أن يترك العمل! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5074 - عددالزوار : 2306170 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4658 - عددالزوار : 1587626 )           »          الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 399 - عددالزوار : 47587 )           »          الينبوع الروحي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإسلام دين الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 71 - عددالزوار : 18772 )           »          وصايا تربوية وأسرية واجتماعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          بين مالك والليث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 2914 )           »          قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2025, 11:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,984
الدولة : Egypt
افتراضي أن يترك العمل!

أن يترك العمل!

فيصل بن علي البعداني


سألته، وهو من أهل الميدان الدعوي، وممن قاد المشهد داعيةً مربّيًا وخطيبًا مؤثرًا: ما أعظم ما قد يُصاب به الداعية إلى الله تعالى؟
فقال بلا تردد: أن يترك العمل، وأن يفارق الساحة وهو يظن أنه ما زال يقود الدعوة، مستصحبًا ماضيه، معتقدًا أن حاضره امتدادٌ له، مع أن ليلى – كما في المثل – لا تُقرّ له بذلك.

فقلت له: صدقتَ، فإني لا أعرف بلاءً أعظم على الداعية من أن ينقطع وهو لا يشعر، بل قد يظن أنه ما يزال قائمًا بالواجب، مع أنه في الحقيقة قد غادر ساحته وقل اهتمامه بها.
ولقد رأيت من الدعاة رجالًا كانت ميادين الدعوة تضج بأصواتهم، وعقول الشباب تنهل من علمهم، وقلوب الناس تحيا بوعظهم وتذكيرهم، لا يعرفون للراحة سبيلاً، ولا لأنفسهم نصيبًا من فراغ.
ثم دارت الأيام، وضاقت أوطانهم بالفتن والمحن، وابتُلوا بالتشريد والاغتراب، فانشغل أكثرهم بترتيب شأن المعاش وتدبير أحوال الأهل، وغلبهم همّ تحصيل خير الدنيا على همّ بث الخير ونشر الدعوة.

فتبدلت بهم الأحوال، وانحسر أثرهم، وانقلبت أولوياتهم، وقلّ تواصلهم بالناس والدعاة في مناطقهم، ومع ذلك لا يزال أحدهم يرى نفسه «الداعية الأول» و«القائد الملهم»، بينما واقع الدعوة لا يقر له بذلك، إذ لا أثر يصدّق هذا التوهم.
ولو أن هؤلاء، لما اضطرتهم الظروف إلى الرحيل، نظروا إلى الأمر نظر الراشدين، فانتقلوا إلى مرحلة جديدة من الدعوة تناسب حالهم — مرحلة التوجيه عن بُعد، والرعاية والتدريب للمربين، والدعم لمن بقي في الميدان، والإسهام بالفكر والمال والخبرة — لما انقطع العمل ولا خلت الساحات.
لكن ما جرى هو أن كثيرًا من هؤلاء المصلحين قد تركوا الميدان بلا تفكيرٍ فيمن يسده بعدهم، فحدث الفراغ، وقل العطاء، وسرى الجهل، ووجدت البدعة طريقها، وتسللت الأفكار المنحرفة إلى العقول، وغرق جيلٌ كامل في أمواجٍ متلاطمة من الشهوات والشبهات.
ومن تأمّل رأى أن هذه الحال قد تكررت في غير بلد: في العراق بعد الاحتلال، وفي اليمن والسودان بعد الحروب والاضطرابات، وفي كل موضع تُفارَق فيه ميادين الدعوة دون أن يُخلَف فيها من يحمل لواءها.
فواجب الدعاة اليوم أن يستيقظوا فيعنوا بحل هذا الإشكال العظيم، وأن يعوا أن الدعوة ليست مرتبطةً بزمانٍ ولا مكانٍ، ولا بوضعٍ ولا حالٍ، ولا تنقطع ما دام في القلب صدق وإخلاصٌ، وفي اليد وسيلة، وفي النفس شعور بالمسؤولية،
وأن الدعوة ليست منبرًا حتى يُترك، بل أمانةٌ تُحمل، وميدانها ما وسع المرءَ فيه التبيينُ والبلاغُ، بأي وسيلةٍ كانت.

فمن لم يعد قادرًا على الوقوف في الصفوف الأولى، فليقف ساندًا، موجّهًا، مرشدًا، ناصحًا، مساعدًا من بقي مرابطًا على الثغر بقدر وسعه.
وخِتامًا: فدين الله محفوظ، والدعوة لا تموت، ولكن أهلها قد يغفلون أو يبدّلون من غير أن يشعروا.
فاللهم احفظ الدعاة، وأعِد لهم همّتهم في الدعوة إليك، وألهمهم البصيرة بزمانهم، ووفقهم لسدّ الثغور وإصلاح الخلل، برحمتك ومنّك يا أكرم الأكرمين.
والله الهادي



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.46 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]