فائدة هي: أن البلد إذا كان المسيطر عليه هم المسلمون فهوبلد إسلامي وإن كان فيه نصارى أو يهود أومشركون أوشيوعيون، لأن الله تعالى جعل بيت لوط بيت إسلام مع أن امرأته كافرة، والحاصل أنه إذا ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان، وإن ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، وإن ذكرا جميعاً افترقا، فصار الأمر كما قال بعضهم: إن اجتمعا افترقا، إن افترقا اجتمعا .

15- إثبات الملائكة وأنه يجب الإيمان بهم.

16-إثبات اليوم الآخر الذي هو يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء، حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم.
وقد أنكر البعث كل المشركين، قال الله عزّ وجل: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (يّـس:78) أي يتفتت، فأجاب الله عزّ وجل بأن أمر نبيه أن يقول: ( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يّـس:79) فهذا دليل على أن القادر على الإيجاد قادر على الإعادة، وقال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه)(الروم: الآية27) فإذا كان ابتداء الخلق هيناً وأنتم أيها المشركون تقرون به فإعادته أهون، والكل هين على الله عزّ وجل وهذا الدليل الأول في الرد على منكري البعث.
الدليل الثاني: قوله تعالى: (وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) يعلم كيف يخلق عزّ وجل ويقدر على خلقه، ثم قال تعالى: (الذي جعل لكم) [يس:80] أي جعل لكم أيها المنكرون ولغيركم، (مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً )(يّـس: الآية80) معنى الآية: أن في بلاد الحجاز شجراً يقال له المرخ والعفار يضربونه بالزند ثم يشتعل ناراً، مع أ نه أخضر ورطب وبارد أبعد ما يكون عن النار، ومع ذلك تخلق منه ا لنار، فالقادر على أن يخلق من الشيء ضده قادر على أن يعيد الشيء نفسه، ثم قال سبحانه وتعالى: (فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)(يّـس: الآية80) وهذا إلزام لهم، وليس أمراً غريباً عليكم بل أنتم تستعملونه.
الدليل الثالث: من الأدلة في الرد على منكري البعث قول الله تعالى: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) (يّـس:81)
فالجواب: (بَلَى) [يس:81] وقد أجاب سبحانه وتعالى نفسه، لأن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ( وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)[يس:81] أي ذو الخلق التام مع القدرة التامة : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّـس:82) .

17- أن تؤمن بالقدر خيره وشره، والإيمان بالقدر معترك عظيم من زمن الصحابة إلى زماننا هذا، وشرحنا سابقا أن له مراتب أربع وهي: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق،

18- أن القدر ليس فيه شر، وإنما الشر في المقدور،وتوضيح ذلك بأن القدر بالنسبة لفعل الله كله خير، ويدل لهذا: قول النبي صلى الله عليه وسلم : وَالشّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أي لاينسب إليك،فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شرٌّ أبداً، لأنه صادر عن رحمة وحكمة، لأن الشر المحض لا يقع إلا من الشرير ،والله تعالى خير وأبقى.
إذاً كيف تؤمن بالقدر خيره وشرّه ؟
الجواب: أن المفعولات والمخلوقات هي التي فيها الخير والشر، أما أصل فعل الله تعالى وهو القدر فلا شرّ فيه، مثال ذلك: قول الله عزّ وجل ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ )(الروم: الآية41) هذا بيان سبب فساد الأرض ،وأما الحكمة فقال: (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(الروم: الآية41) إذن هذه مصائب من جدب في الأرض ومرض أو فقر،ولكن مآلها إلى خير، فصار الشرّ لايضاف إلى الرب، لكن يضاف إلى المفعولات والمخلوقات مع أنها شر من وجه وخير من وجه آخر، فتكون شراً بالنظر إلى ما يحصل منها من الأذية، ولكنها خير بما يحصل منها من العاقبة الحميدة (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].
ومن الحكمة أن يكون في المخلوق خير وشر، لأنه لولا الشر ما عُرف الخير،كما قيل: (وبضدها تتبين الأشياء) فلو كان الناس كلهم على خير ما عرفنا الشر، ولو كانوا كلهم على شر ما عرفنا الخير.
إذا إيجاد الشر لنعرف به الخير، لكن كون الله تعالى يوجد هذا الشر ليس شراً، فهنا فرق بين الفعل والمفعول، ففعل الله الذي هو تقديره لا شر فيه، ومفعوله الذي هو مُقدرهُ ينقسم إلى خير وشر، وهذا الشر الموجود في المخلوق لحكمة عظيمة.
فالله قدر الشر ليُعرف به ا لخير، و من أجل أن يلجأ الناس إلى الله عزّ وجل ويتوبوا إلى الله.
19- أن الساعة لا يعلمها أحد إلا الله عز وجل ،لأن أفضل الرسل من الملائكة سأل أفضل الرسل من البشر عنها، فقال: ما المَسْؤولُ عَنْهَا بَأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ.
20- أن الملائكة يمشون إذا تحولوا إلى بشر، لقوله: ثم انْطَلَقَ ،قال الله عزّ وجل: (قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً) (الاسراء:95)ولهم أجنحة يطيرون بها، كما قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ) (فاطر:1)

21- أن الاجابة على قدر السؤال , فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يجيب على قدر السؤال فإذن المعلم عندما يسأل يجيب إجابة تلم بشعث السؤال .
22- الحرص على ظهور الحقيقة لطالب العلم فعندما يسأل طالب العلم الاستاذ فعليه ان يجيب إجابة تظهر الحقيقة فنجد أن النبى صلى الله عليه وسلم حرص فى إجابته لعمر أن يظهر حقيقة امر جبريل عليه السلام .
كما إنه عندما سأل الرسول صلى الله عليهوسلم عمر بن الخطاب ( أتدرون من السائل ) فأجاب عمر ( الله ورسوله أعلم ) .
فيبين عمر أنه لا يعرف الإجابة ونتعلم هنا ان الانسان إذا سئل عن شئ وهو لايدرى به فيقول لا اعلم .وكان الامام ( مالك ) يقول :[ لا أدرى نصف العلم ].


23- ينبغي على الداعية أن يهتم بما يصلح الناس , فيبدأ بالأسس الأعتقاد ثم علاقة الناس مع ربهم في عباداتهم ثم علاقة الناس بالخلق .
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 203.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 200.27 كيلو بايت... تم توفير 3.33 كيلو بايت...بمعدل (1.64%)]