|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صناعة المالية الإسلامية تعيد الحياة إلى الفقه الإسلامي عبدالوهاب سلطان الديروي إذا ألقينا نظرةً متأمِّلة على ما يُعقد في أنحاء العالم من محاضراتٍ وندواتٍ، ومؤتمراتٍ ودراساتٍ حول (فقه المعاملات)، وصُوَره المتجددة في ميدان المالية الإسلامية، خُيِّل إلينا وكأن المؤسسات المالية الإسلامية قد نفخت روحًا جديدة في جسد الفقه، الذي أنهكته عصور الخمول والجمود. فعلى امتداد العقدين الأخيرين، أضحت الأكاديميات الفقهية، والقمم الفكرية، والندوات والملتقيات العلمية، فضاءاتٍ يتناول فيها العلماء والباحثون أحدثَ القضايا الفقهية من زوايا متعددة، باعتبار الفقه علمًا "حيًّا خالدًا"، يواكب الزمن ويتفاعل مع متغيراته، وقد أثمرت هذه الجهود عشرات المجلدات الضخمة، وآلاف الأبحاث والمقالات التي تزيِّن المكتبات الورقية، والمنصات الإلكترونية، ووسائل التواصل العلمي، وإن الفضل في هذه "اليقظة الفقهية" يعود – إلى حد كبير – إلى صناعة التمويل الإسلامي، التي ما تزال في طَور التدرج والنمو على المستوى العالمي، والتي أخذت كذلك في بلدانٍ كالباكستان تنمو وتزدهر، بفضل مبادراتٍ خاصة، وجهودٍ فردية مخلصة، فلله الحمد والمنة. لقد كان الإشكال في أن الاستعمار العالميَّ، في معظم ديار المسلمين ومنها شبه القارة الهندية، قد جرَّد الفقه من مكانته في السياسة والاقتصاد والقانون، بل وحتى من دوره في الاجتماع؛ فغدا الفقه محصورًا – ومكرهًا – في نطاق الحياة الفردية والعائلية من زواجٍ وطلاقٍ، وأحكامٍ شخصية، بعدما كان يومًا ما نظامًا تشريعيًّا شامخًا، نافذًا بسطوته على سبعة أقاليم من المعمورة، غير أنه أُرغم بعد ذلك على العزلة والانكماش، وسُجن في "قفص التبعية"، حتى غدا المثل الدارج "الملا لا يتجاوز دائرته المسجد"، تجسيدًا صادقًا لذلك الواقع المؤلم. واليوم، ومع هذه الموجة الصامتة من اليقظة، يعود الفقه تدريجيًّا إلى مجرى الحياة الجماعية للأمة، ليُعيد تشكيل ملامحها، وينسق إيقاعها، ويضفي على واقعها المبعثر شيئًا من الانضباط والانسجام، ولئن لم يبلغ بعدُ مرتبةَ المثال الكامل، فإنه – في المرحلة الراهنة – قد فرض نفسه نموذجًا ناجحًا أكثرَ قوةً ورسوخًا وقدرةً على مواجهة الأزمات المالية، بالمقارنة مع الأنساق الاقتصادية الغربية، نموذجًا توفر له مناعة ذاتية ومرونة (Resilience) تُعينه على الصمود والتجدد. نسأل الله أن يُيسر لنا أن نرى شريعة الإسلام الغرَّاء متجليةً في كل ميدان من ميادين الحياة، في ثوبها الحضاري الأصيل، وهي تفيض بأنوارها على الأمة جمعاء. ﴿ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [إبراهيم: 20].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |