الاجتزاء جريمة كل العصور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير آيات الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 576 )           »          اجعلوا من استباق الخيرات في هذا الشهر خير عدة، وأعظم عون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ذكرى سقوط القدس بيد الصليبيين – لتاريخ المؤلم للمدينة المقدسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 12009 )           »          شهر رمضان فرصة لتقارب الصفوف وسد الخلل والتناصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 10861 )           »          النجاح عبر بوابة الفشل الذكي .. 4 شروط تحول الإخفاق إلى إنجاز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          “الحياة معاناة”.. حتى نتعامل مع حياتنا علينا أن نفهمها أولا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ثلاثية بناء الطالب : البيت والمدرسة والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دور الأنشطة المدرسية في تطوير الطالب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 02:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي الاجتزاء جريمة كل العصور

الاجتزاء جريمة كل العصور
محمد عطية

الاجتزاء في الدعوة للإسلام
سبب النظرة الجزئية
نتيجة النظرة الجزئية
الإخلاص للحق يطهر من النظرة الجزئية
خطر الاجتزاء في مجال الخصومات
عندما يكون الاجتزاء ضرورة:
في مجال الحوار والجدال
الاجتزاء في مجال العتاب

شخصان يحملان بطاقات ملونة، واحدة وردية تحتوي على علامات استفهام والثانية صفراء تحمل ثلاثة خطوط، في خلفية رمادية.

أحد الأمثلة المعبرة أصدق تعبير عن جريمة الاجتزاء جاءت في قول الشاعر:

مَا قَالَ رَبُّكَ ‌وَيْلٌ ‌لِلْأُولَى ‌سَكِرُوا … وَإِنَّمَا قَالَ وَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَا

على حد زعم هذا الشاعر الكاذب، أن الله تعالى لم يتوعد بالويل أولئك الذين سكروا، بل توعد من صلى، وإذا طالبته بدليل على هذه المقولة المنكرة سينقلك إلى قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾ [الماعون: 4]، ويقول لك: أليست هذه آية قرآنية موجودة بالمصاحف التي بأيدي المسلمين؟ تعود إلى المصحف فتجد الآية فعلًا، لكنه لم يقل لك ما بعدها، وهم صنف من المصلين توعدهم الله تعالى بالويل حين قال سبحانه: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ [الماعون: 5-7].

هذا الاجتزاء للحقائق واقع من المسلمين ومن غيرهم؛ ويبدأ بالإيمان ببعض ما جاء به النبي -ﷺ- والكفر ببعضه، ليس لأنه لم يثبت عنه -ﷺ- بل لأنه لم يرق للبعض أو لم يقتنع به أو يعارض أمرًا ثابتًا عنده، وكل ذلك ليس من موازين قبول الشرائع أو ردها.
الاجتزاء في الدعوة للإسلام

لا تنتهي النظرة الجزئية عند فهم الإسلام ونصوصه بشكل قاصر ونزعها من سياقها، أو الاكتفاء ببعضها دون تتبع ما جاء في الشرع من نصوص تتناول ذات المسألة المطروحة، بل تمتد النظرة الجزئية إلى عرض الإسلام على المسلمين وغيرهم؛ ومن الأمثلة على ذلك تصوير الحدود على أنها الشريعة الإسلامية، مع أن الحدود جزء من منظومة كبرى تبدأ بالعقيدة التي تربي ضمير الإنسان، والأخلاق التي تزكيه وترفعه عن السفاسف، والجزاء الدنيوي والأخروي، وحماية الكرامة الإنسانية. كل ذلك منظومة تقوم الأمة بأسرها بأدائها وحمايتها، وإغفال الحديث عن وجود النظام العقابي في كل النظم التشريعية التي نبتت من الأرض أو نزلت من السماء يصور العقوبات في الإسلام بشكل سيء، يشوه جماله ويقطع الطريق على من يفكر في اعتناقه.

ومن العرض الجزئي للإسلام الحديث عن الغيب فقط وما فيه من عالم الجن والملائكة، وما يحدث للإنسان في قبره أو يوم القيامة من بدايته إلى نهايته. وعندما نعود إلى نصوص القرآن والسنة التي تتناول الغيب وعالمه المخفي عنا، نجد ارتباط عالم الغيب بعالم الشهادة؛ فعند الحديث عن الملائكة مثلًا نجد قوله تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الرعد: 11]، فالملائكة غيب عنا لكننا نجد آثارهم في حفظ المؤمن في دينه وبدنه وأهله وماله؛ يدرك ذلك الإنسان عندما تأتيه الوساوس فيجد من اليقين الذي يقذفه الملك في قلبه ما يطردها، وعندما يتعرض لخطر لكن الله تعالى ينجيه بفضله سبحانه وتعالى.

إننا نقع في الاجتزاء عندما نحصر الحديث عن الإسلام في عالم الغيب، ونغفل عالم الشهادة وما فيه من توجيهات تنير للإنسان طريق السعادة والفلاح، والاستغلال الأمثل للموارد التي أودعها الله تعالى في الكون من حولنا، وترسيخ مبادئ الحق والخير والجمال؛ فلا تسمع شيئًا عن توجيهات الإسلام في قيام العمران والحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة وصياغة الإنسان وفق مراد الله تعالى منه؛ تحقيقًا للعبودية له سبحانه وعمارة الأرض، وإدارة الصراعات بين البشر على أساس الحق ومكارم الأخلاق، وغير ذلك من مئات النصوص والتوجيهات التي قامت على أساسها الحضارة الإسلامية حضارة الرحمة والإحسان والقوة.

ومع إقرارنا بسعة العلم وعجز البشر عن الإحاطة به، ولذلك لا بد من التخصص والتخصص الدقيق، لكن هذا التخصص لا يحملنا أبدًا على الظن بأن ما درسناه هو الإسلام بكماله وتمامه، بل هو جزء من الإسلام يتكامل مع بقية الأجزاء. ونؤكد على ذلك عندما نعرض الجزء الذي تخصصنا فيه للناس ونحيلهم على المختصين بهذه القضية العلمية عندما يسألون أسئلة لا تتعلق بتخصصنا؛ احترامًا للعلم وأهله، وتقديرًا للحقيقة، ونجاةً من إضلال الناس والوقوع تحت طائلة قوله ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، ‌فَضَلُّوا ‌وَأَضَلُّوا) [1].
سبب النظرة الجزئية

لعل النظرة الجزئية لا تنتج من وجود قصور في النظر والعلم وضيق في الأفق وعجز عن متابعة البحث في مسألة من المسائل فقط؛ بل ربما تنتج من كبر يحمل صاحبه على اعتبار أن ما وصل إليه هو الحق الذي لا يعرف الباطل إليه سبيلًا، وأنه يسير على الجادة التي سار عليها المهتدون من قبله.
نتيجة النظرة الجزئية

للنظرة الجزئية عواقب وخيمة، منها:

ضيق يخالف سماحة الشريعة وعجز عن تنفيذ مراد الله تعالى من البشر.
الاعتراض الذي يقف عند حدود الأدب -والخلاف الفقهي والفكري الموجود في تراثنا منذ القدم- أو يتجاوزه إلى التفسيق والتبديع والخروج عن هدي النبي ﷺ.
يتحول التراشق بالتهم إلى تراشق بشتى أنواع الأسلحة التي تؤدي إلى الإرهاب الفكري أو الاغتيال المعنوي أو القتل للمخالف.

الإخلاص للحق يطهر من النظرة الجزئية

إن الإخلاص للحق يحمل صاحبه على الاعتقاد بصدق قوله تعالى: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 76]، كما يحمله على اليقين بأن العقول متفاوتة في الفهم والإدراك. نبهنا الله تعالى على ذلك حين قال: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ [الرعد: 17]، فهناك وادٍ يسع مئة متر مكعب وآخر يسع مائة ألف. نحن بحاجة دائمة إلى الاستماع لأقوال الآخرين، لعل الله تعالى قد فتح لهم بابًا من الفهم لم يفتحه لغيرهم.

ومع تعقيدات الواقع وتشابكاته، ندرك أننا بحاجة ماسة إلى تضافر التخصصات المختلفة لكي نقف على الحقيقة، ويكون اجتهادنا أقرب إلى الصواب وأقدر على تحقيق العبودية لله تعالى.
خطر الاجتزاء في مجال الخصومات

علّم النبي ﷺ القضاة أن لا يجتزئوا الحقيقة بسماع أقوال بعض الخصوم دون بعض، فقال لعلي رضي الله عنه: «إذا قعد الخصْمان بين يدَيْك فلا تَقضِ ‌حتى ‌تسمع ‌من ‌الآخر كما سمعتَ من الأوّل، فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاءُ»[2]. كما علمنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن نتريث عندما نسمع خبرًا يستفز مشاعرنا، فربما كان ما نسمعه جزءًا من الحقيقة: «أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَجُلٌ قَدْ فُقِئَتْ عَيْنُهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ‌تُحْضِرُ ‌خَصْمَك. فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا بِك مِنْ الْغَضَبِ إلَّا مَا أَرَى؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَلَعَلَّك قَدْ فَقَأْت عَيْنَيْ خَصْمِك مَعًا. فَحَضَرَ خَصْمُهُ قَدْ فُقِئَتْ عَيْنَاهُ مَعًا، فَقَالَ عُمَرُ: إذَا سَمِعْت حُجَّةَ الْآخَرِ بَانَ الْقَضَاءُ»[3].

عندما نسمع شكوى في مجال العلاقات العائلية من أحد الزوجين ضد الآخر، أو من أحد الوالدين ضد الأبناء أو العكس، علينا أن نستكمل الجزء الباقي من الشاكي أو المشكو في حقه؛ فالبعض لا يملكون المصداقية أو يريدون أن يظهروا أنفسهم بمظهر صاحب الحق دون أن يكترثوا ببيان ما عليهم قبل بيان ما لهم، والإنصاف عزيز. فإذا أردنا أن نكون من أهله، علينا أن لا ننحاز لجانب على حساب الآخر، ولا نقبل قول جزء من الحقيقة.

لقد استخدم أعداؤنا الاجتزاء كسلاح فعال، فنقلوا جزءًا من الحقيقة، وقول جزء من الحقيقة نوع من الكذب، واستطاعوا من خلال هذه الآلية أن يشوهوا الإسلام وأهله وأن يفتحوا جبهات عداء مع أناس لا نحمل لهم إلا كل خير.
عندما يكون الاجتزاء ضرورة:
في مجال الحوار والجدال

على أننا كثيرًا ما نضطر للاجتزاء بسبب ضيق الوقت أو المساحة المخصصة لنا، فأي الأجزاء نأخذ وأيها ندع؟ أتصور أن الرد على القضايا الكبرى في الاتهامات التي توجه للإسلام وأهله، وإثبات الألوهية والوحي والنبوة، هي أول ما نبدأ به. وعند إيراد الأدلة، نتجه إلى الجزء الخاص بالمسألة من النص دون سرد الحديث أو الآية بتمامها، والتوجه إلى النقطة المقصودة مباشرة دون مقدمات تطول وتضيع القارئ أو المستمع وتهدر الوقت.
الاجتزاء في مجال العتاب

عندما نعتب على من نحب، فنجد أن أخطاءه قد كثرت وسردها جميعًا مما يضيق صدور من نعاتبهم، نعود إلى قوله تعالى: ﴿عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ﴾ [التحريم: 3]. ولو ذكرنا أصول الأخطاء التي تتفرع عنها الكثير من التصرفات السيئة؛ كسوء الظن ومصاحبة من لا يعرف أدب المصاحبة ولا قيمها، لكان ذلك من مكارم الأخلاق وحسن العشرة واستبقاء المودة، فما استقصى كريم قط.

[1] الصحيحين واللفظ للبخاري.

[2] الطبقات الكبرى لابن سعد.

[3] المحلى بالآثار لابن حزم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.58 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]