الأدلة العلمية على وجود الخالق جل وعلا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 14066 )           »          اللامساواة من منظور اقتصادي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 34536 )           »          من الانتماء القبلي إلى الانتماء المؤسسي: تحولات الهوية والثقة في المجتمع الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          القواعد الشرعية المستنبطة من النصوص الواردة في اليسر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خلاف العلماء في ترتيب الغسل بين أعضاء الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مدارس أصول الفقه: تأصيل المناهج والمدارس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تخريج حديث: اتقوا الملاعن الثلاثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الحديث التاسع: الراحمون يرحمهم الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الآيات الإنسانية في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم اليوم, 01:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,798
الدولة : Egypt
افتراضي الأدلة العلمية على وجود الخالق جل وعلا

الأدلة العلمية على وجود الخالق جلَّ وعلا

الشيخ عبدالله محمد الطوالة


الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فالإنسانُ بطبعه يميلُ للتثبُّت من صحة أيّ أمرٍ لا يتيقنُ منه، لأنَّ سكينةَ النفسِ، وطمأنينةَ القلبِ، وزوالَ الشك لا تحصلُ إلا باليقين، ولا يقينَ من غير تثبُّت، ولا تثبُّت من غير دليلٍ قاطع.. ولذا فمن الطبيعي ألا يقبلَ إنسانٌ دعوىً إلا ببينةٍ وبرهان، ولا يُسلِّمَ لحكمٍ إلا بدليلٍ وإثبات..

وتعريف الدليلِ هو الطريقُ الموصلُ إلى إثباتٍ أمرٍ ما أو نفيهِ بطريقةٍ مُعتبرةٍ.. ومن البديهي أنه كلَّما عظمُ الأمرُ اشتدَّت المطالبةُ بالدليلِ..

ولا شكّ أنَّ أعظمَ القضايا هي قضيةُ وجودِ الخالقِ سبحانه، ومصداقيةُ رسولهِ صلى الله عليه وسلم، فهي القضيةُ التي ينبني عليها مصيرُ الانسانِ ومستقبلهُ الأخروي: فإمّا سعادةٌ أبدية، أو شقاءٌ سرمدي.. ومن فضل الله ورحمته أنَّ الأدلة التي تثبتُ وجودَ الخالقِ كثيرةٌ ومتنوعة، كالدليل العقلي، والدليل العلمي، ودليلُ الفطرة، والدليلُ الأخلاقي، والتاريخي، والجمالي، واللغوي، وغيرها من أنواع الأدلة.. وفي هذا المقال سأتحدثُ عن نوعٍ واحدٍ فقط منها، وهي الأدلةُ العلمية.. أمّا بقيةُ الأنواع الأخرى فقد تحدثتُ عن كل نوعٍ منها في مقالٍ مستقل، وتم نشرهُ في هذا الموقع المبارك بحمد الله..

أيها القارئ الكريم: يقصدُ بالدليل العلمي: أي البرهانُ الذي يُبنى على المشاهدة، ويُختبَرُ بالتجربة، ويُثبتُ بالتكرار.. وهناك عددٌ كبيرٌ من الأدلة العلميةِ التي تُثبتُ وجودَ الخالقِ جلَّ وعلا، سنختارُ منها خمسةَ أدلةٍ فقط، نشرحُها شرحاً مُبسطاً، ونعززها بما تيسرَ من الأمثلة..

الدليل الأول: انتظامُ الكونِ ودقتهِ وشدِّةُ انضباطِه..
سبق وأن نشرت مقالاً ضافياً تحت هذا العنوان.. وفيما يلي ملخصٌ له:
المتأمّلُ في نظام هذا الكونِ الهائلِ العظيم، يرى أنه قد بلغَ من الانضباط والدّقةِ والاتقانِ درجةً عجيبةً، فهناك أكثر من 150 ثابتًا كونيًا مضبوطةٌ بدقةٍ مذهلةٍ وثباتٍ عجيب، على مستوى الكونِ كُلهِ، من الذرّة إلى المجرة.. بحيث لو اختلّ شيء منها لتغيرت بُنيةُ الكونِ تمامًا، ولفقد استقراره وانتظامه، مما يشيرُ بكل تأكيد أن هناك تدبيراً محكماً وراء هذا البناء الهائل..

فجميعَ النّجومِ والمجراتِ تسيرُ في مداراتٍ محدَّدة، وبسرعةٍ مُعينةٍ تختلفُ عن غيره، طِبقاً لنظامٍ دقيقٍ ومُنضبطٍ تمامَ الانضباط، بحيثُ لا يصطدمُ بعضها ببعض، ولا يحدثُ لها أدنى تغيُّرٍ في نظام سيرها، ولو بعد قرنٍ من الزمان..

وأرضنا القريبة هذه، نموذجٌ لدقة الإتقان؛ فحجمها وسرعتها وبُعدها عن غيرها، وميلانُ محورها، ومكوناتُ غلافها، وضغطها وحرارتها.. كلّها عوامل متزنةٌ بدقة فائقة.. بحيث لو اختلّ شيءٌ منها لاستحالت الحياة عليها..

فسبحانَ من خلقَ فسوى، وقدرَ فهدى: ﴿ فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم ﴾ [سورة الأنعام: 96]..

وكما أن الكون الخارجي يقوم على الدقة، فإن خلق الإنسان ذاته شاهد آخر على الدقة والإتقان.. فجسمه يضم تريليونات الخلايا، كل خليةٍ أعقد من مدينةٍ كاملة، يعمل فيها شريط وراثي عجيب (dna) يضبط الصفات والوظائف بدقة مذهلة.. وقلبه يضخ الدم بلا توقف ملايين المرات في العمر، وكبده يؤدي مئات الوظائف المختلفة، وكليته تصفى الدم عشرات المرات يومياً، وعينه تبصر ملايين الألوان بدقة تفوق أحدث الكاميرات.. ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات:21]..

فمن ينظرُ إلى كل ذلك بعين البصيرةِ والانصاف، يرى قُدرةً مُتناهيةً، وصُنعاً بديعاً مُتقناً، وأنّ ذلك كلهُ يشيرُ إلى خالقٍ عظيم، حكيمٍ عليمٍ، أحاطَ بكلّ شيءٍ علمًا، ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان:2]..

الدّليلُ العلمي الثاني: دليلُ الثّبات:
حين ندرسُ خواصَّ الأشياءِ والأنظمةِ، نجدُ أنها ثابتةٌ على الدّوام ولا تتغير.. فالأفلاكُ لها نظامٌ ثابتٌ وخواصٌّ لا تتبدّل، والمطرُ له نظامٌ خاصّ لا يتغيّر، والنّباتاتُ لها أنظمةٌ ثابتةٌ وخواصّ لا تتغير.. فالنارُ مثلاً من خواصّها الثابتةُ الإحراق، فليس هناك نارٌ لا تُحرِق.. وهذه الأنظمةُ والخواصّ تظلُّ قائمةً لا تتخلف، ولا تستطيعُ المخلوقاتُ أن تُغيِّرَ من نظامها أو خصائصها شيئًا.. فمن الذي أوجدَ هذه الخواصّ في الأشياء؟ ومن الذي يُحافِظُ على وجودها واستمرارها؟ أهيَ الصدفةُ أيضًا؟.. هل تستطيع الصدفةُ أن تُصمِّم أنظمةَ معقّدة، ثم تقومُ بترتيبها بطريقةٍ دقيقةٍ مذهلة، ثم تُعطيها صفاتها الخاصة، ثم تجعلُ هذه الأنظمةَ تحافِظُ على صفاتها وتُثبّتها جيلًا بعد جيل، دونَ أن تتبدلَ أو تتوقف؟!.. قال تعالى: ﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 49-50]..

