|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تعظيم شعائر الله تعالى (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: فقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ﴾ [المائدة: 2]. في هذه الآية الكريمة ينهى عز وجل عباده المؤمنين عن استحلال شعائر الله التي حرَّمها، وقد تضمن هذا النهي الأمر بتعظيمها، وذلك بفعل ما يجب لله تعالى فيها. وقد وردت الآيات الكريمات مصرحة بتعظيمها، قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30]، كما بيَّن تعالى أن من علامات صلاح القلوب واستقامتها تعظيمَ تلك الشعائر؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]. ومِن شعائر الله أوامره ونواهيه، وتعظيمها يكون بفعل ما أمَر الله به، وترْك ما نهى عنه، وبإجلالها بالقلب ومحبَّتها، وتكميل العبودية فيها غير متهاون، ولا متكاسل، ولا متثاقلٍ. ومن شعائر الله أعلامُ دينه الظاهرة التي أمَر بتعظيمها، ومِن أخصها: بيت الله المحرَّم، ومناسك الحج، وقد وردت النصوص من الكتاب والسنة تبيِّن بإيضاح كيف يكون تعظيم شعائر الله، وما يترتَّب على انتهاكها من العقوبات، وحلول سَخَطِ الله وغضبه على فاعل ذلك. وخاب وخسِر مَن لم يعظِّم شعائر الله، وانتهَك حرماته؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]. روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ يَومَ الفَتْحِ، فقالَ: إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَومَ خَلَقَ السَّمَاواتِ والأرْضَ، فَهي حَرامٌ بحَرامِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي ولا تَحِلُّ لأحَدٍ بَعْدِي، ولَمْ تَحْلِلْ لي قَطُّ إلّا ساعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لا يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا يُعْضَدُ شَوْكُها، ولا يُخْتَلى خَلاها، ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلّا لِمُنْشِدٍ، فقالَ العبّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ: إلّا الإذْخِرَ يا رَسولَ اللَّهِ، فإنَّه لا بُدَّ منه لِلْقَيْنِ والبُيُوتِ، فَسَكَتَ ثُمَّ قالَ: إلّا الإذْخِرَ فإنَّه حَلالٌ»[1]. اللهم وفِّقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، واجعلنا ممن يعظِّم حُرماتك، ويَخشى عذابك، إنك سميع قريبٌ. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- ما المراد بقوله تعالى: ﴿ لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ [المائدة: 2]؟ 2- كيف يكون تعظيمُ شعائر الله؟ 3- ماذا يدل عليه تعظيمُ شعائر الله تعالى؟ [1] البخاري برقم (4313)، ومسلم برقم (1353).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |