اسم الله تعالى: المجيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1262 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1228 )           »          الفقه يؤخذ من كتب المذاهب لا من الأحاديث، ومن الفقهاء لا من المحدثين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وجهٌ آخرُ للهدية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 1318 )           »          أخلاقيات التاجر المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من عزائم مغفرة الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          شيخ الإسلام العلامة أحمد عارف حكمت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          من وجد قلبي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل الملبن الأحمر بالفول السودانى.. خليكى ناصحة ووفرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 11:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,562
الدولة : Egypt
افتراضي اسم الله تعالى: المجيد

اسم الله تعالى المجيد: (1/ 2)

ناصر عبدالغفور

إن من أعظم الواجبات معرفةَ ربِّ البريات، وإن من أجَلِّ الطرق لذلك العلمَ بأسمائه الحسنى والصفات؛ ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19][1].

ولا ريبَ أن نَيلَ ذلك يرفع صاحبه في الرُّتب السنيَّات، ويسمو به في الدرجات الرفيعات؛ ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، كيف لا؟ وموضوع هذا العلم أسماء رب الأرض والسماوات، العالم بالجلَوات والخلوات، القابض بنواصي الكائنات، قاهر الجبابرة بالموت والسكرات.

والعلم بهذا الباب من أعظم ما تُنال به السعادة من الأسباب؛ يقول الإمام مالك بن دينار رحمه الله تعالى: "خرج أهل الدنيا من الدنيا، ولم يذوقوا أطيبَ ما فيها، قالوا: وما هو يا أبا يحيى؟ قال: معرفة الله عز وجل"[2].

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "باب الأسماء والصفات: إنما يدخل منه إليه خواصُّ عباده وأوليائه، وهو باب المحبين حقًّا، الذي لا يدخل منه غيرهم، ولا يشبع من معرفته أحد منهم، بل كلما بدا[3] له منه علمٌ، ازداد شوقًا ومحبة وظمأ، وإنما تفاوتت منازلهم ومراتبهم في محبته على حسب تفاوت مراتبهم في معرفته والعلم به، فأعرفهم بالله أشدهم حبًّا له"[4].

وإن من لطف الله سبحانه وأعظم الرحمات أن تعرَّف إلينا بالكثير[5] من الأسماء والصفات، في نصوص الوحيين من أحاديث وآيات، فالحمد لله أولًا وآخرًا ما انفلق صبحٌ من ظلمات.

فمع اسم آخر في سلسلتنا المباركة؛ مع اسم الله تعالى (المجيد).

ونفس النهج بإذنه سأتبع عسى أن يستفيد قارئ وينتفع.
1- وروده في الكتاب والسنة.
2- معناه في اللغة.
3- معناه في حق البارئ سبحانه.
4- آثار الإيمان به، وهو المقصد والغاية من معرفة أسماء الله جل وعلا.

1- ورود اسم الله تعالى المجيد في الكتاب والسنة:
وروده في كتاب الله تعالى:
ورد اسم الله تعالى (المجيد) في موضعين من الكتاب الحكيم:
الأول: في سورة هود؛ في قوله جل وعلا: ﴿ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ﴾ [هود: 73].

الثاني: في سورة البروج على قراءة الرفع[6]؛ في قوله جل شأنه: ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [البروج: 15، 16].

وروده في السُّنة:
ورد اسم الله تعالى (المجيد) في سنة خير المرسلين وسيد الناس أجمعين، عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، في عدة أحاديث في بيان صفة الصلوات الإبراهيمية، هذه بعضها:
عن عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: أتى رسول الله رجلٌ حتى جلس بين يديه فقال: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، وأما الصلاة فأخبرنا بها، كيف نصلي عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى وددنا أن الرجل الذي سأله لم يسأله، ثم قال: ((إذا صليتم عليَّ فقولوا: اللهم صلِّ على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد))[7].

عن حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد))[8].

عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قلنا أو قالوا: يا رسول الله، أمرتنا أن نصلي عليك، وأن نسلِّم عليك، فأما السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم؛ إنك حميد مجيد))[9].

عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنَّينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم))[10].

تنبيه:
ورد اسم الله تعالى (المجيد) في حديث الأسماء، لكن هذا الحديث ضعيف بسرد الأسماء، صحيح[11] بدونها، كما نبَّه عليه الأئمة الأعلام؛ كمحدِّث العصر فخر الشام أبي عبدالرحمن ناصر الدين الألباني، عليه رحمة المنان[12].

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله تسعةً وتسعين اسمًا؛ مائة إلا واحدًا، إنه وِتر يحب الوتر، من حفِظها دخل الجنة؛ وهي: الله الواحد الصمد العفو الغفور الحليم الكريم التوَّاب الرب المجيد الولي الشهيد المبين البرهان...)).

2- معنى (المجيد) في اللغة:
المجيد في اللغة من المجد، ومادة (مجد) تدور في الأصل حول السَّعة والشرف؛ فالمجد له معنيان:
السعة والكثرة.
الشرف التام الكامل.

وهذه بعض أقوال علماء اللغة في ذلك:
قال صاحب (النهاية في غريب الأثر): "المجد في كلام العرب: الشرف الواسع، ورجل ماجد: مِفضال كثير الخير شريف، المجيد: فعيل منه للمبالغة، وقيل: هو الكريم الفعَّال، وقيل: إذا قارن شرف الذات حُسن الفِعال سُمِّي مجدًا، وفعيل أبلغ من فاعل، فكأنه يجمع معنى الجليل والوهاب والكريم"[13].

يقول ابن منظور رحمه الله تعالى في (لسانه): "مجد: المجد المروءة والسخاء، والمجد الكرم والشرف، وقد مجد يمجُد مجدًا، فهو ماجد، ومجُد بالضم مجادةً فهو مجيد، وتمجَّد، والمجد كرم فِعاله، وأمجده ومجَّده، كلاهما: عظمه وأثنى عليه، وتماجد القوم فيما بينهم: ذكروا مجدهم... والمجيد فعيل منه للمبالغة، وقيل: هو الكريم المفضال... والمجيد من صفات الله عز وجل، وفي التنزيل العزيز: ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾ [البروج: 15]، وفي أسماء الله تعالى الماجد... الله تعالى هو المجيد؛ تمجَّد بفعاله، ومجَّده خلقه لعظمته"[14].

وفي تاج العروس: "مجد: المجد: نيل الشرف، وقيل: هو الأخذ من الشرف والسؤدد ما يكفي، والمجيد: فعيل من المجد للمبالغة، وهو في أسمائه تعالى يجمع معنى الجليل والوهاب؛ وفي التنزيل العزيز: ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾ [البروج: 15]؛ قال أبو إسحاق: معنى المجيد: الكريم، فمن خفض المجيد فمن صفة العرش، ومن رفع فمن صفة ذو، وقيل: المجيد: الكريم المفضال، في صفات الله تعالى، والمجيد أيضًا: الشريف الذات، الحسن الفِعال"[15].

قال ابن فارس: "مجد: الميم والجيم والدال أصل صحيح، يدل على بلوغ النهاية، ولا يكون إلا في محمود، منه المجد: بلوغ النهاية في الكرم، والله الماجد والمجيد، لا كرم فوق كرمه، وتقول العرب: ماجَدَ فلان فلانًا: فاخره، وأما قولهم: مجدت الإبل مجودًا، فقالوا: معناه: أنها نالت قريبًا من شبعها من الرطب وغيره، وقال قوم: أمجدت الدابة: علفتها ما كفاها"[16].

وفي (تهذيب اللغة) للإمام الأزهري: "مجد: قال الليث: المجد: نيل الشرف، وقد مجَد الرجل، ومجُد: لغتان[17]، والمجد: كرم فِعاله، والله تبارك وتعالى هو المجيد، تمجَّد بفِعاله، ومجَّده خلقه لعظمته؛ وقال جل وعز: ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾ [البروج: 15]"[18].

وفي (مختار الصحاح): "مجد: م ج د: المجد الكرم، وقد مجُد الرجل بالضم مجدًا، فهو مجيد وماجد"[19].

وأُنهي هذه الإطلالة على كتب اللغة بكلام الإمام الزجَّاج رحمه الله تعالى: "المجيد: أصل المجد في الكلام الكثرة والسعة، وهو مأخوذ من قولهم: أمجدتُ الدابة: إذا أكثرْت علفها، وفي المثل: في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار؛ أي: أكْثِرْ منها؛ فالماجد في اللغة: الكثير الشرف، والله تعالى ذكره أمجد الأمجدين، وأكرم الأكرمين"[20].

3- معنى (المجيد) في حق البارئ سبحانه:
يقول علَّامة الحجاز عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: "مجيد، والمجد: هو عظمة الصفات وسعتها، فله صفات الكمال، وله من كل صفة كمالٍ أكملُها وأتمها وأعمها"[21].

ويقول في موضع آخر من تفسيره: "المجيد، الكبير، العظيم، الجليل، وهو الموصوف بصفات المجد، والكبرياء، والعظمة، والجلال، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجَل وأعلى، وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد مُلئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله، والخضوع له والتذلل لكبريائه"[22].

وفي تفسيره لسورة البروج يقول رحمه الله تعالى: "وأما على قراءة الرفع[23]، فإن المجيد نعت لله، والمجد سعة الأوصاف وعظمتها"[24].

وفي كتابه (تفسير أسماء الله الحسنى) يقول: "المجيد الذي له المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات وسعتها، فكل وصف من أوصافه عظيمٌ شأنه، فهو العليم الكامل في علمه، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه، الحكيم الكامل في حكمته إلى بقية أسمائه وصفاته"[25].

جاء في كتاب (دلالة الكتاب والسنة على التنزيه): "المجيد؛ وهو الذي كثُرت صفات كماله، وبلغت كل صفة منها غاية الكمال، فالمجيد يدل على كثرة أوصاف الكمال، وكمال كل صفة منها؛ فله العظمة والجلال في كل صفة من صفات الكمال، ومثله اسم العظيم، والواسع، والجليل، والكبير؛ فإن هذه الأسماء أيضًا موضوعة للسَّعة والكثرة والعظمة، فتدل على صفات الكمال، وتتناولها جميعًا تناول الاسم الدال على صفة واحدة لكامل معناه"[26].

يقول الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله تعالى: "وهو من الأسماء الدالة على أوصاف عديدة لا على معنى مفرد، معناه واسع الصفات عظيمها، فالمجيد يرجع إلى عظمة أوصافه وكثرتها وسعتها، وإلى عظمة ملكه وسلطانه، وإلى تفرده بالكمال المطلق، والجلال المطلق، والجمال المطلق"[27].

يقول العلامة ابن عطية رحمه الله تعالى: "أي: عظيم الشأن لا حدَّ لنِعمه"[28].

يقول العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره لاسم الله (المجيد): "كثير الإحسان إلى عباده بما يُفيضه عليهم من الخيرات"[29].

يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "وأصل المجد في كلامهم السَّعة، يُقال: رجل ماجد، إذا كان سخيًّا واسعَ العطاء"[30].

يقول الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله تعالى: "مجيد، يقول: ذو مجد ومدح وثناء كريم.

يُقال في فعل منه: مجُد الرجل يمجُد مجادة إذا صار كذلك، وإذا أردت أنك مدحته قلت: مجَّدته تمجيدًا"[31].

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "مجيد: ممجد في صفاته وذاته"[32].

يقول الإمام الرازي رحمه الله تعالى: "والمجيد الماجد، وهو ذو الشرف والكرم"[33].

يقول حجَّة الإسلام الغزالي رحمه الله تعالى في (مقصده): "المجيد: هو الشريف ذاته، الجميل أفعاله، الجزيل عطاؤه ونواله، فكأن شرف الذات إذا قارنه حسن الفِعال سُمي مجدًا، وهو الماجد[34] أيضًا، ولكن أحدهما أدل على المبالغة، وكأنه يجمع معاني اسم الجليل والوهاب والكريم"[35].

وقد أورد الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في شرحه لاسم المجيد كلامًا للإمام ابن العربي رحمه الله تعالى، ذكر فيه هذا التعريف لحجة الإسلام، لكن دون تسميته بل قال: "وقال بعض الأشياخ، ثم ردَّ الإمام ابن العربي على هذا التعريف بأربعة وجوه"[36].

ويقول[37] في موضع آخر: "المجيد يدل على سعة الإكرام مع شرف الذات"[38].

قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى: "المجيد الواسع الكريم، وأصل المجد في كلامهم السعة، يقال: رجل ماجد إذا كان سخيًّا واسع العطاء"[39].

يقول الحليمي رحمه الله تعالى: "المجيد: المنيع المحمود؛ لأن العرب لا تقول لكل محمود مجيد، ولا لكل منيع مجيد، والبارئ تعالى جل ثناؤه يجل عن أن يُرام وأن يُوصل إليه، وهو مع ذلك محسن مُفضِل، لا يستطيع العبد أن يحصي نعمه، ولو استنفذ مدته، فاستحق اسم المجيد"[40].

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته: "وهو المجيد صفاته أوصاف تعظيم، فشأن الوصف أعظم شأن"[41].

وفي موضع آخر يقول رحمه الله تعالى: "المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا؛ فإنه موضوع للسعة، والكثرة، والزيادة"[42].

يقول العلامة الهراس رحمه الله تعالى: "وقد فسر المؤلف هذا الاسم الكريم بما ينبئ عن عظمة الصفات وسعتها، وأن كل وصف من أوصافه سبحانه عظيم شأنه، متناهٍ في كمال، فهو العليم الكامل في علمه، والرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، والقدير الذي لا يعجزه شيء، والحليم الكامل في حِلمه، والحكيم الكامل في حكمه، إلى آخر ما له سبحانه من الأسماء والصفات، بلغت غاية المجد والعظمة، فليس في شيء منها قصور أو نقصان"[43].

يتبع إن شاء الله تعالى...

والقسم الثاني من هذه الدراسة ستخصص لبيان آثار الإيمان باسم الله المجيد، وهو المقصد والغاية من معرفة أسماء الله تعالى.

[1]وهذا العلم الذي أمر الله به؛ وهو العلم بتوحيد الله، فرض عين على كل إنسان، لا يسقط عن أحد، كائنًا من كان، بل كلٌّ مضطر إلى ذلك، والطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا هو أمور: أحدها بل أعظمها: تدبر أسمائه وصفاته، وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلالته؛ [تيسير الرحمن:787].

[2] رواه أبو نعيم في الحلية (2/ 358).

[3] بمعنى ظهر.

[4] طريق الهجرتين: 470، 471.

[5] وليس بكلها؛ فإن أسماء الله تعالى وصفاته غير محصورة ولا معلومة لنا كلها، كما سبق بيانه في فاتحة هذه السلسلة المباركة.

[6] أما على قراءة الجر، فإن المجيد يكون وصفًا للعرش، وقد قرأ بكسر الدال كلٌّ من الكسائي وحمزة وخلف العاشر رحمهم الله تعالى، وقرأ باقي العشرة - عاصم ونافع، وابن عامر وعمرو البصري، وابن كثير وأبو جعفر المدني، ويعقوب الحضرمي - بالرفع.

[7] تحقيقفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ إسماعيل بن إسحاق القاضي الأزدي الجهضمي (المتوفى: 282هـ)، والتحقيق للعلامة الألباني: 55.

[8] صحيح مسلم.

[9] صحيح أبي داود.

[10] صحيح مسلم، وقد رأيت أن أذكر كل هذه الأحاديث تذكيرًا ببعض صفات الصلوات الإبراهيمية.

[11] فقد رواه الإمامان البخاري ومسلم، وزيادة: (إنه وِتر يحب الوتر)، ذكرها مسلم دون البخاري؛ قال الإمام مسلم بعد ذكر الحديث: "إنه وتر يحب الوتر".

[12] المشكاة (2288/ التحقيق الثاني).

[13] النهاية في غريب الأثر، مادة: مجد.

[14] لسان العرب: 3/ 395.

[15] تاج العروس: 9/ 150 - 152.

[16] معجم مقاييس اللغة: 5/ 297.

[17] فمَجَدَ يَمْجُدُ مَجْدًا فهو ماجد، ومَجُد بالضم مَجادةً، فهو مجيد.

[18] تهذيب اللغة: 3/ 484، 485.

[19] مختار الصحاح: 642.

[20] تفسير أسماء الله الحسنى: 53.

[21] تيسير الرحمن: 386.

[22] نفسه: 946.

[23] سبقت الإشارة إلى اختلاف القرَّاء في ذلك (انظر الهامش رقم 6).

[24] نفسه: 918.

[25] تفسير أسماء الله الحسنى للشيخ عبدالرحمن السعدي، ص:237، دراسة وتحقيق عبيد بن علي العبيد.

[26] دلالة الأسماء الحسنى علىالتنزيه للدكتور عيسى بن عبدالله السعدي.

[27] فقه الأسماء الحسنى: 237.

[28] التحرير والتنوير: 12/ 122.

[29] فتح القدير: 2/ 738.

[30] زاد المسير: 4/ 133.

[31] جامع البيان: 15/ 400.

[32] تفسير ابن كثير: 4/ 335.

[33] مفاتيح الغيب: 18/ 24.

[34] سيأتي الكلام إن شاء الله تعالى عن اسم (الماجد)، وهل هو ثابت كاسم من أسماء الله الحسنى؟

[35] المقصد الأسنى: 123.

[36] تنظر لمن رام معرفتها في الأسنى ص:236، 237، (حتى لا يقع خلط؛ فكتاب الإمام الغزالي موسوم بالمقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى، وكتاب الإمام القرطبي اسمه الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى).

[37] أقصد الإمام الغزالي رحمه الله تعالى.

[38] المقصد الأسنى: 159.

[39] الأسماء والصفات للإمام البيهقي: 57، دار المكتبة العلمية.

[40] الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى: 235، 236، والأسماء والصفات للإمام البيهقي:57.

[41] متن القصيدة النونية (المسماة بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية): 203.

[42] بدائع الفوائد: 1/ 166.

[43] شرح القصيدة النونية: 2/ 456.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.81 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]