|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إدخال اللوح المحفوظ واسطة بين جبريل ورب العزة في الإجازات القرآنية د. عبدالله بن يوسف الأحمد الحمد لله، وبعد: فقد وجدت في بعض إجازات المشايخ المقرئين إدخال اللوح المحفوظ واسطة بين جبريل ورب العزة، فيسمي المجيز أشياخه إلى الصحابي، ثم يقول: عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن اللوح المحفوظ، عن رب العزة. وبعضهم يقول: عن اللوح المحفوظ: ﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ﴾ [النجم: 42]. ومنشأ ذلك: عدم إثبات كلام الله تعالى كما أثبته لنفسه جل جلاله في مثل قوله سبحانه: ﴿ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 6]. غير أن أكثر من يكتب ذلك اليوم من المجيزين مقلدٌ غير مدركٍ للإشكال أصلًا وإن كان قد خرج من رحم المدرسة الأشعرية، خصوصًا المنقطعين منهم للإقراء فلا عناية لهم بتفاصيل المعتقد، ولا إلمام عندهم بالمذاهب الكلامية الأعجمية الدخيلة. فالذي ينبغي، وهو المقصود هنا، حذف كلمة اللوح المحفوظ، أو الاقتصار في منتهى السند والإجازة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإن كونه مكتوبًا في اللوح المحفوظ وفي صُحُف مطهرة بأيدي الملائكة: لا ينافي أن يكون جبريل نزل به من الله، سواء كتبه الله قبل أن يرسل به جبريل، أو بعد ذلك. وإذا كان قد أنزله مكتوبًا إلى بيت العزة جملةً واحدةً في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أن ينزله"؛ انتهى، "مجموع الفتاوى" (12/ 126 - 127). فجبريل عليه السلام كان ينزل بالآيات إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يكلمه الله تعالى بها ويسمعها منه. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية: لكن أهل الحق قالوا إنما ![]() جبريل بلغه عن الرحمن ![]() ألقاه مسموعًا له من ربه ![]() للصادق المصدوق بالبرهان ![]() وفي هذا روى ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد في باب صفة تكلم الله بالوحي، حديث النواس بن سمعان مرفوعًا، وفيه: "إذا تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ أَخَذَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْهُ رَجْفَةً، أَوْ قَالَ: رِعْدَةً شَدِيدَةً خَوْفًا مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا سَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صَعِقُوا وَخَرُّوا لِلَّهِ سُجَّدًا، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ فَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ بِمَا أَرَادَ...". وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى: "الذي عليه أَهل السنة والجماعة قاطبة أن الله تعالى لم يزل متكلمًا إذا شاءَ، ومتى شاءَ، وكيف شاءَ، وأن جبريل عليه السلام سمع القرآن الكريم من الله تعالى، وبلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم. والأدلة لأَهل السنة والجماعة على هذا الأصل من الكتاب والسنة والمعقول كثيرة جدًّا، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 114]، وقال: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ﴾ [النحل: 102]، و(مِنْ) في هذه الآيات كلها لابتداء الغاية"؛ انتهى من "فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ" (1/ 215- 216). وهذه دعوة لأهل العلم الراسخين وطلبة العلم المحققين ألا يتركوا مقام النبي صلى الله عليه وسلم في إقراء المسلمين القرآن، ألا يتركوا هذا المقام لعوامِّ الناس من المقرئين الذين لهم فضل في ضبط الرواية، لكن انشغالهم عن علوم الدراية الذي هو من جنس انشغال رواة الحديث عن الفقه فيه؛ ترك مجالس الإقراء خالية جوفاء من علوم الوحي المنزل الذي تتصدَّع منه الجبال لو نزل عليها خشية لله وخشوعًا، فإذا قام أهل العلم الربانيون بهذه المهمة النبوية الأثرية سلكوا فيها طريقة فضلاء الأمة الذين كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل، والله المستعان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |