|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() النهي عن جعل اليمين سببًا لترك خير أو فعل طاعة فواز بن علي بن عباس السليماني قال الله تعالى:﴿وَلا تَجْعَلُوا اللَهَ عُرْضَةً لأيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 224]. قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (1/450): يقول تعالى: لا تجعلوا أيمانكم بالله تعالى مانعة لكم من البر وصلة الرحم، إذا حلفتم على تركها؛ كقوله تعالى: ﴿وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ﴾ [النُّورِ: 22]، فالاستمرار على اليمين آثمُ لصاحبِها[1] من الخروج منها بالتكفير، لِما روى البخاري برقم (6624)، ومسلم (1655)، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والله لأن يَلِجَ أحدُكم بيمينه في أهله، آثمُ له عند الله من أن يُعطي كفارته التي افترض الله عليه». وفي لفظ للبخاري برقم (2626)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استلج[2] في أهله بيمين، فهو أعظم إِثمًا، ليس تُغني الكفارة». وقال علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿وَلا تَجْعَلُوا اللَهَ عُرْضَةً لأيْمَانِكُمْ﴾: قال: لا تَجْعَلَنَّ عرضة ليمينك ألا تصنع الخير، ولكن كفِّر عن يمينك واصنَع الخير، وكذا قال مسروق، والشعبي وإبراهيم النخعي، ومجاهد وطاوس وسعيد بن جبير، وعطاء وعكرمة ومكحول والزهري، والحسن وقتادة، ومقاتل بن حيان، والربيع بن أنس والضحاك وعطاء الخراساني والسدي رحمهم الله. ويُؤيِّد ما قال الجمهور: ما روى البخاري برقم (3133)، ومسلم (1649)، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني والله إن شاء الله لا أحلِف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها؛ إلا أتيت الذي هو خير وتحلَّلتها». وفيهما أيضًا البخاري برقم (6622) ومسلم (1652) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن سمرة: «إذا حلَفت على يمين فرأيتَ غيرها خيرًا منها، فأتِ الذي هو خير، وكفِّر عن يمينك». وروى مسلم برقم (1650)، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن حلَف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها؛ فليكفِّر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير». وروى الإمام أحمد برقم (6736) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن حلَف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها، فتركُها كفارتُها»[3] ورواه أبو داود برقم (3274)، عنه مرفوعًا، بلفظ: (مَن حلَف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها، فليَدَعها، وليأتِ الذي هو خير، فإنَّ تركها كفَّارتها»، ثم قال أبو داود: والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها: «فليكفِّر عن يمينه»[4]، وهي الصحاح؛ اهـ بتصرفٍ. [1] أي: أعظم إثْمًا، مما لو كفَّر عن يمينه، وفعل خيرًا، والله أعلم. [2] بتشديد الجيم، استفعال من اللجاج، وهو التمادي في الأمر، ولو بعد تبيُّن الخطأ، وأصله الإصرار على الشيء مطلقًا؛ أي: أقام على يمينه، والاستلجاج في الأهل: هو أن يحلف ألا يُنِيلَها خيرًا، أو لا يجامعها، أو لا يأذن لها في زيارة قرابة أو مسيرٍ إلى المسجد، فتماديه في هذه اليمين وبره فيها، آثمُ له عند الله من إثمه ألا يكفِّر يمينه؛ لأن من فعل ذلك دخل في قوله: تألَّى ألَّا يفعل خيرًا، وهذا منهى عنه؛ راجع: «شرح البخاري» لابن بطال (6/89)، و«فتح الباري» (11/519)، و«فيض القدير» (1/276). [3] حسنٌ: راجع: «تحقيق المسند» للأرناؤوط: (11/348)، والله أعلم. [4] فيه كلامٌ: وله شواهد يتقوَّى بها، راجع: «المطالب العالية» (8/569)؛ تحقيق جماعة من الباحثين، و«الضعيفة» برقم (1365)، والله أعلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |