|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التربية القرآنية أبو سلمان راجح الحنق • خطبة الحاجة. • المقدمة: قال الله تعالى في كتابه الكريم القرآن العظيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29]. أيها المسلمون، هذه الآية الكريمة التي تُليت عليكم آية من سورة فاطر، وسورة فاطر من السور المكية، التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، والعجيب في هذه السورة أنها تربِّي المسلم من أول وهلة على قراءة كلام الله تعالى، وتدبُّر معانيه، وفهم مقاصده، وكذلك تربية المسلم على الصلاة التي هي عماد الدين، وهي الصلة بين العبد وربه، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن ضيَّعها ولم يؤدِّها كما أمره الله تعالى، فقد هدم الدين. وهذه الآية تربي المسلم كذلك على العطاء والإنفاق، والبذل، وسخاء النفس. أيها المسلمون، وإن من أعظم مقاصد القرآن الكريم: 1- إصلاح الاعتقاد. 2- وتهذيب الأخلاق. 3- والتعبد لله تعالى بشرعه الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا الشرع هو: الكتاب والسنة النبوية المطهرة. 4- عمارة الكون بالخير والصلاح. أيها الناس، وهذه الآية الكريمة من سورة فاطر: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29]، فيها إشارة إلى إصلاح النفس وتهذيبها، وتحقيق العبودية لله تعالى من خلال إقامة الصلاة، والمحافظة عليها، وأدائها مع الجماعة، وتربية النفس على البذل والعطاء والإحسان إلى الآخرين، وتعويد النفس على السخاء والإنفاق، ومحاصرة الشحِّ والبخل، وتقليله في المجتمع، وهذه بعض مقاصد تلك الآية الكريمة. أيها المسلمون، قال العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29]، قال: "يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين من صفاتهم ومن أهم أعمالهم: تلاوة كلام الله تعالى، ويؤمنون به، ويعملون بما فيه، ومن إقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله، لماذا كل ذلك؟ يرجون تجارة لن تبور". وقال بعض العلماء في تفسير تلك الآية: أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيجتنبونها، وفي أخباره فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدِّمون على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قولًا ولا رأيًا، ومن صفات أهل الإيمان مع كلام الله تعالى تلاوة ألفاظه، والسير على هُداه، والعمل بما في كتاب الله تعالى وبما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك من أعمال المؤمنين ومن صفاتهم، ودليل صدق على إيمانهم: إقامة الصلاة والمحافظة عليها، وأداؤها مع الجماعة، والصلاة هي عماد الدين، ونور لكل مسلم، وهي ميزان الإيمان، وعلامة صدق على الاستسلام لله تعالى، والصلاة دليل على صدق العبد في إيمانه بالقرآن، ودليل وبرهان على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما إذا أضعنا الصلاة، وتهاون فيها المسلم، ولم يحرص على أدائها مع الجماعة، ولم يحرص على وقتها، فنحن كاذبون في العمل بالقرآن، وغير صادقين في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أيها المسلمون، ومن أوصاف أهل الإيمان: النفقة والبذل والعطاء على الأقارب والأرحام، والمساكين والأيتام وغيرهم، كل ذلك منهم؛ لأنهم ﴿ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29]، ويرجون أجرًا وثوابًا مضاعفًا من الله تعالى: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه وأزواجه أجمعين؛ أما بعد أيها الناس:فاتقوا الله تعالى حق التقوى، واشكروه على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، واعبدوه سبحانه وتعالى في السراء والضراء، وكونوا على صلاتكم محافظين، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله تعالى، فتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون، واستعينوا على لأواء هذه الحياة ومتاعبها بالله تعالى، ثم بالصبر والصلاة، وحافظوا على الجمع والجماعات، وأكثروا من تلاوة كلام الله تعالى، واستمعوا إلى القرآن الكريم من خلال الصلوات، واحرصوا على اتباع سُنة وهَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا كما رأيتموني أُصلي)). وأكثروا - عباد الله - من فعل الخيرات؛ كنوافل الطاعات والصدقات، وكثرة ذكر الله تعالى والاستغفار، واحفظوا جوارحكم من الخطايا والزلَّات، وحافظوا على ألسنتكم من سقط الكلام، وفُحش القول، ومن السبِّ واللعن، والغِيبة والنميمة، وقول الزور وشهادة الزور، والقول على الناس بغير حق. وأكثروا من الدعاء، وأصلحوا ما بينكم وبين رب السماء. وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، خير معلم للبشرية، ومن جعله الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، ومن أرسله الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين. صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه وأزواجه أجمعين. الدعاء...
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |