|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ذكــرى فتـح الأنـدلس – وثمانية قرون من المجد والحضارة بقي الإسلام في الأندلس 8 قرون بسبب التمسك بالكتاب والسنة وطويت صفحته بعد أن تخلى أهلها عنهما أقام المسلمون في الأندلس حضارة لم تعرفها البشرية ونقلوها من التخلف والجهل إلى نور العلم وحضارة الإسلام رمضان شهر الانتصارات والفتوحات، والعزة والكرامة؛ ففي مثل هذه الأيام المباركة دخل المسلمون بلاد الأندلس فاتحين بقيادة القائد طارق بن زياد رحمه الله، بعد معركة (بوادي) التي كانت في رمضان سنة 92هـ الموافق 9 يوليو سنة 711م، وخرجوا منها بعد سقوط غرناطة في أيدي الصليبيين من الأسبان وغيرهم سنة 897هـ الموافق 1492م، أي بعد ثمانية قرون من حكم المسلمين لتلك البلاد. إرهاصات الفتح العظيمبعد أن ولَّى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك قائده موسى بن نصير -رحمه الله- على المغرب، استطاع أن يفتح طنجة، وترك بها حامية يقودها القائد طارق بن زياد رحمه الله، ومنذ ذلك الحين بدأ القائد طارق يتطلع لفتح بلاد الأندلس التي لم يكن بينهم وبينها إلا خليج يسير، وكان ميناء سبتة هو أقرب المدن إليه، وكان حاكمها هو (الكونت يوليان) الذي كان نائبًا للإمبراطور البيزنطي (لذريق) حاكم طليطلة، ولكنه تحرر من سلطان الدولة البيزنطية، وأصبح كالحاكم المستقل في سبتة وما حولها، بسبب أحقاد كانت بينهما، وذلك أن (لذريق) اعتدى على عِرض ابنة (يوليان) بعد أن بعث بها إليه لتخدمه واستأمنه عليها، وقد استفاد موسى بن نصير -رحمه الله- من هذه الخصومة وراسل (يوليان) حتى كسب وده، وصار دليلاً لهم في تلك البلاد، وعندها كتب موسى يستأذن الخليفة في أن يوسع دائرة الفتح لتشمل بلاد الأندلس، فرد عليه الوليد بن عبد الملك قائلاً له: «خضها بالسرايا حتى ترى وتختبر شأنها، ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال»، فكتب إليه موسى مبيِّنا له أنه ليس ببحر خِضَمّ، وإنما هو خليج يبين للناظر منه ما خلفه»، فرد عليه الوليد بأنه لا بد من اختباره بالسرايا قبل خوضه واقتحامه. فأرسل موسى رجلاً من البربر يسمى طريفًا في مائة فارس وأربعمائة راجل، وجاز البحر في أربعة مراكب، مستعيناً (بيوليان) وكان دخوله في شهر رمضان سنة (91هـ)، فسار حتى نزل ساحل البحر بالأندلس، فيما يحاذي طنجة، وهو المعروف اليوم بـ(جزيرة طريف) التي سميت باسمه لنزوله فيها، فقام بسلسلة من الغارات السريعة على الساحل، وغنم فيها الشيء الكثير، ثم رجع سالماً غانماً، وكان في ذلك تشجيعاً لموسى بن نصير على فتح الأندلس. انتداب طارق بن زياد بعد هذه المحاولات الناجحة انتدب موسى لهذه المهمة طارق بن زياد، فركب البحر في سبعة آلاف من المسلمين، أكثرهم من البربر، وتذكر الروايات أنه لما ركب البحر غلبته عينه فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وحوله المهاجرون والأنصار، قد تقلدوا السيوف، وتنكبوا القِسيّ، ورسول الله يقول له: «يا طارق تقدم لشأنك»، ونظر إليه وإلى أصحابه وقد دخلوا الأندلس قدّامه، فهب من نومه مستبشرًا، وبشَّر بها أصحابه، ولم يشكوا في الظفر. ورست السفن عند جبل لا يزال يعرف حتى اليوم بـ (جبل طارق)، وكان نزوله في رجب سنة (92هـ)، ولما نزل فتح الجزيرة الخضراء وغيرها، وبلغ (لذريق) نزول المسلمين بأرض الأندلس؛ فعظم ذلك عليه، وكان غائبًا في بعض غزواته، فجمع جيشًا جرارًا بلغ مائة ألف. المعركة الفاصلة وكتب طارق إلى موسى يطلب منه المدد، ويخبره بما فتح الله عليه، وأنه قد زحف عليه ملك الأندلس بما لا طاقة له به، فبعث إليه موسى بخمسة آلاف مقاتل معظمهم من العرب، فتكامل المسلمون اثني عشر ألفاً ومعهم (يوليان) يدلهم على عورة البلاد، ويتجسس لهم الأخبار، فأتاهم لذريق في جنده، والتقى الجيشان على نهر لكة، يوم الأحد لليلتين بقيتا من رمضان سنة (92هـ)، واستمرت المعركة ثمانية أيام، وأخذ يوليان ورجاله يخذلون الناس عن (لذريق) ويقولون لهم: «إن العرب جاؤوا للقضاء على (لذريق) فقط، وإنكم إن خذلتموه اليوم صفت لكم الأندلس بعد ذلك»، وأثر هذا الكلام في الجنود فاضطرب نظام جيشه، وفر الكثير منهم، وخارت قوى لذريق ، لما رأى جنده يفرون أو ينضمون للمسلمين، وهجم طارق على (لذريق) فضربه بسيفه فقتله، وقيل: إنه جرحه، ثم رمى لذريق بنفسه في وادي لكة فغرق، وهزمهم الله ومن معه، وكتب الغلبة للمسلمين. وبعد هذه المعركة توسع طارق في الفتح، وتوجه إلى المدن الرئيسة في الأندلس، ففتح شذونة ومدوّرة، وقرمونة، وإشبيلية، واستجة، واستمر في زحفه حتى انتهى إلى عاصمة الأندلس (طليطلة) وتمكن من فتحها، وحينها جاءته الرسائل من موسى بن نصير تأمره بالتوقف، ودخل موسى الأندلس في رمضان سنة (93هـ) في جمع كثير قوامه ثمانية عشر ألفًا، ففتح المدن التي لم يفتحها طارق كشذونة، وقرمونة، وإشبيلية، وماردة. دروس وعبر وهكذا تُوِّجت هذه الانتصارات التي تحققت في هذا الشهر المبارك، وكان لها أعظم الأثر في بقاء سلطان المسلمين في الأندلس لمدة ثمانية قرون من الزمان، أقاموا فيها حضارةً لم تعرفها البشرية كلها، ونقلوا تلك البلاد من التخلف والجهل إلى نور العلم وحضارة الإسلام، فصارت الأندلس رمزًا لحضارة الإسلام وللمكانة التي وصل إليها المسلمون من العلم والتقدم، في الوقت ذاته الذي كانت مدن أوربا في ظلام دامس من تخلف وجهل. ونحن إذ نتحدث عن الأندلس يجب أن نذكر أمتنا أن الإسلام بقي في الأندلس هذه المدة من الزمن بسبب التمسك بكتاب الله وسنة نبيه، والاعتصام بهما، ولكن لما حل بقادة تلك الدول داء الأمم قبلهم، وفشا فيهم التنازع والاختلاف والأثرة، فانشغلوا بأنفسهم عن أعدائهم، حقت عليهم سنة الله التي لا تحابي أحدًا {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46)، فوهنوا وضعفوا وتشتتت مدنهم وصار لكل مدينة حاكم فقام الفرنجة الصليبيون بقتالهم، وتوالت هزائم المسلمين حتى كانت آخر المعارك هي معركة إشبيلية وهزم المسلمون فيها شر هزيمة، وسقطت سنة 1492م، بتوقيع آخر ملوكها أبي عبد الله الصغير معاهدة استسلام مهينة مع الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا، ثم قضى على الوجود الإسلامي في الأندلس نهائيًّا؛ بسبب محاكم التفتيش التي كانت تحرق كل من يثبت أنه لا يزال مسلمًا، وأُجبر الباقون على التنصُّر، وطويت صفحة أعرق دول الإسلام في التاريخ الإسلامي كله فإلى الله المشتكى. اعداد: وائل رمضان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |