|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الترحم على العلماء والاقتداء بهم وفاة سماحة الوالد العلامة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ طيب الله ثراه الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل فقد فُجعت الأمةُ بموت شيخنا سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله، وأسأل الله سبحانه أن يَغفر لشيخنا ووالدنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وأن يُسكنه فسيحَ جناته الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يَجزيَه خيرَ الجزاء. وهذه وقفات مهمة مع سيرته رحمه الله (وسير العلماء): الوقفة الأولى: الحرص على دراسة سيرتهم، وما كانوا عليه من توحيد وعناية فائقة بعلم التوحيد؛ تعلمًا وتعليمًا وعملًا، وما كانوا عليه من عبادةٍ وأخلاقٍ فاضلة، وبذلٍ لأوقاتهم في تعليم العلم، فهذا الشيخ عبدالعزيز بلغَني أنه كان عنده طلاب علم يدرسون عنده، ويقرؤون عليه حتى في شدة مرضه وألمه، وقبل وفاته بيومين فقط. ثانيًا: الأمة فيها خيرٌ كثير ولله الحمد، نجد من العلماء وطلاب المعاصرين الأحياء مَن لهم دروس علمية مستمرة طول الأسبوع، وهواتفهم لا تكاد تهدأ من المكالمات والاستفتاءات بالاتصال وبالرسائل، وفيهم قدوة لِمن لم ينشط من طلبة العلم.... ثالثًا: العلماء ورثةُ الأنبياء، فينبغي للمسلمين عمومًا، ولطلاب العلم خصوصًا تقديرُهم، وحُسن الاستفادة من علمهم وأخلاقهم، والاقتداء بهم في بذل العلم والصبر. ذكَروا عن طلاب العلم الذين كانوا يجلسون في درس الإمام أحمد رحمه الله قالوا: إنه كان يَحضُر درسَ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله زُهاء خمسة آلاف أو يزيدون؛ منهم خمسمائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حُسن الأدب والسَّمت. وقال أبو داود عنه رحمهما الله: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يُذكر فيها شيء من أمر الدنيا، وما رأيتُه ذكر الدنيا قط. ومِن حِرص طلبة العلم على الاستفادة من أخلاق العالم - إضافةً إلى علمه - ما قاله ابن شهاب الزُّهري: كنا نأتي العالم فما نتعلَّم من أدبه أحبُّ إلينا مِن علمه. رابعًا: من حقوق العلماء على الأمة، ومِن صدق المحبة لهم: الدعاء لهم بظهر الغيب ليس في رسائل الجوالات فقط، بل دائمًا. وأبلغُ من ذلك ما قرأتُه عن سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أنه كان عدة مرات يلبِّي بالحج عن علماء ماتوا، ولم يتيسَّر لهم الحج. خامسًا: يا عبد الله، ويا طالب العلم، احرِص رعاك الله على الازدياد من طلب العلم، وعلى تعليمه لغيرك، مع الإخلاص لله سبحانه في طلبه وفي العمل به، وفي تعليمه، وتذكَّر دائمًا قوله سبحانه: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ * قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 9، 10]. فاحرِص على العمل بالقرآن والسنة، ففي الآيات السابقة حثٌّ على قيام الليل، وعلى طلب العلم، وعلى تحقيق الصبر بأنواعه، فاحرِص عليها جميعًا. سادسًا: اقتدِ رعاك الله بالعلماء في الحرص على العمل بالعلم مما تعلَّمته من آيات قرآنية وأحاديث نبوية ودلالتها، فالعملُ بالعلم هو زكاته وثمرته الحقيقية؛ نُقِل عن سفيان الثوري (ت 161) رحمه الله أنه كان يقول: ما بلَغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط، إلا عمِلت به ولو مرة. رحِم الله علماء الأمة، وأسكَنهم الفردوس الأعلى، وجزاهم الله خيرَ الجزاء على ما قدَّموه مِن نُصح وإرشادٍ، وما بذَلوه من أوقاتهم وعِلمهم وأموالهم، وحفِظكم الله، ورزَقكم العلم النافع والعملَ الصالح، وحُسنَ الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبصحابته الكرام رضي الله عنهم، ومَن بعدهم مِن علماء الأمة الأخيار. وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |