من بطولات الضفادع البشرية المصرية.. العمليات البحرية ضد ميناء إيلات (1-2)‏ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف تكتشف الروابط الخبيثة؟.. احذر منها قبل الضغط عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          احذر من عملية احتيال عبر Gmail قد تخدعك بسهولة.. اقرأ التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          WhatsApp يطرح مزيد من خيارات التخصيص للمستخدمين.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية توصيل الماوس اللاسلكى باستخدام جهاز الاستقبال usb فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فى خطوات.. كيف تزيل الأتربة من اللاب توب دون تعرضه للتلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ميزة جديدة يطرحها واتساب لمستخدميه لمحادثات آمنة.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجنب الصابون والمكياج.. كيف تنظف هاتفك الأيفون بطريقة آمنة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احذر.. روبوتات الدردشة تعرضك للسرقة والاستحواذ على هويتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيفية استخدام الرسائل عبر الأقمار الصناعية على iPhone.. فى 6 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 202 - عددالزوار : 122296 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 12:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,240
الدولة : Egypt
افتراضي من بطولات الضفادع البشرية المصرية.. العمليات البحرية ضد ميناء إيلات (1-2)‏

من بطولات الضفادع البشرية المصرية.. العمليات البحرية ضد ميناء إيلات (1-2)‏



كتبه/ علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد عاشت مصر بعد الهزيمة القاسية في يونيو عام 1967 فترة صعبة، سَعَت خلالها إلى إعادة بناء قواتها المسلحة، كما خاضت خلال تلك الفترة حرب استنزاف ضد العدو الإسرائيلي لتمنعه من أن يَشْعُر بالاستقرار والراحة داخل أرض سيناء المحتلة.
وقد تطلبت تلك المرحلة الحاسمة بناء مصر لقواعد صواريخ الدفاع الجوي للتصدي للطيران الإسرائيلي المتفوق علينا، وزيادة القدرة على مُوَاجَهَتِه، فكان الدفاع الجوي أيقونة النصر في حرب أكتوبر عام 1973؛ كما تطلبت تلك المرحلة أيضًا استخدام الضفادع البشرية المصرية -لأول مرة- في مهام متخصصة ضمن عمليات القوات البحرية، فكان لأفراد الضفادع البشرية عَمَلِيَّات فدائية مبهرة خلف خطوط العدو في سيناء، ولعل من أجرأها العمليات البحرية التي قام بها أفراد من الضفادع البشرية داخل ميناء إيلات، وتدمير عدد من الوحدات البحرية الراسية في الميناء بشجاعة ودقة، رَفَعَت كثيرًا من الروح المعنوية لقواتنا المسلحة، والتي كانت في أمس الحاجة إليها، وعلى النقيض أَثَّرَت في معنويات العدو الإسرائيلي سلبًا في تلك الفترة الحاسمة من الصراع.
نشأة سلاح الضفادع البشرية:
ظَهَرَت الضفادع البشرية عالميًّا لأول مرة كأحد أسلحة القوات البحرية الخاصة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث استَخْدَم الإيطاليون الضفادع البشرية لمهاجمة وحدات من الأسطول البحري البريطاني في البحر المتوسط، فكانت أول العمليات البحرية الناجحة في منطقة الشرق الأوسط، تَمَكَّنَت فيها البحرية الإيطالية من اختراق دفاعات ميناء الإسكندرية والاقتراب من حاجز الأمواج، حيث أُدْخِلَت مجموعة من الضفادع البشرية الإيطالية التي تَمَكَّنَت من تجاوز حاجز الأمواج والوصول إلى عدد من سفن الأسطول البريطاني، حيث كانت الإسكندرية وقتها قاعدة بحرية للأسطول البريطاني في البحر المتوسط، فقامت تلك الضفادع البشرية الإيطالية بتلغيم سفن بريطانية وتفجيرها؛ مما أدى إلى غرق بارجتين بريطانيتين تصل حمولتهما إلى 30 ألف طن، وإغراق مدمرة أخرى؛ مما كان له أَثَرُه في إضعاف القدرات القتالية البريطانية في البحر المتوسط. ومن ذلك التاريخ، تَطَوَّرَت مهام الضفادع البشرية لتصبح أكثر كفاءة وفاعلية.
وكانت قد بَرَزَت في فترة الأربعينيات من القرن العشرين فكرة استخدام أفراد مُدَرَّبين تدريبًا عاليًا على السباحة في تنفيذ عَمَلِيَّات فدائية خاصة تحت سطح الماء، وأُطْلِقَ على هؤلاء الأفراد: (الضفادع البشرية)؛ نظرًا لشكل بدلة الغوص التي يَرْتَدُونَها مع شكل الزعانف في القدمين.
وفي المعتاد، تقوم تلك الضفادع البشرية بتنفيذ عملياتها من خلال عدد قليل من الأفراد على شكل مجموعات صغيرة، تتكون كل مجموعة غالبًا من فردين، أحدهما يَحْمِل اللغم المستخدم في العملية حيث يَغُوص به تحت الماء، بينما يَتَوَلَّى الثاني عَمَلِيَّة التوجيه إلى الهدف، وغالبًا ما تُنَفَّذ العملية المطلوبة من خلال ثلاث أو أربع مجموعات، معها أو منها مجموعة للقيادة. وتَحْتَاج تلك العمليات البحرية -نظَرًا لصعوبتها وشدة خطورتها- إلى درجة كبيرة من التدريب والتخطيط والسرية والتنظيم والدقة والكفاءة العالية.
وفي مصر، كانت البداية في إنشاء سلاح الضفادع البشرية بإرسال مجموعة محدودة من ضباط القوات البحرية إلى إيطاليا -المعروف عنها وقتها التفوق في هذا المجال- للحصول على دورة تدريبية في أعمال الضفادع البشرية، حيث قامت تلك المجموعة بعد عودتها بتكوين أول وحدة صغيرة من الضفادع البشرية المصرية في عام 1954، كان مقرها حاجز الأمواج بميناء الإسكندرية، ورغم تدريب أفرادها الجيد، لم تُسْنَد إليها وقتها أي مهام قتالية من قبل قيادة القوات البحرية، وأثناء حرب الاستنزاف، تَبَلْوَرَت فكرة استخدام الضفادع البشرية في توجيه ضربات قوية للعدو الإسرائيلي.
جاءت الفرصة لتلك الضفادع المصرية للقيام بعمليات بعد أن سَلَّمَت الولايات المتحدة الأمريكية البحرية الإسرائيلية ناقلتين بحريتين، إحداهما تَحْمِل مدرعات برمائية، واسمها: (بيت شيفع)، والأخرى ناقلة جنود واسمها: (بات يام).
وبالفعل شارَكَت تلك الناقلتان في عَمَلِيَّات بحرية على سواحل مصر الشرقية، كان منها ضرب منطقة (الزعفرانة) يوم 9 سبتمبر 1969، حيث قامتا بنقل وإنزال برمائيات إسرائيلية على الشواطئ المصرية تحت الغطاء الجوي الإسرائيلي الذي وَفَّرَ للناقلتين حرية الحركة، لتَقُوم قوات كوماندوز العدو بعملية تدمير معدات وأَسْر رهائن، وكانت الضفادع الإسرائيلية قد قامت في الليلة السابقة للهجوم بإغراق لنشين طوربيد مصريين في مرسى قريب من مكان العملية لمنع تدخلهما أثناء الإغارة على المنطقة.
ومن هنا قَرَّرَت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية القيام بعملية عسكرية للتخلص من تلك الناقلتين الإسرائيليتين بأي وسيلة، ونظَرًا لصعوبة شن هجوم جوي على الناقلتين الراسيتين عادة في ميناء إيلات في العمق الإسرائيلي -لما سَيُسْفِر عنه من خسائر كبيرة لتفوق الطيران الإسرائيلي- فقد تَمَّت الموافقة على اقتراح قائد القوات البحرية المصرية بالقيام بأول عملية للضفادع البشرية المصرية في العمق الإسرائيلي.
التخطيط للعملية الأولى ضد ميناء إيلات:
للتخطيط للعملية المنتظرة، ذَهَبَ أحد ضباط المخابرات الحربية المصرية في يونيو 1969 إلى الأردن على أنه مدرس مصري، حيث نَزَلَ بفندق في ميناء العقبة الأردني المجاور لميناء إيلات، وذلك لاستطلاع الميناء والمنطقة، واستغرقت مهمته يومين، شَاهَدَ فيهما ميناء إيلات عن قرب، ودَرَسَ نحو 23 كيلومترًا جنوب إيلات حتى الحدود الأردنية السعودية، تَمَّ ذلك مع المتابعة والاستطلاع للسفينة (بيت شيفع) داخل الميناء بواسطة أحد ضباط البحرية.
بعدها تَمَّ تكليف ضابط صاعقة مصري -كانت قد أَرْسَلَتْه المخابرات الحربية المصرية إلى الأردن لتدريب القوات الفدائية الفلسطينية هناك- باستطلاع طريق بري تَسْتَخْدِمُه الضفادع البشرية إلى ميناء العقبة، وذلك في أواخر أكتوبر 1969 لتنفيذ عملية كبيرة بواسطة القوات البحرية، فقام الضابط بدراسة خريطة المنطقة، واصطحب معه دليلًا أردنيًا إلى المنطقة للتحرك في الطرق الصحراوية والجبلية بين الحدود الأردنية والسعودية، مُسْتَقِلًّا سيارة جيب (لاند روفر) تارة، ومُتَرَجِّلًا تارة أخرى، فَرَسَمَ رسمًا كروكيًّا عن أنسب طريق للتحرك إلى شاطئ العقبة المواجه لميناء إيلات، مع كتابة تقرير استطلاع، وبيان نقط إشارية وتوقيتات للتحرك، وبيان لمنطقة التجهيز، ومنطقة الانطلاق إلى الماء، وبدء الانسحاب، ومكان نقطة المراقبة، وخطة التأمين، وطريقة الاتصال، والإشارات، وخطة التمويه أثناء التحرك، إلى آخر ما يَحْتَاجُه تنفيذ العملية البحرية بنجاح.
ولم يَتَوَقَّف الأمر عند هذا الحد، بل تَمَّ تكليف قائد لواء الوحدات الخاصة بالقوات البحرية -بعد سفره إلى الأردن- بالتوجه إلى ميناء العقبة الأردني لاستطلاع المكان ودراسة المنطقة بنفسه، والتعرف على الأحوال هناك، وتحديد بعض الشخصيات التي يمكن أن تُسَاعِد في تنفيذ العملية. وقد أَقَامَ هناك بالتنسيق مع المخابرات الأردنية بحجة التفتيش على نقطة المراقبة المصرية في العقبة، فأَقَامَ في فندق يَطَّل على القاعدة البحرية الإسرائيلية وميناء إيلات والقاعدة الجوية المجاورة، واستثمر الوقت في السباحة لمعرفة نوع المياه ودرجة الرؤية وطبيعة القاع والمسافات المختلفة بمنطقة رأس خليج العقبة الذي لا يَتَجَاوَز عرضه خمسة كيلومترات، حيث لا يَفْصِل بين ميناء العقبة الأردني وميناء إيلات إلا سور من السلك الشائك. وعند منطقة جبلية قريبة من ميناء إيلات وتَطَّل عليه، تَمَّ تصوير المنشآت العسكرية والقطع البحرية ووسائل حمايتها، والتعرف على النظم الدفاعية برًا وبحرًا.
وبعد ثلاثة أيام من العمل، تَمَّ فيها إنجاز مهمة الاستطلاع والتصوير، تَقَرَّرَ العودة إلى عمان، ومنها إلى القاهرة في اليوم التالي بمحصول ضخم من المعلومات التفصيلية المطلوبة للميناء، مع تكوين بعض الصداقات مع بعض الشخصيات، مما سَهَّلَ كثيرًا من أمر التخطيط للعملية المرتقبة، وأَعْطَى الانطباع بأن العملية ليست بالصعوبة التي يُخْشَى منها، مما زاد من اقتناع قائد القوات البحرية بإمكانية تنفيذها بنجاح. وعليه، بدأ على الفور تدريب الأفراد الذين سَيَقُومُون بتنفيذ المهمة تدريبًا مركزًا في ظروف تُشَابِه تمامًا ظروف العملية في ميناء إيلات، مع تجهيز المعدات والألغام اللازمة لتنفيذ العملية. وبعد تمام الاستعداد، وبعد إجراء بعض الاتصالات بواسطة المخابرات الحربية المصرية مع بعض المندوبين في الأردن، بدأ التحرك.
في يوم الثاني من نوفمبر 1969، تَمَّ إرسال المعدات والألغام بصحبة ثلاثة أفراد من الضفادع البشرية على إحدى طائرات النقل المصرية إلى مطار (إتش ثري) العراقي قرب الحدود مع الأردن، باعتبارهم أفرادًا من منظمة (فتح) الفلسطينية معهم معدات خاصة بالمنظمة، حيث كان في استقبالهم بعض الأفراد، وتَمَّ نقل الأفراد والمعدات بالسيارات إلى بلدة (الطفيلة) بالأردن، حيث انتظروا قدوم باقي أفراد الضفادع البشرية من القاهرة، والذي تَمَّ على دفعات في يومي 3 و4 نوفمبر بالطريق الجوي إلى عمان، يَحْمِل كل منهم جواز سفر مدني، حيث أَقَامُوا ثلاثة أيام في منزل تابع للسفارة المصرية هناك. وتَمَّ تحديد مكان تقابل المجموعة بمن يَحْمِلُهم ومعداتهم، على أن يكون وقت الالتقاء يوم 7 نوفمبر.
تأجيل العملية:
في اليوم المحدد -السابع من نوفمبر- تَحَرَّكَت سيارة جيب (لاند روفر) ومعها عربة نقل تَحْمِل المعدات، يَصْحَبُها أفراد المجموعة، حيث وصلت إلى المكان السابق تحديده في خطة الاستطلاع في الساعة الثالثة فجرًا يوم 7 نوفمبر، وتَمَّ التحرك مع باقي أفراد القوة إلى المكان السابق تحديده عبر مدق جانبي تَمَّ تحديده، متفرع من الطريق الرئيسي لمدينة (معان) جنوب الأردن. وقبل أول ضوء في نهار اليوم، اجتمع كل أفراد العملية ومعهم المعدات في المكان المحدد، حيث ارْتَدَى الجميع الملابس العربية، وتَحَرَّكُوا لمسافة نحو 25 كيلومترًا، فوصلوا الساعة الحادية عشرة صباحًا إلى منطقة التجهيز والراحة، وهي تَبْعُد نحو خمسة كيلومترات عن الشاطئ، حيث تَمَّ تأمين المنطقة وإجراء أعمال الإخفاء. وقبل غروب الشمس، تَمَّت عمليات التجهيز والإعداد، وعند الغروب، ومع آخر ضوء لليوم، تَحَرَّكَت القوة البحرية إلى المكان المحدد للإنزال في الخطة الموضوعة، فوصلت إلى الشاطئ عند ساعة إفطار دوريات الحدود الأردنية والسعودية، إذ كانت العملية خلال شهر رمضان، وكان مكان الإنزال هو خط الحدود الأردنية السعودية، ثم التحرك منه في اتجاه رأس خليج العقبة حيث يوجد ميناءا إيلات والعقبة، وكان خط السير أقرب إلى الساحل الأردني منه إلى ساحل سيناء. وانْطَلَقَ قارب الضفادع البشرية إلى ميناء إيلات، واعْتَلَت قوة من فردين تبة قريبة مرتفعة للمراقبة وتبادل الإشارات مع قوة الضفادع البشرية أثناء تحركها ذهابًا وإيابًا، بينما انتظرت قوة أخرى من ثلاثة أفراد في منطقة التجهيز والعودة.
عند الاقتراب من ميناء إيلات، تَعَرَّضَ قارب العملية لعطل في المحرك، كما تَبَيَّنَ عدم وجود سفن حربية على الرصيف الحربي للميناء، أي لا توجد أهداف عسكرية، فقام بعض أفراد المجموعة باستطلاع الميناء والتعرف عليه، وبعد أن تَقَرَّرَ تأجيل العملية والعودة دون تنفيذها.
تَمَّت العودة من جديد إلى منطقة الإنزال إلى الماء، ثم إلى منطقة التجهيز مع أول ضوء نهار 8 نوفمبر، حيث تَمَّ تحميل المعدات وارتداء الملابس العربية، ثم التحرك بالمعدات والعودة إلى (الطفيلة)، ثم عاد بعض الأفراد إلى مدينة عمان. وتَمَّ تقديم تقرير بما حدث، وذُكِرَت بعض المصاعب الواجب تذليلها، مع ضرورة تنسيق المعلومات حول الأهداف العسكرية بميناء إيلات بين نقطة المراقبة المصرية بالعقبة وإدارة المخابرات الحربية بالقاهرة. وتَقَرَّرَ تأجيل تنفيذ العملية مدة أسبوع.
تنفيذ العملية الأولى في إيلات:
كان يَتِمُّ رصد ومراقبة الناقلتين (بيت شيفع) و(بات يام) في ميناء إيلات بصفة دورية، حيث كانتا تَخْرُجان من ميناء إيلات إلى ميناء شرم الشيخ فخليج نعمة، ومنه إلى السواحل الشرقية المصرية، وقد اسْتَدْعَى ذلك تشكيل ثلاث مجموعات من الضفادع البشرية المصرية، كل مجموعة مكونة من فردين (ضابط بحري وصف ضابط)، تَوَجَّهُوا إلى ميناء العقبة الأردني القريب من إيلات، كما تَمَّ تحضير مجموعتين أخريين في الغردقة.
ووُضِعَت لهما خطتان:
الأولى: مهاجمة الناقلتين إذا قامتا بالمبيت في خليج نعمة، عن طريق استخدام لنش طوربيد والاقتراب من الناقلتين وتفجيرهما.
والثانية: مهاجمة الناقلتين إذا قامتا بالمبيت في ميناء إيلات، وتُنَفِّذُها المجموعات الثلاث الموجودة في ميناء العقبة.
وقبل يوم العملية، وردت المعلومات بوجود الناقلتين في ميناء إيلات، فأُلْغِيَت بالتالي خطة مجموعة الغردقة، وتَهَيَّأَت مجموعات العقبة لاقتحام ميناء إيلات للمرة الثانية لتنفيذ العملية.
وفي فجر يوم 15 نوفمبر 1969، تَحَرَّكَت المعدات بسيارة نقل من (الطفيلة)، وتَحَرَّكَ الأفراد من عمان بسيارة ميكروباص، وتَمَّ الالتقاء في نفس المكان السابق تحديده بالمدق الجانبي من طريق (معان)، ثم كان التحرك إلى منطقة التجهيز.
وهناك كان الجميع في انتظار الإشارة المتفق عليها، إذ تَمَّ الاتفاق على استقبال إشارة الموافقة على المهمة عن طريق إذاعة راديو القاهرة لأغنية معينة لمطرب معروف من خلال محطة (صوت العرب) في الساعة الرابعة مساءً، وإلا فَيُؤَجَّل المهمة مرة أخرى. وبالفعل، تَمَّ سماع الأغنية المتفق عليها في الراديو في الساعة الرابعة، إشارة إلى الموافقة على تنفيذ العملية، وأن هناك أهدافًا موجودة بالفعل في ميناء إيلات، فَغَمَرَت الفرحة الجميع، وكَبَّرُوا جميعًا (الله أكبر).
من تفاصيل العملية:
كانت الليلة شديدة البرودة، والأمواج عالية، والرياح شديدة، والوقت في شهر رمضان، والقمر ظاهر. ومن نفس مكان الإنزال، وهو ثغرة عبارة عن مكان يَفْصِل بين الحدود الأردنية والسعودية، تَمُر فيه الدوريات الأردنية والدوريات السعودية بانتظام على الحدود، وكانت حوالي 50 مترًا، وكان الوقت المحدد لنزول المجموعة إلى الماء حسب الخطة الموضوعة هو وقت أذان المغرب (وقت الإفطار)، إذ قبل الأذان بنحو نصف ساعة تَعُود الدوريتان الحدوديتان الأردنية والسعودية إلى مَفْغَرَيهما لتجهيز وتناول الإفطار مع أذان المغرب. ومع أذان المغرب حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءً، تَمَّ نزول الأفراد إلى الماء، مع توجه قوة من فردين إلى تبة المراقبة المرتفعة قرب الشاطئ في مكان الإنزال. بعد حوالي نصف ساعة، جاءت إشارة ضوئية من قارب المجموعة (العوامة) بالعودة، حيث إن تيلة رفاص القارب انْقَطَعَت (انْكَسَرَت)، فكان المحرك يَدُور، ولكن الرفاص لا يَتَحَرَّك، وكان لا بد من تركيب تيلة الاحتياط الموجودة في منطقة التجهيز، فتَمَّ ذلك في ظلمة الليل، وتَمَّ إحضار تيلة الاحتياط من منطقة التجهيز وتركيبها بالمحرك، ثم تَحَرَّكَ القارب من جديد بعد فترة من القلق الشديد إلى الهدف في ميناء إيلات.
وصل القارب (العوامة) إلى مكان إنزال الضفادع البشرية في الماء قرب ميناء إيلات، وذلك في الساعة التاسعة مساءً، على أن تكون العودة للضفادع البشرية بعد أداء مهمتها وتثبيت ما معها من الألغام في السفينتين الإسرائيليتين حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وبَقِيَ فردان في القارب في انتظار عودة المجموعة بعد تنفيذ العملية.
ومع عدم عودة المجموعة حتى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، تَمَّ إخبار مجموعة المراقبة على الشاطئ بذلك، ورغم القلق، كان المتوقع حسب الخطة الموضوعة مع تأخر العودة أن تَتَوَجَّه الضفادع البشرية سباحة إلى جهة الساحل الأردني، وعليه، تَحَرَّكَ القارب للعودة إلى مكان الإنزال بدون الضفادع البشرية، وهناك تَمَّ وبسرعة نقل العوامة والمعدات الباقية إلى السيارات، والتوجه مباشرة إلى داخل الصحراء نحو (معان)، ومنها إلى الطريق العام، ثم إلى الطفيلة، ثم إلى عمان. وفي الصباح، كان التوجه إلى دمشق بالسيارات، ومنها إلى المطار، والعودة إلى القاهرة على متن إحدى شركات مصر للطيران.
أما مجموعة المراقبة، فكانت تَنْتَظِر الإشارات الضوئية من القارب الذي حَمَلَ الضفادع البشرية وسَيَعُود بها بعد نهاية العملية، وكان المقرر تلقي إشارات ضوئية من القارب عند عودته في الوقت المحدد للعودة لتحديد مكان العودة للقارب، وعند وصول القارب، انْتَقَلَ من فيه مع مجموعة المراقبة إلى منطقة الانتظار، حيث كانت السيارات جاهزة للتحرك مع إجراءات التأمين، ومنها وَضْع زحافة خلف السيارة لتُخْفِي آثار حركة السيارة، فلا يَتَعَرَّف أحد على الطريق الذي سَلَكَتْه، حيث كان المتوقع عند تنفيذ العملية أن يَقُوم العدو بمحاولة مطاردة المنفذين لها بالطائرات الهليكوبتر. وخلال ذلك، سُمِعَ صوت انفجار أول، يَلِيه انفجار ثانٍ، ثم انفجار ثالث، فَغَمَرَت الفرحة الجميع بنجاح العملية وتحقيق الهدف منها.
أما الضفادع البشرية التي لم تَعُد إلى القارب الذي كان يَنْتَظِرُها في الميعاد المحدد، فقد كانت تعليمات الخطة الموضوعة لهم أنه عند تَعَذُّر العودة للقارب لأي سبب، تَتِمُّ عودتهم سباحة إلى الشاطئ الأردني وتسليم أنفسهم للقوات الأردنية الموجودة هناك، وزَعَمَ أنه تَمَّ إنزالهم بطائرة هليكوبتر مصرية في منطقة طابا جنوب ميناء إيلات، وأن هذه الطائرة لم تَتَمَكَّن من العودة لالتقاطهم من هناك.
أما الضفادع البشرية، فقد قَطَعَت المسافة إلى ميناء إيلات في القارب (العوامة) التي كانت تَحْمِلُهم في ثلاث ساعات، ثم انْتَظَرَت قليلًا في القارب حتى غروب القمر، وبعد مراجعة تفاصيل الخطة من جديد وتحديد الأهداف لكل مجموعة على حدة ومراجعة كل الخطوات الواجب اتباعها، نَزَلَت المجموعة الأولى من الضفادع البشرية إلى الماء، ثم المجموعة الثانية، ثم المجموعة الثالثة، وذلك على بعد كيلومترين من رصيف ميناء إيلات، على أن تَسْبَح كل مجموعة مكونة من فردين في اتجاه هدفها المحدد، على أن يَنْتَظِرَها القارب المطاطي في نفس المكان لالتقاطهم عند انتهاء العملية، وذلك ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف والساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
في الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق، وصلت المجموعة الأولى إلى مسافة 150 مترًا من الهدف، وبعد التأكد من الهدف المخصص لها، عادت إلى الغطس من جديد، وتَقَدَّمَ أحد أفرادها بتلغيم السفينة بمفرده، ونَزَعَ تيلة الأمان من اللغم الذي ثَبَّتَه في بطن السفينة (هيدروما) في الساعة الحادية عشرة وخمس وعشرين دقيقة، ثم بدأت رحلة العودة، لكن تَعَذَّرَ التعرف على مكان القارب في المكان المتفق عليه، وتَعَذَّرَ الوصول إليه في الميعاد المحدد، فكان التوجه سباحة إلى الشاطئ الأردني. أما المجموعتان الثانية والثالثة، فقد ظَلَّتا مُتَلازِمَتَين في السباحة حتى وصلتا إلى مسافة 150 مترًا من الهدف، حيث انْفَصَلَتا، وفي الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة، أَتَمَّت المجموعة الثانية تثبيت لغمين في الهدف المطلوب بفاصل سبعة أمتار، وبدأت بعدها رحلة العودة سباحة إلى نقطة الالتقاط، لكنها تأخرت، ولم تَعْثُر على القارب المطاطي، فاتَّجَهَت سباحة إلى الشاطئ الأردني، حيث اخْتَبَأَت في مبنى مهجور حتى الصباح.
بينما اتَّجَهَت المجموعة الثالثة من هدفها حتى وصلت أسفله، وثَبَّتَت اللغم الأول مكان دخول عمود الرفاص إلى بدن السفينة بحوالي ثلاثة أمتار، وثَبَّتَت اللغم الثاني للأمام بنحو خمسة أمتار على الجانب الأيمن، وتَمَّ نزع التيلة حوالي الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة، وبدأت بعدها رحلة العودة، وعندها فوجئ فرد من المجموعة بأن زميله في المجموعة قد مات على بعد أمتار من السفينة الإسرائيلية التي قاما بتلغيمها منذ لحظات! فَصَمَّمَ على ألا يَتْرُكَه وأن يَعُود به معه حتى وهو جثة هامدة؛ مع ما في ذلك من مشقة ومجازفة، ونَسِيَ أمر القارب المطاطي أو تَنَاسَاه، وعاد سابحًا ساحبًا جثة زميله وسط الأمواج العالية حتى وصل إلى الشاطئ الأردني.
وقد اسْتَقْبَلَت قوات حرس الحدود الأردنية من قَدِمَ إليها من أفراد المجموعات، وأَحْسَنُوا معاملتهم. وعَلِمَ أفراد المجموعة في الصباح بنجاح العملية، وأن نتيجتها: تدمير سفينتين تجاريتين، مع سلامة وعودة كل منفذي العملية ومعهم جثة زميلهم الشهيد -رحمه الله- الذي مات أثناء تنفيذ العملية، والذي تَمَّ نقل جثمانه مع باقي الأفراد إلى القاهرة.
وقد تَبَيَّنَ طبقًا لما أُذِيعَ بعدها أن الانفجار الذي تَمَّ أَصَابَ ناقلة البترول الضخمة (هيدروما)، وسفينة نقل البضائع والركاب (داليا)، اللتان كانتا على الرصيف الحربي لإيلات، وبناء عليه، تَمَّ إرسال الإشارة بالموافقة على تنفيذ العملية، فتَمَّ تدمير السفينتين بدلًا من الناقلتين (بيت شيفع) و(بات يام)، اللتان تَبَيَّنَ أنهما كانتا خارج الميناء وقتها، وهذا -وإن لم يُقَلِّل من أهمية وروعة العملية- لكن اسْتَدْعَى الحاجة إلى تنفيذ هجوم آخر على ميناء إيلات لتدمير الناقلتين المطلوبتين، وهو ما تَمَّ بعد ذلك.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.41 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]