ذوق الفقه الحوائل .. والنوائل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5019 - عددالزوار : 2155657 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4601 - عددالزوار : 1436211 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 36 - عددالزوار : 10352 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1340 )           »          ذكــرى فتـح الأنـدلس – وثمانية قرون من المجد والحضارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          غزوة بدر الكبرى .. يوم الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          رمضــان والرجـــوع إلـى اللـه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تفسير آيات الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 236 )           »          رمضان في عيون العلماء والدعاة مدرسة إيمانية وتربوية وسلوكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          ينهى صاحبه عن المعاصي وهو سبيل إلى شكر الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2025, 12:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,400
الدولة : Egypt
افتراضي ذوق الفقه الحوائل .. والنوائل

ذوق الفقه الحوائل .. والنوائل

من الأسئلة التي تتوارد على الأذهان: ألا توجد كتابات فقهية تجمع بين الفكرة الناصعة والعبارة المشرقة والنقول المعزِّزة؟ كتاباتٌ لا تنقصها الخبرة بالمدوَّنات الفقهية، ولا تعوِزُها الشواهد الشرعية، ولا تفتقر للقضايا الواقعية؟ مصنفاتٌ يطالعها المتفقه في آخر النهار، فيجد أثرًا لبعض أفكارها وصدىً لبعض مقرَّراتها وهو يدقِّقُ النظرَ في ألفاظ المتن الذي يتحفَّظُه وَجْهَ النهار وآخرَه.
مؤلفات فقهية يَرِدُها الفقيه والمتفقّه فيصدران عنها وقد وَجَدا فيها شيئًا يشفي العِلَّة ويروي الغَلَّة ويوقد ذُبالة الفِكْرة؟ فهما يجدان فيها شيئًا من بغيتَهما على حَدٍّ سواء!
الحقيقة أننا نبعد النجعة وننأى عن أسوار الحقيقة ونبوء بظلم النتاج الفقهي المعاصر إذا كنا سنجيب على هذه الأسئلة -على طريقة بعضهم في تبخيس أهل زمانه- بالنفي والسَّلْب والإزراء؛ إذْ إنَّ الساحة الفقهية خصوصًا والعلمية عمومًا حفلتْ بمؤلفات نافعة خليقة بالنظر وجديرة بالاقتناء لاسيَّما في السنوات الأخيرة، فقد بَرَزَ فيها إلى السطح باحثون في الفقه على درجة من حسن الاطلاع وجمال العبارة.
من هذه الكتب الوافية بالشروط السالفة كتاب سيصدر في معرض الكتاب لهذا العام 1447 هـ، وهو كتاب ذوق الفقه الحوائل .. والنوائل للباحث عثمان بن عبدالله العمودي.

فهذا الكتاب يتَّسِم بحسن المعالجة ولُطْفِ الإشارة وجودةِ العبارة وكثرةِ الشواهد، وهو يعالج قضايا الفقه على مستوى تصحيح النظر الفقهي وتبديد الغيوم المتكاثفة التي تحول دون نفاذ البصيرة.
وقد أحسن المؤلف حينما قَسَمَ كتابَه إلى قسمين: الحوائل، والنوائل. فالشطر الأول يتعلق بتخلية القلب من الصوارف والشواغل؛ ليكون على أهبة الاستعداد لتحليتِهِ بالنوائل والفوز بثمرتها.
وعلى جمال الفصول التي يكتبها الباحثون في هذه الأبواب إلا أني شديد الولع بكل فصلٍ يخطّه باحث موفَّق يرشد إلى العيش مع الوحي والقرب من منابعه وطول الاتصال به، ويسلك بالطالب طريقًا يبتدئ بالمتون الفقهية، وينتهي به إلى تدبر الوحي وفهم منازع العلماء منه، فإنه الينبوع الذي لا ينضب، والنور الذي لا يدركه الخفوت، ولا يلحقه الزوال والاضمحلال، وهذا هو أصل التفقه الصحيح وغايته القريبة، ولذلك يقول ابن تيمية: (التفقه في الدين معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها السمعية، فمن لم يعرف ذلك لم يكن متفقهًا في الدين).
ففي كثيرٍ من الكتابات الفقهية والمناهج الشائعة تجد مسافةً شاسعة تحول الانتفاع بالوحي، مع اطراحِ ذلك والبراءة التامة منه نظريًّا، وأما على صعيد التطبيق فأنت حيالَ أسوارٍ منيعة ومفازات واسعة تجعل الاستفادة من الوحي بالتلقي والاستهداء والنظر من علوم الغيب الميؤوس من معرفتها، والتي تنقطع دونها أعناق المطايا.
ولذلك تكثر المعارضات النظرية في بعض المناهج الفقهية الشائعة: وذلك مثل: أأنت أعلم من الإمام فلان؟! يقول ابن تيمية عن هذه المعارضة: (إذا قيل لهذا المستهدي المسترشد: أنت أعلم أم الإمام الفلاني؟ كانت هذه معارضةً فاسدة، لأن الإمام الفلاني قد خالفه في هذه المسألة من هو نظيره من الأئمة، ولستَ أعلم من هذا ولا هذا).
والفقيه ما لم يستأنف النظر في كلِّ عصر بحسب ما تقتضيه الحوادث المتجددة فإنه سينأى بفقهه عن واقع الناس وحيواتهم، ولذلك من أمعن النظر وَجَدَ أن أجدى المناهج في التعليم والتفقه تعيش ما يشبه العزلة عن الواقع العملي على صعيد الفتوى وقضايا الاقتصاد والاجتماع وغيرها. ولذلك وغيره فقد وفق الباحث حينما جعل العيش من الوحي والنهل منه من النوائل والمنائح.
والحقيقة أنَّ من أحبَّ الكتابات إليَّ أيضًا تلك التي تبعث للمتلقي رسالة مباشرة بأن طريق التعلم والتفقّه رغم كونه لاحبًا بيِّنًا ظاهر المعالم إلا أنه لا يبلغ بقاصده شيئًا ذا بال ما لم يكن ذا صبر طويل على المشاق وصاحبَ احتمال للعوارض، وقد أحسن المصنف في سوق هذه الفكرة حينما عدّ من النوائل طول الممارسة وكثرة الفكرة وتعميق النظر فإنها توصل إلى تمام التصرف وذوق الفقه الذي قصد إليه الكتاب.
والكتاب يشتمل على فصول أخرى وُفِّقَ الباحثُ في سوقِها، وسُدِّد في سوقِ الشواهد عليها، وإنما قصدتُّ الإشارة السريعة الخاطفة، والله المسؤول أن ينفع بهذا البحث ويمنَّ على راقمه بالعفو والقبول.
____________________________________

الكاتب: سليمان بن ناصر العبودي









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.21 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]