الإسلام يدعو إلى الرفق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أدب المتعلم تجاه المعلم (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 90 - عددالزوار : 16288 )           »          وقفات مع آية خسوف القمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1822 )           »          الأمل عبادة والثبات موقف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 129 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 27258 )           »          خطورة قول: ما رأيك في هذا الحكم الشرعي؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف تحمي الأسر العريقة أجيالها من الرفاهية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 01:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي الإسلام يدعو إلى الرفق

الإسلام يدعو إلى الرِّفق

الشيخ ندا أبو أحمد

يمتاز الإسلام دين الله الخاتم بأنه دين السماحة والرحمة، والحلم والأناة، والصفح والعفو والرفق في كلِّ شيء، في التعامل مع الناس، في البيع والشراء، في الأخذ والعطاء، والرفق بكل شيء، بالإنسان، بالطير، بالحيوان، ولا غرو، فقد كان نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سلوكه كله في فعله وتركه، في حركاته وسكناته - نموذجًا حيًّا لهذا الأدب السامي الرفيع، ومثلًا أعلى لهذا الخلق العظيم.

ولم ينتشر الإسلام في ربوع الجزيرة العربية كلها، أو خارجها بحد السيف كما يرجف بذلك أعداء الإسلام وأذيالهم، لم ينتشر بالغلظة والشدة والقسوة أو الغطرسة والتعالي، كلا بل انتشر بعظيم خلق نبيه، ولين جانبه، وحلمه وصفحه، ورِفقه وأناته صلى الله عليه وسلم، انتشر الإسلام بقوة إقناعه، وسمو آدابه، ووضوح مبادئه، وسهولة ويُسر تعاليمه.


كيف لا؟! وها هو ذا كتاب الله سبحانه وتعالى يخاطب نبي الإسلام محمدًا صلى الله عليه وسلم موضحًا السبب المباشر في التفاف الناس حوله، وانطوائهم تحت راية الإسلام، واستهانتهم بما تعرضوا له من أذى واضطهاد، فقال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاورْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾[آل عمران: 159].

أجل! لقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الرفق، ويتحلى به، ويدعو إليه، ويحث المؤمنين على التحلي به، فقد أخرج البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيِقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ"، ويجعل النبي صلى الله عليه وسلم الرفق زينة لمن يتحلى به؛ فقد أخرج الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ".


لقد كان صلى الله عليه وسلم رفيقًا حتى بمن آذاه واعتدى عليه، والتاريخ الإسلامي المجيد مليء بعشرات الصور الفريدة في هذا الباب، إنه دائمًا يضرب لأمته المثل من نفسه ليقتدوا به ويسيروا على هديه.


وها هو ذا صلى الله عليه وسلم يضرب لنا مثلًا في الرفق بمن يرتكب خطأً ولو كان هذا الخطأ عظيمًا في نظر من يغار على دينه، وفي سعة الصدر في التعامل مع الآخرين، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنهأن أعرابيًّا بال في المسجد، فقام الناس ليقعوا به[1]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعُوهُ فأهْريقُوا عَلىَ بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ ماءٍ، أو ذَنُوبًا مِنْ ماءٍ، فإنَّمَا بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولَم تُبعَثُوا مُعَسِّرِينَ".

ليس هناك في نظر الغيورين على إسلامهم أفحشُ من أن يبول عاقل مدرك في المسجد، لهذا هَمَّ الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين بالهجوم على الرجل الذي فعلها ليضربوه، لكن الرسول العظيم الرفيق بمن بُعث إليهم، يُهدئ مِن رَوعهم، ويأمرهم أن يتركوا الرجل حتى ينتهي من بوله، وحتى لا يصاب بضرر ما، أو يناله أذى بسبب احتباس البول، وحتى لا ينتشر البول هنا وهناك، وتنتشر النجاسة في المسجد كله، ثم يتجه إليه في هدوء، ويكلمه برفق ولين، قائلًا: "إِنَّ المَسْجِدَ لَا يُبَالُ فِيهِ، وَإِنَّمَا بُنِيَ لِذِكْرِ الله وَلِلصَّلَاةِ".


ويتأثر الرجل الفظ الجلف برِفقه صلى الله عليه وسلم، فيقول: بأبي وأمي يا رسول الله، لم تؤنب، ولم تعنف، ولم تَسُبَّ، ثم يبلغ تأثره مداه وهو يقول: "اللهم اغفر لي ولمحمد، ولا تغفر معنا لأحد أبدًا".



ويعلمنا صلوات الله وسلامه عليه الرفق بكل شيء حتى ولو كان طيرًا أو حيوانًا نذبحه، أو إنسانًا أجرم واستحق إقامة الحد عليه، فقد أخرج الإمام مسلم عن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ".

هذا جانب من الأدب الإسلامي الرفيع، ولون من ألوان الخلق الإسلامي القويم، نقدِّمه للغرب المتحضر؛ لينظر إليه نظرة متجردة، وليروا كم هو عظيم، وكم هو رحيم بالإنسانية كلها، بل رفيق بالمخلوقات كلها حتى بالطير والحيوان.

نقدِّمه أيضًا لهؤلاء الذين يتصدون للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى على جهل بدينه، وعمى بصيرة أبعده بعدًا شاسعًا عن هديه وتعاليمه، ويتخلقون بكل خلقٍ منافٍ للإسلام ومبادئه وآدابه: من قسوة وغلظة، وعنف وجفوة، ناسين أو متناسين قول الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه لإمام أنبيائه وخاتم مرسليه صلى الله عليه وسلم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199].

ألا فليتحلَّ كلٌّ منا بفضيلة الرفق، ليكن رفيقًا بأبنائه رفيقًا بمن يعول، رفيقًا بمن تحت يده، رفيقًا بمن حمَّله الله تعالى مسؤوليتهم، رفيقًا في تعامله كله، فقد أخرج الإمام مسلم من حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرمِ الخيْرَ كُلَّهُ".

[1] ليقعوا به: أي بالسب والضرب.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]