عُثْمانُ بْنُ عَفَّانَ ذُو النُّورَينِ – رضي الله عنه – - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سياسة المنافقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الصبر على البلاء حِكمٌ وأسرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صالح أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أفعلُها .. وأتوب ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من كتاب "تحصين الأمة وحماية الملة بإقامة حكم الردة" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نقد التأثير الغربي على المجتمعات الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5026 - عددالزوار : 2171456 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4607 - عددالزوار : 1452474 )           »          أشهى الوصفات للإفطار فى رمضان جدول أكل رمضان ثلاثون يوما تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 30 )           »          إزاى تصاحبى بنتك فى فترة المراهقة؟ 8 أسرار تخليكى تكسبى صداقتها وثقتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2025, 12:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,731
الدولة : Egypt
افتراضي عُثْمانُ بْنُ عَفَّانَ ذُو النُّورَينِ – رضي الله عنه –

خطبة وزارة الشؤون الإسلامية – الكويت – عُثْمانُ بْنُ عَفَّانَ ذُو النُّورَينِ – رضي الله عنه –


  • فِي عَصْرِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ امْتَدَّتِ الْمَمَالِكُ الْإِسْلَامِيَّةُ إلَى أَقْصَى مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا
  • إِنَّ عَاقِبَةَ الْفِتَنِ وَخِيمَةٌ وَمَآلُ أَهْلِهَا الْخُسْرَانُ وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ وَالْوَاجِبُ الِاجْتِمَاعُ مَعَ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَطَاعَتُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ
  • الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ وَلَا يَأْتِي إلَّا بِخَيْرٍ وَبِذَلِكَ فُضِّلَ عُثْمَانُ عَلَى غَيْرِهِ وَاشْتَهَرَ وَذَاعَ صِيتُه وَانْتَشَرَ
كانت خطبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لهذا الأسبوع: 4 من ربيع الآخر 1447هـ الموافق 26 من سبتمبر 2025م، بعنوان: (عُثْمانُ بْنُ عَفَّانَ ذُو النُّورَينِ - رضي الله عنه -)؛ حيث بينت الخطبة أن من الأمور التي تزِيدُ الْإِيمَانَ، وَتُقَوِّي الْيَقِينَ، مَعْرِفَةَ سِيَرِ مَنِ اصْطَفَاهُمُ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاجْتَبَاهُمْ، مَنْ أَقَامُوا الدِّينَ وَشَيَّدُوهُ، وَآزَرُوا نَبِيَّ اللَّهِ وَنَصَرُوهُ، خَيْرِ الْقُرُونِ الْبَشَرِيَّةِ، وَصَفْوةِ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «وَمِنَ السُّنَّةِ ذِكْرُ مَحَاسِنِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كُلِّهِمْ أَجْمَعِينَ». وَإِنَّ مِنْ هَؤُلَاءِ الْفُضَلَاءِ، وَالسَّادَةِ النُّجَبَاءِ: ثَالِثَ الْأَئِمَّةِ الْخُلَفَاءِ، ذَا النُّورَيْنِ، وَصَاحِبَ الْهِجْرَتَيْنِ، كَرِيمَ الْيَدِ وَالْعَطَاءِ، عَظِيمَ النَّفْسِ وَالصَّفَاءِ، الشَّهِيدَ، أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الْقُرَشِيَّ، أَحَدَ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ - رضي الله عنه - وَأَرْضَاهُ.
إسلامه - رضي الله عنه -
أَسْلَمَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - قَدِيمًا عَلَى يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه -، فَكَانَ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَتَزَوَّج بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رُقَيَّهَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ زَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ ابْنَتَهُ الْأُخْرَى أُمَّ كُلْثُومٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، لَمْ يَتَزَوَّجْ رَجُلٌ مِنَ الْأَوَّلِينِ وَالْآخِرِينَ ابْنَتَيْ نَبِيٍّ إِلَّا عُثْمَانُ - رضي الله عنه -.
من مآثره - رضي الله عنه -
ومن مآثره - رضي الله عنه - أن النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - صَعِدَ يَوْمًا عَلَى جَبَلِ أُحُدٍ، هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ-، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «اثْبُتْ أُحُدُ؛ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ»، وقد كَانَ - رضي الله عنه - مُطِيعًا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَفِيًّا لَهُ وَلِصَاحِبَيْهِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، قَالَ - رضي الله عنه -: «فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - بِالحَقِّ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ، وَهَاجَرْتُ الهِجْرَتَيْنِ، وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَايَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ مِثْلُهُ، ثُمَّ عُمَرُ مِثْلُهُ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).
التَّمَسُّك بِهَدْيِ عُثْمَانَ
وَعِنْدَ حُلُولِ الْفِتَنِ وَتَغَيُّرِ الزَّمَانِ، أَرْشَدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى التَّمَسُّكِ بِهَدْيِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي فِتْنَةً وَاخْتِلَافًا!» فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنَ النَّاس فَمَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ»، وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ بِذَلِكَ. (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ).
عِفَّة النَّفْسِ وَصَفَاؤهَا
عُرِفَ - رضي الله عنه - بِعِفَّةِ النَّفْسِ وَصَفَائِهَا، وَالْإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهَا، قَانِتٌ لِرَبِّهِ، مُطِيعٌ لِمَوْلَاهُ، قَالَ - رضي الله عنه -: «وَاَللَّهِ، مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إسْلَامٍ، وَلَا قَتَلْتُ أَحَدًا فَأُقِيدَ نَفْسِي مِنْهُ، وَلَا ارْتَدَدْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ»، وجَعَلَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه - أَحَدَ أَصْحَابِ الشُّورَى السِّتَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، فَكَانَ خَيْرَهُمْ، فَاخْتَارَهُ النَّاسُ خَلِيفَةً لَهُمْ، وَلَمْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهِ أَحَدًا، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - حِينَ بَايَعُوهُ بِالْخِلَافَةِ: (بَايَعْنَا خَيْرَنَا)، وَقَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: «إِنَّهُ لَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ، وَأَتْقَاهُمْ لِلرَّبِّ»، قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «لَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَى بَيْعَةِ أَحَدٍ مَا اجْتَمَعُوا عَلَى بَيْعَةِ عُثْمَانَ».
صَاحِبُ الْفَضَائِلِ وَالْخَيْرَاتِ
وَمَتَى ذُكِرَ الْإِنْفَاقُ وَالْبَذْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ذُكِرَ عُثْمَانُ، صَاحِبُ الْفَضَائِلِ وَالْخَيْرَاتِ، وَالسَّابِقُ إلَى جَزِيلِ الْأَعْطِيَاتِ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - المَدِينَةَ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ غَيْرُ بِئْرِ رُومَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَجْعَلَ دَلْوَهُ مَعَ دِلَاءِ المُسْلِمِينَ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ»؟ فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ، وَلَمَّا ضَاقَ المَسْجِدُ النَّبَوِيُّ بِأَهْلِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يَشْتَرِي بُقْعَةَ آلِ فُلَانٍ فَيَزِيدَهَا فِي المَسْجِدِ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الجَنَّةِ»؟ فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ مِنْ صُلْبِ مَالِه. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانِيُّ)، وَحَضَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ عَلَى الْإِنْفَاقِ وَالْجُودِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فجَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَلْفِ دِينَارٍ، فَنَثَرَهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَصَارَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَلِّبُهَا فِي حِجْرِهِ وَيَقُولُ: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ» مَرَّتَيْنِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانِيُّ).
رَجُل تَسْتَحْيِ مِنْهُ المَلَائِكَةُ
وَالْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَلَا يَأْتِي إلَّا بِخَيْرٍ، وَبِذَلِكَ فُضِّلَ عُثْمَانُ عَلَى غَيْرِهِ وَاشْتَهَرَ، وَذَاعَ صِيتُه وَانْتَشَرَ، فَكَانَ يَسْتَحْيِي مِنْهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَمَلَائِكَةُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ - رضي الله عنه -، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه -، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَسَوَّى ثِيَابَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلَتْهُ عَائِشَةُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «أَلَا أَسْتَحْيِ مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِ مِنْهُ المَلَائِكَةُ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
علاقته - رضي الله عنه - بالقرآن
وَالْقُرْآنُ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، بِه تَنْشَرِحُ الصُّدُورُ، وَتَطْمَئِنُّ النُّفُوسُ، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «مَا مَاتَ عُثْمَانُ حَتَّى خَلُقَ مُصْحَفُهُ مِنْ كَثْرَةِ مَا يُدِيمُ النَّظَرَ فِيهِ»، وَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَامِلًا فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَيَقُولُ: «لَوْ أَنَّ قُلُوبَنَا طَهُرَتْ مَا شَبِعْنَا مِنْ كَلَامِ رَبَّنَا، وَإِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمٌ لَا أَنْظُرُ فِي الْمُصْحَفِ».
كَانَ النَّاسُ فِي خِلَافَتِهِ فِي عَيْشٍ رَغِيدٍ
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «وَفِي عَصْرِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ امْتَدَّتِ الْمَمَالِكُ الْإِسْلَامِيَّةُ إلَى أَقْصَى مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، وَجُبِيَ الْخَرَاجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إلَى حَضْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، وَذَلِك بِبَرَكَةِ تِلَاوَتِهِ وَدِرَاسَتِهِ وَجَمْعِهِ الْأُمَّةَ عَلَى حِفْظِ الْقُرْآنِ»، وَكَانَ النَّاسُ فِي خِلَافَتِهِ فِي عَيْشٍ رَغِيدٍ، وَخَيْرٍ وَفِيرٍ، وَفِي أُلْفَةٍ وَوِفَاقٍ، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- وَاصِفًا حَالَ النَّاسِ آنَذَاكَ: «الْأَعْطِيَاتُ جَارِيَةٌ، وَالْأَرْزَاقُ دَارَّةٌ، وَالْعَدُوُّ مُتَّقًى، وَذَاتُ الْبَيْنِ حَسَنٌ، وَالْخَيْرُ كَثِيرٌ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَخَافُ مُؤْمِنًا، مَنْ لَقِيَهُ فَهُوَ أَخُوهُ مَنْ كَانَ».
الخروج على عثمان - رضي الله عنه -
وَلَمَّا عَمَّ الرَّخَاءُ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ - رضي الله عنه -، وَانْتَشَرَ الْأَمْنُ، وَكَثُرَتِ الْفُتُوحَاتُ، مَلَّ مَرْضَى الْقُلُوبِ النِّعْمَةَ، وَاسْتَبْدَلُوا الْعَيْشَ الهَنِيَّ بِالنِّقْمَةِ، وَهَكَذَا حَالُ الكَثِيرِ إِلَّا مَنْ -رَحِمَهُ اللَّهُ-، إِذَا أَلِفُوا النِّعَمَ وَدَامُوا عَلَيْهَا، لَمْ يَلْبَثُوا أَنْ يَكْفُرُوهَا، وَقَصَدُوا إلَى الْفِتْنَةِ فَنَشَرُوهَا، فَخَرَجَ مَنْ خَرَجَ عَلَى عُثْمَانَ زَاعِمِينَ الْإِصْلَاحَ، وَثَارَ عَلَيْهِ مَنْ يَدَّعِي الْخَيْرَ وَالْفَلَاحَ. عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَائِطٍ، فَأَمَرَنِي بِحِفْظِ البَابِ، فَجَاءَ عُثْمَانُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «ائذَنْ له وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، فَلَمَّا عَظُمَتِ الْفِتْنَةُ، وَاشْتَدَّتِ الْمِحْنَةُ؛ خَرَجَ الْعُصَاةُ الْمَارِقُونَ عَلَى الْخَلِيفَةِ الرَّاشِدِ عُثْمَانَ، وَحَاصَرُوهُ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى مَنَعُوهُ الطَّعَامَ، وَحَبَسُوهُ عَنِ الْخُرُوجِ إلَى الْمَسْجِدِ، وَلَمْ يَلْبَثُوا حَتَّى تَسَوَّرُوا الْجِدَارَ، وَأَحْرَقُوا الْبَابَ، وَقَتَلُوهُ فِي بَيْتِهِ صَائِمًا، بِيَدِهِ الْمُصْحَفُ قَارِئًا وَتَالِيًا، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ. وَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - حَزِنَ الصَّحَابَةُ لِمَقْتَلِهِ حُزْنًا شَدِيدًا، وَلَمَّا بَلَغَ الخَبَرُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَاصٍ - رضي الله عنه - اسْتَغْفَرَ لَهُ، وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَتَلَا فِي حَقِّ الَّذِينَ قَتَلُوهُ: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}(الكهف). ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ أَنْدِمْهُمْ، ثُمَّ خُذْهُمْ.
عَاقِبَة الْفِتَنِ وَخِيمَةٌ
إِنَّ عَاقِبَةَ الْفِتَنِ وَخِيمَةٌ، وَمَآلُ أَهْلِهَا الْخُسْرَانُ، وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ، وَالْوَاجِبُ الِاجْتِمَاعُ مَعَ وُلَاةِ الْأُمُورِ، وَطَاعَتُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَبَذْلُ النَّصِيحَةِ لَهُمْ سِرًّا، وَالدُّعَاءُ لَهُمْ بِالصَّلَاحِ وَالتَّوْفِيقِ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ؛ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنِ ادَّعَى دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: «وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ» (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ).


اعداد: المحرر الشرعي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.36 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]