التنظيم ضرورة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5083 - عددالزوار : 2324428 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4668 - عددالزوار : 1616331 )           »          تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 139 - عددالزوار : 1385 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 21896 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 20493 )           »          حياة البرزخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 102 )           »          مذاهب العلماء في نفقة الزوجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 112 )           »          سعي المرأة لطلب الرزق بين الوجوب وعدمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          الغُمة الشعورية الكئيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 109 )           »          التفسير بالعموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2025, 01:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,362
الدولة : Egypt
افتراضي التنظيم ضرورة

التنظيم ضرورة

فيصل بن علي البعداني


إنّ روح الإصلاح لا تُقاس بصدق العاطفة وحدها، بل بقدرة أصحابها على تحويل الفكرة إلى مشروع، والمشروع إلى أثر، والأثر إلى مؤسسةٍ قادرةٍ على الاستمرار والتجدد. فمحبة الخير والرغبة في النهوض والشعور بالمسؤولية هي البذرة الأولى لكل عملٍ ناجح، لكنها لا ترَ النور ما لم تُغذَّ برؤيةٍ بينةٍ ورسالةٍ واضحة، وتُدار بعقلٍ منظَّمٍ يدرك قوانين العمل والنجاح.
لقد جُبلت الدعوات الكبرى على حرارة الإيمان، ولكنها لم تنهض في التاريخ إلا حين اقترنت هذه الحرارة بعقلٍ واعٍ يخطط وينظّم. فالإخلاص طاقة، والنظام بوصلة، والطاقة من غير بوصلة تُهدر، كما أن السفينة لا تسير على بحرٍ بلا دفة. ومن هنا كانت الحاجة إلى التنظيم لا تقلّ عن الحاجة إلى الإخلاص، بل إن أحدهما لا يُثمر بغير الآخر.
والمتأمل في واقع الدعوة والإصلاح يدرك أن إخفاق كثيرٍ من المشاريع لم يكن نتيجة ضعفٍ في الفكرة أو خللٍ في المقصد، بل بسبب غياب النظام وضبابية الأدوار. فكم من مشروعٍ وُلد صادق النية متين الفكرة، ثم تلاشى لأنّه بُني على الارتجال لا على التخطيط، وعلى الجهود الفردية لا على العمل المؤسسي.
وفي المقابل، نرى مشاريع الباطل رغم فساد مقاصدها ومخالفتها للفطرة تحقق نجاحًا لافتًا بما تمتلكه من تنظيمٍ دقيقٍ وإدارةٍ واعيةٍ ومأسسةٍ متقنة. فالقوة في النظام لا في الشعارات، والفاعلية في الإدارة لا في الحماسة.

وقد لخّص شيخ الإسلام مصطفى صبري رحمه الله هذه الحقيقة بقوله: “الحق بلا نظام يغلبه الباطل بنظام.”ومقولته الفائقة تلك : سنة حاكمة وقاعدة اجتماعية راسخة فالحق في ذاته نور، لكن هذا النور لا يُبصر أثره إلا إذا أُحكم في مصباحٍ يصونه ويوجهه، أما إن تُرك سائبًا، عبثت به الرياح وطغت عليه أنوار الزيف المنظمة وإن كانت زائلة.

لذلك فواجب المصلحين أن يعيدوا النظر في كثير من طرائق عملهم، وأن يدركوا أن التنظيم ليس خصمًا من الإخلاص، بل هو تجليةٌ له وترتيبٌ لثماره. فالدعوة التي لا تعرف النظام الحقيقي غير المدعى كزرعٍ في أرضٍ خصبةٍ بلا فلاح، والإصلاح الذي يهمل الإدارة الحقة كبيتٍ بغير هندسة.
لقد آن للأعمال الدعوية والفكرية أن تنتقل من العاطفة إلى التخطيط، ومن الجهد الفردي إلى الأداء الجماعي، ومن المبادرات المتفرقة إلى المشاريع المؤسسية. فالإصلاح الراسخ لا يقوم على الأفراد مهما علت كفاءاتهم، بل على منظوماتٍ تستوعبهم وتُورث الخبرة وتُراكم الإنجاز.
وإذا كان خصوم الأمة قد أدركوا أن التنظيم سبيل السيطرة والتأثير، فالأولى بأهل الحق أن يجعلوه سبيل الحفظ والتمكين، إذ ليس من الحكمة أن يُجابه الباطل بخطاباتٍ مبعثرةٍ وجهود متقطعة بينما يقاتل بمؤسساتٍ منظمةٍ وخططٍ محكمة.

وفقنا جميعا لهداه، واستعملنا في طاعته، إنه بر رحيم.
والله الهادي

منقول



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.61 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]