وهكذا فإنّ ثباتَ الصفاتِ الوراثية، والخصائصَ الحيوية، والوظائفَ الفيزيائية والكيميائية للكائنات، واستقرارَ سُننِ الكونِ، وانتظامَ قوانينه، من أعظمِ الأدلّةِ على وجودِ اللهِ عزَّ وجلَّ ووحدانيتِه، وكمالِ قدرته وحكمتِه.. فالأشياءُ لا تتغيرُ طباعُها، ولا تختلفُ خواصُّها باختلافِ الأزمانِ وتعاقُبِ الأجيال.. وهذا يدلُّ على وجود نظامٍ مُحكمٍ، وعلى أنَّ هناك خالقٌ عليم، مدبرٌ حكيم..

انظر لتكوين الإنسانِ منذُ وجودهِ الأول: تجدهُ يولدُ بنفس عددِ العظام، ونفسِ الأعضاءِ ونفسِ الأنظمةِ، ونفس التركيب..

فالدورةُ الدموية، نظامُ الابصار، المخُ وشبكتهُ العصبية.. العملياتُ الهضمية.. كلُّ شيءٍ يسيرُ بثباتٍ ودقةٍ مذهلة.. وأيّ خللٍ بسيطٍ في أيِّ جزءٍ من هذه المنظوماتِ يهدّدُ الحياةَ ويعرضها للخطر..

فلو نقصت حموضةُ الدمِ أو زادت، أو لو نقصَ ضغطُ الدمِ أو زاد، أو لو نقصَ سُكَّرُ الدمِ أو زاد، أو لو نقصت سيولةُ الدمِ أو زادت، أو لو نقصت خلايا الدمِ البيضاء أو زادت.. لولواتٌ كثيرةٌ، واحتمالاتٌ عديدةٌ، في أوضاع الدمِ فقط، فكيفَ بغيره من الأعضاء؟!..

وحين تتأمَّلُ حالَ الماءِ وكيف أنّ كلَّ الأحياءِ تحتاجهُ وتستعملهُ بكثرة، ومع ذلك لا يزالُ ثابتاً منذ الأزل، ولم يتبدّل تركيبهُ في أيَّ زمانٍ أو مكانٍ..

وقل مثلَ ذلك في الجاذبية، والضغط، وسُرعة الضوءِ، وقوانينِ الحركة، والتفاعلاتِ الكيميائية، وغيرها كثيرٌ.. كُلها ثابتةٌ بشكلٍ دقيق.. وهذا الثباتُ المذهلُ والدقةُ المتناهية، عبرَ ملايينِ الأجيال، وملياراتِ التكرارات، يُعدُّ توقيعًا ربانيًّا يُثبتُ أنَّها ليست من صُنعِ المصادفةِ، ولا من إيجاد العشوائيةِ، ولا من عمل الطبيعةِ الصمّاءِ.. وهذا الثباتُ المدهِشُ هو التحدي الحقيقي لنظرية التَّطور، وهو في الوقت نفسهِ أقوى شاهدٍ على التصميم الإلهي.. فلو كان الخلقُ ناتجًا عن تطورٍ عشوائيٍ لحدثَ اختلالٌ في الصفات، وتغيرٌ في الخلق..

ولو كانتِ الأشياءُ تتغيَّرُ طِباعُها، أو تختلِفُ وظائفُها، لما استطاعَ أحدٌ أن يضعَ قانونًا، ولا أن يبنيَ عِلمًا، ولا أن يخترعَ آلةً.. فثباتُ الخصائصِ هو أصلُ العلومِ الماديةِ كُلها.. وهو الذي سمحَ لنا أن نتعلمَ، وأن نتوقّعَ، وأن نُجرّبَ، وأن نُعيدَ التجربةَ، وأن نُعمّمَ النتائجَ.. وهو في نفس الوقتِ يُشيرُ إلى وحدةِ المصدرِ، ووحدةِ الإرادةِ والمشيئةِ، وأنهُ مِن صنع ربٍّ عليمٍ حكيم، أرادَ فأوجد، وخلقَ فسوى، وقدّرَ فهدى، وصَنعَ فأتقن، وأحسنَ كلَّ شيءٍ خلقَهُ، وقدرهُ تقديرا..

الدّليلُ العِلمي الثالث: التكامُلُ التعاوني..
حين نتأمّلُ في تكوين الكائناتِ الحيةِ وخلقها، نرى شيئًا عجيبًا لا يمكنُ تفسيرهُ بالعشوائية والصدفة، نرى كائناتٍ حيةٍ معقدةٍ تعملُ بأنظمةٍ مُتكاملةٍ، كلُّ جزءٍ فيها مُرتبطٌ بالآخر، وكلُّ عضوٍ فيها يعتمدُ على الآخر، في تناغمٍ مُدهشٍ، وتعاونٍ عجيب، يدلُ على التّصميم والغايةِ المقصودة.. فتكامُلُ أجزاءِ الكائناتِ الحيةِ وتعاونُ وظائفها الدقيقة، واستحالةُ عملِها إلا بانسجامٍ تامٍّ، وتعاوٍن متكامل، مما يدلُّ على وجود تصميمٍ ذكيٍ مقصود، ويشهدُ بوجود خالقٍ عليمٍ قديرٍ.. وليس تطوّراً عشوائياً بدون تنسيق.. حيثُ أنَّ الكائنَ الحيَّ ليسَ مجردَ تجمّعِ أعضاءٍ فقط، بل هو منظومةٌ مُتكامِلةٌ لا تعملُ إلا بتعاون جميعِ الأجزاءِ دُفعةً واحدةً.. ففي كلِّ الكائناتِ الحيّةِ (العُليا) نجدُ أنّ أجسامَها تتكونُ من أعضاءٍ مُختلفةٍ، تُؤدي مَهامَ مُتنوعةٍ.. ولئن كانَ في عمل كلِّ عضوٍ من أعضاء الجسدِ إبداعٌ مُذهِلٌ، فإنّ ما يُذهِلُ أكثر هو ذلك التناسقُ والتّكامُلُ التعاونيُّ العجيبُ بين تلك الأعضاءِ المختلفة، فجميعُ الأعضاءِ يعتمدُ عملُها على بعض، ولا يُمكنُ لشيءٍ منها أن يعملَ بدون تعاونِ الآخرين.. جميعُ الأعضاءِ تعملُ بطريقةٍ تكامُليةٍ ولا يمكنُ أن تنجحَ إلا بوجود كافةِ الأجزاءِ والوظائفِ معًا، ولا تنفعُ وظيفةٌ دونَ أخرى، ولا يتمُّ العملُ إلا حينَ يكتمِلُ التعاونُ بين جميعِ الأجزاءِ دُفعةً واحدةً.. ولو وُجدَ عضوٌ واحدٌ دونَ باقي المنظومةِ، لكانَ عديمَ الفائدةِ..

فمثلاً جميعُ أعضاءِ الجسدِ لا تعملُ بدون أعصابٍ، والأعصابُ لا تعملُ بدون الدماغِ، والدماغُ لا يعملُ بدون دمٍ، والدمُ تتكاملُ فيهِ عِدةُ أعضاءٍ لتكوينه وتوزيعه، وسائرُ الأعضاءِ لا تعملُ بدون الدماغ.. القلبُ وحدهُ لا يكفي، وما الفائدةُ من ضخّ الدمِ إذا لم تتنفس الرئتان، كما أنّ الرئة لوحدِها لن تتنفسَ بدون دمٍ وهواء.. العينُ وحدها لا تكفي للإبصار.. المعدةُ وحدها لا تكفي بدونَ كبدٍ وبنكرياس.. وغيرَ ذلك من أنواع التعاونِ التَّكامُلي بين الاعضاء، مما يعني أنها كُلها وُجدت دُفعةً واحدة، وإلا لما حصلَ بينها هذا التَّكامُلُ التعاوني الدقيق.. ولو أنّ هذه الأعضاءُ جاءت بالتطوّرِ التدريجيّ، فكيف جاءتْ معًا؟ من نسَّقَ بينها، وكيفَ عرفَ كُلُّ عضوٍ وظيفةَ الآخرِ ليستعدَّ للتكامُلِ معه؟.. ومن الذي علَّمها التعاونَ والتآزرَ وهي لا تعقل؟.. إنها صورٌ عقليةٌ صريحةٌ تردُّ بكل قوةٍ على دعاوى المصادفةِ والعشوائية، وتؤكّدُ وجودَ الخالقِ العليم، الذي خلقها لتعملَ معًا منذُ أولِ لحظةٍ..

أمرٌ آخر: فتكاثرُ الإنسانِ والحيوانِ يعتمدُ على وجود زوجٍ (منفصلٍ عنه)، وبدونه لا يمكنهُ التّكاثر.. وكلا الزوجين (الذكر والانثى) لا يكتملُ عملَ عضوهِ إلا بوجود العضو الآخر، فالأنثى لها عضوٌ خاصٌ مجهّزٌ بما يُناسبُ عمليةَ التلقيحِ، ولا يكتمِلُ عمُلهُ إلا بوجود عضوٍ مُقابلٍ له في الذكر، ثمَّ إذا تأملنا النُّطفَ التي تُصنعُ في جسد الذكر, رأينا أنها تعرفُ طريقها إلى البويضة في جسدِ الأنثى، وتتَّحِدُ معها في تكامُلٍ مُدهش، ثم إنّ رحمَ الأنثى مجهزٌ بطريقةٍ مميزةٍ للحمل والولادة، كما أنها مزودةٌ بجهازٍ (فريد) يُفرزُ الغذاء (الحليب) للمولود الذي لا يستطيعُ في أشهره الأولى الاعتمادَ على غذاءٍ آخر.. فالناظرُ إلى هذا التكامُلِ العجيبِ يجدُ أنّ كلَّ جزءٍ من حياة الكائنِ عبارةٌ عن دورةٍ مُتكاملةٍ لا يقومُ عنصرٌ منها إلا بوجود من يُكمِّلُهُ، وهذا يتنافى كلياً مع الصدفةِ والعشوائيةِ ومع نظرية التّطورِ المزعومة..

ولو نظرنا إلى عمليات التناسُلِ وتربيةِ الأبناءِ نظرةً ماديةً مجردة، لوجدنا أنها عملياتٍ مُزعجةٍ وغيرَ مُريحةٍ للأفراد، فالإنسانُ أو الحيوانُ سيضطرُ للعيش مع زوجٍ غريبٍ عنه، ليُنجِبَ منه مولوداً تتعبُ الأنثى أيما تعبٍ في حمله وولادته، ثم يتعبُ الزوجانِ أيما تعبٍ في تربيته ورعايتهِ، وتوفيرِ الغذاءِ له وحمايته، والصبرِ على تعليمه وتنشئتهِ.. فالأمرُ مادّيًّا عبارةٌ عن تعبٍ دونَ مقابل، خصوصاً عند الحيوان، وليسَ من تفسيرٍ منطقيٍ إلا أنّ هناك إرادةً خارجيةً هي التي وَضَعت فيهم تلك الغرائزَ بهدف المحافظةِ على بقاء جنسهِم وتناسُله.. وهذا المـُريدُ هو اللهُ تبارك وتعالى القائلِ: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ﴾ [الروم:21].. وقال تعالى: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل:88]، فالإتقانُ في الخَلْق لا يكونُ إلا بتكاُملِ الأجزاءِ وتناسُقِ وظيفتها، وهذا من أقوى الدلائلِ على وجود الخالقِ جلّ وعلا، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ ﴾ [سورة الملك:3].. ولو تأملتَ جميعَ الكائناتِ من الذرّةِ إلى المجرة، ومن الخليةِ إلى الدماغ، لرأيتَ نظامًا تكامليًّا مدهشًا، لا يُمكنُ تفسيرُه بالعشوائية والصدفة، بل يدلُّك على أنَّ هناكَ خالقًا عظيمًا أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا، وخلقَ كلَّ شيءٍ بحكمةٍ وقدرهُ تقديرا.. وصدق الله إذ يقول: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور ﴾ [الحج:46]..

الدليلُ العلمي الرابع: موتُ الطّبيعة:
نلاحظُ في كل ما حولنا من الظواهر الطبيعية، أنَّ هناك قوانينَ ثابتةٌ، ولكنّها صمّاء، لا عقَلَ لها ولا إرادة.. فالجاذبيةُ لا تختارُ من تُسقطهُ ومن ترفعهُ، والكهرباءُ لا تميّزُ بين ما تُصلِحهُ وما تُحرقهُ، والنارُ لا تفرقُ بين جيدٍ وسيء.. فالطبيعةُ بما تحويهِ من طاقةٍ ومادةٍ وقوانينَ، إنما هيَ مجرّدُ آلةٍ مُنفذة، لا تمتلك ذاتًا مُريدة، ولا عقلًا يُميزُ بين البدائلِ والخيارات..

وهناك آلافُ الأدلةِ المتواترةِ على موت الطبيعةِ وفنائِها.. وأنّ كلَّ شيءٍ يموتُ ويفنى.. الأشجارُ كلُها تموت، الحيواناتُ كُلها تبيد وتفنى، الإنسُ والجنُّ يموتون، أُممٌ كامِلةٌ وحضاراتٌ هائِلة تولدُ وتموت.. حتى النَّجومُ والأفلاكُ تنهارُ وتموت، بل إنّ مجرّاتٍ كاملةٍ بمليارات النجومِ والكواكبِ تبيدُ وتتلاشى، وصدق الله: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾ [الرحمن:26]، فإذا كانت الطبيعةُ تموت، فهذا دليلُ نقصِها وضعفِها، ونقصُها وضعفُها دليلٌ أنها مخلوقةٌ مُدبّرة، لا تملك من أمرها شيئًا، ولو كانت هي من أوجدت نفسها، فلماذا تموت إذن؟.. لماذا لا تعيشُ إلى الأبد؟.. يقولُ الملحدُ حينَ يعجزُ عن الجواب: هكذا هي طبيعةُ الأشياءِ، فمن طبعها إذن؟!.. ﴿ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [الأنعام:91]..

إنّ كلَّ التجارب العلمية تُثبتُ أنّ المادةَ لا تُنتجُ الوعيَ، ولا تُولِّدُ الإرادةَ، ولا تخلِقُ الحياةَ.. وأنَّ المادةَ بطبيعتها تسيرُ نحو الموتِ والتفكك، لا نحو الحياة والتنظيم.. وهذا ما يثبتهُ القانونُ الثاني في الديناميكا الحرارية، والذي يؤكدُ أنّ الكونَ في حالة تدهورٍ حراريٍ مُستمر، أي أنَّ الطاقةَ القابلةَ للاستعمال تقِلُّ، والفوضى تزدادُ، والنظامُ ينهارُ، والكونُ يمضي نحو الموت والدمار..

فإذا كانت قوانينُ الطبيعةِ تقول: "كلُّ شيءٍ يسيرُ نحو الموت"، فكيف يكونُ الفاعلُ الخالقُ المبدعُ هو نفسهُ هذه الطبيعة التي تموتُ وتتدهور؟!.. إنَّ العقلَ السليمَ يُدركُ أنّ ما يَسيرُ نحو الفناءِ لا يمكنُ أن يكونَ هو الخالقُ للوجود..

فما الطبيعةُ إلا مَخلوقٌ مدبر، خاضعةٌ لقوانينَ ثابتةٍ لا تملكُ لها تغييراً.. ومن هنا، فإنَّ القولَ بأنَّ "الطبيعةَ هي التي خلقت الأشياء"، كمن يقول: "المطرقةُ هيَ التي صنعت الكرسي"، أو أنّ "القلمَ هو من ألّفَ الكتاب"..

والخلاصة أنَّ موتَ الطبيعةِ دليلٌ قاطعٌ على أنها ليست هي الخالقُ، ولا المدبّرُ، وإنما هي مخلوقٌ خاضعٌ لإرادةِ خالقةٍ، قال تعالى: ﴿ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الأنعام:102]..

الدّليلُ العِلمي الخامس: استحالةُ الصّدفةِ حِسابيًا..
فها هيَ الحساباتُ وقوانينُ الرياضياتِ، تُؤكدُ استحالةَ أن تُنتجَ الصُدفةُ نِظاماً مُعقداً مُتناسِقاً، في حُدود الزمنِ والواقعِ والفيزياءِ المعروفة..

فلو تناولتَ عشرةَ كروتٍ، ورقمتها من الواحدِ إلى العشرةِ، ثمَّ وضعتها في وعاءٍ وخلطتها، ثم حاولتَ أن تخرجها مُرتبةً من الكرت رقم واحد إلى الكرت رقم عشرة، بحيث تُعيدُ كلَّ كرتٍ بعد تناولهِ مرةً أُخرى، فإنّ إمكانيةَ أن تتناولَ الكرتَ رقمَ واحدٍ من أول محاولةٍ هي واحدٌ في العشرة، وأمَّا إمكانيةِ أن تُخرجَ الكرتِ رقم واحدٍ، ثم تُخرجُ بعدهُ الكرتَ رقمَ أثنينِ فهي واحد في المئة، وأمَّا إمكانيةَ أن تُخرجَ الكرت رقم واحد، ثم رقم اثنين ثم رقم ثلاثة فهي واحد في الألف، أمَّا إمكانيةَ أن تُخرج الكروتَ العشرةَ مرقمةً بالتّسلسل من (1-10) فهي واحدٌ من عشرة بلايينِ محاولة.. أي أن تقومَ بعشرة بلايينِ محاولة، لربما يُصادِفُك الحظَّ فتَخرُجُ هذه الكروتَ مرتبةً من (1-10).. هذا فقط في عشرةِ كروتٍ.. فإذا كان البروتينُ الواحدُ يتكوّنُ من مئات الأحماضِ الأمينية، التي يجبُ أن تصطفَ بترتيبٍ دقيق، كالخرز في عقدٍ واحد، وكلُّ حمضٍ أمينيٍّ يمكنُ أن يكونَ على 20 شكلاً مُختلفًا.. وإذا علمتَ أنّ الخليةَ الحيَّةَ في جسم الإنسانِ تتكونُ من مجموعةٍ هائلةٍ جداً من البروتينات والأحماضِ الأمينية، فكم سيكون عدد الاحتمالات..

لقد حاولَ العالمُ السويسري (تشارلز بوجين) أن يحسبَ احتماليةِ تكوِّنِ بروتينٍ واحدٍ بالصّدفةِ، فوجدَ أنها تساوي: واحد إلى رقمٍ يتجاوزُ المائة والخمسين خانة، رقمٌ لا يمكنُ قراءتهُ ولا التّعبيرُ عنه، وهو رقمٌ أكبرَ بكثير من عدد ذراتِ الكونِ كلِها، هذا في خلق بروتينٍ واحدٍ، وهو من أبسط مكوناتِ الخليةِ الحيّة، فكيفَ بالخلية كلها، وكيفَ بالأنسجة المكونَةِ من مليارات الخلايا، ثم كيفَ بالأعضاء المكونَةِ من مليارات الأنسجة، ثمَّ كيفَ بمليارات الكائناتِ الحيّة، ثمَّ كونٌ هائلٌ لا يُعرفُ له طرفٌ، عددُ مجرَّاتهِ بالمليارات، وكلُّ مجرةٍ فيها ملياراتُ النّجوم، فلا شكّ أنَّ حِسابَ مثلَ هذا أمرٌ فوقَ طاقةِ العقلِ, بل وطاقةِ كلِّ العقولِ والحاسباتِ مجتمعةً، وبالتالي فالنسبةُ هي الصّفرُ المحقّق..

وحتى لو أعطينا الصدفةَ عمرَ الكونِ كلهِ (13.8 مليار سنة)، ومعها أسرعُ حاسوبٍ كمي، فإنّ عددَ المحاولاتِ الممكنةِ لا يتجاوز: 10⁶¹ محاولة، (وهذا هو أقصى ما تسمحُ به قوانينُ الفيزياء).. بينما احتمالُ تكوّنِ سلسلةِ dna بسيطةٍ (1000 قاعدة) صُدفةً هو: 1 من 10⁶⁰²! والفرق كما ترى شاسعٌ جداً، حتى أنّ الزمنَ كلهُ لا يكفي..

وحين يَكونُ العالِمُ من أهل الإنصاف العلمي، تخرجُ الحقائق، فقد قال العالم الرياضي (فريد هويل) وهو عالمٌ بريطانيٌ شهيرٌ، ومن أبرز عٌلماءِ الفضاءِ في القرن العشرين، وكان مُلحداً مشهوراً.. قال في كتابه (التّطورُ من الفضاء) إنَّ خلقَ الكونِ والحياةِ هي (عمليةٌ معقدةٌ ومُخططةٌ بعنايةٍ فائقةٍ).. وإنَّ الاعترافَ بوجود مُدبرٍ للكون قضيةٌ مُثبتةٌ علميًا.. وفى مقالٍ لهُ منشور، قالَ فيه بصراحةٍ تامةٍ: (بعد تمحيصِ هذه الحقائقِ عقلياً توصلتُ إلى أنَّ هنالك قوةً عقليةً خارقةً مُتمكنةٍ من قوانينِ الفيزياءِ والكيمياءِ وعلمِ الأحياء،ِ ولا مكانَ للحديث عن قوىًّ غيرِ عاقلةٍ لتفسير ما يحدُثُ في الطبيعة.. إنَّ الأرقامَ التي تمَّ التوصُلَ إليها نتيجةَ الأبحاثِ والقياساتِ أدت إلى بروز حقائقَ مُذهِلةٍ للغاية، ساقتني إلى قبول هذا التفسيرِ دونَ نقاش).. وقال أيضاً: (إنَّ أي عالمٍ يستقصي الظواهرَ الطبيعية، سيرى أنَّ قوانينَ الفيزياءِ والكيمياءِ وضعت بشكلٍ مَقصودٍ، وهيَ ترمي إلى هدفٍ معين).. وقال أيضاً: (إنَّ احتمالَ أن تكونَ الحياةُ نشأت بالصُّدفة يساوي احتماليةَ أن يضربَ تيارٌ كهربائيٌ كومةً من الخردة، فيؤدي ذلك إلى تشكُّل طائرةٍ عملاقةٍ حديثة جاهزةٍ للإقلاع)..

فتأمل قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُون ﴾ [الأعراف:185]..

وبعد: فتلك خمسةُ براهينَ علميةٍ دامغة، كلٌّ منها يكفي لهدم أوهامِ الصدفة، وكشفِ عجزِ المادة، وفضحِ خُرافةِ الطبيعةِ العمياء.. فهذا النظامُ الكونيُ المحكمِ الذي تخضعُ له أعقدُ الظواهرِ من أصغر الذراتِ إلى أعظم المجرات، وذلك الثباتُ الذي مكّنَ المتعلِمَ أن يُنظرَ ويؤطرَ، ثمَّ ذلك التكامُلُ العجيبُ بين مكوناتِ الحياةِ كأنها فريقٌ مُتفاهمٌ يقودهُ نظامٌ واحد، وهذا الموتُ الصامِتُ الذي يأخذُ الطبيعةَ من أطرافها شيئاً فشيئا، وأخيرًا هذه الحساباتُ القاطعةُ التي تجعلُ الصدفةَ ضربًا من الخيال.. أليسَ في كلِّ هذا إشاراتٌ بليغةٌ إلى وجود مدبرٍ عليم، وخالقٍ حكيم، وقادرٍ مُقتدر؟.. فماذا بقيَ للعقل حتى يُقرَّ بالواضح الصريح، وما جدوى العلمِ إن لم يُوصِل إلى التسليم بالحقِّ الواضح؟.. أليس من يُغلقُ عقلهُ عن الحقيقة كمن يُغلقُ عينيهِ ثم يُنكرُ وجودَ الشمس..

ألا فمن رامَ الحقيقةَ فليستيقظ، ولينظر في مرآة العلمِ بإنصاف وتجرد، وليقبل الحقَّ وإن خالفَ هواه، وإلا فما حُجتهُ أمامَ فطرته؟ وما عُذرهُ بين يديّ ربه؟.. ﴿ وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون * هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُون ﴾ [الأعراف:52]..

نسألُ اللهَ أن يشرح صدرونا جميعاً للحق، وأن يهدينا سواء السبيل..

وأخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.34 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.86%)]