|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
بركة التحصين النبوي عند الجماع أبو عاصم البركاتي المصري أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما واللفظ للبخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ، أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا ". وورد في لفظ عند البخاري ومسلم: " اللهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ". وفي لفظ عند البخاري (3283): " لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ، وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ ". تخريج الحديث: أخرجه البخاري بأرقام (141) (3271) (3283) (5165) (6388) (7396)، ومسلم برقم (1434)، وأبو داود (2161)، والترمذي (1092)، وابن ماجه (1919)، وأحمد بأرقام (1867) (1908) (2178) (2555) (2597)، والدارمي (2258)، والنسائي في" السنن الكبرى" (8981). شرح الحديث: أولًا: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بسم الله " فيه اسْتِحْبَابُ التَّسْمِيَةِ وَالدُّعَاءِ من الرجل قبل الجماع ومقدماته، ولو قالته المرأة فلا بأس، وَفِيهِ إشارة بِأَنَّ الله تعالى هو الْمُيَسِّرُ لِذَلِكَ الْعَمَلُ وَالْمُعِينُ عَلَيْهِ. ثانيًا: التسمية سبب التستر عن أعين الجان والشيطان سيما عند وضع الثياب وظهور البدن والعورات، وفي الحديث عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الخَلَاءَ، أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ"؛ [أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني]. ثالثًا: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اللهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ "فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الشَّيْطَانَ مُلَازِمٌ لِابْنِ آدَمَ لَا يَنْطَرِدُ عَنْهُ إِلَّا إِذَا ذَكَرَ اللَّهَ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الشَّيطانُ جاثمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ؛ فإذا ذَكَرَ اللَّهَ خنسَ وإذا غفلَ وَسوَسَ" [أخرجه ابن أبي شيبة (34774)، وأبو داود في (الزهد) (337)]. والله تعالى يقول: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 200، 201]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36]. رابعًا: التحصن بذكر اسم الله تعالى من مس الجن والشيطان، أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي موسى قال صلّى الله عليه وسلم: " مثلُ الذي يَذكُر ربّه والذي لا يَذكُر ربّه مَثَلُ الحيِّ والميِّت". وقال تعالى: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 64 -65]. وأخرج الطبري في "تفسيره" (23 /65): بسنده عن مجاهد، قال: إذا جامع الرجل ولم يسمّ، انطوى الجانّ على إحليله فجامع معه، فذلك قوله: ﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ﴾. خامسًا: التحصن كذلك بذكر الله خوفا من ربط الشيطان للزوج عن زوجته، وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ». قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (14/ 157): وَفِيهِ الِاسْتِعْدَادُ لِلتَّحَفُّظِ مِنْ مَكَايِدِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ فَيَتَأَهَّبُ الْإِنْسَانُ لِلِاحْتِرَازِ مِنْ وَسَاوِسِهِ وَشَرِّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ... ثم قال: قَالَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ قِيلَ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لَهُ قُوَّةً وَقُدْرَةً عَلَى الْجَرْيِ فِي بَاطِنِ الْإِنْسَانِ مَجَارِي دَمِهِ وَقِيلَ هُوَ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ لِكَثْرَةِ اغوائه ووسوسته فكانه لا يفارق الانسان كما لا يفارقه دَمُهُ وَقِيلَ يُلْقِي وَسْوَسَتَهُ فِي مَسَامٍّ لَطِيفَةٍ مِنَ الْبَدَنِ فَتَصِلُ الْوَسْوَسَةُ إِلَى الْقَلْبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [انتهى]. والله يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ [فاطر: 6]. وأخرج مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ ": «فَيَلْتَزِمُهُ». أي يضمه إلى نفسه ويعانقه. سادسًا: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا " أي احفظ ولدنا ذكرا أو أنثى من الشيطان الرجيم، قال تعالى: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [البقرة: 223]. قَالَ عَطَاءٌ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ﴾ التَّسْمِيَةُ عِنْدَ الْجِمَاعِ، قَالَ مُجَاهِدٌ ﴿ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ﴾ يَعْنِي إِذَا أَتَى أَهْلَهُ فَلْيَدْعُ. والدعاء للأبناء منهج الأنبياء فهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يدعو لأولاده ويقول: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم:35]، ودعا لهم أيضا بقوله: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم:40]. وامرأة عمران عليها السلام لما وضعت وخرج المولود أنثى، فقالت: ﴿ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران:36]. وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه الألباني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ". سابعًا: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ، أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا " أي لم يضره بمس أو صرع أو سحر أو مرض مما يتسبب فيه الشيطان، وكذا لا يضله بالكفر ولا بالشك، ولا يوقعه في كبائر الذنوب، يعني لم يضره ضرراً حسياً بدنياً أو ضرراً معنوياً أو دينيًا أو خُلُقيًا، قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾ [الحجر: 42]، أمَّا الوَسْوَسَةُ فإنَّها واقِعةٌ لكلِّ أحدٍ، ولكل إنسان قرينه من الجن فقد أخرج مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ» قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ». هذا ما تيسر والله وحده من وراء القصد. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |