رحلة التعافي مع اسم الله الشافي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 40 - عددالزوار : 10283 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 40 - عددالزوار : 9543 )           »          البشريات العشر الثانية للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          معركة تشيرمانون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          إلى مَأدُبَةِ الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          من أعلام الإسلام الطفيل بن عمرو الدّوسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كيف نحاور العلمانيين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 565 )           »          شدَّاد بن أوس رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حجم فرصتك تأتي على حجم استعدادك لها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2025, 11:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,776
الدولة : Egypt
افتراضي رحلة التعافي مع اسم الله الشافي

رحلة التعافي مع اسم الله الشافي

د. صلاح عبدالشكور


"الشافي" يا لجلالة هذا الاسم العظيم من أسمائه! وكلها غاية في العظمة والكمال، ولا شك أن داعبك طيف هذا الاسم في مرضك حين تلوت قول الحق سبحانه: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، أو حين قرأت قول الشافي سبحانه: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 83، 84]، فدعني أجول بك في رياض هذا الاسم الجميل من أسمائه سبحانه.

الشافي جلَّ جلاله يشفي أجسادنا مما يصيبها من الأمراض المختلفة، فتزول وتبرأ ويعود المريض معافًى قد ذهب مرضه، والشافي سبحانه يشفي قلوبنا مما يعتريها من الأمراض القلبية مثل تعلُّق القلب بغير الله، والحقد والحسد، والبغض والعجب بالنفس، والغل والضغينة، وغير ذلك، فيغدو المصاب بها بعد شفائه منها صافي القلب، خاليًا من كل الآفات، والشافي جلَّ ذكره يشفي نفوسنا مما يصيبها من الهواجس والقتامة والضيق والخبث وفساد الروح وسائر الأمراض النفسية، فيعود أصحابها إلى الطبائع السوية والنفوس المطمئنة المستقرة بعد أن عصفت بهم رياح القلق والاكتئاب والتوتر والوساوس والأرواح الشريرة، والشافي سبحانه يشفي صدورنا حين تهتم لأمر الإسلام والمسلمين وحين نرى اعتداء الكفار على المؤمنين وعلو راية الكفر على راية الإسلام، فيشفي الله صدور المؤمنين بنصر الإسلام والمسلمين وعلو شأنهم؛ كما قال الحق سبحانه: ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 14].

مات الطبيب وعاش المريض:
إذا دققت النظر في اسم الله الشافي عرَفت أن كل ما في الكون من أمراض مستعصية وأوبئة فتَّاكة وأدواءٍ مهلكة، كلها تحت مشيئة الله وقدرته، وهي جزء من خلقه وصنعه؛ فإن أراد الشفاء لعبده أو أمته منها قال لها: كن، فيكون البرء والشفاء، ونحن نسمع ونشاهد ونقرأ عن أشخاص مرضوا بأشد أنواع الأمراض التي أكَّد الأطباء على أنها مُهلِكة مميتة؛ ولكن الشافي أراد لأصحابها الشفاء؛ فجاءتهم العافية، وأخذوا يرفلون في ثياب الصحة وزوال الأسقام، ومهما بذل الطب من جهود وأبحاث وصنع من أدوية وعقاقير فهي لا شيء إن لم يرد الشافي سبحانه أن تكون سببًا في الشفاء، وهو المعنى العميق لقول إبراهيم الخليل عليه السلام: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80].
وكم من مريض نعاه الطبيب
إلى نفسه وتولَّى كئيبا
فمات الطبيب وعاش المريض
فأضحى إلى الناس ينعى الطبيبا


الله يشفيك:
من آثار اسم الشافي في أجسامنا أن الله أودع فيها أمورًا ووظائف وخصائص تساعد على الشفاء حتى دون تدخُّلٍ علاجي؛ فالأنسجة في أجسامنا تلتئم إذا تمزَّقت، والجروح الجلدية تلتئم بعد الخياطة بشكل تلقائي، ويغلق هذا الجرج، والخلية العظمية قد تنام ستين عامًا، فإذا كُسِر عظم اليد مثلًا فإن هذه الخلايا تستيقظ وتلتئم، وما دور طبيب العظام إلا أن يضع العظمة على العظمة.

والاحتياط الذي جعله الله في بعض أجهزة الجسم يدل على اسم الشافي؛ فالإنسان مثلًا يستطيع أن يعيش بكُلْية واحدة، والكبد يقوم بمئات الوظائف، ولو تم استئصال أربعة أخماس الكبد، فالكبد يعيد بناء ذاته في ستة عشر أسبوعًا، ولو تبرَّع شخصٌ لآخر بربع كبد وتم زرعه في مريض آخر فإن الشخص المتبرع يمكنه العيش دون ضرر أو أذى، وفي نفس الوقت يستفيد الشخص المريض بزراعة ربع كبد، وهذا من تمام خلق الله وإتقانه، فتبارك الله أحسن الخالقين.

وإذا أردنا أن نتعمَّق أكثر في اسم الشافي فإن كل الأبحاث الطبية وكل المعامل وكبريات المستشفيات ومختلف الأجهزة الطبية والأدوات والعقاقير وأدوات التطبيب كلها دالة على اسم الله الشافي، فهو الذي علَّم هذا الإنسان، وهو الذي ألهمه العلاج، وهيَّأ له الأسباب، فكان الشفاء بإذنه سبحانه؛ ولذلك كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريضًا أو أُتي به إليه قال: ((أذهب الباس ربَّ الناس! اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك؛ شفاءً لا يغادر سقمًا))؛ أخرجه البخاري ومسلم، وعن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه، (أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، اشتكيت؟ فقال نعم، قال: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عينِ حاسدٍ، الله يشفيك، باسم الله أرقيك)؛ أخرجه مسلم.

ومن سنن عيادة المريض ما رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن عاد مريضًا لم يَحضُرْهُ أجَلُهُ، فقال عندَه سَبع مراتٍ: أسأَلُ اللهَ العظيمَ ربَّ العَرْشِ العظيمِ أن يَشْفيَكَ: إلَّا عافاهُ اللهُ من ذلك المرضِ))؛ أخرجه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.

للشفاء أسباب!
وأسباب الشفاء نوعان: أسباب كونية وأسباب شرعية؛ فالأسباب الكونية هي كل الأدوية والعلاجات التي توصل إليها البشر عن طريق التجربة المحكمة؛ مثل: العقاقير الطبية والمغذيات والعمليات بكافة أنواعها، وكذلك الأعشاب والنباتات التي أثبت العلم أنها مفيدة في العلاج، وهذه الأسباب الكونية يتعاطاها المؤمن، ويجب عليه ألَّا يتعلق بها، وإنما يتعلَّق بالشافي سبحانه.

وأما الأسباب الشرعية فهي كل ما أمرت به الشريعة، وجاء في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على أنه سبب للشفاء من المرض، وهو غير قابل للتجربة، وينبغي اعتقاد الشفاء فيه تصديقًا للوحي، مثل آيات القرآن الكريم والأوراد النبوية (الرقية الشرعية) والعسل والحجامة وغير ذلك مما ورد في الطب النبوي، وهذه الأسباب مهمة للغاية، وقد تنفع وحدها دون أمر آخر كما حصل في قصة سيد القوم الذي لُدِغ وشفاه الله بالرقية، ومن هنا ينبغي أن يُعلم أن الأسباب الشرعية كالرقية تنفع حتى في الأمراض العضوية والجروح والقروح والعمليات وغيرها، وعلى المسلم أن يجمع بين الأسباب الكونية والشرعية معًا والله الشافي.

ليكن نصيبك من هذا الاسم أوفره وأعظمه، توسَّل إلى الله به، وقل: يا شافي الأمراض اشفني، تأمل فيه واسبح في فضاءات كرمه سبحانه وقل بقلبك قبل لسانك: يا شافي يا كافي اشفني من كل داء يؤذيني، اشفني من كل سقم ووجع وألم، واجعل ما أصابني طهورًا وكفَّارة لي يا خير من سُئل، وأجزل من أعطى، وأكرم من ابتُغي.
إذا ضاقَتْ فبابُ الله رحْبٌ
وما خابَ الذي لله آبا
متى ما استحكَمَتْ قُل يا رحيمًا
يُفرِّجُها ويمنحُكَ الثوابا
وأحسِن بالكريم الظنَّ دومًا
تَجِدْ من لُطفهِ العجبَ العُجابا
وقُل يا صاحبَ الألطافِ إنِّي
على الضَّرَّاء أحتسبُ احتسابا





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]