حديث: الذي تفوته صلاة العصر، كأنما وتر أهله وماله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 39 - عددالزوار : 54 )           »          كيفية استعادة الرسائل المحذوفة على واتساب.. دليل خطوة بخطوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من الساعة للسماعة.. كيفية حماية البيانات الشخصية على الأجهزة القابلة للارتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيفية إعادة ضبط جهاز Apple TV.. فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          شروط استخدام خاصية تنظيف صورك بالذكاء الاصطناعى Clean up على آيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لو هتشترى أونلاين .. نصائح لمستخدمى الإنترنت لحماية أنفسهم من الاحتيال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الابتزاز الإلكترونى .. فهم المخاطر والاحتياطات اللازمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف تحذف خلفيات صورك على آيفون باستخدام خاصية Clean Up"؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كيف تنشئ قائمة تشغيل على تطبيق Spotify في وقت قياسي .. أعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          محدش هيخدعك..تطبيق Google Photos هيقولك تفاصيل الصورة المعدلة بالذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2025, 02:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,530
الدولة : Egypt
افتراضي حديث: الذي تفوته صلاة العصر، كأنما وتر أهله وماله

حديث: الذي تفوته صلاة العصر، كأنما وتر أهله وماله


عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذي تفوته صلاة العصر، كأنما وتر أهله وماله»، وتر أهله وماله؛ أي: فقد أهله وماله؛ متفق عليه.

ﺣﻤﻞ الحديـث (ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻮﺗﻪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻫﻲ لا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻓﺸﺄﻧﻪ ﺃﻋﻈﻢ، ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻘﺪ ﺣﺒﻂ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻮﺗﻪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﻳﻔﻮﺗﻪ ﻭﻗﺖ ﺍلاﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻭ ﻳﻔﻮﺗﻪ ﻭﻗﺖ ﺍلاﺿﻄﺮﺍﺭ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﻓﻴﻘﻀﻴﻪ ﻗﻀﺎﺀ؟ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻪ، ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻠﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻫﻲ ﻭﺍﻟﺴﻬﻮ ﻋﺬﺭ، ﻭﺍﻟﺴﻬﻮ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ بمعنى ﻭﺍﺣﺪ، ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻠﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻫﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻟﻪ؛ «ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻭﺗﺮ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ»، ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ الأﺳﻒ ﻭالأﺳﻰ ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻟﻤﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻭﻗﺘﻬﺎ، ﻳﻠﺤﻘﻪ ﻣﻦ الأﺳﻒ ﻭالأﺳﻰ ﻣﺜﻞ ﺃﻭ ﻧﻈﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﻣﻦ ﻓﻘﺪ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ الأﺳﻒ ﻭﻫﺬﺍ الأﺳﻰ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ ﻓﻤﺎ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺪ؟!
ولا ﺷﻚ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﺷﺪ؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ: «ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻘﺪ ﺣﺒﻂ ﻋﻤﻠﻪ»، ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺷﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﺮ، ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ - ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ عطفًا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]، ﻗﺎﻝ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: "الذي تفوته صلاة العصر: ﻓﻮﺍﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺻﻔﺮﺓ، ﻳﻌﻨﻲ ذَهاب ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﺍلاﺿﻄﺮﺍﺭ، ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ - ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ -: ﺇﻥ ﻓﻮﺍﺗﻬﺎ ﺑﻐﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ".

«كأنما وتر أهله وماله»؛ أي: ﺳﻠﺐ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ، ﺑﻘﻲ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻫﻞ ولا ﻣﺎﻝ، ﻓﻬﻞ ﻧﺴﺘﺸﻌﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺗﺘﻨﺎ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ؟ ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﺗﻜﺒﻴﺮﺓ الإﺣﺮﺍﻡ يعاد (ﻳﻤﺮﺽ)، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻓﺎﺗﻪ ﻭﻗﺖ ﺍلاﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺑﻘﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺫﻡ ﻣﻦ أخر ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﻟﻴﻪ؟

ﺗﻠﻚ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ؛ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ؟!

ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ متعمدًا ﺃﻧﻪ لا ﻳﺼﻠﻲ، ولا ﺗﻨﻔﻌﻪ ﻟﻮ ﺻﻠﻰ.

ﺳﻠﺐ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ، ﻓﺒﻘﻲ وترًا فردًا، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺗﻔﻮﺗﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ؛ لأﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﺎﺫﺍ يدرك ﻣﻦ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻧﻪ لا ﻧﺴﺒﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ؛ «ﻭﺭﻛﻌﺘﺎ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ»؛ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ يملِكها ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ الأﻗﻄﺎﺭ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ، ﻭﻫﺆلاﺀ ﺍﻟﺨﺪﻡ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﻛﻮﺑﺎﺕ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮلاﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ لا ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﺻﻒ ﺭﻛﻌﺘﻲ ﺍﻟﺼﺒﺢ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ؟ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ مازحًا ساخرًا، ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ وكثيرًا ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻔﻴﻞ، ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﻞ ﺗﺒﻴﻊ ﺍﻟﺮﻛﻌﺘﻴﻦ ﺑﺄﻟﻒ؟ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺎﺕ ﻫﺎﺕ، ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﺑﺪﻗﻴﻘﺘﻴﻦ، ﻭالأﻟﻒ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻛﻪ ولا ﺑﺸﻬﺮ ولا ﺑﺸﻬﺮﻳﻦ، لا ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻄﺮﻓﻴﻦ معًا ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ؛ لأﻥ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ لا ﺗﺠﻮﺯ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ مازحًا، وأحيانًا ﻳﺴﻌﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﻢ ﺃﺧﻴﻪ، ﻭﻳﺄﺛﻢ ﻣﻌﻪ؛ لأﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﺴﺒﺐ في ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ، ﺇﺫﺍ ﺣﺞ، ﻗﺎﻝ: ﺗﺒﻴﻊ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺑﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺎﺕ ﻧﺤﺞ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ولا ﻫﻮ ﺑﺸﺎﺭﻱ ولا ﺷﻲﺀ، ﻟﻜﻦ ﻳﺪﺧﻞ شيئًا ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﻗﺼﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺠﻪ مبرورًا، ﺭﺟﻊ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻛﻴﻮﻡ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﺃﻣﻪ، ولا ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ - ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ - ﺑﻌﺪ ﺗﻤﺎﻣﻬﺎ لا يبطلها، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﻞ ﻓﻴﻬﺎ، ﻳﺨﻞ ﻓﻲ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﻬﺎ، ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻮ ﺻﻠﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ وندِم ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ، ﺻﺎﻡ ﻭﻧﺪﻡ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﻡ، ﺍﻟﺼﻼﺓ "ﺧﻼﺹ" ﻣﻀﺖ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ لا ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻜﻮﻧﻪ يؤثِر ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ، ﻭﺭﻛﻌﺘﺎ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ تَزِنُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻨﺎﺡ ﺑﻌﻮﺿﺔ ﻣﺎ ﺳﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ كافرًا ﺷﺮﺑﺔ ﻣﺎﺀ، ﻭﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﺒﻌﻮﺿﺔ، ﻟﻜﻨﻨﺎ لا ﻧﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؛ لأﻥ ﺣﺒﻬﺎ أشربته ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ، ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﺔ ﻳﺨﻄﺐ ﺍﺑﻨﺘﻪ لاﺑﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ، ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺤﺬﺍﻓﻴﺮﻫﺎ، ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﺑﻨﺘﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻌﻴﺪ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ لا تزِن ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻨﺎﺡ ﺑﻌﻮﺿﺔ ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻘﺺ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ، ﺛﻢ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻃﻼﺑﻪ الأﺷﺪ فقرًا، ﺍﻟﺬﻱ لا ﻳﺠﺪ شيئًا ألبتة، والله أعلم.

عبدالكريم الخضير.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]