|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العلم عبادة ورسالة لبناء الإنسان والمجتمع عبدالله بن إبراهيم الحضريتي الخطبة الأولى الحمد لله الذي بسط لعباده الطريق إلى معرفته، وجعل العلم سبيلًا لرفعتهم وعزهم، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:فأوصيكم- أيها المسلمون- ونفسي الخاطئة أولًا بتقوى الله، فاتقوه سرًّا وعلنًا، واعلموا أنه ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282]. فليس المرء يولد عالمًا ![]() وليس أخو علم كمن هو جاهل ![]() ![]() ![]() عباد الله، نفتتح عامًا دراسيًّا جديدًا، وفي الميزان الشرعي فإن العلم نعمة عظيمة ومسؤولية جسيمة؛ قال ربنا جل وعلا: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقال سبحانه: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]. وقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَلَك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنة». فالعلم نور القلب، وحياة الروح، وسبيل الفرق بين الحق والباطل، وبه يرتقي الفرد ويعلو المجتمع. يا طلاب العلم، اجتهدوا وانضبطوا واحرصوا على أوقاتكم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك، واستعِنْ بالله ولا تعجز»، وكم من طالب بذل جهده فأثمرت حياته علمًا وعملًا، وكم من مُفرِّط أضاع أوقاته فأضاع دنياه وآخرته. وأنتم أيها المعلمون، إنكم تحملون أشرف رسالة، تغرسون القيم، وتعلمون الخير، وتربون الأجيال. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته، وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر، ليصلُّون على مُعَلِّم الناس الخير». أيها الأحبة، تأمَّلوا في المشهد المبهر: طالب يطلب العلم بإخلاص، ومعلم يؤدي أمانته بوفاء، وأسرة تحفز وتشجع؛ هنا ينشأ جيل يعرف ربه، ويخدم دينه، ويحب وطنه، ويحمل رسالة الخير للعالمين. وأنتم- أيتها الأسر المسلمة- مسؤولون أمام الله عن أبنائكم، تهيئون لهم البيئة الطيبة، وتشجعونهم على طلب العلم، وتراقبون سلوكهم، وتذكروا أن كل نجاح يحققه أبناؤكم، وكل خير يصلون إليه، إنما هو صدقة جارية في صحائفكم، وذخر يبقى بعد رحيلكم. فالعلم بيت أعمدته ثلاثة: طالب مجتهد، ومعلم مخلص، وأسرة متابعة. ومن أراد المجتمع صالحًا فليبْنِ هذا البيت. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.عباد الله، إن العلم المثمر هو ما أقام في القلب إيمانًا، وفي السلوك صلاحًا، وفي المجتمع خيرًا، فطلب العلم ليس للشهادات والوظائف فحسب؛ بل هو طاعة وعبادة وقربة إلى الله. فلنُقبِل جميعًا على العلم والتربية، نبدأ عامنا بهمة وعزيمة، ونستحضر أن كل كلمة تتعلمها وتعلمها هي ذخر يبقى بعد الممات. عباد الله، تذكروا أن كل جهد تبذلونه، وكل تعب يمر بكم، وكل خروج وعودة، وكل انضباط وصبر، هو أجر عظيم يكتب لكم. فلا تشكو سلوككم، ولا تستحضروا السلبيات؛ بل انظروا للخير والإيجابيات، وتفاءلوا، فكل ما يمرُّ بكم يحسب حسنةً، وينعكس فرحه وخيره عليكم وعلى أبنائكم وطلابكم. عباد الله، اجعلوا هذا العام عام همة وجد، واذكروا أن العلم عبادة ورسالة لبناء الإنسان والمجتمع؛ فمن عمل به نجا، ومن قصر فيه خاب وخسر. اللهم اجعل علمنا نافعًا، وعملنا صالحًا، وأولادنا صالحين، ومعلمينا مخلصين، وبلادنا في أمن وإيمان ورغد وإحسان. الدعاء.......
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |